كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا،...
قالَ اْللّٰه،. ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [اﻷنبياء 29 ــ 33]
نراجع الآية كلمة كلمة،. ﴿أَوَلَمْ يَرَ ((الَّذِينَ كَفَرُوا)) أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [اﻷنبياء 30]
سؤال : لماذا كان الخطاب موجهاً للكافرين؟! أليس المؤمنون أولى بها؟! مع العلم أن هذه الجملة (أولم ير الذين كفروا...) بهذا النص، لم ترد في القُــرآن في موضع آخر غيرها،. وهل هي رؤية حقيقية أم مجازية؟! لو كانت حقيقية فلم خصصت للذين كفروا؟!
الرتق في اللسان هو الإنسداد والإلتحام أو التلاحم،. وعكسه الفتق، وهو الفصل والشق، أو النقض والفَطر،. وهذه أضداد في اللسان،.
بالنظر إلى كتب التفاسير، تجدهم اختلفوا في تفسير الآية على ثلاثة أقوال نختصرها كلها كالتالي :
❒ كانتا ملتصقتان ففرقهما الله. (وهذه الأشهر عند الناس اليوم).
❒ كانت سماءً واحدة، فصارت سبعاً، كذلك الأرض أصبحت سبعاً.
❒ كانت السماء مقفلة وصارت تنزل الماء، وكانت الأرض قاحلة فانشقت وأنبتت الزرع.
كنت أظن أنا، وكثيرٌ مثلي (تأثراً بعلماء الاعجاز الذين شوهوا معاني القُـرآن بموافقاتهم لإكتشافات الغرب ونظرية الانفجار الكبير)،. كنت أظن بأن السماء والأرض كانتا ملتصقتان قطعة واحدة، وهكذا فسروا الرتق، ثم تفرقتا (فَفَتَقْنَاهُمَا)، فرغم اختلاف المفسرين إلا أنهم اعتمدوا هذا التفسير لأنه الأكثر قرباً من نظرية الإنفجار الكبير،. ولكن هذا الظن خطأ لأسباب، أولا وبصراحة، لا يوجد في القُــرآن كله ما يدل على خلق السماوات والأرض بهذا الشكل وهذه الهيئة أنهما كانتا متصلقتين ببعض، بل خلق الله كل واحدة بنفسها على حدة، وفي أيام مختلفات، خلق السماوات في يومين، وخلق الأرض بما فيها في أربعة أيام، ولم ترد آية في القُــرآن تقول أنهما انفصلتا عن بعضما أصلاً! لأنهما من الأساس لم يكونا متصلين،. الأرض وضعها للأنام، والسماوات رفعها كما نرى،. ثانياً قولهم هذا ليس له دليل ولا برهان، لا من القُــرآن ولا حتى من العلم، لأن العلم الحديث الذي زعم وجود الانفجار العظيم زعمها افتراضاً وكان غرضه واحد، هو حذف الخلاق المبدع لهذه المنظومة والخليقة المتناسقة، وجعل الأمر عشوائياً، يشوبه الصدف والحظوظ، وحوادث غير معدة ولا متوقعة، ثم أوجدنا هكذا بالغلط، بدون قصد! فنحن كما قالوا عبارة عن حثالة كيميائية وغبار كوني، والأرض حبة رمل في فضاء شاسع تشكل بفعل الاصطدامات بين الكواكب والنجوم!
ــــ قالَ اْللّٰه ﴿كانتا رتقاً﴾ هل كلمة (كانتا) تفيد الماضِي،. وأن هذه الحالة حصلت في لحظة ما في التاريخ وانتهت،. وقد رآها من رآها؟!
لا، كلمة كان/كانت في القُــرآن لا تفيد الماض حصراً، إن قال الله عن شيء أنه كان كذا فهو كذا كما قال إلى يوم القيامة،. إلّا إذا ذكر الله أنه أصبح بعدها كذا،. قال عن الإنسان مثلاً،. ﴿..وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾ [اﻹسراء 11]،. هو إلى اليوم عجول، ولم يتغير، وقال عن الشيطان،. ﴿..وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [اﻹسراء 27]،. ولم يتغير،. وقال عن الصلاة،. ﴿..إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء 103]،. فهل تغير الأمر الآن؟ أم أنها كانت ومازالت مستمرة؟! فكلمة كان في القُــرآن لا تفيد الكلام عن ماض منقضٍ دائماً،.
ــــ الآية لا تتكلم عن التحام السماء بالأرض، ولم تكونا هكذا قط،. الآية تتحدث عن الآخرة والبعث والنشور تحديداً، والرؤية التي فيها (أولم ير الذين كفروا) رؤية حقيقية، وليست مجازاً، وهي رؤية تشمل كل الكافرين قديماً وحديثاً،. الكافرون الذين يكفرون بالآخرة والبعث،. وسآتي على هذا بالبينات والبراهين من الكتاب،.
مدار الآية كله على الماء، والإحياء بعد الموت،. فتتمتها،. ﴿..وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ..﴾
ــ السماء قطعة واحدة لا شق فيها ولا فروج كما نراها، هذا رتق فيها، ففتقها وأنزَل منها الماء.
ــ نزل الماء على أرض ميتة، مسدودة ملتحمة كما نراها، هذا رتق،. ففتقها بالماء فأحياها بعد موتها فأخرجت الكلئ والنبت،.
والموضوع كله عن الماء، بدليل تكملة الآية، وهكذا تصبح مفهومة، وهذا أول دليل على صحة هذا المعنى،. والآن لننظر شبيهاتها في القُــرآن لنستوعبها أكثر،.
فتق السماء،. ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ [القمر 11 ــ 12]
فتق الأرض،. ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ((ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا))﴾ [عبس 24 ــ 26]
عندك أربعة كلمات في الآية، اعتبرها مفاتيح للتدبر، (السماء، الأرض، الماء، الإحياء) انظر أين تجتمع هذه الكلمات في القُــرآن،. وفي أي شيء يذكَرون، فإن فهمت تلك الآيات ستفهم هذه لزاماً لأن القُــرآن يوضح بعضه بعضاً، وما خفي هنا ظهر هناك في آيات أخرى تبينها، وعندها ستعلم لماذا كان الخطاب للكافرين تحديداً،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ ((نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا)) لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [العنكبوت 63]
﴿وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ((وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)) وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [الجاثية 5]
وقال،. ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ((وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)) وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة 164]
هذه الآيات جمعت الماء والسماء والأرض، وكانت عن إحياء الأرض بعد موتها بالماء،. ولو تدبرت القُــرآن لوجدت أن الله يذكر الماء دائماً آيةً على الإحياء بعد الموت،. وجعلها آية وعلامة تدل من ينكر البعث أن انظر، هكذا ستبعث، هكذا كما نحيي الأرض بعد موتها، سنحييك بعد موتك،. فالماء النازل من السماء على الأرض آية على الإحياء،. (((سواء إحياء الأرض، أو إحياء الناس وبعثهم بعد الموت))، وذلك في عدة آيات مثل هذه الآيات،. وللتوضيح، سأضع ما يدل على البعث [[بين معقوفين]]، وإنزال الماء ((بين قوسين))،.
❒ قالَ اْللّٰه،. ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ ((إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)) [[كَذَٰلِكَ النُّشُورُ]]﴾ [فاطر 9]
❒ قالَ اْللّٰه،. ﴿وَهُوَ الَّذِي ((يُنَزِّلُ الْغَيْثَ)) مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ [[وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ]]﴾ [الشورى 28 ــ 29]،.
اقرأ ولاحظ كيف يشبه الله للكافر أن بعثه من بعد موته، مثله كمثل إحياء الأرض بعد موتها، فلم العجب والاستغراب؟؟ ما تراه هنا بين يديك، سيحدث لك مثله لاحقاً،.
❒ قالَ اْللّٰه،. ﴿أَمَّنْ خَلَقَ ((السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)) فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [النمل 60 ــ 61]،. وبعدها بآيات قال،. ﴿أَمَّنْ [[يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ]] ((وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)) أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [النمل 64]
❒ قالَ اْللّٰه،. ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ ((لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ)) مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ [[كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ]] لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 57]
❒ قالَ اْللّٰه،. ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً ((فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ)) اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ [[إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ]] إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت 39]
تبين الآن أكثر، أن الله يذكر إحياء الأرض الميتة كآية ودلالة على البعث والنشور،. فحين يعجب ويستنكر الكافر أنه سيبعث بعد موته كونه يراها مستحيلة،. يذكّره الله بموت الأرض، ثم إحياؤه إياها بالماء،. فلا مستحيل عنده،.
الآن يصح الفهم بأن الآية للكافرين (بالآخرة وما فيها من بعث ونشور)،. يخاطبهم بما يرونه من قدرة الله على الاحياء والبعث بالماء،. من بعد موت الأرض وانقطاع القطر،.
❒ قالَ اْللّٰه،. ﴿[[وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا]] ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ((قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ)) وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [[قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمّ يُعِيدُهُ]] فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ﴾ [يونس 28 ــ 34]
❒ قالَ اْللّٰه،. ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً [[مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ]] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ((وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)) فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ﴾ [إبراهيم 31 ــ 32]،.
لاحظ أنه مباشرة، بعد الكلام عن يوم البعث، ذكر نزول الماء من السماء!،. ليست هذه وحدها تربط بين الماء والبعث،. انظر بقية الآيات ولاحظ كيف يربط الله نزول الماء بالبعث،.
❒ ﴿أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ [[ثُمَّ يُعِيدُهُ]] ((وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)) أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [النمل 64]
❒ ﴿((وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)) بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا [[كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ]]﴾ [الزخرف 11]
❒ ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ((فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ)) بَعْدَ مَوْتِهَا [[كَذَٰلِكَ النُّشُورُ]]﴾ [فاطر 9]
❒ ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [[تُبْعَثُونَ]] وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ((وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)) بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ [المؤمنون 16 ــ 18]
❒ ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ [[يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ((وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)) وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ]]﴾ [الروم 17 ــ 19] قال بعدها بآيات،. ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ((وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [الروم 24]
❒ ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ [كانت السماء رتقاً] وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [فتق الأرض] تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ((وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا)) [فتق السماء] فَأَنْبَتْنَا بِهِ [فتق الأرض] جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ [[وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ]] (البعث بالماء)﴾ [ق 6 ــ 11]
فكل الكلام عن الماء أصلاً، به يحيي الأرض بعد موتها، وبه يحيي كل شيء،. فالآية،. ﴿أَوَلَمْ يَرَ ((الَّذِينَ كَفَرُوا)) أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [اﻷنبياء 30] هي للكافرين بالآخرة وما فيها من بعث ونشور،. وهم أنفسهم الكافرون قديماً وحديثاً، وليست الآية للمعاصرين فقط! ولا لفئة معينة من الكافرين،. ولا هي لذوي العلم البالغ الموصل لمعرفة أصل خلق السماوات والأرض،. فعلمهم كله وهم وسراب لا قيمة له ولا عبرة فيه،. هم في الحقيقة لا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة الدنيا،. ﴿يَعْلَمُونَ ((ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم 7]،. ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ((أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ))...﴾ [إبراهيم 18]،. ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا ((أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ)) بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور 39]
هؤلاء عميان أعماهم الله عن الحق،. والحق هنا في القرآن،. ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ؟ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الرعد 19]،.
والله أصلاً لم يُشهدْهم شيئاً من خلقه،. وقد قال هذا صراحةً،. ﴿((مَا أَشْهَدْتُهُمْ)) خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ [الكهف 51]،. فلا ينبغي الظن أن من الكافرين من رأى كيف خلق الله السماوات والأرض،. وكيف لأحد الناس أن يراه، وقد خلق الله السماوات والأرض قبل خلق الإنسان! ثم لما خلقه جعله في الأرض خليفة، وهذا بعد خلق الأرض،.
أما قول الله فيها ﴿أَوَلَمْ يرَ...﴾ فحتى لا يقول قائل : هذه رؤية عين ومشاهدة، فأين رأوا هذا!؟ نقول بل رأوه حقيقةً ويرونه دائماً،. قالَ اْللّٰه،. وحط خطين تحت كلمة ﴿أنك ترى﴾ لتراها بوضوح،. ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ ((أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)) [هذا هو الفتق] إِنَّ الَّذِي ((أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ)) [الكلام عن البعث والماء] إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت 39]،. يحدث هذا بين عينك، تراها بأم عينك، فأنت ترى،. والكافر يرى ولكن أنت تؤمن وتصدق،. والكافر لا يؤمن،. ولا يصدق،.
ليست تلك الآية فقط،. اقرأ هذه ولاحظ أن الكلام خصيصاً عن البعث وحسب،. وهذه الدلالة التي ذكرها الله ليريك كيف يبعث الناس،. وهذه رؤية مستمرة متكررة دائماً تحصل، ليست في الماضي فقط،. قالَ اْللّٰه ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ [[إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ]] فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ((وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ)) مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ [[وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ]] وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا [[وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ]]﴾ [الحج 5 ــ 7]
هل لاحظت أن الله حين يريد إثبات حقيقة البعث، يذكر لك ما تراه بعينك من نزول الماء من السماء، وإنبات الأرض بعد الماء؟! فحين قال ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [اﻷنبياء 30]،. تفهم الآن أنه يتكلم عن الكافرين بالبعث والنشور، ويقول لهم آية بعثه أنه فتق السماء والأرض بالماء بعد رتقها، وجعل من الماء كل شيء ميت، حياً،. أفلا تؤمنون الآن أنه قادر على بعثكم من جديد؟!
قالَ اْللّٰه،. ﴿أَوَلَمْ [[يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ]] إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ((فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ)) إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [العنكبوت 19 ــ 20]
وقال،. ﴿((فَانْظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)) [[إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ]] وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الروم 50]
وقال،. ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي ((خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)) وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ [[بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ]] بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [اﻷحقاف 33]
ــــ إنفطار السماء والبعث،.
السماء رتق، محكمة الغلق، سقف محفوظ،. ليس فيها تشقق ولا فَطر، والفَطر الشق،. إلا إذا أذن الله وأنزل منها الماء، فهذا فتق،. أو شقها وأقام الساعة،. وهذا كذلك فتق،. والسماء لا تنفطر ولا تفتق إلا في هذين الموضعين، للماء وللبعث،.
﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (الفتق) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (الفتق) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (البعث)﴾ [الانشقاق 1 ــ 6]
﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (فتق السماء) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (فتق الأرض) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (بعث)﴾ [الانفطار 1 ــ 5]
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ (فتق السماء) وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ (فتق الأرض) وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (البعث)﴾ [مريم 88 ــ 95]
﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (البعث) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ (الفتق) كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا﴾ [المزمل 17 ــ 18]
ــــ قالَ اْللّٰه،. ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ((خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ)) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [[إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ]] يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ((وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ))﴾ [الطارق 5 ــ 12]،. وكأنها نفس الآية تتكرر بصيغة أخرى مختلفة،. فيها الرتق والفتق، وفيها الماء والسماء،. الأرض تصدع وتشق، والإنسان يُخلق بماءٍ دافق،. وكذلك يرجع بعد فنائه،.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ،. رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾
بكيبورد،. محسن الغيثي،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق