العقــــــــــيدة!!
﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ((لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)) وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِنْ تُطِعْ ((أَكْثَرَ)) مَنْ فِي الْأَرْضِ ((يُضِلُّوكَ)) عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا ((الظَّنَّ)) وَإِنْ هُمْ إِلَّا ((يَخْرُصُونَ))﴾ [اﻷنعام 115 ـ 116]
قالوا لنا (العقيدة) أهم شيء في الدين وهي رأس الدين ودين المسلم لا يتم إلا بالإعتقاد السليم!،. هكذا علمونا!
حتى أن البعض لا يقبل أحاديث الآحاد في (العقيدة)،. لمكانة (العقيدة) الجليلة وشأنها العليّ،. ويقولون في أحاديث الآحاد (نصدق ولا نعتقد) وكل شيء في الدين يأتي عندهم بعد (العقيدة) السليمة.
فإذا سلمت عقيدة المسلم من الشوائب نجى وفاز وحفظ باقي عمله بالعقيدة ولو فسدت عقيدته فلا طائل من عمله! حيث أنها رأس الدين وهي دعوة الأنبياء والرسل!
فكتب العلماء كتباً باسم (العقيدة) ومنها الطحاوية والتدمرية والحموية والواسطية ويشرحونها للناس ويتدبرونها كما يتدبرون كتاب اللـــّه بل أشد!
ووضعوا للــ(ــعقيدة) تعريفات (لغةً) وشرعا،. وشروطا ومحاذير،. وكليات وتخصصات تدرس (العقيدة)،. نعم؛ إنها (عقيدة) المسلمين ولها مكانة عظيمة،. ويصنفون البشر حسب (العقائد) والأديان،. وعندهم وعندهم،....
فلنبحث أين هي كلمة (العقيدة) في القرآن؟
حقيقةً الواحد منا من كثر ما يسمع كلمة العقيدة من الخطباء والمشايخ،. يظن أن هذه الكلمة إما أن تكون في سورة البقرة أو آل عمران،. فإن لم يجدها فيهما فبالتأكيد سيجدها في النساء أو المائدة أو الأنعام،. فإن لم يجد فإما أن تكون في المئين؛ أو المفصل؛ أو في السنة،. فإن لم يجدها،. فسيشك في نفسه، لا يمكن هذا!
أين كلمة (العقيدة) في القرآن والسنة؟ هذا السؤال الذي يبغضه السلفيون والمعقَّدين أصحاب العقائد!
الجواب: لا يــــوجــد!،. أيعقل هذا؟ (أهم أمرٍ في الدين) ليس له وجــــود في القرآن؟ ولا في السنة؟!؟ كيف هذا؟ نريد تفسيراً!،. كيف يمكن لكلمة مثل هذه (وهي أهم شيء في الدين) أن لا تكون لا في القرآن؟ ولا في الســنة؟
هل يُعقَل أن الرَّســّوْل ﷺ لا يعرفها؟ يعرفها الدكاترة وحملة الماجستير والباكالريوس أما الرَّســّوْل ﷺ لا يعرف هذه الكلمة،. هذه الكلمة فقط للمشايخ الذين جاؤوا في هذا الزمن؛ اللّـه أكبر!
إي والْله لا يعرفها؛ لم نسمعه قالها، مع أنه دعى لربه 23 سنة،. يا سُبْحَانَ اللّه، روي عنه ﷺ بسند فيه مقال، أنه قال ﴿إنَّهُ ليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى الجنةِ إلَّا قد أَمَرْتُكُمْ بهِ..﴾ وورد بسند صحيح عن ﺳﻠﻤﺎﻥ اﻟﻔﺎﺭﺳﻲ،. ﴿ﻗﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ: ﺇﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﻳﻌﻠﻤﻜﻢ، ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻤﻜﻢ اﻟﺨﺮاءﺓ!، ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﻞ؛.....﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻭاﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.
يبدوا أن هناك خللاً ومصيبة! ماذا كان يقول الرَّسـوْل ﷺ حين يريد أن يقول عقيدة!؟ وأين ذهبت تلك الكلمة وتبدلت بالعقيدة والعقائد والمعتقدات؟!
قال بعضهم: هو مجرد اصطلاح! فلم التشديد عليها؟! وقال آخرون أنت أصلا لا تعرف معناها، هي معناها كذا وكذا،. لحظة لحظة يا شيخ، عليك أولاً أن تشرح معناها للنبي ﷺ، ثم تعلمه كيف يستخدمها، ومتى يقولها، ثم علّم الصحابة فهم كذلك لا يعلمون هذه الكلمة الجديدة المستحدثة! ثم علمنا ما معنى هذه الكلمة بعد أن يقولها النّبي ﷺ! فالدعوى ليست بالمعاني ولو استحسنت المعنى! كيف تطيب لك نفس أن تبدل ما قال اللّه!؟ وتفعل كما فعل الجهال!
الخمر؛ أصبح مشروباً روحياً! والميسر؛ حظ ونصيب! والرشوة؛ هدية! والمعازف؛ غذاءً للروح! والحكم؛ دستوراً! وقالوا عن الدياثة والعريّ؛ حرية ومواكبة العصر! والزنــا؛ ممارسةً للحب وعلاقة عابرة! والنفاق؛ سياسة! والتلون دبلوماسية!
مجرد تغير أسماء فقط! ومعانيها جميلة!! فلم تنكرون عليهم هذا؟ خاصةً أنه عندكم قاعدة (لامُشاحَة فِي الاصْطِلاح)! فلو كان المعنى الطيب يجيز استخدام اللفظة المبدلة،. فدعوا الناس تصطلح على ما تشاء! فإن أنكرتم اصطلاحاتهم الحديثة، فأنتم في العقيدة أولى،. وهي عليكم أشد وأنكى،. خاصة أن كلمة عقيدة تفيد الظن وليس اليقين،. ولو سألت أحداً عن شيء، ولم يتيقن منه فسيقول أعتقد وأظن أنه كذا وكذا،. ولكن إن كان متيقناً منها فلن يقول أعتقد،. بل سيجزم بها دون أن يقول (أعتقد)، هذه لا تقال إلا عند الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً! فلا تلعبوا مرة أخرى على وتر المعنى! فقد أُخزِيتم بها،.
قال الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ((وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [اﻷحزاب 70 ـ 72]
جاءت بعدها الأمانة العظيمة؛ التي أبت الجبال حملها، بعد أن أمرنا الله بالقول السديد أمراً وليس تخييراً؛. فكأن تسديد القول أمانة عظيمة لا ينبغي أن نتهاون فيها بحجة مجرد اصطلاح! لا بأس! هذا اسمه حَوَل!
والعقيدة ليست مسألة فقهية فرعية صغيرة مختلف عليها بين الفقهاء؛ هذه (عقيدة) يا شيخ عقيدة، وما أدراك ما الــ(ــعقيدة)! وحين لا تجدها في القرآن والسنة تقول في الموضوع خلل! إما أن يكون القرآن ناقصاً، أو أنكم كذبتم علينا بهذا الاسم! فــأي (عقيدة) وأي (غليلة) وأي (ربيطة) تتكلمون عنها؟
كان (الذي يوحى إليه ﷺ) يقول دائماً في خطبه ﴿أمــا بعد؛ فــإن
❒ أحسن ((الحديث)) كلام الله،.
❒ وخير ((الهدي)) هدي محمد ﷺ،.
❒ ((وشــر الأمــــور)) محدثاتها،. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة (في النار)،.
(العقيدة) أين تضعها؟ عندك الآن ثلاثة خيارات لا رابع لها!
1 ❒ خير الحديث كلام الله؟ ــ هات آية فيها عقيدة!
2 ❒ خير الهدي هدي محمد؟ ــ هات حديث فيه عقيدة!
فإن لم تجد،. فاعلم أنــها الثالثة،.
3 ❒ شر الأمور محدثاتها؟ فهي بدعةٌ محدثة!
لا يوجد شيء اسمه (وسط) ولا (كلام الجهابذة) ولا (هذا ما درج عليه العلماء)،. لا تجمّل محدثةً تفاقم شرها وشاعت وتمكنت،. وأنت تعلم أنها محدثة،. إختر أحدهما فقط فأنت تعلم من أين يؤخذ الدين ومصطلحاته كلماته وكل ما تعلق فيه؛. (لا تقل البدعة في العبادات لتستر سوءةً فاح نتنها)،. ولا تحتج علي بكثرة الذين قالوا هذه الكلمة، فالأكثرية لن يستطيعوا أن يحدثوا شيئاً في الدين ليس منه، لن يقدروا على تبديل كلام الله، ثم من متى كانت الكثرة حجةً في إثبات الحق؟! أَوَنسيت أن الأكثر فاسقون ظالمون؟ أَبِتَّ ديموقراطياً بعد أن كنت تكفّر أصحابها؟؟ آلآن؟؟ مَاْ شَٰاْءَ اللّٰه.
قال الله ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ((لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)) وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِنْ تُطِعْ ((أَكْثَرَ)) مَنْ فِي الْأَرْضِ ((يُضِلُّوكَ)) عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا ((الظَّنَّ)) وَإِنْ هُمْ إِلَّا ((يَخْرُصُونَ))﴾ [اﻷنعام : 115 ـ 116]
سُبْحَانَ اللّه، إشارة واضحة أن تبديل كلمات اللّه أمرٌ يمارسه الأغلبية باتباع الظن،. حيث أن آية الكثرة جاءت بعد تبديل الكلمات مباشرةً.
ثم لا تظن بأني سأقبل منك دليلاً واحداً على مصطلح العقيدة! هذه يا عزيزي ((عقيدة المسلمين))! ألا تعلم محلها في الدين؟؟ أقل شيء يجب أن تأتي بعشرة أدلة من القُرآن وعشرون من السنة على ذات المعنى الذي تقصده! دون عبث، دون أن تلوي عنق النصوص، دون شرح وتفسير، أنقله غضاً طرياً فنحن نعرف ونعي ما يقوله العرب،. لا تلوِ لسانك كلي البقر ألسنتها في المرعى، هات البرهان واطرحه ﴿..تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ؛ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة 111]،. ولن تجد، ولو بتّ تنقّب وتبحث عشرات السنين!!
إن كانت ليست من القُــرآن والسنة وليست من الدين،. فمن أين أتوا بها؟،. بلا مراء،. هذه بدعة وتحديث وتبديل، وتعريف البدعة هو ما عرفه النّبي ﷺ،. "كل محدثة في أمرنا" وأمرنا هو ديننا! لكن المشكلة أنك ستجد بعض عراض المناكب ممن أفنوا حياتهم بين الكتب يبررون لك شرعية استخدامها بعبارات سمجة وباردة (لا بأس لا بأس)،. وإن قلت له بدعة، لم تكن عند الصحابة، قال البدعة ما يُتَقَرب بها الى الله!! نعم هكذا اشترط شيوخه، وهو لا يجرؤ أن يطالبهم ببينة،. قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. ﴿مَا بَالُ أناسٍ يَشتَرطُونَ شروطًا ليسَت في كتَابِ اللهِ، من اشتَرَطَ شرطًا ليسَ في كتابِ اللهِ ((فهوَ باطِلٌ))، وإن اشتَرَطَ مائَةَ شرطٍ، شرطُ الله أحقُّ وأَوْثَق﴾ أخرجه البخاري ومسلم،.
لو كان هذا الشرط حقاً،. فماذا تقولون عن كلمة ﴿اللّه﴾ التي يقولها الناس ويمدونها حين يستمعون للقارئ وهو يتلو القرآن؟ ستقولون بدعة!! وهذا حق، نعم هي محدثة،،. ولكن هل هي تقربٌ إلى الله!؟ لا، ليست تقرباً، لكنها بدعة محدثة،. والرجل هذا لم يبدل!! قال اسم الله!! ومعناها واضح! فكيف بمن بدل وابتدع كلمة ليست من الدين؟! ولها معنى مختلف!؟
لماذا تقولون للإمام الذي مدّ صوته في التكبيرة الأخيرة قبل التشهد في الصلاة، أن (مدُّه لــ الله أكبر) بدعة؟! رغم أنه مدها فقط ليُعلم السامعين والمصلين أن الصلاة شارفت على النهاية وأنها التكبيرة الأخيرة والتشهد الأخير!! نعم هي بدعة، أوافقكم أنها بدعة،. ولكني اسألكم،. هل عنى بها وجه الله؟! هل فعلها ليتقرب للّٰه؟! لا،. الإمام كبر الله،. والمعنى جميل، وهذا ذكر! وقلتم عنها بدعة،. فكيف بمن بدل وابتدع كلمة ليست من الدين؟! ولها معنى مختلف!؟
معناها حقيقةً، كما يستخدمها الناس، هي في الظنون، يقول أعتقد أنه هنا،. يقصد أظن أنه هنا،. ثم يقولون عن أمور الإيمان والملة (عقيدة) أي ظنون! وهي الأمور اللازمة الجازمة وليست مجرد ظنون،..
العقيدة مجرد كلمة، لا يستطيعون تركها لله،.
في الحقيقة هذه فتنة صغييرة، إن لم يستطيعوا تجاوزها، كيف سيصنعون مع فتن الدجال وهي أشد؟
والْله أن معظم الدارسين يعلمون ما نقوله،. ويعلمون كلام النّبي ﷺ ﴿مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمرِنا هَذا مَا لَيسَ مِنهُ [فِيهِ]¹ فهُوَ رَدٌّ﴾ ¹البخاري - 2697 / مسلم - 1718.
ولكنهم يمتنعون عن قول الحق خشية مخالفة الناس؛ وحتى لا يُتهموا بالشذوذ عن السابقين، ومخالفة اللاحقين، فليعلموا أن الله قال للأحبار قبلهم،. ﴿..فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة 44] وقال،. ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ ((وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا)) إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [اﻷحزاب 39]
بــ((ــالعقيدة)) الفاسدة هذه ((عقدتم)) ديننا بــ(ــعقدكم) وتعقيداتكم، فجزاكم الله بــ(ــعقدة) في ألسنتكم وأفهامكم وتفكيركم،. (عقدة) لا تنفك منكم إلا إذا أذِن اللّه لكم!
والْحَمْد لِلَّه أن كل الناس تتعوذ بالْله منها،.. ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ..... ومِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي ((الْعُقَدِ))﴾،.
ــــــــ ما هو البديل إذاً؟
ما هي اللفظة الصحيحة من الوحي، التي وجب أن نقولها بدلاً من كلمة (العقيدة) المحدثة؟ وما هي الكلمة التي كان يقولها الرَّسوْل ﷺ والصحابة لو أرادوا أن يقولوا عقيدة المؤمن؟!
البديل هو (الملة) أو (الإيمان) أو (الدين)! هكذا كما قال الله وقال رسُول اللّه ﷺ .
البرهان على كلمة الإيمان،. قال الله،. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا ((إِيمَانَهُمْ)) بِظُلْم﴾،. وقال،. ﴿فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ ((إِيمَانُهُمْ)) لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا﴾،. وقال،. ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ ((إِيمَانَكُمْ))﴾،. وقال،. ﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ ((إِيمَانُكُمْ)) إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾،. هذا هو الإِيمان!
أما الملة،. قالَ اْللّٰه،. ﴿((مِلَّةَ)) أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيم﴾،. وقال،. ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا ((مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ)) حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾،. وقال على لسان يوسف،. ﴿إِنِّي تَرَكْتُ ((مِلَّةَ)) قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ وَاتَّبَعْتُ ((مِلَّةَ)) آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ...﴾ وقال على لسان شعيب،. ﴿قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي ((مِلَّتِكُمْ)) بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا﴾،. وغيرها في القرآن كثير،.
بينما العقيدة، من العقدة،. معناها غير ممدوح في القرآن،. قال الله علىٰ لسان موسى،. ﴿وَاحْلُلْ ((عُقْدَةً)) مِنْ لِسَانِي﴾ وقال،. ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي ((الْعُقَدِ))﴾،. فهي من العقد والربط،.
ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﴿((ﻳﻌﻘﺪ)) اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﻴﺔ ﺭﺃﺱ ﺃﺣﺪﻛﻢ، ﺇﺫا ﻫﻮ ﻧﺎﻡ، ﺛﻼﺙ ((ﻋﻘﺪ))، ﻳﻀﺮﺏ ﻛﻞ ((ﻋﻘﺪﺓ)) ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﺎﺭﻗﺪ، ﻓﺈﻥ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻓﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ اﻧﺤﻠﺖ ((ﻋﻘﺪﺓ))، ﻓﺈﻥ ﺗﻮﺿﺄ اﻧﺤﻠﺖ ((ﻋﻘﺪﺓ))، ﻓﺈﻥ ﺻﻠﻰ اﻧﺤﻠﺖ ((ﻋﻘﺪﺓ))، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻧﺸﻴﻄﺎ ﻃﻴﺐ اﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺇﻻ ﺃﺻﺒﺢ ﺧﺒﻴﺚ اﻟﻨﻔﺲ ﻛﺴﻼﻥ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، وغيرهم.
فهي من الربط، وكما قال الله،. ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا ((عَقَّدْتُمُ)) الْأَيْمَانَ﴾،. أي ربطتم الأَيمان! وقوله ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ ((عَقَدَتْ)) أَيْمَانُكُمْ...﴾ كذلك في نفس المعنى على الربط وليس على الإيمان والملة!! وكذلك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِـ((ـالْعُقُودِ))..﴾ أي ما ألزمتم به أنفسكم وصار بينكم عهدا وربطاً؛ فأوفوه! أين الإِيمان في هذا؟!
أما لفظة ﴿عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ فليست دليلاً على لفظة العقيدة، هذه ﴿عَقَّدْتُمُ ((الْأَيْمَانَ))﴾ علىٰ الأَيمان (بفتح الهمزة)؛ أما التي يقصدونها هم بالعقيدة هي (الإِيمان) (بكسر الهمزة) وهو ما وقَرَ في القلب وصدقه وآمنَ به،. فجعلوا هذه في محل تلك! وهما مختلفان!
ثانياً كيف تستدلون بهذه؟! ألا تخشون أن يآخذكم اللّه بها؟!! سُبْحَانَ اللّٰه، ما هذا الخذلان في الاستدلال؟! هو قال،. ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ ((يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ)) الْأَيْمَانَ﴾ فأعوذ بالْلّه من هكذا إستدلال!!، كان الأحق والأولى بكم أن تستدلوا بالتي قبلها ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِـ((ـاللَّغْوِ)) فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ لأنه هنا قال أنه لن يآخذكم، فبالتالي قولوا لَاغِية ولُغَيَّة ولَغوٌ،.. فهي عندكم كتب اللغو وليست كتب العقيدة! والحقيقة؛ على المؤمنين أن يعرضوا عنه،. قال اللّه عن عباده المؤمنين،. ﴿وَإِذَا سَمِعُوا ((اللَّغْوَ)) أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي ((الْجَاهِلِينَ))﴾ [القصص 55]،. فنقول لكم سَلَامٌ عَلَيْكُم!
هذه الآية لم يستدل بها الذين ابتدعوها،. بل أتى بعدهم قومٌ جهال،. أرادوا أن ينتصروا لأشياخهم فاستدلوا بها،. (أما العالم الحق فهو يعلم كيف يستدل) وليس غبياً مثلهم، لكنه أخطأ ولم ينتبه لها، ولو راجع نفسه لفطن لها وتراجع وأخذ بالحق،.
فأن أصروا عليها فسيأتي غيرهم بدليل أوضح وأصرح منه،. وسيقولون بل هي (ربيطة) وليست عقيدة، ودليله أن الربط في القرآن متعلق بالقلب وليس بالأَيمان كالعُقد؛ واقرأ إن شئت ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ ((رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا))...﴾ فالأحق أن يقال ربيطة وليست عقيدة،. ودليلٌ آخر من قول الله،. ﴿((وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ)) إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾،.
فإذاً؛ هلموا بنا نقول (ربيطة المؤمن) بدلا من (عقيدة المؤمن)! وحجتنا أقوى من استدلالكم المعوج،. حجتنا أصرح وأبين! لا ينكره أحد! بل هو بالضبط ما تريدون وتقصدون،. فكلمة (ربيطة) لها علاقةٌ مباشرةٌ بالقلب! محل الإيمان أو بزعمكم (الإعتقاد) ألا تقولون بأن الإعتقاد محله القلب؟،.
إن قلتم لا للربيطة، ورفضتم القول بالربيطة،. فهذا كيلٌ بمكيالين؛ أعلم أنكم ستردونها بحجة أن الصحابة لم يقولوا ربيطة! فأين وجدتم بأن الصحابة قالوا عقيدة؟! بل سنقول لكم لا للعقيدة لأن الرَّسـوْل ﷺ، والصحابة لم يقولوها! وليس عندكم دليلٌ أصلاً!
وفي الحقيقة،. كلاهما بدعة،. ولو أعجبتنا الكلمة ولو استدللنا عليها بالأدلة! السبب بيِّنٌ واضح! السبب أنه لم يقلها نَبِيّ اْللّه ﷺ ولا الصحابة معه ولا بعده،. فليس لنا وإلا الرجوع للحـق،. وهو قول الله ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ ((مِلَّةَ)) إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾،.
ومن احتج علينا بحديث،. ﴿ثلاث لا ((يعقد)) عليهن قلب مسلم...﴾! نقول: ليس لكم فيه حجة لعدة أسباب، الأول أن النّبي ﷺ والصحابة لم يقولوا بقولكم! وقد كانوا أولى بها منكم باستخدامها، فهُم رواة الحديث وهُم أفهَم وأوعى لما يقول النّبي ﷺ ونقلوا لنا الحديث ولم نسمع أحداً منهم قال كلمة (عقيدة)!
السبب الثاني :- الحديث ضعيف،. فرغم تعدد طرقه، ففي كل طرقه ضعفاء أمثال ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ، ﻭﺳﻤﺎﻙ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ومحمد بن اسحاق وغيرهم،. ولم يأت بطريق واحد صحيح،.
السبب الثالث: الحديث هذا بهذه اللفظة (يعقد) روي بالمعنى؛ ولا يستطيع أن يجزم أحد أنها من لسان النّبي ﷺ، بدليل أن بقية المحدثين لم يرووها هكذا،. بل هي كالتالي في الكتب الأصول،. نذكر منها خمسة أحاديث بينما هي كثيرة :
﴿..((ثلاثٌ لا يُغلُّ)) عليهِنَّ قَلبُ امرئٍ مُسلِمٍ إخلاصُ العملِ للَّهِ والنُّصحُ لأئمَّةِ المُسلِمينَ ولزومُ جماعتِهِم﴾ ابن ماجه - 188.
﴿..((ثلاثُ خِصالٍ لا يَغِلُّ)) عليهنَّ قلبُ مُسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ أُلاةِ الأمرِ ولزومِ الجماعةِ فإنَّ دعوتَهم تُحيطُ مِن ورائِهم﴾ أخرجه ابن حبان في صحيحه - 5744.
﴿ثلاثٌ لا ((يُغَلَّ عليهنَّ قلبُ)) امرىءٍ مسلمٍ : النصيحةُ لله ولرسولِه ولكتابِه ولعامةِ المسلِمين﴾ ابن رجب - جامع العلوم والحكم - 1/217.
﴿ثلاثٌ لا ((يُغَلُّ عليهنَّ قلبُ)) امرئٍ مسلمٍ : إخلاصُ العملِ للهِ ومُناصحةُ ولاةِ الأمرِ ولزومُ الجماعةِ فإنَّ دعوتَهم تُحيطُ من ورائِهم﴾ ابن عبدالبر - التمهيد - 21/275.
فالآن، وبعد أن تبين لكم الحق،.. نطالبكم بتبديل العقيدة إلى (غليلة)! وتغيير عناوين الكتب (الغليلة الطحاوية والغليلة التدمرية) وتذكير الخطباء للناس بأهمية غليلة المسلمين!! ๏๏
ليس لنا إلا الرجوع للحق،. وهو قول الله ﴿..((قُلْ)) بَلْ ((مِلَّةَ)) إِبْرَاهِيمَ..﴾،. وليست عقيدة إبراهيم!
وكما كان يقول الرَّسوْل ﷺ فمثلاً قال ﴿ما من مولود يولد إلا على ((هذه الملة))، حتى يبين عنه لسانه﴾ صحيح مسلم - 2658. ــ ولم يقل علىٰ هذه العقيدة!
أما استخدامات الصحابة فمثلاً،. ﴿عنِ ابنِ عباسٍ إنه ليس بالكفرِ الذي يَذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ((يَنقلُ عن الملَّةِ))، كفرٌ دونَ كفرٌ﴾ الصحيحة - 6/113. ــ لم يقل: ينقل عن العقيدة! وهذه موجودة عند الدارسين،. تراهم يقولون : عقيدته سليمة عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن حين يخرجونه من عقيدتهم لا يقولون خرج من العقيدة؛ بل يقولون خرج من الملة! حين دخل كانت العقيدة وحين خرج أصبحت العقيدة ملة! كأن تقول دخل الكوخ ومكث يومين ثم خرج من القصر! كيف هذا؟ لا تدري! يا شيخ حدد موقفك؟! قل ملته فاسدة، كما تقول عقيدته فاسدة،. أو قل خرج من العقيدة كما تقول خرج من الملة،. لا تلعب علينا مرة هذي ومرة هذي.
وكذلك عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال عن نعت النّبي ﷺ في التوراة ﴿..ليسَ بِفَظٍّ ولا غَلِيظٍ، ولا سَخَّابٍ في الأسْوَاقِ، ولا يَدْفَعُ بالسَّيئَةِ السَّيِّئَةَ، ولكنْ يعفُو ويغْفِرُ، ولنْ يَقْبِضَهُ اللهُ حتى يقِيمَ بهِ ((المِلَّةَ العوجَاءَ))، بأنْ يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ، ويفْتَحُ بهَا أعْيُنًا عُمْيًا، وآذَانًا صُمًا، وقُلُوبًا غُلْفًا﴾ صحيح البخاري - 2125. ــ ولم يقل العقيدة الفاسدة!
ــــــــ من أين جائت كلمة العقيدة؟ ومن أول من اخترع وابتدع كلمة العقيدة؟!
ذكر الشيخ بكر أبو زيد في (مجلة مجمع اللغة العربية بمصر) بحثاً للأستاذ عبد الصبور شاهين بعنوان: ((حول كلمة عقيدة)) استقرأ فيه عدم وجود هذه اللفظة في: الكتاب أو السنة، ولا في أُمهات معاجم اللغة، وأن أول من تم الوقوف على ذكره لجمعها (عقائد) هو القشيري (م سنة 437 هـ) في كتاب ((الرسالة)) كما في أولها، ومن بعده أبو حامد الغزالي م سنة 505 هـ، جاء بمفردها (عقيدة)، وأما من حيث معناها فهي مولدة، إذ لم تكن في الصدر الأول، والذي يسبقها في الاستعمال لفظ: اعتقاد،، ويسبقها أيضاً كلمة: معتقد، وكان ابن جرير الطبري (م سنة 310 هـ) يذكر كلمتي: معتقد واعتقاد، وكما في مقدمة الشيخ أحمد شاكر لتفسيره. والله أعلم) إﮬ.
لا نريد رمي الإتهام لشخص بعينه،. إنما الحق أحق أن يُتبع،. وبالتحقيق في هذه كلمة تبين لنا أنها محدَثَة مبتَدَعَة وهي تبديل لكلام الله، فالرجوع للحق أحق من التمادي في الباطل بعد ما تبين بطلانه!
ونعيد ونذكر :- أن معنى أي لفظ، ولو كان البعض يرى المعنى حسناً، ليس مبرراً لإدخاله في الشرع واقحامه في الدين الكامل،. وقال رسُول اللّه ﷺ ﴿..سُحقًا سُحقًا لمن ((بدَّلَ)) بعدي﴾ البخاري - 7050.
قال الله،. ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ((لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)) وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ ((مُلْتَحَدًا))﴾ [الكهف 27]
تنبه،.. تبديل كلمات الله ليس بالأمر الهيّن، بل هو إلحاد وميلان عن الحق! لا يحل لأحد أن يبدل كلمةً قالها الله في كتابه ﴿وَلَقَدْ ((كُذِّبَتْ رُسُلٌ)) مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ((وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)) وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [اﻷنعام 34]
قال اللّه،. ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا ((بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))﴾ [اﻷحزاب 23]
نسأل اللّه أن نكون منهم،. ولا نبدل من قوله شيئاً حتى نلقى نبينا علىٰ الحوض! اللهم آمـــين.
سيقول قائل : هكذا أنتم ستحذفون كثيراً من المصطلحات التي لم تكن في عهد النّبي ﷺ،.. مثلاً : أركان الصلاة؛ نواقض الوضوء؛ أحكام التجويد؛ والغنة والإدغام والإقلاب والحديث الصحيح والضعيف،... الخ!؟ هل هذه كلها كذلك بدع؟!
نقول : لا. نحن لم نمنع الناس من النطق،. قولوا ما تشاؤون؛ إنما قال الله ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ((لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)) وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فلا نبدل كلام الله بعد أن سمعنا ما قال! حين يقول الله ملة نقول ملة ولا نبدل،. يقول الله آية نقول آية ولا نبدل،. بينما هناك أمور سكت عنها ولم يسميها مثل التجويد،. فلو سميتها أنت فلن يكون هذا تبديلاً،. وليست بدعة،. هذه مما سكت اللّـه عنها! واصطلح عليها الناس فلا بأس بها وهي ليست تبديلاً لكلام اللّه وكلام النّبي ﷺ!
روي عن رسول الله ﷺ ﴿إنَّ اللَّهَ فرضَ فرائضَ فلا تضيِّعوها, وحَّدَ حدودًا فلا تعتدوها, ونَهى عن أشياءَ فلا تَنتَهكوها، ((وسَكتَ عن أشياءَ)) رحمةً لَكم غيرَ نسيانٍ فلا تبحَثوا عنها﴾ النووي - الأربعون النووية - 30 - وفي الأذكار - 505 - إسناده حسن / أحمد شاكر - عمدة التفسير - 1/744 - صحيح.
فالتجويد وأركان الصلاة؛ نواقض الوضوء؛ هذه مما سُكتَ عنه،.. كذلك مصطلحات الحديث :ضعيف وصحيح وحسن وغيرها، ليست تبديلاً لكلمات موجودة في الوحي،.. أما كلمة الملة التي قالها اللّه استبدلت،.. وقالوا بدلاً منها عقيدة! هذا تبديل!
رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا! ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾
بكيبورد، محسن الغيثي،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق