الأربعاء، 8 مايو 2019

صلاة الليل،. (التراويح)

صلاة الليل،. صلاة التراويح،.

ــ ﻋﻦ ﺑﺴﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﴿ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ اﺗﺨﺬ ﺣﺠﺮﺓ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻣﻦ ﺣﺼﻴﺮ، ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻟﻴﺎﻟﻲ، ﺣﺘﻰ اﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺎﺱ، ﺛﻢ ﻓﻘﺪﻭا ﺻﻮﺗﻪ، ﻓﻈﻨﻮا ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺎﻡ، ﻓﺠﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﻨﺤﻨﺢ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯاﻝ ﺑﻜﻢ اﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻌﻜﻢ، ﺣﺘﻰ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﻟﻮ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻗﻤﺘﻢ ﺑﻪ، ((ﻓﺼﻠﻮا ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﺇﻻ اﻟﺼﻼﺓ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ))﴾.
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: "ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﺗﺨﺬ ﺣﺠﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺴﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺣﺼﻴﺮ، ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ، ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻬﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻌﺪ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻌﻜﻢ، ((ﻓﺼﻠﻮا ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼﺓ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﺇﻻ المكتوبة))﴾
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.

ــ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﴿ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺻﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺫاﺕ ﻟﻴﻠﺔ، ﻓﺼﻠﻰ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﻧﺎﺱ، ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻓﻜﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ، ﺛﻢ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻭ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺘﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻜﻢ" ﻗﺎﻝ: ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ﴾
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ.

ــ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ ﴿ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ، ﻭﺟﺪاﺭ اﻟﺤﺠﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮ، ﻓﺮﺃﻯ اﻟﻨﺎﺱ ﺷﺨﺺ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺎﻡ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺑﺼﻼﺗﻪ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻮا ﻓﺘﺤﺪﺛﻮا ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻌﻪ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺑﺼﻼﺗﻪ، ﺻﻨﻌﻮا ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﺲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺻﻼﺓ اﻟﻠﻴﻞ﴾
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ.

ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ؛ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﴿ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺣﺼﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺠﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ، ﻓﺠﻌﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺑﺼﻼﺗﻪ، ﻭﻳﺒﺴﻄﻪ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺜﺎﺑﻮا ﺫاﺕ ﻟﻴﻠﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ، ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﻄﻴﻘﻮﻥ، ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻠﻮا، ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺐ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﻭﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻗﻞ" ﻭﻛﺎﻥ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﺇﺫا ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻤﻼ ﺃﺛﺒﺘﻮﻩ﴾
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ.

ﻳﺤﺠﺮﻩ؛ ﺃﻱ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺣﺠﺮﺓ ــ ﻓﺜﺎﺑﻮا؛ ﺃﻱ ﺫﻫﺒﻮا ﻟﻠﺼﻼﺓ.

ــــــ صلاة الليل جماعة،...

عن عائشة أُمّ المُؤْمنِين وأبي هريرة،. ﴿كان رسولُ اللهِ ﷺ يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمةٍ. فيقول: من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه﴾،. قال الزهري،. ﴿فتُوُفِّيَ رسولُ اللهِ ﷺ والأمرُ على ذلك. ثم كان الأمرُ على ذلك في خلافةِ أبي بكرٍ وصدرًا من خلافةِ عمرَ على ذلك، ﺣﺘﻰ ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﻭﺻﻠﻰ ﺑﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ﴾،. أخرجه البخاري ومسلم،.

واضح من هذه الرواية أن النّبي ﷺ مات والناس لا يصلون القيام جماعة،. وكذلك فعل أبوبكر سنتين في خلافته،. لم يجتمع الناس لصلاة القيام (التراويح)،. وصدراً من خلافة عمر،. ثم حدث أن جمعهم عمر على إمامٍ واحد،. فتجاهل الناس النّبي ﷺ، وتجاهلوا أبوبكر،. وصدراً من خلافة عمر،. وأخذوا بما فعله عمر لاحقاً،.

وليعلم القارئ،. أن الفقهاء اختاروا هذا الرأي من عمر، وليس هذا دينهم،. فهم إن أرادوا شيئاً نفخوا فيه وأظهروا لك فعل عمر، وكأنك المفتون لو خالفت عمر،. بينما في مسألة أخرى مشابهة تماماً لهذه المسألة، قد فتنهم الله بها،. فلننظر ماهم فاعلون،. ونعرف كيف أن القوم يكيلون بمكيالين،. يطففون في الميزان،. فما وافق شهوتهم أخذوا به واستدلوا بفعل عمر، ولما خالف شهوتهم تركوا عمر وقالوا،. هذا فعل الرَّسـوْل ﷺ، كيف تجرؤون على مخالفة الرَّسـوْل ﷺ؟! وحَسْبُنَا اللّٰه وَنِعْمَ الْوَكِيْل،.

ــــــ مسألة الطلاق (ثلاثة طلقات في جلسة)،.. مقابل القيام جماعة بالمسجد!

عن طاووس، أن أبا الصهباء، قال لابن عباس: هات من هناتك، ألم يكن الطلاق الثلاث على عهد رسول الله ﷺ، وأبي بكر واحدة؟ فقال ﴿قد كان ذلك، فلما كان في عهد عمر، تتايع الناس في الطلاق، فأجازه عليهم﴾
أخرجه إسحاق بن راهويه، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو عوانة، والطبراني، والدارقطني، والبيهقي.

اليوم تسأل "المبدلين" عن صلاة القيام في رمضان يقولون بفعل عمر (دون قوله) ويتجاهلون النّبي ﷺ، ثم يقولون : وهل تقول أن عمر خالف النّبي ﷺ؟!

اسألهم هم أنفسهم عن الطلاق (رجل طلق زوجه ثلاثة طلقات في جلسة واحدة)،. سيقولون الثلاثة بواحدة، كما كانت عند النّبي ﷺ،. جميل جداً، ولكن... لمَ لم تأخذوا الآن بفعل عمر الآن؟! أو السؤال الأصح،. لماذا لا يكون دينكم واحداً وهو الأصل؟! تأخذون من عند النّبي ﷺ في هذه وتلك؟!

أما عن سؤالكم عن فعل عمر،. هل خالف النّبي ﷺ؟! هو ﴿سؤالكم هذا بدعة وباب فتنة وتكلف﴾،. وما دخلك بعمر رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ؟! اعمل بما كان عند النّبي ﷺ،. ولا تسأل أسئلة بدعية كهذه،. هل ستحاسب عمر؟،. عمر رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ وأرضاه،. أمره عند الله الذي أرضاه،. لا يحاسبه الناس، تسألون ما رأيكم بما فعل؟!،.

حين تقف وتُسأل يوم القيامة،. لم فعلتَ؟ ستقول فعلها عمر؟،. تخيل أن يقال لك: وهل أرسلنا إليك عمر؟! وهل أرسل اللّٰه إليك عمر؟! ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ ((الْمُرْسَلِينَ))﴾ [القصص 65]

حين يأتيك أمر اللّٰه اتبعه ولا تلتفت لمن حولك، هل اتبعوا أم لم يتبعوا؟! كل إنسان عليه بنفسه،. والذي يعتدي على الصحابة أفاك ظالم،. والذي يتكلم عنهم غرابٌ شيطان، حاله كحال الرافضة،.

ما لك ولهم،. من أصاب ومن أخطأ!؟ لا تكن غراباً! اتبع النّبي ﷺ وأنت مغمض،. حتّىٰ تدخل قبرك لا تعلم أحداً في القبر غيره،. وتجيب الملكين نعم، أعرفه، ولا أعرف غيره نبياً،. فلن تُسأل في القبر إلا عنه،.

لا تتبع أحداً بعد القرآن والنبي ﷺ،. وإلا ﴿..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء 82]،. واعذر الصحابة فيما لم تجد فيه بينة،. ما يدريك،. قد يعزب عنهم بعض الأمر كما حصل هنا،.

عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولاً فَرَجَعَ ، فَقَالَ عُمَرُ أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، ائْذَنُوا لَهُ . فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا . قَالَ ((فَأْتِنِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ)). فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا لاَ يَشْهَدُ إِلاَّ أَصَاغِرُنَا . فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ قَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا . فَقَالَ عُمَرُ خَفِيَ ((عَلَىَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ ﷺ، أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ))﴾ أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود.

ــــــــ لو فقهوا هذه،. لانتهى الأمر،. ارجع واقرأ الرواية من جديد،.

ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎﺭﻱ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﴿ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﺈﺫا اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭﺯاﻉ ﻣﺘﻔﺮﻗﻮﻥ، ﻳﺼﻠﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻳﺼﻠﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﺑﺼﻼﺗﻪ اﻟﺮﻫﻂ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ "ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﻟﻮ ﺟﻤﻌﺖ ﻫﺆﻻء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﺉ ﻭاﺣﺪ، ﻟﻜﺎﻥ ﺃﻣﺜﻞ" ﺛﻢ ﻋﺰﻡ، ﻓﺠﻤﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺑﺼﻼﺓ ﻗﺎﺭﺋﻬﻢ، ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ "ﻧﻌﻢ اﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﺬﻩ، ﻭاﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻣﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ" ﻳﺮﻳﺪ ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺃﻭﻟﻪ﴾ أخرجه البخاري،.

ــ عمر ما جمع الناس من خارج المسجد، بل وجد ناس يصلون في المسجد (وحَسُن بهم الظن، أنهم لم يخالفوا أمر النبي بالصلاة في البيت) بل كان المسجد بمثابة بيت كثيرٍ من الصحابة الفقراء وأصحاب الصفة، فجمعهم عمر على إمامٍ واحد،. الرَّسـوْل ﷺ أمر أمراً ﴿..فـ((ـعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم))، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ﴾،. فلو اجتمعنا أنا وأنت في بيتي وصلينا القيام،. لم نخالف أمر النّبي ﷺ هذا،. وهذا ما فعله عمر رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ،.

ــ عمر بنفسه قالها،. ﴿ﻭاﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻣﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ، ﻳﺮﻳﺪ ﺁﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ﴾،.

ــ عمر بنفسه، لم يكن يصلّ معهم، لا هو ولا حتى عبد الرحمن بن عبدالقاري راوي الواقعة، لأنهما كانا يصليان في بيتهما، كما أمر النّبي ﷺ،. فالآخذ من عمر، أخذ قوله وترك فعله،.

ــ عمر سماها بدعة،. ولو قال نعم البدعة هي،. سماها بدعة،. لماذا؟! لأنها فعلا بدعة،. ولأنه يعلم ما يقول،. ولو كانت سنةً لما غيرها لكلمة نعم البدعة، عمر رجل شديد، لا يخشى في الله لومة أحد، ولا يستحي من الحق، ولا يخاف الناس، قال عنها نعم البدعة هي،. ولو قيل للناس اليوم عن (تراويحهم) هذه، نعم البدعة هي،. لجلدوك عليها،.

ــ ضع الفعلين في الميزان ورجح بنفسك،. فعلٌ فعله النّبي ﷺ، وأبوبكر، وعمر عهداً من الزمان،. وفعلٌ أمر به عمر ولم يفعله،. من ترجح ومن تتبع، ومن ترى أهدى وأحق؟!

ــــــ عمر كان أتبع الناس للنّبي ﷺ،. قال عبدالله بن عباس عن عمر ﴿..كان وَقَّافًا عِندَ كتابِ اللهِ﴾ أخرجه البخاري - 4642.

عند الاستخلاف قال عمر،. ﴿..إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يحفظُ دينَه . وإني لئن لا أستخلفُ فإنَّ رسولَ اللهِ ﷺ لم يستخلف. وإن أستخلفُ فإنَّ أبو بكرٍ قد استخلفَ . قال [أي عبدالله ابن عمر] فواللهِ! ما هو إلا أن ذكر رسولَ اللهِ ﷺ وأبا بكرٍ، فعلمتُ أنَّهُ ((لم يكن ليعدلَ برسولِ اللهِ ﷺ أحدًا)). وأنَّهُ غيرُ مستخلفٍ﴾ أخرجه مسلم - 1823.

فمن أراد أن يقتدي بعمر، فليقف عند كتاب اللّٰه،. ولا يعدل برسول اللّٰه ﷺ أحداً!

ــــــــــــ الصحابة رَضِي اللّه عَنهُم، أمناء كالنجوم، حملوا السنة،. قاتلوا معه، نصروه،. مدحهم النّبي ﷺ،. هذه تزكيات للصحابة رَضِي اللّه عَنهُم،. ولا تعني أنهم صاروا يشرعون بعد النّبي ﷺ،. الصحابة من أولياء اللّٰه،. هذا معلوم،. انظر كيف يقول اللّٰه عن أوليائه الذين يحبهم كالصحابة،. ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ((وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ)) قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 3]

فنحن نحبهم حبا شديداً،. ولكن لا نتبعهم،. ولا ننظر لما فعلوه فنزنه عليهم كالمحاسبة! هذا خطأ،. بل كل انسان عليه بنفسه ولا ينظر لغيره،. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ))..﴾ [المائدة 105]

ــــــ حين كنا نرد المبدلين الذين يحتجون بالاجماع؟! كنا نقول أي اجماع ليس فيه الصحابة فليس بإجماع،. فهذه من تلك، فأي اجماع للصحابة الآن ستأتون به ليس فيه سيدهم،. النّبي ﷺ،. فهو مردود،. انتهى، ما نلعب علىٰ انفسنا،.

في موضوع الطلاق يتركون الاجماع ويتمسكون بقول النّبي ﷺ،. الآن يقولون الصحابة الصحابة،. أين هذا في مسألة الطلاق؟! أهكذا يُلعب في الدين؟

لا شك أن الصحابة لهم فضل وسبق،. ليس كلامنا عن هذا،. كلامنا أن الدين اكتمل ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾،. والصحابة -رَضِي اللّه عَنهُم- لا يشرعون،.. بل يقتدون بالنبي ﷺ ونحن علينا أن نتبع النّبي ﷺ مثلهم،.

وحين يأتيك أمر النّبي ﷺ،. من العار وقلة الأدب أن يأتي أحد بقول صحابي، ثم يقول : هذا تعارض أو هذه مخالفة،. ويزيد فيسأل : وهل خالفوا النّبي ﷺ؟!

ــــــ يقول الله،. ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ﴾ [العنكبوت 2]،. اعلموا أن اللّٰه فتنكم وابتلاكم بــ [عمر]،. ينظر من تتبعون،. أتتبعون رسوله ﷺ أم تتبعون عمر؟،. لم يجعل أحد شيوخ المسلمين يفعلها،. إذاً لرددتموه عليه، لكنه جعل من نحبه يفعلها،. فتنة بنا وابتلاءً،. ينظر ربنا من نتبع؟! إياه نتبع أم رسُول اللّٰه ﷺ؟!

هذا من فقه الصحابة،. عن أبي مريم الأسدي،. ﴿لما سار طلحةُ والزُّبَيرُ وعائشةُ إلى البَُِصرةِ، بعَث عليٌّ عمَّارَ بنَ ياسرٍ وحسنَ بنَ عليٍّ، فقدِما علينا الكوفةَ، فصعِدا المِنبَرَ، فكان الحسنُ بنُ عليٍّ فوقَ المِنبَرِ في أعلاه، وقام عمَّارٌ أسفلَ من الحسنِ، فاجتَمَعْنا إليه، فسمِعتُ عمَّارًا يقولُ (((إنَّ عائشةَ قد سارَتْ إلى البَُِصرةِ، وواللهِ إنها لزوجةُ نبيِّكم ﷺ في الدنيا والآخرةِ، ولكنَّ اللهَ ابتَلاكم، ليَعلَمَ إياه تُطيعونَ أم هيَ)))﴾ أخرجه البخاري - 7100.

قالَ اْللّٰه،. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ((وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً)) أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ [الفرقان 20]،. ويقول،. ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ [الزخرف 43 ــ 44]،. ويقول،. ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ۝ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [اﻷنعام 66 ــ 67]

رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

كلمة أخيرة،. لفظة التراويح لفظة محدثة، يعني بدعة،. اسمها صلاة الليل،. سددوا أقوالكم، تصلح أعمالكم،.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ((وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)) ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [اﻷحزاب 71]

بكيبورد، محسن الغيثي،.

ليست هناك تعليقات: