دحاها،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾،. فقالوا دحاها يعني على شكل بيضاوي!،. من هنا بدأت المصائب، من هذه الغلطة، والناس تكرر وتردد ما تسمعه فقط دون تحقيق ودون فحص، لم يذهبوا ليتأكدوا من صحة هذا الكلام،. ولو بحثوا قليلا سيكتشفون الخطأ،.
البحث لا يكون بالطريقة السهلة السريعة، بمجرد كتابتها على قوقل ومطالعة النتائج! إنما الرجوع للكتب الأصول وفحصها بنظرة مدقق ومحقق،. وربطها بكل ما يتعلق بها، والنظر اتاريخ كتابتها وتأثر كتابها،. كل ذلك لن يتأتى من قوقل،. خاصة أن هذه الكلمة كلمة مفصلية كثر النزاع حولها،.
دحاها لا تعني بيضة لا من قريب ولا من بعيد، بل جاء في المعاجم القديمة أيام العرب الاقحاح كــ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري الفارابي (393 هــ)، ومختار الصحاح للرازي (666 هــ)، ومعجم لسان العرب لابن منظور (711 هــ)، والقاموس المحيط للفيروز آبادي (817 هــ)، أن دحاها معناها بسطها وسواها،. وهكذا كل المعاجم الأولية، حتى ظهرت المعاجم "المعاصرة" حديثاً وضع ألف خط تحت كلمة "معاصرة"، فزادوا في معناها بما يوافق ما يؤمنون به من تكور الأرض، فقالوا دحاها أي جعلها كبيضة النعامة!! وابدأ من "مُحيط المحيط" لـ بُطرس البُستاني (1819-1883 مــ) إلى المعاجم الحالية المعتمدة في المناهج الدراسية لسهولة البحث فيها كــ المعجم الوسيط والوجيز والكبير الذي اخترعه مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1994 مـ ونشرته وزارة التربية والتعليم!
ثم بالبحث زيادة والتنقيب عن أصل هذه النعامة، تجد أن اثنين فقط من المعاجم القديمة قالت هذه الكلمة،. القرطبي (671 هــ) في الجامع لأحكام القرآن قال : دحاها أي بسطها، ويقال ((لعش النعامة)) أُدحِي لأنه مبسوط على وجه الأرض،.
ومعجم مختار الصحاح للرازي (666 هــ) : دحا الشيء بسطه، ومَدْحَى النعامة ((موضع بيضها)) وأُدْحِيُّهَا ((موضعها)) الذي تفرخ فيه،.
هل لاحظت أمراً؟! رغم إقرارهم أن الدحو بسطٌ، إلا أنهم ضربوا مثلا لما يقال ولماذا قيل، وليوضحوا المعنى ولم يقصدوا عين بيض النعامة ذاتها، ثم لاحظ أنهم بيّنوا أن "مدحى" مكان البيضة (العش أو الحفرة أو "تهيئة الأرضية" للبيضة) ولم يقولوا أن الأدحية البيضة نفسها،. ولكن الرجل المعاصر (الذي قرأ وتعلم منذ الصغر أن الأرض كروية بيضاوية) كتب المعجم الحديث وجعل الدحو هي البيضة وأزاح وحذف مكان البيضة أو العش، حتى يثبت "إعجازاً" في كلام الله،.
فقد جاء في معجم اللغة العربية المعاصر: دحا اللهُ الأرضَ بَسَطَها ومَدَّها ووسَّعَها على هيئة ((بيضة)) للسُّكنى والإعمار، دحا الخبَّازُ العجينةَ،.
فوجد "الإعجازيون العجزة" مادةً دسمة لأنفسهم، ليقولوا بعدها للناس، انظروا "للإعجاز" العلمي في القُــرآن سُبْحَانَ اللّٰه،. الله يقول أنه جعل الأرض بيضاوية قبل أن تكتشف ناسا هذا الأمر بــ 1400 سنة،. (يَشيخ؟!) والناس تصفق وتكبر،،.
لا أحد من المفسرين قال أنها كرة أو كوكب وبيضة دجاجة ونعامة وديناصور، ما عدا التفسير والمعجم "المعاصر" وحط خطين عريضين تحت كلمة ((معاصر)) لتعرف كيف صاروا يتملقون ويتزلفون لمواكبة ناسا، وحتى لا يقال القُــرآن مخالف للواقع، متخلف عن العلم، فبعد أن صدقوا الكذب المنتشر وثبُت في رؤوسهم، صاروا يؤولون القُــرآن حسب علم الفلك الجديد،. ليظهروا للغرب أن دينهم حق!
أخي العاقل، لو كانت الأرض حقيقةً بيضاوية الشكل، لماذا نراها دائرية تماماً في جميع الصور التي أُخذت للأرض من الفضاء* ومن القمر؟! كل الصور من 1969 (رحلة أبولو 11) حتى 2016 (عبر الاقمار الاصطناعية) تظهر الأرض كاللؤلؤة، دائرية زرقاء جميلة ليس فيها عوجاً ولا أمتاً؟! حتى سموها في ناسا البلورة الزرقاء (blue marble) لا نرى الشكل البيضاوي المزعوم للأرض إلا في خلفية المذيع في القنوات الاخبارية،. غالبا تكون رسماً مخططاً بخطوط الطول ودوائر العرض وليست صورة حقيقة،.
فهل هي بيضاوية كما يقول المعجم الحديث للقُــرآن وقنوات الاخبار، أم أنها كروية كما نرى الصور عبر ناسا؟! لا تقل كلاهما يحمل معنى متقارب لتضبطها، وتماشي الفكر السائد على حساب القُــرآن،. البيضة ليست كرة، والكرة ليست بيضة.
الله حين ذكر الكوكب (الكوكب يفترض أن يكون مكوراً) قال عنه ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا ((كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)) يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ...﴾ [النور 35]،. وقالَ نَبِيّ اْللّه ﷺ ﴿ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﺯﻣﺮﺓ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪﺭ، ﺛﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ((ﺃﺷﺪ ﻛﻮﻛﺐ ﺩﺭﻱ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﺿﺎءﺓ))،....﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ.
فذكر الكوكب أنه درّيّ، فالكواكب درّية، والدرة في اللسان اللؤلؤة المدوّرة استدارة مكتملة من غير نتوء ولا نقص ولا زيادة في بعض جوانبها،،. الدَر في اللسان هو الكثير المستفيض، غير المنقطع، كــدر اللبن، وناقةٌ مِدرار، وكما نقول لأحد "لله درك"، إذا كثر خيره فيُدعى له بعدم انقطاع خيره،. وعلى ذلك الُدرة والُدرر أنها سطح دائري مستمر غير منقطع،. جمعها دُرَرْ،.
فلو كانت الأرض حقا دريّة الشكل لقال الله عنها كذلك، ولو اكتفى بذكر الأرض أنها كوكبٌ لكفى، سيفهم القارئ لزاماً أن الأرض درّيةٌ حالها كحال بقية الكواكب الدرية، ولكن العجب أننا وجدنا أن الله ذكر الأرض 461 مرة في القُــرآن، ولم يَرِد لمرة واحدة كلمة كوكب مع كلمة الأرض أو تسميتها بالكوكب، ولا أنها درّية الشكل،. فهما شيئان مختلفان،. فالأرض ليست بكوكب،. وكيف تكون الأرض كوكباً وقد قال الله بأن الكواكب زينة السماء الدنيا،. ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ [الصافات 6]،.
فهل نقول أننا في السماء الدنيا؟؟ هل نحن زينة؟؟ ولو كانت الأرض زينة، زينة لمن؟ لكوكب آخو ولأناس آخرين! القُــرآن نزل عليهم أم علينا؟! ولو كان (كوكب الأرض) في السماء الدنيا، فما هي هذه السماء التي فوقنا؟! علينا أن نقول نحن هناك!
ولاحظ أن الله لم يقل (الزجاجة كأنها كوكب كروي)،. وحتى لو قال هذا، فلن تجد في القُــرآن ذكراً للأرض أنها كروية أو درية نهائياً، مع أنها ذكرت 461 مرة!!
فالأرض ليست كروية، ولا درّية، وليست بكوكب، وليست بيضاوية كبيضة النعامة،. ولكنها سطحت كما قال ربها،. ﴿وَإِلَى ((الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ))﴾ ذكرها في سورة اسمها [الغاشية: الآية 20] وفعلاً، هكذا نراها، وهكذا يراها كل مبصرٍ ليس على عينه [غشاوة]،.
ــــ "الإعجازيون"،. لا شغل لديهم سوى ترقب ما يأتيهم من آلة الغرب، ثم جعل آيات القرآن مصدقة لأقوالهم،. لم ينتبهوا (كعادتهم) لسياق الآية التي يستشهدون بها ﴿والأرض بعد ذلك دحاها﴾ لمرة واحد فقط،. بل في جميع استشهاداتهم بالقرآن، يبترون ما يريدونه هم، ويبرزون الآية للناس، دون النظر في سياقها،. وكأنها آية يتيمة، نزلت هكذا لوحدها،. دون سابق لها ولا لاحق،.
يجب أن تُقرأ الآيات في سياقها (يعني ضمن الـ context)، لا أن تخرج عن إطارها،. إقرؤوا الآيات التي تأتي قبلها وبعدها مباشرة، لكي تفهموا سياق الموضوع،. ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ [النازعات 27 ــ 33]،. فهل يبدو لكم أن الآية تتحدث عن شكل الأرض، أم عن كيفية ومرحلة خلقها؟
إذا كان "دحو الأرض" هو جَعلها "كروية"، فهل يجوز ويصح أن نقول بوجود الليل والنهار "قَبْلَ" دحو الأرض؟!
لقد وَرَدَت الآية ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ بَعْدَ الآيات ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ((وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا))﴾،. فالله (وقَبْلَ أن يَجْعَل الأرض كروية عندكم) أغطش ليلها، أي أظْلَمَهُ، وأخرج ضحاها، أي أبرز الضوء، أو النهار؛ فَلْتُمْعِنوا النظر لعلَّكم تفقهون!
ركز من فضلك على كلمة "بعد ذلك"،. أي أن الأرض دحيت بعد رفع السماء،. لو أخذنا بتفسير المعاصرين وقلنا أن "دحاها" تعني "جعلها مثل بيضة النعامة"، فينبغي عندئذ طرح السؤال التالي: كيف كان شكلها قبل "الدحي"، وكيف ينبغي للسماء أن تكون مرفوعة فوق أرض بيضاوية الشكل؟
* صور كوكب الأرض،.
الصور ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ الأرض على أنها كوكب، ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺮﻛﺒﺔ (composite image) ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ "كوكب الأرض" ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ أﻥ نعرف ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ "image"، ﻭﻣﺎ الفرق ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ "image" ﻭ "photo".
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ هي (photo) ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺇﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍت حبس الضوء، ﻭﺗﻈﻬﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ، ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ (ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ)،. ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺿﺔ (image)، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ (ﻣﺜﻞ Photoshop)، ﺃﻭ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺃﺻﻼ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ،. ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ "ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ" ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ، ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ (photo) ﻟﻸﺭﺽ،. ﻛﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﻭﻛﺎﻟﺔ ناسا ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺎﺕ (composite images) ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ Google Earth،. ذلك أنه من المستحيل أن تصور الأرض الواسعة المبسوطة كلها في صورة واحدة، إلا إن ابتعدت عنها وهذا محال.
وقد اعترف ﻣﻮﻇﻒ ﻭﻛﺎﻟﺔ ناسا بأن ﺻﻮﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺻﻮﺭٌ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴّﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺻﻮﺭ ﺿﻮﺋﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ،. قال بالحرف الواحد :-
Yes its Photoshop, but its has to be.
نعم إنها بالفوتوشوب، ولكن يجب أن تكون هكذا!
هو بكيفك؟! يجب أن تكون هكذا؟ لأنها في ذهنك مسبقاً كروية، فجعلتها على شكل كرة، ولو كان في ذهنك أنها مكعبة مسبقاً ستجعل الشكل النهائي لتجميع الصور على شكل مكعب،. ولو كانت في ذهنك مسطحة، ستبقيها مسطحة عند عمل (Zoom out) بعد تجميع الصور،. ويستحيل أن تجد صورة واحدة للأرض كلها (حتى المسطحة)،.
ــــــ لماذا لا توجد صورة حقيقية للأرض المسطحة كلها؟!
1 ــ لأن العدسات لا تتسع لتصوير دولة واحدة فضلا عن تصوير قارة، فكيف بكل القارات؟؟
2 ــ لأن أقصى ارتفاع يستطيع الانسان والبالون والصاروخ بلوغه هو 45 كيلو، بينما اتساع الأرض من مدار الاستواء 40000 كيلو،. فضلا عن مدار الجدي فهو أوسع، فما بالك بالدائرة الجليدية؟! فلو حسبنا مدى رؤية الشخص من ارتفاع 45 كيلو، فسوف يرى حوله قطر 100 كيلو، هذا يعني أنه يرى بنسبة 0.0022% وهذه لا شيء.
3 ــ الأرض نصفها ليل، وفي الليل لا تستطيع الرؤية، فلو قدرت أن ترى إِلى أبعد الحدود، سيبقى النهار بأطرافه هو ما تستطيع أن تراه فقط،. لأنك في الظلمة لا تستطيع الرؤية،. فلو عصرت نفسك، لن ترى إلا نصف الأرض، لو تنفجر، هذا حدك.
4 ــ ثبت علمياً وبالأدلة الغير قابلة للشك والريبة أو الجدال والمراجعة، أن الشمس تبعد 5000 كيلو فوق الأرض المسطحة، فإن ارتفعت ليلاً ووصلت لنصفها، أي لمسافة 2500 كم، (وهذا محال، راجع النقطة 2) هنا "قد وربما" تستطيع رؤية الشمس وهي في الطرف الآخر (النهار)،. لكن لبعدها جداً عنك! (تقريباً 20000 كم) منك، فعليك أن تأتي بمنظار بطول 50 كيلو متر في أقل تقدير (وهذا محال)، وتضمن ثباته وعدم اهتزازه على هذا الارتفاع (وهذا كذلك محال)، وتضمن عدم وجود رطوبة في مجال الرؤية (محال)، ولا بخار ماء في الأفق (محال)، ولا سحاب، واضمن عدم وجود أي حرارة طول المسافة البتة (حتى تتجنب السراب في الجو فبالتالي يكون التشويش في الرؤية)،. وهذا محال، ولا ولا، بل يكون الجو صافٍ جداً (وهذا كله طبعاً محااال)،..
المحصلة من كل هذه الأمور العلمية البحتة : لا تستطيع تصوير الأرض كلها .
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ، رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾
بكيبورد، محسن الغيثي،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق