الجمعة، 17 فبراير 2023

مناسيخ سخيفة،. [23] ✅،. ورؤيا إبراهيم

مناسيخ سخيفة،. [23] ✅،. ورؤيا إبراهيم،.

آيات محكمة، وواضحة، وجلية، قالوا عنها منسوخة،. ويليها قضية النسخ في رؤيا إبراهيم ﷺ،.

01 ــــــ الاخلاص لله ونبذ الشرك،. منسوخ!،.
02 ــــــ بر الوالدين الكافرين، منسوخ!،.
03 ــــــ نكاح الكتابية/المشركة منسوخ!،.
04 ــــــ مشيئة الله في العطاء منسوخة!،.
05 ــــــ صلاة الخوف، منسوخة؟!،.
06 ــــــ تقوى الله حق تقاته!،.
07 ــــــ جدال أهل الكتاب، منسوخ!!،.
08 ــــــ توبة القاتل، منسوخة!،.
09 ــــــ الاستئذان لدخول البيوت منسوخ،.
10 ــــــ استغفار الملائكة، منسوخ!،.
11 ــــــ ليس للإنسان إلا ما سعى، منسوخ!،.
12 ــــــ الاستغفار للمشركين، منسوخ!،.
13 ــــــ الوعيد لمن أضاع الصلاة، منسوخ!،.
14 ــــــ الوعيد لمن كتم ما أنزل الله، منسوخ!،.
15 ــــــ تمني الموت، منسوخ!،.
16 ــــــ آية التكنيز، منسوخة!،.
17 ــــــ آية استئذان النّبي ﷺ للمنافقين،.
18 ــــــ آية الحل والتحريم،.
19 ــــــ التخيير بين الحكم أو الإعراض،.
20 ــــــ في مغفرة ما تأخر من ذنب النّبي ﷺ!!،.
21 ــــــ النّبي ﷺ يسأل الأموال!!!!،.
22 ــــــ تقسيم الأنفال، منسوخ!،.
23 ــــــ تقسيم الغنائم، منسوخ!،.
24 ــــــ النهي عن الأسر، منسوخ!،.
25 ــــــ كل من عند الله،. والسيئة من نفسك!،.
26 ــــــ أحلت الغنائم للنبي ﷺ، ولم تحل لمن قبله!،.
27 ــــــ الإشهاد عند البيع في آية الدين، منسوخ!،.
28 ــــــ النفير للجهاد!،.
29 ــــــ الحر بالحر والعبد بالعبد، منسوخة!،.
30 ــــــ ذبح إبراهيم لابنه،. قد نُسخ!،.

هذا القسم لتبيان حالات النسخ التي قال بها داجنٌ (شبيه بالداجن الذي نسخ آية الرجم والرضعات، أقصد أكلها)،. أو بمعنى أصح،. هذا القسم لتبيان حالات النسخ التي قام بها تيسٌ غبيٌ سفيهٌ مغفلٌ عاجزٌ قليلُ الفهمِ ضعيف اللسان، بطيء الاستيعاب، متدنِ الــ [IQ]، جانٍ معتدٍ على كتاب الله، خبيثٌ مجرمٌ، شطب منه آياتٍ بغبائه المركّب، عجز عن الجمع والتوفيق بين الآيات فحكم عليها بالإبطال والإلغاء [هذه منسوخة]،. ثم جاء أتباعه من القطيع الأليف، الإمّعات الذين يحبون أن يسموا أنفسهم مقلدة،. [ولا فرق بين مقلدٍ وبهيمة كما قال شيخهم ابن عبدالبر،. سُبْحَانَ اللّٰه، التابع بهيمة، والمتبوع داجنٌ بهيمة، توافقٌ عجيب] فانبهروا مما قاله العالم الجاني،. فقالوا يا الله 🥹، سُبْحَانَ اللّٰه،. إي والله، صح 🥹، طلعت منسوخة فعلاً!!،. هذا العالم ذكي جداً!!!،. كيف استطاع اكتشاف التناقض الخفي بين الآيات،.. يا له من عالِمٌ مبهرٌ فطنٌ ذكي،. يستخرج الأخطاء والمخالفات والتعارضات في ٱلۡقُرآن، هذا يجب أن نسميه شيخ الإسلام أو الموقّع على العالمين!! [رغم أن هذا أساساً عمل الملحدين، هم الذين يبحثون عن التناقضات في ٱلۡقُرآن!]،.

في بعض هذه الآيات استثناء وفي بعضها تقييد، وفي بعضها تخصيص لعام،. وبعضها آيات متشابهاتٌ تشرح بعضها وتفسّرها وتوضّحها، ولكن لأنها متشابهة فاختلطت عليهم، فذهب الأغبياء من الأكابر الكبراء¹ البُعَداء للشطب والنسخ، ولو أنهم جمعوها مع بعض، لتبيّن لهم أن الآية الأخرى مفسرة للأولى، ولعلموا أنه ليس فيها اختلافاً ولا تعارضاً، فلا نسخ ولا إبطال،. وليعلم القارئ أن هذه الآيات (والتي قبلها) لم يتفقوا جميعهم على نسخها، ولكنه مدوّن عندهم، فبعضهم ينسخ وبعضهم يرفض النسخ،. ولكن لا يوجد شخص واحد يرد جميع مزاعم النسخ،.

¹ تسميتي لهؤلاء المفسدين، الموصوفون بالعلماء أنهم [أكابر وكبراء]، مبنيٌ على قول الله،. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلۡنَا فِي كُلِّ قَرۡیَةٍ ((أَكَابِرَ)) مُجۡرِمِیهَا لِیَمۡكُرُوا۟ فِیهَا وَمَا یَمۡكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ﴾ [الأنعام 123]،.
ــ وعلى قول الله،. ﴿وَقَالُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّاۤ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا ((وَكُبَرَاۤءَنَا)) فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِیلَا۠﴾ [الأحزاب 67]،.
فهؤلاء أئمة الضلالة، علماء السوء،. أكابر وكبراء، مجرمون بحق،.

ــــ طريقة عرضي لمناسيخ المجرمين،.
سأضع أولاً الآية التي زعموا أنها منسوخة، ثم أضع الآية الناسخة، ثم الرد،. وأحياناً لا أرد بسبب سخافة القول بالنسخ في بعض هذه المزاعم، إنما أكتفي بالضحك على تفاهة وسخافة عقول هؤلاء المجرمين،.

ــــ ملاحظة،. قد يستغرب (أتباع الشيوخ) جداً من بعض مزاعم النسخ، ويقول في نفسه "مستحيل، لا يعقل أن يقول عالم بأن هذه الآية منسوخة بتلك" وهذا التكذيب والامتعاض لأنه يقرء مقالاً يكرهه،. يقرء مقالاً يرد على شيوخه الذين ألبسهم لباس العصمة من الزلل، لهذا يظن أني أفتري عليهم لأنه [لا يعرفني]،. ولأجل هذا،. لن أذكر القائلين بالنسخ فيها لأتركه في كمد فوق كمد،. تركت ذكر شيوخه ليرجع هو بنفسه لمصادره ويتأكد منها ويزداد كمداً،. والمصادر هي كتب النسخ كلها على اختلاف ما فيها [القديمة والجديدة]،. ولو قرأ السلفي كتب النسخ، فوجدهم نسخوها هناك، لربما خضع لقول الشيخ ورضي به،. لأن النَّاسخ [عالمٌ]،. وأنه يفهم ويعرف،. فوجب الانبهار بما قال "مع ترديد سُبْحَانَ اللّٰه 🥹 بالمد اللازم، ست حركات" ثم الخضوع والاقرار لما قال،.

ــــــــــــــــــــ مناسيخ سخيفة،.

01 ــــ الاخلاص لله ونبذ الشرك،. منسوخ!،.
قال اْلله،. ﴿إِنَّ اللهَ *((لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ))* وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء 48]،. قالوا بأن هذه منسوخة بآية وحديث صحيح،.. والذي دفعهم للقول بالتعارض ثم النسخ، هو قولهم أن الظلم شرك،. بدليل قول الله،. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا *((وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ))* أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [اﻷنعام 82]،.
ــ وعن عبد الله بن مسعود، قال "لما نزلت ﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾،. قال أصحاب النبي ﷺ: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟‍ فنزلت ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ *((لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ))﴾* [لقمان 13]﴾" أخرجه الطيالسي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن حبان، وغيرهم. ✅،.
ــ فــ ثبت لديهم، أن الشرك ظلم، فــقالوا،. الآية الأولى [آية النساء (لا يغفر أن يشرك به)] نُسخت بــ،. ﴿وَیَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّیِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَاتُ *((وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةࣲ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡ))* وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الرعد 6]!!،.
❊ الرد : هذه هي السفاهة في أوْجها، وهذا هو الحمق في أعلى درجاته،. وهذه هي الحقارة والدناءة في أحسن صورها،. فالقوم ظنوا أن كلّ ظلمٍ شرك،. ولْاحَوْلَ ولاْ قُوّةَ إِلاّ بِاْلله،. الحق،. أن كل شركٍ ظلم، وليس كل ظلمٍ شرك [فالظلم يقع بين الأصحاب والشركاء والاخوان والأزواج وهو ليس بشرك]،. أما الشرك بالله، فهو ظلم كما قال ٱلله جلياً،. ولا تناقض ولا نسخ بين الآيات،. ولم أتوقع يوماً أن ينسخ الشيوخ آية الشرك، هذه الآية العظيمة التي تعتبر رأساً في الدين وأساساً فيه،. نسخوها!!،. فماذا سيُبقون لما هو دون الشرك والاخلاص لله؟!،. نعوذ بالله منهم،.

02 ــــ بر الوالدين الكافرين، منسوخ!،.
قال اْلله،. ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَالِدَیۡنِ إِحۡسَانًا إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا ۝ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ *((وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا))* كَمَا رَبَّیَانِي صَغِیرࣰا﴾ [الإسراء 23 - 24]،.
قالوا هذه منسوخة،.. والآية الناسخة هي،. ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيّ *((وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِي قُرۡبَىٰ))* مِنۢ بَعۡدِ مَا ((تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَابُ ٱلۡجَحِیمِ)) ۝ وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَاهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةࣲ وَعَدَهَاۤ إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوࣱّ للهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُ إِنَّ إِبۡرَاهِیمَ لَأَوَّاهٌ حَلِیمࣱ﴾ [التوبة 113 - 114]،.
❊ الرد : مَاْ شَٰاْءَ اللّٰه،. بعد أن نسخوا آية الشرك، الآن جاء دور بر الوالدين،. وهكذا نزولاً، حتى ينسخوا الدين كله،. من أعلاه لأدناه،. حتى يكون لا بأس على الرجل أن يشرك بالله، ويعق والديه الكفار، بل ويقتلهما،... كما جوّز ذلك شيخ إسلامهم،.
ــ الآيتان لا تتعارضان ليقال بأن الأولى منسوخة، الأولى تأمرك ببرهما والإحسان إليهما والدعاء لهما بالرحمة كما ربوك برحمة، والأخرى تنهاك عن طلب المغفرة بعد أن يتبين لك أنهما ماتا على الشرك،.

03 ــــ نكاح الكتابية/المشركة منسوخ!،.
قال ٱلله،. *﴿((وَلَا تَنكِحُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكَاتِ حَتَّىٰ یُؤۡمِنَّ))*، وَلَأَمَةࣱ مُّؤۡمِنَةٌ خَیۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكَةࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ، وَلَا تُنكِحُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ حَتَّىٰ یُؤۡمِنُوا۟، وَلَعَبۡدࣱ مُّؤۡمِنٌ خَیۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡ أُو۟لَئكَ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللهُ یَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِ وَیُبَیِّنُ ءَایَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ﴾ [البقرة 221]،.
قالوا أنها منسوخة بآية المائدة،. ﴿ٱلۡیَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّیِّبَاتُ وَطَعَامُ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ حِلࣱّ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلࣱّ لَّهُمۡ وَٱلۡمُحۡصَنَاتُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَاتِ *((وَٱلۡمُحۡصَنَاتُ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ مِن قَبۡلِكُمۡ إِذَاۤ ءَاتَیۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحۡصِنِینَ غَیۡرَ مُسَافِحِینَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخۡدَانࣲ))..﴾* [المائدة 5]،.
فقالوا بأن الآية أباحت الكتابية، وقد تكون هذه الكتابية نصرانية وهي مشركة بقولها أن الله ثالث ثلاثة [وجاؤوا برواية لابن عمر يقول فيها عن فعل الكتابية أنه شرك، والرواية لا تصح]،.
❊ الرد : الأمر ليس نسخاً، ولا تخصيصاً ولا استثناءً،. ولا تقييداً لمطلق ولا تعارض بينهما أبداً،. فالآية الأولى عن المشركات، والثانية عن الذين أوتوا الكتاب من قبلنا،. فبالرُغم أن الله يعلم أن النصارى يشركون بالله،. فهو أساساً من قال أنهم يقولون أن عيسى ولد الله [تعالى ربنا]،. وهو الذي أخبرنا أن النصارى اتخذوا عيسى وأمه إلهين من دونه،. وقد سَأل عيسى عنها،. فالله يعلم عن الشرك الذي عندهم،. وبالرّغم من ذلك، لم يسميهم مشركين، وفرّق بينهم وبين المشركين في عدة آيات، فالله يسميهم بأهل الكتاب ويفرّق بينهم وبين المشركين،.
ــ قال الله،. ﴿مَّا یَوَدُّ *((ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَابِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِینَ))* أَن یُنَزَّلَ عَلَیۡكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ...﴾ [البقرة 105]،.
ــ وقال كذلك،. ﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِي أَمۡوَالِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ *((مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟))* أَذࣰى كَثِیرࣰا وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [آل عمران 186]
وقال كذلك،. ﴿لَمۡ یَكُنِ *((ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَابِ وَٱلۡمُشۡرِكِینَ))* مُنفَكِّینَ حَتَّىٰ تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡبَیِّنَةُ﴾ [البينة 1]،.
ــ وقال،. ﴿إِنَّ *((ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَابِ وَٱلۡمُشۡرِكِینَ))* فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَاۤ أُو۟لَئكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِیَّةِ﴾ [البينة 6]،.
ــ وقال،. ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ *((ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟))*، وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ((ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّا نَصَارَىٰ))*، ذَلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّیسِینَ وَرُهۡبَانࣰا وَأَنَّهُمۡ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [المائدة 82]،.
ــ وقولهم أن الله ثالث ثلاثة،. سماه الله كفرا وليس شركاً،. ﴿لَّقَدۡ *((كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةࣲۘ))* وَمَا مِنۡ إِلَهٍ إِلَّاۤ إِلَهࣱ وَاحِدࣱ وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ *((لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ))* عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾ [المائدة 73]،.
ــ وقال،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ *((وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلصَّابِـِٔینَ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟))* إِنَّ ٱللهَ یَفۡصِلُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَامَةِ إِنَّ ٱللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ شَهِیدٌ﴾ [الحج 17]،.
وفي آية إباحة الكتابيات، ذكر الكفر في آخرها وليس الشرك،. ﴿...وَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلۡإِیمَانِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي ٱلۡآخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَاسِرِینَ﴾ [المائدة 5]،.
فلا نسخ بينهما،. كل آية موجهة لفئة دون أخرى،. كل آية لها شروطها وأحكامها،.
ومن باب أن الشيء بالشيء يُذكر،. الله نهى المشركين حصراً من دخول المسجد الحرام  ولم ينه الذين أوتوا الكتاب،. قال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ *((إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ فَلَا یَقۡرَبُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَذَا))* وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَیۡلَةࣰ فَسَوۡفَ یُغۡنِیكُمُ ٱللهُ مِن فَضۡلِهِ إِن شَاۤءَ إِنَّ ٱللهَ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ۝ قَاتِلُوا۟ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللهِ وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ وَلَا یُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا یَدِینُونَ دِینَ ٱلۡحَقِّ *((مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ))* حَتَّىٰ یُعۡطُوا۟ ٱلۡجِزۡیَةَ عَن یَدࣲ وَهُمۡ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة 28 - 29]،.
أما الجزية، ففي ٱلۡقُرآن، أمَرَ الله أن تؤخذ من الذين أوتوا الكتاب حصراً، ولكن ثبت عن النّبي ﷺ أنه أخذ الجزية من مجوس هجر،. وهذا الأمر كان تشريعاً بوحي من الله للنّبي ﷺ،. وليس فهماً أو تطبيقاً لهذه الآية،.

04 ــــ مشيئة الله في العطاء منسوخة!،.
قال الله،. ﴿مَّن كَانَ *((یُرِیدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُ فِیهَا مَا نَشَاۤءُ لِمَن نُّرِیدُ))* ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُ جَهَنَّمَ یَصۡلاهَا مَذۡمُومࣰا مَّدۡحُورࣰا ۝ وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡیَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُو۟لَئكَ كَانَ سَعۡیُهُم مَّشۡكُورࣰا ۝ *((كُلࣰّا نُّمِدُّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ وَهَـٰۤؤُلَاۤءِ مِنۡ عَطَاۤءِ رَبِّكَ))* وَمَا كَانَ عَطَاۤءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا ۝ ٱنظُرۡ كَیۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَلَلۡآخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَاتࣲ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِیلࣰا﴾ [الإسراء 18 - 21]،.
هذه نسخوها بـقول الله،. ﴿مَن كَانَ *((یُرِیدُ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا وَزِینَتَهَا نُوَفِّ إِلَیۡهِمۡ أَعۡمَالَهُمۡ فِیهَا وَهُمۡ فِیهَا لَا یُبۡخَسُونَ))* ۝ أُو۟لَئكَ ٱلَّذِینَ لَیۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡآخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا۟ فِیهَا وَبَاطِلࣱ مَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [هود 15 - 16]،.
ونسخوها بقول الله،. ﴿ٱللهُ لَطِیفُ بِعِبَادِهِ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُ وَهُوَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡعَزِیزُ ۝ مَن *((كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلۡآخِرَةِ نَزِدۡ لَهُ فِي حَرۡثِهِ وَمَن كَانَ یُرِیدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡیَا نُؤۡتِهِ مِنۡهَا))* وَمَا لَهُ فِي ٱلۡآخِرَةِ مِن نَّصِیبٍ﴾ [الشورى 19 - 20]،.
❊ كان يفترض بهم أن يجمعوا الأولى مع الثانية ليفهموها، ولكن القوم في تيهٍ وضياع،. يأتون للآيات التي تفسر بعضها، فيضربونها ببعض، فينسخونها،.

05 ــــــ صلاة الخوف، منسوخة؟!،.
قال اْلله،. ﴿وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ *((فَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَقۡصُرُوا۟ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن یَفۡتِنَكُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنَّ ٱلۡكَافِرِینَ كَانُوا۟ لَكُمۡ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا ۝ وَإِذَا كُنتَ فِیهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَاۤئفَةࣱ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡیَأۡخُذُوۤا۟ أَسۡلِحَتَهُمۡ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلۡیَكُونُوا۟ مِن وَرَاۤئكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَاۤئفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ یُصَلُّوا۟ فَلۡیُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلۡیَأۡخُذُوا۟ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡ))* وَدَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡ تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ فَیَمِیلُونَ عَلَیۡكُم مَّیۡلَةࣰ وَاحِدَةࣰ وَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ إِن كَانَ بِكُمۡ أَذࣰى مِّن مَّطَرٍ أَوۡ كُنتُم مَّرۡضَىٰۤ أَن تَضَعُوۤا۟ أَسۡلِحَتَكُمۡ وَخُذُوا۟ حِذۡرَكُمۡ إِنَّ ٱللهَ أَعَدَّ لِلۡكَافِرِینَ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا﴾ [النساء 101 - 102]،.
وكذلك آية ﴿حَافِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلهِ قَانِتِینَ ۝ *((فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانࣰا))* فَإِذَاۤ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُوا۟ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة 238 - 239]،.
نسخوها بحديث قصة بني قريضة، قالوا بأن النّبي ﷺ أمرهم بالصلاة في بني قريضة ولم يصل صلاة الخوف حينها، وقد كان في حرب، فالآية منسوخة!!!،.
❊ الرد : ههههههههه 😂😂😂،.

06 ــــــ تقوى الله حق تقاته!،.
قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ((ٱتَّقُوا۟ ٱللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)) وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران 102]،.
نسخوها بآية،. ﴿إِنَّمَاۤ أَمۡوَالُكُمۡ وَأَوۡلَادُكُمۡ فِتۡنَةࣱ وَٱللهُ عِندَهُ أَجۡرٌ عَظِیمࣱ ۝ ((فَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ)) وَٱسۡمَعُوا۟ وَأَطِیعُوا۟ وَأَنفِقُوا۟ خَیۡرࣰا لِّأَنفُسِكُمۡ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِ فَأُو۟لَئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [التغابن 15 - 16]،.
❊ الرد : ليست منسوخة،. إنما تطيع الله قدر استطاعتك، فإن فعلت، فذاك تقوى الله حق تقواه،. والله لا يكلف نفساً إلا وسعها،. ﴿لَا یُكَلِّفُ ٱللهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَیۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡ..﴾ [البقرة 286]،.

07 ــــــ جدال أهل الكتاب، منسوخ!!،.
قال اْلله،. ﴿إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبۡتُ عَلَى ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَیَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَامَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ ۝ ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ *((وَجَادِلۡهُم بِٱلَّتِي هِي أَحۡسَنُ))* إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ﴾ [النحل 124 - 125]،.
نسخوها بــ،. *﴿((وَلَا تُجَادِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ))* إِلَّا بِٱلَّتِي هِي أَحۡسَنُ، إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِي أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمۡ وَاحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُ مُسۡلِمُونَ﴾ [العنكبوت 46]،.
✺ الرد : ههههههههه 😂😂😂،. يبدو أنهم لم يروا بقية الآية، فرجاءً، لا تخبروهم عن بقية الآية، اتركوهم هكذا،. 🤭،.

08 ــــــ توبة القاتل، منسوخة،.
في سورة النساء (وهي عندهم سورة مدنية)،. قال ٱلله،. ﴿وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِیمࣰا﴾ [النساء 93]،.
ــ فقالوا بأن الآية ليس فيها استثناء للتائب،. فنسخوها بقول اْلله في سورة الفرقان (رغم أنها عندهم سورة مكية)،. قال ٱلله،. ﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَ وَمَن یَفۡعَلۡ ذلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا ۝ یُضَاعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ یَوۡمَ ٱلۡقِیَامَةِ وَیَخۡلُدۡ فِیهِ مُهَانًا ۝ *((إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَالِحࣰا))* فَأُو۟لَئكَ یُبَدِّلُ ٱللهُ سَیِّآتِهِمۡ حَسَنَاتࣲ وَكَانَ ٱللهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ۝ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحࣰا فَإِنَّهُ یَتُوبُ إِلَى ٱللهِ مَتَابࣰا﴾ [الفرقان 68 - 71]،.
وبعضهم نسخ آية الفرقان بآية النساء [يعني العكس] لأن سورة الفرقان مكية، وسورة النساء مدنية، ولأجل حديث ابن عباس : لا توبة لقاتل!،.
❊ الرد : آية الفرقان شبيهة بآية النساء، فكان يفترض أن يجمعوهما معا ليفهموها، لا أن يعارضوا بينهما،. ليفهموا أن التائب من القتل تُقبل توبته، ويتوب الله عليه، وقد يغفر له طالما كان العمل دون الشرك،. فلا نسخ ولا خرابيط،. والله يتقبل التوبة من الذنوب كلها حتى التوبة من القتل، بل حتى التوبة من الشرك،. وعندنا حديث الرَّسوْل ﷺ عن الذي قتل 99 نفسا فغفر الله له ولمَّا يتب بعد، إنما كان قاصدها،. فكيف بمن تاب فعلاً؟!،.
ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻋﺎﺋﺬ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺑﻦ اﻟﺼﺎﻣﺖ، ﻗﺎﻝ،. ﴿ﺑﺎﻳﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻲ ﺭﻫﻂ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺑﺎﻳﻌﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮا ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﻻ ﺗﺴﺮﻗﻮا، ﻭﻻ ﺗﺰﻧﻮا، ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮا ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ، ﻭﻻ ﺗﺄﺗﻮا ﺑﺒﻬﺘﺎﻥ ﺗﻔﺘﺮﻭﻧﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻜﻢ، ﻭﻻ ﺗﻌﺼﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻓﻤﻦ ﻭﻓﻰ ﻣﻨﻜﻢ، ﻓﺄﺟﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ، ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻭﻃﻬﻮﺭ، ﻭﻣﻦ ﺳﺘﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﺷﺎء ﻋﺬﺑﻪ، ﻭﺇﻥ ﺷﺎء ﻏﻔﺮ ﻟﻪ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ،. ✅،.
ــ ولا أدري كيف ساغ لهم نسخها بينما عندهم رواية عن ابن عباس، يقول أنها آخر ما نزلت، ولم ينسخها شيء،. والحديث في صحيح مسلم،. برقم (3023) ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺜﻨﻰ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ، ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺮﻧﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﺰﻯ، ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻋﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ: {ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﺠﺰاﺅﻩ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪا ﻓﻴﻬﺎ} [اﻟﻨﺴﺎء 93] ﻓﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ: «ﻟﻢ ﻳﻨﺴﺨﻬﺎ ﺷﻲء ⚠️» ﻭﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎ ﺁﺧﺮ، ﻭﻻ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ} [اﻟﻔﺮﻗﺎﻥ 68] ﻗﺎﻝ: «ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺮﻙ»،.
ــ كذلك في مسلم، برقم (3023) ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ اﻟﻌﻨﺒﺮﻱ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺑﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: اﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﺠﺰاﺅﻩ ﺟﻬﻨﻢ} [اﻟﻨﺴﺎء 93] ﻓﺮﺣﻠﺖ ﺇﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ فسألته ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﺷﻲء ⚠️»،.
ــ ولكن في كتب التفسير وفي كتب الناسخ والمنسوخ، مرويات تالفة عن زيد بن ثابت رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ، يقول في قول الله،. ﴿ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ﴾ ﻗﺎﻝ: ﻋﺠﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻟِﻴﻨﻬﺎ، ﻓﻠﺒﺜﻨﺎ ستة/ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﺛﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻨﺴﺎء ﴿ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻓﺠﺰاﺅﻩ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪا ﻓﻴﻬﺎ﴾،. فنسخت الغليظة اللينة،. وهذا التناقض عجيب جداً جداً،.
ــ وهناك قومٌ آخرون، نسخوا آية النساء بآية الشرك [التي هي في النساء كذلك]،. قال ٱلله،. ﴿إِنَّ ٱللهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن یَشَاۤءُ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰۤ إِثۡمًا عَظِیمًا﴾ [النساء 48]،.
ــ وقال كذلك،. ﴿إِنَّ ٱللهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن یَشَاۤءُ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَالَۢا بَعِیدًا﴾ [النساء 116]،.
وفي كلا الآيتين، جعل الله الأعمال كلها دون الشرك، تحت مشيئته، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه وخلّد في النار، وهذا ما قاله في آية القتل العامد،. فلا تعارض بينهما ليقال أنها منسوخة،. والحقيقة، أن الذي دفع الجهلاء للقول بالنسخ هو قول الله في آية القتل،. ﴿..فَجَزَاۤؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدࣰا فِیهَا،..﴾،. ففهموا أن هذا الجزاء هو نفسه جزاء الكافر في ٱلۡقُرآن،. فحكموا عليه بأن القاتل سينال مثل جزاء الكافر، فهو كافر!!،. وهذا خطأ،. فحين يتكلم الله عن جزاء الكافرين في ٱلۡقُرآن، يقول ((خَالِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰا))،. بينما في آية القتل لم يقل ((أَبَدࣰا))،. ومثلها قول الله في سورة النساء نفسها،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَظَلَمُوا۟ لَمۡ یَكُنِ ٱللهُ لِیَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِیَهۡدِیَهُمۡ طَرِیقًا ۝ إِلَّا طَرِیقَ جَهَنَّمَ ((خَالِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰا)) وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللهِ یَسِیرࣰا﴾ [النساء 168 - 169]،.
ــ ومثيلاتها في ٱلۡقُرآن كثير،. كلها فيها قول الله ((أَبَدࣰا))،. ما عدا في آية القتل،. مما يدل أن خلود القاتل ليس كخلود الكافر، ومن الأحاديث الصحيحة، علمنا النبي ﷺ أن بعض المسلمين يخرجون من النار ويدخلون الجنة برحمة الله،.

09 ــــــ الاستئذان لدخول البيوت، منسوخ!،.
قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتًا غَیۡرَ بُیُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُوا۟ وَتُسَلِّمُوا۟ عَلَىٰۤ أَهۡلِهَا ذَلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ۝ فَإِن لَّمۡ تَجِدُوا۟ فِیهَاۤ أَحَدࣰا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ یُؤۡذَنَ لَكُمۡ وَإِن قِیلَ لَكُمُ ٱرۡجِعُوا۟ فَٱرۡجِعُوا۟ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَٱللهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِیمࣱ﴾ [النور 27 - 28]،.
الآية منسوخة، نسختها،. ﴿لَّیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتًا غَیۡرَ مَسۡكُونَةࣲ فِیهَا مَتَاعࣱ لَّكُمۡ وَٱللهُ یَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ﴾ [النور 29]،.
وقال بعضهم أن العلة فيها، أن البيوت كانت قديماً بلا أبواب!!،.
❊ الرد : الآية الأولى عن بيوت الناس، نستأذن أهلها، والآية الثانية تتكلم عن بيوت غير مسكونة، يعني ليس فيها ناس،. ولا يوجد فيها إلغاء ولا نسخ،. والبيوت كانت بأبواب، قال اْلله،. ﴿وَلَوۡلَاۤ أَن یَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَاحِدَةࣰ لَّجَعَلۡنَا لِمَن یَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَنِ لِبُیُوتِهِمۡ سُقُفࣰا مِّن فِضَّةࣲ وَمَعَارِجَ عَلَیۡهَا یَظۡهَرُونَ ۝ *((وَلِبُیُوتِهِمۡ أَبۡوَابࣰا))* وَسُرُرًا عَلَیۡهَا یَتَّكِـُٔونَ ۝ وَزُخۡرُفࣰا..﴾ [الزخرف 33 - 35]،.
ــ وقال،. ﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِ قُلۡ هِيَ مَوَٰاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ ((وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰابِهَا)) وَٱتَّقُواْ ٱللهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة 189]،.

10 ــــــ استغفار الملائكة، منسوخ!،.
قال اْلله،. ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ یَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّ وَٱلۡمَلَائكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ ((وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ)) أَلَاۤ إِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [الشورى 5]،.
الاستغفار لمن في الأرض بمن فيهم الكفار،. فقالوا أنها منسوخة بقول الله في غافر [رغم أنها قبلها بسورتين]،. قال ٱلله،. ﴿ٱلَّذِینَ یَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیُؤۡمِنُونَ بِهِ ((وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟)) رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيءࣲ رَّحۡمَةࣰ وَعِلۡمࣰا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِینَ تَابُوا۟ وَٱتَّبَعُوا۟ سَبِیلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِیمِ﴾ [غافر 7]،.
❊ الرد : هذه تُجمع مع تلك لتفهم،. التعميم والاطلاق الذي في الشورى، قيدته وحددته الآية في سورة غافر،. يعني، الملائكة تستغفر للمؤمنين الذين في الأرض،. ولا تناقض بينها،. ولكن النُساخ جعلوهما تناقضاً فحذفوا،. وكثيراً ما يفعلون ذلك،.

11 ــــــ ليس للإنسان إلا ما سعى، منسوخ!،.
قال اْلله،. ﴿أَمۡ لَمۡ یُنَبَّأۡ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ۝ وَإِبۡرَاهِیمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰۤ ۝ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ ۝ ((وَأَن لَّیۡسَ لِلۡإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ)) ۝ وَأَنَّ سَعۡیَهُ سَوۡفَ یُرَىٰ ۝ ثُمَّ یُجۡزَاهُ ٱلۡجَزَاۤءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ﴾ [النجم 36 - 41]،.
قالوا أنها منسوخة بقول اْلله،. ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِي جَنَّاتࣲ وَنَعِیمࣲ ۝ فاكِهِینَ بِمَاۤ ءَاتَاهُمۡ رَبُّهُمۡ وَوَقَاهُمۡ رَبُّهُمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِیمِ ۝ كُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ هَنِیۤـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ۝ مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ سُرُرࣲ مَّصۡفُوفَةࣲ وَزَوَّجۡنَاهُم بِحُورٍ عِینࣲ ۝ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ((وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ/وَأَتبَعۡنَاهُمۡ ذُرِّیَّتُهُم/ذُرِّیَّاتُهُم/ذُرِّیَّاتِهِم بِإِیمَانٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ/ذُرِّیَّاتُهُم/ذُرِّیَّاتِهِم)) وَمَاۤ أَلَتۡنَاهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيءࣲ كُلُّ ٱمۡرِىِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِینࣱ﴾ [الطور 17 - 21]،.
ــ قالوا : الذرية انتفعت بصلاح الأب،. فبالتالي، كان لها أجر رغم أنها لم تسعَ،. فبالتالي، آية النجم منسوخة،. والذين اعترضوا على النسخ،. وفقوا بينها بقولهم : آية النجم تتكلم عن الملكية،. وآية الطور تتكلم عن الانتفاع،.. يعني انت تملك حسناتك بكسبك، ولا تملك غيرها،. ولكن قد تنتفع من غيرك دون تملك،. إنما هي فضل من الله،.
على أساس الأولى ليست فضلاً يعني!!،. الظاهر أن هولاء الشيوخ يمُنون على الله باسلامهم،.
❊ الرد على هذه المخلوقات،. أن كل ما يعطيك الله، هو فضل منه،. الأولى والأخرى،. وليس لك حق المطالبة بشيء منها، إلا حق واحد هو لك، ألا يعذبك الله [إن مت لا تشرك بالله شيئاً]،. فأعمالك لم تُدخلك الجنة، إنما الجنة فضلُ الله عليك،. ولو أكرمك الله وأتبعك ذريتك [إن آمنوا]، فهو فضل الله عليك وعليهم،. ليس لأحد أن يطالب اللّٰه بالجنة، لأن الله هو الذي وفقك أساساً للإيمان والعمل وهو الذي أذن لك،. كله فضل من الله،. ليست ملكية ولا ريش،.
والقراءات الأخرى لذات الآية تبين أن الفضل كله لله، هو الذي بفضله آمنت أنت، وبفضله آمنت ذريتك وبفضله أدخلك الجنة وبفضله ألحقهم بك [قال ملكية قال]،.
ثم أين التعارض فيها؟!،. الذرية مؤمنة وليست كافرة ثم تجاوز الله عنها لأجل أبيهم!، بل مؤمنة وتجاوز الله عنها، ودخلت الجنة بفضل الله، وزادهم الله بأن ألحقهم بآباءهم،. ثم قال الله في نفس الآية،. ﴿كُلُّ ٱمۡرِىِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِینࣱ﴾،. وهذا مصداق الآية التي نسخوها،. ﴿وَأَن لَّیۡسَ لِلۡإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾،. فلا تعارض بينها،.

12 ــــــ الاستغفار للمشركين، منسوخ،.
قال اْلله،. ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ ((أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِي قُرۡبَىٰ)) مِن بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَابُ ٱلۡجَحِیمِ ۝ ((وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَاهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةࣲ وَعَدَهَاۤ إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوࣱّ للهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُ)) إِنَّ إِبۡرَاهِیمَ لَأَوَّاهٌ حَلِیمࣱ﴾ [التوبة 113 - 114]،.
موعدة إبراهيم لأبيه أن يستغفر له،. ﴿...إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَاهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ..﴾ [الممتحنة 4]،.
ــ وحين دعى لأبيه قال،. ﴿وَٱغۡفِرۡ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّاۤلِّینَ﴾ [الشعراء 86]،. ولكن بعدها تبين له أنه عدو لله فتبرأ منه،.
وهناك آيات غيرها، فيها النهي عن الاستغفار للمشركين والمنافقين،.
ــ فقالوا أن النهي منسوخ بقول الله،. ﴿قُل لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یَغۡفِرُوا۟ لِلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ أَیَّامَ ٱللهِ لِیَجۡزِي قَوۡمَۢا بِمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ﴾ [الجاثية 14]،.
وقالوا هو منسوخ كذلك بحديث النبي ﷺ الذي ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ بسندهم عن ﺃﺑﻲ ﻭاﺋﻞ ﺷﻘﻴﻖ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻗﺎﻝ: «ﻛﺄﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻜﻲ ﻧﺒﻴﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺮﻉ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻤﺴﺢ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻘﻮﻣﻲ ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ» (اللفظ لأحمد).
ـ ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ : «ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﻛﺄﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﺤﻜﻲ ﻧﺒﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﺿﺮﺑﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﺄﺩﻣﻮﻩ، ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺴﺢ اﻟﺪﻡ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ» (اللفظ للبخاري).
❊ الرد : الآية ليس فيها استغفار للكفار، إنما هو أمر بأن يغفروا لهم [مش يستغفروا لهم]،. فهي عن العفو،. وأمثال هذه الآية في ٱلۡقُرآن،. ﴿وَٱلَّذِینَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِ لَا یَسۡتَطِیعُونَ نَصۡرَكُمۡ وَلَاۤ أَنفُسَهُمۡ یَنصُرُونَ ۝ وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ لَا یَسۡمَعُوا۟ وَتَرَاهُمۡ یَنظُرُونَ إِلَیۡكَ وَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ ۝ ((خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَاهِلِینَ))﴾ [الأعراف 197 - 199]،.
ــ وقال ٱلله،. ﴿وَدَّ كَثِیرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَابِ لَوۡ یَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِیمَانِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ ((فَٱعۡفُوا۟ وَٱصۡفَحُوا۟ حَتَّىٰ یَأۡتِيَ ٱللهُ بِأَمۡرِهِ)) إِنَّ ٱللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [البقرة 109]،.
أما الحديث، فليس فيه دليلٌ أن قوم ذاك النبي كانوا كفاراً،. فقد يكونوا مثل بني إسرائيل مع هارون،. قال ٱلله،. ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰۤ إِلَىٰ قَوۡمِهِ غَضۡبَانَ أَسِفࣰا قَالَ بِئۡسَمَا خَلَفۡتُمُونِي مِنۢ بَعۡدِي أَعَجِلۡتُمۡ أَمۡرَ رَبِّكُمۡ وَأَلۡقَى ٱلۡأَلۡوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأۡسِ أَخِیهِ یَجُرُّهُ إِلَیۡهِ ((قَالَ ٱبۡنَ أُمَّ إِنَّ ٱلۡقَوۡمَ ٱسۡتَضۡعَفُونِي وَكَادُوا۟ یَقۡتُلُونَنِي فَلَا تُشۡمِتۡ بِيَ ٱلۡأَعۡدَاۤءَ وَلَا تَجۡعَلۡنِي مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّالِمِینَ)) ۝ قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِأَخِي وَأَدۡخِلۡنَا فِي رَحۡمَتِكَ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّاحِمِینَ ۝ إِنَّ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ ٱلۡعِجۡلَ سَیَنَالُهُمۡ غَضَبࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَذِلَّةࣱ فِي ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَكَذَلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُفۡتَرِینَ ۝ ((وَٱلَّذِینَ عَمِلُوا۟ ٱلسَّیِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُوا۟ مِنۢ بَعۡدِهَا وَءَامَنُوۤا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)) ۝ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلۡغَضَبُ أَخَذَ ٱلۡأَلۡوَاحَ وَفِي نُسۡخَتِهَا هُدࣰى وَرَحۡمَةࣱ لِّلَّذِینَ هُمۡ لِرَبِّهِمۡ یَرۡهَبُونَ ۝ وَٱخۡتَارَ مُوسَىٰ قَوۡمَهُ سَبۡعِینَ رَجُلࣰا لِّمِیقَاتِنَا،..﴾ [الأعراف 150 - 155]،.
فلم يكونوا كفاراً ولكنهم كانوا ظلمةً جهلة معتدون، لا يرون قدراً لنبيهم فضربوه وأدموه، وكان يجوز لهارون أن يستغفر لهم إن شاء،. وليس كل ضربٍ كفر،.
ــ وهذا يحصل اليوم عندنا،. فمثلهم مثل علماء الضلالة اليوم مع النبي ﷺ، شيوخ السلفية اللصوص المجرمون، فعلوا بالنبي ﷺ ماهو أسوء من الضرب والإدماء [وليسوا كفرة]،. قالوا بأن كتابه الذي أنزل عليه، فيه ناسخ ومنسوخ، وأضلوا أمته، وسرقوا رعيته، وهذا أشد على النبي ﷺ من ضربه وإدماءه،.

13 ــــــ الوعيد لمن أضاع الصلاة، منسوخ!،.
ــ قال اْلله،. ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلشَّهَوَاتِ *((فَسَوۡفَ یَلۡقَوۡنَ غَیًّا ۝ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحࣰا))* فَأُو۟لَئكَ یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا یُظۡلَمُونَ شَیۡـࣰٔا﴾ [مريم 59 - 60]،.
قالوا أن الثانية نسخت الأولى،.
❊ الرد : الآية خبر وحقيقة، وليست حكماً شرعياً!!،. وهذا اسمه استثناء، وليس شطب ولا إبطال للحكم الأول،.

14 ــــــ الوعيد لمن كتم ما أنزل الله، منسوخ!،.
ــ قال اْلله،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَاتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَابِ *((أُو۟لَئكَ یَلۡعَنُهُمُ ٱللهُ وَیَلۡعَنُهُمُ ٱللَّاعِنُونَ ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ وَأَصۡلَحُوا۟ وَبَیَّنُوا۟))* فَأُو۟لَئكَ أَتُوبُ عَلَیۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [البقرة 159 - 160]،.
قالوا أن الثانية نسخت الأولى،.
❊ الرد : الآية خبر وحقيقة ولا يمكن نسخها بحال، هي ليست من الأوامر والنواهي لتُنسخ،. ثم إن هذا استثناء وليس حذف ولا رفع للحكم الأول،.

15 ــــــ تمني الموت، منسوخ!،.
قال يوسف الكريم بن الكريم بن الكريم ﷺ،. ﴿...فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ((تَوَفَّنِي مُسْلِمًا)) وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف 101]،.
قالوا أنها نسخت بقول الرَّسوْل ﷺ،. ﴿((ﻻ يتمنين ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﻮﺕ)) ﻣﻦ ﺿﺮ ﺃﺻﺎﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻓﺎﻋﻼ، ﻓﻠﻴﻘﻞ: اﻟﻠﻬﻢ ﺃﺣﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺧﻴﺮا ﻟﻲ، ﻭﺗﻮﻓﻨﻲ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎﺓ ﺧﻴﺮا ﻟﻲ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ،.
❊ الرد : سُبْحَانَكَ،. هَذا بُهتَانٌ عَظِيْم،. بلغ بهم الجهل والحقارة أنهم لا يفهمون الكلام الواضح المبين في الآية،. يوسف لم يتمنى الموت،. إنما تمنى هيئة معينة عند الموت، أما الموت، فهو حق واقعٌ على البشر جميعاً، وكلنا سنموت ولكن تختلف خواتيمنا عند الموت، فمن البشر من يموت مسلماً، ومنهم من يموت كافراً، فيوسف دعى ربه أن يتوفاه على خاتمة يحبها،. حتى يثبته الله في حياته ولا يتغير عن إسلامه، وألا يفتنه الله بالدنيا كما فتنه بالنساء من قبل وكاد أن يهم بها لولا أن الله أراه برهاناً،.
فيوسف لم يتمنى الموت، والحديث صحيح، والنهي قائم وليس بمنسوخ ولا ممسوح ولا باطل،. بل بالعكس،. الله أمرنا ألا نموت إلا ونحن مسلمون،. قال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ((وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ))﴾ [آل عمران 102]،. والكلام عن الخاتمة الطيبة، أن تموت على الاسلام، وليس تمني الموت،. فلا نسخ فيها،.

16 ــــــ آية التكنيز، منسوخة!،.
قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَیَأۡكُلُونَ أَمۡوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَاطِلِ وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللهِ *((وَٱلَّذِینَ یَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا یُنفِقُونَهَا فِي سَبِیلِ ٱللهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ))* ۝ یَوۡمَ یُحۡمَىٰ عَلَیۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡ هَذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُوا۟ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ﴾ [التوبة 34 - 35]،.
قالوا هي منسوخة، نسخت بــ،. ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَالِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّیهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَیۡهِمۡ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡ وَٱللهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ۝ أَلَمۡ یَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللهَ هُوَ یَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِ وَیَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ وَأَنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [التوبة 103 - 104]،.
وبعضهم حلها برواية عبدالله بن عمر : كل مال أخرجت زكاته فهو كنز،. وبعضهم اخترع قصة حصلت في عهد عثمان، بين أبي ذر الغفاري ومعاوية، قال أبو ذر أن النّبي ﷺ قال، لو كان لي مثل أحُدٍ ذهبا،.... وتمسك بقوله، فرأى عثمان أن يبعده، فأبعده ومات في تلك البلاد البعيدة،. ولْاحَوْلَ ولاْ قُوّةَ إِلاّ بِاْلله،.
❊ الرد : الآيتان تدعمان بعضهما، وتفسران بعضهما، تشرحان بعضهما،. ولكنهم جعلوهما تعارضان بعض فنسخوا،..

17 ــــــ آية استئذان النّبي ﷺ للمنافقين، منسوخة!،.
قال اْلله،. ﴿لَّیۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِیضِ حَرَجࣱ وَلَا عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ أَن تَأۡكُلُوا۟ مِنۢ بُیُوتِكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ ءَابَاۤئكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ أُمَّهَاتِكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ إِخۡوَانِكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ أَخَوَاتِكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ أَعۡمَامِكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ عَمَّاتِكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ أَخۡوَالِكُمۡ أَوۡ بُیُوتِ خَالَاتِكُمۡ أَوۡ مَا مَلَكۡتُم مَّفَاتِحَهُ أَوۡ صَدِیقِكُمۡ لَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَأۡكُلُوا۟ جَمِیعًا أَوۡ أَشۡتَاتࣰا فَإِذَا دَخَلۡتُم بُیُوتࣰا فَسَلِّمُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ تَحِیَّةࣰ مِّنۡ عِندِ ٱللهِ مُبَارَكَةࣰ طَیِّبَةࣰ كَذَلِكَ یُبَیِّنُ ٱللهُ لَكُمُ ٱلۡآیَاتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ۝ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا۟ مَعَهُۥ عَلَىٰۤ أَمۡرࣲ جَامِعࣲ لَّمۡ یَذۡهَبُوا۟ حَتَّىٰ یَسۡتَـٔۡذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُو۟لَئكَ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱللهِ وَرَسُولِهِ *((فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللهَ))* إِنَّ ٱللهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ ۝ لَّا تَجۡعَلُوا۟ دُعَاۤءَ ٱلرَّسُولِ بَیۡنَكُمۡ كَدُعَاۤءِ بَعۡضِكُم بَعۡضࣰا قَدۡ یَعۡلَمُ ٱللهُ ٱلَّذِینَ یَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذࣰا فَلۡیَحۡذَرِ ٱلَّذِینَ یُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِ أَن تُصِیبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ یُصِیبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾ [النور 61 - 63]،.
قالوا أنها نسخت بــ،. ﴿لَوۡ كَانَ عَرَضࣰا قَرِیبࣰا وَسَفَرࣰا قَاصِدࣰا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَـٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلشُّقَّةُ وَسَیَحۡلِفُونَ بِٱللهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ یُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللهُ یَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَاذِبُونَ ۝ *((عَفَا ٱللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَكَ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَتَعۡلَمَ ٱلۡكَاذِبِینَ))* ۝ لَا یَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱللهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ أَن یُجَاهِدُوا۟ بِأَمۡوَالِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ وَٱللهُ عَلِیمُۢ بِٱلۡمُتَّقِینَ ۝ إِنَّمَا یَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَیۡبِهِمۡ یَتَرَدَّدُونَ﴾ [التوبة 42 - 45]،.
❊ الرد : الآية الأولى في المؤمنين، والآية الثانية في المنافقين،. وبعضهم قال العكس في النسخ [أي أن آية التوبة هي المنسوخة]،. مع أن سورة التوبة نزلت كاملة، وهي آخر سورة نزلت،. فهي بلا شك بعد سورة النور التي هي كذلك نزلت كاملة بشاهد قول الله في أولها [سورة أنزلناها وفرضناها]، لكنه العمى،. ــ سورة التوبة في المنافقين، وسورة النور في المؤمنين،. والله قد نهى الرسول ﷺ أن يستغفر للمنافقين،. وأمره أن يستغفر للمؤمنين،. وقد تعمدت وضع السياق كله ليتبين ذلك،.

18 ــــــ آيات الحل والتحريم، منسوخة،.
ومن الآيات التي نزلت من السماء منسوخةٌ already عند النُّسّاخ،. هي آيات سورة الأحزاب، في إحلال وتحريم النساء على النّبي ﷺ!،. ففي الآية الأولى [الناسخة] قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِي إِنَّاۤ أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡواجَكَ ٱلَّلاتِي ءَاتَیۡتَ أُجُورَهُنَّ..... ۝ تُرۡجِي مَن تَشَاۤءُ مِنۡهُنَّ وَتُؤوي إِلَیۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَمَنِ ٱبۡتَغَیۡتَ مِمَّنۡ عَزَلۡتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكَ،....﴾ [الأحزاب 50 ــ 51]،.
والآية التالية التي نزلت من السماء منسوخة بما سبق،. قال اْلله فيها،. ﴿لَّا یَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَاۤءُ مِنۢ بَعۡدُ وَلَاۤ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنۡ أَزۡوَاجࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ حُسۡنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ یَمِینُكَ وَكَانَ ٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ رَّقِیبࣰا﴾ [الأحزاب 52]،.
❊ الرد : كيف تنسخها وقد نزلت قبلها؟!،. إلا أن تقول، أنها منسوخة من لحظة نزولها،. هذه الآية فيها إباحة ما شاء من النساء، حتى بلغ عددا معينا، فنهاه الله أن يزيد أو يبدلهن،.
ومن الآيات المنسوخة [عندهم] من لحظة نزولها،. آية القبلة،. فالمنسوخة نزلت بعد الناسخة،. أما المنسوخة فهي،. ﴿قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَاۤءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَا فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ...﴾ [البقرة 144]،. تخيّل،. هذه الآية التي يعمل بها كل المسلمين قالوا هي منسوخة!! وأما الناسخة [وقد نزلت من قبل المنسوخة] فهي،. ﴿وَلِلهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ فَأَیۡنَمَا تُوَلُّوا۟ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللهِ إِنَّ ٱللهَ وَاسِعٌ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة 115]،.
وقد أثبتنا أنها ليست منسوخة [في باب القبلة]،.

19 ــــــ التخيير بين الحكم أو الإعراض!،.
قال اْلله عن اليهود،. ﴿سَمَّاعُونَ لِلۡكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحۡتِ فَإِن جَاۤءُوكَ ((فَٱحۡكُم بَیۡنَهُمۡ أَوۡ أَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ)) وَإِن تُعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ فَلَن یَضُرُّوكَ شَیۡـࣰٔا وَإِنۡ حَكَمۡتَ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ إِنَّ ٱللهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ ۝ وَكَیۡفَ یُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَاةُ فِیهَا حُكۡمُ ٱللهِ ثُمَّ یَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَلِكَ وَمَاۤ أُو۟لَئكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [المائدة 42 - 43]،.
والكلام كله عن التوراة،. ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡراةَ فِیهَا هُدࣰى وَنُورࣱ یَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِیُّونَ ٱلَّذِینَ أَسۡلَمُوا۟ لِلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلرَّبَّانِیُّونَ... ۝ وَكَتَبۡنَا عَلَیۡهِمۡ فِیهَاۤ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَیۡنَ بِٱلۡعَیۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصࣱ.... ۝ وَقَفَّیۡنَا عَلَىٰۤ ءَاثَارِهِم بِعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَاةِ وَءَاتَیۡنَاهُ ٱلۡإِنجِیلَ فِیهِ هُدࣰى وَنُورࣱ وَمُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَاةِ وَهُدࣰى وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِینَ ۝ وَلۡیَحۡكُمۡ أَهۡلُ ٱلۡإِنجِیلِ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ فِیهِ وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ فَأُو۟لَئكَ هُمُ ٱلۡفَاسِقُونَ﴾ [المائدة 44 - 47]،.
قالوا أنها منسوخة بقول الله،. ﴿وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَابَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِ ((فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّ)) لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰا وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةࣰ وَاحِدَةࣰ وَلَكِن لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِي مَاۤ ءَاتاكُمۡ فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَاتِ إِلَى ٱللهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ ۝ ((وَأَنِ ٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ)) وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن یَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ إِلَیۡكَ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا یُرِیدُ ٱللهُ أَن یُصِیبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡ وَإِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾ [المائدة 48 - 49]،.
❊ الرد : الآية الأولى لليهود، فيها فَإِن جَاۤءُوكَ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُمۡ أَوۡ أَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ،. فهو مخير بين الحكم بينهم أو تركهم،. والآية الثانية للمسلمين، عليه أن يحكم بينهم،.
ــ ملاحظة : ما الفائدة من إبطال حكم قديم؟!،. هذا الحكم لم ينزل للناس، بل هو خاص بالنّبي ﷺ ليفعل ما يشاء، فخيره الله أن يحكم أو يعرض عن اليهود!،. فلو أفسدتم هذا الحكم، فهل سيتبع النّبي ﷺ قولكم مثلاً لأنكم نسختموه؟!،. هل كان النّبي ﷺ ينتظر قدوم العلماء ليبينوا له أي شيءٍ يتبع مما أوحاه الله إليه هو؟!،. عجيب،.
القول بنسخ هذه الآية فيه من حقارة وخبث من النُساخ، وفيه تعدٍ على كلام اللّٰه، وفيه تدخّل فيما لا شأن لهم فيه مطلقاً،. ولم يسألهم أحد أن يتدخلوا، بل لم يطلب أحدٌ رأيهم فيه،. ولكن هؤلاء يرون أنفسهم أربابا حقيقةً، وكنت أحسب أن الناس اتخذوهم أرباباً، ولكن لا، هم يرون أنفسهم آلهة،.

20 ــــــ في مغفرة ما تأخر من ذنب النّبي ﷺ،.
قال اْلله،. ﴿قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعࣰا مِّنَ ٱلرُّسُلِ ((وَمَاۤ أَدۡرِي مَا یُفۡعَلُ بِي)) وَلَا بِكُمۡ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا یُوحَىٰۤ إِلَيَّ وَمَاۤ أَنَا۠ إِلَّا نَذِیرࣱ مُّبِینࣱ﴾ [الأحقاف 9]،.
قالوا أنها منسوخة بــ،. ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا ۝ ((لِّیَغۡفِرَ لَكَ ٱللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)) وَیُتِمَّ نِعۡمَتَهُ عَلَیۡكَ وَیَهۡدِیَكَ صِرَ اطࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا﴾ [الفتح 1 - 2]،.
❊ الرد : كون النّبي ﷺ مغفورٌ له ذنبه كله في المستقبل،. لا يدل هذا أنه يعلم أنه سيذنب،. فلا أحد يعلم الغيب، ولا الرّسول ﷺ، إلا فيما أطلعه الله عليه،. وعليه فقد يقصر في أمر أو يخطئ فيه،. فإن حصل ذلك منه، فهو مغفورٌ له،. ولا علاقة بين الدراية بالمستقبل وبين مغفرة ذنوب المستقبل،. ولكنه العمى من النُساخ،.

21 ــــــ النّبي ﷺ يسأل الأموال!!!!،.
قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوۤا۟ أَعۡمَالَكُمۡ ۝ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللهِ ثُمَّ مَاتُوا۟ وَهُمۡ كُفَّارࣱ فَلَن یَغۡفِرَ ٱللهُ لَهُمۡ ۝ فَلَا تَهِنُوا۟ وَتَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللهُ مَعَكُمۡ وَلَن یَتِرَكُمۡ أَعۡمَالَكم ۝ إِنَّمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱ، وَإِن تُؤۡمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ یُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ ((وَلَا یَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَالَكُمۡ)) ۝ إِن یَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَیُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُوا۟ وَیُخۡرِجۡ أَضۡغَانَكُمۡ ۝ هَـأَنتُمۡ هَـؤُلَاۤءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُوا۟ فِي سَبِیلِ ٱللهِ فَمِنكُم مَّن یَبۡخَلُ، وَمَن یَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا یَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِ، وَٱللهُ ٱلۡغَنِيّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ وَإِن تَتَوَلَّوۡا۟ یَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَیۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا یَكُونُوۤا۟ أَمۡثَالَكُم﴾ [محمد 33 - 38]،.
قالوا أنها منسوخة بآيات الزكاة،.
❊ الرد : هذا غباء،. السؤال عن الأموال هو طلب الأجر من الناس [وأخذ مقابل]،. وهذا لا يفعله الأنبياء مطلقاً،.
ــ قال اْلله،. ﴿وَمَاۤ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِینَ ۝ ((وَمَا تَسۡـَٔلُهُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍ)) إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَالَمِینَ﴾ [يوسف 103 - 104]،.
ــ وقال،. ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا ۝ ((قُلۡ مَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍ)) إِلَّا مَن شَاۤءَ أَن یَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِیلࣰا﴾ [الفرقان 56 - 57]،.
ــ وقال،. ﴿قُلۡ ((مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرࣲ فَهُوَ لَكُمۡ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللهِ)) وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ شَهِیدࣱ﴾ [سبأ 47]،.
ــ وقال،. ﴿قُلۡ ((مَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرࣲ)) وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِینَ﴾ [ص 86]،.
ــ وغيرها الكثير،.
أما الزكاة، فهي للفقراء وغيرهم، ليست أجراً للنّبي ﷺ،. وهي في سبيل الله، وستُرد لصاحبها،. كما هو في سياق آيات سورة محمد،.

22 ــــــ تقيسم الأنفال، منسوخ!،.
قال ٱلله،. ﴿یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِ *((قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلهِ وَٱلرَّسُولِ))* فَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡ وَأَطِیعُوا۟ ٱللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [الأنفال 1]،.
قالوا أنها منسوخة بــ،. ﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيءࣲ *((فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَامَىٰ وَٱلۡمَسَاكِینِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِ))* إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللهِ وَمَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا یَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ یَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ وَٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرٌ﴾ [الأنفال 41]،.
❊ الرد : الأولى في الأنفال، والأخرى في الغنائم،. والفرق بينهم معلومٌ،. ولو سأل "السلفي الناسخ" وما الفرق بينهما؟!،. فاعلم أنه جاهل لا يعلم معاني كلمات ٱلۡقُرآن، وذهب ينسخها،. فهو معتدٍ جهول،.
الغنائم، الأنفال، الفيء،. كل كلمة لها معناها الخاص بها،. ولسن متطابقات في المعنى،.
ــ الفيء،. هو ما أخذه المسلمون بغير قتال [إن هرب الكفار]،.
ــ الغنائم،. هي مجموع الأموال التي نالها المقاتلين بعد نصر الله،. وهي التي تقسّم على المقاتلين [وبعد التقسيم، سيفيض منها فائضا، هذا الفائض اسمه الأنفال]،.
ــ الأنفال،. هي الزيادة والفائض [منها النافلة]،. فبعد التقسيم، تفضل من الغنائم فضل،. هذا الفضل وهذه الزيادة هي الأنفال،. وهي لله [أي تذهب لبيت مال المسلمين]،. وللرسول [أي لآل بيته الذين حرموا الصدقة]،.

23 ــــــ تقسيم الغنائم، منسوخ!،.
قال اْلله،. ﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيءࣲ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَامَىٰ وَٱلۡمَسَاكِینِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِ..﴾ [الأنفال 41]،.
قالوا بأنها منسوخة بــ،. ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [ الأنفال 69]،.
❊ الرد،. الأولى تخصيص للثانية، أما الثانية فكانت عامة ويدخل فيها الذين ذكروا في الآية الأولى، هذا تخصيص وليس نسخا،.

24 ــــــ النهي عن الأسر، منسوخ!،.
قال اْلله،. ﴿فَإِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّوا۟ ٱلۡوَثَاقَ *((فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَاۤءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا))* ذَلِكَ وَلَوۡ یَشَاۤءُ ٱللهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَكِن لِّیَبۡلُوَا۟ بَعۡضَكُم بِبَعۡضࣲ وَٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِي سَبِیلِ ٱللهِ فَلَن یُضِلَّ أَعۡمَالَهُمۡ﴾ [محمد 4]،.
قالوا فيها ثلاثة أقوال، (1) منسوخة بنفسها،. (2) منسوخة آية السيف، (3) ومنسوخة بــ،. ﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللهِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ ۝ ٱلَّذِینَ عَاهَدتَّ مِنۡهُمۡ ثُمَّ یَنقُضُونَ عَهۡدَهُمۡ فِي كُلِّ مَرَّةࣲ وَهُمۡ لَا یَتَّقُونَ ۝ فَإِمَّا تَثۡقَفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡحَرۡبِ ((فَشَرِّدۡ بِهِم مَّنۡ خَلۡفَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ یَذَّكَّرُونَ)) ۝ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِیَانَةࣰ فَٱنۢبِذۡ إِلَیۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَاۤءٍ إِنَّ ٱللهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡخَاۤئنِینَ﴾ [الأنفال 55 - 58]،.
❊ الرد : بخصوص القول (3) ليست منسوخة، إنما معلقة بــزمن،. قال اْلله،. ﴿((مَا كَانَ لِنَبي أَن یَكُونَ لَهُ أَسۡرَىٰ [[حَتَّىٰ]] یُثۡخِنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ)) تُرِیدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡیَا وَٱللهُ یُرِیدُ ٱلۡآخِرَةَ وَٱللهُ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ ۝ لَّوۡلَا كِتَابࣱ مِّنَ ٱللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمۡ فِیمَاۤ أَخَذۡتُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ ۝ فَكُلُوا۟ مِمَّا غَنِمۡتُمۡ حَلَالࣰا طَیِّبࣰا وَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ إِنَّ ٱللهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الأنفال 67 - 69]،.
ــ (2) أما آية السيف فقد سبق بيانها في جزء آية السيف،.
ــ (1) أما نسخها بنفسها، فهذا القول غلط، إنما هو أمرٌ معلق، معلق حتى توضع الحرب أوزارها، فقد قال الله فيها،. ﴿..فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَاۤءً [[حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا]]،...﴾،.

25 ــــــ كل من عند الله،. والسيئة من نفسك،.
قال ٱلله،. ﴿أَیۡنَمَا تَكُونُوا۟ یُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجࣲ مُّشَیَّدَةࣲ وَإِن تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةࣱ یَقُولُوا۟ هَـٰذِهِ مِنۡ عِندِ ٱللهِ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةࣱ یَقُولُوا۟ هَذِهِ مِنۡ عِندِكَ *((قُلۡ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ ٱللهِ))* فَمَالِ هَؤلَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا یَكَادُونَ یَفۡقَهُونَ حَدِیثࣰا ۝ مَّاۤ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةࣲ فَمِنَ ٱللهِ *((وَمَاۤ أَصَابَكَ مِن سَیِّئَةࣲ فَمِن نَّفۡسِكَ))* وَأَرۡسَلۡنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولࣰا وَكَفَىٰ بِٱللهِ شَهِیدࣰا﴾ [النساء 78 - 79]،.
قيل بأن الآية الأولى ناسخة للثانية وقيل العكس،. وليس فيهما نسخ ولا تضاد ولا تعارض،. إنما هو سوء فهم كالعادة،.
❊ الرد،. الخير لا يكون بكسب أيدينا مطلقاً،. إنما هو من الله محضاً خالصاً، وليس لنا نحن أي دخل فيه،. أما المصائب التي تحصل لنا، فهي كلها عقوبات ((جزاء من الله، بما كسبت أيدينا نحن سابقاً)) وقد يعفو عن بعضها،. فالجزاء [يأتي بعد السيئة التي فعلتَها مسبقاً]،. بالتالي،. ((الحسنة والسيئة من عند الله))،. وفي السيئة سبب آخر منك، أنك فعلت سيئة سابقة، فردها الله عليك،.
ــ قال الله،. ﴿وَإِذَاۤ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةࣰ فَرِحُوا۟ بِهَا *((وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ))* إِذَا هُمۡ یَقۡنَطُونَ﴾ [الروم 36]،.
ــ وقال،. ﴿وَمَاۤ *((أَصَابَكُم مِّن مُّصِیبَةࣲ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِیكُمۡ))* وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲ﴾ [الشورى 30]،.
ــ وقال،. ﴿فَكَیۡفَ إِذَاۤ *((أَصَابَتۡهُم مُّصِیبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ))* ثُمَّ جَاۤءُوكَ یَحۡلِفُونَ بِٱللهِ إِنۡ أَرَدۡنَاۤ إِلَّاۤ إِحۡسَانࣰا وَتَوۡفِیقًا﴾ [النساء 62]،.
ــ وقال،. ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ *((بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِي ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُوا۟))* لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ﴾ [الروم 41]،.
ــ وقال،. ﴿وَكَذَلِكَ *((نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّالِمِینَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ))﴾* [الأنعام 129]،.
ــ وقال،. ﴿أَوَلَمَّاۤ أَصَابَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ *((قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَذَا قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡ))* إِنَّ ٱللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [آل عمران 165]،.
ــ وقال،. ﴿..فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ بِظُلۡمِهِمۡ،..﴾ [النساء 153]،.
ــ وقال،. ﴿..فَدَمۡدَمَ عَلَیۡهِمۡ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمۡ فَسَوَّاهَا﴾ [الشمس 14]،.
ــ وقال،. ﴿فَبِظُلۡمࣲ مِّنَ ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ حَرَّمۡنَا،...﴾ [النساء 160]،.
ــ وقال،. ﴿..فَأَخَذَهُمُ ٱللهُ بِذُنُوبِهِمۡ،..﴾ [آل عمران 11]،.
ــ وقال،. ﴿..فَأَهۡلَكۡنَاهُم بِذُنُوبِهِم،..﴾ [الأنعام 6]،.
ــ وقال،. ﴿..قُلۡ فَلِمَ یُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم،..﴾ [المائدة 18]،.
ــ وقال،. ﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِ،..﴾ [العنكبوت 40]،.
ــ وقال،. ﴿أَوَلَمۡ یَهۡدِ لِلَّذِینَ یَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَاۤ ((أَن لَّوۡ نَشَاۤءُ أَصَبۡنَاهُم بِذُنُوبِهِمۡ)) وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ﴾ [الأعراف 100]،.
ــ وقال،. ﴿وَعَلَى ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ *((حَرَّمۡنَا كُلَّ ذِي ظُفُرࣲ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ وَٱلۡغَنَمِ حَرَّمۡنَا عَلَیۡهِمۡ شُحُومَهُمَاۤ إِلَّا مَا حَمَلَتۡ ظُهُورُهُمَاۤ أَوِ ٱلۡحَوَایَاۤ أَوۡ مَا ٱخۡتَلَطَ بِعَظۡمࣲ ذَلِكَ جَزَیۡنَاهُم بِبَغۡیِهِمۡ))* وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [الأنعام 146]،.
فالشر إنما كان لذنبك أنت،. أنت ابتدأته بنفسك، فجازاك الله به وردها عليك،.
ومثل ذلك [[الجنة والنار]]،. فكلاهما من الله، يُدخل الله الجنة من يشاء ((برحمته وفضله))،. ويُدخل الله الناس النار ((جزاءً بما جنوا على أنفسهم))،. قال ٱلله،. ﴿وَلَوۡلَاۤ أَن تُصِیبَهُم مُّصِیبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ فَیَقُولُوا۟ رَبَّنَا لَوۡلَاۤ أَرۡسَلۡتَ إِلَیۡنَا رَسُولࣰا فَنَتَّبِعَ ءَایَاتِكَ،..﴾ [القصص 47]،. ويصح أن أقول في الجنة والنار،. [[كل من عند الله]]،. ولكن النار عقاب لمن أساء قبل ذلك،. فالسيئة، تكون بما قدمت يداك من قبل،. ثم تأتي المصيبة [لأنها عقوبة من الله]،. فكله من عند الله،. أما الحسنة فهي من الله خالصة،. كما أننا ندخل الجنة بفضله ورحمته،. وليس بفضل أعمالنا،.
ــ ملاحظة،. لا يمكن أن يناقض الإنسان العاقل نفسه في نفس الوقت،. فكيف يقال هذا عن رب العالمين؟!،.

26 ــــــ أحلت الغنائم للنبي ﷺ، ولم تحل لمن قبله،.
قالوا بأن الأنفال أحلت للنّبي ﷺ،. ولم تحل لأحد قبله، فهذا نسخ لما كان في الشرائع السابقة،. والحديث صحيح،. ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ،. ﴿ﺃُﻋْﻄِﻴﺖ ﺧﻤﺴًﺎ ((ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻬﻦ ﺃﺣﺪٌ ﻗﺒﻠﻲ))؛ ﺑُﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ اﻷﺣﻤﺮ ﻭاﻷﺳﻮﺩ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﻳُﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﺑُﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﻣﺔ، ((ﻭﺃُﺣِﻠّﺖ ﻟﻲ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ، ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻞّ ﻷﺣﺪٍ ﻗﺒﻠﻲ، ﻭﻧُﺼﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﻋّﺐ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ))، ﻭﺟُﻌﻠﺖ ﻟﻲ اﻷﺭﺽ ﻃﻬﻮﺭاً ﻭﻣﺴﺠﺪاً، ﻓﺄﻳﻤﺎ ﺭﺟﻞٌ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ اﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺣﻴﺚ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ، ﻭزاد ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: ﻭﺃﻋﻄﻴﺖ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ"
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ. ✅،.
❊ الرد،. هذا تفضيل وليس بنسخ،. والله يفضل بين الأنبياء، وقد تكلمنا عنه مفصلاً في جزء [11 - شبهات اختلاف الشرائع]،.

27 ــــــ الإشهاد عند البيع في آية الدين،.
قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا تَدَایَنتُم بِدَیۡنٍ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى فَٱكۡتُبُوهُ وَلۡیَكۡتُب بَّیۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِ وَلَا یَأۡبَ كَاتِبٌ أَن یَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللهُ فَلۡیَكۡتُبۡ وَلۡیُمۡلِلِ ٱلَّذِي عَلَیۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡیَتَّقِ ٱللهَ رَبَّهُ وَلَا یَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَیۡـࣰٔا فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَیۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِیهًا أَوۡ ضَعِیفًا أَوۡ لَا یَسۡتَطِیعُ أَن یُمِلَّ هُوَ فَلۡیُمۡلِلۡ وَلِیُّهُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱسۡتَشۡهِدُوا۟ شَهِیدَیۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡ فَإِن لَّمۡ یَكُونَا رَجُلَیۡنِ فَرَجُلࣱ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَاۤءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَاهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰ وَلَا یَأۡبَ ٱلشُّهَدَاۤءُ إِذَا مَا دُعُوا۟ وَلَا تَسۡـَٔمُوۤا۟ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِیرًا أَوۡ كَبِیرًا إِلَىٰۤ أَجَلِهِ ذَلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدۡنَىٰۤ أَلَّا تَرۡتَابُوۤا۟ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةࣰ تُدِیرُونَهَا بَیۡنَكُمۡ فَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَا *((وَأَشۡهِدُوۤا۟ إِذَا تَبَایَعۡتُمۡ))* وَلَا یُضَاۤرَّ كَاتِبࣱ وَلَا شَهِیدࣱ وَإِن تَفۡعَلُوا۟ فَإِنَّهُ فُسُوقُۢ بِكُمۡ وَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱللهُ وَٱللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة 282]،.
قالوا أنها منسوخة ببعض الأحاديث التي فيها البيع من غير شهود،. 🤦🏻‍♂،.
❊ الرد : ليس فيها نسخ، إنما الأمر باقٍ كما أمر اللّٰه، ولو وجدت الناس كلهم لا يطيعون الله، هذا ليس بمسوغ لإبطال أمر الله،. ولا يوجد حديث يثبت أن النّبي ﷺ تبايع سراً دون إشهاد الناس،.

28 ــــــ النفير للجهاد،.
قال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ خُذُوا۟ حِذۡرَكُمۡ فَٱنفِرُوا۟ ثُبَاتٍ أَوِ *((ٱنفِرُوا۟ جَمِیعࣰا))﴾* [النساء 71]،.
قالوا أنها منسوخة بــ،. ﴿وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِیَنفِرُوا۟ كَاۤفَّةࣰ...﴾ [التوبة 122]،.
❊ الرد : ليست نسخاً،.
الأولى للمقاتلين في أرض المعركة، والثانية قبل الذهاب للمعركة،.
في الأولى قال ٱنفِرُوا۟ جَمِیعࣰا،. وفي الثانية قال كَاۤفَّةࣰ، وهذه أشمل من تلك،.
ــ في الأولى تخيير بين النفير ثبات، والنفير جميع، وهم في أرض المعركة،. قال ٱلله،. ﴿ذَلِكَ ٱلۡفَضۡلُ مِنَ ٱللّهِ وَكَفَىٰ بِٱللهِ عَلِیمࣰا ۝ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ خُذُوا۟ حِذۡرَكُمۡ فَٱنفِرُوا۟ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنفِرُوا۟ جَمِیعࣰا ۝ وَإِنَّ مِنكُمۡ لَمَن لَّیُبَطِّئَنَّ فَإِنۡ أَصَابَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ قَالَ قَدۡ أَنۡعَمَ ٱللهُ عَلَیَّ إِذۡ لَمۡ أَكُن مَّعَهُمۡ شَهِیدࣰا ۝ وَلَئنۡ أَصَابَكُمۡ فَضۡلࣱ مِّنَ ٱللهِ لَیَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَیۡنَكُمۡ وَبَیۡنَهُ مَوَدَّةࣱ یَالَیۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِیمࣰا﴾ [النساء 70 - 73]،.
ــ والثانية نهيٌ عن النفير كافة قبل الذهاب للمعركة،. قال ٱلله،. ﴿مَا كَانَ ((لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِینَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن یَتَخَلَّفُوا۟ عَن رَّسُولِ ٱللهِ وَلَا یَرۡغَبُوا۟ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِ)) ذَلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا یُصِیبُهُمۡ ظَمَأࣱ وَلَا نَصَبࣱ وَلَا مَخۡمَصَةࣱ فِي سَبِیلِ ٱللهِ وَلَا یَطَـُٔونَ مَوۡطِئࣰا یَغِیظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا یَنَالُونَ مِنۡ عَدُوࣲّ نَّیۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلࣱ صَالِحٌ إِنَّ ٱللهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝ وَلَا یُنفِقُونَ نَفَقَةࣰ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةࣰ ((وَلَا یَقۡطَعُونَ وَادِیًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِیَجۡزِیَهُمُ ٱللهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝ وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِیَنفِرُوا۟ كَاۤفَّةࣰ)) فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنۡهُمۡ طَاۤئفَةࣱ لِّیَتَفَقَّهُوا۟ فِي ٱلدِّینِ وَلِیُنذِرُوا۟ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة 120 - 122]،.

29 ــــــ قال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَى ((ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰ)) فَمَنۡ عُفِيَ لَهُ مِنۡ أَخِیهِ شَيْءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَاۤءٌ إِلَیۡهِ بِإِحۡسَانࣲ ذَلِكَ تَخۡفِیفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [البقرة 178]،.
قالوا هذه الآية منسوخة بآية،. ﴿وَكَتَبۡنَا عَلَیۡهِمۡ فِیهَاۤ أَنَّ ((ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَیۡنَ بِٱلۡعَیۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصࣱ)) فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةࣱ لَّهُ وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ فَأُو۟لَئكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ﴾ [المائدة 45]،.
❊ الرد : حقيقةً، الإنسان يستغرب من أفعال هؤلاء الشيوخ، كيف نسخوا آية في ٱلۡقُرآن، بآية من التوراة التي نزلت قبل ٱلۡقُرآن بمئات السنين؟!،. بينما شرط النسخ عندهم أن تُنسخ الآية بآية نزلت متراخيةً عنها في الزمن، أي بعدها وليست قبلها،. فهذا أمرٌ عجيب وغريب حقاً،. [وقد تكلمنا عن هذه القضية مفصلاً في الجزء 19 - آية تربص الأرملة]،.
ــ والأعجب من ذلك،. هو أنهم بنسخهم هذا، ضربوا قاعدتهم التي نحتوها بأيديهم، والتي تقول (شرع من قبلنا ليس شرعاً لنا)،. ورغم هذا النسخ الغبي والباطل والمُحدَث،. أخذوا هذه الآية التي هي في شرع من قبلنا فبداية الآية ﴿وَكَتَبۡنَا عَلَیۡهِمۡ فِیهَاۤ﴾،. أي في التوراة، فنسخوا بها آية في شرعنا، وثبتوا شرعهم لنا 🤷🏻‍♂️ [وقد رددنا عليها مفصلاً في الجزء 10 - الشريعة واحدة]،.
ــ وقال آخرون بالعكس، أي أن آية البقرة هي الناسخة لآية المائدة،. والرد على هؤلاء، أن سورة المائدة فيها،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾ [المائدة 3]،. ومعلومٌ بالحديث الصحيح أنها قد نزلت في عرفة، في آخر حياة النبي ﷺ في الحج،. فهي نزلت بعد سورة البقرة وليست قبلها،. فكيف نسخت آيات سورة البقرة، آيات من سورة المائدة، وقد نزلت قبلها؟!،. فالموضوع عند كلا الطرفين مضروب،. وهذا التخبط بسبب محاولاتهم لإلغاء آية من ٱلۡقُرآن ظنوا أنها معارضة،. والآية حق،. ليست منسوخة،.
ــ كل ما في الأمر أنهم لم يفهموا آية البقرة على وجهها الصحيح،. واستنزلوا عليها تصوراتهم الشخصية، وثقافتهم القبائلية، فظنوا بأن الله يقول، طالما المقتول عبدٌ، فاقتلوا به عبداً مثله من طرف القاتل [[وإن لم يكن قاتلاً!!]]،. وطالما أن المقتول أنثى، فاقتلوا مكانها أنثى مكانها من طرف القاتل [[وإن كانت بريئة،. وإن كان القاتل حراً أو عبداً!!]]،.
ــ وهذا الفهم فيه ظلمٌ كبير لمن لا شأن له بالمقتول،. وفيه مخالفة لقول الله،. ﴿وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ یَنتَصِرُونَ ۝ ((وَجَزَاؤُا۟ سَیِّئَةࣲ سَیِّئَةࣱ مِّثۡلُهَا)) فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُ عَلَى ٱللهِ إِنَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلظَّالِمِینَ ۝ وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِ فَأُو۟لَئكَ مَا عَلَیۡهِم مِّن سَبِیلٍ ۝ إِنَّمَا ٱلسَّبِیلُ عَلَى ٱلَّذِینَ یَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَیَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ أُو۟لَئكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [الشورى 39 - 42]،.
ــ وقال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ((كُونُوا۟ قَوَّامِینَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَاۤءَ لِلهِ وَلَوۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَالِدَیۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِینَ)) إِن یَكُنۡ غَنِیًّا أَوۡ فَقِیرࣰا فَٱللهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلۡهَوَىٰۤ أَن تَعۡدِلُوا۟ وَإِن تَلۡوُۥۤا۟ أَوۡ تُعۡرِضُوا۟ فَإِنَّ ٱللهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا﴾ [النساء 135]،.
ــ وقال ٱلله،. ﴿قُلۡ أَمَرَ رَبِّيَ ((بِٱلۡقِسۡطِ)) وَأَقِیمُوا۟ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدࣲ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف 29]،.
وآياتٌ كثيرةٌ غيرها،. تأمر بالقسط وتمنع الظلم والاعتداء على من لا شأن له بالقضية،. والقسط يعني الاستقامة والمساواة، قال ٱلله،. ﴿وَزِنُوا۟ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِیمِ﴾ [الشعراء 182]،.
فلا يمكن أن تكون الآية بمعنى اقتلوا شبيه المقتول وإن كان دمه حراماً، ولم يقتل أحداً!،. وقد قال نبيّ ٱلله ﷺ،. «...ﻓﺈﻥ ﺩﻣﺎءﻛﻢ، ﻭﺃﻣﻮاﻟﻜﻢ، ﻭﺃﻋﺮاﺿﻜﻢ، ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺣﺮاﻡ، ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻫﺬا، ﺃﻻ ﻓﻠﻴﺒﻠﻎ اﻟﺸﺎﻫﺪ اﻟﻐﺎﺋﺐ، ﻓﺈﻥ اﻟﺸﺎﻫﺪ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻭﻋﻰ ﻟﻪ ﻣﻨﻪ». ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ✅،.
ــ وقال كذلك،. ﴿ﻻ ﻳﺤﻞ ﺩﻡ اﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ، ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻻ باحدى ثلاث: اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭاﻟﺜﻴﺐ اﻟﺰاﻧﻲ، ﻭاﻟﺘﺎﺭﻙ ﻟﺪﻳﻨﻪ اﻟﻤﻔﺎﺭﻕ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ﴾. ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ✅،.
ــ وبهذين الحديثين، نعلم أن المسلم البريء الذي لم يَقتُل، دمه معصومٌ حرامٌ، فكيف يُقتل بذنب غيره؟!،. إنما الذي يُقتل هو القاتل فحسب،. ﴿النفس بالنفس﴾، فقط،.
ــ أما الآية الأولى،. فهي تتكلم عن القتال الذي جرى بين طائفتين من المؤمنين ثم أصلحوا بينهم،. قال ٱلله،. ﴿وَإِن طَاۤئفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱقۡتَتَلُوا۟ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَا فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَاهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَاتِلُوا۟ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللهِ فَإِن فَاۤءَتۡ ((فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوۤا۟ إِنَّ ٱللهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ ۝ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ)) فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡ وَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الحجرات 9 - 10]،.
ــ بعد هذا الاقتتال، سيكون هناك قتلى من الطائفتين، من الأحرار والعبيد والإناث وغيرهم،. ولكنهم الآن تصالحوا بينهم بالعدل ووضعت الحرب أوزارها، فقال الله،. ﴿..وَأَقۡسِطُوۤا۟ إِنَّ ٱللهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ ۝ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ،..﴾،. وحين ترجع لآية القصاص، تجده ذكر أنه أمر حصل بين الإخوة،. ﴿فَمَنۡ عُفِيَ لَهُ مِنۡ أَخِیهِ شَيْءࣱ﴾،. فأمرنا الله أن نُقسط بينهم،. وعلّمَنَا كيف نُقسط بينهم بالتفصيل في هذه الآية،.
ــ قال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَى﴾،. أي، تتبعوا القتلى من الطائفتين،. يعني،. اقتصوهم واحصوا عددهم، الأحرار والعبيد والإناث، ثم اجعلوا مقابل الحر المقتول، حراً مقتولاً من الطائفة الأخرى [فيكون هذا بذاك]،. ومقابل العبد المقتول، عبداً مقتولاً من الطائفة الأخرى [فيكون هذا بذاك]،. ومقابل الأنثى المقتولة، أنثى قد قُتلت من الطائفة الأخرى [فتكون هذه بتلك]،. وهذا هو قوله،. ﴿ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰ﴾،.
ــ وبعد هذه المقابلة من الطائفتين،. سيفضُل ويزيد آخرين قتلى، ليس لهم مقابل في الطائفة الأخرى،. هذه الزيادة قال ٱلله فيها،. ﴿فَمَنۡ عُفِيَ لَهُ مِنۡ أَخِیهِ شَيْءࣱ﴾،. أي ما زاد بعد ذلك،. [[لأن العفو يعني الزيادة كما قال ٱلله،. ﴿..وَیَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا یُنفِقُونَ قُلِ ٱلۡعَفۡوَ،..﴾ أي ما زاد من أموالكم]]،. فإن ظَهَر عددٌ زائد من القتلى بعد تلك المقابلة المُقسطة،. بالتالي،.
ــ قال ٱلله،. ﴿فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَاۤءٌ إِلَیۡهِ بِإِحۡسَانࣲ ذَلِكَ تَخۡفِیفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱ﴾،. وهذا أمرٌ من الله،. أمرهم بأن يأخذوا الدية مقابل الذين زادوا من القتلى،. وأن يؤدوا إليهم الدية،. ولهذا سميت ديةً، أي أداءً مقابل القتلى،. وهذا أمرٌ عليهم أن يقبلوه،. وليس تخييراً، وهذا هو التخفيف من المقابلة بالقتل،.
ــ ثم نهى عن العودة لهذا الاعتداء فقال،. ﴿فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾،. قال هذا لأن الذي حصل بين الطائفتين كان اعتداءً،.
ــ والآية التي تليها،. قال ٱلله،. ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَیَوٰةࣱ یَـٰۤأُو۟لِي ٱلۡأَلۡبَابِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة 179]،. قال ذلك، لأن الاقتصاص والتتبع في القتلى وعدّهم وتقصيهم ثم تطبيق هذه المقابلة، سيوقف الدماء فسيحيى الناس، وهذا يدل أن القصاص ليس له علاقة بالقتل [هو أشمل من القتل]،. إنما هو من التتبع والدقة في أثر الجاني، فيكون سواء بسواء،. فإن اتبعنا أمر الله في القصاص هذا،. فسنحيا، ولن يقع منا قتلى أكثر،. وهذه هي الحياة، وليس الأمر كما قال الناس،. أن القتل في الحدود يؤدي إلى خوف الناس من الجريمة فسيتوقفون عن القتل، وسنحيا!!،.
ــ وهذه المقابلة التي في آية البقرة،. تشبه المقابلة في جزاء صيد المحرم،. قال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلصَّیۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمࣱۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤءࣱ مِّثۡلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ یَحۡكُمُ بِهِ ذَوَا عَدۡلࣲ مِّنكُمۡ هَدۡیَۢا بَالِغَ ٱلۡكَعۡبَةِ أَوۡ كَفَّارَةࣱ طَعَامُ مَسَاكِینَ ((أَوۡ عَدۡلُ ذَلِكَ صِیَامࣰا)) لِّیَذُوقَ وَبَالَ أَمۡرِهِ عَفَا ٱللهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنۡ عَادَ فَیَنتَقِمُ ٱللهُ مِنۡهُ وَٱللهُ عَزِیزࣱ ذُو ٱنتِقَامٍ﴾ [المائدة 95]،.
ــ العجيب، أن الله قبلها بآية قال [ولاحظ كيف خُتمت الآية]،. قال ٱلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَیَبۡلُوَنَّكُمُ ٱللهُ بِشَيءࣲ مِّنَ ٱلصَّیۡدِ تَنَالُهُ أَیۡدِیكُمۡ وَرِمَاحُكُمۡ لِیَعۡلَمَ ٱللهُ مَن یَخَافُهُ بِٱلۡغَیۡبِ ((فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمࣱ))﴾ [المائدة 94]،.
ــ وهذه الخاتمة، هي نفسها خاتمة آية،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَى ((ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰ)) فَمَنۡ عُفِيَ لَهُ مِنۡ أَخِیهِ شَيْءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَاۤءٌ إِلَیۡهِ بِإِحۡسَانࣲ ذَلِكَ تَخۡفِیفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱ ((فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمࣱ))﴾ [البقرة 178]،.
ــ فالكلام في هذه الآية كان عن مقابلة القتلى بالقتلى بعد الاعتداء الذي حصل بين طائفتين من المؤمنون ثم تصالحوا بينهم،. فالآية ليست منسوخة، إنما تتكلم عن قضية مختلفة تماماً، لها أحكامها وتفاصيلها،.

30 ــــــ ذبح إبراهيم لابنه،. هل نسخ؟!،.

قال اْلله،. ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡي قَالَ یَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّي أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ یَا أَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاۤءَ ٱللهُ مِنَ ٱلصَّابِرِینَ ۝ فَلَمَّاۤ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُ لِلۡجَبِینِ ۝ وَنَادَیۡنَاهُ أَن یَا إِبۡرَاهِیمُ ۝ قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡیَاۤ إِنَّا كَذَلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰۤؤُا۟ ٱلۡمُبِینُ ۝ وَفَدَیۡنَاهُ بِذِبۡحٍ عَظِیمࣲ ۝ وَتَرَكۡنَا عَلَیۡهِ فِي ٱلۡآخِرِینَ ۝ سَلَامٌ عَلَىٰۤ إِبۡرَاهِیمَ ۝ كَذَلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝ إِنَّه مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [الصافات 102 - 111]،.
ــــ النُساخ المعاصرون،. وبعض السلفية،. يظنون أن الله كان يمزح مع إبراهيم، وأنه عمل فيه مقلبًا وضَحِك عليه [حاشاه]!،. حَسْبُنَا اللّٰه وَنِعْمَ الْوَكِيْل،. استخدموا هذه الحادثة للاستدلال على وقوع النسخ في كلام الله،. وهذه من الأمثال التي يستخدمونها ضد اليهود والنصارى،. أنهم كذلك لديهم نسخ في كتبهم،.
ــ نحن لا علينا مما في كتبهم المحرفة، ولكن يعنينا طعن السلفيين في قرآننا واتهامهم لربنا بالتناقض والاختلاف [وإصرارهم على الطعن]،.
ــ قالوا بأن الفداء نسخ الذبح،. وهذا الكلام باطل، ولا وجود للنسخ في القصة، وكل كلامهم فيه محدث منكر،. وذلك من عدة وجوه،.

ــــ أولاً،. الرؤيا خبرٌ،.

رؤيا الأنبياء حق،. وهي نبوءات ومبشرات لهم،. يعلمون منها شيئاً من الغيب،. ولم تكن رؤى الأنبياء أوامر ونواهي،. ولو أراد الله أن يأمر أو ينهى أو ينزل على النّبي تشريعاً، لن يجعله في رؤيا،. بل يوحي إليه وحياً مباشراً،. وليس عبر الرؤى [وهكذا كانت منامات النّبي ﷺ كلها]،. إنما الرؤى حقائق ومبشرات ونبوءات لما سيقع في المستقبل، يلزمها إيمان وتصديق، كذلك رؤيا إبراهيم،. فلم يكن في رؤياه (حكمٌ) وأمرٌ بالذبح،. إنما رأى في منامه أنه يذبح ابنه [وسيتبين أكثر أنه خبر صدق]،.
ــ كذلك رَأَى يوسف رؤيا،. كانت تحدثه عما سيحصل في المستقبل، ولا تأمره وتنهاه بشيء، والنّبي ﷺ رَأَى عدة رؤى في حياته،. كلها عن أمور الغيب، الجنة والنار وأحوال الآخرة، وبعض الرموز في اللبن والقميص والرطب والبيت الذي ينقصه لبنة ليكتمل وغير ذلك مما لا أمر فيه ولا نهي،. فالرؤى حديث عن الغيب،. ومبشرات ونذارات،.
ــ ولو كان أمراً من الله، لأوحى إليه مباشرةً وأمره بها،. كما أوحى لموسى أن يأمر بني إسرائيل،. ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ إِنَّ ٱللهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُوا۟ بَقَرَةࣰ قَالُوۤا۟ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوࣰا قَالَ أَعُوذُ بِٱللهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَاهِلِینَ﴾ [البقرة 67]،. ولكن مع إبراهيم،. كانت الرؤيا خبرٌ عن المستقبل،. عن أمرٍ سيحدث،.
ــ وبمقارنة رؤية إبراهيم برؤية يوسف،. يوسف قال،. ﴿إِذۡ قَالَ یُوسُفُ لِأَبِیهِ یَـٰۤأَبَتِ *((إِنِّي رَأَیۡتُ))* أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِي سَاجِدِینَ﴾ [يوسف 4]،. فقد رآها مرة واحدة فقط،. أما إبراهيم فقد تكررت عليه الرؤيا كثيراً، فقال،. ﴿..قَالَ یَا بُنَيَّ *((إِنِّي أَرَىٰ))* فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّي أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰ..﴾ [الصافات 102]،.
ــ فَهِم إبراهيم أنه أمر، لأن الرؤيا تكررت عدة مرات، فخشي إن لم يفعل ما يؤمر به،. أن يُسخط ربه،. وحين كلم ابنه قال،. ﴿..فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰ..﴾ [الصافات 102]،. ولو كان أمراً ملزماً، لما خير ابنه لينظر ماذا يرى!!،. كذلك إسماعيل، فهم أنه أمر من الله،. ﴿..قَالَ یَا أَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُ..﴾ [الصافات 102]،. لذات الأمر [تكررت الرؤيا]،. وهذا لا يعني بالضرورة أنه فعلاً أمرٌ من الله،. ولكنه غلب عليهم هذا الظن واعتبروه أمراً،. فخضعوا له جميعاً،.
ــــ والرؤيا خبرٌ صادقٌ ونبوءة من الله،. والخبر لا يُنسخ (في دين النُساخ أنفسهم، وهو من أهم شروطهم، بل يسمون نسخ الخبر كفراً)،. فكيف قيل أن الرؤيا منسوخة؟!،. كيف نسخوا الخبر،. وكذّبوا الله [تعالى الله عما يقولون]؟!،.

ثانياً،. ــــ الفعل مضارع وليس بماضٍ،.

الذي حصل أن النُساخ قرؤوها (إني أرى في المنام أني ذبحتك!!)،. بينما هي،. ﴿إِنِّي أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّي أَذۡبَحُكَ﴾،. فهو فعل مضارع، وليس ماض، وإبراهيم فعل ذلك حقاً، ﴿فَلَمَّاۤ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُ لِلۡجَبِینِ﴾،.. هذا هو الذي رآه إبراهيم بالضبط ففعله،.. فكيف يقال بعدها أنه رُفع واتكنسل؟!،.

ثالثاً،. ــــ شهادة الله لإبراهيم أنه صدق الرؤيا،.

إبراهيم صدّق الرؤيا بدليل قول الله،. ﴿..یَا إِبۡرَاهِیمُ ۝ قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡیَاۤ..﴾ [الصافات 104 - 105]،.
ــ فكيف يقال بأن الله تراجع؟!،. وأن إبراهيم لم يفعل ما رآه؟!،. إن أول من يُكذّب هذه الدعوى هو الله، فقد شهد لإبراهيم أنه صدّق الرؤيا،. أي فعل بالتمام ما أُمِرَ به،.

رابعاً،. ــــ من سبقكم بهذه البدعة؟!،. [هذه من قواعدهم]،.

رغم أننا لا نحتج بها،.. فهذا النسخ السخيف، لم يقل به أحد من النُساخ الأوائل، هذا النسخ تبناه سفهاء السلفية المتأخرون فقط،. وإلا فهو مردود عليهم بقول سيدهم، وأبو النسخ عندهم،. أبو جعفر النحاس [338 ﮬ.]، صاحب كتاب الناسخ والمنسوخ،. قال فيه،. "ﻭﺃﺟﺎﺯ ﻗﺎﺋﻞ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺦ اﻟﺸﻲء ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺻﻼﺓ ﺛﻢ ﻧﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺇﺫا ﻧﺎﺟﻴﺘﻢ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﻘﺪﻣﻮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻧﺠﻮاﻛﻢ ﺻﺪﻗﺔ} [اﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ 12] ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺪﻩ {ﻓﺈﺫ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا} [اﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ 13] اﻵﻳﺔ، ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ {اﻵﻥ ﺧﻔﻒ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﺿﻌﻔﺎ} [اﻷﻧﻔﺎﻝ 66] ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﻘﻮﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺫا ﻓﺮﺽ ﺷﻴﺌﺎ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺣﺐ، ﺛﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﺇﺫا ﺷﺎء،. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ: ﻓﻬﺬا ﻗﻮﻝ، ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻥ ﻫﺬا ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺦ ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺸﻲء ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻤﺘﺪ، ((ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻧﺴﺦ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا. ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻟﺮﺟﻞ : ﻗﻢ, ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻻ ﺗﻘﻢ, ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺬا ﺑﺪاء, ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻠﻪ، ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ : اﺫﺑﺢ، ﺛﻢ ﻳﻘﺎﻝ : ﻻ ﺗﺬﺑﺢ، ﻓﻬﺬا ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺳﺦ ﻭﻻ ﻣﻨﺴﻮﺥ)) ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﺬا اﻟﺬﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘﻄﻊ ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﷺ ((ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺇﻥ ﻫﺬا ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺦ)) ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ، ﻭاﻟﺬﺑﺢ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ، ﻭﻫﺬا ﻗﻮﻝ ﺻﺤﻴﺢ ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ،. ....[إلى أن قال].... ((ﻭاﻟﻘﻮﻝ اﻷﻭﻝ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻝ، ﻭاﺣﺘﺠﺎﺝ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺤﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺻﻼﺓ ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﻻ ﺣﺠﺔ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺦ)) ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺎﻝ *((ﻧﺴﺦ اﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ))* ﺇﻻ اﻟﻘﺎﺷﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ..." إﮬ. [الناسخ والمنسوخ 637]،.

قلت [محسن]،. وقد بحثت عن هذا القاشاني مطولاً، لعلي أجد تفصيل ما قاله ولكن،. لم يتيسر لي ذلك،. وأظن أن كتابه مفقود،. أو لم يُطبع بعد،. وهذا من رحمة الله وفضله على المسلمين،.

فالنحاس وهو (أبو النسخ، وشيخ شيوخ النُساخ) نفى أن يكون ثمة نسخ في قصة إبراهيم،. ولكنك ستجد هذا الزعم عند من تأخر عنه،. فقد وجدت قولا للخطيب البغدادي [463 ﮬ.]،. دون عزو ودون برهنة ودون نسبة للسلف ولا لأي أحد من العلماء، قال بالنسخ فيها،. قال،. "ﻭﻧﺴﺦ اﻟﻔﻌﻞ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻭﻗﺘﻪ ﻳﺠﻮﺯ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﺒﺪاء، ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺑﺬﺑﺢ اﺑﻨﻪ ﺛﻢ ﻧﺴﺨﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﺖ اﻟﻔﻌﻞ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﺯﻩ" [الفقيه والمتفقه 332/1]،.

ولا يؤبه لقول الخطيب، بعد أن تبين ألا نسخ فيها وبعد أن كذبه شيخ النُساخ أبو جعفر النحاس،.

فنقول أخيراً،. لا نسخ في رؤيا إبراهيم، وقد تبين الحق وأن الله قال له ﴿قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡیَاۤ..﴾،. فإبراهيم فعل كل ما في الرؤيا بالضبط،. والْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ،. أظهر الله الحق وأزهق الباطل،. إن الباطل كان زهوقاً،.

وإلى هنا، نكون قد وصلنا لنهاية مقالات جريمة الناسخ والمنسوخ ((فيما يخص آيات ٱلۡقُرآن))، نسأل الله أن يتقبلها منا،.

نهاية الجزء الثالث والعشرون،.

ونختم بقول الله،. رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

بڪيبـورد، محسن الغيثـي،.

ليست هناك تعليقات: