الجمعة، 17 فبراير 2023

جريمة النسخ في القرآن،. [21]،. آية قيام الليل

جريمة النسخ في القرآن،. [21]،. آية قيام الليل،. ✅،.

محاور هذا الجزء،.
ــ تناقضات النُساخ في نسخهم هذا،.
ــ تحقيق المرويات،.
ــ إثبات أن سورة المزمل ليست مكية،.
ــ ربط السورة بالأحاديث الصحيحة،.
ــ السورة مدنية وتتكلم عن قيام رمضان،.

قال اْلله في أول سورة المزمل،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ ۝ قُمِ ٱلَّیۡلَ إِلَّا قَلِیلࣰا ۝ نِّصۡفَهُ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا ۝ أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِیلًا﴾ [المزمل 1 - 4]،.

وقال في آخرها،. ﴿إِنَّ رَبَّكَ یَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَي ٱلَّیۡلِ وَنِصۡفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَاۤئفَةࣱ مِّنَ ٱلَّذِینَ مَعَكَ وَٱللهُ یُقَدِّرُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ عَلِمَ أَن سَیَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ یَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ یَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللهِ وَءَاخَرُونَ یُقَاتِلُونَ فِي سَبِیلِ ٱللهِ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنۡهُ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُوا۟ ٱللهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللهِ هُوَ خَیۡرࣰا وَأَعۡظَمَ أَجۡرࣰا وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ ٱللهَ إِنَّ ٱللهَ غَفُورࣱ رَّحِیمُۢ﴾ [المزمل 20]،.

فقالوا بأن آخر آية فيها، نسخت الآيات الأولى من بداية السورة،. فالآية الأخيرة ناسخة، ثم حتى هذه الآية الأخيرة والناسخة صارت منسوخة هي كذلك بالصلوات الخمسة!!،. [فصار الناسخ منسوخاً، والمنسوخ ناسخاً، كله في الآية ذاتها]،. فسُبْحَانَ اللّٰه،.

ــــ التضارب والتناقض في أقوال النُساخ،. وليس في كلام الله،.

نذكّر ببعض ما سبق،. أهم شرطٍ في قضية النسخ هو معرفة المتقدم من المتأخر،. وهذا الأمر يشغل قلوب النُساخ بكثرة،. [ولأجله اخترعوا القصص والروايات الكاذبة ليثبتوا بدعتهم المنكرة]،. أما الذين يؤمنون بكلام الله كله،. فلا يعنيهم أي آية نزلت قبل، وأي آية نزلت بعد، فكل الآيات عندهم رضا، وهدى ونور وشفاء [القديمة والجديدة]،. ولم يأمرهم الله بالنظر في تأريخ الآيات، فلا يهتمون لهذا الشأن، أما النُساخ فيهمهم هذا الأمر لأنه أساس شغلهم، وقد أوقعوا أنفسهم في ورطات كثيرة، وماهم بخارجين منها حتى يتوبوا ويرجعوا عن محدثاتهم،. ولهذا نذكرهم ببعض ما فاتهم أثناء شغلهم لندينهم بأقوالهم التي تلزمهم هم، ولا تلزم المؤمنين بشيءٍ،. ولكن نسخر منهم ونضحك،. نريهم كيف جنوا على أنفسهم حين اتهموا ٱلۡقُرآن بالتناقض،. (التناقض الذي لحقه النسخ والإلغاء)،. وٱلۡقُرآن بريء من هذا التناقض،.

ــ هم [النُساخ] يقرّون بأن هذه السورة سورةٌ مكية، بل هي من أوائل السور التي نزلت على النّبي ﷺ، فأول سورة هي (ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ)، ثم (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ)، ثم (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثّرُ)!]،. فهي ثاني سورة نزلت عندهم،. أي أنها في بدايات بعثة النّبي ﷺ، في السنوات الأولى من الفترة المكية، وليس في أواخرها، وأن الله أمر النّبي ﷺ فيها بأن يقوم الليل،. وسُبْحَانَ اللّٰه يأمره بالنافلة قبل أن يكتب عليه الفريضة 🤷🏻‍♂️!،.

ــ هاهم [النُساخ] يقولون بأن صلاة النافلة بقيت لمدة عام [بناء على روايات واهية، صححوها فمرروها]،. ثم قالوا بأن الله نسخ أول السورة بآخر آية من نفس السورة،. فالفرق بينهما عامٌ واحد،.

ــ وبالتأكيد،. نسوا قولهم (أن أول حالة نسخ وقعت هي آية القبلة التي كانت بعد الهجرة)،. أي في المدينة، وليست في مكة 🤷🏻‍♂️،.

ــ ونسوا بأن الصلاة لم تُفرض إلا بعد رحلة العروج، وذلك في آخر الفترة المكية [السنة الحادية عشر من البعثة]،. وليس في أولها،. والفرق بينهما 10 سنين في أقل تقدير،. وليست سنة واحدة 🤷🏻‍♂️،.

ــ والعجيب،. أن الآية الأخيرة [الناسخة]،. ذكر الله فيها قتالٌ في سبيله،. ﴿..وَءَاخَرُونَ یُقَاتِلُونَ فِي سَبِیلِ ٱللهِ﴾،. [المزمل 20]،. والفترة المكية لم يكن فيها قتال، البتة،. بل أمرهم الله أن يكفوا أيديهم ويعفوا ويصفحوا حتى يُؤذن لهم، فعلّقها حتى يَأذن لهم، ولم يَأذن لهم بالقتال إلا في المدينة،. فكيف تقولون أن الفرق بين الآيتين عامٌ واحد؟!،.

كذلك،.. في الآية المنسوخة [التي هي مكية عند الشباب]،. فيها أمرٌ بالزكاة،. ﴿...فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنۡهُ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ((وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ)) وَأَقۡرِضُوا۟ ٱللهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا..﴾ [المزمل 20]،. والزكاة لم تُفرض في مكة، إنما في المدينة،. فكيف قيل أن المدة التي صلاها الناس كانت سنة واحدة في بداية البعثة، ثم نسخت؟!،.

الحقيقة، أن تناقضاتهم كثرت،. ﴿إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ ((مُخْتَلِفٍ)) ۝ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ۝ قُتِلَ ((الْخَرَّاصُونَ))﴾ [الذاريات 8 ــ 10]،. والمصيبة أنهم اتهموا ٱلۡقُرآن بالتناقض،. ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ﴾ [ق 5]،. وهذا مصير من يتهم ٱلۡقُرآن بالتناقض وأن النسخ هو الحل للخروج من التناقض،.

وسيتبين في هذا التحقيق إِنْ شٰاْءَ اللّٰه، بالأدلة والبراهين الواضحة، أن سورة المزمل سورة مدنية وليست مكية، وأن الذي يُبنى عليه [علم الناسخ والمنسوخ]،. ما هو إلا الكذب المحض والافتراء والزيغ،. وأن النُساخ فعلاً مُعتدون، حرفوا دين الله وطعنوا في آياته بمناسيخهم،. بعد أن آمنوا بوجود التناقض والاختلاف في ٱلۡقُرآن،.

أمّا المؤمن،.. [[المؤمن]]،. الذي يؤمن بما أنزله الله على النبي ﷺ،. لا يقر بأي شيءٍ مما قاله النُساخ حتى يثبت بالسند اليقين عن النّبي ﷺ،. أو الصحابة (فيما يخص نزول الآية دون رأي)،. ولهذا لا نسلّم لهم بأن هذه السورة مكية وتلك مدنية، حتى يبرهنوا على ذلك بالبراهين المسندة، وليس عندهم شطر برهان على تصنيف السوَر،. أما تصنيفها بالرأي والظن،. فـليست بشيء،. قال ٱلله،. ﴿..إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ [يونس 36]،. وقال الرَّسوْل ﷺ،. ﴿إياكم والظنَّ؛ فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث..﴾ رواه البخاري،.

والمؤمن حقيقةً،.. [[المؤمن]] لا يهمه متى نزلت السورة، فلو كانت مكية فعلاً، سيؤمن بها ويعمل بها، ولو كانت مدنية فعلاً، فسيؤمن بها ويعمل بها كذلك، ولو لم يعلم أين نزلت ومتى نزلت، فسيؤمن بها ويعمل بها دون تردد،. ففي كل الأحوال، لن يَفُرق معه شيء، فكله ((عند المؤمن)) سواء،. وليس ذلك إلا للمؤمن، المؤمن لا يهمه متى نزلت وأيهما المتقدمة وأيهما المتأخرة،. الذي يهمه [التقديم والتأخير في السور والآيات] هو الذي يسعى جاهداً لإظهار التناقض في ٱلۡقُرآن، ليثبّت دعائم الناسخ والمنسوخ بعد *((إثبات التناقض والاختلاف))*،. وفي الحقيقة هذا ليس عمل العلماء الذين يخشون ربهم ويوقّرونه، بل هو من عمل الملاحدة ليطعنوا في الاسلام ويشككوا في ٱلۡقُرآن،. ولا أعلم لماذا يقوم النُساخ أيضاً بهذا العمل!!،. [والله إنه لأمر غريب]،. والأغرب من هذا، أنهم لا يملكون دليلاً على المتقدم والمتأخر،. حتى ترتيب الآيات المدوَّنة الآن في المصحف لا يعتمدونها كدليلٍ للتقديم والتأخير، يقولون قد تتقدم آيةٌ متأخرة النزول، كما فعلوا بآية الأرملة (ويكذبون على النّبي ﷺ بأنه هو من وضعها بهذا الترتيب دون دليل)،.

وكونهم ((لا يملكون دليلاً على التأريخ، ووقت نزول الآيات والسور))، فهذا يكفي لرد بهتانهم بأن ٱلۡقُرآن فيه ناسخٌ ومنسوخ،. وهذا دليلٌ شافٍ للتيقن أن قولهم مجرد اتهام باطل للۡقُرآن، ودعوى فارغة، ليس عليها بينة ولا برهان،. والدعاوى مالم تُقم عليها البينات، فأصحابها أدعياء،. وهم كذلك،.

ــــ والحقيقة،. يبدو أن الله قد فتن أصحاب القلوب الممسوخة والأعين الزائغة، بالتشابه بين سورتي المزمل والمدثر،. فسورة المدثر كانت في بداية الدعوة لِما ثبت ذلك من الأسانيد الصحيحة عن النّبي ﷺ،. وهي كالتالي،.

ــ ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻤﺔ: ﺃﻱ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﻗﺒﻞ؟ ﻗﺎﻝ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻤﺪﺛﺮ}، ﻗﻠﺖ: ﺃﻭ {اﻗﺮﺃ ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺑﻚ}؟ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺃﻱ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﻗﺒﻞ؟ {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻤﺪﺛﺮ}، ﻗﻠﺖ: ﺃﻭ {اﻗﺮﺃ ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺑﻚ}؟ ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺑﺮ: ﺃﻻ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ؟ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ،. ﴿ﺟﺎﻭﺭﺕ (أي اعتكفت) ﺑﺤﺮاء ﺷﻬﺮاً، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻴﺖ ﺟﻮاﺭﻱ ﻧﺰﻟﺖ، ﻓﺎﺳﺘﺒﻄﻨﺖ ﺑﻄﻦ اﻟﻮاﺩﻱ (أي وسط الوادي)، ﻓﻨﻮﺩﻳﺖ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﺧﻠﻔﻲ، ﻭﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻲ ﻭﺷﻤﺎﻟﻲ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﻧﻮﺩﻳﺖ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﺧﻠﻔﻲ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﻧﻮﺩﻳﺖ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﺧﻠﻔﻲ، ﻭﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻲ ﻭﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻲ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء، ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء، ﻓﺄﺧﺬﺗﻨﻲ ﺭﺟﻔﺔ، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓﺄﻣﺮﺗﻬﻢ ﻓﺪﺛﺮﻭﻧﻲ، ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻤﺪﺛﺮ. ﻗﻢ ﻓﺄﻧﺬﺭ * ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻜﺒﺮ * ﻭﺛﻴﺎﺑﻚ ﻓﻄﻬﺮ}.
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ✅،.

ــ وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ،. ﴿ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻓﺘﺮﺓ اﻟﻮﺣﻲ: ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ، ﺇﺫ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء، ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺑﺼﺮﻱ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻤﺎء، ﻓﺈﺫا اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺬﻱ ﺟﺎءﻧﻲ ﺑﺤﺮاء ﻗﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ، ﻓﺠﺌﺜﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻫﻮﻳﺖ ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ، ﻓﺠﺌﺖ ﺃﻫﻠﻲ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺯﻣﻠﻮﻧﻲ ﺯﻣﻠﻮﻧﻲ، فزملوني، ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻤﺪﺛﺮ}، ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﺎﻫﺠﺮ}، (ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ: ﻭاﻟﺮﺟﺰ: اﻷﻭﺛﺎﻥ)، ﺛﻢ ﺣﻤﻲ اﻟﻮﺣﻲ (أي اشتد) ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ﴾،.
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ✅،.

فالثابت في النزول في بداية الدعوة هي سورة المدثر، وليست سورة المزمل،. ولكن الناس أُخِذُوا بالتشابه في مطلع السورتين،. وبـما ورد عن النّبي ﷺ في الأحاديث السابقة أنه قال فيها [زملوني زملوني]،. وفي الرواية الأخرى قال [ﻓﺄﻣﺮﺗﻬﻢ ﻓﺪﺛﺮﻭﻧﻲ]،. فالعبرة بالسورة التي نزلت حينها، ففي جميع الأحاديث، أن السورة التي نزلت هي سورة المدّثر وليست سورة المزمل وإن قال النّبي ﷺ في إحدى الروايات [زملوني زملوني]،. فالروايات تروى بالمعنى، ولهذا اختلف القول بين الحديثين [زملوني، فدثَروني]،. فهذه مما رويَت بالمعنى،. أما الذي اتفقت عليها الروايات كلها، أن السورة التي نزلت حينها كانت سورة المدثر (وليست سورة المزمل)،. كذلك في حديث بِدء الوحي،. ورد فيه [زملوني زملوني]،. دون ذكر أي سورة نزلت حينها،. وهي كالتالي،.

ــ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﻮاﻡ، ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺯﻭﺝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ، ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ،. ﴿ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺪﺉ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ، اﻟﺮﺅﻳﺎ اﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﻡ، ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺭﺅﻳﺎ ﺇﻻ ﺟﺎءﺕ ﻣﺜﻞ ﻓﻠﻖ اﻟﺼﺒﺢ، ﺛﻢ ﺣﺒﺐ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﺨﻼء، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺨﻠﻮ ﺑﻐﺎﺭ ﺣﺮاء، ﻳﺘﺤﻨﺚ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﻮ اﻟﺘﻌﺒﺪ، اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺃﻭﻻﺕ اﻟﻌﺪﺩ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻳﺘﺰﻭﺩ ﻟﺬﻟﻚ، ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓﻴﺘﺰﻭﺩ ﻟﻤﺜﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﺠﺌﻪ اﻟﺤﻖ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﺎﺭ ﺣﺮاء، ﻓﺠﺎءﻩ اﻟﻤﻠﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻗﺮﺃ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﻘﺎﺭﺉ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬﻧﻲ ﻓﻐﻄﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻲ اﻟﺠﻬﺪ، ﺛﻢ ﺃﺭﺳﻠﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻗﺮﺃ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﻘﺎﺭﺉ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬﻧﻲ ﻓﻐﻄﻨﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻲ اﻟﺠﻬﺪ، ﺛﻢ ﺃﺭﺳﻠﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻗﺮﺃ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﻘﺎﺭﺉ، ﻓﺄﺧﺬﻧﻲ ﻓﻐﻄﻨﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻲ اﻟﺠﻬﺪ، ﺛﻢ ﺃﺭﺳﻠﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: {اﻗﺮﺃ ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺑﻚ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ. ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻖ. اﻗﺮﺃ ﻭﺭﺑﻚ اﻷﻛﺮﻡ. اﻟﺬﻱ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ. ﻋﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ}، ﻓﺮﺟﻊ ﺑﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺗﺮﺟﻒ ﺑﻮاﺩﺭﻩ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﺠﺔ، *((ﻓﻘﺎﻝ: ﺯﻣﻠﻮﻧﻲ، ﺯﻣﻠﻮﻧﻲ، ﻓﺰﻣﻠﻮﻩ ﺣﺘﻰ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻪ اﻟﺮﻭﻉ))*، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺨﺪﻳﺠﺔ: ﺃﻱ ﺧﺪﻳﺠﺔ، ﻣﺎ ﻟﻲ؟ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ اﻟﺨﺒﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺧﺸﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ: ﻛﻼ ﺃﺑﺸﺮ، ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺨﺰﻳﻚ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﺪا، ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻚ ﻟﺘﺼﻞ اﻟﺮﺣﻢ، ﻭﺗﺼﺪﻕ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﻞ، ﻭﺗﻜﺴﺐ اﻟﻤﻌﺪﻭﻡ، ﻭﺗﻘﺮﻱ اﻟﻀﻴﻒ، ﻭﺗﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﺋﺐ اﻟﺤﻖ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﺖ ﺑﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻯ، ﻭﻫﻮ اﺑﻦ ﻋﻢ ﺧﺪﻳﺠﺔ، ﺃﺧﻲ ﺃﺑﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ اﻣﺮﺃ ﺗﻨﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻜﺘﺎﺏ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻗﺪ ﻋﻤﻲ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ: ﺃﻱ ﻋﻢ، اﺳﻤﻊ ﻣﻦ اﺑﻦ ﺃﺧﻴﻚ، ﻗﺎﻝ ﻭﺭﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ: ﻳﺎ اﺑﻦ ﺃﺧﻲ، ﻣﺎﺫا ﺗﺮﻯ؟ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺧﺒﺮ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺭﻗﺔ: ﻫﺬا اﻟﻨﺎﻣﻮﺱ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﷺ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺬﻋﺎ، ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﺣﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺨﺮﺟﻚ ﻗﻮﻣﻚ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: ﺃﻭﻣﺨﺮﺟﻲ ﻫﻢ؟! ﻗﺎﻝ ﻭﺭﻗﺔ: ﻧﻌﻢ، ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺭﺟﻞ ﻗﻂ ﺑﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻋﻮﺩﻱ، ﻭﺇﻥ ﻳﺪﺭﻛﻨﻲ ﻳﻮﻣﻚ ﺃﻧﺼﺮﻙ ﻧﺼﺮا ﻣﺆﺯﺭا﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ. ✅،.

فلم تذكر عائشة أُمّ المُؤْمنِين، ما السورة التي نزلت حينها،. ولكن بجمع الأحاديث كلها مع بعضها، يتبين أنها كانت سورة المدثر،. ولا يوجد دليل أن سورة المزمل نزلت في مكة، إلا روايات تالفة ضعيفة، وسنأتي على تخريجها إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،.

أما التشابه في صدر السورتين،. فلا يلزم من ذلك أنهما نزلتا معاً أو حتى قريباً من بعض،. وهذا التشابه تجده في سورٍ كثيرة،. فمثلاً، أول سورة يونس،. ﴿الۤر تِلۡكَ ءَایَاتُ ٱلۡكِتَابِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [يونس 1]،.
ــ وأول سورة يوسف،. ﴿الۤر تِلۡكَ ءَایَاتُ ٱلۡكِتَابِ ٱلۡمُبِینِ﴾ [يوسف 1]،.
ــ وأول سورة لقمان،. ﴿الۤم ۝ تِلۡكَ ءَایَاتُ ٱلۡكِتَابِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [لقمان 1 - 2]،.
فهذا تشابه كبير جداً في مطلع هذه السور،. ولم يقل أحدٌ أنها نزلت معاً!،. فالتشابه لا يلزم منه تزامن النزول،.

ــــ أين الاثبات أن سورة المزمل سورة مكية؟!،. وأنها من أوائل السور؟!،.

قالوا بأن المزمل سورة مكية،. بناء على حديثين، وكلاهما ضعيف، وهذا هو سند الحديثين،.

أخرج الطحاوي [تــ 321 ﮬ.] في (شرح مشكل الآثار) 1438 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ [ليس بحجة ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺯﻳﻦ [لا تقوم به حجة ❌]، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮاﺋﻲ [ثقة ثبت]، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ [مدلس، ولم يصرح بالسماع ❌]، ﻋﻦ ﺯﺭاﺭﺓ ﺑﻦ ﺃﻭﻓﻰ [ثقة يرسل]، ﺃﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ [ثقة]، ﺳﺄﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺧﺒﺮﻳﻨﺎ ﻋﻦ قيام ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻟﺖ: "ﺃﻟﺴﺖ ﺗﻘﺮﺃ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻤﺰﻣﻞ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻧﺰﻝ ﺃﻭﻝ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻔﺨﺖ ﺃﻗﺪاﻣﻬﻢ، ﻭﺣﺒﺴﺖ ﺧﺎﺗﻤﺘﻬﺎ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮا ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء، ﺛﻢ ﻧﺰﻟﺖ اﻟﺮﺧﺼﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻗﻴﺎﻡ اﻟﻠﻴﻞ ﺗﻄﻮﻋﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﻳﻀﺔ" ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ: ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: {ﻓﺎﻗﺮءﻭا ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ}،. [والحديث ضعيف ❌]،.

ــ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ اﻟﺜﻘﻔﻲ، ﻣﻘﺒﻮﻝ، ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ. (ﺑﺦ).
ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺣﺠﺔ.

ــ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺯﻳﻦ اﻟﺨﺰاﻋﻲ ﻣﻮﻻﻫﻢ، ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ، اﻟﺒﺼﺮﻱ، ﺻﺪﻭﻕ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺧﻄﺄ، ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ، ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭﻣﺌﺘﻴﻦ. (ﺗ). ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺣﺠﺔ.

وقال ابن كثير [تــ 774 ﮬ.] في تفسيره،. "سورة المزمل، وهي سورة مكية،. قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ [أحمد] بْنُ عَمْرٍو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّارُ [كثير الخطأ ❌]، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْوَاسِطِيُّ [صدوق، لا يحج به ❌]، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [وضَّاع كذَّاب ❌]، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ [بن عبدالله بن أبي نمر، صدوق يخطئ ❌]، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ [ضعيف منكر ❌]، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ فِي دَارِ النَّدْوَةِ فَقَالُوا: سَمُّوا هَذَا الرَّجُلَ اسْمًا تَصْدُرُ النَّاسُ عَنْهُ. فَقَالُوا: كَاهِنٌ. قَالُوا: لَيْسَ بِكَاهِنٍ. قَالُوا: مَجْنُونٌ قَالُوا: لَيْسَ بِمَجْنُونٍ. قَالُوا: سَاحِرٌ. قَالُوا: لَيْسَ بِسَاحِرٍ. فَتَفَرَّقَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى ذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَتَزَمَّلَ فِي ثِيَابِهِ وَتَدَثَّرَ فِيهَا. فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ".
ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ: مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَاحْتَمَلُوا حَدِيثَهُ، لَكِنْ تَفَرَّدَ بِأَحَادِيثَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا ❌،.

ــ علل الحديث،. ❌،.

- أَحْمَد بْن عمرو بْن عَبْد الخالق، أَبُو بَكْر العتكي، الْمَعْرُوف بالبزار،.
قَالَ الدارقطني: ثقة يخطئ كثيرا ويتّكل على حفظه.
وذكر الحاكم أَنَّهُ سمع الدارقطني يَقُولُ: أَحْمَد بْن عمرو بْن عَبْدالخالق، يخطئ فِي الإسناد والمتن، حدّث بالمسند بمصر حفظاً، ينظر فِي كتب الناس ويحدث من حفظه، ولم تكن معه كتب، فأخطأ فِي أحاديث كثيرة، يتكلمون فيه.
وجرحه أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النسائي.

- ﻣﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻮاﺳﻄﻲ، ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ، ﻭﻗﺪ ﺭﻣﻲ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ، ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ. (ﻗ). ﻛﺬاﺏ ﺧﺒﻴﺚ.
ﻗﺎﻝ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ: ﺿﻌﻴﻒ ﻛﺬاﺏ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ: ﻣﺘﺮﻭﻙ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻭﺫﻫﺐ اﺑﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ: ﺫاﻫﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺪﻗﻴﻘﻲ ﻳﺜﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺪﻱ: ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ.

- ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ، ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ، اﻟﻤﺪﻧﻲ، ﺃﻣﻪ ﺯﻳﻨﺐ بنت ﻋﻠﻲ، ﺻﺪﻭﻕ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻴﻦ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺗﻐﻴﺮ ﺑﺄﺧﺮﺓ، ﻣﻦ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ. (ﺑﺦ ﺩ ﺗ ﻗ).
ﺿﻌﻴﻒ.
ـ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﺑﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻻ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ. «اﻟﻀﻌﻔﺎء» للعقيلي 3/323.
ـ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺪﻭﺭﻱ، ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ: ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ، ﺿﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮﻩ. «اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ» 5/154.
ـ ﻭﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: اﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ، ﻣﻨﻜﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ. «ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﻜﻤﺎﻝ» 16/82.
ـ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ: ﺿﻌﻴﻒ. «ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﻜﻤﺎﻝ» 16/84.
ـ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ، ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﻲ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻴﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻱ، ﻭﻻ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ، ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺑﻦ ﻧﺠﻴﺢ. «اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ» 5/154.
ـ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ: اﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻱ. «اﻟﻌﻠﻞ» (7).
- ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻫﻮ ﻗﺪﻳﻢ، ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺃﻡ ﻻ. «ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻋﻠﻞ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ اﻟﻜﺒﻴﺮ».

الحديث موضوع ❌،. وفيه خمسة علل،. والصحيح هو ما ورد عن جابر الذي في الصحيحين (في بداية المقال)، وفيها أن سورة المدثر هي التي نزلت في بداية البعثة،. ولا يوجد أي رواية صحيحة تثبت أن سورة المزمل نزلت في بداية البعثة، ولا يوجد دليلٌ أنها نزلت مع سورة المدثر،. لا في الصحاح ولا السنن ولا المسانيد، لا يوجد شيءٌ يثبت أن سورة المزمل قد نزلت في مكة أساساً، وأنها من أوائل السور،. إلا ما أوردته بعض التفاسير من أباطيل كما سبق،. والمصيبة أن المفسرين كلهم يبنون على هذه الرواية السابقة،.

قال ابن عاشور مثلاً في التحرير والتنوير،. "وهَذا التَّزَمُّلُ الَّذِي أشارَتْ إلَيْهِ الآيَةُ قالَ الزُّهْرِيُّ وجُمْهُورُ المُفَسِّرِينَ: إنَّهُ التَّزَمُّلُ الَّذِي جَرى في قَوْلِ النَّبِيءِ ﷺ ”زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي“ حِينَ نَزَلَ مِن غارِ حِراءَ بَعْدَ أنْ نَزَلَ عَلَيْهِ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق 1]، كَما في حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عائِشَةَ في كِتابِ بَدْءِ الوَحْيِ مِن صَحِيحِ البُخارِيِّ *((((وإنْ لَمْ يُذْكَرْ في ذَلِكَ الحَدِيثِ نُزُولُ هَذِهِ السُّورَةِ حِينَئِذٍ،))))* وعَلَيْهِ فَهو حَقِيقَةٌ. [!! 😳!! ❌]،. وقِيلَ هو ما في حَدِيثِ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قالَ: «لَمّا اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ في دارِ النَّدْوَةِ فَقالُوا: سَمُّوا هَذا الرَّجُلَ اسْمًا تَصْدُرُ النّاسُ عَنْهُ - أيْ: صِفُوهُ وصْفًا تَتَّفِقُ عَلَيْهِ النّاسُ - فَقالُوا: كاهِنٌ، وقالُوا: مَجْنُونٌ، وقالُوا: ساحِرٌ، فَصَدَرَ المُشْرِكُونَ عَلى وصْفِهِ بِـ (ساحِرٍ) فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيءَ ﷺ فَحَزِنَ وتَزَمَّلَ في ثِيابِهِ وتَدَثَّرَ، فَأتاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ ﴿يا أيُّها المُزَّمِّلُ﴾، ﴿يا أيُّها المُدَّثِّرُ﴾ [حديثٌ موضوع ❌]، وسَيَأْتِي في سُورَةِ المُدَّثِّرِ: أنَّ سَبَبَ نُزُولِها رُؤْيَتُهُ المَلَكَ جالِسًا عَلى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ فَرَجَعَ إلى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤادُهُ فَقالَ ”دَثِّرُونِي“ *((فَيَتَعَيَّنُ أنَّ سَبَبَ نِدائِهِ بِـ ﴿يا أيُّها المُزَّمِّلُ﴾ كانَ عِنْدَ قَوْلِهِ ”زَمِّلُونِي“))* فَذَلِكَ عِنْدَما اغْتَمَّ مِن وصْفِ المُشْرِكِينَ إيّاهُ بِالجُنُونِ وأنَّ ذَلِكَ غَيْرُ سَبَبِ نِدائِهِ بِـ ﴿يا أيُّها المُدَّثِّرُ﴾ في سُورَةِ المُدَّثِّرِ." إﮬ.

ــــ الخلاصة،.. بعد التحقيق في الآثار، وجدنا البرهان أن سورة المدثر وحدها التي كانت من أوائل السور التي نزلت على النّبي ﷺ وليست سورة المزمل،. ولن نستخدم هذا العلم للناسخ والمنسوخ [بل سنستخدمه لإبطال منظومة الناسخ والمنسوخ كلها]،. فنحن قد دخلنا في السِلم كافة،. وآمنّا بأن كل آيات القُرآن حقٌ موجبة العمل، كلٌ من عند ربنا،. وندعوا الله ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا،. فالذين زاغت قلوبهم قد صدّوا الناس عن بعض ما أنزل الله،. وكان يهمهم معرفة المتقدم من المتأخر ليركلوا كلام الله المتقدّم ويفسدوه ويبطلوه بالمتأخر، وطالما كان هذا همهم، فنحاججهم بما يدينون به،. ونثبت لهم بالبرهان أنهم مخطؤون ضالّون،. وأن السورة ليست مكية [انقلعوا، ما عندكم دليل]،.

ــــــــ كيف نفهم آيات سورة المزمل؟!،. وهل هي متعارضة؟!،.

ــ لا يوجد بينها تعارضاً أبدا،. وشبهة التعارض والاختلاف، ليست إلا سوء فهمٍ [وحَوَلٌ] من النُساخ،. ولو تدبروا الآيات لما وجدوا فيها حاذفاً ولا محذوفاً،.

قال اْلله في أول سورة المزمل،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ ۝ قُمِ ٱلَّیۡلَ إِلَّا قَلِیلࣰا ۝ نِّصۡفَهُ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا ۝ أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِیلًا﴾ [المزمل 1 - 4]،.

كان الخطاب فيها موجهاً للنّبي ﷺ وحده،. وليس للناس أجمعين،. والسورة قد نزلت ((بعد فرض الصلاة المكتوبة))،. وبعد الزكاة، وبعد الاذن بالقتال،. وهذه كلها نزلت في المدينة وليست في مكة،. ((رغم أنه لا يهم المؤمن أهي مكية أم مدنية، ولكننا في معرض محاججة للخصم، فنستخدم أدواته لتجريده وسلخه))، فبالأدلة السابقة،. تبين أنها مدنية،. خاصة أنها تتكلم عن صلاة القيام وصلاة القيام نافلة،.. وليست مكتوبة مفروضة،. قال اْلله،. ﴿أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّیۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودࣰا ۝ ((وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِ نَافِلَةࣰ لَّكَ)) عَسَىٰۤ أَن یَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامࣰا مَّحۡمُودࣰا﴾ [الإسراء 78 - 79]،.

فصلاة الليل نافلة،. وكلمة (نافلة) تعني الزيادة،.
ــ قال اْلله،. ﴿وَوَهَبۡنَا لَهُ إِسۡحَاقَ ((وَیَعۡقُوبَ نَافِلَةࣰ)) وَكُلࣰّا جَعَلۡنَا صَالِحِینَ﴾ [الأنبياء 72]،. أي وهبنا لك يعقوب زيادة بعد إسحاق،.
ــ والأنفال [وهي غنائم الحرب]،. وسميت بالأنفال لأنها زيادة عن الغنائم،. فالغنائم كل شيءٍ يناله المنتصر بعد المعركة،. وفيها تقسيم للراجل والفارس، بعد خمسٍ لله وللرسول ﷺ،. ثم تفضل منها فضلاً، تسمى [أنفالاً]، لأنها زيادة،.

فالزيادة [النافلة] تكون على أصلٍ موجود قبله،. فلا يمكن للنافلة أن تُكتب من غير وجود أصلٍ قبلها، ثم تكون بعدها النافلة، زيادةً على الأصل،. فأين الأصل في قضيتنا؟!،. كيف يؤمر النّبي ﷺ بالزيادة [صلاة الليل النافلة] دون أن يكون الأصل موجوداً مسبقاً؟!،.

من هذا تفهم، أن صلاة الليل كُتبت بعد الصلوات الخمس المفروضة،. وليست قبلها،. وبالنظر لوقت كتابة الصلوات الخمس المفروضة،. تجدها كانت في نهاية الفترة المكية [في رحلة العروج للسماء]،. فبالتالي، سورة المزمل نزلت بعدها، أي في المدينة قطعاً، ولم تنزل في مكة،. لهذه الأسباب مجتمعة،.
ــ الصلاة المكتوبة كانت قبل النافلة،.
ــ القتال كُتب عليهم في المدينة،.
ــ الزكاة فُرضت عليهم في المدينة،.
ــ لم تصح الروايات في مكيتها،.

فسورة المزمل، سورة مدنية بجدارة،. وكل ذلك بالبراهين،.

ــ في بداية السورة، أمر الله النّبي ﷺ وحده بقيام الليل،. ولم تكن للصحابة، ولكن الصحابة كانوا يحبون التأسي بالنبي ﷺ في كل شيء،. حتى فيما يشق عليهم،. وإن لم يكن مكتوباً عليهم،. فمثلاً، صام النّبي ﷺ يومين متواصلين، فتأسى به بعض الصحابة،. فردها عليهم ونهاهم عن الوصال،. وبيَّن لهم أن هذه تخصه هو وحده،.

ــ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ ﴿ﻧﻬﺎﻫﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻋﻦ اﻟﻮﺻﺎﻝ، ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻬﻢ﴾ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﺇﻧﻚ ﺗﻮاﺻﻞ. ﻗﺎﻝ ﴿ﺇﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻛﻬﻴﺌﺘﻜﻢ، ﺇﻧﻲ ﻳﻄﻌﻤﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﻭﻳﺴﻘﻴﻨﻲ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ. ✅،.

ــ ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﴿ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭاﻟﻮﺻﺎﻝ، ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭاﻟﻮﺻﺎﻝ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻮاﺻﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻛﻬﻴﺌﺘﻜﻢ، ﺇﻧﻲ ﺃﺑﻴﺖ ﻳﻄﻌﻤﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﻭﻳﺴﻘﻴﻨﻲ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

وهكذا الصحابة في جل أعمالهم ((يحبون التأسي بالنبي ﷺ))،. خاصةً في الصلاة،. فكان *((بعضهم، طائفة منهم))* يصلون بصلاة النّبي ﷺ،. من أنفسهم، ولم يلزمهم به الله،.

وهذه السورة [سورة المزمل] لم تنزل في مكة، بل نزلت في المدينة كما بينا سابقا بالأدلة،. من [فرض الزكاة والإذن بالقتال وغيرها]،. هذه كلها لم تكن في العهد المكي، إنما في العهد المدني،.

ــــــ وفعلاً، في المدينة حصل التالي،..

ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ؛ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ،. ﴿ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺣﺼﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺠﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ [أي يتخذه حجرة] ﻓﻴﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ، *((ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺑﺼﻼﺗﻪ، ﻭﻳﺒﺴﻄﻪ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺜﺎﺑﻮا ﺫاﺕ ﻟﻴﻠﺔ))* ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ، ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﻄﻴﻘﻮﻥ، ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻠﻮا، ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺐ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﻭﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻗﻞ﴾ ﻭﻛﺎﻥ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﺇﺫا ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻤﻼ ﺃﺛﺒﺘﻮه﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

ــ ﻋﻦ ﺑﺴﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،. ﴿ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ اﺗﺨﺬ ﺣﺠﺮﺓ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻣﻦ ﺣﺼﻴﺮ، ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻟﻴﺎﻟﻲ، *((ﺣﺘﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺎﺱ، ﺛﻢ ﻓﻘﺪﻭا ﺻﻮﺗﻪ، ﻓﻈﻨﻮا ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺎﻡ، ﻓﺠﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﻨﺤﻨﺢ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ))* ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯاﻝ ﺑﻜﻢ اﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻌﻜﻢ، ﺣﺘﻰ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﻟﻮ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻗﻤﺘﻢ ﺑﻪ، ﻓﺼﻠﻮا ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﺇﻻ اﻟﺼﻼﺓ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ﴾،.
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ،. ﴿ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﺗﺨﺬ ﺣﺠﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺴﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺣﺼﻴﺮ، ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، *((ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ، ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻬﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻌﺪ))* ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻌﻜﻢ، ﻓﺼﻠﻮا ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼﺓ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﺇﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ﴾،.
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ. ✅،.

ــ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ: "ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ، ﻭﺟﺪاﺭ اﻟﺤﺠﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮ، *((ﻓﺮﺃﻯ اﻟﻨﺎﺱ ﺷﺨﺺ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻓﻘﺎﻡ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺑﺼﻼﺗﻪ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻮا ﻓﺘﺤﺪﺛﻮا ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻌﻪ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺑﺼﻼﺗﻪ، ﺻﻨﻌﻮا ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ))* ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﺲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺻﻼﺓ اﻟﻠﻴﻞ".
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ. ✅،.

ــ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ،. ﴿ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺻﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺫاﺕ ﻟﻴﻠﺔ، *((ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﻧﺎﺱ، ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻓﻜﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ، ﺛﻢ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻭ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ))* ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺘﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻜﻢ". ﻗﺎﻝ: ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ.
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

بعض الصحابة [وليسوا كلهم] صلوا بصلاة النبي ﷺ من أنفسهم، لم يأمرهم الله بذلك، ولا النّبي ﷺ أمرهم بذلك،. إنما الأمر في أول السورة كان للنّبي ﷺ خاصةً، وليس لبقية الأمة،. ولو قرأت سياق الآيات، لوجدتها فعلاً كلها خاصة بالنبي ﷺ،. قال اْلله بعد الأمر بقيام الليل،. ﴿إِنَّا سَنُلۡقِي *((عَلَیۡكَ))* قَوۡلࣰا ثَقِیلًا ۝ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّیۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـࣰٔا وَأَقۡوَمُ قِیلًا ۝ *((إِنَّ لَكَ))* فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحࣰا طَوِیلࣰا ۝ *((وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ))* وَتَبَتَّلۡ إِلَیۡهِ تَبۡتِیلࣰا ۝ رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ *((فَٱتَّخِذۡهُ وَكِیلࣰا))* ۝ *((وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ))* هَجۡرࣰا جَمِیلࣰا﴾ [المزمل 5 - 10]،.

فالخطاب للنّبي ﷺ وحده، وليس للأمة كلها، والله لا يريد أن يشق على الأمة فيلزمهم بما ألزم به النّبي ﷺ،. فالله يريد بنا اليسر، لا يريد العسر،. قال في الصيام،. *﴿.. یُرِیدُ ٱللهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ..﴾* [البقرة 185]،.
ــ وقال في الطهور والتيمم،. ﴿... *((مَا یُرِیدُ ٱللهُ لِیَجۡعَلَ عَلَیۡكُم مِّنۡ حَرَجࣲ))* وَلَكِن یُرِیدُ لِیُطَهِّرَكُمۡ وَلِیُتِمَّ نِعۡمَتَهُ عَلَیۡكُمۡ...﴾ [المائدة 6]،.
ــ وقال بشكل عام،. *﴿((یُرِیدُ ٱللهُ أَن یُخَفِّفَ عَنكُمۡ))* وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَانُ ضَعِیفࣰا﴾ [النساء 28]،.
ــ وقال عن الدين عموماً،. ﴿وَجَاهِدُوا۟ فِي ٱللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجۡتَبَاكُمۡ *((وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِي ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲ))* مِّلَّةَ أَبِیكُمۡ إِبۡرَاهِیمَ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِي هَذَا..﴾ [الحج 78]،.

ولم يعط الله الناس ما أعطاه للنّبي ﷺ حتى يكلفهم بما كلف به النّبي ﷺ،. فكان مما أعطاه اللّٰه أن قلبه لا ينام، ولو نامت عينيه،.

ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ؟ ﻗﺎﻟﺖ،. ﴿ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ، ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ، ﻳﺼﻠﻲ ﺃﺭﺑﻌﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﻞ ﻋﻦ ﺣﺴﻨﻬﻦ ﻭﻃﻮﻟﻬﻦ، ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﺭﺑﻌﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﻞ ﻋﻦ ﺣﺴﻨﻬﻦ ﻭﻃﻮﻟﻬﻦ، ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﺛﻼﺛﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﺗﻨﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺗﺮ؟ ﻓﻘﺎﻝ: *((ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺇﻥ ﻋﻴﻨﻰ ﺗﻨﺎﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﻗﻠﺒﻲ))﴾*.
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

ــ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﻼﻗﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﻳﻘﻮﻝ،. *﴿((ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﺼﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻡ ﻗﺪﻣﺎﻩ))* ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻚ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﻼ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﺒﺪاً ﺷﻜﻮﺭاً﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

ومن رِفق النّبي ﷺ بأﻣﺘﻪ، ﻟﺌﻼ ﻳُﻘﺘﺪﻯ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻴﺜﻘُﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ، صام ﻭﺃﻓﻄﺮ، ﻭﻗﺎﻡ ﻭﻧﺎﻡ ﷺ،.

ــ ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ، ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﻧﺴﺎ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻳﻘﻮﻝ،. ﴿ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﻔﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﻮﻡ ﻣﻨﻪ، ﻭﻳﺼﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻄﺮ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ، *((ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺗﺸﺎء ﺗﺮاﻩ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻣﺼﻠﻴﺎ ﺇﻻ ﺭﺃﻳﺘﻪ، ﻭﻻ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﺇﻻ ﺭﺃﻳﺘﻪ))﴾،.*
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

كانت صلاة القيام على النّبي ﷺ لأن اللّٰه كلفه بها،. ولم يكلف الناس بذلك، ولا يريد أن يشق عليهم،. ولكن بعض الناس لحبهم لنبيهم عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم،. كانوا يصلون خلفه تأسياً بصلاته،. فأنزل الله آخر آية من سورة المزمل،. ليبين لهم أنهم لن يحصوا تقسيمات الليل من نصفٍ وثلثٍ وثلثين، وأنه ليس عليهم هذا الأمر،. بل على النّبي ﷺ وحده،. حتى لا يتكلفوا ويشقوا على أنفسهم،.

قال اْلله،. ﴿إِنَّ رَبَّكَ یَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَي ٱلَّیۡلِ وَنِصۡفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَاۤئفَةࣱ مِّنَ ٱلَّذِینَ مَعَكَ...﴾ [المزمل 20]،.

قال الله ﴿وَطَاۤئفَةࣱ مِّنَ ٱلَّذِینَ مَعَكَ﴾،. لأن (بعض) الصحابة صلى بصلاته، وليس كل الصحابة،. ولو كان أمراً لجميع الناس، لما تخلف عن الصلاة أحد من الصحابة،. ولكن الأمر لم يكن للناس أساساً، بل كان للنّبي ﷺ حصراً،.

فمن كلمة الله،. ﴿إِنَّ رَبَّكَ یَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ،... وَطَاۤئفَةࣱ مِّنَ ٱلَّذِینَ مَعَكَ...﴾ [المزمل 20]،. تفهم منها أنها كانت صلاة القيام، (قام بها النبي ﷺ،. ومعه طائفة من الصحابة) خلف النّبي ﷺ وليس كل الصحابة،.

قال ٱلله،. ﴿وَإِذَا كُنتَ فِیهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ *((فَلۡتَقُمۡ طَاۤئفَةࣱ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡیَأۡخُذُوۤا۟ أَسۡلِحَتَهُمۡ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلۡیَكُونُوا۟ مِن وَرَاۤئكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَاۤئفَةٌ أُخۡرَىٰ))* لَمۡ یُصَلُّوا۟ فَلۡیُصَلُّوا۟ مَعَكَ..﴾ [النساء 102]،.

وقال عن المنافقين وهم قلة قليلة،. ﴿وَیَقُولُونَ طَاعَةࣱ فَإِذَا بَرَزُوا۟ مِنۡ عِندِكَ *((بَیَّتَ طَاۤئفَةࣱ مِّنۡهُمۡ غَیۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُ))* وَٱللهُ یَكۡتُبُ مَا یُبَیِّتُونَ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللهِ وَكَفَىٰ بِٱللهِ وَكِیلًا﴾ [النساء 81]،. فالطائفة الفئة القليلة،.

والكلام في السورة عن قيام الليل،. ولو نظرت للأحاديث، لن تجد أنها حصلت ((إلا في رمضان، في ثلاثة ليال منها فقط)) كما ورد في الأحاديث السابقة،. وحين قاموا معه للصلاة خلفه،. [وهذه لم تحصل إلا لمدة يومين أو ثلاثة]،. نهاهم عن ذلك، وأمرهم النّبي ﷺ بالصلاة في بيوتهم حتى لا تُكتب عليهم فيشق ذلك على الأمة كلها،. وهذا البيان جاء في الآية نفسها،. قال اْلله،. ﴿..وَٱللهُ یُقَدِّرُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ، عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ، فَتَابَ عَلَیۡكُمۡ..﴾ [المزمل 20]،.

فالقضية كلها أن الله بيّن لهم أن هذه الصلاة ليست بملزمة عليكم،. إنما هي على النّبي ﷺ وحده،. فلا تتكلفوا ما لم يأمركم الله به،. ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ،. ﴿ﻧﻬﻴﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻜﻠﻒ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ،. ✅،.

وكانت صلاة النّبي ﷺ فعلاً طويلة، ستشق على الناس لو كتبت عليهم،.

ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ؟ ﻗﺎﻟﺖ: "ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ، ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ، ﻳﺼﻠﻲ ﺃﺭﺑﻌﺎ *((ﻓﻼ ﺗﺴﻞ ﻋﻦ ﺣﺴﻨﻬﻦ ﻭﻃﻮﻟﻬﻦ، ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﺭﺑﻌﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﻞ ﻋﻦ ﺣﺴﻨﻬﻦ ﻭﻃﻮﻟﻬﻦ))* ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﺛﻼﺛﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﺗﻨﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺗﺮ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺇﻥ ﻋﻴﻨﻰ ﺗﻨﺎﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﻗﻠﺒﻲ".
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

فأمرهم الله بما كتبه عليهم من قراءة ٱلۡقُرآن والصلاة المفروضة والزكاة،. وهذه من أيسر العبادات، ثم من شاء أن يتطوع فله ذلك،. ولكنه ليس بمُلزَم به، ولم يأمره الله إلا باليسير،. ﴿..فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ، عَلِمَ أَن سَیَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ یَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ یَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللهِ وَءَاخَرُونَ یُقَاتِلُونَ فِي سَبِیلِ ٱللهِ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنۡهُ، وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ، وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ، وَأَقۡرِضُوا۟ ٱللهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا، وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللهِ هُوَ خَیۡرࣰا وَأَعۡظَمَ أَجۡرࣰا، وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ ٱللهَ إِنَّ ٱللهَ غَفُورࣱ رَّحِیمُ﴾ [المزمل 20]،.

فليس في السورة آيةٌ نَسخَت وألغت حكماً سابقاً من الله،. كل ما في الأمر أن بعض الصحابة تكلفوا بما ليس عليهم، فصوّب الله لهم، وبين لهم أنه لم يأمرهم به، فلم يكتب عليهم هذا العمل،. إنما كتب عليهم الصلاة المكتوبة،. وهذا عين ما قاله النّبي ﷺ لهم كما سبق،. ﴿..ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻌﻜﻢ، ﻓﺼﻠﻮا ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، *((ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼﺓ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﺇﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ))﴾،.* وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ،.

نهاية الجزء الحادي والعشرون،.

رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

بڪيبـورد، محسن الغيثـي،.


ليست هناك تعليقات: