جريمة الناسخ والمنسوخ،. [2] ⚠️ تحرير التعريف،.
محاور هذا الجزء،.
ــ تعريف النسخ عند النُساخ،.
ــ التعريف الحقيقي الذي لا يريدونك أن تعرفه،.
ــ تحرير تعريفهم ومراجعته وتفتيته، كلمة كلمة،.
ــ أهمية تأريخ الآيات عند النُساخ،.
ــ الناسخ والمنسوخ علم رخيص قائم على الظنون،.
ــ رفع الحكم VS نسخ الآية،.
ــ إثبات أن الذي ينسخ ليس الله،.
ــ إثبات أن النسخ مبني على الأفهام الشخصية للآيات،.
ــ ما ننسخ من آية؟!،. أم من شطر آية؟!،.
ــ ما ننسخ، أم ما تنسخون؟!،.
ــ أمثلة من كتب النسخ الأولى، أن الذي ينسخ هو الشيخ،.
ــ أقوال شيوخهم، أنه لا يجوز النسخ إلا بدليل قاطع،.
ــ إثبات تخبطهم ومخالفتهم لما يقررونه،.
ــ لماذا "رفع حكم؟!"،. سبب التلاعب بالألفاظ،.
ــ أقسام النسخ، وشروط النسخ،.
ــ هل الأمة مجمعة على القول بالنسخ؟!،.
ـــــــــــــــــ تعريف النسخ عند النُساخ،.
أولاً وقبل كل شيءٍ،.... اعلم أن التعريف الذي ستسمعه بعد قليل، هو محدثٌ ومنكرٌ مبتَدَع،. هو ابتداعٌ أجمع عليها المعتدون الذين يقولون بالنسخ في الدين،. هذا التعريف "المشهور جداً" ليس من الإسلام في شيءٍ، فهو ليس من ٱلۡقُرآن، ولا من السـنة الصحيحة ولا الضعيفة، ولا من فم الصحابة ولا التابعين،. فليس فهما من فهوم السلف [فلا يلبس عليك السلفي ويوحي لك أنه فهم السلف]،. إنما هو اصطلاح اصطلح عليه الشياطين ممن يسمون أنفسهم أصوليون،. وليس لهم فيه مستند ولا برهان،. عدا فهمٍ نجس لبعض آيات ٱلۡقُـرآن، تبعه أفهام نجسة للآيات،. ظنوا أنها متعارضة، مما عزز لهم صحة فهمهم الأول، فرضوا به واقترفوا ما هم مقترفون،.
النسخ عندهم هو : رفع حكم شرعي، بدليل شرعي متأخر،. [زاد عليه المتأخرون : ثبت كلاهما بنص شرعي]،. وهذه الزيادة لأنهم رأوا كثرة العبث عند الأولين والتحيز للمذهب،. وبعضهم كان أدق فقال "نسخ الشارع لحكم شرعي بدليل شرعي متراخٍ"،. وحقيقةً، هذه التعريفات فيها ميوعة وغش، بل تدليس وخبث، وفيها تبديل للمسميات وزخرف للقول، اغتر بها القائل، والغرض من هذا التعريف الوضيع،. (حتى لا ينفر المسلم الذي على الفطرة من النسخ)،. فلو سمع المسلم التعريف الحقيقي التطبيقي [المبني على عملهم] لرده عليهم المسلم مباشرةً بفطرته، فلن يقبلها،.
التعريف الحقيقي التطبيقي للنسخ (عندهم) الذي ينبغي عليهم قوله [لأن التعريف شرح مختصر للمصطلح]،. هو : *[إلغاء وإبطال أوامر الله وأحكامه وحدوده، والذي يقوم بهذا الإلغاء هم الشيوخ، وأداتهم للنسخ هي عقولهم وآرائهم الشخصية واستقراؤهم للۡقُرآن والسنة، فيتم حذف ورد أحكام الله وآياته وطمسها كيلا يُعمل بها،. بعد الإيمان اليقين والجازم بأن ٱلۡقُرآن متناقضٌ، وأن فيه اختلافا كثيراً وتعارضاً بين آياته بشكل لا يمكن الجمع بينها،. فقد يقول الله شيئاً ثم يقول بخلافه، فيلجأ الشيخ لحذف الحكم الذي في الآية التي يتوقع أنها الأقدم نزولاً]،.* هذا هو التعريف الحقيقي للناسخ والمنسوخ،. وإن لم يصرحوا به في جملة واحدة كتعريف للناسخ والمنسوخ، ولكنه مبرهن بالبينات،. هذا التعريف تجميع لقولهم من عدة مواضع قد ذكرناها بعضها وسنزيد عليها في هذا الجزء إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،. وهذا التعريف هو النعت الدقيق لكيفية عمل الشيوخ في الناسخ والمنسوخ،.
وهذا المعنى الحقيقي، لو عرضته على أي مسلم على فطرته،. [عامي يحب الله ورسوله ويعظم شعائر الله، لم يتدنس قلبه بظنون الفقهاء ولم يتشبع بعلوم الدراسات الشرعية النظامية]،. كأمثال العجائز، والمسنين، وبقية شباب المسلمين، وآحادهم الذين تجدهم في كل مكان،. ((وإن كانوا من العصاة))،. فسوف يرفضون هذا القول ويستشنعونه ويستقذرونه أيما قذارة،. وقد جربت ذلك شخصياً مع عدة أشخاص،. يقولون "كيف هذا؟!،. يستحيل أن تكون هناك آية في ٱلۡقُرآن ثم لا نعمل بها، أو أن حكمها وقد بَطل وألغي، أو أن في ٱلۡقُرآن تناقضاً واختلافاً، ثم يقولون : من يقول بهذا؟!،. هل يوجد مسلم عاقلٌ يقول هذا؟!،. هل هؤلاء فعلاً علماء؟! مستحيييل 🙂"،.
هذا من تعظيم العوام لحرمات الله التي لا ينبغي أن تُمَس،. هذا أمرٌ يعرفه كل مسلم مازال على الفطرة، ما عدا الفقهاء الذين يؤمنون بالتناقض الحقيقي في ٱلۡقُرآن، فيعالجون التناقض بالنسخ،. فقط هؤلاء من الأمة كلها، يرون الأمر عادياً جداً ولا يستنكرون إبطال الآيات،. وكان يفترض العكس،.
ــــــــــــــــــــــــــ تحرير التعريف،.
التعريف الذي ارتضوه لأنفسهم للنسخ،. (رفع حكم شرعي، بدليل شرعي متأخر)،. سنقوم الآن بتحليله كلمة كلمة،. ونطابق التعريف بعملهم ومن كتبهم،. لننظر هل هو تعريف صادق؟!،. أم هو غش وكذب وتلبيس على المسلمين كما ذكرنا؟!،.
1 ـــــ [...بدليلٍ شرعي متأخر] التأريخ،.
2 ـــــ رفع [حكم شرعي]،.
3 ـــــ ما ننسخ من آية،. وليست [ما ننسخ من شطر آية]!،.
4 ـــــ قال الله،. ﴿ما ننسخ﴾،.. ولم يقل،. [ما تنسخون]!،.
5 ــــــ [رفع حكم...]،. لماذا الرفع؟!،.
1 ــــــــــــ [...بدليلٍ شرعي متأخر] التأريخ،.
في تعريفهم المتفق عليه،. قالوا بأن الحكم الناسخ، أو الآية الناسخة تأتي متأخرة،. أي تأتي بعد نزول الآية الأولى [المنسوخة]،. ويقتضي هذا، أن زمن نزول جميع الآيات معلومٌ وواضح لدى النَاسخ،. ويلزم هذا القول بأن الآيات مؤرخة بتاريخ ووقت محددين،. وبهذا نعلم يقيناً أن هذه الآية نزلت بعد تلك وهذه قبل تلك،. ولكن،...
هذا متعذرٌ للأسف، فالآيات ليست مؤرخة ولا يعلم أحدٌ متى نزلت،. يعني،. لا أحد يستطيع الجزم بأن آية كذا نزلت قبل آية كذا،. فكيف ستحكم بأن هذه الآية متأخرة؟!،. وما يدرينا؟!،. فنحن لا نجد مثل هذا في القُــرآن!،.
مثال 1 ــ ﴿ألم ذَلِكَ ٱلۡكِتَابُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ *[1/رجب/عام 7 ﮬ. 8:35 صباحاً]* ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَاهُمۡ یُنفِقُونَ *[1/رجب/عام 7 ﮬ. 8:36 صباحاً]* وَٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ وَمَاۤ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ یُوقِنُونَ *[1/رجب/عام 7 ﮬ. 8:37 صباحاً]﴾* [البقرة 1 - 4]،.
هل تجد مثل هذا في القرآن أو الحديث؟!،.
مثال 2 ــ ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ *[19/رمضان/عام 1 ﮬ. 6:05 مساءً]* ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَاشࣰا وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡ فَلَا تَجۡعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ *[19/رمضان/عام 1 ﮬ. 6:06 مساءً]* وَإِن كُنتُمۡ فِي رَیۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِ وَٱدۡعُوا۟ شُهَدَاۤءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَادِقِینَ *[19/رمضان/عام 1 ﮬ. 6:07 مساءً]* فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُوا۟ وَلَن تَفۡعَلُوا۟ فَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ أُعِدَّتۡ لِلۡكَافِرِینَ *[19/رمضان/عام 1 ﮬ. 6:08 مساءً]﴾* [البقرة 21 - 24]،.
لا نجد التــأريخ عقب كل آية،. فلا نعلم حقيقةً متى نزلت فنحكم بأن هذه قبل تلك،.
يجب أن تكون الآيات بهذا الشكل،. وعلى كل "توقيت" أن يكون مسنداً إلى عهد النّبي ﷺ بسندٍ ثبت [وهذا محال]، كما كان عندنا سندٌ صحيحٌ لوقت نزول هذه الآية،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾ [المائدة 3]،.
فعرفنا بالدليل والسند الثبت أنها نزلت في يوم عرفة، في السـنة التي حج فيها النّبي ﷺ،. أي في *[9/ذو الحجة/عام 10 ﮬ.]،.* فنريد مثل هذا الحديث المسند لجميع الآيات، لأنه بهذا سنعرف وقت نزول كل آية، لنتيقن بذلك أن الآية الناسخة فعلاً قد تأخر نزولها، وأنها نزلت بعد الآية المنسوخة بمدة [ونتغاضى عن موقعها الحالي في القُــرآن]،. ذلك حتى لا نخلط الحابل بالنابل،. فننسخ آية جديدة، بآية قديمة، نزلت قبلها!،. [كما فعل النساخ ببعض الآيات]،.
إثبات التوقيت ضروري جداً عند النُساخ،. لأنه اشترط شرط المتأخر، فصار عليه إلزام في معرفة المتقدم،. ولكن الحق يقال، لا يوجد أي دليل يثبت لهم هذا العلم سوى الظنون والتوقعات والرجم بالغيب،.
وإن قيل أنه من الطبيعي أن نسير على ترتيب الآيات (((ضمن السورة الواحدة)))،. وأنها لزاماً ستكون مرتبة زمنياً حسب نزولها،. أي أن القرآن مرتلٌ، أي أن آياته مرتبة بهذا الترتيب الذي نقرؤه اليوم،. فنقول : حتى هذا القول يلزمه دليل،. وإن كان مقبولاً بالمنطق،. فنحن أمة الدليل والسند،. وقد وجدنا دليلاً يخالف هذا القول الطبيعي المنطقي (ضمن السورة الواحدة)،. توجد آيات قديمة النزول، وهي مدونة في المصحف بعدها،.
فمثلاً،. نزلت الآية 24 من سورة المائدة قبل معركة بدر [كانت الغزوة في السـنة الثانية للهجرة]،. وقرأها الصحابي المقداد بن عمرو قبيل المعركة،. وهذا هو الحديث المسند،.
ــ ﻋﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ اﻷﺣﻤﺴﻲ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻗﺎﻝ:
«ﺟﺎء اﻟﻤﻘﺪاﺩ [بن عمرو] ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺱ ﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻤﻮﺳﻰ: {ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺃﻧﺖ ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻘﺎﺗﻼ ﺇﻧﺎ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪﻭﻥ}، ﻭﻟﻜﻨﻪ: اﻣﻀﻪ، ﻭﻧﺤﻦ ﻣﻌﻚ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺳﺮﻱ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ «اﻟﻜﺒﺮﻯ» (11250) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻨﻀﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ اﻟﻨﻀﺮ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ اﻷﺷﺠﻌﻲ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﺨﺎﺭﻕ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﺑﻪ. [اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ؛ ﻫﻮ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ اﻷﺣﻤﺴﻲ، ﻭﻣﺨﺎﺭﻕ؛ ﻫﻮ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻷﺣﻤﺴﻲ، ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ؛ ﻫﻮ اﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻭﺃﺑﻮ اﻟﻨﻀﺮ؛ ﻫﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ].
والآية التي استدل بها المقداد موقعها الآن رقمها 24 من سورة المائدة،. بينما في بداية السورة نفسها،. نجد آية،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾ [المائدة 3]،. وقد نزلت يوم عرفة، في آخر حياة النّبي ﷺ،. كذلك هذا بسند صحيح،.
ــ ﻋﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ اﻷﺣﻤﺴﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻌﻤﺮ:
«ﻟﻮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻳﻬﻮﺩ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {اﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ اﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ} ﻧﻌﻠﻢ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ، ﻻﺗﺨﺬﻧﺎ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ ﻋﻴﺪا، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ، ﻭاﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻭﺃﻳﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻟﺖ، ﻧﺰﻟﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺟﻤﻊ، ﻭﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺑﻌﺮﻓﺎﺕ» ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻤﺴﻠﻢ 8/238 (7629) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭﺃﺑﻮ ﻛﺮﻳﺐ، ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻷﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻋﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﺑﻪ.
آية إكمال الدين نزلت [حين حج النّبي ﷺ، أي في السـنة العاشرة]،. وبهذا نعلم أن الآية [24] نزلت قبل الآية [3] بثمان سنين،. ولكن الله وضعها حيث أراد، على غير التوقيت الزمني لنزولها،. وهذا ضمن السورة الواحدة،. فما يدرينا بوقت نزول بقية الآيات حتى نحكم على القديم والجديد منها؟!،. وليس عندنا سند لها ولا برهان؟!،.
فبقية الآيات [((حتى التي ضمن السورة الواحدة))]، مما لم يتوفر فيها دليل على زمن نزولها،. لا يحق لأحد أن يقول بأن آية رقم 10 نزلت قبل الآية رقم 15 أو يجزم أنها نزلت بعدها،. فهذا يعد افتراء وكذب، وبهتان،. وخرص بلا حجة ولا كتاب منير،.
وحتى ترتيب السور في المصحف اليوم، لا يلزم من ذلك ترتيب نزولها الزمني، فصَدر سورة (إقرأ) كانت من أوائل ما نزل، وهي ليست في بداية المصحف،. وكذلك صدر سورة المدثر والضحى والأعلى والمسد وغيرها من المفصل، ليست في بداية المصحف،. فترتيب السور الحالي، لا يدل على ترتيب نزولها،. وآخر آية نزلت هي آخر آية من سورة النساء [كما صح ذلك بالسند الثبت]،. وآخر سورة نزلت [كسورة] هي سورة التوبة وسورة النصر [كما صح بالسند الثبت]،. وهي ليست آخر سورة مكتوبة في المصحف،.
ــ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻲ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: «ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ، ﺃﺗﻌﻠﻢ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻟﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ {ﺇﺫا ﺟﺎء ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻔﺘﺢ}، ﻗﺎﻝ: ﺻﺪﻗﺖ» ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ «اﻟﻜﺒﺮﻯ» (11825) ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻌﻤﻴﺲ (ﺣ) ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﻮﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﻴﺲ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻴﻞ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ، ﺑﻪ، ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ: اﻟﻠﻔﻆ ﻷﺣﻤﺪ، ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ.
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﻬﻤﺪاﻧﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺒﺮاء، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ،. ﴿ﺁﺧﺮ ﺁﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ: {ﻳﺴﺘﻔﺘﻮﻧﻚ ﻗﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﻔﺘﻴﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﻼﻟﺔ}، ﻭﺁﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺮاءﺓ﴾ (اللفظ للبخاري).
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ،. ﴿ﺁﺧﺮ ﺁﻳﺔ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ: {ﻳﺴﺘﻔﺘﻮﻧﻚ ﻗﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﻔﺘﻴﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﻼﻟﺔ}﴾ (اللفظ لابن أبي شيبة).
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ،. ﴿ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺮاءﺓ، ﻭﺁﺧﺮ ﺁﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻨﺴﺎء: {ﻳﺴﺘﻔﺘﻮﻧﻚ}، ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ اﻟﺴﻮﺭﺓ﴾ (اللفظ لأحمد).
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ،. ﴿ﺃﻥ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺗﺎﻣﺔ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺃﻥ ﺁﺧﺮ ﺁﻳﺔ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺁﻳﺔ اﻟﻜﻼﻟﺔ﴾ (اللفظ لمسلم).
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ.
ــــ ملاحظة، الاختلاف بين كلام البراء وكلام ابن عباس، يدل أن ما قالوه ظن منهم وتوقع،. والظن يصيب ويخطئ،. وليس في هذا دليل قاطع عن النّبي ﷺ،. وكل منهما صادق فيما قاله،. فهو يتكلم عن علمه لما نزل،. فيجوز أن يكون آخر ما نزل عنده سورة النصر، ولكن البراء لم يحضر نزولها حين نزلت، ولكنه سمعها فيما بعد فظن أنها قديمة النزول،. فهو أثبت ما عرفه عن نفسه وهو صادق فيما قال، ونفس الكلام يقع على ابن عباس،. فكلاهما صادق،. لأن كل منهما يتكلم في حدود علمه، وقد تغيب عنهم أمور،. وقد تكون [الحقيقة] أن آخر سورة نزلت تامة، هي سورة أخرى، ليست التوبة ولا النصر، ولكنها سورة أخرى، ولم يحضرها ابن عباس ولا البراء، ولكنهم سمعوها لاحقاً،. وكل ذلك غير مفيد ولا معنى له بالنسبة للمؤمن [كما سيتبين لاحقاً]،.
ــ أما حديث عمر عن آية المائدة،. فلا يدل أنها آخر آية نزلت، أو أن سورة المائدة هي آخر سورة نزلت،. ولكنها من السور والآيات الأخيرة، نزلت في حج النّبي ﷺ،. ثم نزلت سورة التوبة وآية النساء،.
ــــــــــ المكي والمدني،..
لم يبق لدى النُساخ دليلٌ يعتمدون عليه لمعرفة القديم من الجديد، سوى ما ابتدعوه لأنفسهم، بتسمية بعض السور أنها مكية، وبعضها مدنية،. وهذا باختصار شديد : محدثٌ،. وهو مردود عليهم،. لماذا؟!،. لأن النّبي ﷺ قال،. ﴿مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمرِنا هَذا مَا لَيسَ مِنهُ [فِيهِ] فهُوَ رَدٌّ﴾ أخرجه البخاري ومسلم،.
هذه التسميات لم ينزل الله بها من سلطان،. لا يوجد أي سند عن النّبي ﷺ، أو الصحابة، يحكمون فيها على السور أنها مكية أو مدنية،. لا يوجد مطلقاً،. ولم يرد عن النّبي ﷺ شيءٌ في هذا الشأن، ولا عن الصحابة،.
أما أصل هذه البدعة المنكرة وبداية ظهورها في الأمة، كانت من كتابٍ مكذوب نُسب زوراً لمحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، رواه عنه الكذّاب الوضّاع المتروك [الوليد بن محمد الموقري ❌]،. فلا يُعتد به في شيء،. وهذا الكتاب الموضوع، صار أصلاً متعمداً لدى جميع النُساخ في معرفة السور المكية والمدنية،. ورغم ذلك اختلفوا،..
فــ كالعادة، كل ما ابتدع مبتدع وأقره أصحابه على بدعته، عاقبهم الله بالاختلاف والتناقض،. فلم يستقروا على شيءٍ فيها،. فالسورة المكية عند هذا الفقيه، هي مدنية عند الآخرين،. وجميعهم يقر أن هناك سورٌ مكية تضمنت بين ثناياها آيات مدنية [مثل سورة الرعد، والنحل، وغيرها...]،. يعني (مكس)،. سورة مَدَنَكِيّة 😏،.
وطالما هو علمٌ مخترع، فوجب أن توضع له الشروط والأحكام التي تضبطه [كما فعلوا بعلم الناسخ والمنسوخ]،. فلجؤوا للاستقراء،.. فقالوا بأن السورة الفلانية تسمى مكية حين نجدها تتكلم عن الشرك والمشركين والاخلاص لله وخلق السماوات والأرض، والآخرة والجنة والنار،.. فهذه مكية،.
أما التي تضمنت الحلال والحرام والتشريع والقتال والكلام عن أهل الكتاب والمنافقين،. فهذه مدنية،.
وكل ذلك قائمٌ على الظن المحض،. وليس على اليقين ولا على كتاب منير، ولا على علم منزَل رصين،. قال اْلله،. ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا...﴾ [يونس 36]،. وقال رسول الله ﷺ،. ﴿إياكم والظنَّ؛ فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث..﴾ أخرجه البخاري - 6724،.
كل هذا الظن والخرص، ليَخلُصوا إلى معرفة القديم والجديد منها،. لإيجاد سبيلٍ يعينهم على النسخ،. أما الحق واليقين القاطع فلا،..
بالتالي لا نعلم أي الآيتين هي المتأخرة [يقيناً] ليُحكم عليها أنها منسوخة،. ولا نعلم [يقيناً] أي سورة نزلت قبل الأخرى لنحكم بالقديم من الجديد منها،. ولم يبق سوى الظن [ولو كانت بغلبة الظن، تبقى ظناً] لمعرفة القديم والجديد [سوى ما لدينا من أدلة مسندة لبعض الآيات وبعض السور، وهي قليلة جداً جداً لا تسعف ولا تعين الناسخ]،.
فنقول للناسخ،. (ثبت العرش، ثم انسخ)،. لا تنسخ على الاحتمال والخرص،. هذا يهدم كل أعمالهم (المتأخر والمتقدم) لأنها قائمة على الاحتمال،. (وما تطرق له الاحتمال، بطل به الاستدلال)،. وليت هذا الاستدلال هين، بل فيه طمس ونسخ وشطب آيات من القُــرآن!،.
وإن قالوا يوماً،. بأن آيات ٱلۡقُرآن في السورة الواحدة مرتلة مرتبة بنفسها دون تكلف، وأن ترتيبها الحالي أمر توقيفي من النّبي ﷺ،. وأن هذا مما كان في العرضة الأخيرة،. فإقرارهم بالترتيب الحالي في السورة الواحدة سيضرب بمنظومة الناسخ والمنسوخ عرض الحائط الجليدي في أقصى الجنوب،. لأنهم قالوا عن آيات أنها منسوخة،. وهي متأخرة بالترتيب وليست متقدمة، أي جائت بعد الآية الناسخة لها،. فتقدم الناسخ وتأخر المنسوخ،. وهي في نفس السورة،. كآية التربص وآية حل النساء للنبي ﷺ،.
الترتيل [وهو ترتيب الآيات وتصفيفها خلف بعض]،. هذا الترتيل في ٱلۡقُرآن ضروري جداً وهو محكم، وقد وصل إلينا بالتلقي هكذا،. وله معناه،. فلا يمكن لأحد أن يقلب ترتيب الآيات بمزاجه فيغير في السياق،. أو يحكم أن الآيات الأخيرة في السورة نزلت قبل الآيات الأولى بلا برهان،. مثلاً،. لا يمكن لأي عاقل أن يقرأ هذه الآية من سورة البقرة،. ﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعࣰا...﴾ [البقرة 38]،. قبل هذه الآية،. ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَائكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِآدَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ...﴾ [البقرة 34]،. ولا يمكن أن يقرأ آخر آية من سورة الناس،. ﴿مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ﴾ [الناس 6]،. قبل الآية،. ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ﴾ [الناس 1]،. هذا القراءة باطلة مردودة،. وبها ستختلط معاني ٱلۡقُرآن، وتضرب بعضه بعضاً،. بل ترتيب الآيات الذي تجده الآن في السورة الواحدة هو بحد ذاته ترتيلٌ متتال للقراءة والعمل وليست للنسخ،.
مثلاً،.. حين قال الله،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾ [المائدة 3]،. نفهم أن النّبي ﷺ بلغ ما أنزل إليه من ربه كاملاً،. فالآية التي فيها،. ﴿یَـا أَیُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُ وَٱللهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللهَ لَا یَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَافِرِینَ﴾،. يستحيل (عقلاً) أن تكون هذه الآية قد نزلت بعد آية إكمال الدين [رقمها 3]،. إنما قبلها ولا نعلم متى بالتحديد،. ولكنها قبل آية إكمال الدين [رقمها 3]،. وقد تكون نزلت في الفترة المكية بداية البعثة،. ولكن العجيب أن الله وضعها في سورة المائدة برقم 67،. أي بعد الآية رقم 3،. فالترتيب نفسه في السورة الواحدة غير ملزم لزمن نزولها،. وهو على عكس ما يبني عليه النُساخ،. رغم أن كل ذلك لا يهم المؤمن مطلقاً ¹،.
الآن اقرأ رقم الآية جيداً وقل لي،. كيف تكون الآية،. ﴿وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَاجࣰا یَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰا...﴾ [البقرة 234]،. قد نسخت الآية التالية التي نزلت بعدها!،. وهي،. ﴿وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَاجࣰا وَصِیَّةࣰ لِّأَزۡوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَیۡرَ إِخۡرَاجࣲ...﴾ [البقرة 240]!،.
الآية رقم [234] التي هي الناسخة عند كثيرٍ من المناسيخ،. قد نسخت آية أخرى لم تنزل من السماء بعد، وهي الآية [240]!،. فنسخهم لهذه الآية،. يدل أن الآية [240]،. قد نزلت من السماء منسوخة already,. ولم يتم العمل بها لحظة من الزمن،. لأنها نزلت وهي منسوخة بآية قبلها،. فكيف حصل هذا؟!،. وما الداعي لإنزال آية منسوخة؟!،.
ألم تقولوا بأن تعريف النسخ هو رفع حكم شرعي، بدليل شرعي ((متأخر))؟!، تمام،. هذا دليلٌ متقدم وليس متأخر!!،.
وهذه الآية منسوخة عندهم،. بل يكادون يتفقون عليها،. حتى عند الذين حصروا المنسوخات وقللوها لعدد قليل،. لم يحذفوا هذه الآية من قائمة المنسوخات،.
هذا التخبط دليل أن القوم في ضياعٍ وتيهان بين بدعهم وتناقضاتهم التي ابتكروها في قضية الناسخ والمنسوخ،. فهل هم منتهون عنها؟!،. أم سيكابرون عليها ويضعون تعريفا جديداً للنسخ بصيغة تغطي وتستر هذا الخلل؟!،. هذا عدا آية السيف،.. آية السيف التي نسخت نصف الۡقُرآن،. وأكلت الأخضر واليابس،. نسخت ما بعدها وما قبلها،. صدقاً هذه من الأعاجيب التي تبناها الأولون، وسكت عنها الآخرون والله حسيبهم على ما اقترفوه،. ولا يُعلم من ابتدعها أولاً،. ولكن اليقين أنه [مسوَط]،. الذي يضع الأخبار في أفواه الناس فتنتشر بينهم، ولا يُعلم لها أصلاً،. والذي لا يعرف من هو مسوط، فليراجع تفسير ابن مسوط الطبري في كتابه جامع البيان (وهو يفسر آية ذرية الشيطان) قال هو الذي يلقي الأخبار في أفواه الناس ثم لا يجدون لها أصلاً!!،. وما أكثر هذه الأخبار في عالَم الناسخ والمنسوخ وعالم التفسير،.
وفي نفس الإطار نسأل، كم هي المدة الزمنية بين الآيات المتلاحقة المتلاصقة؟!،. أهي ساعة؟!،. أم دقيقة؟!،. ثانية أم جزءٌ من الثانية بين الآية والتي تليها؟!،.
نسأل هذا السؤال، لأنهم نسخوا آيات كثيرة بآيات تتلوها مباشرةً، مثل آية الصيام، وآية المصابرة، وآية النجوى، وآيات غيرها،. فكان بودنا معرفة الفترة الزمنية التي عمل الناس بالآية الأولى، ثم نزلت الآية الناسخة (لأن الحال يقتضي ذلك [كما زعموا على الله])،. فالله ثقّل عليهم،.. أو خفف عنهم الحكم،. في الآية التي تليها مباشرةً،.. سُبْحَانَ اللّٰه،. وكم كانت المدة الزمنية بينهما؟!،.
الجواب : لا دليل على هذا،. ولا سند ولا برهان،.
بالتالي،. كيف حكمتم بأنها متأخرة ومتراخية؟!،. وأنتم لا تعلمون كم مكثت الآية المنسوخة أساساً؟!،.
كان بودي أن أطيل أكثر في تبيان قضية التأريخ، لأنها تنسف علم الناسخ والمنسوخ برمته،. فهذا الافتراء [الناسخ والمنسوخ] يشترط فيه معرفة يقينية بالأقدمية بين الآيات،. بينما لا يوجد سبيل لمعرفة القديم والجديد،. وما نراه في ٱلۡقُرآن اليوم، يخالف ما نظنه من ترتيب النزول، وكما سبق،. وجدنا الآيات الأخيرة نزولاً [..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..]،. موقعها في نصف سورة المائدة، وليست في نهاية المصحف، ولا حتى نهاية سورة المائدة نفسها، ليقال بأن الآيات المكتوبة مرتبة حسب توقيت نزولها،.
هذا فيما يخص الآيات في السورة الواحدة،. أما بين السور، فكذلك وجدنا سوراً كانت أول ما نزل، وهي ليست في أول المصحف،. وهكذا،. لدينا أدلة في بعضها عبر الأحاديث، وتعزب عنا الكثير من الأدلة في بقية الآيات والتي تبلغ الــ 99.9% لا نعلم أي دليل على تأريخها،. فالمشتغل بعلم الناسخ والمنسوخ يضرب بالغيب،. ويتوقع من كيسه أن هذه نزلت قبل تلك،. ولا يملك شطر دليل على هذا ليقول أنها منسوخة كونها متأخرة!! وما يدريك أنها نزلت متأخرة؟!،.
ليس لديه إلا أن يقول [أكيييد وضعها النّبي ﷺ هكذا،. وأكيييد هي من النّبي ﷺ، وأكيييد!!!]،. يعني،. يفترض افتراضه مسبقاً بلا حجة ولا برهان،. ثم يُدخل النّبي ﷺ فيها عنوةً بقوله [أكيد هو فعلها]،. كذا بلا برهان، هو يقرر أمراً ويرميه على النّبي ﷺ،. هو يتوقع ويظن، ثم يفتري على النّبي ﷺ لينصر قضيته بهذا العمل الفاسد، وبهذا قد ينسخ آية متأخرة النزول، ولكنه ظن أنها متقدمة،. فهو لا يدري أيتهم المتقدمة وأيتهم المتأخرة،.
¹أما الحق في مسألة القديم والجديد،. فالمؤمن يؤمن بالكتاب كله،. أوله وآخره، ما فهم منه ومالم يفهم،. يقول آمنا به، كلٌ من عند ربنا، لا يخوض في أي آية نزلت قبل الأخرى [ليس خسيساً خبيثاً]،. يترك الخير والهدى من كلام ربه، ويبحث في الأقدمية والتوقيت ليزيل بعض الآيات!!،. يصنف الآيات لــ [أخبار وأحكام]،. ليلعب في قسم الأحكام!!،. ويبطل أوامر الله ونواهيه وحدوده وتشريعه!!،.
المؤمن يستفيد من ٱلۡقُرآن الذي بين يديه كله،. قال اْلله،. ﴿هَـا أَنتُمۡ أُو۟لَاۤءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا یُحِبُّونَكُمۡ ((وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَابِ كُلِّهِ))...﴾ [آل عمران 119]،.
فالمؤمن يؤمن بالكتاب كله، كما أنه يقرؤه كله،. لا يبطل العمل بالقديم منه إلا النُساخ،. أما المؤمن فلا يبطل شيئاً يقرؤه من القرآن ولا يرضى،. ولا يعنيه، ولا يهمه أيتهم نزلت أولاً وأيتهم نزلت آخراً،. وهذه عائشة أُمّ المُؤْمنِين تقول هذا القول بالضبط،.
ــ ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻣﺎﻫﻚ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﺇﺫ ﺟﺎءﻫﺎ ﻋﺮاﻗﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻱ اﻟﻜﻔﻦ ﺧﻴﺮ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﻳﺤﻚ، ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺮﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺃﺭﻳﻨﻲ ﻣﺼﺤﻔﻚ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻭﻟﻒ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻟﻒ، ﻗﺎﻟﺖ: *((ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺮﻙ ﺃﻳﻪ ﻗﺮﺃﺕ ﻗﺒﻞ؟))* ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ اﻟﺠﻨﺔ ﻭاﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺛﺎﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﻼﻡ، ﻧﺰﻝ اﻟﺤﻼﻝ ﻭاﻟﺤﺮاﻡ، ﻭﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﺃﻭﻝ ﺷﻲء: ﻻ ﺗﺸﺮﺑﻮا اﻟﺨﻤﺮ، ﻟﻘﺎﻟﻮا: ﻻ ﻧﺪﻉ اﻟﺨﻤﺮ ﺃﺑﺪا، ﻭﻟﻮ ﻧﺰﻝ: ﻻ ﺗﺰﻧﻮا، ﻟﻘﺎﻟﻮا: ﻻ ﻧﺪﻉ اﻟﺰﻧﺎ ﺃﺑﺪا، ﻟﻘﺪ ﻧﺰﻝ ﺑﻤﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻭﺇﻧﻲ ﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺃﻟﻌﺐ: {ﺑﻞ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻮﻋﺪﻫﻢ ﻭاﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﺩﻫﻰ ﻭﺃﻣﺮ}، ﻭﻣﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭاﻟﻨﺴﺎء ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﻟﻪ اﻟﻤﺼﺤﻒ، ﻓﺄﻣﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻱ اﻟﺴﻮﺭ» ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ (4993) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺃﻥ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻣﺎﻫﻚ، ﺑﻪ. ✅،.
ما يضرك أيّ سورة قرأت قبل؟!،. فإن كنت تؤمن بالكتاب كله، فستعمل به كله،. سواءً كانت قديمة النزول أو حديثة النزول،.
هذا العلم "الرخيص" لا يحتاجه المؤمن أبداً،. هذا العلم "العفن" لا يحتاجه إلا من كان في قلبه مرض، يريد إبطال العمل ببعض آيات القُــرآن،. بعد أن ملأ قلبه جزماً قاطعاً يقينياً أن في القرآن تناقضاً وتعارضاً،. وحَسْبُنَا اللّٰه وَنِعْمَ الْوَكِيْل،.
اعلم أخي المؤمن، أن علم الناسخ والمنسوخ كله، قائم على الظن والخرص في تأريخ وتوقيت نزول الآيات والسور،. وتقويل النّبي ﷺ بما لم يقله ولم يفعله،. وليس لدى القوم سوى [هذه أكيد فعلها النّبي ﷺ!!]،. ولو أحببت فجرب معهم كما جربتهم أنا كثيراً،. قل لهم : تعريفكم للناسخ والمنسوخ : رفع حكمٍ بدليل شرعي متأخر،. فما هو المعيار لمعرفة المتأخر؟!،. وما الدليل أن آية 240 من سورة البقرة نزلت قبل الآية 234 من نفس السورة؟!،. إن قلت أن النّبي ﷺ فعلها، فهل لديك سندٌ عن النّبي ﷺ أنه فعلها أم هو مجرد توقع وظن؟!،. سيقول [أكييد] هو فعلها (ولا يملك شطر حديث موضوع)،. وسيأخذك في رحلة في ضرب الأمثلة في سورة اقرأ، وسورة المدثر والضحى، أنها نزلت أول الأمر وموقعها في السور المفصل وليس في السور الطوال،. ليقول في آخر المطاف، بالتالي، الترتيب الحالي في المصحف لا يلزم الترتيب الزمني للنزول ويجوز أن تكون الآيات مقلوبة، يذكر الله أولاً التي نزلت آخراً،. وهكذا ينسى أنه بقوله هذا ((نسف تعريف الناسخ والمنسوخ))،. وهدم قواعده بنفسه،. فشرط (معرفة المتأخر)، ضروري ولازم قبل البت في هذا الشغل الخبيث [الناسخ والمنسوخ]،. وما بني على باطل، فهو باطل،.
2 ــــــــــــ رفع ((حكم شرعي))،.
الأمر الآخر في تعريف الناسخ والمنسوخ، أن فيه [رفع ((حكم شرعي)) بدليل متأخر]،. وهذا الكلام مناف للأدلة التي استندوا عليها فأسسوا قضية الناسخ والمنسوخ،.
أليست الآية،. ما ننسخ من آية،. أم هي ما ننسخ من حكم؟!،.
أول دليل انطلقوا منه للنسخ هو آية،. ﴿مَا نَنسَخْ ((مِنْ آيَةٍ)) أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة 106]،. والكلام فيها عن (نسخ آية) وليس عن نسخ حكمٍ، وهذا خلاف التعريف وخلاف الذي يعملون به وخلاف كل علم الناسخ والمنسوخ،.
وثاني آية عندهم داعمة لهذا المذهب الباطل هي،. ﴿((وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ)) وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [النحل 101]،. والكلام فيها كذلك عن (تبديل آية)، وليس عن تبديل حكم،. فليست كما قيل في التعريف السابق وكما يشتغلون به [رفعُ حكمٍ شرعي بدليل شرعي متأخر]،. والفرق بين الآية والحكم فرقٌ كبيرٌ جداً،.
فإن كان هناك شيءٌ يُرفع ويُزال ويُبدل ويُنسخ [بالمعنى الفاسد للنسخ]، لكان متن الآية ذاته، بكل ما فيه من أحكام،. وليس الحكم الذي فيها فقط دون الآية،. هذا هو المفهوم من صريح الآيات جميعها،. ولكنهم ذهبوا لهذا التعريف اضطراراً، لأن الله أحكم آياته فأخزاهم وأبطل جميع عملهم الفاسد،. فلم يستطيعوا إزالة الآية من المصاحف، فعمدوا لإبطال حكمها والعمل بها،. وبه انطلقوا وقسّموا النسخ أقساماً عبثية، بين ما (رُفع حكمها وبقي حكمها، ورُفع رسمها وبقي رسمها)، فالعبث كله على الحكم، وليس على متن الآية،. ولن يستطيعوا لذلك سبيلاً،.
ــــ نسخوا آيات كثيرة، والسبب : حتى لا تُفهم كما فهموها هم،..
النُساخ أفرطوا في النسخ حتى صاروا ينسخون [أفهام] شيوخهم للآيات، وهو ما يسمونه،. [هذا الوجه منسوخ]،. فعندهم أن القُــرآن حمَّال أوجه، واعتبروا كل هذه الأوجه أفهاماً معتبرة وأحكاماً شرعية راجحة،. ولكن تورطوا ببعضها أو إحداها لأنها وجه خاطئ، فحتى يردوا هذا الوجه الخاطئ لوحده دون غيره من وجوه التفسير،. قالوا بأن الآية منسوخة!!،. اللّٰه أكبَر،. نعم قالوا الآية منسوخة، بدلاً أن يقولوا : [هذا فهم فاسد] فيردوه، إنما ذهبوا للآية نفسها ونسخوها،. فمثلاً، قال اْلله،. ﴿إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَانَ رَبِّ *((إِنّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا في بَطۡني مُحَرَّرࣰا فَتَقَبَّلۡ مِنِّي))* إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [آل عمران 35]،. رغم أنها من آيات الأخبار (والأخبار لا تُنسخ)،. قالوا هي منسوخة!!،. ذلك أن أحدهم فهم منها فهماً غريباً،. قال : أنه في دين الأولين كان يجوز تحويل الحر إلى عبد كما فعلت أم مريم،. وأن هذا الأمر ممنوعٌ في ديننا، فلأجل ذلك قال أن هذه الآية منسوخة،. فانظر كيف يفعل هؤلاء الأغبياء بكتاب الله،.
وفي آية،. ﴿وَلَا تَنكِحُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكَاتِ حَتَّىٰ یُؤۡمِنَّ..﴾ [البقرة 221]،. قالوا : إن فهمت أن المشركة هي النصرانية فهي منسوخة، وأن فهمت أن المشركة هي الوثنية فهي محكمة ليست منسوخة!،.
وفي آية،. ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتࣲ مَّعۡرُوشَاتࣲ وَغَیۡرَ مَعۡرُوشَاتࣲ وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُ وَٱلزَّیۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَابِهࣰا وَغَیۡرَ مُتَشَابِهࣲ كُلُوا۟ مِن ثَمَرِهِ إِذَاۤ أَثۡمَرَ ((وَءَاتُوا۟ حَقَّهُ یَوۡمَ حَصَادِهِ)) وَلَا تُسۡرِفُوۤا۟ إِنَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِینَ﴾ [الأنعام 141]،. قالوا : إن فهمت أنها الصدقة، فهي منسوخة، وإن فهمت أنها الزكاة فهي محكمة ليست منسوخة،.
وفي آية،. ﴿قُلۡ إِنِّي أَخَافُ إِنۡ عَصَیۡتُ رَبِّي عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ﴾ [الأنعام 15]،. قالوا، إن فهمت المعصية أنها ذنب فهي منسوخة بآية،. ﴿لِّیَغۡفِرَ لَكَ ٱللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ..﴾ [الفتح 2]،. وإن فهمت المعصية بأنها الشرك فهي محكمة وليست منسوخة!،.
وفي آية،. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ)) لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة 105]،. قالوا : إن فهمت أنها عن المشركين فهي منسوخة بآية السيف، وإن فهمت أنها لأهل الكتاب فهي منسوخة بآية الجزية، وإن فهمت أنها للمسلمين الضالين فهي محكمة ليست منسوخة!،. وكل الآيات التي تم نسخها بآية السيف، هي من هذا القبيل،. فعند آيات الاعراض والصفح والعفو، يقولون،. ((إن فهمتها)) ألا تقال المشركين، فهي منسوخة بآية السيف،. ((وإن فهمتها)) أن تعرض عن جهل أهل الكتاب وتتركهم مع وجوب قتالهم إن اعتدوا فليست منسوخة!!،.
أرأيت أسوء وأقبح من هذه الطريقة؟!،. جعلوا النسخ خاضعٌ للفهم الشخصي للمفسر،. واخترعوا لها قاعدة [النسخ فرعٌ من التأويل]،. فحين تسأل عن الآية، هل هي منسوخة أم لا،. يكون الجواب [هو على حسب فهمك]،. والعب يا لعيب،.. صارت الآيات خاضعة للأفهام،. وبما أنه لم يتمكن النُساخ من ضبط الفهم على وتيرة واحدة ملزمة،. فتولد لذلك الاختلاف حول الآيات،. فقسمٌ يقول هي منسوخة، وقسمٌ يقول ليست منسوخة،.
هذه القاعدة التفسيرية [النسخ فرعٌ من التأويل]،. تعني أن فهمك وتأويلك للآية [أي تفسيرك لها]،. هو الذي يقرر إن كانت الآية منسوخة أم لا!!،. وهذا إقرار واضح وجلي، أن الذي ينسخ هو الشيخ الوقور والإمام المبجل،. كل بفهمه الخاص،. وليس الذي ينسخ هو الله كما يدعون،. ولا النّبي ﷺ،. إنما هي من الكيس العظيم [the big bag]،. للشيخ الكبير،.
وعلى هذا،. افتح كتاب النحاس أو كتاب ابن الجوزي، لترى كيف ينقلون في الآية الواحدة ثلاثة أقوال، وثمانية أقوال، وعشرة أقوال،. على حسب تفسير المفسر وفهمه للآية،.
فهذا النحاس يقول في آية،. ﴿وَإِذَا حَضَرَ ٱلۡقِسۡمَةَ أُو۟لُوا۟ ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَامَىٰ وَٱلۡمَسَاكِینُ فَٱرۡزُقُوهُم مِّنۡهُ وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا﴾ [النساء 8]،.
قال النحاس "ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻮاﻝ،.
[1] ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ،.
[2] ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻭاﺟﺒﺔ،.
[3] ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺪﺏ ﻭاﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭاﻟﺤﺾ" [الناسخ والمنسوخ 302]،.
وهو نفسه النحاس يقول في آية،. ﴿لَّا یَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَاۤءُ مِنۢ بَعۡدُ وَلَاۤ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنۡ أَزۡوَاجࣲ..﴾ [الأحزاب 52]،.
قال النحاس،. "ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻗﻮاﻝ،.
[1] ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ،.
[2] ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺂﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ {ﺗﺮﺟﻲ ﻣﻦ ﺗﺸﺎء ﻣﻨﻬﻦ ﻭﺗﺆﻭﻱ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺗﺸﺎء} [اﻷﺣﺰاﺏ 51]،.
[3] ﻭﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﻗﺎﻝ اﻵﻳﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ،..
[4] ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺣﻈﺮ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺣﻈﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻏﻴﺮﻫﻦ،.
[5] ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﻳﻌﻨﻲ {ﺇﻧﺎ ﺃﺣﻠﻠﻨﺎ ﻟﻚ ﺃﺯﻭاﺟﻚ اﻟﻻﺗﻲ ﺁﺗﻴﺖ ﺃﺟﻮﺭﻫﻦ} [اﻷﺣﺰاﺏ 50]،.
[6] ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻭﻻ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ،.
[7] ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﺒﺪﻝ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺯﻭاﺟﻚ ﺑﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ،.
[8] ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻦ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﺮﺽ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺳﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ} [اﻷﺣﺰاﺏ 38]" [الناسخ والمنسوخ 627]،.
والكتاب مليء بهذا،.. ولو نظرنا لعمل ابن الجوزي،. لوجدنا مثله كذلك،.
ــ قال ابن الجوزي في آية،. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍ عَدُوࣰّا شَیَاطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰا وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ((فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ))﴾ [الأنعام 112]،. قال،. "ﺇﻥ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻥ ﻫﺬا ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﻓﻬﻮ ﻣﺤﻜﻢ، ﻭﺇﻥ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺮﻙ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺴﻮﺥ ﺑﺂﻳﺔ اﻟﺴﻴﻒ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 141]،.
ــ وقال في آية الفاحشة،. "ﻭﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﻤﺎﺫا ﺛﺒﺖ اﻟﺮﺟﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ: اﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﻗﺮﺁﻥ ﺛﻢ ﻧﺴﺦ ﻟﻔﻈﻪ، ﻭاﻧﻌﻘﺪ اﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء ﺣﻜﻤﻪ. ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 111]،.
ــ وقال عند الآية ﴿ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﺤﻠﻮا ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﻠﻪ﴾
[اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ 2]،. قال "اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ، ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺃﻡ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ؟ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ: اﻟﻘﻮﻝ اﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ،..... ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ، ﺛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺴﻮﺥ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻮاﻝ،..." [نواسخ ٱلۡقُرآن 126]،.
الأمثلة على هذا النوع من النسخ "لن أقول هي أمثلة كثيرة جداً" بل تقع على جميع ما قالوا فيه أنه منسوخ بلا استثناء،. والخلاف الذي تولد بسبب هذه القاعدة، تجده جلياً عند كل آية،. فقد اختلف النُساخ جميعاً على الآيات المنسوخة،. ولا تجد آية منسوخة بالاجماع المطبَق المتفق القاطع بينهم دون معارضة من أحد،. إنما تجد في كل آية أقل شيءٍ قولان،. قول يقول منسوخة وقولٌ يقول ليست منسوخة،. وأظهر مثال على الاختلاف هو ما نُسِبَ للصحابة في آية الصيام [أياماً معدودات]،. فنسبوا لابن عمر وسلمة بن الأكوع أنها منسوخة،. ونسبوا لابن عباس أنها ليست منسوخة [وتفصيل ذلك في بابه إِنْ شٰاْءَ اللّٰه]،. وكل ذلك بسبب الأفهام التي من طبيعتها أن تختلف وتتفاوت،.
فالبذرة الأولى لقضية الناسخ والمنسوخ كانت (تخضيع كلام الله لأفهام البشر المختلفة)،. وسنثبت بعد قليلٍ إِنْ شٰاْءَ اللّٰه، بالبراهين القاطعة من كتبهم، أن الذي ينسخ الآيات هم النُساخ أنفسهم وليس الله،.
3 ـــــــــــ ما ننسخ من آية،. وليس : ما ننسخ من شطر آية!،.
زيادة على ذلك،. الآيات التي استندوا عليها تكلّمت عن [آية]،. وهذا يقتضي أن يكون المنسوخ [آية]،. وليست (شطر آية،. أو ربع آية، أو جزء من آية، أو وجهٌ من وجوه تفسير الآية)،. بينما نجد النُساخ قد نسخوا أنصاف آيات،. وأرباع آيات بآيات أخر، ونجد الآية الواحدة فيها ماهو محكمٌ ومنسوخٌ معاً،. كآية،. ﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ *((وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ))* وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَاهِلِینَ﴾ [الأعراف 199]،. فما بين القوسين محكم، ولكن ما قبله وما بعده منسوخ،. أو تجد آية واحدة فيها ناسخ ومنسوخ كهذه الآية،. ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ حَیۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُوا۟ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدࣲ *((فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا۟ سَبِیلَهُمۡ))* إِنَّ ٱللهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة 5]،. فما بين القوسين ناسخ لما قبله في ذات الآية،. وما قبله [أي المنسوخ منه] ناسخٌ لــ 124 آية في ٱلۡقُرآن!!!،.
قال ٱلله،. ﴿وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَافِرِینَ وَٱلۡمُنَافِقِینَ *((وَدَعۡ أَذَاهُمۡ))* وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللهِ وَكَفَىٰ بِٱللهِ وَكِیلࣰا﴾ [الأحزاب 48]،. وفي تفسير القرطبي،. "(ودَعْ أَذاهُمْ) أَيْ دَعْ أَنْ تُؤْذِيَهُمْ مُجَازَاةً عَلَى إذا يتهم إِيَّاكَ. فَأَمَرَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِتَرْكِ مُعَاقَبَتِهِمْ، وَالصَّفْحِ عَنْ زَلَلِهِمْ، فَالْمَصْدَرُ عَلَى هَذَا مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ. وَنُسِخَ مِنَ الْآيَةِ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ مَا يَخُصُّ الْكَافِرِينَ، وَنَاسِخُهُ آيَةُ السَّيْفِ" 😏،.
الشاهد،. هذه آية واحدة، اجتمع فيها ناسخٌ ومنسوخ،. وليت شعري، كيف قبلوا هذا؟!،. ودليلهم يتكلم عن (آية) وليس عن شطر آية!،. ومعظم الذي نسخوه كان نصف آية، وليست كلها،. وأحياناً ينسخون كلمة واحدة فقط من الآية،. كمثل آية النحل،. ﴿وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِیلِ وَٱلۡأَعۡنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ ((سَكَرࣰا)) وَرِزۡقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآیَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یَعۡقِلُونَ﴾ [النحل 67]،. فنسخوا كلمة سكراً فقط،. ونسوا أن دليلهم يقول ما ننسخ من آية،. ولم يقل، ما ننسخ من كلمة في آية،.
ومعظم النسخ عندهم كان لأنصاف الآيات،. سأضع الآن خمسة أمثلة لآيات منسوخة،. النسخ فيها لنصفها فقط [سأضع الجزء المنسوخ بين قوسين]،،.
ــ *﴿((لَاۤ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّینِ))* قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَي فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّاغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ﴾ [البقرة 256]،.
ــ ﴿للهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ *((وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِي أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللهُ))* فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرٌ﴾ [البقرة 284]،.
ــ ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِي حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ عَلَى ٱلۡقِتَالِ *((إِن یَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَابِرُونَ یَغۡلِبُوا۟ مِا۟ئَتَیۡنِ وَإِن یَكُن مِّنكُم مِّا۟ئَةࣱ یَغۡلِبُوۤا۟ أَلۡفࣰا مِّنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟))* بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَفۡقَهُونَ﴾ [الأنفال 65]،.
ــ ﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَاتُنَا بَیِّنَاتࣲ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ لِقَاۤءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَیۡرِ هَذَاۤ أَوۡ بَدِّلۡهُ قُلۡ مَا یَكُونُ لِي أَنۡ أُبَدِّلَهُ مِن تِلۡقَاۤىِٕ نَفۡسِي إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا یُوحَىٰۤ إِلَي *((إِنِّي أَخَافُ إِنۡ عَصَیۡتُ رَبِّي عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ))﴾* [يونس 15]،.
ــ ﴿قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعࣰا مِّنَ ٱلرُّسُلِ *((وَمَاۤ أَدۡرِي مَا یُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡ))* إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا یُوحَىٰۤ إِلَیَّ وَمَاۤ أَنَا۠ إِلَّا نَذِیرࣱ مُّبِینࣱ﴾ [الأحقاف 9]،.
فهل من توضيح يا معشر النُساخ؟!،. كيف تنسخون أنصاف الآيات وتتركون بقيتها محكمة بلا نسخ؟!،. بينما الآية التي تتشدقون بها، قالت ما ننسخ من آية، لا نصف آية أو ربع آية،.
وأعجب العجب هذه الآية،. *﴿((خُذِ ٱلۡعَفۡوَ))* وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ *((وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَاهِلِینَ))﴾* [الأعراف 199]،.
حيث قال فيها ابن حزم،. "ﻭﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺠﻴﺐ اﻟﻤﻨﺴﻮﺥ ﻷﻥ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺥ ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﻣﻨﺴﻮﺥ ﻭﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﻣﺤﻜﻢ" [الناسخ والمنسوخ 38]،.
وقال أبو جعفر النحاس في نفس الآية،. "ﺯﻋﻢ اﺑﻦ ﺯﻳﺪ [يعني عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف جداً ❌] ﺃﻥ ﻫﺬا ﻣﻨﺴﻮﺥ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﻨﺴﻮﺧﺔ" [الناسخ والمنسوخ 448]،.
بعض النظر أنهم مختلفون فيها،. القضية هي كيف تنسخون جزئين منها وتتركون التي في الوسط؟!،. والله قال : ما ننسخ من آية؟! وليس من جزء آية؟!،.
4 ــــــــــ قال اللّٰه،. ﴿ما ننسخ﴾،.. ولم يقل (ما تنسخون)!،.
الآية التي اعتمدوا عليها في هدم الدين، ومنها استخرجوا هذا التعريف الإجرامي، يتكلم الله فيها عن نفسه أنه هو الذي ينسخ في كلا القرائتين المختلفتين [نَنْسَخ، نُنْسِخ] كلها عائدة على الله نفسه،. فهو الذي ينسخ، ولكن في الحقيقة، لا نجد في الآيات التي قيل أنها منسوخة دليل من الوحي أن الله رفع شيئاً منها وأبطلها وألغاها [نسخها]، أو حتى رسُول اللّٰه ﷺ، فلم ينسخ النّبي ﷺ شيئاً من الدين [بمعنى رفعه وألغاه بعد ما أمر به]،. بل مصدر كل الآيات المنسوخة كانت من آراء الشيوخ من أنفسهم،. وهاك أمثلة كثيرة من أمهات كتب الناسخ والمنسوخ،. لتنظر وترى بنفسك، أن الذي ينسخ الآيات ليس هو الله مطلقاً، ولا هو النّبي ﷺ،. إنما هم الشيوخ أنفسهم،. وانظر هذا في كتبهم،.
ــــــــ براهين من كتبهم،. أن الذي ينسخ هم الناس، وليس الله،.
سنعتمد الكتب القديمة (الأمهات)،. وسنأخذ من كل كتاب مجموعة من الأمثلة،. ونترك العشرات بل المئات منها حتى لا نطيل،.
ــــ من كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس [338 ﮬ.]،.
قال المحقق محمد أشرف المليباري عن هذا الكتاب،. "ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺴﺦ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺩ ﻣﺆﻟﻔﻪ، ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، ﻓﻲ ﻋﺮﺽ اﻵﻳﺎﺕ اﻟﻨﺎﺳﺨﺔ والمنسوخة .... ﻭﻳﻮﺭﺩ اﺑﻦ اﻟﺠﻮﺯﻱ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﻘﻮﻻ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ اﻟﻨﺤﺎﺱ ﻳﻌﻀﺪ ﺑﻬﺎ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ اﻵﻳﺔ، [نواسخ القُــرآن 1/26]،.
ــــــ الآن انظر في هذا الكتاب الممدوح،. كيف أن النسخ يكون من طرف العلماء أنفسهم، وليس من الله،. قال صاحبه،.
1 ــ "ﻓﻠﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺳﺘﺔ ﺃﻗﻮاﻝ: ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ.." [1/76]،.
2 ــ "ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ [أي المؤلف] : ﻭاﻟﺼﻮاﺏ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻴﺴﺖ اﻵﻳﺔ ﻧﺎﺳﺨﺔ ﻭﻻ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ((ﻷﻥ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺪ ﺗﻨﺎﺯﻋﻮا اﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﻨﺴﺦ)) ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺘﻤﻼ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﻨﺴﺦ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺳﺦ ﻭﻻ ﻣﻨﺴﻮﺥ ﺇﻻ ﺑﺤﺠﺔ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻬﺎ" [1/78]،.
3 ــ "ﻭاﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺗﺘﻤﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ((ﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ اﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ))" [1/189]،.
4 ــ الآية ﴿ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮا ﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻔﺴﻖ﴾ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻗﻮاﻝ ((ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ)) ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻃﻌﺎﻡ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﻞ ﻟﻜﻢ} [1/435]،.
5 ــ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ((ﻗﺎﻝ: ﻧَﺴﺦ ﻫﺬا، ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺑﻨﺴﺦ))..... ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ: ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬا ﻧﺴﺦ ﻷﻧﻪ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ" [1/441]،.
6 ــ عن سورة الأعراف،. "ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ [أي المؤلف] ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ ﺇﻻ ﺁﻳﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ((ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﻴﻬﺎ {ﺧﺬ اﻟﻌﻔﻮ}،. ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﻮاﻝ، ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء)) ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﺓ اﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻐﻠﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻱ اﻟﺰﻛﺎﺓ اﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺣﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﻝ ﺳﻮﻯ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺗﺮﻙ اﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭاﻟﻔﻈﺎﻇﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴﻮﺥ" [1/446]،.
7 ــ "ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ «ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻣﻨﺴﻮﺥ، ﻧﺴﺨﻪ اﻟﺠﻬﺎﺩ» ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ [هو النحاس] ﺫﻫﺐ اﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺪﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﺒﺪءﻭا ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ" [1/360]،.
8 ــ "ﻣﺬﻫﺐ اﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻟﻴﻨﻔﺮﻭا ﻛﺎﻓﺔ ﻭﻣﺬﻫﺐ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻧﺎﺳﺦ ﻭﻻ ﻣﻨﺴﻮﺥ" [1/527]،.
9 ــ "ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺇﺫا ﺟﺎءﻙ اﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻳﺒﺎﻳﻌﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﺮﻛﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ} [اﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ 12] ((ﻓﻤﻦ العلماء ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ)) ﺃﺟﻤﻊ العلماء ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻫﺬا ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺒﺎﻳﻌﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﺗﻢ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻫﺬا ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺦ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا ﻫﻮ ﺇﻃﻼﻕ اﻟﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺦ ﺑﺂﻳﺔ، ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻣﺎ ﻧﻨﺴﺦ ﻣﻦ ﺁﻳﺔ ﺃﻭ ﻧﻨﺴﻬﺎ} [اﻟﺒﻘﺮﺓ 106] ﻗﺎﻝ: ﻧﻨﺴﻬﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﺗﺮﻛﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ: ﻫﺬا ﻗﻮﻝٌ ﺣﺴﻦ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻧﻨﺴﺦ ﻭﻧﻨﺴﻲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﻈﺮ: اﻵﻳﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ" [1/745]،. المعذرة،. ولكني أريد أن أضحك على قوله الأخير ههههههههه 😂😂😂،.
10 ــ قال في سورة الأنفال،. "ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﺖُ الآية اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ" [1/290]،. يعني هو بنفسه الذي نسخه، هو أدخله،.
11 ــ قال في التوبة،. ﺑﺎﺏ ﺫﻛﺮ الآية اﻷﻭﻟﻰ،... ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﻮاﻝ" [1/325]،.
12 ــ قال في سورة الأحزاب،. "ﺑﺎﺏ ﺫﻛﺮ الآية اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ،... ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻗﻮاﻝ" [627]،.
13 ــ قال في سورة الممتحنة،. "ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ [هذا معضل، بين يموت بن المزرع وابن عباس خمسة أشخاص أسقطهم جميعاً، هذا هراء ❌] ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ،: «ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ» ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻊ ﺁﻳﺎﺕ،... وﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻗﻮاﻝ" [691]،.
14 ــ قال،. "ﺑﺎﺏ ﺫﻛﺮ الآية اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﺰ: {..ﻭﺁﺗﻮا ﺣﻘﻪ ﻳﻮﻡ ﺣﺼﺎﺩﻩ..} [اﻷﻧﻌﺎﻡ 141] ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭاﻟﻔﻘﻬﺎء ((ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﻮاﻝ)) ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﺓ اﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ، اﻟﻌﺸﺮ ﻭﻧﺼﻒ اﻟﻌﺸﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺰﻛﺎﺓ اﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻭاﺟﺒﺔ ﻳﺮاﺩ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺪﺏ" [375]،.
هذا العبث وهراء،. هذا ليس فيه توقيرٌ لله، وليس فيه تأدب مع ٱلۡقُرآن،. يقولون بأن الله ينسخ، ثم نجدهم يكذبون على الله، هم الذين ينسخون،. قال اْلله،. ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلهِ وَقَارًا﴾ [نوح 13]،. وقال،. ﴿مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ...﴾ [الحج 74]،.
ــــ من كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام،.
1 ــ "((ﻓﺘﻔﺮﻕ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻧﺎﺳﺦ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻭﻣﻨﺴﻮﺧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﺎﺯﻝ)) ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ﺣﻜﻢ ﺳﻮﻯ اﻟﺤﻜﻢ اﻵﺧﺮ" [1/48]،.
2 ــ "ﺟﺎءﺕ اﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻨﺴﺦ ﺃﻧﻮاﻉ ﻣﻦ اﻟﻨﻜﺎﺡ، ((ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﻼﻻ ﻓﻨﺴﺨﻪ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺮاﻣﺎ ﻓﻨﺴﺨﻪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻧﺴﺨﻪ))" [1/73]،.
3 ــ "ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﻛﺮاﻫﺔ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﺇﻣﺴﺎﻛﻪ ﻋﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻭﺟﺪ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﺇﺣﺪاﻫﻤﺎ ﺗﺤﻞ ﻭاﻷﺧﺮﻯ ﺗﺤﺮﻡ. ((ﻭﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺳﻮاﻩ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺃﻥ اﻵﻳﺔ اﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﻫﻲ المنسوخة ﻭﺃﻥ اﻟﻤﺤﻠﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﻨﺎﺳﺨﺔ ﻓﻌﻤﻠﻮا ﺑﻬﺎ))، ﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎءﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﺗﺘﺮﻯ" [1/86]،.
4 ــ "((ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﻨﺴﺦ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺇﻻ ﺁﻳﺘﻴﻦ)) ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺎﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ، ﻧﺴﺨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻭﺃﻥ اﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﺗﺤﻠﻮا ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺮاﻡ، ﻧﺴﺨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻫﻢ........... ((وﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﻨﺴﺦ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺇﻻ ﻗﻮﻟﻪ)) ﻻ ﺗﺤﻠﻮا ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺮام،........ وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻮﻥ ﻗﺎﻝ: ((ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺤﺴﻦ [البصري] ﻫﻞ ﻧﺴﺦ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺷﻲء؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ))،....... وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ((ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺥ))" [1/137]،.
5 ــ "ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ القاسم بن سلام: ((ﻳﺬﻫﺐ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻨﺎﺳﺨﺔ)) ﻟﻠﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺮﺓ: اﻟﺤﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮ ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﻭﻻ ﻫﻲ ﺧﻼﻓﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺤﻜﻤﺘﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻛﺎﻟﻤﻔﺴﺮﺓ ﻟﻠﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺮﺓ،....... ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ: ((ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻟﺬﻱ ﻧﺨﺘﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﻫﺬا، ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ)) ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺗﺄﻭﻳﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﺬﻱ ﻓﺴﺮﻩ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ..." [1/139]،.
6 ــ "قوله (ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺣﺮﻡ ﺫﻟﻚ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻼ ﺗﻈﻠﻤﻮا ﻓﻴﻬﻦ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ)، ﻭقوله (ﻳﺴﺌﻠﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺮاﻡ ﻗﺘﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻗﻞ ﻗﺘﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻛﺒﻴﺮ) ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺃﻥ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﺒﻴﺮ، ((ﺛﻢ اﺧﺘﻠﻒ العلماء ﻓﻲ ﻧﺴﺦ ﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﻭﺇﺑﺎﺣﺔ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ))...." [1/206]،.
7 ــ قال بعدها،. "ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ: ((ﻭاﻟﻨﺎﺱ اﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺜﻐﻮﺭ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ ﻳﺮﻭﻥ اﻟﻐﺰﻭ ﻣﺒﺎﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﻮﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻼﻟﻬﺎ ﻭﺣﺮاﻣﻬﺎ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﺛﻢ ﻟﻢ ﺃﺭ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺸﺎﻡ ﻭﻻ اﻟﻌﺮاﻕ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ))، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺣﺴﺐ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺠﺎﺯ. ﻭاﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﺎﺣﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺜﻐﻮﺭ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻫﻢ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ: ﻓﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﻨﺎﺳﺨﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﺘﺤﺮﻳﻢ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺮاﻡ، ﻓﻬﺬا ﻧﺎﺳﺦ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻣﻨﺴﻮﺧﻪ" [1/208]،.
لاحظ وانتبه لمن الذي ينسخ! وكيف يحصل النسخ في الكتب الأمهات،. كله عبر الناس، وحين يكون في الآية أكثر من قول، يختارون منها اختياراً، كما قال الشيخ [والقول الذي نختاره،...] وكأنهم في مطعم ويختارون الوجبة من القائمة،. وبالتأكيد سيكون الاختيار ترجيحاً بالأدلة والشواهد، فالصورة التي تبدو شهية وكبيرة ويأتي معها البطاطس المقلي المقرمش والمشروب البارد الذي تشتهيه الأنفس، سيكون هو الراجح وما سواه مرجوح، فلفظة الراجح مرادفة للفظة الهوى، بل [حين تتعدد الخيارات] يجب أن يكون ما تختاره يوافق ما تحبه،. فالاختيار لا يكون بالجزاف والقرعة، إنما بالترجيح،. حتى الأطفال يرجحون ويختارون ما يوافق أذواقهم وهواهم،. هؤلاء الذين جعلوا الدين [MENU] وهم من يختارون لنا الوجبات اللذيذة، بحسب الذي يوافق عقولهم الخاصة وأذواقهم الشخصية وأهواءهم المتغيّرة،. تحت مسمى الترجيح بالأدلة والشواهد،.
ويا له من دينٍ رائع عند هؤلاء،. دينٌ يوفّر خدمات متعددة،. ليقوم الكُهّان بالترجيح والاختيار للناس!!،. ألم يقرؤوا قول ٱلله،. ﴿وَرَبُّكَ *((یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُ وَیَخۡتَارُ، مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ))* سُبۡحَانَ ٱللهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ وَرَبُّكَ یَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا یُعۡلِنُونَ وَهُوَ ٱللهُ لَاۤ إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأُولَى وَٱلۡآخِرَةِ *((وَلَهُ ٱلۡحُكۡمُ))* وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [القصص 68 - 70]،.
ــــ من كتاب قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ من ٱلۡقُرآن،. لمرعي الكرمي [1033 ﮬ.]،. وهو الكتاب المعتمد في كلية علوم ٱلۡقُرآن في الأزهر وفي كليات أخرى للشريعة،.
1 ــ "ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺇﻥ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﺩﻭا ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﺼﺎﺑﺌﻴﻦ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﻭﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻓﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ} ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﻣﻦ ﻳﺒﺘﻎ ﻏﻴﺮ اﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﻓﻠﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ} ((ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭاﻟﻀﺎﺣﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ))" [1/52]،.
2 ــ "ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﻗﻮﻟﻮا ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺴﻨﺎ} ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺑﺂﻳﺔ اﻟﺴﻴﻒ {ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻫﻢ} ﻭاﻵﻳﺔ ((ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ علي ﻭﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺑﺎﺡ ﻫﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ))" [1/53]،.
3 ــ "ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻮا ﻓﺜﻢ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ} ﻣﻨﺴﻮﺥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻓﻮﻝ ﻭﺟﻬﻚ ﺷﻄﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮاﻡ} ﻭﻗﻴﻞ ﻻ ﻧﺴﺦ" [أقسم بالله أن هذه مهزلة]،.
4 ــ "ﻗﺎﻝ ﻫﺒﺔ اﻟﻠﻪ ((اﺟﻤﻊ اﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺦ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ))، ﻗﻠﺖ ﻭﻓﻲ ﺩﻋﻮﻯ اﻹﺟﻤﺎﻉ نظر، ﺑﻞ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺴﺦ ﻧﻈﺮ، ﻭاﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﻧﺎﺳﺨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﻛﺘﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ} اﻵﻳﺔ، ((ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﺮاﻕ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻧﺎﺳﺨﻬﺎ)) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻹﺳﺮاء {ﻭﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻮﻟﻴﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﻓﻼ ﻳﺴﺮﻑ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ} [1/58]،.
5 ــ "ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﺠﺰاﺅﻩ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪا ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻏﻀﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻌﻨﻪ ﻭﺃﻋﺪ ﻟﻪ ﻋﺬاﺑﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ} ((اﺟﻤﻊ اﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﻬﺎ)) ﻭﻧﺎﺳﺨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء}،...... ((ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭاﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ))" [1/49]،.
6 ــ "ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {اﻟﻠﻪ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﺨﺘﻠﻔﻮﻥ} 69 ((ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺂﻳﺔ اﻟﺴﻴﻒ ﻭﻗﻴﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ))" [1/147]،.
7 ــ "ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﺟﺎﻫﺪﻭا ﻓﻲ اﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺟﻬﺎﺩﻩ} 78 ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺃﺫﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻇﻠﻤﻮا} *((ﻗﺎﻟﻮا))* ﻧﺴﺨﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻧﻴﻔﺎ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﺁﻳﺔ" [1/147]،.
ــــ من كتاب [نواسخ ٱلۡقُرآن] لابن الجوزي،.
1 ــ "ﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﻞ ﺣﻈﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭاﻟﻔﻘﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 48]،.
2 ــ وقال،. "ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻷﻧﺒﺎﺭﻱ في آية المحاسبة بما تخفي الأنفس،. "((ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﺨﺘﺎﺭﻩ)) ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ اﻵﻳﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻷﻥ اﻟﻨﺴﺦ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﻭاﻟﻨﻬﻲ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 95]،.
3 ــ وقال،. "ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ﺇﻥ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺃﻣﻮاﻝ اﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻇﻠﻤﺎ﴾ ﻗﺪ ﺗﻮﻫﻢ ((ﻗﻮﻡ ﻟﻢ ﻳﺮﺯﻗﻮا ﻓﻬﻢ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﻓﻘﻬﻪ)) ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﴿ﻭﺇﻥ ﺗﺨﺎﻟﻄﻮﻫﻢ ﻓﺈﺧﻮاﻧﻜﻢ﴾ [اﻟﺒﻘﺮﺓ 220] ﻭﺃﺛﺒﺘﻮا ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 109]،.
4 ــ وقال،. "((ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻗﻞ ﻓﻬﻤﻪ)) ﺃﻥ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻧﺴﺦ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ. ((ﻭﻫﺬا ﺗﺨﻠﻴﻂ ﻻ ﺣﺎﺻﻞ ﻟﻪ)) ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 112]،.
5 ــ وقال،. "ﻭﻫﺬﻩ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺯﻋﻢ اﻟﺰاﻋﻢ ﻫﻨﺎﻙ: ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻛﺘﻠﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻧﺎﺳﺦ ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ((ﺑﻴﻨﺎ ﺭﺫﻭﻟﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ))" [نواسخ ٱلۡقُرآن 112]،.
6 ــ وقال،. "ﺑﻨﻬﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ «ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺢ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ». ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻨﺴﺦ. ((ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻓﻘﻪ ﻟﻬﻢ)) ﺇﻟﻰ ﺃﻥ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ﻣﻨﺴﻮﺥ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻫﺬا ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ ﻭاﻟﺠﻬﻞ ﺑﺸﺮاﺋﻄﻪ ﻭﻗﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻭاﻟﻨﺴﺦ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 113]،.
7 ــ وقال،. "ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺪّﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﻮﻡ ﺟﻬﺎﻝ ﻳﺘﻼﻋﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻧﺴﺦ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻨﺴﻮﺥ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﻔﻬﻢ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ" [نواسخ ٱلۡقُرآن 171]،.
ــــ كتاب معرفة الناسخ والمنسوخ لابن حزم [ليس صاحب الإحكام]،.
قال عنه المحقق محمد أشرف المليباري،. "ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ، ﻟﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺰﻡ (ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﺑﻦ ﺣﺰﻡ اﻟﻈﺎﻫﺮﻱ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ) ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺗﻮﻓﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺖ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﺼﺎﺭﻱ ﺃﻧﺪﻟﺴﻲ ﻣﺤﺪﺙ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺟﻼﻟﺔ ﻗﺪﺭﻩ ﻟﺪﻯ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻓﻘﺪ ((ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻳﺴﺮﻑ ﻓﻲ اﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﻧﻘﻠﻲ ﺃﻭ ﻋﻘﻠﻲ))" [نواسخ القُــرآن تــ المليباري 22]،.
قال ابن حزمٍ هذا في المقدمة عن نفسه،،. "ﻗﺎﻝ اﻟﺸﻴﺦ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻌﻠﻢ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻔﻨﻮﻥ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺠﺒﺎﺭ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻘﻬﺎﺭ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻐﻔﺎﺭ اﻟﺤﻠﻴﻢ اﻟﺴﺘﺎﺭ ﻭﺳﻼﺗﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭ اﻷﻧﻮاﺭ ﻭﻗﺎﺋﺪ اﻟﻐﺮ اﻟﻤﺤﺠﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺩاﺭ اﻟﻘﺮاﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ اﻷﺧﻴﺎﺭ ﻭﺻﺤﺒﻪ اﻷﺑﺮاﺭ *((ﺛﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﺘﻤﺎﺕ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺇﺫ اﻟﺮﻛﻦ اﻷﻋﻈﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﻭﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻨﻘﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ))* ﺇﺫ اﻟﺨﻄﺐ ﻓﻲ ﻇﻮاﻫﺮ اﻷﺧﺒﺎﺭ ﻳﺴﻴﺮ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻛﻠﻔﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﺴﻴﺮ ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻻﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻭﺁﺧﺮﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ" [معرفة الناسخ والمنسوخ صــ 5]،.
فلا تظن أن الله هو الذي نسخ الآيات،.. إنما هم العلماء أنفسهم باجتهادهم المحض،. وليس اللّٰه،. ولكن الله شاء هذا ليفتن الناس وينظر من يؤمن بآياته ويعمل بها،. ومن يصدق المجتهدين ويبطل العمل بها،.
يقول أبو جعفر الطبري الشيعي المسمى بشيخ المفسرين [310 ﮬ.]،. عند تفسيره لآية (ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻟﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺩﺑﺮﻩ ﺇﻻ ﻣﺘﺤﺮﻓﺎ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﺘﺤﻴﺰا ﺇﻟﻰ ﻓﺌﺔ) ﻭﺃﻭﻟﻰ اﻟﺘﺄﻭﻳﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮاﺏ ﻋﻨﺪﻱ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻣﺤﻜﻢ،... ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻫﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ، ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻫﺬا ﻭﻏﻴﺮﻩ ((ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﻟﺤﻜﻢ ﺁﻳﺔ ﺑﻨﺴﺦ، ﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺴﺦ ﻭﺟﻪ، ﺇﻻ ﺑﺤﺠﺔ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺒﺮ ﻳﻘﻄﻊ اﻟﻌﺬﺭ))، ﺃﻭ ﺣﺠﺔ ﻋﻘﻞ، ﻭﻻ ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ نسخها" [جامع البيان 13/441]،.
وقال أبو جعفر النحاس [338 ﮬ.]،. "..وقال آخرون بل الناسخ والمنسوخ إلى الإمام ينسخ ما شاء. وهذا القول أعظم من ذلك لأن النسخ لم يكن إلى النبي ﷺ إلا بالوحي من الله، إما بقرآن مثله على قول قوم، وإما بوحي من غير القرآن، فلما ارتفع هذان بموت النبي ارتفع النسخ" [الناسخ والمنسوخ صــ 3]،.
ﻳﻘﻮﻝ اﻹﻣﺎﻡ أبومحمد، علي ﺑﻦ ﺣﺰﻡ [456 ﮬ.] "ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭاﻟﺴﻨﺔ: ﻫﺬا ﻣﻨﺴﻮﺥ ﺇﻻ ﺑﻴﻘﻴﻦ، ﻷﻥ اﻟﻠﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: {ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺇﻻ ﻟﻴﻄﺎﻉ ﺑﺈﺫﻥ اﻟﻠﻪ}. ﻭﻗﺎﻝ: {اﺗﺒﻌﻮا ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ} ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺒﻴﻪ ﷺ ﻓﺮﺽ اﺗﺒﺎﻋﻪ. ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻪ ﻣﻨﺴﻮﺥ، ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻄﺎﻉ ﺫﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻭﺃﺳﻘﻂ ﻟﺰﻭﻡ اﺗﺒﺎﻋﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩﺓ، ﻭﺧﻼﻑ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﺘﺮ ﻣﺒﻄﻞ…" [اﻹﺣﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ اﻷﺣﻜﺎﻡ 4/ 458]،.
ﻭﻳﻘﻮﻝ اﺑﻦ اﻟﺤﺼﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ [611 ﮬ] "ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺦ ((ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﺃﻭ ﻋﻦ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺁﻳﺔ ﻛﺬا ﻧﺴﺨﺖ ﻛﺬا)). ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ اﻟﺘﻌﺎﺭﺽ اﻟﻤﻘﻄﻮﻉ ﺑﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻴﻌﺮﻑ اﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻭاﻟﻤﺘﺄﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺦ ﻗﻮﻝ ﻋﻮاﻡ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ، ((ﺑﻞ ﻭﻻ اﺟﺘﻬﺎﺩ اﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻘﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﻴﻨﺔ))، ﻷﻥ اﻟﻨﺴﺦ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺭﻓﻊ اﻟﺤﻜﻢ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﺗﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﷺ ﻭاﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻘﻞ ﻭاﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺩﻭﻥ اﻟﺮﺃﻱ ﻭاﻻﺟﺘﻬﺎﺩ. ﻗﺎﻝ: ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻲ ﻧﻘﻴﺾ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﺋﻞ: ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺦ ﺃﺧﺒﺎﺭ اﻵﺣﺎﺩ اﻟﻌﺪﻭﻝ، ﻭﻣﻦ ﻣﺘﺴﺎﻫﻞ: ﻳﻜﺘﻔﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻮﻝ ﻣﻔﺴﺮ ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻬﺪ، ﻭاﻟﺼﻮاﺏ ﺧﻼﻑ ﻗﻮﻟﻬﻤﺎ" [الاتقان للسيوطي 2/24]،.
فانظر للتخبط العجيب بينهم،. يقولون بأن النسخ يكون بحجة ونقل صريحٍ عن النّبي ﷺ، ثم كلهم ينسخون بلا حجة ولا نقلٍ صريحٍ عن النبي ﷺ كما قرأنا آنفاً،.
قال اْلله،. ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ *((مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمۡ یُوحَ إِلَیۡهِ شَيءࣱ، وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ))* وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ في غَمَرَاتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَائكَةُ بَاسِطُوۤا۟ أَیۡدِیهِمۡ أَخۡرِجُوۤا۟ أَنفُسَكُمُ ٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ *((بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ))* وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَایَاتِهِ تَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [الأنعام 93]،.
فسبحان الله،. تعريفهم للناسخ والمنسوخ يخالف عملهم ويبطله ويهدم بنيانهم كله،. ذلك أنهم بدلوا وابتدعوا،. فكان جزاؤهم أن يتناقضوا ويختلفوا في عملهم،. قال اْلله،. ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ((فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ))﴾ [ق 5]،. وقال،. ﴿إِنَّكُمْ لَفِي ((قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ [الذاريات 8 ــ 10]،.
من الشروط التي وضعوها للنسخ، قالوا يجب أن تجد في الآية الناسخة كلمة تفيد نسخ ما قبلها مثل،. (الآن خفف الله عنكم، الآن باشروهن، علم الله أنكم كنتم، علم ألن تحصوه فتاب عليكم، أحل لكم، فتاب عليكم،...) فجعلوا فهمهم لهذه الكلمات هي الدلالة على نسخ الآيات،. وهذا فيه ظلم كبير،. لأن الفهم يتفاوت من شيخ لآخر،. وقد تبين لنا أن كل الذين نسخوا كانوا أغبياء، قالوا هذه الآية منسوخة بسبب فهمهم الفاسد لها،. وبسبب قصر علم وتدبر،. فتعجلوا بالقول بالنسخ وأسرفوا فيه،.. ولو تدبروا وتمهلوا وسألوا الله العلم لعرفوا بأنها ليست ملغية ولا تعارض اختها،. وهذا ما سنبينه إِنْ شٰاْءَ اللّٰه في الأجزاء القادمة،.
الخلاصة المهمة جداً : عملية النسخ التي يتكلمون عنها هي كالتالي : يقرء الشيخ الآية [س]، فيفهمها بطريقته الخاصة، فيجد فهمه معارضاً متعارضاً مع آية [ص]،. فيقوم بإلغاء الآية [ص] مباشرةً، والسبب في نسخه وشطبه، هو هذا التعارض الذي فهمه الحبيب،.
الشيخ وضع نفسه موضع الرب العلي،. رب العالمين الذي أنزل الكتاب، فقام يشطب ويبقي حسب ما يمليه عليه فهمه الشخصي للآيات، أما الأتباع والقطيع فلكونهم لا يعلمون هذه الحقيقة المرة،. يقومون بالدفاع عن [منظومة الناسخ والمنسوخ] ظناً منهم أنها كلها من الله والرسول ﷺ،. بينما في الحقيقة، عدد الآيات التي ألغاها الله والرسول ﷺ هو ZERO,.
5 ــــــــــ (رفع حكم.......)؟!،.
رفع؟!،. انظر كيف يزخرفون القول، يتلاعبون في الألفاظ، لإيهام الناس بأنه علم شريف،.
كلمة رفع لا تدل ولا تعني الحذف والإبطال حصراً، إنما هي من الألفاظ التي تشترك فيها عدة معان إحداها المسح،. ولكن حتى تكون مقبولة لدى الناس، فلن يستخدموا كلمة واضحة الدلالة على الحذف والإبطال، بل قالوا [رفع]،. وهم يقصدون الحذف والإزالة، ولكن لو قالوا : إزالة حكم شرعي! سيكون وقعها قاسياً عند الناس،. ولو قالوا : إبطال حكم شرعي!! كذلك الأمر، هذه كلمة غير مقبولة،. ولو قالوا : شطب، لقيل وكيف تشطبون آية أنزلها الله؟!،. فكان لابد أن يقولوا : رفع حكم شرعي،. هكذا تكون هينة مستساغة متقبلة سهلة التمرير،. ولن يعترض أحد،.
ولماذا ترفعونه؟!،. أسمعوا الناس الجواب،. قولوها بصراحة، دعوا الناس تعرف ما تخفون، قولوا : لأن في ٱلۡقُرآن تناقضاً،. فوجب علينا رفع بعض أحكامه،.
وبما أنه قد تبين بالبراهين أن الذي يرفع ليس الله، بل هم النُساخ أنفسهم، فالأحرى أن تقولوا (نحن نرفع الحكم بدليل شرعي متأخر) ولا تقولوا (رفع حكم...)،. فهذه أساساً لا تدل أن الله هو الذي يرفع،.. بل هي متروكة لكل أحد،. وصياغتها بهذه الطريقة تدل على تشكيك صاحبها في حقيقة الذي يرفع الحكم،. هل هو الله أم الناس!،. فجعلها مبهمة، وقال (رفع حكم..)،.
وكما بينا آنفاً،. النسخ قائم على التعارض والاختلاف بين الآيات وتعذر الجمع بينها،. وهذه هي الحالة يتوجه الشيخ للسلاح الأخير (النسخ) للخروج من هذه معضلة الاختلاف والتعارض،. فوجود التعارض في ٱلۡقُرآن إيمانٌ راسخ، بُني عليه النسخ تبعاً،.
ــــــ ملاحظة مهمة : بعد قراءة شروط النسخ كلها، لا تجد فيها أهم شرط، وأعظم شرط، وأول شرط ينبغي وضعه قبل بقية الشروط،. ألا وهو [الذي ينسخ هو الرَّسـوْل ﷺ نفسه وليس غيره]،. وسبب غياب هذا الشرط صار بائناً الآن، ذلك أن الذي ينسخ هم المشيخات أنفسهم،. وليس النّبي ﷺ،. فلو وضعوا هذا الشرط لسقطت المنظومة كلها،. فوجب تجنب وضع هذا الشرط القاسي جداً [والحق أنه يقرون به "كلاماً مجرداً وشعاراً خاوياً" لا يعملون به مطلقاً]،.
ــ أقسام النسخ،. ثلاثة،. نسخ الأثقل بالأخف، ونسخ الأخف بالأثقل، ونسخٌ متساو الوجهين [تعادل]،.
نسخ التخفيف، كآية المصابرة وآية [إن تبدوا مافي أنفسكم فنسخت بــ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت،...]،. ونسخ التشديد، كآية رمضان وآية النفقة [كانت العفو، فنسخت بالزكاة!]، والمتساو الوجهين، (أو نسخ البدل) كآية القبلة [ولا يوجد مثال آخر غيره]،.
ــ شروط النسخ، هي كثيرة،. أهمها،. وجود الاختلاف [التناقض]،. وعدم إمكان الجمع، ومعرفة المتأخر فلا تنسخ الآية المكية المدنية، وألا يكون النسخ في الأخبار، ولا يكون النسخ في آيات التوحيد والعقيدة والصفات والغيبيات والآخرة،. وتكافؤ طرق الحديثين المتعارضين،. وجود لفظ يدل على التغيير والتبديل، والاجماع،. وهذا أهم أمر،.
قلت،. لاحظ أنه ليس عندهم ضمن شروطهم أي شرط يقول بأن الذي يحكم بالنسخ هو الله، أو رسُول اللّٰه ﷺ،. فلا تظن أبداً مطلقاً بأن هؤلاء يسيرون بأمر الله،. بل هؤلاء أصحاب أهواء،. وأهواؤهم رخيصة جداً،. هم الذين ينسخون وليس الله، ولا رسُول اللّٰه ﷺ،.
وهذه الشروط،.. سنمر عليها أثناء كلامنا عن الآيات المنسوخة إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،. لنرى كيف أنهم يضعون شروطاً وصاروا يخالفونها ويتجاوزونها دون حساب،. ونحن لا نفعل هذا لأننا تضايقنا من مخالفتهم للشروط، بل لنسخر منهم ونضحك منهم،. ونري الناس كيف يلعبون بالقرآن، ويعبثون بالدين بأهوائهم،. وإلا فعملهم كله باطل، والشروط كلها باطلة، والنسخ باطل،. وهذا العلم كله ليس إلا عداوة لله ورسوله ﷺ،.
ــ أنواع النسخ [عندهم]،. هي 3 أضرب عند الجماهير [جمهور أهل السنة وليس جمهور برشلونة 😏]،. نسخ تلاوة وحكم، نسخ حكم، نسخ تلاوة،.
1 ــ نسخ التلاوة والحكم معا،.
ومثلوا لها برواية عائشة،. ﴿عشر رضعات يحرمن فنسخن بخمس معلومات يحرمن، فمات رسُول اللّٰه ﷺ وهن مما يتلى من كتاب الله﴾،. [وهو حديث مضطرب ❌]،. ورواية عائشة،. ﴿قوموا إِلىٰ الصلواة والصلاة الوسطى صلاة العصر﴾،. أنها كانت آية تتلى،. وكلها روايات ضعيفة ساقطة السند ❌،. وسنبينها إِنْ شٰاْءَ اللّٰه في الأجزاء التالية بالتفصيل،.
هذا النوع من النسخ، يجب أن يضاف لقائمة المستحيلات،. بحيث أن الآية مسحت من الوجود تماماً، فلا أثر لها البتة، فهي عدم، ولا يمكن إثبات العدم ليقال أنه زال،. فهذا القسم يتكلم عن شيءٍ لا وجود له،. لا تلاوةً ولا حكماً، فلماذا نتكلم عنه أساساً؟!،. كان يكفي لرد الرواية أن الرواية بنفسها تعترف بزوالها،،. أضف إليها أن كل الأسانيد لها ساقطة ❌،.
2 ــ نسخ التلاوة دون الحكم،. أي لا وجود للآية، ولكن حكمها موجود! ومثلوا لها برواية عمر،. ﴿الشيخة والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة،.....﴾،. [وهي رواية ضعيفة، ساقطة السند ❌ وسنأتي على تخريجها في الأجزاء التالية إِنْ شٰاْءَ اللّٰه، كلٌ في بابه]،. ولا أدري ما الداعي لمثل هذا الكذب والافتراء، لاثبات حق ثابت ويقيني،. فالمسلم يكفيه الصحيح الثابت عن النّبي ﷺ،. فلا داعي للمبالغة فيه والقول بأنها كانت آية ثم حذفت لتزيدها إحقاقاً، لا يُنصر الحق بالكذب!،.
3 ــ نسخ الحكم دون التلاوة،. أي تقرءها ولا تعمل بها،. [وهذه هي المصيبة الكبرى]،. وأمثلتهم لهذا النوع كثيرة جداً،. منها آية المصابرة في الحرب [فهموها خطأ ❌]، وآية شهر رمضان [فهموها خطأً وبنوا على أسانيد ضعيفة ❌]، وعدة الأرملة [فهموها خطأً ❌]!،. والقبلة [صرف الله وجوههم للشيطان، فلا نسخ فيها مطلقاً ❌]، وآيات الزكاة أنها نسخت كل آيات الصدقة [بحديث موضوع، متفق على وضعه ❌]،. وآية الفاحشة،. ﴿...فَأَمۡسِكُوهُنَّ فِي ٱلۡبُیُوتِ حَتَّىٰ یَتَوَفَّاهُنَّ ٱلۡمَوۡتُ ((أَوۡ یَجۡعَلَ ٱللهُ لَهُنَّ سَبِیلࣰا))﴾ [النساء 15]،. قالوا نسخها النّبي ﷺ بحديث [والحديث لم يثبت سنداً كما سيتبين في موضعه ❌]،. وغيرها الكثير وسنأتي عليها كلها إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،.
هذا القسم هو البلوى والمصيبة والخَبَث والاتهام الذي رموه به القُرآن،. فمعظم خلافات الناسخ والمنسوخ تدور على هذا القسم،. وهي كلها آيات محكمة صحيحة، ولكن فهمها العلماء خطأً، وظنوا أن بينها تعارضاً، فلجؤوا للقول بالنسخ،. فأبطلوا آيات القُــرآن،. لتعلم أنهم هم الذين ينسخون وحي النّبي ﷺ الذي بلّغنا به،. وليس النّبي ﷺ نفسه،.
فمثلاً،. تم نسخ 124 آية، بآية واحدة كانت مجهولة، سموها آية السيف [وآية السيف هذه مجهولة في الأصل، فلا يُعلم أي آية هي، لم يتفقوا عليها إلا مؤخراً]،. حتى آية،. ﴿وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا﴾ [الإنسان 8]،. قالوا بأنها منسوخة بآية السيف! كيف ولماذا؟،. قالوا بأن الأسير يجب أن يُقتل ولا يُطعم!!،. سُبْحَانَ اللّٰه،. ثم بعدها بمدة، قاموا ونسخوا آية السيف نفسها الناسخة [المجهولة]،. نسخوها بنفسها [بآخرها]، ونسخوها بآية الجزية فسُبْحَانَ اللّٰه،. ومن المضحكات كذلك،. أنهم تراجعوا عن نسخ آية،. ﴿ويطعمون الطعام..﴾ بالإجماع!،. سُبْحَانَ اللّٰه،.
والأدهى أنهم جوّزوا لأنفسهم أن يجعلوا من الآية الواحدة جزءً محكماً وجزء منسوخاً،. أولها وآخرها منسوخة ونصفها محكم ثابتٌ غير منسوخ، كمثل آية،. ﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ ((وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ)) وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَاهِلِینَ﴾ [الأعراف 199]،. فما بين القوسين ثابت، وبقية الآية منسوخة [نسخه ابن حزم وتابعه آخرون]! شيءٌ عجيب،.
ومن الغرائب أنهم ذهبوا لكل آيةٍ فيها تخصيصٌ أو استثناء أو تقييد أو تفصيل أو تعليق، فقالوا هي ناسخة لما قبلها! كمثل آية الشعراء [إلا الذين آمنوا]،. وفي سورة العصر [إلا الذين آمنوا]،. وهذا اسمه استثناء وهو معلوم لدى العرب، ولا داعي لتسميته بالناسخ والمنسوخ،.
وفي الحقيقة، كلها آيات محكمات، لها أحكامها ولكنهم أحسوا بالاختلاف والتعارض بينها فوجدوا الحل الأمثل والأريح في القول بالنسخ،.
ــــ ما الذي يهم المؤمن في قضية الناسخ والمنسوخ وعلمه؟!،.
الحقيقة أن المؤمن الذي يؤمن بما أنزله الله،. لا يهتم أبداً بالنسخ وبكل أقسامه وأنواعه،. ولا يعنيه تعريف النسخ وشروطه،. ولا يحصي عدد المناسيخ ولا ينظر فيمن نسخ ومن لم ينسخ من العلماء،. ولا يؤثر عليه قول العلماء أن في القُــرآن تناقضاً واختلافاً يلزمه النسخ،.. ولا يعنيه أي آية متأخرة النزول وأي آية متقدمة في النزول،. بل يؤمن بكتاب الله كله، ويدخل في السلم كافة،. ويقول آمنا به، كل من عند ربنا،. ولا يلتفت لأحد بعد النّبي ﷺ الذي لم ينسخ نصف حكم ولا نصف آية،. ولو أن الناس كلهم خالفوا فقالوا أن النسخ من العقيدة،. لا يلتفت لقولهم، ولا لكثرة عددهم أو قلته،. المؤمن لا يؤثر فيه كل هذا،. بل حتى *((لا يفرح لو قال كل الناس بأنه ليس في القُرآن ناسخ ومنسوخ))،.* فالمؤمن لا يعير أي اهتمام لكلام الناس،. يكفيه كلام ربه الحكيم العزيز،. أن ليس في كلامه اختلاف،. وأنه قضى بالحق، وأن الذين من دونه لا يقضون بشيءٍ، ولا بأيسر وأصغر شيءٍ،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَٱللهُ یَقۡضِي بِٱلۡحَقِّ وَٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ مِن دُونِهِ لَا یَقۡضُونَ بِشَيءٍ إِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ [غافر 20]،.
فالمؤمن لا يحتاج لأحد بعد الله ليعرف الحق،. بل يكفيه أن يلجأ إلى الله ليعرف الحق،. وكل الذي يريده هو قول الله،. قال اْلله،. ﴿قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ﴾ [ص 84]،. وقال،. ﴿..وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا﴾ [النساء 122]،. وقال،. ﴿..وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا﴾ [النساء 87]،.
فكل ما يحتاجه هو كلمة يقولها الله ليحق الحق،. قال اْلله،. ﴿وَیُحِقُّ ٱللهُ ٱلۡحَقَّ *((بِكَلِمَاتِهِ))* وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ﴾ [يونس 82]،. وقال،. ﴿..وَیَمۡحُ ٱللهُ ٱلۡبَاطِلَ *((وَیُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ))* إِنَّهُ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ [الشورى 24]،. وقال،. ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي ((خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ)) وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُ ((قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّ)) وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ یَوۡمَ یُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ عَالِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَادَةِ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیرُ﴾ [الأنعام 73]،.
قال الحق،. ﴿تِلۡكَ ((ءَایَاتُ ٱللهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّ)) وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ﴾ [البقرة 252]،. وقال،. ﴿((ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ)) فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ﴾ [آل عمران 60]،. وقال،. ﴿((وَكَذَّبَ بِهِ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ)) قُل لَّسۡتُ عَلَیۡكُم بِوَكِیلࣲ﴾ [الأنعام 66]،. وقال،. ﴿فَذَلِكُمُ ((ٱللهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَالُ)) فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ﴾ [يونس 32]،. وقال،. ﴿..((لَقَدۡ جَاۤءَكَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِآیَاتِ ٱللهِ)) فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡخَاسِرِینَ﴾ [يونس 94 - 95]،.
قال الله،. ﴿...فَلَا تَكُ فِي مِرۡیَةࣲ مِّنۡهُ *((إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یُؤۡمِنُونَ))﴾* [هود 17]،.
ــــ هل الأمة مجمعة على الناسخ والمنسوخ؟!،.
لا بالتأكيد،. ولو أردت لسردت أسماء الذين نفوا النسخ ممن عرفنا أسماءهم [والذين لا نعرفهم، الله أعلم بهم]،. ولكني لن أفعل، لأن المؤمن لا يهمه أسماء الناس، ومن وقف معه ومن خالف،. ولا ينظر للعدد ولا تعنيه الكثرة ولا الاجماع،. فالاجماع في ذاته ليس بدينٍ ليُحتج به الآن،. فالناس لو أجمعوا على النسخ أو لم يجمعوا،. فهذا لا قيمة له، وهذا لا يعني شيئا عند الله البتة،. فلا وزن لاجماعهم،. حتى لو قالوا كلهم بأنه لا يوجد نسخ في الدين،. فهذا لن يزيد الحق حقاً،. فالحق قضى الله به وانتهى،. وأكمل الدين، والنّبي ﷺ بلغ ونصح وأدى،. والله لا ينتظر تأييد الناس لقوله وقضائه،. أمره نافذ فوق قرارات الناس وإجماعهم،. الناس عبيدٌ له، عليهم السمع والطاعة والخضوع والتضرع ورؤوسهم منكوسة، ليس عليهم طرح الأفكار على الله، أو اقتراح ما يرون وما يظنون،. ونحن لم نقم هذا المقام إلا للرد على السفهاء الذين قالوا أن في ٱلۡقُرآن تناقضاً واختلافا، يقتضي وجود النسخ،. فــ فتنوا الناس بضلالاتهم وأسرفوا في الطعن في كتابهم، وهم ليسوا كل الأمة،. بل شرذمة عفنة،. عصابةٌ تعادي الرَّسوْل ﷺ من شياطين الإنس دون الجن،.
ومن ظن بأن الأمر مجمعٌ عليه فهو موهومٌ،. هم في خلاف وشقاق ولم يتم أي إجماع على الآيات المنسوخة،. ويحق لأي إنسان أن يحقق ويراجع وراءهم،. فالله أمرنا أن نتبين من خبر الفاسق،. قال اْلله،. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ [فَاسِقٌ] بِنَبَإٍ ((فَتَبَيَّنُوا/فَتَثَبَّتُوا)) أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات 6]،. فكيف لو كان الخبر يمس كتاب الله بسوء وجهالة واتهامٍ بالتناقض والاختلاف؟!،. وهل ثمةُ شيء أفسق من هذا القول؟!،.
سنتكلم إِنْ شٰاْءَ اللّٰه في الاجزاء التالية عن آيتين هي من أكبر الأدلة لدى المستنسِخين،. وسنرد على استدلالهم بإذن اللّٰه،. بعلمٍ وكتابٍ منير،. وليس بالهوى والحقد،.
ورجاءً أيها القارئ،. لا تدخل في مقاصدنا ونوايانا،. فتظن أننا بهذا نبتغي الطعن في السـنة وإنكارها، فلسنا من منكري السـنة المُبطلين للحديث [القرآنيون]،. بل نحن بهذا التحقيق، نرد به على القرآنيين أنفسهم،. لأن مثلهم مثل السلفيين البُلهاء، كلاهما يقول بأن النسخ يعني الإزالة [لكن القرآنيين جعلوا النسخ بين الشرائع، وهذا خطأ كبير]،. فهُم فيه سواء،. كلاهما جاهلٌ ضالٌ مبتدع،. رغم أن نية وقصد القرآنيين أشرف وأنبل من نية السلفيين الخبيثة بكثير، فالسلفيون قالوا بالنسخ انتصاراً للأرباب السابقين وحفاظاً على جناب الفقهاء من العيب والخطأ وتنزيها لقداسة الكتب الصفراء من الزلل،. وإجلالاً لقول الأولين،. رَضُوا بالطعن بالقُــرآن،. أما القرآنيون فقد انتصبوا لهم انتصاراً للقرآن نفسه، ودفاعاً عنه وليس عن شيخهم،. وشتان شتان بين القصدين،.
وهنا نذكّر بالعودة إلى بداية الجزء الأول، وقراءة الآيات من جديد، حتى تعلم وتتيقن أنه ليس في القُرآن آيات مردودة ولا مرفوعة ولا محذوفة ولا مزالة،. واقرأ بقية الآيات في ٱلۡقُرآن لتتيقن أن كلمة الله لم ولن تتبدل مهما قال عنها المجرمون،. فتبحث في المنسوخات من زاوية أخرى، وتوجد حلولاً أخرى غير الإلغاء والابطال، وتكتشف ما الذي دعى واضطر السفهاء النُساخ ليقولوا ما قالوه،. فحين تجعل كلام الله نصب عينيك، وتؤمن به كاملا كما قال دون حذف، ستبحث عن الحق وتقول : لا بد أن هناك خطأ في المسألة،. فالمسألة فيها تخبط،. اللهم اهدني، أين الحق فيها؟!،.
نقول في ختام هذا الجزء،. قال اْلله،. ﴿ٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَاهُمُ ٱلۡكِتَابَ یَعۡرِفُونَهُ كَمَا یَعۡرِفُونَ أَبۡنَاۤءَهُمۡ ((وَإِنَّ فَرِیقࣰا مِّنۡهُمۡ لَیَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ))﴾ [البقرة 144 - 146]،. والله المستعان،.
ــــ نهاية الجزء الثاني،.
رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.
بڪيبـورد، محسن الغيثـي،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق