الجمعة، 17 فبراير 2023

جريمة النسخ في القرآن،. [16]،. آية المحاسبة

جريمة النسخ في القرآن،. [16]،. آية المحاسبة،. ✅،.

محاور هذا الجزء،.
ــ يجب أن ننسخها لأنها آيةٌ مُفزعة، لا نريدها،.
ــ الآية حقيقة وخبر، كيف نسختموها؟!،.
ــ الرد والتصويب،.
ــ المحاسبة على أعمال القلوب،.
ــ الجزاء الحقيقي لما نخفيه من شر،.
ــ تحريف النحاس، وتناقض الرازي،.

قال الله،. ﴿للهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ((وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِي أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللهُ)) فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرٌ﴾ [البقرة 284]،.

قال النُساخ، كيف يحاسبنا ونحن لم نقل شيئاً ولم نفعل؟!،. لابد أن ننسخها فهي آية مخيفة جداً،. هيا بنا نسعى لإبطالها ونسخها، فإن ألغيناها فلن يحاسبنا الله بعد ذلك 😳، فعلينا إبطال مفعول الآية،. فإن لم نجد ما يبطلها في ٱلۡقُرآن أو الحديث،. فسوف نعقد عليها الاجماع، ونتفق على إفسادها،.

قال اْلله،. ﴿هُوَ ٱلَّذِي أَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِیمَانࣰا مَّعَ إِیمَانِهِمۡ وَلِلهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَكَانَ ٱللهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا ۝ لِّیُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَاتِ جَنَّاتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَارُ خالِدِینَ فِیهَا وَیُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَیِّـَٔاتِهِمۡ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللهِ فَوۡزًا عَظِیمࣰا ۝ وَیُعَذِّبَ ٱلۡمُنَافِقِینَ وَٱلۡمُنَافِقَاتِ وَٱلۡمُشۡرِكِینَ وَٱلۡمُشۡرِكَاتِ ((ٱلظَّاۤنِّینَ بِٱللهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ عَلَیۡهِمۡ دَاۤئرَةُ ٱلسَّوۡءِ)) وَغَضِبَ ٱللهُ عَلَیۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرࣰا﴾ [الفتح 4 - 6]،.

✺ للعلم،. الظن بالله ظن السَوء،. ⇜ عملٌ قلبي، وهو مما يخفيه النُساخ [وكثير من الشيوخ] في أنفسهم،.

كيف يقولون لن يحاسبنا ولن يؤاخذنا بما في أنفسنا،. وقد قال ٱلله،. ﴿لَّا یُؤَاخِذُكُمُ ٱللهُ بِٱللَّغۡوِ فِي أَیۡمَانِكُمۡ *((وَلَكِن یُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡ))* وَٱللهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ﴾ [البقرة 225]،.
ــ وقال،. ﴿..وَلَا تَعۡزِمُوا۟ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ یَبۡلُغَ ٱلۡكِتَابُ أَجَلَهُ *((وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللهَ یَعۡلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُ))* وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللهَ غَفُورٌ حَلِیمࣱ﴾ [البقرة 235]،.

واستدلوا بحديثٍ "صحيح" هذه المرة [والْحَمْد لله، أخيراً 🙂]،. وآخر ضعيف [مشهور]،.

ــ الحديث الصحيح، قال فيه رسُول اللّٰه ﷺ،. ﴿ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻷﻣﺘﻲ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ، ﺃﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ﴾،.
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ،. ✅،.

فنسخوا الآية بهذا الحديث لما بينهما من تناقض [في قلوبهم]،.

أما الحديث الآخر وهو ضعيف، ونبدأ بتخريجه أولاً قبل إثبات حجية وإحكام الآية والرجوع للحديث الصحيح،.

1 ــــــ الحديث الأول،.

ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ 1/ 332 (3071) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ [سيء الحفظ ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﻌﻤﺮ [ضعيف في غير الزهري ❌]، ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻷﻋﺮﺝ، عن مجاهد، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺎﺱ، ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻓﻘﺮﺃ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﺒﻜﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﺔ ﺁﻳﺔ؟ ﻗﻠﺖ: {ﺇﻥ ﺗﺒﺪﻭا ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻮﻩ ﻳﺤﺎﺳﺒﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﻠﻪ} ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: «ﺇﻥ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﺰﻟﺖ، ﻏﻤﺖ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻏﻤﺎ ﺷﺪﻳﺪا، ﻭﻏﺎﻇﺘﻬﻢ ﻏﻴﻈﺎ ﺷﺪﻳﺪا، ﻳﻌﻨﻲ، ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻫﻠﻜﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺆاﺧﺬ ﺑﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﻨﺎ، ﻭﺑﻤﺎ ﻧﻌﻤﻞ، ﻓﺄﻣﺎ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: ﻗﻮﻟﻮا: ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ، ﻗﺎﻟﻮا: ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻨﺴﺨﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﺁﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻭاﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ} ﺇﻟﻰ: {ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺒﺖ} ﻓﺘﺠﻮﺯ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺃﺧﺬﻭا ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ».

ـ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﺮاﺯﻱ: *((ﻛﻨﺖ ﻣﻌﺠﺒﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺖ ﻟﻪ ﻋﻮﺭﺓ))* : ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﻇﻔﺮ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ [رافضي مثل الحمار ❌]، ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺭﺟﻞ [مجهول، ❌ عينه أبو حاتم]، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ
ﻭﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺟﺎﻧﺔ.
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﻳﺨﻄﺊ ﻓﻴﻪ. ❌،.
ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺟﺎﻧﺔ، *((ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﺧﻄﺄ))*. «ﻋﻠﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ» (1719).
ـ ﻭﻗﺎﻝ: اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ: ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻟﻀﺒﻌﻲ، ﻭاﺧﺘﻠﻒ ﻋﻨﻪ؛
ﻓﺮﻭاﻩ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ.
ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻫﺰاﻥ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺟﺎﻧﺔ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ.
ﻭﻫﺬا ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮاﺏ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ.
ﻭاﺧﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ؛
ﻓﺮﻭاﻩ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ.
ﻭﺧﺎﻟﻔﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺪﻳﻞ، ﻓﺮﻭاﻩ ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ.
ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻭﻫﻢ، ﻭاﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺟﺎﻧﺔ. «اﻟﻌﻠﻞ» (3120).

ــــ رجال الحديث،.

- ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﺑﻦ ﻫﻤﺎﻡ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ اﻟﺤﻤﻴﺮﻱ ﻣﻮﻻﻫﻢ، ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ، ﻋﻤﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﺘﻐﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺸﻴﻊ، ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ، ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ (211 ﻫـ)، ﻭﻟﻪ ﺧﻤﺲ ﻭﺛﻤﺎﻧﻮﻥ. (ﻋ).
قال عنه ابو حاتم الرازي يكتب حديثه ولا يحتج به
قال عنه ابو بكر البزار صدوق بتشيع
قال عنه الجرجاني أرجو أنه لا بأس به إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير
احمد شعيب النسائي: فيه نظر، لمن كتب عنه بأخرة كتب عنه أحاديث مناكير
أحمد بن صالح الجيلي: ثقة يتشيع
زيد بن المبارك خرق كتبه عنه، ومرة: كذاب يسرق الحديث
سفيان بن عيينة: أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا.
عباس بن عبد العظيم العنبري: كذاب، والواقدي أصدق منه
علي بن المديني: كان أشبه بأصحاب الحديث من هشام بن يوسف، وكان عبد الرزاق يذاكر.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ اﻟﺮاﺯﻱ, ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺴﻨﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺩﻋﺖ سفيان اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻗﻠﺖ: ﺃﺭﻳﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺿﻞ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ. «اﻟﻀﻌﻔﺎء» ﻟﻠﻌﻘﻴﻠﻲ 4/46.
ـ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻌﻨﺒﺮﻱ: ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ، ﺇﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﻛﺬاﺏ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻮاﻗﺪﻱ ﺃﺻﺪﻕ ﻣﻨﻪ. «اﻟﻀﻌﻔﺎء» ﻟﻠﻌﻘﻴﻠﻲ 4/47.
ـ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ: ﻗﻠﺖ ﻷﺑﻲ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ. «اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ» 6/39.
ـ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﻴﺜﻤﺔ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ، ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻳﺮﺩ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻠﺘﺸﻴﻊ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ، ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ، ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﺃﻏﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﺌﺔ ﺿﻌﻒ، ﻭﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ. «ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﻜﻤﺎﻝ» 18/59.

- ﻣﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺭاﺷﺪ، اﻷﺯﺩﻱ، ﻣﻮﻻﻫﻢ، ﺃﺑﻮ ﻋﺮﻭﺓ، اﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻧﺰﻳﻞ اﻟﻴﻤﻦ، ﺛﻘﺔ ﺛﺒﺖ ﻓﺎﺿﻞ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻭاﻷﻋﻤﺶ ﻭﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﻛﺬا ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ، ﻭﻫﻮ اﺑﻦ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ. (ﻋ).
- ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺰﻫﺮﻱ, ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ. «ﺷﻌﺐ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻠﺒﻴﻬﻘﻲ» 6/458.
- ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺪﻭﺭﻱ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﻌﻤﺮ: ﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ. «ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ» (3913).
ـ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ: ﻣﻌﻤﺮ ﺳﻴﺊ اﻟﺤﻔﻆ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻭاﻷﻋﻤﺶ. «اﻟﻌﻠﻞ» 12/221.
ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ: ﻣﻌﻤﺮ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺿﻌﻴﻒ. «ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ» 59/410.
ـ ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﻴﺜﻤﺔ: ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ: ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻣﻀﻄﺮﺏ ﻛﺜﻴﺮ اﻷﻭﻫﺎﻡ. «اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭاﻟﺘﺠﺮﻳﺢ» ﻟﻠﺒﺎﺟﻲ 2/742.
- ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﻴﺜﻤﺔ: ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ: ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻨﺠﻮﺩ، ﻣﻀﻄﺮﺏ ﻛﺜﻴﺮ اﻷﻭﻫﺎﻡ. «اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭاﻟﺘﺠﺮﻳﺢ» ﻟﻠﺒﺎﺟﻲ 2/742.
- ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﻴﺜﻤﺔ: ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ: ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻣﻀﻄﺮﺏ ﻛﺜﻴﺮ اﻷﻭﻫﺎﻡ. «اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭاﻟﺘﺠﺮﻳﺢ» ﻟﻠﺒﺎﺟﻲ 2/742.

الحديث ضعيف ❌،. بسبب ضعف عبدالرزاق ومعمر،. وأعله أبي حاتم والدارقطني،.

2 ــــــ الحديث الثاني،.

ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (2990) ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ [شيعي محترق، ﺻﺎﺣﺐ ﺗﺨﻠﻴﻂ، ﺣﺪﺙ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﺳﻮء ❌]، ﻋﻦ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ [مدلس، ولم يصرح بالسماع ❌], ﻋﻦ اﻟﺴﺪﻱ [هو إسماعيل بن عبدالرحمن، شيعي ضعيف كذاب ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﻘﻮﻝ،. ﴿ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﻭﺇﻥ ﺗﺒﺪﻭا ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻮﻩ ﻳﺤﺎﺳﺒﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء ﻭﻳﻌﺬﺏ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء} اﻵﻳﺔ ﺃﺣﺰﻧﺘﻨﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﺤﺎﺳﺐ ﺑﻪ، ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻐﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ، ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻨﺴﺨﺘﻬﺎ {ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺒﺖ}﴾،.

الحديث ضعيف ❌،. لتخليط عبيدالله بن موسى، وتدليس إسرائيل، وكذب السدي،. وهي من رواية الشيعة الذين يطعنون في الصحابة،.

3 ــــــ الحديث الثالث،. فيه : لا نطيقها،. ذلت بها ألسنتهم،. فنسخها الله،.

ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭ اﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ بسندهم،.. عن كليهما (ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻭﺭﻭﺡ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ) ﻋﻦ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ [روايته عن أبيه معلولة ❌]، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ اﻟﺤﺮﻗﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ،. ﴿ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ {ﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﺇﻥ ﺗﺒﺪﻭا ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻮﻩ ﻳﺤﺎﺳﺒﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء ﻭﻳﻌﺬﺏ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻭاﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ} ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﻓﺄﺗﻮا ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﺛﻢ ﺟﺜﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻛﺐ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻛﻠﻔﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻄﻴﻖ، اﻟﺼﻼﺓ، ﻭاﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻭاﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭاﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻭﻻ ﻧﻄﻴﻘﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: ﺃﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ: ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﻋﺼﻴﻨﺎ؟ ﺑﻞ ﻗﻮﻟﻮا: {ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ ﻏﻔﺮاﻧﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺇﻟﻴﻚ اﻟﻤﺼﻴﺮ} ﻓﻘﺎﻟﻮا: {ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ ﻏﻔﺮاﻧﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺇﻟﻴﻚ اﻟﻤﺼﻴﺮ} ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻗﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺫﻟﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ، ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ: {ﺁﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻭاﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻛﻞ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﻻ ﻧﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺭﺳﻠﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮا ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ ﻏﻔﺮاﻧﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺇﻟﻴﻚ اﻟﻤﺼﻴﺮ} *((ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﺫﻟﻚ، ﻧﺴﺨﻬﺎ اﻟﻠﻪ))* ﻗﺎﻝ ﻋﻔﺎﻥ: ﻗﺮﺃﻫﺎ ﺳﻼﻡ ﺃﺑﻮ اﻟﻤﻨﺬﺭ: ﻳﻔﺮﻕ, ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺒﺖ} ﻓﺼﺎﺭ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻛﺴﺐ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺷﺮ، ﻓﺴﺮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا، {ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺆاﺧﺬﻧﺎ ﺇﻥ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺎﻧﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ {ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺻﺮا ﻛﻤﺎ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ {ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﻪ} ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ {ﻭاﻋﻒ ﻋﻨﺎ ﻭاﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭاﺭﺣﻤﻨﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻓﺎﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ} (اللفظ لأحمد)،.

- اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ اﻟﺤﺮﻗﻲ، ﺃﺑﻮ ﺷﺒﻞ اﻟﻤﺪﻧﻲ، ﺻﺪﻭﻕ ﺭﺑﻤﺎ ﻭﻫﻢ، ﻣﻦ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﺑﻀﻊ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ. (ﺭ ﻣ 4).
ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺠﺔ.
ـ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﻴﺜﻤﺔ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻢ ﻳﺰﻝ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻘﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ.
ﻭﺳﺌﻞ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻋﻦ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﺑﺬاﻙ. «ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ» 3/ 2/295.
ـ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ، ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻀﻄﺮﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻟﻴﺲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺤﺠﺔ. «اﻟﻀﻌﻔﺎء» ﻟﻠﻌﻘﻴﻠﻲ 4/ 432.
ـ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ: ﺳﺌﻞ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺑﺄﻗﻮﻱ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ: ﻗﻴﻞ ﻷﺑﻲ: ﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ اﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺃﺷﻴﺎء. «اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ» 6/ 357.
ـ ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺪﻱ: اﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻣﻮﻟﻰ اﻟﺤﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﻴﻨﺔ، ﻣﺪﻳﻨﻲ، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻱ. «اﻟﻜﺎﻣﻞ» 8/ 154.

4 ــــــ الحديث الرابع،.

ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﻨﺴﺎئي ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ،. بسندهم ﻋﻦ ﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ اﻟﺠﺮاﺡ [ثقة، يروي بالمعنى]، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ [ثقة يدلس، ولم يصرح بالسماع ❌]، ﻋﻦ ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻣﻮﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ [صدوق، ليس بحجة ❌]، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻳﺤﺪﺙ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻝ:
«ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﻭﺇﻥ ﺗﺒﺪﻭا ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻮﻩ ﻳﺤﺎﺳﺒﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﻠﻪ} ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء، ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ: ﻗﻮﻟﻮا ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﻃﻌﻨﺎ ﻭﺳﻠﻤﻨﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻟﻘﻰ اﻟﻠﻪ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺒﺖ ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺆاﺧﺬﻧﺎ ﺇﻥ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ {ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺻﺮا ﻛﻤﺎ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ {ﻭاﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭاﺭﺣﻤﻨﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﻮﻻﻧﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ» (اللفظ لمسلم).

ـ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺁﺩﻡ ﻫﺬا ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ.
ـ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﻭاﻟﺪ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ.

- ﺁﺩﻡ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻟﻘﺮﺷﻲ اﻟﻜﻮﻓﻲ، ﻭاﻟﺪ ﻳﺤﻴﻰ، ﺻﺪﻭﻕ، ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ. (ﻣ ﺗ ﺳ)#.

الآن وبعد أن تبين أن كل طرق هذا الحديث ضعيفة،. بقي لدينا الحديث الصحيح،. وليس فيه لفظة (النسخ)،. وسنورده في الرد إِنْ شٰاْءَ اللّٰه حتى نبين أنه لا تعارض بين الحديث وبين الآية مطلقاً،. إنما الحديث تفسير لآية أخرى في ٱلۡقُرآن،.

ــــــــــــــ الرد والتصويب،.

ــــ نسوا مجدداً أن الآية خبرُ صِدقٍ [وحقٍ وحقيقة]، وليست في الأحكام [وهذه تقسيمات النُساخ، وليست تقسيمات المؤمنين بآيات الله كلها]،. فالآية ليس فيها أمرٌ ونهي،. [وعندهم، لا يجوز نسخ آيات الأخبار] ورغم ذلك سعوا جاهدين لنسخها وإلغائها!،. 🤷🏻‍♂️،. وبهذا اتهموا ربهم بالكذب تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا،.

الآية فيها مُلكُ الله [في أولها]، وقُدرة الله [في آخرها]،. وما بينهما مشيئة الله وعمله،. قال ما قاله عن نفسه،. فلم يخجلوا من نسخها، أو نسخ شَطرها،. وهذه للمرة الألف، ينسخون (نصف آية)،. ويتركون نصفها محكماً،. بينما آية النسخ التي يعتمدون عليها، قال الله فيها،. ﴿ما ننسخ من آية﴾،. ولم يقل، ما ننسخ من نصف آية!!،. ولكن الأمر عند النُساخ (حيصة بيصة)،. وشغلهم هذا تعجّل وتهوّر وتقفيلٌ للقلوب،.

وهذا النسخ يدل بشكل واضح أنهم معتدون متجاوزون على ٱلۡقُرآن، وأنهم يؤمنون بوجود التعارض الحقيقي فيه،. وليس التعارض الظاهري،. فلو كان تعارضاً ظاهريا، لعالجوه بتصويب الفهم وليس بالنسخ،. كما فعلوا بآية النسيان،.
قال اْلله على لسان موسى،. ﴿قَالَ عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابࣲ *((لَّا یَضِلُّ رَبِّي وَلَا یَنسَى))﴾* [طه 52]،.
وقال كذلك،. ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِینَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَیۡنَ ذَلِكَ *((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِیࣰّا))﴾* [مريم 64]،.
ــــ بينما قال في موضع آخر،. ﴿ٱلۡمُنَافِقُونَ وَٱلۡمُنَافِقَاتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضࣲ یَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَقۡبِضُونَ أَیۡدِیَهُمۡ *((نَسُوا۟ ٱللهَ فَنَسِیَهُمۡ))* إِنَّ ٱلۡمُنَافِقِینَ هُمُ ٱلۡفَاسِقُونَ﴾ [التوبة 67]،.
وقال،. ﴿قَالَ كَذَلِكَ أَتَتۡكَ ءَایَاتُنَا *((فَنَسِیتَهَا وَكَذَلِكَ ٱلۡیَوۡمَ تُنسَىٰ))﴾* [طه 126]،.
ففي مثل هذه الحالة، لم يقل أحد من العلماء أن فيها ناسخ ومنسوخ،. بل عالجوا القضية بتصويب الفهم، أو بتفسير محرف،. وهو أهون بألف مرة من النسخ والإبطال، قالوا بأن النسيان هو الترك،. وبغض النظر هل أصابوا فيها أم لا،. ولكن المهم أنهم لم يعالجوها بالنسخ،. فالنسخ يُستخدم كالكي بالنار، والبتر، وهو [عندهم] العلاج الأنجع لتعارض الآيات،. وراحة بالٍ لمن أتعبه التفكير والتدبر والنظر في سياق الآيات ومحاولة التوفيق بينها،. فيذهب للنسخ ويرتاح هكذا،. حلٌ سريع،.

ــــــــــــــــــــ الرد على السفهاء [الذين نسخوا الآية]،.

ــــــــ القسم الأول من النُساخ، نسخوا آية المحاسبة بآية،. ﴿لَا یُكَلِّفُ ٱللهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ ((وَعَلَیۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡ)) رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَاۤ إِن نَّسِینَاۤ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَیۡنَاۤ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤ أَنتَ مَوۡلَانَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَافِرِینَ﴾ [البقرة 286]،.

واستدلوا بها لأنها وردت في الأحاديث الضعيفة [التي سبق تخريجها وتبين أنها ضعيفة كلها ❌]،. فقالوا بأن الكسب يكون من عمل الجوارح، وأن الله نسخ عمل القلوب بهذه اللفظة ﴿وعليها ما اكتسبت﴾،. وهذا يعارض ما نخفيه في أنفسنا،. بالتالي، هذه نسخت تلك،.

والرد عليهم كالتالي،.

1 ــــــــــ أن الكسب يكون للقلوب كذلك،. قال ٱلله،. ﴿لَّا یُؤَاخِذُكُمُ ٱللهُ بِٱللَّغۡوِ فِي أَیۡمَانِكُمۡ *((وَلَكِن یُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡ))* وَٱللهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ﴾ [البقرة 225]،.

فكلمة الكسب، لا تُحصر لعمل الجوارح فقط،. إنما حتى عمل القلوب، تسمى كسباً،. فلا تعارض بين الآيتين،. والله سيحاسبنا على ما نخفيه في قلوبنا، وسيحاسبنا كذلك على ما أظهرناه على جوارحنا،. وكلا الآيتين حق،.

2 ـــــــــ قال الله،. "يحاسبكم به الله"، ولم يقل "يعذبكم"،.

الآية ليس فيها [يعذبكم]،. أو أن الله سيعذب كل من أخفى في نفسه شيئاً،. بل قال اْلله فيها،. ﴿....وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِي أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ *((یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللهُ))* فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرٌ﴾ [البقرة 284]،.

والحساب لوحده،. لا يقتضي منه العذاب،.. بل جعل الله العذاب تحت مشيئته، إما أن يعذب أو يغفر بعد المحاسبة،. ولا أدري لماذا فهم النُساخ أن العذاب حتمٌ وواقعٌ لزاماً!!،. الذي هو حتمٌ واقع، هو المحاسبة وليس العذاب،. ولو أكملوا الآية لوجدوا أن الله جعل ما تخفي الانفس [ما يخشونه] تحت مشيئته،. ولم يتوعد صاحبه بالعذاب مصيراً حتمياً أوحداً،. بل قال فيهم،. ((فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ))،.

فلم يتوعد بأنه سيعذب كل من أضمر وأخفى في نفسه شيئاً،. بل جعله تحت مشيئته،. فالوعيد بالعذاب ليس مطلقاً لكل من أخفى في نفسه شيئاً من الشر والسوء،. ولكن يبدو أن الأمر [يكاد المريب يقول خذوني، واللي على راسه بطحة يتحسسها]،. ظن الشيخ النّاسخ أنه هو المقصود فيها ففزع وخاف وفرَق وأشفَق فنسخ،. فارتاح ضميره،. وظن أنه بنسخه هذا قد فلت منها،. فعل كالمنقلب،. الذي أنكر عذاب القبر ليرتاح، وكالملحد الذي أنكر النار ليفعل ما يشاء،.

والحقيقة، لو نقبت في ٱلۡقُرآن والحديث الصحيح،. ستجد آيات كثيرة نهى الله فيها عن أمور قلبية مخفية في الأنفس،. ومن خالف الله فيها فقد عصاه واستحق به العذاب [إن شاء ربه]،. كالظن السيء، والبغض والحسد والكِبر،. *((ومنه كذلك الايمان الجازم بأن في ٱلۡقُرآن تناقضاً يلزمه نسخٌ))،.* هذه كلها معاصي وآثامٌ مخفية في الأنفس،. وهم تحت المشيئة قد يعذبهم، وقد يغفر لهم [والمغفرة للمسلمين فقط]،. وهذا كله بعد المحاسبة،.

ــ ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ،. ﴿ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭاﻟﻈﻦ، ﻓﺈﻥ اﻟﻈﻦ ﺃﻛﺬﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻻ ﺗﺤﺴﺴﻮا، ﻭﻻ ﺗﺠﺴﺴﻮا، ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮا، ﻭﻻ ﺗﺤﺎﺳﺪﻭا، ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻏﻀﻮا، ﻭﻻ ﺗﺪاﺑﺮﻭا، ﻭﻛﻮﻧﻮا ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﺇﺧﻮاﻧﺎ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻤﺴﻠﻢ. ✅،.

وهناك أعمال مخفية في الأنفس،. كالنفاق، وكُره الدين كله وكره القرآن وما أنزل الله، وحب شيوع الفاحشة،. تحول الانسان للإلحاد والزندقة دون أن يظهر من ذلك شيئاً،. فهو كافر يخفي كفره عن أهله وأبويه وقومه،. كلها تدل أن الله قد يعاقب على ذنوبٍ مخفية في الأنفس، لم يظهرها أصحابها، ولكن الله سيحاسبهم بها،. وهي من آثام القلوب،. التي لا يعلم بها إلا الله [أعمال مخفية في الأنفس]،.

قال ٱلله عن المنافقين،. ﴿وَلِیَعۡلَمَ ٱلَّذِینَ نَافَقُوا۟ وَقِیلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡا۟ قَـٰتِلُوا۟ فِي سَبِیلِ ٱللهِ أَوِ ٱدۡفَعُوا۟، قَالُوا۟ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالࣰا لَّٱتَّبَعۡنَاكُمۡ ((هُمۡ لِلۡكُفۡرِ یَوۡمَئذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِیمَانِ یَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِهِم مَّا لَیۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡ وَٱللهُ أَعۡلَمُ بِمَا یَكۡتُمُونَ))﴾ [آل عمران 167]،.

والنفاق عمل من أعمال القلوب،. ولكن سيحاسبون عليها أشد الحساب، ويعذبون بها،. وإن لم يقولوا إلا خيراً،. والله سيعذبهم إن شاء،. قال ٱلله،. ﴿لِّیَجۡزِيَ ٱللهُ ٱلصَّادِقِینَ بِصِدۡقِهِمۡ ((وَیُعَذِّبَ ٱلۡمُنَافِقِینَ إِن شَاۤءَ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ)) إِنَّ ٱللهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [الأحزاب 24]،.
ــ وقال،. ﴿((لِّیُعَذِّبَ ٱللهُ ٱلۡمُنَافِقِینَ وَٱلۡمُنَافِقَاتِ)) وَٱلۡمُشۡرِكِینَ وَٱلۡمُشۡرِكَاتِ ((وَیَتُوبَ ٱللهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَاتِ)) وَكَانَ ٱللهُ غَفُورࣰا رَّحِیمَۢا﴾ [الأحزاب 73]،.

ــ وقال اْلله عنهم،. ﴿هُوَ ٱلَّذِي أَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِیمَانࣰا مَّعَ إِیمَانِهِمۡ وَلِلهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَكَانَ ٱللهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا ۝ لِّیُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَاتِ جَنَّاتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَارُ خالِدِینَ فِیهَا وَیُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَیِّآتِهِمۡ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللهِ فَوۡزًا عَظِیمࣰا ۝ ((وَیُعَذِّبَ ٱلۡمُنَافِقِینَ وَٱلۡمُنَافِقَاتِ وَٱلۡمُشۡرِكِینَ وَٱلۡمُشۡرِكَاتِ ٱلظَّاۤنِّینَ بِٱللهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ عَلَیۡهِمۡ دَاۤئرَةُ ٱلسَّوۡءِ)) وَغَضِبَ ٱللهُ عَلَیۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرࣰا﴾ [الفتح 4 - 6]،.

للعلم،. الظن بالله ظن السَوء،. كأن تؤمن بأن ٱلۡقُرآن متناقض وفيه آيات تخالف بعضها،. وهذا عملٌ قلبي، وهو بالضبط مما يخفيه النُساخ في أنفسهم،. بل أن هذا العمل القلبي، تمت ترجمته لأرض الواقع بعلم عظيم السيط، بارز الملامح، ظاهر المكانة عند النُساخ، سموه ((علم الناسخ والمنسوخ))، وبالفعل قاموا بإلغاء آيات كثيرة من ٱلۡقُرآن وحتى من الحديث،. وها نحن نحاول ردهم للجادة بعد هذا الافساد،.

ومن الأمور المخفية في الأنفس،. ((كتمان الشهادة)) ممن قد شهد الواقعة من قبل، ولكنه كتمها في نفسه ولم يُبدها،. قال اْلله،. ﴿..وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللهِ وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة 140]،.

فالله سيحاسب على كل شيءٍ، حتى الأعمال المخفية،. ومن أولى هذه الأعمال القلبية التي سيحاسب الله عليها،. هي كتمان الشهادة، ذلك أن [كتمان الشهادة] جائت قبل آية المحاسبة مباشرةً،. قال اْلله،. ﴿وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ وَلَمۡ تَجِدُوا۟ كَاتِبࣰا فَرِهَانࣱ مَّقۡبُوضَةࣱ فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا فَلۡیُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلۡیَتَّقِ ٱللهَ رَبَّهُ ((وَلَا تَكۡتُمُوا۟ ٱلشَّهَادَةَ وَمَن یَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُ ءَاثِمࣱ قَلۡبُهُ)) وَٱللهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِیمࣱ ۝ للهِ مَا في ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ((وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِي أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللهُ)) فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرٌ﴾ [البقرة 283 - 284]

ــــــــــــ وبالمقابل،. الأعمال الحسنة للقلوب،.

هناك أعمال خيرٍ مخفيةٌ في الأنفس،. يثيب الله بها الناس،. كالإيمان بالله واليوم الآخرة،. وحب النبي ﷺ أكثر من الأهل والمال والناس أجمعين،. وكره اتخاذ العلماء أرباباً،. وحب الأخ لأخيه في الله،. وأن تحب للمسلمين ما تحبه لنفسك،. [والتمني أن يكون لديك مال لتنفقه في سبيل الله كما يفعل فلان]،. وكلها أعمال مخفية في الأنفس،. لا تبدوا للناس،. وفيها أجر وثواب،.

ــ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻧﺴﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ،. ﴿ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ *((ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ))﴾* ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﻨﺴﺎﺋﻲ. ✅،.

ــ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ،. ﴿ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ، ﻭﻭاﻟﺪﻩ، ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ،. ✅،.

ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺟﺎء اﻟﻌﻄﺎﺭﺩﻱ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ ﻗﺎﻝ،. ﴿ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻛﺘﺐ اﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭاﻟﺴﻴﺌﺎﺕ، ﺛﻢ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ، *((ﻓﻤﻦ ﻫﻢ ﺑﺤﺴﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺴﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ))*، ﻓﺈﻥ ﻫﻮ ﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ، ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻊ ﻣﺌﺔ ﺿﻌﻒ، ﺇﻟﻰ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻛﺜﻴﺮﺓ، *((ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺑﺴﻴﺌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺴﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ))* ﻓﺈﻥ ﻫﻮ ﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺳﻴﺌﺔ ﻭاﺣﺪﺓ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ. ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ. ✅،.

ــ ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻗﺎﻝ،. ﴿ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﺇﻥ ﻫﻢ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﺤﺴﻨﺔ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻫﻢ ﺑﺴﻴﺌﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﺘﺒﻮﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﻫﺎ حسنة﴾،.
ـ ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ،. ﴿ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: ﺇﺫا ﻫﻢ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﺴﻴﺌﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﺘﺒﻮا ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﺳﻴﺌﺔ، ﻭﺇﺫا ﻫﻢ ﺑﺤﺴﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﺣﺴﻨﺔ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻮﻫﺎ ﻋﺸﺮا﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ. ✅،.

فأعمال القلوب كثيرة جداً، تكاد تكون أكثر وأعظم من أعمال الجوارح،. ومن ذلك الإيمان والكفر،. فلو عطلت ونسخت وشطبت هذه الآية، فكأنك تقول أن الله لن يحاسب على الكفر والنفاق والبغض والحسد والغل والحقد وووو ... الخ،.. بل سيحاسب الجميع،. ثم بعد الحساب،. أمرنا تحت مشيئة الله،.

3 ــــــــــ كل أعمالنا تحت المشيئة،.

قال اْلله بعد الحساب أنه إما أن يغفر، وإما أن يعذب، ﴿..وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِي أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللهُ ((فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ)) وَٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرٌ﴾ [البقرة 284]،. فقدَّم المغفرة على العذاب لما تخفيه الأنفس،. فالأمر كله تحت مشيئة الله،.

بل أكثر من ذلك،. ولو لم يكتف المسلم بإضمار الشر، بل أظهره، أي قام به فعلاً،.. فلا يلزم من ذلك أنه معذّبٌ بما فعل، بل هو كذلك تحت مشيئة الله،. [عدا الشرك]،. وذلك لقول اللّٰه،. ﴿إِنَّ ٱللهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن یَشَاۤءُ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰۤ إِثۡمًا عَظِیمًا﴾ [النساء 48]،.
ــ وقال،. ﴿وَلِلهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ *((یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ))* وَٱللهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [آل عمران 129]،.
ــ وقال،. ﴿أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللهَ لَهُ مُلۡكُ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلۡأَرۡضِ *((یُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ))* وَٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [المائدة 40]،.
ــ وقال،. ﴿..إِنَّ ٱللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ قَدِیرࣱ ۝ *((یُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَیَرۡحَمُ مَن یَشَاۤءُ))* وَإِلَیۡهِ تُقۡلَبُونَ﴾ [العنكبوت 20 - 21]،.

فالعذاب احتمال واقع، ولكن الذي لا احتمال فيه هو ((المحاسبة))، فالكل سوف يُحاسب،. وليس الكل سوف يُعذب،.

4 ـــــــــــــ والحساب نوعان،..

الحديث الصحيح،. [الذي نسخوا به الآية]،. هو كالتالي،.

ــ ﻋﻦ ﺯﺭاﺭﺓ ﺑﻦ ﺃﻭﻓﻰ اﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻗﺎﻝ،. ﴿ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻷﻣﺘﻲ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ، ﺃﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ. ✅.

وكلمة التجاوز ليست ضداً لكلمة المحاسبة،. فلا تعاكسها ولا تعارضها حتى يقال أنها نسختها،. فالله سيحاسب الناس جميعاً بما أخفوا في أنفسهم،. فمن أراد أن يعذبه عذبه بما أضمر أو أظهر من شر وسوء، ومن معاصي القلب والجوارح،. ((ومن شاء تجاوز عنه وغفر له))،. وقد ذكر الله هذا التجاوز في ٱلۡقُرآن أنه يكون بعد المحاسبة،. قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحࣰا فَمُلَاقِیهِ ۝ *((فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ ۝ فَسَوۡفَ یُحَاسَبُ حِسَابࣰا یَسِیرࣰا ۝ وَیَنقَلِبُ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِ مَسۡرُورࣰا))﴾* [الانشقاق 6 - 9]،.

فأصحاب اليمين، سيحاسبون حساباً يسيرا يوم العرض،. هذا يومٌ يعرض الله عليهم ذنوبهم ويقررهم بها،.. لن يُناقشهم الحساب، إنما يُعرض عليهم عملهم فحسب، ويُقررهم بذنوبهم، ثم يغفر ويستر عليهم، فينقلبون لأهلهم مسرورين،. ((وهذا هو التجاوز بعينه))،.

ــ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ،. ﴿ﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺇﻻ ﻫﻠﻚ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺟﻌﻠﻨﻲ اﻟﻠﻪ ﻓﺪاءﻙ، ﺃﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ {ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺗﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ. ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﻳﺴﻴﺮا}؟!،. ﻗﺎﻝ: *((ﺫاﻙ اﻟﻌﺮﺽ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ))* ﻭﻣﻦ ﻧﻮﻗﺶ اﻟﺤﺴﺎﺏ ﻫﻠﻚ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ. ✅،.

قال نبي اْلله ﷺ،. ﴿ذاك العرض، يُعرضون﴾،. وستجد العرض في ٱلۡقُرآن،. في بداية الكلام عن أصحاب اليمين،. قال اْلله،. ﴿یَوۡمَئذࣲ *((تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِیَةࣱ))* ۝ فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هَاۤؤُمُ ٱقۡرَءُوا۟ كِتَابِیَهۡ ۝ *((إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِیَهۡ))* ۝ فَهُوَ فِي عِیشَةࣲ رَّاضِیَةࣲ ۝ فِي جَنَّةٍ عَالِیَةࣲ ۝ قُطُوفُهَا دَانِیَةࣱ ۝ كُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ هَنِيئاً بِمَاۤ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَیَّامِ ٱلۡخَالِیَةِ﴾ [الحاقة 18 - 24]،.

فهؤلاء حوسبوا حساباً يسيراً، تم تجاوز الله عنهم،. واقرأ الآن حديث ((يوم العرض))،. لتعلم كيف يتجاوز الله عن أمة النّبي ﷺ،. رغم المحاسبة،. ولكنه لن يناقشهم أعمالهم، إنما سيعرضها عليهم عرضاً، يذكّرهم بها، ثم يغفر لهم،.

ــ ﻋﻦ ﺻﻔﻮاﻥ ﺑﻦ ﻣﺤﺮﺯ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺁﺧﺬا ﺑﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﻮﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ ﴿ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺪﻧﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻨﻔﻪ [أي سِتره]، ﻳﺴﺘﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻱ ﻋﺒﺪﻱ، ﺗﻌﺮﻑ ﺫﻧﺐ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻧﻌﻢ، ﺃﻱ ﺭﺏ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻱ ﻋﺒﺪﻱ، ﺗﻌﺮﻑ ﺫﻧﺐ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻧﻌﻢ، ﺃﻱ ﺭﺏ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻗﺮﺭﻩ ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ، ((ﻭﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻫﻠﻚ))، ﻗﺎﻝ: *((ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺪ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻗﺪ ﻏﻔﺮﺗﻬﺎ ﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ، ﺛﻢ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺣﺴﻨﺎته))*، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭاﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ، ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻷﺷﻬﺎﺩ: {ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﺃﻻ ﻟﻌﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ}.
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ. ✅،.

فالله سيحاسب الناس [حتى على ما يخفونه في أنفسهم]،. ثم ((يتجاوز عنهم))،.... أو يعذبهم،. فالكل خاضع لمشيئة الله،.

ولكن النّبي ﷺ خصص أمته بالخيار الأول،. بأن ((الله سيتجاوز عنها فيما أخفت في نفسها، طالما لم تُظهره عملاً أو قولاً))،. وكل ذلك بعد الحساب،. وليس قبل الحساب،. فالحساب سيكون على الجميع حتماً لا مفر منه،. وعلى كل شيء،.

وبذلك يتضح أنه لا تعارض بين الآيات والحديث الصحيح،. ولا إشكال، ولا تعارض ولا تناقض ولا اختلاف،. وحَسْبُنَا اللّٰه وَنِعْمَ الْوَكِيْل على كل من افترى على ٱلۡقُرآن بالناسخ والمنسوخ،.

ــــ هذا القسم خاص بالسلفيين،.

قال أبو جعفر النحاس [338 ﮬ.]،. "ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻧﺴﺦ؛ ((ﻷﻧﻬﺎ ﺧﺒﺮ))، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ﻭﺇﻥ ﺗﺒﺪﻭا ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻮﻩ ﻳﺤﺎﺳﺒﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﻠﻪ﴾ اﺷﺘﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻋﻈﻴﻢ، ﻓﻨﺴﺦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ﴾ ﺃﻱ: ﻧﺴﺦ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻢ، ﺃﻱ: ﺃﺯاﻟﻪ ﻭﺭﻓﻌﻪ" [الناسخ والمنسوخ 82]،.

سمعت يا سِلفي؟!،. الآية ليست منسوخة عند شيخكم صاحب التخصص، بل قال لا يجوز نسخها، الذي نُسخ ليس الآية، إنما هو (ما وقع في قلوب الصحابة) فقط [طبعاً هذه ترقيعة غبية ولكن نمشيها]،. 😏 يلا اقلب وجهك أيها السلفي، فشيخك يقول لا يجوز النسخ فيها لأنها (خبر)،. فــ هيا انقلع،.

وتعال انت يالنحاس، تعاااال،.. كيف حولت النسخ من ٱلۡقُرآن، للنسخ فيما وقع في صدور الناس؟!،. ايش حصل؟!،. ألم يكن النسخ لآيات ٱلۡقُرآن كما في آية النسخ عندك؟!،. ماذا حصل فجأة؟!،. أم هو مقتضيات التأويل وضروريات التحريف وصرف الحديث عن ظاهره؟!،. والتفسير الهوى؟!،. الحديث فيه [فنسخها الله] والكلام عن الآية، فلا تحرفها لــ (الذي في الصدور)،. بل راجع الحديث لتتأكد من ضعفه،. عوضاً عن تمريره ثم تحريف معناه،.

هذا يبين لك أن القوم يتخبطون في إفكهم،. الأول ينسخ الآية لأنه فهمها بشكل، ثم يأتي آخر يرفض النسخ لأنه فهمها بشكل مختلف عن الأول،. ثم يأتي ثالث، ويرقّعها فيصرفها لنسخ أي شيءٍ آخر لأنه [هو عاوز كده، قدعنة بس]،.

وطبعاً قول النحاس أنه لا يجوز النسخ فيه لأنه خبر،. [لم يعره العلماء بالاً، ولم يهتموا لأمره، وكأنه ليس بشيء]،. بل نسخه كثيرون بعده،. وجوّزوا نسخه، واختلفوا فيه على أقوال عديدة،. منهم أبو الفرج بن الجوزي في نواسخه، وابن حزم المزيّف في الناسخ والمنسوخ، الرازي في التفسير توسع فيه، وقال فيما قال أن العلماء اختلفوا في نسخ الأخبار!!! [صدمني 😳]،. والشوكاني في فتح القدير، وغيرهم الكثير،. واعتمدوا في النسخ على الحديث الذي رواه مسلم وفيه لفظة النسخ [سبق تخريجه]،. وهذا الحديث الذي [رواه مسلم] كان كافياً ليُسلموا بالنسخ،. فقد ورد في أشرف الكتب وأعلاها صحة بعد البخاري،.. ولكن رغم ذلك اختلفوا في النسخ،. وخالفوهم آخرون، أن النسخ غير جائز،. منهم أبو جرير الطبري الشيعي،. وبعضهم صَرَفَها على كتمان الشهادة بسبب السياق [وهو محق بهذا فالسياق فعلاً كان عن كتمان الشهادة، ولكن نحن قلنا بأن الآية سواءً كانت خاصة بالكتمان أو عامة لكل ما يَخفى في الأنفس، فهي حق وليست منسوخة]،. وبسبب مرويات [ضعيفة] عن ابن عباس،.

وهذه عادتهم في كل قضية نسخ،. بعضهم ينسخ، وبعضهم يرفض النسخ،. والأمر كله مرده للفهم الشخصي،. انظر مثلا لقول الرازي في تفسيره [مفاتيح الغيب]،. وستلاحظ أن نسخ الآيات، إنما يكون على حسب الفهم الشخصي (ليس إلا)،. وأن النسخ نسبي مطّاط،. على حسب مزاج الشيخ،.

قال الرازي [606 ﮬ.]،. "اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﺏ: ﻣﺎ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ [اﻟﺒﻘﺮﺓ 286] ﻭﻫﺬا ﺃﻳﻀﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻮﺟﻮﻩ،.
ﺃﺣﺪﻫﺎ: ((((ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻨﺴﺦ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ: ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﺴﺦ ﻣﺄﻣﻮﺭﻳﻦ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮاﺯ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻮاﻃﺮ)))) اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻗﻂ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ: «ﺑﻌﺜﺖ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ اﻟﺴﻬﻠﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ»
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ((((ﺃﻥ اﻟﻨﺴﺦ ﺇﻧﻤﺎ ﻳُﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻮ ﺩﻟﺖ اﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻝ اﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻮاﻃﺮ))))، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ اﻵﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ((ﺃﻥ ﻧﺴﺦ اﻟﺨﺒﺮ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻧﻤﺎ اﻟﺠﺎﺋﺰ ﻫﻮ ﻧﺴﺦ اﻷﻭاﻣﺮ ﻭاﻟﻨﻮاﻫﻲ)). ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﺎﺱ اختلفوا ﻓﻲ ﺃﻥ اﻟﺨﺒﺮ ﻫﻞ ﻳﻨﺴﺦ ﺃﻡ ﻻ؟!" [مفاتيح الغيب 7/105]،.

هل لاحظت كيف يعبثون في ٱلۡقُرآن؟!،. بعد أن ساق سبعة أقوال في الآية بين ناسخٍ وراد للنسخ، قال : هذا النسخ يصح ((لو قلنا))؟!،. ومن أنتم لتقولوا؟!،. وتجعلون قولكم الذي (لو قلتموه) يصحح النسخ؟!،. ((ولو)) لم تقولوا فلا يصح النسخ!،. جعلتم قولكم هو العبرة، وهو الحاكم على ٱلۡقُرآن،. وهو المتحكم في نسف الآيات،. عجييب،.

وبعد هذا، يقولون : الله هو الذي ينسخ!!،. كم هو عجيييب هذا الكذب والافتراء على الله،. سيجزيهم وصفهم،.

نهاية الجزء السادس عشر،.

رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

بڪيبـورد، محسن الغيثـي،.

ليست هناك تعليقات: