جريمة النسخ في الأحاديث ❌ [26]،. الخمسون صلاة،.
ــــ نسخ الخمسون صلاة،.
من الأمور التي ادعي فيها النسخ [مناسيخ غريبة!]، أن الصلوات أول ما فرضت على الأمة كانت خمسين صلاة، ثم "نسخها االله وبدل قوله" فصارت خمس صلوات في اليوم والليلة،. وذلك في رحلة العروج،.
ولكن،. هل دعوى النسخ فيها صحيحة؟!،. الجواب : لا،. لماذا؟!،. لعدة أسباب،.
ــــ أولاً،. وسنخاطبهم بما يدينون به،. [الكلام هنا في دينهم الذي ارتضوه لأنفسهم]،. يفترض بالمنسوخ أن يُعمل به برهة من الزمن ثم يُلغى، مثل ادعائهم النسخ في كل الحالات التي ادُّعِيَ فيها النسخ [وكلها باطلة، كما سبق وبينّا فيها]،. مثل القبلة، الخمر، الصوم، المصابرة، تربص الأرملة، الصدقة عند النجوى، والزنا الذي يسمونها المتعة، وغيرها،.. كلها كانت مفعَّلة لمدةٍ [كما يزعم النُساخ]،. ثم تغيّر الحكم لغيرها [عندهم]،. وهذا مالم يحصل في الخمسين صلاة،. فلا أحد صلى الخمسين صلاة، ولا حتى النّبي ﷺ نفسه،. فهذه حالة شاذة من حالات النسخ عندهم،. فلا يمكن ادعاء النسخ فيها،.
ــــ ثانياً،. الذي ينسخ هو الله وحده [وقد ذكرنا أدلة هذا في الجزء الأول]،. ولكن في قصة العروج لم يذكر الله أنه نسخ هذا الحكم،. فإن كنت مدعياً النسخ فيها، فعليك بهذه اللفظة تحديداً [نسخ]،. أو أي لفظة مشتقة منها [نسختُ، نسخنا، ننسخ، نستنسخ، نسخناها، إني نسختها، نُسخت بتلك....]،. لا أن تأتي أنت يا شيخ على حادثة معينة،. فتَفهم منها بذوقك وفهمك الشخصي فتقول هذه منسوخة!!،. عَفواً، فالدين ليس دين أمك وأبوك، بل هو دين الله، هو يحكم فيه بما يشاء،. هو يقرر بأن هذا نسخٌ وهذه صدقة، وهذا تخفيف، وذاك تشريعٌ وليس بنسخ،. أما لو ترك الأمر للأهواء والأذواق والأفهام لقال من شاء ما شاء،. وأصبح الدين صالونة بطاطا وبصل وكزبرة،.
ــ سيقول النُساخ : [لا مشاحة في الاصطلاح] وإن كانت مشكلتكم في المسألة هي لفظة (النسخ)،. فلا تتضايقوا، سنستخدم كلمة أخرى،. [بدل الله قوله]،. سيأتيكم الرد في (خامساً) إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،.
ــــ ثالثاً،. النّبي ﷺ نفسه، وهو صاحب الحدث،. لم يدعي أنها (نُسِخت)،. وهو أفهم وأعلم الخلق بهذا الأمر عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم، فهو صاحبه وعليه كتبت الصلوات الخمسون ولم يقل بأنها قد نُسخت لخمس صلوات،. فمن الذي يجرؤ على التقديم بين يديه وتقرير مالم يقرره النّبي ﷺ؟!،. قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ((لَا تُقَدِّمُوا۟ بَیۡنَ یَدَيِ ٱللهِ وَرَسُولِه وَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ)) إِنَّ ٱللهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرۡفَعُوۤا۟ أَصۡوَاتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيّ وَلَا تَجۡهَرُوا۟ لَهُ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَالُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ﴾ [الحجرات 1 - 2]،.
ــــ رابعاً،. الذين كتبوا في النسخ "من الأولين"،. مَرّوا على حالات زعموا فيها النسخ وأبطلوا وأفسدوا كثيراً من الآيات والأحاديث،. ولم يقل أحدٌ منهم بأن الخمسين صلاةً منسوخة بالخمس، عدا شخص واحد اسمه القاشاني [ولا يعدو أن يكون غبياً لا يفقه إلا ظاهراً في اللسان العربي كبقية الشيوخ]،. وقد ردّ عليه النحاس في كتابه "الناسخ والمنسوخ" بعد أن ذكر اسمه،. وقال أنه خرج عن قول العلماء بقوله هذا،. أما الذين نصروا النسخ بإضافة هذه الحادثة في قائمة المنسوخات،. فهم النُساخ المعاصرون،.
فهي أساساً مجرد مجاملة مُبتَدَعة من المتأخرين والمعاصرين،. وهذه كتب النسخ بين أيديكم، اذهبوا واستخرجوا منها أن الخمسين صلاة منسوخة،. لن تجدوها إلا عند غلمة العلم المعاصرين [على وزن طلبة العلم]، وسفهاء اليوتيوب والكلابهاوس، من الفُرس والأعاجم،.
قال أبو جعفر النحاس،. "ﻭﺃﺟﺎﺯ ﻗﺎﺋﻞ ﻫﺬا، ﺃﻥ ﻳُﻨﺴﺦ اﻟﺸﻲء ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺻﻼﺓ ﺛﻢ ﻧﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺇﺫا ﻧﺎﺟﻴﺘﻢ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﻘﺪﻣﻮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻧﺠﻮاﻛﻢ ﺻﺪﻗﺔ} ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺪﻩ {ﻓﺈﺫ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا} اﻵﻳﺔ [وقد رددنا عليها وأثبتنا أنها ليست منسوخة في الجزء 20] ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ {اﻵﻥ ﺧﻔﻒ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﺿﻌﻔﺎ} [وقد رددنا عليهم وأثبتنا أنها ليست منسوخة في الجزء 15] ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﻘﻮﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺇﺫا ﻓﺮﺽ ﺷﻴﺌﺎ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺣﺐ، ﺛﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﺇﺫا ﺷﺎء [عجيب، وهل قول الشافعي حجة ليُحتَج به؟!]،. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ: ﻓﻬﺬا ﻗﻮﻝ، ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﻧﻲ ((ﺇﻥ ﻫﺬا ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺦ)) ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺸﻲء ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻤﺘﺪ، ((ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻧﺴﺦ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا. ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻟﺮﺟﻞ ﻗﻢ, ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻻ ﺗﻘﻢ, ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺬا ﺑﺪاء, ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻠﻪ، ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ اﺫﺑﺢ ﺛﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻻ ﺗﺬﺑﺢ، ﻓﻬﺬا ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺳﺦ ﻭﻻ ﻣﻨﺴﻮﺥ)) ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﺬا اﻟﺬﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘﻄﻊ ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﷺ ((ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺇﻥ ﻫﺬا ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺦ)) .....[إلى أن قال]..... ((ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻷﻭﻝ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻝ ﻭاﺣﺘﺠﺎﺝ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺤﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺻﻼﺓ ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﻻ ﺣﺠﺔ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺦ، ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺎﻝ ﻧﺴﺦ اﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ)) ﺇﻻ اﻟﻘﺎﺷﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ, ﻟﻴﺼﺢ ﻟﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻥ اﻟﺒﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ ((ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺻﻼﺓ ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺭاﺟﻊ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺑﺸﻲء ﻓﻴﺮاﺟﻊ ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻨﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﺰاﻝ، ﻓﻼ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺬا ﻧﺴﺦ" إﮬ. [الناسخ والمنسوخ 637/635]،.
فالقول بأن الخمسين صلاة فيها نسخ قول شُذّاذ السلفية المتسلقين على أكتاف شيوخهم المشاهير،. فهذا أحد أقدم علماء السلفية المعبودين لديهم،. يسفههم ويحقر قولهم بالنسخ في هذه الحادثة،.
ــــ خامساً،. لو اجتمع أهل الأرض كلهم وقالوا كلمة، وقال الله كلمة أخرى غيرها،. فالحق كله في كلمة الله،. وليس في كلامنا نحن،. ولو اعتَدْنا عليها،.
ــ فقد قال اْلله،. ﴿..وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا﴾ [النساء 122]،.
ــ وقال،. ﴿..وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا﴾ [النساء 87]،.
ــ وقال،. ﴿قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ﴾ [ص 84]،.
ــ وقال،. ﴿..وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [اﻷحزاب 4]،.
وهنا نرجع لمتن الحديث نفسه،. وننظر ماذا سماه الله، وماذا قال بعدها،. حتى ننتهي من هذا المراء والجدال، ونسلّم كلنا لقول الله الحق، وكلامه الحق الذي قاله،.
ــ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻳﺤﺪﺙ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ: «ﻓﺮﺝ ﺳﻘﻒ ﺑﻴﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻤﻜﺔ، ﻓﻨﺰﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻓﻔﺮﺝ ﺻﺪﺭﻱ، ﺛﻢ ﻏﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺎء ﺯﻣﺰﻡ، ﺛﻢ ﺟﺎء ﺑﻄﺴﺖ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﺎ، ﻓﺄﻗﺮﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ، ﺛﻢ ﺃﻃﺒﻘﻪ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻱ، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء، ﻭﺳﺎﻕ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻭﻗﺎﻝ (أي ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ اﻟﺰﻫﺮﻱ) : ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺣﺰﻡ، ﻭﺃﻧﺲ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: ﻓﺮﺽ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺻﻼﺓ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺑﺬﻟﻚ، ﺣﺘﻰ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺻﻼﺓ، ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﻮﺳﻰ: ﻓﺮاﺟﻊ ﺭﺑﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺮاﺟﻌﺖ ﺭﺑﻲ ﻓﻮﺿﻊ ﺷﻄﺮﻫﺎ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭاﺟﻊ ﺭﺑﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، *(((ﻓﺮاﺟﻌﺖ ﺭﺑﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن، لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيّ)))* ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭاﺟﻊ ﺭﺑﻚ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ اﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺭﺑﻲ» ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ «اﻟﻜﺒﺮﻯ» (385) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻷﻋﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﻮﻧﺲ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺑﻪ. ✅،.
هذا قول الله فيها،. ﴿هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن، لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيّ﴾،. فلتخرس الألسن جميعاً بعد كلام الله،.
فالله لم يبدل شيئاً، لا يُبدل القول لديه،. وقال عنها أنها خمس وهي خمسون،. فمهما قلت أنها خمس،. سأرد عليك بقول الله نفسه،. ﴿هيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن﴾،. فلا تتنطّع وتحاول أن ترفع قولك فوق قول الله،. بل قل كما قاله هو،. قال،. ﴿هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن، لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيّ﴾،. وقوله الحق،. وهو أصدق قولاً منا جميعاً،.
نحن نظنها خمس صلوات،. والله قال،. ﴿هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن﴾،. فهي كما قال اْلله،. رغماً عن أنوفنا جميعاً،. وهذا هو الحق،. [وإن أردت صرفها عن ظاهرها بقولك: إنما يقصد أجرُها ولا يقصد عددها]،. سأقول : نعلمُ أنه أجرها أجر خمسون، فقد قال ذلك في حديث آخر،. ولكن في هذه الرواية قال تحديداً،. ﴿هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن، لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيّ﴾،. سواء قصد أجرها أو قيمتها لا يهمني، يهمني ماذا قال اْلله فيها،. وقد قال ما قرأت،. ولو قال أهل الأرض بخلاف قول الله،. يبقى قوله وحده هو الحق،. وما دونه هو الباطل،.
والحقيقة، أن الله حين قال معها،. ﴿لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيّ﴾،. كان يعلم بأنه سيأتي قومٌ فيما بعد، يقولون أن الله "بدل قوله"،. وقد ربطها بـالعدد نفسه، فالله يعني ما قال،. ﴿هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن، لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيّ﴾،. وهذا قوله، ليس فيه تبديلٌ،. مهما ادعى النُساخ أن فيه تبديلاً وحذفاً وتشطيباً،. يرد الله عليهم فيقول (لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيّ)،. أفلا تخجلون من أنفسكم بعد هذا؟!،.
وفي هذه الكلمة فائدة،. أن موازين الخلق تختلف عن موازين ومعايير الخالق سبحانه،. وأن الضرورات العقلية لدى البشر السفهاء، لا تنطلي على الله،. فمن قواعدهم العقلية، أنه يستحيل اجتماع النقيضين،. بينما عند الله،. جمع بينها بقوله وقوله حق وصدق،. قال ﴿هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُوْن﴾،. وهذا بموازين الغباء البشري، يسمى اجتماع النقيصين،. ومن تجرء على الله وحاكمه بعقله الذي خلقَه الله له،. نقول، أخّر عقلك يا مفتون، قد فتن الله تسليمك،. يريد أن يرى ماذا ستفعل،.. هل ستسلم لقوله وتخضع أم ستعترض وتقول هذا تناقض؟!،.
الأمر عند المتكبرون تناقضٌ، قياساً بعقولهم القاصرة المتعدية على الحق سبحانه، ويلزمه نسخ وشطب،. ولكن الأمر ذاته عند الراسخون في العلم حق، يؤمنون به كله،. الخمسة والخمسون، يقولون كلٌ (الخمسة والخمسون) من عند ربنا،. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،. ولا نسخ فيها ولا مسح ولا إبطال ولا إلغاء،.
ــــــــــــــــــــــــــ تبسيط الأمر [أي توسعته]، ومحاولة فهمه،..
دعنا نتفق أولاً، أن الله يعلم الغيب ويعلم المستقبل ويعلم كل شيء،. وهذا الأمر [فرض خمسين صلاة] قد فعله الله وهو يعلم مسبقاً أنه سيؤول وينتهي بخمس صلوات في نهاية المطاف وقبل أن ينزل النبي ﷺ إلى الأرض، كان يعلم ذلك مسبقاً، وقبل أن يأمر بالخمسين ابتداءً،. كان بإمكانه أن يأمر بخمس صلوات من أول الأمر دون أن يأمر بخمسين ثم يُخففها لخمسٍ،. ولكنه أمر ابتداءً بخمسين، وهو لا يفعل شيئاً إلا بحكمةٍ وعلم،. فهذا إن دل على شيء فهو يدل أن الله أراد من ورائِه شيئاً،. فما هو هذا الشيء، وما هو السبب؟!،.
تستطيع إدراك الحكمة والعلم، عبر حوادث أخرى مشابهة، حصلت في عهد النّبي ﷺ،. وهي ✺ حادثة خروجه لإخبار الناس عن ليلة القدر،. ✺ وهناك حادثة أخرى، شبيهة جداً جداً، بحادثة الخمسين صلاةً،. ✺ وحادثة ثالثة، ستكون يوم القيامة،.
1 ــــــــــــــــ حديث ليلة القدر،.
ــ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻗﺎﻝ:
«ﺧﺮﺝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﺎ بليلة اﻟﻘﺪﺭ، ((ﻓﺘﻼﺣﻰ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﻷﺧﺒﺮﻛﻢ بليلة اﻟﻘﺪﺭ، ﻓﺘﻼﺣﻰ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ، ﻓﺮﻓﻌﺖ، ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻴﺮا ﻟﻜﻢ))، ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ، ﻭاﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﻭاﻟﺨﺎﻣﺴﺔ» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ (2023) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺜﻨﻰ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﻴﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺲ، ﺑﻪ. ✅،.
بعثَ الله النّبي ﷺ ليخبر الناس عن ليلة القدر،. ولكن حصل شجارٌ بين رجلين، فرفع الله خبر ليلة القدر،. وهو يعلم مسبقاً أنه سيرفعه لاحقاً، ولن يخبر به،. فأراد به إظهار أمرٍ مهم وخطير،. وهو شر التلاحي والشجار والاختلاف فيما بيننا، فعَلَ هذا ليعلّمنا خطورة التلاحي،. وأنه بسبب التلاحي ضاع علينا خيرٌ عظيم،. وهو معرفة الليلة التي هي خيرٌ من ألف شهر،. فكانت العبرة المستفادة من القصة،. ((إظهار خطورة الاختلاف))،. وأن مصيره الهلاك،.
وهذه الحادثة شبيهة جداً بمسألة الخمسين صلاة،. حيث أن الله أمر بها وهو يعلم مسبقاً أنها ستنتهي بـخمس صلوات،. فقد فعل ذلك لإظهار موسى في الصورة، وجعل الفضل في تخفيف الصلوات يعود لموسى عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم،. وإليك القصة بتفاصيلها،.
ــ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ اﻟﺒﻨﺎﻧﻲ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ: «ﺃﺗﻴﺖ ﺑﺎﻟﺒﺮاﻕ، ﻭﻫﻮ ﺩاﺑﺔ ﺃﺑﻴﺾ، ﻓﻮﻕ اﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﺩﻭﻥ اﻟﺒﻐﻞ، ﻳﻀﻊ ﺣﺎﻓﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻃﺮﻓﻪ، ﻓﺮﻛﺒﺘﻪ، ﻓﺴﺎﺭ ﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ، ((ﻓﺮﺑﻄﺖ اﻟﺪاﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺑﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ، ﻓﺼﻠﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ، ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ))، ﻓﺠﺎءﻧﻲ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﺑﺈﻧﺎء ﻣﻦ ﺧﻤﺮ، ﻭﺇﻧﺎء ﻣﻦ ﻟﺒﻦ، ﻓﺎﺧﺘﺮﺕ اﻟﻠﺒﻦ، ﻗﺎﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ: ﺃﺻﺒﺖ اﻟﻔﻄﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺂﺩﻡ، ﻓﺮﺣﺐ، ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺎﺑﻨﻰ اﻟﺨﺎﻟﺔ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ، ﻓﺮﺣﺒﺎ، ﻭﺩﻋﻮا ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﻴﻮﺳﻒ، ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺇﺫا ﻫﻮ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻲ ﺷﻄﺮ اﻟﺤﺴﻦ، ﻓﺮﺣﺐ، ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺮاﺑﻌﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺈﺩﺭﻳﺲ، ﻓﺮﺣﺐ ﺑﻲ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ {ﻭﺭﻓﻌﻨﺎﻩ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻋﻠﻴﺎ}، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ، ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﻬﺎﺭﻭﻥ، ﻓﺮﺣﺐ، ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﻤﻮﺳﻰ، ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺮﺣﺐ، ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺈﺑﺮاﻫﻴﻢ ﷺ، ﻭﺇﺫا ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻌﻤﻮﺭ، ﻭﺇﺫا ﻫﻮ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ، ﻻ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺭﺓ اﻟﻤﻨﺘﻬﻰ، ﻭﺇﺫا ﻭﺭﻗﻬﺎ ﻛﺂﺫاﻥ اﻟﻔﻴﻠﺔ، ﻭﺇﺫا ﺛﻤﺮﻫﺎ ﻛﺎﻟﻘﻼﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺸﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻏﺸﻴﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ، ﻓﻤﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: (((ﻓﺄﻭﺣﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ ﺃﻭﺣﻰ، ﻭﻓﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺻﻼﺓ، ﻓﻨﺰﻟﺖ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺻﻼﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ، ﻗﺎﻝ: اﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ، ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺑﻠﻮﺕ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻭﺧﺒﺮﺗﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻱ ﺭﺏ، ﺧﻔﻒ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻲ، ﻓﺤﻂ ﻋﻨﻲ ﺧﻤﺴﺎ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﺣﻂ ﻋﻨﻲ ﺧﻤﺴﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻷﻣﺘﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺭﺟﻊ ﺑﻴﻦ ﺭﺑﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻭﻳﺤﻂ ﻋﻨﻲ ﺧﻤﺴﺎ ﺧﻤﺴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻫﻲ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮاﺕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ، ﺑﻜﻞ ﺻﻼﺓ ﻋﺸﺮ، ﻓﺘﻠﻚ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺻﻼﺓ، ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺑﺤﺴﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻛﺘﺒﺖ ﺣﺴﻨﺔ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﺸﺮا، ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺑﺴﻴﺌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺳﻴﺌﺔ ﻭاﺣﺪﺓ، ﻓﻨﺰﻟﺖ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: اﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻷﻣﺘﻚ، ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ)))، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: ﻟﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺤﻴﻴﺖ» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻷﺣﻤﺪ (12700) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ, ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺒﻨﺎﻧﻲ, ﺑﻪ. ✅،.
ــ وهذا حديث صلاة النّبي ﷺ بالأنبياء،.
ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮ، ((ﻭﻗﺮﻳﺶ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻣﺴﺮاﻱ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻢ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ، ﻓﻜﺮﺑﺖ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﺎ ﻛﺮﺑﺖ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻂ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﻓﻌﻪ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻣﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺷﻲء ﺇﻻ ﺃﻧﺒﺄﺗﻬﻢ ﺑﻪ))، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﻓﺈﺫا ((ﻣﻮﺳﻰ))، ﻗﺎﺋﻢ ﻳﺼﻠﻲ، ﻓﺈﺫا ﺭﺟﻞ ﺿﺮﺏ ﺟﻌﺪ، ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺷﻨﻮءﺓ، ﻭﺇﺫا ((ﻋﻴﺴﻰ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ))، ﻗﺎﺋﻢ ﻳﺼﻠﻲ، ﺃﻗﺮﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﺷﺒﻬﺎ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ اﻟﺜﻘﻔﻲ، ﻭﺇﺫا ((ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ))، ﻗﺎﺋﻢ ﻳﺼﻠﻲ، ﺃﺷﺒﻪ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ، ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﷺ، *((ﻓﺤﺎﻧﺖ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺄﻣﻤﺘﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺓ))* ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻫﺬا ﻣﺎﻟﻚ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺎﺭ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺒﺪﺃﻧﻲ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻤﺴﻠﻢ 1/108 (349) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺯﻫﻴﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺠﻴﻦ ﺑﻦ اﻟﻤﺜﻨﻰ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﻫﻮ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻔﻀﻞ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺑﻪ. ✅،.
ــ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺻﻌﺼﻌﺔ، ﺃﻥ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ:
«ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﻭاﻟﻴﻘﻈﺎﻥ، ﺇﺫ ﻗﻴﻞ ﺃﺣﺪ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﺑﻄﺴﺖ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﻣﻸﻯ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﺎ، ﻓﺸﻖ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺮاﻕ اﻟﺒﻄﻦ، ﺛﻢ ﻏﺴﻞ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﺎء ﺯﻣﺰﻡ، ﺛﻢ ﻣﻠﻲء ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﺎ، ﻭﺃﺗﻴﺖ ﺑﺪاﺑﺔ ﺃﺑﻴﺾ، ﺩﻭﻥ اﻟﺒﻐﻞ ﻭﻓﻮﻕ اﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺒﺮاﻕ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻴﻞ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ، ﻓﻨﻌﻢ اﻟﻤﺠﻲء ﺟﺎء، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ اﺑﻦ ﻭﻧﺒﻲ، ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻴﻞ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﻢ اﻟﻤﺠﻲء ﺟﺎء، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻻ: ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻭﻧﺒﻲ، ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻴﻞ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﻢ اﻟﻤﺠﻲء ﺟﺎء، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻭﻧﺒﻲ، ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺮاﺑﻌﺔ، ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻴﻞ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﻢ اﻟﻤﺠﻲء ﺟﺎء، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻭﻧﺒﻲ، ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻴﻞ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﻢ اﻟﻤﺠﻲء ﺟﺎء، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻭﻧﺒﻲ، ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻴﻞ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﻢ اﻟﻤﺠﻲء ﺟﺎء، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻭﻧﺒﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﻭﺯﺕ ﺑﻜﻰ، ﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﺃﺑﻜﺎﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﺏ، ﻫﺬا اﻟﻐﻼﻡ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﺑﻌﺪﻱ، ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ، ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﻴﻞ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻭﻧﻌﻢ اﻟﻤﺠﻲء ﺟﺎء، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﻦ اﺑﻦ ﻭﻧﺒﻲ، ﻓﺮﻓﻊ ﻟﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻌﻤﻮﺭ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻌﻤﻮﺭ، ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ، ﺇﺫا ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭا ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻟﻲ ﺳﺪﺭﺓ اﻟﻤﻨﺘﻬﻰ، ﻓﺈﺫا ﻧﺒﻘﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻗﻼﻝ ﻫﺠﺮ، ﻭﺇﺫا ﻭﺭﻗﻬﺎ ﻛﺂﺫاﻥ اﻟﻔﻴﻮﻝ، ﻭﺇﺫا ﻓﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻧﻬﺎﺭ: ﻧﻬﺮاﻥ ﺑﺎﻃﻨﺎﻥ، ﻭﻧﻬﺮاﻥ ﻇﺎﻫﺮاﻥ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻣﺎ اﻟﺒﺎﻃﻨﺎﻥ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻨﻬﺮا اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﺎﻫﺮاﻥ ﻓﺎﻟﻔﺮاﺕ ﻭاﻟﻨﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: (((ﺛﻢ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺻﻼﺓ، ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺻﻼﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻚ ﻗﺪ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺃﺷﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻟﻦ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ، ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺻﻼﺓ، ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺻﻼﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺃﺷﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻟﻦ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ، ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺻﻼﺓ، ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺻﻼﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺃﺷﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻟﻦ ﻳﻄﻴﻘﻮا ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ، ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ، ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺻﻼﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺃﺷﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻟﻦ ﻳﻄﻴﻘﻮا ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺻﻠﻮاﺕ، ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺻﻠﻮاﺕ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻚ ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺃﺷﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻟﻦ ﻳﻄﻴﻘﻮا ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻲ، ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮاﺕ، ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮاﺕ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺃﺷﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻚ ﻟﻦ ﻳﻄﻴﻘﻮا ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ، ﻗﻠﺖ: ﺭﺿﻴﺖ ﻭﺳﻠﻤﺖ، ﻓﻨﻮﺩﻱ: ﺃﻥ ﻗﺪ ﺃﻣﻀﻴﺖ ﻓﺮﻳﻀﺘﻲ، ﻭﺧﻔﻔﺖ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ، ﻭﺃﺟﺰﻱ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ)))» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ «اﻟﻜﺒﺮﻯ» (383) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺯﺭﻳﻊ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ، ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﺳﻌﻴﺪ، ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺑﻪ. ✅،.
فالحكمة من التخفيف لخمس صلوات، هي لجعل الفضل فيها لموسى بن عمران،. هذا النبي العظيم،. هذا النبي المُكَلّم، الذي ألقى الله محبّته عليه،. واصطنعه لنفسه، ودبّر أمره منذ ولادته، ليُصنع على عينه، أحبه كثيراً، فأراد أن يجعل له فضلاً علينا،. في أهم أمرٍ في ديننا (الصلاة)،.
2 ــــــــــــــــ الحادثة الثانية الشبيهة،.. هي حديث الأحرف،.
ــ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ؛
«ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﺿﺎﺓ ﺑﻨﻲ ﻏﻔﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ((ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺃﻣﺘﻚ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﺎﻓﺎﺗﻪ ﻭﻣﻐﻔﺮﺗﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻲ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ))، ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺃﻣﺘﻚ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﺎﻓﺎﺗﻪ ﻭﻣﻐﻔﺮﺗﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻲ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، ﺛﻢ ﺟﺎءﻩ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺃﻣﺘﻚ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﺮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﺎﻓﺎﺗﻪ ﻭﻣﻐﻔﺮﺗﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺘﻲ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ، ﺛﻢ ﺟﺎءﻩ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ((ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺃﻣﺘﻚ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺣﺮﻑ، ﻓﺄﻳﻤﺎ ﺣﺮﻑ ﻗﺮﺅﻭا ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺎﺑﻮا))»
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻤﺴﻠﻢ 2/203 (1858) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻏﻨﺪﺭ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ (ﺣ) ﻭﺣﺪﺛﻨﺎﻩ اﺑﻦ اﻟﻤﺜﻨﻰ، ﻭاﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ، ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻤﺜﻨﻰ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ، ﺑﻪ. ✅،.
لماذا لم يقل النُساخ بأن قراءة ٱلۡقُرآن على حرفٍ واحدٍ منسوخ؟!،. كما نُسخت الخمسون صلاة؟!،. أليست هذه الحادثة شبيهة بحادثة الخمسين صلاة؟!،. بلىٰ،. فأين النسخ فيها؟!،. وكلا الحديثين فيهما نفس السبب،. ففي حديث العروج (إن أمتك لن تطيق ذلك) وفي حديث الأحرف (إن أمتي لا تطيق ذلك)،. فأين النسخ في حديث الأحرف؟!،. شكلهم ما انتبهوا للحديث 😏،.
الأمر المستفاد من مثل هذه الحادثة، أن الله يحب النّبي ﷺ، وبحبه للنّبي ﷺ، رحم أمته وخفف عنهم بمعافاته ومغفرته، وهذا فضل كبير من الله علينا،. ففي كل مرة يقول فيها النّبي ﷺ،. (ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﺎﻓﺎﺗﻪ ﻭﻣﻐﻔﺮﺗﻪ)،. يرجوه ليخفف عن أمته، فهذا التخفيف كما قال النبي ﷺ،. ((عفوٌ ومغفرة))، وليس نسخاً لما كان قبله، لأن هذه رخصةٌ من الله، لنعلم نحن مدى رحمته وفضله للنبي ﷺ،. ومدى فضله علينا،.
3 ــــــــ الحادثة الثالثة،. حديث الحشر والشفاعة يوم القيامة،.
يعلم الله مآلات الأمور كلها، ولا يخفى عليه شيء،. ولكنه يفعل أشياءً، لنتعلم نحن منها أموراً،. ونعرف منها أموراً، فيوصل لنا رسالته عبرها،. فيوم القيامة مثلاً، يغضب الله غضباً شديداً، يخافه جميع الخلق، والله يعلم أن بعد هذا الغضب رضى ورحمة،. ولكنه أراد أن يجعل للنبي ﷺ فضلاً، فألهمه وعلمه ما يفعل، ليرضى اللّٰه بعد غضبه،. وإليك الحديث الشهير، حديث الشفاعة،.
ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ:
«ﺃﺗﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺑﻠﺤﻢ، ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﺬﺭاﻉ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠﺒﻪ، ﻓﻨﻬﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻬﺴﺔ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺳﻴﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻫﻞ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﻟﻢ ﺫﻟﻚ؟ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻠﻪ اﻷﻭﻟﻴﻦ ﻭاﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻭاﺣﺪ، ﻳﺴﻤﻌﻬﻢ اﻟﺪاﻋﻲ ﻭﻳﻨﻔﺬﻫﻢ اﻟﺒﺼﺮ، ﻭﺗﺪﻧﻮ اﻟﺸﻤﺲ، ﻓﻴﺒﻠﻎ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ اﻟﻐﻢ ﻭاﻟﻜﺮﺏ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻮﻥ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﺒﻌﺾ: ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ، ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻜﻢ، ﺃﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﺒﻌﺾ: ﺃﺑﻮﻛﻢ ﺁﺩﻡ، ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﺁﺩﻡ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺎ ﺁﺩﻡ، ﺃﻧﺖ ﺃﺑﻮ اﻟﺒﺸﺮ، ﺧﻠﻘﻚ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ، ﻭﺃﻣﺮ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﺴﺠﺪﻭا ﻟﻚ، ﻓﺎﺷﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺁﺩﻡ: ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻗﺪ ﻏﻀﺐ اﻟﻴﻮﻡ ﻏﻀﺒﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻟﻦ ﻳﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻪ ﻧﻬﺎﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﻌﺼﻴﺘﻪ، ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻱ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺡ، ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﻧﻮﺣﺎ ﷺ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺎ ﻧﻮﺡ، ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻝ اﻟﺮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ، ﻭﺳﻤﺎﻙ اﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪا ﺷﻜﻮﺭا، ﻓﺎﺷﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻧﻮﺡ: ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻗﺪ ﻏﻀﺐ اﻟﻴﻮﻡ ﻏﻀﺒﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻟﻦ ﻳﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻲ، ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻱ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺎ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﺃﻧﺖ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ، ﻭﺧﻠﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ، اﺷﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻗﺪ ﻏﻀﺐ اﻟﻴﻮﻡ ﻏﻀﺒﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻟﻦ ﻳﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺜﻠﻪ، ﻓﺬﻛﺮ ﻛﺬﺑﺎﺗﻪ، ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻱ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﺻﻄﻔﺎﻙ اﻟﻠﻪ ﺑﺮﺳﺎﻻﺗﻪ ﻭﺑﺘﻜﻠﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ، اﺷﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﺳﻰ: ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻗﺪ ﻏﻀﺐ اﻟﻴﻮﻡ ﻏﻀﺒﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻟﻦ ﻳﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻲ ﻗﺘﻠﺖ ﻧﻔﺴﺎ ﻟﻢ ﺃﻭﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻬﺎ، ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻱ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺴﻰ، ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﻋﻴﺴﻰ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ، ﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻠﻤﺘﻪ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺭﻭﺡ ﻣﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻫﻜﺬا ﻫﻮ، ﻭﻛﻠﻤﺖ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺪ، ﻓﺎﺷﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻋﻴﺴﻰ: ﺇﻥ ﺭﺑﻲ ﻗﺪ ﻏﻀﺐ اﻟﻴﻮﻡ ﻏﻀﺒﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻟﻦ ﻳﻐﻀﺐ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺫﻧﺒﺎ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻱ، اﺫﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ، ﻓﻴﺄﺗﻮﻧﻲ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﺧﺎﺗﻢ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﻏﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻚ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ، ﻓﺎﺷﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ؟ ((ﻓﺄﻗﻮﻡ ﻓﺂﺗﻲ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﺮﺵ، ﻓﺄﻗﻊ ﺳﺎﺟﺪا ﻟﺮﺑﻲ، ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﻠﻬﻤﻨﻲ ﻣﻦ محامده ﻭﺣﺴﻦ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻠﻲ))، ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، اﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ، ﺳﻞ ﺗﻌﻄﻪ، اﺷﻔﻊ ﺗﺸﻔﻊ، ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ، ﺃﻣﺘﻲ ﺃﻣﺘﻲ، ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻣﺘﻲ ﺃﻣﺘﻲ، ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻣﺘﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﺃﺩﺧﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻚ ﻣﻦ ﻻ ﺣﺴﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺏ اﻷﻳﻤﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎء اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻮاﻩ ﻣﻦ اﻷﺑﻮاﺏ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ، ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮاﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻳﻊ اﻟﺠﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﻫﺠﺮ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺑﺼﺮﻯ».
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻷﺣﻤﺪ (9754) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ، ﺑﻪ. ✅،.
فلا يدَّعِي أحد أن غضب اللّٰه قد نُسخ إلا الأحمق الأبله!،. إنما هذه الحادثة، ليجعل الله للنبي ﷺ فضلاً، وليعلم الناس مكانة هذا النبي ﷺ،. كذلك حادثة الخمسين صلاةً، ليعلم الناس فضل موسى ﷺ،.
ـــــــــــــــــــــــ وأمرٌ آخر كذلك،. به نربط لنفهم أكثر،..
بنوا إسرائيل يحسدوننا كثيراً على محبة الله لنبينا ﷺ،. وأنه جعلنا خير الأمم،. فما جعل علينا في الدين من حرج،. وجازانا بالأجر الكثير الكثير، مما لم يفعله معهم من قبل،. وجعل نبينا خير الأنبياء،. وقد قص علينا النّبي ﷺ مثالاً، هو من أعظم الأمثلة لنعرف محبة الله لأمة النّبي ﷺ،.
ــ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ:
«ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻭﻣﺜﻞ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻛﺮﺟﻞ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻤﺎﻻ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﺼﺒﺢ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ ﻗﻴﺮاﻁ؟ ﺃﻻ ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ ﻗﻴﺮاﻁ؟ ﺃﻻ ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻭﺏ اﻟﺸﻤﺲ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ؟ ﺃﻻ ﻓﺄﻧﺘﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﺘﻢ، ((ﻓﻐﻀﺒﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﺤﻦ ﻛﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻼ، ﻭﺃﻗﻞ ﻋﻄﺎء))، ﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﻇﻠﻤﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻀﻠﻲ ﺃﻭﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﺎء» (اللفظ لأحمد) .
ـ ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻭﻣﺜﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ، ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ اﺳﺘﺄﺟﺮ ﺃﺟﺮاء، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻏﺪﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ، ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ، ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺐ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ، ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻫﻢ، ((ﻓﻐﻀﺒﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻼ، ﻭﺃﻗﻞ ﻋﻄﺎء؟)) ﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﻧﻘﺼﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻜﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻟﻚ ﻓﻀﻠﻲ ﺃﻭﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﺎء» (اللفظ للبخاري) .
ـ ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ (أخرى للبخاري) : «ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺟﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺮﺏ اﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻭﻣﺜﻞ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻛﺮﺟﻞ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻤﺎﻻ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ ﻗﻴﺮاﻁ؟ ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ ﻗﻴﺮاﻁ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ ﻗﻴﺮاﻁ؟ ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ ﻗﻴﺮاﻁ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺮﺏ اﻟﺸﻤﺲ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ؟ ﺃﻻ ﻓﺄﻧﺘﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺮﺏ اﻟﺸﻤﺲ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ، ﺃﻻ ﻟﻜﻢ اﻷﺟﺮ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ((ﻓﻐﻀﺒﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻼ، ﻭﺃﻗﻞ ﻋﻄﺎء؟)) ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: ﻫﻞ ﻇﻠﻤﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻀﻠﻲ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ».
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ. ✅،.
ــ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ اﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻗﺎﻝ: «ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺟﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ ﻭﻣﻐﺮﺏ اﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻣﺜﻠﻜﻢ ﻭﻣﺜﻞ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻤﺎﻻ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺮاﻁ؟ ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ، ﻓﻌﻤﻠﺖ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﺛﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺑﻘﻴﺮاﻃﻴﻦ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ، ((ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻼ، ﻭﺃﻗﻞ ﻋﻄﺎء؟)) ﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﻇﻠﻤﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻜﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺬاﻙ ﻓﻀﻠﻲ ﺃﻭﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ».
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ (5021) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ، ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﺑﻪ. ✅،.
ــ ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ:
«ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻻ ﺇﻥ ﺑﻘﺎءﻛﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻠﻒ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻭﺏ اﻟﺸﻤﺲ، ﺃﻋﻄﻲ ﺃﻫﻞ اﻟﺘﻮﺭاﺓ اﻟﺘﻮﺭاﺓ، ﻓﻌﻤﻠﻮا ﺑﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫا اﻧﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﺠﺰﻭا، ﻓﺄﻋﻄﻮا ﻗﻴﺮاﻃﺎ ﻗﻴﺮاﻃﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻲ ﺃﻫﻞ اﻹﻧﺠﻴﻞ اﻹﻧﺠﻴﻞ، ﻓﻌﻤﻠﻮا ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﺼﺮ، ﺛﻢ ﻋﺠﺰﻭا، ﻓﺄﻋﻄﻮا ﻗﻴﺮاﻃﺎ ﻗﻴﺮاﻃﺎ، ﺛﻢ ﺃﻋﻄﻴﺘﻢ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻌﻤﻠﺘﻢ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ، ﻓﺄﻋﻄﻴﺘﻢ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ ﻗﻴﺮاﻃﻴﻦ، ((ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﺘﻮﺭاﺓ ﻭاﻹﻧﺠﻴﻞ: ﺭﺑﻨﺎ، ﻫﺆﻻء ﺃﻗﻞ ﻋﻤﻼ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺃﺟﺮا؟!)) ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﻇﻠﻤﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﻛﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻻ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﻀﻠﻲ ﺃﻭﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﺎء».
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻷﺣﻤﺪ (6137) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻴﻤﺎﻥ, ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ, ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ, ﺑﻪ. ✅،.
ــــ فانظر كيف غضبت بنوا إسرائيل لأن الله أعطانا أجراً أكثر منهم، مقابل عملٍ، هو أقل من عملهم،. ومن المعلوم أن الصلاة أرجى عمل في الاسلام،. وحين سئل النّبي ﷺ عن خير الأعمال قال،. ﴿الصلاة في وقتها﴾،. فالصلاة أفضل وأعلى العمل،.
وحين نأتي يوم القيامة، سيتفاجئ اليهود والنصارى بحسنات أمة النّبي ﷺ،. فهي حسنات كالجبال العظيمة، رغم قلة عملهم،. وهذا سيغضبهم كثيراً كما في الأحاديث السابقة،. فإن حاججوا ربهم يوم القيامة بهذه،. يحق لله حينها أن يقول لهم : لم أظلمكم شيئا،. وقد خففت عنهم بشفاعة نبيكم لهم،. نبيكم أنتم [موسى عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم] كان هو السبب في تخفيف هذه الصلوات من خمسين، إلى خمسة،.
فيقيم عليهم الحجة بهذه،. رغم أنه لم يظلمهم في الأصل،. فقد أعطاهم قيراطاً مقابل عملهم، ولم يظلمهم ولم يخلف وعده،. ولكن لا شأن لهم بغيرهم من الأمم،. وسيزيد عليهم حجة إن قال : هذه بسبب النبي موسى ﷺ،. فهو الذي أصر على النبي محمد ﷺ أن يرجع لربه ويسأله التخفيف،. وهكذا سيحجهم أكثر،. فموسى نبيهم هم،. والخمس صلوات كانت بسببه هو،. لهذا أمر الله ابتداءً بخمسين،. وهو يعلم أنها ستؤول لخمس،. يريد إظهار موسى في الصورة،. وليحج به بني إسرائيل،. ويكرمنا بفضله الواسع،.
ونحن نشكر ربنا ونحمده ونقدسه ونجله ونكبره على أن أنعم علينا بهذه الصلوات الخمس، ولحكمته البالغة من التخفيف،. ونشكوا إليه ما فعله قومنا ممن أنعم الله عليهم بالتخفيف والأجر الكبير، فانطلقوا يتهمون ربنا بالباطل وبسوء الظن، أنه غير رأيه، وبدل قوله،. ولْاحَوْلَ ولاْ قُوّةَ إِلاّ بِاْلله،.
رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.
بڪيبـورد، محسن الغيثـي،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق