جريمة النسخ في القرآن،. [12]،. آية القبلة،. ✅،.
محاور هذا الجزء،.
ــ أجمع العلماء، أنهم أغبياء،.
ــ على منهجهم، لم نجد نسخاً واحداً!،.
ــ أول حالة نسخ،.
ــ دليل القبلة الأولى،.
ــ أحاديث صحيحة في القبلة الأولى،.
ــ خطورة التقوّل على الله،.
ــ أحداث متشابهة بالقبلة، لم يُدعى فيها النسخ،.
ــ لماذا تركهم الله 17 شهراً؟!،.
ــ معنى الجعلان، وكم نوعٍ فيه؟!،.
ــ علة القبلة الأولى،.
ــ أقوى دليل يلزم المنقلبين،.
ــ متشابهات آية القبلة،.
ــ أول 40 سنة،. أين كانت القبلة؟!،.
ــ ولله المشرق والمغرب،. نسخٌ آخر!،.
هذا أول جزء نرد فيه على مزاعم النسخ في الآيات،. وقبل الدخول فيه ننوه على أمر مهم في مسألة إنكار الناسخ والمنسوخ في الدين،.
المسألة باختصار هي،. أنه لا يحق للسلفي أن يستغرب من أي إنسان أنكر وجود النسخ في الدين (فيشنع عليه أو يزدريه لأنه لم ينسخ مثله)،. وذلك لأن أرباب النسخ وشيوخ السلفية أنفسهم جعلوا ضوابط وخطوات عليك أن تفعلها قبل الذهاب للنسخ،. وهذه الضوابط كالتالي،.
حين تواجهك آيتان ظاهرهما التناقض،. فأول خطوة تخطوها هي محاولة التوفيق بينها،. فتحاول أن توفق بين الآيتين أو الدليلين قدر استطاعتك،. فإن لم تستطع ولم تقدر وعجزت عن ذلك وغلبك غباؤك،. فالنسخ هو الحل الثاني بعد أن تعلم أي الآيتين أقدم في النزول،. وهذه هي أقوالهم،.
ــ قال ابن الجوزي [597 ﮬ.]،. "اﻟﺸﺮﻭﻁ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ثبوت اﻟﻨﺴﺦ ﺧﻤﺴﺔ، اﻷﻭﻝ ((ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺎً، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻧﺎﺳﺨﺎً للآخر))" [نواسخ ٱلۡقُرآن 20]،.
ــ وقال النووي [676 ﮬ.]،. "((ولا يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع))؛ لأن في النسخ إخراج أحد الحديثين [أو الآيتين] عن كونه مما يُعمل به.." [شرح صحيح مسلم 1/35]،.
ــ وقال الزركشي [794 ﮬ.]،. "((وإن تعذر الجمع بين النصين الشرعيين بوجه من وجه الجمع المقبولة))، فيؤخذ بالمتأخر منهما عندئذ، ويكون ناسخاً للأول وإن لم يُعلم المتقدم منهما والمتأخر، فيرجَّح بينهما بوجوه الترجيح الكثيرة....." [البحر المحيط 442/4]،.
ــ وقال الحافظ ابن رجب [795 ﮬ.] "((وإذا أمكن الجمع بينها والعمل بها كلها وجب ذلك، ولم يجز دعوى النسخ معهُ)))، وهذه قاعدة مطردة" [فتح الباري لابن رجب 5/84]،.
ــ وقال الشنقيطي [1230 ﮬ.]، "((والجمع واجبٌ متى ما أمكنا))، إلا فللأخير نسخٌ بيّنا" [مراقي السعود، لمبتغي الرقي والصعود]،.
ــ وقال ابن عثيمين [1421 ﮬ.]،. "((وإن تعارَضت وأمكن الجمع، وجب الجمعُ، وإن لم يُمكِن الجمع عُمِل بالنسخ)) إن تمَّت شُروطه، وإن لم يُمكِن النسخ، وجب الترجيح" [الأصول من علم الأصول 391]،.
فاحفظ هذه عندك : يُعمل بالنسخ في القُرآن حين يتعذر الجمع بين الآيات!!،. فالنسخ ثاني مرحلة،. ولك كل الحق ألا تنتقل إليها إن أنجزت المطلوب في المرحلة الأولى وهي (التوفيق)،. فيكون لا داعي لديك للنسخ،. وطالما أن (النسخ) انتشر واستشرى وكثُر في الكتب، فهذا يدل أن كل العلماء الذين حكموا على الآيات بالنسخ،. قد عجزوا عن (التوفيق بينها في المرحلة الأولى)، فانتقلوا للمرحلة الثانية التي هي (النسخ)،. وهذا دليلٌ على عجزهم عن التوفيق بين الآيات،. بل في الحقيقة هو دليل غباءهم،. وأن رؤوسهم فارغة من الدماغ، ممتلئة بالهراء،. والهاءُ خاء،.
ــ أما نحن،. فكل الذي فعلناه في الحقيقة،. هو التوفيق بين الآيات التي زعم الزاعمون أنها منسوخة،. فلم نضطر أساساً للذهاب للخطوة الثانية التي هي النسخ،. لأننا استطعنا بهداية الله التوفيق بين الآيات،. فلا يحق لخصومنا أن يستهجنوا إنكارنا للنسخ الذي كان دليلاً على غباء شيوخهم، بينما نحن قد سرنا على ((قواعد علمائهم التي وضعوها بأنفسهم،. والتي أثبتت لنا غباءهم 😏))،. وهم الذين فتحوا المجال لمن يستطيع التوفيق بين الآيات ليخرج من التناقض الظاهري دون الحاجة للنسخ،. فكل ما في الأمر أنهم أغبياء باعترافهم،. لأنهم لم يستطيعوا التوفيق بين الآيات فنسخوها،. فنحن لسنا مثلهم، نحن لجأنا لربنا وسألناه أن يهدينا فهدانا وعلّمنا الحق من الباطل،. ((وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ))،. فكل آيتين زعموا أنه فيهما ناسخ ومنسوخ، نحن وفّقنا بينهما،. فكانت المحصلة النهائية،.. أننا لم نجد آية واحدة منسوخة في ٱلۡقُرآن كله،. 🤷🏻♂️،.
فإن قلت أيها السلفي "وستقولها يقيناً، تراني مجربك سابقاً ألف مرة 😏" ستقول،. ((ومن سبقك بهذا؟!،. وهل يُعقل أن تأتي بشيءٍ لم يفعله علمائي خلال مئات السنين؟!،. [جايب الديب من ديلوه ها!]،. ألف وأربع مئة سنة فاتتهم ولم يفطن لها أحد، إلا أنت الآن؟!،. تأتي أنت وتفوقهم وتأتي بما لم يأت به العلماء؟!))،. سأقول لك : مش ذنبي أنا،. أنا ذاكرت وهم لم يذاكروا، فلا تلمني وتتركهم!،. فليس من المعقول أن تعاتب الناجح على نجاحه، وتريده أن يكون غبياً فاشلاً مثل الفاشلين،. بل اذهب للفَشَلة وعاتبهم على تقصيرهم وفَشَلهم،. كان بيدهم أن يجتهدوا فينجحوا كما نجحت [مليش دعوة]،. فكيف تلوم الناجح وتقول [لماذا أنت ناجح!؟!] وتترك الفشلة الأغبياء [وهم المستحقون للّوم]!،. لا يفعل هذا إلا الحاسد الحقود،.
ــــــــــــــــــــــــــــ نسخ القبلة،.
ــــــ هنا الفرية الكبرى،.. أن الله جعل القبلة لبيت المقدس، ((ثم غيّر قوله))، وحوله للبيت الحرام،. بقوله،. ﴿قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَاۤءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَا *((فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ))* وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ..﴾ [البقرة 144]،.
فقالوا أن القبلة الجديدة نسخت القبلة الأولى وألغتها،.
تعتبر هذه الآية من أصرح وأكبر الأمثال التي يضربها النساخ لتثبيت علم الناسخ والمنسوخ، وتجدها في بداية كل حوار، ليثبتوا أن الله يبدل قوله ويغيره،. وهي قضية تحول القبلة [والتي بسببها يقول المسلمون اليوم عن المسجد الأقصى جهلاً وغفلةً (أولى القبلتين..)]،. وهذه أخذوها من جهالة العلماء الذين تكلموا في القبلة بغير علم،. قالوا : بأن الله جعل القبلة الأولى لبيت المقدس، ثم غير كلامه وبدله [ونسخه] فجعل القبلة للبيت الحرام،. وهذه تعتبر نسخاً بين الشرائع،. وقولهم هذا فاسد، وسنبين فساده إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،..
وبناءً على النقل الكذب،. قالوا أن هذه الآية (عند النُساخ) أول حالة نسخٍ في ٱلۡقُرآن،. فقد ﺃﺧﺮج ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ بسندهم ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻭاﻗﺪ [وهو ضعيف هالك ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ [وهو ضعيف كذلك ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻨﺤﻮﻱ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ [وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع ❌]، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ،. ﴿ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻣﺎ ننسخ ﻣﻦ ﺁﻳﺔ ﺃﻭ ﻧﻨﺴﻬﺎ ﻧﺄﺕ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﺜﻠﻬﺎ}، ﻭﻗﺎﻝ: {ﻭﺇﺫا ﺑﺪﻟﻨﺎ ﺁﻳﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﻳﺔ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ بما ﻳﻨﺰﻝ} اﻵﻳﺔ، ﻭﻗﺎﻝ: {ﻳﻤﺤﻮ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻡ اﻟﻜﺘﺎﺏ} فأول ﻣﺎ ﻧﺴﺦ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻘﺒﻠﺔ،..﴾،.
وفي تفسير الطبري،. "1833- ﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﻤﺜﻨﻰ [هو ابن إبراهيم الآملي، مجهول ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ [هو عبدالله بن صالح، كاتب الليث، ذاهب الحديث، يروي المناكير ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ [بن حدير، القاضي الأندلسي، له أوهام، فيه لين، لا يُحتج به ❌]، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ [وهو منكر الحديث، فضلاً أنه لم يسمع ابن عباس ❌] عَنِ ابْنِ عباس: كان أوَّل ما نُسخَ من ٱلۡقُرآن القبلة،...."،.
ويبدو أن القوم في تيهٍ حقيقي منذ تخليهم عن الله واعتمادهم على [فهم الآباء]،. فلا تكاد تجد عندهم اليوم أمراً واحداً مستقيماً،. وأحياناً تحدثني نفسي أنهم لعلهم أصابوا في هذه النقطة في الناسخ والمنسوخ، فهي واضحةٌ جليّةٌ في ٱلۡقُرآن،. وكذلك في الأحاديث الصحيحة،. فكلها تثبت فعلاً أن القبلة قد تحولت من القدس إلى مكة، فلماذا العناد والاستكبار؟!،. وهذه هي الأحاديث الصحيحة السند، من غير علة ولا شذوذ [وهي صحيحةٌ فعلاً]،.. تقول أن المسلمون كانوا يصلون لقبلة أخرى غير البيت الحرام لمدة 16 شهراً، ثم تحولت القبلة للبيت الحرام،..
ــ فعن ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ [ثقة مدلس، لكنه صرح هنا بالسماع ✅]، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺒﺮاء، ﻗﺎﻝ،. ﴿ﺻﻠﻴﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ، ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮا، ﺃﻭ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮا، (ﺷﻚ ﺳﻔﻴﺎﻥ)، ﺛﻢ ﺻُﺮﻓﻨﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ﴾
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ،. ﴿ﺻﻠﻴﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ، ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ، ﺃﻭ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ، ﺷﻬﺮا، ﺛﻢ ﺻَﺮﻓﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﺒﻠﺔ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ.
ــ ﺻﺮﺡ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﺴﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ✅،.
ــ وﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، "ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ، ﻓﻨﺰﻟﺖ {ﻗﺪ ﻧﺮﻯ ﺗﻘﻠﺐ ﻭﺟﻬﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻠﻨﻮﻟﻴﻨﻚ ﻗﺒﻠﺔ ﺗﺮﺿﺎﻫﺎ ﻓﻮﻝ ﻭﺟﻬﻚ ﺷﻄﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮاﻡ} ﻓﻤﺮ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻭﻫﻢ ﺭﻛﻮﻉ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ، ﻭﻗﺪ ﺻﻠﻮا ﺭﻛﻌﺔ، ﻓﻨﺎﺩﻯ: ﺃﻻ ﺇﻥ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺪ ﺣﻮﻟﺖ، ﻓﻤﺎﻟﻮا ﻛﻤﺎ ﻫﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﺒﻠﺔ" ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.
ــ وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ،. ﴿ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﺒﺎء، ﻓﻲ ﺻﻼﺓ اﻟﺼﺒﺢ، ﺇﺫ ﺟﺎءﻫﻢ ﺁﺕ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺮﺁﻥ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﺎﻡ، ﻓﺎﺳﺘﺪاﺭﻭا ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ﴾،.
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ،. ﴿ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻗﺒﺎء اﻟﻐﺪاﺓ، ﺇﺫ ﺟﺎء ﺟﺎء، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺮﺁﻥ، ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻫﺎ، ﻭاﺳﺘﺪاﺭﻭا، ﻓﺘﻮﺟﻬﻮا ﻧﺤﻮ اﻟﻜﻌﺒﺔ" ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ. ✅،.
هذه الأحاديث صحيحة لا ريب فيها، وفيها إثبات أن الصلاة كانت لبيت المقدس أولاً،.. فــ [قال العلماء]،. : فعلاً كان الناس يصلون لبيت المقدس في بداية الأمر، ثم جاء الأمر بالتحول لبيت الله الحرام،. ((فالنسخ واضحٌ جليٌ،. والكلمات لا غبار عليها))،.
أقول : نعم، لا غبار عليها بالنسبة للمغفّلين، أما بالنسبة للمُبصرين المؤمنين بكلمات الله،. فكلماتكم كلها غَبَرة، ترهَقُها قَتَرة،.
القوم فقدوا أمراً عظيماً في زعمهم بالنسخ ولم ينتبهوا له،. وهو غياب البرهان، والحجة والدليل [الآية أو الحديث]،. الذي فيه أمر الله للتوجّه لبيت المقدس!!،. ولو بحثتَ عنه في القرآن والانجيل والتوراة سنين عدداً،. لن تجد أبداً أن الله أمر بالتوجه لبيت المقدس،. فكيف يُنسب هذا لله؟!،. وكيف يزعمون بأن الله أمر بذلك؟!،. أين برهانهم على هذا؟!،. ﴿..تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ؛ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة 111]،. ولكنهم افتروا على الله كذباً،. ثم أكملوا الكذبة فقالوا: بأن الله ((نسخ حكمه السابق لحكم جديد!))،. وحوّل القبلة للبيت الحرام؟!،.
حكمه السابق أيها المجرمون؟!،.
أين الدليل أن *((الله أمر الناس، أو أمر بني إسرائيل من قبل، أو أمر أهل الكتاب بالتوجه لبيت المقدس ابتداءً؟!،.))* أم أنكم تتقوّلون على الله مالم يقله؟!،. ايتونا بكتب الله كلها فاتلوها إن كنتم صادقين،.
هذا شيخكم ابن الجوزي يقول،. "ﻭﻗﺪ اﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺟﻮاﺯ ﻧﺴﺦ اﻟﺘﻮاﺗﺮ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻘﺼﺔ ﺃﻫﻞ ﻗﺒﺎء ﻟﻤﺎ اﺳﺘﺪاﺭﻭا ﺑﻘﻮﻝ ﻭاﺣﺪ، *((ﻓﺄﺟﻴﺐ ﺑﺄﻥ ﻗﺒﻠﺔ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ بٱلۡقُرآن))*، ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺦ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 23]،.
فما ترَونَه أنتم، لا يراه شيخكم الأقدم [الذي أفنى عمره في العلم]،. والله لم يأمر بالقبلة الأولى مطلقاً،. [وهنا نفى ابن الجوزي كون الأمر ثبت بٱلۡقُرآن، إشارةً منه أن الأمر ثابتٌ بالأحاديث، ولكن لو قلّبت كتب الحديث كلها، لن تجد شطر دليل يدل على هذا]]،.
وفي كل قضية نسخ،. وجب إظهار الدليلين [الدليل الناسخ، والدليل المنسوخ]،. ثم يُحكم فيهما بالنسخ أو بنفيه،. أمّا وقد غاب عنك أحد الدليلين،. فكيف تتقول على الله وتدعي النسخ؟!،. إن فقدت المنسوخة سيُقال لك [ما الذي نسخته؟!]،. وإذا فقدت الناسخة سيُقال لك [بم نسختها؟!]،. ففقدان أحد الدليلين (النصّين) يفضي بك للتقوّل على الله مباشرةً،.
والتقوّل على الله بغير علم *((حراااام))*،. حرّمه الله في ٱلۡقُرآن،. قال اْلله،. ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا *((وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))﴾* [اﻷعراف 33]،.
وهذا القول [أن الله أمر بالقبلة الأولى] تقوّلٌ على الله بغير علم ولا برهان،.
وهذا دين،. يُفترض أن تكون فيه على بينة من ربك،. لا تقل قولاً على الله دون بينة ولا برهان،. قال اْلله،. ﴿أَفَمَن *((كَانَ عَلَىٰ بَیِّنَةࣲ مِّن رَّبِّهِ وَیَتۡلُوهُ شَاهِدࣱ مِّنۡهُ وَمِن قَبۡلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰۤ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةً أُو۟لَئكَ یُؤۡمِنُونَ بِهِ))* وَمَن یَكۡفُرۡ بِهِ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرۡیَةࣲ مِّنۡهُ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یُؤۡمِنُونَ *((وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللهِ كَذِبًا أُو۟لَئكَ یُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَیَقُولُ ٱلۡأَشۡهَادُ هَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ كَذَبُوا۟ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللهِ عَلَى ٱلظَّالِمِینَ ٱلَّذِینَ یَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللهِ وَیَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا))* وَهُم بِٱلۡآخِرَةِ هُمۡ كَافِرُونَ﴾ [هود 17 - 19]،.
فأي قولٍ تنسبه لله، يلزمك عليه برهان وبينة، وإلا فأنت أكذب الكاذبين، لأن الكذب على الله ليس كالكذب على الناس،. ولا حتى يساوي الكذب على رسله،. فمن يقول على رسُول اللّٰه ﷺ كلاماً لم يقله، فهو أحد الكاذبين، فكيف بمن يقول على الله مالم يقله؟!،.
ﻫﻼﻝ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ،. قال ((في اﻣﺮﺃﺗﻪ)) قولاً دون بينة، فقال له رسُول اللّٰه ﷺ،. *((ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﻬﺪاء، ﻭﺇﻻ ﻓﺤﺪ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻙ، ﻳﺮﺩﺩ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮاﺭا))*، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻫﻼﻝ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﺻﺎﺩﻕ،...... فنزﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻳﺔ اﻟﻠﻌﺎﻥ {ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻮﻥ ﺃﺯﻭاﺟﻬﻢ}،.... الحديث﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ. ✅،.
فكيف بمن تقوّل على الله؟!،. فنقول لمن تقوّل على الله،. [[هات البينة والبرهان، وإلا،.. تستحق أن يُجلد ظهرك]]،. كما قال عمر لأبي موسى،. ﴿ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻷﻭﺟﻌﻦ ﻇﻬﺮﻙ ﻭﺑﻄﻨﻚ، ﺃﻭ ﻟﺘﺄﺗﻴﻦ ﺑﻤﻦ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا،.... الحديث﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ. ✅،.
نرجع ونقول،. *(من أين أتيتم بأن الله أمر الناس بالصلاة لبيت المقدس؟!)*،.
لا ينبغي نسبة شيءٍ لله، إلا بعلم وبرهان من الله نفسه، يقوله هو بنفسه، أو يوحيه لنبيه ﷺ،. أما غير ذلك فلا يحل لأحد أن يقول بأن الله أمر وقال، والله لم يقل ولم يكتب ولم يأمر،. قال اْلله،. *﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِیقࣰا ((یَلۡوُونَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَابِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَیَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللهِ وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللهِ ٱلۡكَذِبَ)) وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ﴾* [آل عمران 78]،.
تذكر هذه الآية واحفظ اسم السورة،.. لأننا سنعود لسياقها لاحقاً،.
ــــــ الأمر لا يدل على النسخ،.
نعم،. أمر الله أن تكون القبلة للمسجد الحرام،. ولكن هذا لا يعني أبداً أنه أمر ببيت المقدس قبل ذلك، بل الناس كانوا يصلون لبيت المقدس [وسنعرف أسبابه بعد قليل]،. فصوّب الله لهم،. ولا يحل لنا أن نأتي لكل تصويبٍ من عند الله، فنقول بعدها : الأمر الأول كان من الله ثم غيّره!!،.
1 ❊ النّبي ﷺ حرم على نفسه العسل،. فصوبه الله،. ﴿یا أَیُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَاۤ أَحَلَّ ٱللهُ لَكَ تَبۡتَغي مَرۡضَاتَ أَزۡوَاجِكَ وَٱللهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التحريم 1]،. كان هذا التحريم من النّبي ﷺ نفسه، وليس من الله، وصَوَّب الله له الأمر، فرجع النبي ﷺ عنه،. فهل نقول بأن الحكم الأولي [قبل التصويب] كان من الله كذلك؟!،. وأن اللّٰه نَسَخ حكمه القديم بحكمٍ جديد؟!،. لا،. لا نقول إلا ببرهان وبينة،. والبرهان غائبٌ مفقود،.. فلا نقول البتة: بأن الحكم الذي كان قبل التصويب، قد كان من الله،. أو أنه كان شرعاً،.
2 ❊ النّبي ﷺ صلى على عبدالله بن أبي بن سلول حين مات،. فأنزل الله عليه،. ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰۤ أَحَدࣲ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدࣰا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِ إِنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِٱللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا۟ وَهُمۡ فَاسِقُونَ﴾ [التوبة 84]،.
ــ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ؛ «ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ، ﺟﺎء اﺑﻨﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻗﻤﻴﺼﻚ ﺃﻛﻔﻨﻪ ﻓﻴﻪ، ﻭﺻﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭاﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺁﺫﻧﻲ ﺃﺻﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺂﺫﻧﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﺟﺬﺑﻪ ﻋﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻴﺲ اﻟﻠﻪ ﻧﻬﺎﻙ ﺃﻥ تصلي ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﻴﺮﺗﻴﻦ، ﻗﺎﻝ: {اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺃﻭ ﻻ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺇﻥ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﻓﻠﻦ ﻳﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ} ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻨﺰﻟﺖ: {ﻭﻻ ﺗﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﺪا}﴾
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ✅،.
فهل يستطيع أن يزعم زاعمٌ أن صلاة النّبي ﷺ على ابن سلول كانت شرعاً من الله ثم نهاه؟!،. لا البتة، وإلا فقد وقع في الحرام بالتَّقَوُّل على الله بمالم يقله الله،.
3 ❊ حين تبنى النّبي ﷺ زيد بن حارثة،. ونسبه إليه،. فصار زيد بن محمد،. ثم أنزل الله النهي عن التبني، وأمر أن ندعوهم لآبائهم،. فقال اْلله،. ﴿...وَمَا جَعَلَ أَدۡعِیَاۤءَكُمۡ أَبۡنَاۤءَكُمۡ *((ذَلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَاهِكُمۡ وَٱللهُ یَقُولُ ٱلۡحَقَّ))* وَهُوَ یَهۡدي ٱلسَّبِیلَ ٱدۡعُوهُمۡ لِآبَاۤئهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللهِ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ فَإِخۡوَانُكُمۡ فِي ٱلدِّینِ وَمَوَالِیكُمۡ وَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحࣱ فِیمَاۤ أَخۡطَأۡتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡ وَكَانَ ٱللهُ غَفُورࣰا رَّحِیمً﴾ [الأحزاب 4 - 5]،.
فهل كان هذا نسخاً لحكم سابق؟!،. إن قلت نعم فقد افتريت على الله الكذب، فلا توجد آية تدل على حكم الله في التبني،. إلا آية النهي هذه،. وبيّن الله فيها سُبْحَانَه أن [نسبة المتبنَّى لمُتبنيه] من قول الناس،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.
4 ❊ حين كان المسلمون يصلون بداية الأمر،. كانوا يتكلمون في الصلاة، فأمرهم الله بالسكوت فيه، فهل هذا نسخ؟!،.
ــ عن ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮﻭ اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ، ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ،. ﴿ﻛﺎﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻜﻠﻢ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ {ﻭﻗﻮﻣﻮا ﻟﻠﻪ ﻗﺎﻧﺘﻴﻦ} ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.
أين أمر الله بالكلام في الصلاة؟!،. لا يوجد،. فليس كل تشريع [أو تصويب]، فيه أمر ونهي، يكون إلغاءً لحكم شرعي سابق!!،. لنقول عن السابق أنه من الله!!،.
5 ❊ حين بعث الله النّبي ﷺ ليأمر الناس بعبادة الله وحده، فهل نسمي هذا الأمر نسخٌ للشرك؟!،. إن قلتم هذا، فأنتم تدّعون أن الله أمر بالشرك ابتداءً وأباحه وشرّعه وأحل أن يكون له شكراء، ثم بعث النبي ﷺ فحرمه وأمر بالاخلاص له،. وهذا هو البهتان والخَبَث بعينه،.
6 ❊ ومن أظهر أمثلة ذلك، تحريم إسرائيل بعض الطعام على نفسه من قبل أن تُنزل التوراة،. فهل يقال بأن الله حرم عليه هذا الطعام كما قاله بنوا إسرائيل؟!،. لا، لأن القول أن الله حرمه افتراءٌ وكذبٌ على الله،. قال اْلله [وانتبه لما قاله في الآية التالية]،. قال،. ﴿كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلࣰّا لِّبَنِي إِسۡرَاءِیلَ *((إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَاءِیلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَاةُ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِٱلتَّوۡرَاةِ فَٱتۡلُوهَاۤ إِن كُنتُمۡ صَادِقِینَ فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللهِ ٱلۡكَذِبَ))* مِنۢ بَعۡدِ ذَلِكَ فَأُو۟لَئكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ﴾ [آل عمران 93 - 94]،.
فانظر كيف يغضب الله حين يُنسب إليه ما لم يقله ويسمي ذلك كذباً وافتراءً على الله،. فالذي حرمه إسرائيل على نفسه،. كان من نفسه، وليس من الله، فلا ينبغي نسبة التحريم إلى الله،.
سياق هذه الآية فيه كلام شبيه بسياق آيات البقرة التي تحدثت عن القبلة،. فبعدها مباشرةً قال اْلله،. ﴿قُلۡ صَدَقَ ٱللهُ *((فَٱتَّبِعُوا۟ مِلَّةَ إِبۡرَاهِیمَ))* حَنِیفࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ *((إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَالَمِینَ فِیهِ ءَایَاتُۢ بَیِّنَاتࣱ مَّقَامُ إِبۡرَاهِیمَ))* وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنࣰا وَلِلهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللهَ غَنِيٌ عَنِ ٱلۡعَالَمِینَ﴾ [آل عمران 95 - 97]،.
فأول بيتٍ وُضع ((للناس))، ليس البيت المقدس، إنما الذي ببكة،. وقد وضعه الله ((للناس)) أجمعين، وليس لأمة محمد ﷺ فحسب،.
ثم قال اْلله،. وستلاحظ تشابه الكلام في آل عمران، مع آيات البقرة التي عن القبلة،. ﴿قُلۡ یَا أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِآیَاتِ ٱللهِ وَٱللهُ شَهِیدٌ عَلَىٰ مَا تَعۡمَلُونَ *((قُلۡ یَا أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَأَنتُمۡ شُهَدَاۤءُ))* وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ یَا أَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تُطِیعُوا۟ فَرِیقࣰا مِّنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ یَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِیمَانِكُمۡ كَافِرِینَ﴾ [آل عمران 98 - 100]،.
تذكر قول الله،. *﴿قُلۡ یَا أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَأَنتُمۡ شُهَدَاۤءُ ((وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ))﴾* [آل عمران 99]،. لأننا سنجد أختها بالتمام في البقرة، بل في آية القبلة ذاتها 😏،.
ــــــــــ سياق آية القبلة،.
في سورة البقرة، وقبيل آية القبلة، نجد المتشابهات مع آيات آل عمران عن الكعبة وعن مقام إبراهيم،. قال اْلله،. *﴿((وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَیۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُوا۟ مِن مَّقَامِ إِبۡراهِيمَ مُصَلࣰّى))* وَعَهِدۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَاهِيمَ وَإِسۡمَاعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیۡتِيَ لِلطَّاۤئفِینَ وَٱلۡعَاكِفِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة 125]،.
فالله جعل البيت الحرام مثابةً [ثواباً] للناس وأمناً منذ عهد إبراهيم،. وذكر الله،. ﴿مقام إبراهيم﴾،. ولو رأيت مقام إبراهيم اليوم، ستجده باتجاه البيت الحرام، وليس باتجاه بيت المقدس،. ثم قال اْلله بعدها بآيات،. ﴿وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَاهِيمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَاعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة 127]،.
وهذه الآية تدل بأن القواعد كانت قبل إبراهيم كذلك،. ولكن إبراهيم رفعها،. ولم يبن قواعدها، فقواعدها كانت موجود قبل إبراهيم،. وبقيت القواعد حتى جاء إبراهيم ورفعها هو وإسماعيل،. قال ٱلله،. ﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَاهِیمَ مَكَانَ ٱلۡبَیۡتِ،..﴾ [الحج 26]،.
ثم قال اْلله [قبيل آية القبلة]،. ﴿وَمَن یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَاهِيمَ *((إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُ))* وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَاهُ فِي ٱلدُّنۡیَا وَإِنَّهُ في ٱلۡآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِینَ﴾ [البقرة 130]،.
من السفيه المقصود هنا؟!،. من الذي رغب عن ملة إبراهيم؟!،. أكمل الآيات لتعرف من المقصود بالسفيه،. قال اْلله [بعدها] ومازلنا في سياق آيات القبلة،. قال ٱلله،. ﴿سَیَقُولُ *((ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّاهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُوا۟ عَلَیۡهَا))* قُل لله ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ یَهۡدِي مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَاطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ [البقرة 142]،.
فالسفهاء الذين رغبوا عن (ملة إبراهيم) هم الذين أرادوا القبلة لبيت المقدس، ولم يعجبهم أن القبلة تكون للبيت الحرام،. هم أهل الكتاب، وقد كتموا الحق الذي يعرفونه،. هم الذين قال اْلله فيهم،. ﴿أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَاهِيمَ وَإِسۡمَاعِیلَ وَإِسۡحَاقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُوا۟ هُودًا أَوۡ نَصَارَىٰ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللهُ *((وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللهِ وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ))﴾* [البقرة 140]،.
وقال قبلها،. ﴿وَقَالُوا۟ كُونُوا۟ هُودًا أَوۡ نَصَارَىٰ تَهۡتَدُوا۟ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَاهِيمَ حَنِیفࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ قُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱللهِ *((وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَىٰۤ إِبۡرَاهِيمَ وَإِسۡمَاعِیلَ وَإِسۡحَاقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَاۤ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِیسَىٰ وَمَاۤ أُوتِيَ ٱلنَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ))* لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة 135 - 136]،.
وقد أثبتا في الجزءين [10 و 11] أن كل الأنبياء أوتوا نفس الدين، نفس الصلاة، نفس الحج، نفس الشعائر، نفس الصيام، دينٌ واحد للجميع، ولكن الناس يبدلون فيه بعد أنبياءهم،. كما بدل العلماء في ديننا كثيراً بعد النبي ﷺ [وأكبر شاهد على التغيير، هو قول العلماء بالنسخ في الدين، هذا تحريف كتحريف أهل الكتاب]،.
القبلة كانت واحدة للجميع،. ولكن أهل الكتاب هم الذين حرفوه وحوّلوه لبيت المقدس، محاولة منهم لتحريف الدين لما يشتهونه، فهذه منهم هم [أهل الكتاب]، وليست من الله،. وهذا من تحريفهم للدين وصدهم عن السبيل،. *((تَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَأَنتُمۡ شُهَدَاۤءُ))،.* كرهوا أن تكون القبلة لمكة،. أرادوها للشام، لبيت المقدس،. أرادوها لأرض آبائهم وأجدادهم، وجل أنبيائهم،.
أهل الكتاب [اليهود والنصارى]، عُرفوا واشتُهروا بتحريفهم للكلم عن مواضعه،. كانوا يسمعون ويعصون، كانوا يكذبون على الله،. يتبعون أهوائهم، وأمثلة تحريفاتهم وأكاذيبهم كثيرة في ٱلۡقُرآن،.
قال اْلله،. ﴿أَفَتَطۡمَعُونَ أَن یُؤۡمِنُوا۟ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمۡ ((یَسۡمَعُونَ كَلَامَ ٱللهِ ثُمَّ یُحَرِّفُونَهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ)) وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة 75]،.
ــ وقال،. ﴿یَـا أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ لِمَ تَلۡبِسُونَ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَاطِلِ وَتَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران 71]،.
ــ وقال،. ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللهُ مِیثَاقَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ *((لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاۤءَ ظُهُورِهِمۡ))* وَٱشۡتَرَوۡا۟ بِهِ ثَمَنࣰا قَلِیلࣰا فَبِئۡسَ مَا یَشۡتَرُونَ﴾ [آل عمران 187]،.
ــ وقال،. ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ نَصِیبࣰا مِّنَ ٱلۡكِتَابِ یَشۡتَرُونَ ٱلضَّلَالَةَ وَیُرِیدُونَ أَن تَضِلُّوا۟ ٱلسَّبِیلَ وَٱللهُ أَعۡلَمُ بِأَعۡدَاۤئكُمۡ وَكَفَىٰ بِٱللهِ وَلِیࣰّا وَكَفَىٰ بِٱللهِ نَصِیرࣰا ((مِّنَ ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ یُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ)) وَیَقُولُونَ سَمِعۡنَا وَعَصَیۡنَا وَٱسۡمَعۡ غَیۡرَ مُسۡمَعࣲ وَرَاعِنَا لَیَّۢا بِأَلۡسِنَتِهِمۡ وَطَعۡنࣰا فِي ٱلدِّینِ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ قَالُوا۟ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا وَٱسۡمَعۡ وَٱنظُرۡنَا لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۡ وَأَقۡوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا یُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا﴾ [النساء 44 - 46]،.
ــ وقال اْلله عنهم،. ﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّیثَاقَهُمۡ لَعَنَّاهُمۡ ((وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَاسِیَةࣰ یُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا۟ حَظࣰّا مِّمَّا ذُكِّرُوا۟ بِهِ)) وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَاۤئنَةࣲ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنۡهُمۡ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡ إِنَّ ٱللهَ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [المائدة 13]،.
قومٌ عُرفوا بالكذب والتحريف [وقد بسطنا القول في هذه النقطة في الجزء 11]،. هم الذين حرفوا القبلة وجعلوها لبيت المقدس،. وسيتبيّن هذا أكثر بالبراهين القادمة،.
ـــــــــــــــــــ الجُعلان،...
استدل بعض الجهلاء بكلمة جعلنا،. ﴿..وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَیۡهَاۤ..﴾،. ليقول بأن الله أمر بالقبلة الأولى!!،.
نقول،. وهل كلمة [[الجعل]] تدل على تشريع الله وإقراره ورضاه وأنه دينٌ للناس؟!،. لننظر لكلمات [[الجعل]] في ٱلۡقُرآن، فهو الذي سيحدد لنا معناه،. والله هو الذي يقضي بيننا،.
ــ قال اْلله،. ﴿وَكَذَٰلِكَ ((جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا)) لِيَمْكُرُوا فِيهَا..﴾ [اﻷنعام 123]،. فالله جعل في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها، فهل دل هذا على تشريع ورضى من الله؟!،. أم هذا إذن من الله ليكون؟!،.
الله جعل شياطين الإنس والجن أعداءً للأنبياء، فهل رضي بهذا؟!،. لا،. وهذا ليس بتشريع،. إنما هو إذنٌ من الله ليحصل ما أراد، وليقضي به أمرا قد قدّره،..
ــ وقال الله،. ﴿وَكَذَٰلِكَ ((جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا)) شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ..﴾ [اﻷنعام 112]،.
ــ وقال،. ﴿وَكَذَٰلِكَ ((جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا)) مِنَ الْمُجْرِمِينَ..﴾ [الفرقان 31]،. فهل دل هذا على تشريع ورضى من الله؟!،. أم إرادة الله وإذنه؟!،.
ــ وقالت الملائكة،. ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَائكَةِ إِنِّي جَاعِلࣱ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰ *((قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ))* قَالَ إِنِّي أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة 30]،. هذا الجعل قدرٌ وإرادة من الله، لحكمة أرادها،. وليس تشريعاً،.
ــ وقال الله،. ﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّیثَاقَهُمۡ لَعَنَّاهُمۡ *((وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَاسِیَةࣰ یُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ))* وَنَسُوا۟ حَظࣰّا مِّمَّا ذُكِّرُوا۟ بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَاۤئنَةࣲ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنۡهُمۡ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡ إِنَّ ٱللهَ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [المائدة 13]،. الله فعل هذا،. قضى به وقدره، لحكمة يريدها،. وليس فيه تشريع ولا كُفت،.
ــ وقال،. ﴿وَمِنۡهُم مَّن یَسۡتَمِعُ إِلَیۡكَ *((وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰا))* وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوكَ یُجَادِلُونَكَ یَقُولُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنۡ هَذَاۤ إِلَّاۤ أَسَاطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ [الأنعام 25]،.
ــ والله يأذن للشر أن يحصل ليمحص ويفتن الناس ويبتليهم،. قال اْلله،. ﴿یا بَنِي ءَادَمَ لَا یَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّیۡطَانُ كَمَاۤ أَخۡرَجَ أَبَوَیۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ یَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِیُرِیَهُمَا سَوۡءا تِهِمَاۤ إِنَّهُ یَرَاكُمۡ هُوَ وَقَبِیلُهُ مِنۡ حَیۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡ *((إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّیَاطِینَ أَوۡلِیَاۤءَ لِلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ))﴾* [الأعراف 27]،.
ــ وقال اْلله،. ﴿وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ *((جَعَلۡنَا بَیۡنَكَ وَبَیۡنَ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡآخِرَةِ حِجَابࣰا مَّسۡتُورࣰا وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰا))* وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ وَلَّوۡا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهِمۡ نُفُورࣰا﴾ [الإسراء 45 - 46]،.
ولا يدل كل ذلك على رضاه وتشريعه ودينه الذي أنزله،. فكلمة ﴿جعلنا﴾،. ليست دليلاً على تشريع الله،.
ــــــــــــــ هل الجعل نوعان كما قرر الأصوليون؟!،. ((جعل كوني وجعل شرعي؟!))،.
كلمة [الجعل] في ٱلۡقُرآن كله، كانت تدل على إذن الله،. وليست على أمره ونهيه،. ولكن الأصوليون وجدوا آيتان، دفعتهم ليقولوا بأن الجعل نوعان، نوع في الأمور القَدَرية الكونية، ونوع في التشريع والأوامر،. والآيتان في الحقيقة تفسران بعضهما،.
ــ الأولى هي قول ٱلله،. ﴿جَعَلَ ٱللهُ ((ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِیَامࣰا لِّلنَّاسِ)) وَٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَٱلۡهَدۡيَ وَٱلۡقَلَائدَ ذَلِكَ لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللهَ یَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَنَّ ٱللهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِیمٌ﴾ [المائدة 97]،.
هذا الجعل ليس بتشريع وليس له علاقة بالأوامر والنواهي،. إنما هي حقيقة يخبر الله عنها،. وليس للناس تغييرها،. هي كقول الله،. بالتحديد،. ﴿وَلَا تُؤۡتُوا۟ ٱلسُّفَهَاۤءَ ((أَمۡوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللهُ لَكُمۡ قِیَامࣰا)) وَٱرۡزُقُوهُمۡ فِیهَا وَٱكۡسُوهُمۡ وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا﴾ [النساء 5]،. فهل حين جعل الله الأموال لنا قياماً، صارت تشريعاً؟!،. لا،. إنما هو نعمةٌ وفضلٌ من الله، يخبرنا به،.
هذه الجملة مثل قول اللّٰه أنه جعل السماء سقفا محفوظاً،. فهل جعله هذا تشريع ودين؟!،.
ــ حين يقول اللّٰه أنه جعل الرواسي تثبيتاً للأرض أن تميد بالناس،. فهل هذا تشريع ودين؟!،.
ــ حين يقول اللّٰه أنه جعل إبراهيم إماماً للناس،. فهل هذا تشريع؟!،.
ــ حين يقول الله أنه جعل في البيت الحرام منافع للناس [وثواباً ومثاباً ومثابةً] لمن أتاه، وجعل البيت الحرام أمناً للناس،. فهل هذا تشريع؟!،.
هذا ما قاله الله في الآية الثانية من استدلالهم،. وهي متشابهة بتلك،. قال،. ﴿وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰۤ إِبۡرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتࣲ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰا قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِي قَالَ لَا یَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّالِمِینَ ((وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَیۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا)) وَٱتَّخِذُوا۟ مِن مَّقَامِ إِبۡرَاهِيمَ مُصَلࣰّى وَعَهِدۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَاهِيمَ وَإِسۡمَاعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیۡتِي لِلطَّاۤئفِینَ وَٱلۡعَاكِفِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَاهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ﴾ [البقرة 124 - 126]،.
جعل الله البيت الحرام مثابةً أي ثواباً ومنافع [وليس كما قال المفسرون المختلفون أن المثاب المرجع وقال بعضهم أنها المنافع]،. إنما هو من الثواب أي المنافع،. وهو قوله في المتشابهات،. ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ ((لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَافِعَ لَهُمۡ)) وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللهِ فِي أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَاتٍ ((عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَامِ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا)) وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤئسَ ٱلۡفَقِیرَ﴾ [الحج 27 - 28]،.
ــ وفي قوله،. ﴿ذَلِكَ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَائرَ ٱللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ ((لَكُمۡ فِیهَا مَنَافِعُ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى)) ثُمَّ مَحِلُّهَاۤ إِلَى ٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ﴾ [الحج 32 - 33]،.
ــ وفي قوله،. ﴿وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَاهَا لَكُم مِّن شَعَـائرِ ٱللهِ ((لَكُمۡ فِیهَا خَیۡرࣱ)) فَٱذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللهِ عَلَیۡهَا صَوَاۤفَّ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّ ((كَذَلِكَ سَخَّرۡنَاهَا لَكُمۡ)) لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [الحج 36]،.
فهذه المنافع والثواب [هي المثاب]،. جعلها الله لنا هبة وعطية، وقياماً لنا، وتقويةً،. وهذا لا علاقة له مطلقاً بالتشريع،. ولا أدري كيف فهم الأصوليون من هذه الآية أن الجعل تشريع وأمر، وبسبب فهمهم الخاطئ قالوا بأن (الجعل) نوعان،. وهذا خطأ، إنما الجعل إذن الله وإرادته،. وليس ٱلۡقُرآن كله جعلٌ بمعنى الأمر،.
فحين قال اللّٰه،. ﴿..وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَیۡهَاۤ..﴾،. فهذا إذن من الله،. وليس بتشريع مطلقاً،. وقد ذكر الله السبب في ذلك،. فقال،. ﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللهُ﴾،. وهذا السبب الذي لأجله تركهم على القبلة الأولى برهة من الزمن،. وليس لأنه تشريع قديم،.
والآية ذاتها فيها جعلان،. الأولى لم تكن أمراً،. كما أن الأخرى ليست بأمرٍ،. قال ٱلله في أولها،. ﴿وَكَذَلِكَ ((جَعَلۡنَاكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا)) لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰا ((وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَیۡهَاۤ)) إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللهُ وَمَا كَانَ ٱللهُ لِیُضِیعَ إِیمَانَكُمۡ إِنَّ ٱللهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [البقرة 143]،.
فكيف تم التفريق بينهما؟!،. وقيل بأن الجعل الأول كوني، والآخر شرعي؟!،. هذا التفريق خطأ،. إنما هو جعلٌ واحد، بمعنى ((أذن به أن يكون، صيّره ليصير، فعله، قدّره))، ولا تعنى أنه أمرَ به،. ولا يوجد في ٱلۡقُرآن "جعلٌ" موجهٌ للناس ليأتمروا به،.
ــــــــــ من أين أتت القبلة الأولى،.
ــــــ السياق نفسه يدل أن (القبلة التي كانوا عليها) كانت تبديلاً من أهل الكتاب وليست من اللّٰه،. وأن أهل الكتاب كانوا يعلمون أن القبلة الحق كانت للبيت الحرام وليست بيت المقدس،.
قال اْلله،. ﴿... *((وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ/تَعۡمَلُونَ))﴾* [البقرة 144]،.
هل تعلم في أي آية قال اْلله هذا عنهم؟!،. هل تعلم عن أي شيء تتكلم هذه الآية؟!،. إنها نفس الآية التي فيها توجيه الله للقبلة،. فقد ختمت بأن الذين أوتوا الكتاب يعلمون أن القبلة للمسجد الحرام هو الحق من ربهم،. ولكنهم هم الذين بدلوا القبلة لبيت المقدس،. وكتموا ذلك على الناس،.
والله رد الحق وثبّته على أصله الأول [الذي يعرفونه] بعد أن حرفوه،. قالَ اْلله،. ﴿قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَاۤءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَا *((فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ))* وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ/تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة 144]،.
في نفس الآية التي فيها الأمر بالقبلة، تقرأ ختامها فتكّبر اللّٰه أنه فضحهم فيها، وبين لنا أن القبلة التي كانوا عليها،،. ليست إلا تحريفاً من تحريفات أهل الكتاب،.
لم يعجبهم أن القبلة تكون لمكة، كانوا يشتهون أن تكون لأرضهم، وأرض آبائهم، أرض موسى وعيسى،. أرض المحشر،. الأرض المباركة،. فحرفوها، وثبت هذا التحريف بتلاحق الأجيال،. والناس صارت تسأل الأحبار والرهبان، فيفتونهم بلا دليل، فصدقهم الناس وصارت القبلة هي بيت المقدس، كله عبر فتاوى الأحبار والرهبان وبكتمان ما أنزل الله وبكتابة الكتب،. غيروا القبلة لبيت المقدس،.
وأكرر،.. آية القبلة فيها [ذاتها] الحجة والبرهان أن أهل الكتاب كانوا يعلمون أن الكعبة هي القبلة الحق،،. *﴿..وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ..﴾* فالحق من ربهم هو أن يولّوا وجوههم قِبَل المسجد الحرام،. هذا الذي كان في كتابهم،. ولكنهم غيّروه وبدلوه، وهذه عادتهم مع أوامر الله،. فهذي ليست جديدة منهم،. هم معروفون بأنهم أهل التحريف والكذب،. حرفوا التوراة من قبل، فلا تُحسن الظن بمن سلف منهم مثل هذا الفعل في كتابهم الأعظم [وتاريخهم ممتلئ بالتحريف]،.
والله فضح عملهم بقوله،. *﴿..وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ﴾*،. فصار واضحاً جداً لكل مبصر، أن القبلة التي كانوا عليها، لم تكن من الله،. إنما من أهل الكتاب [من أهوائهم]،. وأن القبلة في كتابهم كانت للمسجد الحرام،. ولكنهم يكابرون ويعاندون ويتبعون هواهم،.
ــــ وهذه هدية للسلفية،. قال شيخكم الطبري،. في تفسير قول الله،. "ﻟﻴﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ" قال،. (ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺆﻻء اﻷﺣﺒﺎﺭ ﻭاﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺴﺠﺪ، اﻟﺤﻖ اﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻭﺫﺭﻳﺘﻪ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﻌﺪﻩ)،. إﮬ.
قال اْلله بعدها مباشرة،. ﴿وَلَئنۡ أَتَیۡتَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ بِكُلِّ ءَایَةࣲ مَّا تَبِعُوا۟ قِبۡلَتَكَ وَمَاۤ أَنتَ بِتَابِعࣲ قِبۡلَتَهُمۡ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲ *((وَلَئنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ))* إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّالِمِینَ﴾ [البقرة 145]،.
هذه الآية فيها،. ﴿وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲ﴾،. مما يدل أن أهل الكتاب لم يكونوا أساساً متفقين على قبلة واحدة،. فكل فريق منهم كانت لديه قبلة خاصةٌ فيه،. ولكن النبي ﷺ اختار قبلة بيت المقدس، كونها هي الأصوب من بين البقية،. وكل توجهاتهم كانت هوى، وليست بعلم،.
فالقبلة الأولى التي صلى عليها المسلمون 17 شهراً [بيت المقدس] مصدر تشريعها كان هوىً من أهل الكتاب،. وأهل الكتاب كانوا يعلمون أن قبلتهم الحقيقية هي المسجد الحرام، وكتموا ذلك، والله فضحهم وأظهر ذلك،. وهنا سمى التحريف الذي فعلوه ﴿أَهۡوَاۤءهُم﴾،. فهي من شهواتهم ورغباتهم وأمانيهم أن يجعلوا القبلة لبيت المقدس،. وليست لمكة بالهوى وليس بالعلم،. إنما العلم هو تصويب الله لقبلة النبي ﷺ،. ﴿وَلَئنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ﴾،. فالآن قد جاءه العلم،. وما قبل ذلك كان هوى أهل الكتاب،.
بل حتى أن الطبري الشيعي المفسر بنفسه نقل [في جامع البيان] قول اليهود،. "ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﺭﻯ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻳﻦ ﻗﺒﻠﺘﻬﻢ *((ﺣﺘﻰ ﻫﺪﻳﻨﺎﻫﻢ!))* ﻓﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻭﺭﻓﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء" إﮬ،.
قال اْلله بعدها مباشرةً،. ﴿ٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَاهُمُ ٱلۡكِتَابَ یَعۡرِفُونَهُ كَمَا یَعۡرِفُونَ أَبۡنَاۤءَهُمۡ *((وَإِنَّ فَرِیقࣰا مِّنۡهُمۡ لَیَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ))* فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ﴾ [البقرة 146 - 147]،.
كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، يعرفون ماذا؟!،. هاء الضمير في [يعرفونه] يعود للمسجد الحرام،. والكلام عن المسجد الحرام، والسياق كله عن المسجد الحرام،. ﴿فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ﴾،. فالله قال أنهم كانوا يعرفون بأن المسجد الحرام هو الحق،. وهكذا هو في كتبهم ولكنهم كتموه،. [وكرّر الله هذا الكتمان بعدها كثيراً]،.
ــــ وهنا إهداءٌ آخر للسلفية،. قال شيخكم الطبري الشيعي في تفسيره [جامع البيان] لــ "ﻟﻴﻜﺘﻤﻮﻥ اﻟﺤﻖ" *(ﻭﺫﻟﻚ اﻟﺤﻖ ﻫﻮ اﻟﻘﺒﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪا ﷺ. ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻮﻝ ﻭﺟﻬﻚ ﺷﻄﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮاﻡ *((اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻓﻜﺘﻤﺘﻬﺎ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺷﺮﻗﺎ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ))* ﻭﺭﻓﻀﻮا ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ)* إﮬ،.
وتذكر هذه الآية جيداً،. ﴿ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنّ مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ﴾ [البقرة 147]،. لأننا سنقرأ بعد قليل شبيهتها في آل عمران،. ﴿ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ﴾ [آل عمران 60]،. وسننظر في سياقها،. لنتأكد فعلاً أن الله يفسر كتابه بكتابه، بالآيات المتشابهة، ويخبرنا عن حقيقة القبلة الأولى،. أنها من تحريف أهل الكتاب،.
ــــــ ــــ ــ ـ القبلة هي نفسها منذ أنزل الله هذا الدين وأمر بالصلاة، كانت القبلة للبيت الحرام ولم يأمر ببيت المقدس مطلقاً،. إنما كانت للبيت الذي وضعه الله للناس جميعاً،. كذلك صلى إبراهيم وموسى وعيسى،. كلهم صلوا للبيت الحرام،. وقد سبق إثبات أن [الشريعة واحدة]،. ولم تتبدل،. ولكن الناس يبدلون ويحرفون بعد موت نبيهم،. فيرسل الله النبي تلو النبي، ليصحح للناس دينهم، ويردوهم للشريعة التي غيرها الناس وتشوهت ملامحها [وقد ذكرنا تفصيل هذا الأمر في الجزء 11 السابق]،.
ــــ هنا سؤالٌ يظهر للسطح، كيف صلى النّبي ﷺ باتجاه بيت المقدس ستة عشر شهراً أو 17 شهراً؟!،.
نقول كما قال ابن عباس رَضِي الله عَنهُما،. *﴿...ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻳﺤﺐ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻲء...﴾* ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻲ "اﻟﺸﻤﺎﺋﻞ"، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻓﻲ "اﻷﻭﺳﻂ". ✅،.
فالنبي ﷺ لم يؤمر بشيء قبل آية القبلة، وحين كتبت عليه الصلاة [لم تُحدد القبلة حينها]، فصلاها باتجاه بيت المقدس، كونه يحب موافقة أهل الكتاب، [لأنه يُفترض أنهم يتبعون كتاباً من ربهم]، وافترض بذلك أن وجهة صلاتهم لبيت المقدس كان من أصل كتابهم،. حتى بيّن له ربه أنهم يعلمون الحق ويكتمونه وأن قبلتهم الحق كانت للمسجد الحرام،. ولكنهم حرفوها،.
ثم بعد تغييرهم للقبلة، أرجعها الله كما كانت للبيت الحرام،. (مع بعثة النّبي ﷺ)،. وليعلم من يتبع الرَّسوْل ﷺ،. قال اْلله،. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلۡنَاكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰا *((وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللهُ وَمَا كَانَ ٱللهُ لِیُضِیعَ إِیمَانَكُمۡ))* إِنَّ ٱللهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [البقرة 143]،.
معنى هذا الكلام، أن القبلة التي كانوا عليها، لم تكن هي الحق،. بل كانت من غير أمر الله،. فظن الناس أن عملهم ضاع سدىً، فطمأنهم الله أنه لن يضيّع إيمانهم، وإن كانوا على قبلةٍ خطأ قبل معرفة القبلة الحق،.
وفيها يبيّن الله أن القبلة الأولى،. إنما جعلها [كتب وقضى وأذن هكذا] ليبتلي الناس بالنبي ﷺ،. هل سيتبعونه أم سينقلبون على أعقابهم؟!،.
وهذا يدل أن النّبي ﷺ صلى إليها دون وحيٍ من الله،. فكان توجهه إلى بيت المقدس اجتهاداً منه،. وكان مضطراً إليه، لأنه كان عليه أن يصلي،. ولكن الله لم يوحِ إليه أن صل إلى كذا أو كذا،. فحتى يصيب الحق في أمر القبلة، نظر الرَّسوْل ﷺ إلى عمل أهل الكتاب فرآهم يصلون باتجاه بيت المقدس، وظن بأن هذا هو الحق، وطالما هؤلاء أهل كتاب، وكتابهم من عند الله [فافترض أن فعلهم أَهدَىٰ من أن يقول هو برأيه دون وحي]،. فصلى باتجاه بيت المقدس،. ولم يكن راضياً بهذا من داخله،. بدليل قول الله،. ﴿قَدۡ نَرَىٰ *((تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ في ٱلسَّمَاۤءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَا فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ))* وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ...﴾ [البقرة 144]،.
فكان الرَّسوْل ﷺ يقلّب وجهه في السماء، لا يدري، هل هو على حق أم ماذا في مسألة القبلة،. لهذا لم يكن راضياً بهذه القبلة،. قال ٱلله،. (فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَا)،. فهو لم يكن راضياً عن القبلة الأولى، لأنها ليست من وحي الله،. إنما كانت اجتهاداً منه،. نظراً لما كان عليه أهل الكتاب،.
ــ ولو كانت القبلة الأولى من الله، فيستحيل للنّبي ﷺ ألا يرضى بأمر الله [إن كان هو الذي أمره بالقبلة الأولى فعلاً]،. ولكن طالما وجدناه لم يكن راضياً، فالقبلة الأولى ليست من أمر الله له أساساً،. ولا يمكن للنّبي ﷺ أن يرضى أو يسخط لأمر الله، إن كانت القبلة الأولى من الله، إنما السمع والطاعة دون اعتراض،. وهذا عهد النّبي ﷺ بربه،. فكيف يعترض بأنه لا يرضى بما قيل له! هذا يثبت أنه لم يكن أمراً من الله أساساً،. إنما كانت القبلة الأولى من اجتهاده هو عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم،.
وهذا القول ليس بمستحدَث، حيث أن التفاسير [كتفسير ابن كثير والقرطبي وابن الجوزي وغيرهم]،. نقلوا أقوال التابعين أن القبلة الأولى كانت اجتهاداً ورأياً من النّبي ﷺ،. وقالوا هذا قول الحسن البصري، ﻭﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻭﺃﺑﻮ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻭاﻟﺮﺑﻴﻊ، كلهم قالوا : ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭاﺟﺘﻬﺎﺩﻩ،. وكذلك قال ابن عثيمين،.
وعلى هذا الاجتهاد، ابتلى الله الصحابة، هل سيتبعون الرسول أم لا،. وهم يعلمون بأن هذا الفعل تحديداً [التوجه لبيت المقدس]، من الرسول ﷺ، وليس من الله،. ولكنهم اتبعوه ولم يعترضوا، ولم يقل أحداً منهم، هذه منك يا رسُول اللّٰه ﷺ وليست من الله!!،. بل اتبعوه كلهم،. وهذا هو قول الله،. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلۡنَاكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰا *((وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَیۡهِ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللهُ))* وَمَا كَانَ ٱللهُ لِیُضِیعَ إِیمَانَكُمۡ إِنَّ ٱللهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [البقرة 143]،.
لهذا تركهم الله على القبلة التي كانوا عليها 17 شهرا،. وهذا من أقوى الحجج والبراهين على وجوب اتباع النّبي ﷺ،. وإن تكلم بلا وحي من الله، فقد ابتلى الصحابة به وهم يعلمون أنه لا يوجد وحي من الله باستقبال بيت المقدس،. فكيف لو تكلم بوحي؟!،.
وهذه الآية تعد من أقوى الآيات التي فيها الرد الساحق الماحق على الذين انكروا حديث النبي ﷺ [ٱلۡقُرآنيين]،. وقالوا لن نأخذ إلا ٱلۡقُرآن،. فٱلۡقُرآن كذبهم،. وأثبت أن للنبي ﷺ أمرٌ، وَجَبَ اتباعه،. وأن الناس يُفتنون به،. وليس عليهم أن يقولوا : هذا وحي من الله أم ليس بوحي؟!،. [[هذا ليس شأنك]]،. يكفيك أنك تتعامل مع رجلٍ بعثه الله،. فلا تحقق معه، إن كان ما قاله، قد قاله بوحي أو بغير وحي،. قالت عنه ملائكة الرحمن،. ﴿من ﺃﻃﺎﻉ ﻣﺤﻤﺪاً ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﻣﺤﻤﺪاً ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ﴾،. ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻓﻲ "ﺩﻻﺋﻞ اﻟﻨﺒﻮﺓ". واللفظ للبخاري (7281) ✅،.
ٱلۡقُرآنيون اليوم، يقولون بأن النبي ﷺ حجة في زمانه، ولكن بعد موته لم يعد بحجة على الناس، إنما الحجة في ٱلۡقُرآن فقط،. ولاحظ أن الله في الآية السابقة قال عن تاركي أمر النبي ﷺ الذي كان من غير وحيّ،. ﴿مِمَّن ((یَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَیۡهِ))﴾،. وقال ٱلله في تاركي النبي ﷺ بعد موته نفس الجملة بالضبط،. قال ٱلله في آل عمران،. ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ((ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَابِكُمۡ وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ)) فَلَن یَضُرَّ ٱللهَ شَیۡـࣰٔا وَسَیَجۡزِي ٱللهُ ٱلشَّاكِرِینَ﴾ [آل عمران 144]،.
فالله يسمي كل تارك لأوامر النبي ﷺ [سواءً كانت بوحي، أو من غير وحي]،. أنه (منقلب على عقبه)،. وهذا هو الاسم الحقيقي الذي ينبغي أن يتسمى به كل من أنكر أثر النبي ﷺ،.
وللأمانة نقول،. ليسوا كلهم سواءً،. فمنهم من يريد أن يتبع الرسول ﷺ، ولكنه يشك في صحة الأحاديث المنسوبة إليه،. فهذا ينقصه سؤال اللّٰه، ليعلمه كيف يتحقق من الأسانيد،.
ــــ ثم بيّن الله (في سياق آية البقرة) أن هذه القبلة [للبيت الحرام] هي الحق من الله، فليست القبلة أمراً مستحدثاً ولا ناسخاً لشريعة قديمة، ولكن الذين أوتوا الكتاب كانوا يتولون حيث يشاؤون من أنفسهم، اتباعاً لأهوائهم،. قال،. ﴿وَلِكُلࣲّ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّیهَا فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَاتِ أَیۡنَ مَا تَكُونُوا۟ یَأۡتِ بِكُمُ ٱللهُ جَمِیعًا إِنَّ ٱللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرࣱ وَمِنۡ حَیۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ *((وَإِنَّهُ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ))﴾* [البقرة 148 - 149]،.
لاحظ كم مرةً كرر الله أنه الحق من ربك!!،.
بعدها بيّن اْلله أن الذين يكتمون ما أنزله الله [كالقبلة للبيت الحرام في التوراة والانجيل]،. يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون،. قال،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ *((یَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَاتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَابِ أُو۟لَئكَ یَلۡعَنُهُمُ ٱللهُ وَیَلۡعَنُهُمُ ٱللَّاعِنُونَ))* إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ وَأَصۡلَحُوا۟ وَبَیَّنُوا۟ فَأُو۟لَئكَ أَتُوبُ عَلَیۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [البقرة 159 - 160]،. وفي هذه دلالة أنه تم تحريف القبلة من قِبل أهل الكتاب، وأنهم كتموا الحق الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم،..
ــــــــــــــــــــــــ المتشابه،.
الآن ننتقل لنرى متشابهات هذه الآيات في سورة آل عمران،. وسنبدأ من عند الآية الشبيهة،. ﴿ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ﴾ [آل عمران 60]،. لأنها تشبه الآية التي في البقرة،. ﴿ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنّ مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ﴾ [البقرة 147]،.
قال الله بعدها في آل عمران،. *﴿((فَمَنۡ حَاۤجَّكَ فِیهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ))* فَقُلۡ تَعَالَوۡا۟ نَدۡعُ أَبۡنَاۤءَنَا وَأَبۡنَاۤءَكُمۡ وَنِسَاۤءَنَا وَنِسَاۤءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللهِ عَلَى ٱلۡكَاذِبِینَ﴾ [آل عمران 61]،. وهذه تشبه التي في البقرة،. ﴿وَلَئنۡ أَتَیۡتَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ بِكُلِّ ءَایَةࣲ مَّا تَبِعُوا۟ قِبۡلَتَكَ وَمَاۤ أَنتَ بِتَابِعࣲ قِبۡلَتَهُمۡ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲ *((وَلَئنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ))* إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّالِمِینَ﴾ [البقرة 145]،.
ثم بعدها بآيتين قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ *((لِمَ تُحَاۤجُّونَ فِي إِبۡرَاهِیمَ))* وَمَاۤ أُنزِلَتِ ٱلتَّوۡرَاةُ وَٱلۡإِنجِیلُ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِهِ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ هَـا أَنتُمۡ هَـٰۤؤُلَاۤءِ حَاجَجۡتُمۡ فِیمَا لَكُم بِهِ عِلۡمࣱ فَلِمَ تُحَاۤجُّونَ فِیمَا لَیۡسَ لَكُم بِهِ عِلۡمࣱ وَٱللهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران 65 - 66]،.
بم كان أهل الكتاب يحاجّون بإبراهيم؟!،. كانوا يزعمون أن القبلة لبيت المقدس، بحجة أنها بلاد إبراهيم الخليل،. فقال الله،. ﴿مَا كَانَ إِبۡرَاهِیمُ یَهُودِیࣰّا وَلَا نَصۡرَانِیࣰّا وَلَكِن كَانَ حَنِیفࣰا مُّسۡلِمࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَاهِیمَ لَلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَذَا ٱلنَّبِيٌّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱللهُ وَلِيّ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران 67 - 68]،.
نُتم من آل عمران، ونربط الآيات بالأحاديث الصحيحة،. حتى نصل عند قول الله عن إسرائيل الذي حرم على نفسه، دون تشريع من الله،. ﴿كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلࣰّا لِّبَنِي إِسۡرَاءِیلَ *((إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَاءِیلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَاةُ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِٱلتَّوۡرَاةِ فَٱتۡلُوهَاۤ إِن كُنتُمۡ صَادِقِینَ فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللهِ ٱلۡكَذِبَ))* مِنۢ بَعۡدِ ذَلِكَ فَأُو۟لَئكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ﴾ [آل عمران 93 - 94]،.]،.
ثم بعدها قال،. *﴿قُلۡ یَا أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَأَنتُمۡ شُهَدَاۤءُ ((وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ))﴾* [آل عمران 99]،. وهذه الآية هي القاصمة التي تبين أن بني إسرائيل قد حرفوا القبلة،. فقد قال ٱلله قبلها،. ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَالَمِینَ فِیهِ ءَایَاتُۢ بَیِّنَاتࣱ مَّقَامُ إِبۡرَاهِیمَ..﴾،. وهذا هو البرهان، أن قبلة الصلاة كانت مكة قبل بعثة النّبي ﷺ،. فالدليل القاطع من القُرآن والسنة، أن قبلة الصلاة، لم تكن لبيت المقدس، وأن القبلة كانت للمسجد الحرام قبل نزول القُرآن، وقبل نزول الانجيل، وقبل نزول التوراة،.
وهو قول اْلله في آل عمران،. ﴿قُلۡ صَدَقَ ٱللهُ فَٱتَّبِعُوا۟ مِلَّةَ إِبۡرَاهِیمَ حَنِیفࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ *((إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَالَمِینَ فِیهِ ءَایَاتُۢ بَیِّنَاتࣱ مَّقَامُ إِبۡرَاهِیمَ))* وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنࣰا وَلِلهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللهَ غَنِيٌ عَنِ ٱلۡعَالَمِینَ﴾ [آل عمران 95 - 97]،.
والذي رفع قواعد البيت هو إبراهيم،. قال اْلله،. ﴿وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰۤ إِبۡرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتࣲ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰا قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِي قَالَ لَا یَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّالِمِینَ *((وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَیۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُوا۟ مِن مَّقَامِ إِبۡرَاهِيمَ مُصَلࣰّى وَعَهِدۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَاهِيمَ وَإِسۡمَاعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیۡتِي لِلطَّاۤئفِینَ وَٱلۡعَاكِفِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ))* وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَاهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ *((وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَاهِيمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَاعِیلُ))* رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة 124 - 127]،.
ثم قال اْلله،. ﴿وَمَن *((یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُ))* وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَاهُ فِي ٱلدُّنۡیَا وَإِنَّهُ في ٱلۡآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِینَ﴾ [البقرة 130]،. وهم السفهاء الذين رغبوا عن ملة إبراهيم،.
ــــــــــــــــ إثبات خطير ومهم،. أن القبلة ((قبل ميلاد النبي ﷺ))، كانت للمسجد الحرام،. ولم تكن القبلة لبيت المقدس،.
ــــ أول بيت وضع للناس، هو الذي ببكة،.. قال ٱلله،. ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَالَمِینَ فِیهِ ءَایَاتُۢ بَیِّنَاتࣱ مَّقَامُ إِبۡرَاهِیمَ،...﴾ [آل عمران 96 - 97]،. والذي رفع قواعده هو إبراهيم،.
ــــ *((وحينها لم يكن ثمة بيت مقدس على الأرض))،..* وبقيت الكعبة 40 سنة لوحدها [ولا توجد قبلة غيرها]،. ثم بُني بيت المقدس،. والدليل،....
ــ ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺘﻴﻤﻲ ﻗﺎﻝ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻳﻘﻮﻝ،. ﴿ﺳﺄﻟﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻋﻦ ((ﺃﻭﻝ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺿﻊ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ؟!،. ﻗﺎﻝ: اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮاﻡ))، ﻗﻠﺖ ﺛﻢ ﺃي؟!،. ﻗﺎﻝ: اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ، ﻗﻠﺖ ﻛﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؟!،. ﻗﺎﻝ: ((ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً))، ﺛﻢ اﻷﺭﺽ ﻟﻚ ﻣﺴﺠﺪ، ﻓﺤﻴﺜﻤﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻚ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺼﻞ﴾،.
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ✅،.
فثبّت لديك هذه المقدمة الأولى، أن الكعبة بقيت لوحدها دون المسجد الأقصى أربعون عاماً حين وضعت للناس،. فهذا حق،.
مقدمة أخرى،. في ذلك الحين من الزمن [حين رفع إبراهيم القواعد، وبنى الكعبة قبل وجود بيت المقدس]، هل كان ثمة صلاة في ذلك الوقت؟!،. أم أن البيت كان للحج والعمرة فحسب؟!،. فهذه التي نختلف عليها [لأن البيت يحتمل أن يكون للصلاة أو للحج]،. ولكن الله فصّل وقضى فيها، وبيّن أن فترة الأربعون عاماً هذه،. *((كان فيها صلاة فعلاً،. ولم يكن ثمة بيتٍ مقدّس بعد،..))* لنعلم أن قبلة الصلاة حينها لم تكن لبيت المقدس (الذي لا وجود له أساساً في ذلك الوقت)،.
قال اْلله،. ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَاهِیمُ *((رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنࣰا¹))* وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ رَّبَّنَاۤ إِنِّي أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِي بِوَادٍ غَیۡرِ ذِي زَرۡعٍ *((عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ))* فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِي إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ﴾ [إبراهيم 35 - 37]،.
وقال كذلك،. ﴿رَبِّ ((ٱجۡعَلۡنِي مُقِیمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّیَّتِي)) رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَاۤءِ﴾ [إبراهيم 40]،.
دعى إبراهيم ربه ليقيموا الصلاة عندما أسكن من ذريته عند البيت المحرم،. ثم دعى ربه أن يجعله وذريته مقيمي الصلاة،. فلأي قبلة كانوا يتجهون؟!،. *((تذكر أنهم كانوا يقيمون الصلاة قبل وجود المسجد الأقصى،. فبالتالي، كانت قبلتهم للبيت المحرم، المسجد الحرام، الذي ببكة، الكعبة المشرفة،. الذي رفع إبراهيم قواعدها،. فصلى الناس للكعبة منذ أيام إبراهيم))،.*
ولن تستطيع القول أن الصلاة حينها كانت لبيت المقدس،. لأن هناك صلاة وقبلة خلال الــ 40 سنة،.. ولا وجود للبيت المقدس في الأرض،. فأين ستكون قبلة الصلاة؟!،. كانت قبلة الصلاة للبيت الوحيد الموجود حينها،. وهو المسجد الحرام،. وهذه هي نتيجة المقدمات،.
كلمة إبراهيم ﴿عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ﴾،. لا تدل على البيت، إنما هو مكان البيت،. وليس البيت نفسه،. فلم يكن ثمة بيت،. إنما مكان البيت فقط، وقواعده، أي أصوله، وليس البيت نفسه،. قال ٱلله،. ﴿((وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَاهِیمَ مَكَانَ ٱلۡبَیۡتِ)) أَن لَّا تُشۡرِكۡ بي شَیۡـࣰٔا وَطَهِّرۡ بَیۡتِي لِلطَّاۤئفِینَ وَٱلۡقَائمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [الحج 26]،.
لهذا قال إبراهيم،. ﴿رَّبَّنَاۤ إِنِّي أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتي بِوَادٍ ((غَیۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ)) رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ،...﴾ [إبراهيم 37]،.
وحين ترك ابراهيم ذريته هناك،. لم يكن ثمة بيت، ولا ناس،. إنما ترك ابنه وزوجه لوحدهم،. وكانت هاجر أول من سكنت المكان، ثم جاؤوها قبيلة جرهم واستأذنوها ليسكنوا عندها،. فقد روى البخاري والنسائي، من حديث ابن عباس،. [استقطع منه موضع الشاهد]،. قال ابن عباس،. ﴿....ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﷺ: «ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺎء ﻇﺎﻫﺮا». [أي زمزم] ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء، ﻭﻳﺪﺭ ﻟﺒﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻴﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ((ﻓﻤﺮ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﺮﻫﻢ ﺑﺒﻄﻦ اﻟﻮاﺩﻱ، ﻓﺈﺫا ﻫﻢ ﺑﻄﻴﺮ، ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺃﻧﻜﺮﻭا ﺫاﻙ، ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻄﻴﺮ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎء، ﻓﺒﻌﺜﻮا ﺭﺳﻮﻟﻬﻢ، ﻓﻨﻈﺮ، ﻓﺈﺫا ﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎء، ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﻢ، ﻓﺄﺗﻮا ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺃﻡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﺃﺗﺄﺫﻧﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻌﻚ، ﺃﻭ ﻧﺴﻜﻦ ﻣﻌﻚ؟)) ﻓﺒﻠﻎ اﺑﻨﻬﺎ، ﻓﻨﻜﺢ ﻓﻴﻬﻢ اﻣﺮﺃﺓ،...﴾،.
فهذه المنطقة التي ترك إبراهيم فيه ذريته، لم يكن فيها أحد قبل أم إسماعيل أبداً،. وإنما كانت فيه قواعد البيت [أصوله]،. وليس البيت نفسه،. ثم الذي بناه ورفع قواعده [أصوله]،. هو إبراهيم،.
¹قال إبراهيم في سورة البقرة،. ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَاهِيمُ *((رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا))* وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ *((وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَاهِيمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَاعِیلُ))* رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة 126 - 127]،.
ما الفرق بين الدعاء الأول،. ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا﴾ [البقرة 126]،. وبين دعائه الثاني،. ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنࣰا﴾ [إبراهيم 35]؟!،.
ــ الفرق،. أن الأولى (رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا بَلَدًا) كلمة [بلد] غير معرفة بلام العهد،. فلم يكن ثمة بلد،. إبراهيم جاء بأهله وأسكنهم في مكان مهجور تماماً، وادٍ غير ذي زرع [ليس فيه أحد]،. فدعى الله أن يجعل هذه البقعة مكاناً يسكنه الناس وبيوتاً آمنة لتكون بلدة،. وذهب عنهم [وتفصيل قصته في الصحيح]،. ثم عاد بعد مدة طويلة فوجدها عامرة صارت بلدة،. فدعا الله مجدداً،. (رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَذَا ٱلۡبَلَدَ)،. فحين صارت بلدة، دعى لها بالتحديد بلام العهد،. (هذا البلد)،.
وهذا دليل كذلك، أنه لم يكن وقتها ثمة بلدة ولا بيت،. إنما صار البيت الآن حين رفعه إبراهيم،.
ــــــ الخلاصة،. القبلة الأولى لم تكن من عند الله ليقال أن الله غيّر كلامه، القبلة الأولى ليست من كلامه أساساً، فلو أردت إثبات الناسخ والمنسوخ بقضية القبلة، فثبت العرش ثم انقش،. أثبت أن القبلة الأولى كانت بأمر الله أولاً، ثم قل بأن الله بدّل كلامه،. وألغى وأبطل قوله الأول [تعالى الله عما تصفون]،.
ــــــــــــــ آية أخرى منسوخة عند المُسوخ،. في موضوع القبلة كذلك،.
عندهم أن آية القبلة نسخت كذلك قول اْلله،. ﴿وَلِلهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ ((فَأَیۡنَمَا تُوَلُّوا۟ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللهِ)) إِنَّ ٱللهَ وَاسِعٌ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة 115]،.
قالوا أنها منسوخة، وقد نسختها آية القبلة،. ﴿قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَاۤءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَا ((فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ)) وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة 144]،.
هنا نقول أولاً ــ،. إن كانت الآية،. ﴿وَلِلهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ فَأَیۡنَمَا تُوَلُّوا۟ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللهِ..﴾ [البقرة 115]،. قبل أمر الله بالتوجيه للقبلة [المسجد الحرام] وأنها نسخت بآية القبلة للمسجد الحرام، فلماذا تقولون بأن الله هو الذي أمرهم ببيت المقدس قبل المسجد الحرام؟!،. ثم نسخه للمسجد الحرام؟!،. فأي القولين عندكم هو الصحيح؟!،. القبلة كانت للمقدس ثم نسخت؟!،. أم كانت لأي مكان ثم نسخت؟!،.
ثانياً ــ،. كان يكفي النظر للسياق للخروج من مأزق الغباء والخيبة،. الكلام فيها لمن منع مساجد الله على المسلمين من اليهود والنصارى والكفار،. قال اْلله،. ﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَارَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَيءࣲ وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡ فَٱللهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیامَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَساجِدَ ٱللهِ أَن یُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَاۤ أُو۟لَئكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن یَدۡخُلُوهَاۤ إِلَّا خَاۤئفِینَ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡیَا خِزۡيٌ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمࣱ وَلِلهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ فَأَیۡنَمَا تُوَلُّوا۟ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللهِ إِنَّ ٱللهَ وَاسِعٌ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة 113 - 115]،.
السياق لا يتكلم عن القبلة، إنما عن منع المساجد على المسلمين المستضعفين،. فــ مهما ضيّقوا على المسلمين ومنعوهم من مساجد الله، قال اْلله،. ﴿وَلِلهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ﴾،. وليست المساجد فحسب،. فلن يستطيعوا منع الأرض كلها من الصلاة فيها وذكر الله،. فلله الأرض جميعاً،. يستطيع المستضعفون أداء صلاتهم في المشرق والمغرب،. فكله لله،. فليذهبوا للمشرق ويتجهوا للقبلة [التي هي المسجد الحرام]، أو يذهبوا للمغرب ومن هناك يتجهوا للقبلة [التي هي المسجد الحرام]،. فالصلاة والقبلة ليست حصراً في المساجد التي مُنعت،. فالآية لا تتحدث عن القبلة لأي مكان، إنما تتكلم عن الصلاة في أي مكان، تصلي ولو في غير مسجد [وصلاتك باتجاه القبلة]، فلا تعارض بينها وبين آية القبلة ليقال هذه منسوخة،. بل يؤيد هذه الآية حديث رسُول اللّٰه ﷺ،. أن الأرض كلها مسجد،.
ــ ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺘﻴﻤﻲ ﻗﺎﻝ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻳﻘﻮﻝ،. ﴿ﺳﺄﻟﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻋﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺿﻊ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ؟!،. ﻗﺎﻝ: اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮاﻡ، ﻗﻠﺖ ﺛﻢ ﺃي؟!،. ﻗﺎﻝ: اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ، ﻗﻠﺖ ﻛﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؟!،. ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ، *((ﺛﻢ اﻷﺭﺽ ﻟﻚ ﻣﺴﺠﺪ، ﻓﺤﻴﺜﻤﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻚ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺼﻞ))﴾*
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.
ــ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺻﻬﻴﺐ اﻟﻔﻘﻴﺮ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺧﻤﺴﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻬﻦ ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻠﻲ، ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ اﻷﺣﻤﺮ ﻭاﻷﺳﻮﺩ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﻣﺔ، ﻭﺃﺣﻠﺖ ﻟﻲ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ، ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻞ ﻷﺣﺪ ﻗﺒﻠﻲ، ﻭﻧﺼﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ، *((ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻟﻲ اﻷﺭﺽ ﻃﻬﻮﺭا ﻭﻣﺴﺠﺪا، ﻓﺄﻳﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺣﻴﺚ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ))»* ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ✅،.
فالآية دليلٌ على قول النّبي ﷺ،. أن الأرض كلها مسجد،. وحيث ما كنت وأدركتك الصلاة، فصل ثَمَّ،. سواءً في مسجد أو غير مسجد،. فلا يمنعك "خراب المساجد" أو "منعهم إياك" ألا تصلي،. ولو كنت مستضعفاً!،. فأرض الله واسعة،.
وتفسير قول الله،. ﴿وَلِلهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ﴾،. هو ما قاله الله هنا،.
قال اْلله،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ ٱلۡمَلَائكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡ ((قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللهِ وَاسِعَةࣰ فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَا)) فَأُو۟لَئكَ مَأۡوَاهُمۡ جَهَنَّمُ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡوِلۡدَانِ لَا یَسۡتَطِیعُونَ حِیلَةࣰ وَلَا یَهۡتَدُونَ سَبِیلࣰا فَأُو۟لئكَ عَسَى ٱللهُ أَن یَعۡفُوَ عَنۡهُمۡ وَكَانَ ٱللهُ عَفُوًّا غَفُورࣰا ((وَمَن یُهَاجِرۡ فِي سَبِیلِ ٱللهِ یَجِدۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُراغَمࣰا كَثِیرࣰا وَسَعَةࣰ)) وَمَن یَخۡرُجۡ مِنۢ بَیۡتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ یُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُ عَلَى ٱللهِ وَكَانَ ٱللهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ ((أَن تَقۡصُرُوا۟ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن یَفۡتِنَكُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟)) إِنَّ ٱلۡكَافِرِینَ كَانُوا۟ لَكُمۡ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا﴾ [النساء 97 - 101]،.
الاستضعاف في الآيات السابقة في كل شيء، ولكن السياق تكلم عن الصلاة كونها أهم شيء، وأكثر شيء يمنعه الذين كفروا على المسلمين،. وهذا هو منع مساجد الله،. فتقابلها بالهجرة والخروج،. فلله أرض المشرق وله أرض المغرب،. [وأرضه واسعة جداً] وحيثما كانوا سيتوجّهون للقبلة [الكعبة]،. فلا ناسخ ولا منسوخ،.
ــــ حديث ضعيف،. يُستخدم في أسباب نزول الآية،.
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ (316). ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ (1020) واﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (345 ﻭ2957) بسندهم عن ﺃﺑﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﺴﻤﺎﻥ، ﺃﺷﻌﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ [ضعيف ❌]، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪاﻟﻠﻪ [متروك ❌]، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: «ﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ، ﻓﺘﻐﻴﻤﺖ اﻟﺴﻤﺎء، ﻭﺃﺷﻜﻠﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻓﺼﻠﻴﻨﺎ ﻭﺃﻋﻠﻤﻨﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﺇﺫا ﻧﺤﻦ ﻗﺪ ﺻﻠﻴﻨﺎ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻓﺬﻛﺮﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻮا ﻓﺜﻢ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ}» (لفظ ابن ماجه).
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﻛﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ، ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ، ﻓﻠﻢ ﻧﺪﺭ ﺃﻳﻦ اﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻓﺼﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻨﺰﻝ: {ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻮا ﻓﺜﻢ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ}» (اللفظ للترمذي). والحديث ضعيف ❌،.
- ﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (345): ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻴﺲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺑﺬاﻙ، ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺷﻌﺚ اﻟﺴﻤﺎﻥ، ﻭﺃﺷﻌﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺃﺑﻮ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﺴﻤﺎﻥ، ﻳُﻀَﻌَّﻒ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
- ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ (2957): ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ، ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺷﻌﺚ اﻟﺴﻤﺎﻥ ﺃﺑﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺷﻌﺚ ﻳُﻀَﻌَّﻒ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
- ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ﻓﻲ «اﻟﻀﻌﻔﺎء» 1/140، ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻛﻴﺮ ﺃﺷﻌﺚ، ﻣﻊ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺧﺮ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻻ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻳﺮﻭﻯ ﻣﺘﻨﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻳﺜﺒﺖ.
- ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، اﻟﻌﺪﻭﻱ، اﻟﻤﺪﻧﻲ، ﺿﻌﻴﻒ، ﻣﻦ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻦﻳ اﻟﻌﺒﺎﺱ، ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ. (ﻋﺦ 4).
ﻣﺘﺮﻭﻙ.
- ﻗﺎﻝ ﻋﻔﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ: ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺒﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ, ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺒﺼﺮﺓ؟ ﻟﻘﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻓﻼﻥ، ﻋﻦ ﻓﻼﻥ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺑﻨﺎﻩ. «اﻟﻀﻌﻔﺎء» ﻟﻠﻌﻘﻴﻠﻲ (3979).
- ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ: ﺳﺌﻞ ﺃﺑﻲ ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻗﺮﺑﻬﻤﺎ، ﻭﻛﺎﻥ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ اﻷﺷﻴﺎﺥ ﻳﺘﻘﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ. «اﻟﻌﻠﻞ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮﺟﺎﻝ» (2038).
- ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﺑﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻳﻨﻜﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪ اﻹﻧﻜﺎﺭ. «اﻟﻜﺎﻣﻞ» 8/180.
- ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺪﻭﺭﻱ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﺿﻌﻴﻒ. «ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ» (822).
- ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻜﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ. «اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ اﻟﻜﺒﻴﺮ» 6/493.
نهاية الجزء الثاني عشر،.
رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.
بڪيبـورد، محسن الغيثـي،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق