الاثنين، 14 فبراير 2022

أحمد عبدالحليم النميري، هو الدجال،.

أبو العباس ابن تيمية،. ليس إلا إحدى خرجات الأعور الدجال،.

أكثر من 30 دليلاً،. ردوها إن استطعتم،.. يا عبيد الدجال،.


وهل كنت تظن بأن الدجال حين يخرج، سيخرج بصورته المحفورة في الأذهان؟! ذاك الرجل المخيف المجرم البغيض،. ذاك الرجل الضخم المرعب، الذي يبطش بالناس بقبضة قوية، يمشي ويزلزل الأرض؟!،. هذه الشخصية لو خرجت للكفار لهربوا من فتنته،. فكيف بالمسلمين؟!،. وإن كانت هيئة الدجال مخيفة كما هو في أذهان الناس، فالناس ستعرف أنه شر ونحس بفطرتهم، ستستقذر منظره وتتجنبه من نفسها، ولو لم يحذرهم الأنبياء،. فلماذا حذرنا النّبي ﷺ منه؟!،.


الْحَمْد لِلّٰه،. والصلاة والسلام على رسول الله عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم،. أما بعد، فهذا المقال لا يصلح لمن يعظم العلماء،. أو يرى أن لهم فضلاً في الإسلام والدين الذي اكتمل قبل ولادتهم وتعهد الله بحفظه وإيصاله،. إنما هو للمسلمين الذين لا ينتمون لأي فرقة كانت، ولأي حزب ولأي توجه،. إنما المسلم الذين يتبع الله وما صح عن رسوله ﷺ فحسب،. فالمرتمي في أحضان الفرق قد أصيب بالعمى، ولن يرى ما يراه المسلمين المبصرين،.


وقبل أن يعاجلنا أحد السلفية السفهاء بسبب فضحنا لقديسه ابن تيمية، ويغضب لكشفنا للناس أنه الدجال،. ويظن أننا جئنا بجديدٍ مبتدع،. نقول : ابن تيمية لم يقدم شيئاً للدين،. ولا حتى مقدار ذرة ولم ينفع العلم بشيءٍ البتة،. والدين لم يكن بحاجة لابن تيمية أساساً، الدين اكتمل قبل ظهوره بــ 666 سنة،. قُرآناً مكتوباً وسنةً مسندة،. بلّغها الناس لمن بعدهم،. فعرفوه وعملوا به وجاهدوا وماتوا ولم يعرفوا شيئاً عن شيخك الذي اغتررت به،. فلا الدين كان بحاجته،.. ولا الناس كانوا بحاجته،. وهو أصلاً لم يقدم للدين سوى تراث مهترئ، وجوده وعدمه واحد، فلا قيمة له عند الله،. أنت تراه ذا قيمة، ولكن نحن نراه تفاهة وسخافة،. بل شرٌ مستطير، زاد الخرق شقاً، أفسد ولم يصلح شيئاً،. فلم تنفع فتاويه المسلمين بشيءٍ، ولا ردوده فضت الفرق، ولا عقائده وحدت الصف، وبقي الضلال كما هو وأسوء، فحقيقةً، لا أحد يرى الخير في كتبه ويتحسف على تضييع وقته فيها إلا أنت أيها السلفي [الوحيد من بين جميع فرق المسلمين]،.


ولتعرف الدجال، لا تركز في جانب ضيق في حياته، بل انظر في حياته كلها، وقارن بينها وبين ما توعد به الشيطان من إضلال وفساد،. ومن تفرقة المسلمين، ومن كتابة المصنفات ومن كثرة المناظرات وتعظيم الشيوخ، وانظر من الذي صرف المسلمين عن كتاب ربهم وغيرها من الأمور،. حينها ستعرفه مباشرة أنه هو هو،.


ابن تيمية، (وإن لم يكن هو الدجال بعينه، وقبل أن نعرف أنه هو الدجال)، فهو هبو، هكذا كان عندنا، فلا قيمة له عند عباد الله،. ولا تظن أيها السلفي بأننا بهذا سنرفع غيره ليكون بديله ويحل محله!!،. بل كل أصحاب الرأي عندنا مثله،. لا قيمة لأحدٍ منهم البتة في دين الله،. إلا من بلّغ واتبع أحاديث النّبي ﷺ ووصى بها ونصرها وعزرها،. ولم يزد فيها برأيه،. فكلنا عند الله سواء،. لا فضل لأحد على أحد،. كلنا عبادٌ للّٰه،. نتبعه ونبتع وحيه،. ولا كهنوتية عندنا في الاسلام،. إنما الكهنوتية في السلفية وبقية الفرق التي اتخذت لنفسها أقطاباً تتزلف إليها،.


وتالله لولا الله وكلام النّبي ﷺ،. لما عرفنا شيئاً من سمات الدجال الشيطان،. ولكن النّبي ﷺ أخبرنا بعض العلامات التي تعيننا لمعرفة الدجال،. وكون أن العلماء اهتموا بكتب العلماء وفقههم واختلافاتهم، وأهملوا الحديث عن الدجال، ولم يهتم به سوى قلة من المؤمنين،. فلن يستطيعوا معرفة أن ابن تيمية هو ذاته الشيطان الدجال،. الذي تكلم عنه النّبي ﷺ،.


وقبل عرض الأدلة والبراهين أن ابن تيمية هو الأعور الدجال نفسه،. نرد بعض الشبهات حول خرجات الدجال،.


سؤال 1 ــــ،. هل يمكن للدجال الخروج للناس قبل يوم القيامة؟!،.


الجواب،. نعم يمكن ذلك، فقد خرج في عهد النّبي ﷺ على شكل صافي بن صياد [بن صائد]،. وقد أقسم بعض الصحابة أنه الدجال ولم يردهم النّبي ﷺ،. بل أراد عمر بن الخطاب رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ ضرب عنقه فقال له النّبي ﷺ،. ﴿إن يكُ هو، فلن تسلط عليه﴾،. وقد حذر النّبي ﷺ أمته الدجال، وقال أن جميع الأنبياء حذروا أقوامهم،. وخرج كذلك على هيئة رجلٍ تقي يرى نفسه أخير الناس،. ذهب يصلي ويطيل الصلاة في مسجد النّبي ﷺ، وأمر النّبي ﷺ بقتله فلم يستطيعوا، فقال لو مات لما اختلفت الأمة،. فالدجال يتشكل ويخرج للناس على شكل الأتقياء،،. يتشكل ويظهر في صورة إنسان يحبه الناس ويعجبون به، وقد يتبعونه ولا يدرون أنه الدجال،.


سؤال 2 ــــ،. هل يلزم أن يُكتب بين عينيه كافر في كل خرجاته؟!،.


الجواب،. حين كان صافي بن صياد، لم يكن مكتوبا بين عينيه كافر، فهذه الكتابة ستكون في آخر خرجة له قبيل يوم القيامة،. وليست في كل خرجاته،.


سؤال 3 ــــ،. كيف يكون ابن تيمية هو الدجال وقد تتلمذ على يديه علماء مثل ابن القيم وابن كثير والذهبي؟!،.


الجواب،. فتنة الدجال أعظم فتنة خلقها الله، فتنةٌ شديدةٌ جداً، لدرجة أنه ليس كل إنسان يستطيع كشفه،. فلا تتصور بأن العلماء سيكشفون الدجال بسهولة، بل سيأتيهم بشكل يبهرهم بعلمه وخبرته وذكائه حتى يُعجبوا به،. بل الأغلب سيحبه ويرفعه فوق السماء ويغلوا فيه ويسميه بأسماء عظيمة وأوصاف جليلة،. بأنه صاحب الاسلام، أو قدوة الاسلام، أو "شيخ الاسلام"، أو عالم الاسلام،. أو حجة الاسلام، وهكذا،. وكل ذلك قيل في ابن تيمية، بينما لم تقل في أبي بكر ولا عمر، بل ولا النّبي ﷺ نفسه،.


سؤال 4 ــــ،. ولكن ابن تيمية جبل شامخ في بحر العلم، وحبر عظيم،. وله دور كبير في الدين،. فكيف يقال عنه دجال؟!،. ومن الطبيعي أن الناس ستحسده وتحقد عليه!،.


*ليس في الاسلام كهنوت ومشيخات وأقطاب ومراجع،. ليس في الاسلام من يمثل الله وينوب عنه للقضاء في دينه،. وليس في الاسلام موقعون عن رب العالمين كما يقول ابن القيم،. دين السلفية ليس إلا نسخة من الصوفية والشيعة في مرجعياتهم، فكل منهم لديه من يستغيث به ليقرر له ما هو الدين،. أما المسلم فلا يعرف سوى كلام ربه ورَسُولهُ ﷺ،. ويشكر ويترحم على من بلّغه الدين دون أن يتخذه رباً،.*


أن كنت ترى أن الرد على ابن تيمية وإظهار فساده كبيرة وجريمة، فقل هذا في ابن تيمية نفسه،. فقد طعن ابن تيمية في صحابي جليل وشكك في نواياه وفي إخلاصه، وحط من قدره،. حتى استغرب منه الحافظ ابن حجر، فعند ترجمته لوالد الحلي [726 ﮬ.]، الذي ألف ابن تيمية كتابه "منهاج السنة النبوية" في الرد عليه، قال ابن حجر،. "وكم من مبالغة له لتوهين كلام الحلي، *((أدت به أحياناً إلى تنقيص عليٍ رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ))"،.* [لسان الميزان 6/319]،.


فما الذي قاله ابن تيمية في علي رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ؟!،. حتى يقول ابن حجر فيه ما قال؟،. قال ابن تيمية في منهاج السنة،. (والمقصود هنا ما يعتذر به عن علي فيما أنكر عليه يعتذر بأقوى منه في عثمان، فإن علياً قاتل على الولاية، وقُتل بسبب ذلك خلقٌ كثيرٌ عظيم، ولم يحصل في ولايته، لا قتالٌ للكفار، ولا فتحٌ لبلادهم، ولا كان المسلمون في زيادة خير)،. وقال كذلك في نفس الكتاب،. (فلا رأي أعظم ذماً من رأيٍ أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين، ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم ولا في دنياهم بل نقص الخير عما كان وزاد الشر على ما كان) [منهاج السـنة 6/112]،.


فأي حقد كان يكنه هذا المخلوق على أصحاب النّبي ﷺ؟!،.


وذكر الحافظ أيضا، أن ابن تيمية خطّأ أمير المؤمنين عليًا رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ،. في سبعة عشر موضعاً خالف فيها نص الكتاب، وأن العلماء نسبوه [أي ابن تيمية] إلى النفاق لقوله هذا في علي رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ، ولقوله أيضاً فيه: *أنه كان مخذولا، وأنه قاتل للرئاسة لا للديانة!!!* [الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1/114]،.


لسنا نحن،. بل العلماء أنفسهم في عهد ابن تيمية سموه بالمنافق [كما قال ابن حجر]، لأنه كان يطعن في الصحابة،. وقد تظن بأنه نال من علي واكتفى،. لا، بل نال حتى من أبي بكر وعمر وعثمان،. 


ذكر ابن حجر العسقلاني : أن *ابن تيمية خطأ عمر ابن الخطاب في شيءٍ، وأنه قال عن عثمان أنه كان يحب المال، وأن أبا بكر أسلم شيخاً لا يدري ما يقول!!!،.* [الدرر الكامنة 1/153]،.


ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ،. ﴿ﻳﺎ اﺑﻦ ﺃﺧﺘﻲ، ﺃﻣﺮﻭا ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭا ﻷﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﺴﺒﻮﻫﻢ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ،. وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺫﻛﻮاﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ،. ﴿ﻻ ﺗﺴﺒﻮا ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ، ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻧﻔﻖ ﻣﺜﻞ ﺃﺣﺪ ﺫﻫﺒﺎ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﻧﺼﻴﻔﻪ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ.


ولنترك ابن تيمية، يحكم على ابن تيمية، بعد طعنه في أصحاب النّبي ﷺ،. قال ابن تيمية،. "وَمِنْ أَعْظَمِ خَبَثِ الْقُلُوبِ : أَنْ يَكُونَ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ غِلٌّ لِخِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَادَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ" [منهاج السنة 1/14]،.


فهو بنفسه، حكم على نفسه "قبل أن نقول فيه شيئاً" أنه خبيث القلب،. وقد صدق فيها،. وهذا ما لسمناه في جل كتبه ورسائله،. الرجل كان خبيث السريرة، نجس الباطن، وقحاً، أخلاقه قذرة،. يعادي الله ويبغض الرسول ﷺ والصحابة،. افترى وابتدع الكثير في دين الله، وكفّر المسلمين ممن خالف فرقته وأمر بقتلهم،.


واعلم أيها السلفي المغفل،. أن نقد وفضح ابن تيمية ليس بدعاً من القول، فقد رد عليه قبلنا كثير من الناس وبينوا ضلاله العميق وسوء سريرته وتدليسه الكبير في المسلمين،. وجلهم من معاصريه الذين كانوا قريبي عهد بضلالاته وهم أعلم به ممن تأخر، كأبي حيان الأندلسي [745 ﮬ.]، وابن الزملكاني [727 ﮬ.]، والحافظ العلائي [761 ﮬ.]، والشهاب ابن جهبل [733 ﮬ.]، وأبي العباس السروجي، وكمال الدين بن الشريشي، وتقي الدين السبكي [756 ﮬ.] وتلميذه بهاء الدين الاخميمي [من علماء عصره تــ 764 ﮬ.] الذي قال عن ابن تيمية "هذه من عجائب ابن تيمية الدالة على *((سخافة عقله)) قوله بقِدَم العالم ــ (أي أن العالم قديم أزلي، لا أول له، وأنه غير مخلوق) وقال ((هذا لا يصدر إلا ممن به مَسّ))،..* هذا فضلاً عمن جاء بعدهم من الفضلاء ممن أحسوا بأن هذه الشخصية المثيرة للجدل ليست بطبيعية،. ونحن هنا ((لن ننقل شيئاً من أقوال هؤلاء))،. حتى لا يقال أخذتم من أعدائه، أو ممن يكن له الأحقاد كالأشاعرة والرافضة وغيرهم،. بل من أتباعه ومحبيه ونافخيه،. ومن أقواله هو،.


فكما تبين، لم يتفق علماء المسلمين على حب ابن تيمية كما يتوهم للعامي المسكين،. ولا أحد يحب ابن تيمية سوى اتباعه السلفية البُلَهاء،. فهم الذين نفخوا فيه وفي كتبه،. وسموه شيخ الاسلام ورفعوه حتى ظهر واشتهر، حتى اشتهوا أن يكون نبياً، حتى قيل فيه [لو لم نخبر بختام النبوة لقلنا : إن ابن تیمیة نبي]،. وعرضوا هذه المقولة على ابن باز فضحك ولم ينكرها وقال إن لذلك أصلاً!!،. هم [السلفية] عُرفوا بتبجيلهم للأحبار والأشياخ والتصاقهم بأحذية أهل العلم واتخاذهم أرباباً في التشريع [ويثنون الركب خنوعاً وتذللاً]،. كما يفتخرون بهذا الهوان والذل في كل مجلس،.


ونحن هنا سنبين إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،. بأن ابن تيمية ليس إلا حالة من حالات الدجال، وإحدى صوره وتشكلاته، وهي إحدى خرجاته الكثيرة،. التي حذر منه النّبي ﷺ والأنبياء قبله،. ولنقول في ختامها للسلفي السافل المفلس،. "انظر إلى ربك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرّقنّه، ثم لنفضحنه على الملأ فضحاً"،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا یُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِ وَلَوۡ یَرَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِذۡ یَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعَذَابِ ۝ إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِینَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ وَرَأَوُا۟ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ۝ وَقَالَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُوا۟ مِنَّا كَذَلِكَ یُرِیهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَالَهُمۡ حَسَرَاتٍ عَلَیۡهِمۡ وَمَا هُم بِخَارِجِینَ مِنَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة 165 - 167]،.


وصدق الله،. فقد رأينا بأم أعيننا كيف أن أتباع ابن تيمية يحبونه كحب الله، ويمدحونه ويكتبون فيه الكتب،. ولهذا لا يرون مثل هذه البينات صريحة في كشفه أنه الدجال، ويدافعون عنه، بينما يراها المسلم الذي هو أشد حباً للّٰه، واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، أن ابن تيمية هو الأعور الدجال،.


بكيبورد، محسن الغيثي،..


ــــــــــــــــــــــــــــ ابن تيمية الدجال،.


1 ــــــــ ابن تيمية لم يتزوج،. فلم يخلّف عَقِباً، كالدجال تماماً،.


قال الذهبي "له شهامة وقوة نفسٍ توقعه في أمورٍ صعبةٍ، ويدفع الله عنه، وله نظمٌ قليلٌ وسطٌ، ولم يتزوج ولا تسرى" [ترجمة ابن تيمية 10]،. ولا تسرى : أي لم يجامع حتى جارية من ملك اليمين،.


وقال ابن الوردي "يذكر مترجموه أنه لم يتزوج ولم يتسر" [تاريخ ابن الوردي 2/411]،.


فهذا ابن تيمية، قد رغب عن سنة النّبي ﷺ،. والنّبي ﷺ تبرأ من الذي لا يتزوج النساء،.


ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ، ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ: "ﺟﺎء ﺛﻼﺛﺔ ﺭﻫﻂ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻮﺕ ﺃﺯﻭاﺝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻭا ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺗﻘﺎﻟﻮﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻭﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺻﻠﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﺃﺑﺪا، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻮﻡ اﻟﺪﻫﺮ ﻭﻻ ﺃﻓﻄﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﺰﻝ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻼ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺃﺑﺪا، ﻓﺠﺎء ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺘﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﻠﺘﻢ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا؟ ﺃﻣﺎ ﻭاﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻲ ﻷﺧﺸﺎﻛﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺃﺗﻘﺎﻛﻢ ﻟﻪ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺻﻮﻡ ﻭﺃﻓﻄﺮ، ﻭﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﺭﻗﺪ، *((ﻭﺃﺗﺰﻭﺝ اﻟﻨﺴﺎء، ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ))*" ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ،.


حاول بعض المضحوك عليهم والمغترين،. تبرير تركه النكاح بكثرة شغله بالدعوة وجهاده وطلبه للعلم ووو،. وهذه حجج مضحكة وفيها استحمار للسلفية الصغار وتسفيه لعقولهم الضيقة،. فالسلفي الصغير يقتنع بأي رد ولو كان سخيفاً مضحكاً في سبيل رد الشبهة عن الشيخ الذي يحبه كحب الله،... وهذا الرد أحدى هذه الردود التافهة،.


كان النّبي ﷺ كذلك مشغولاً ومكلفاً بالدعوة أكثر من ابن تيمية،. وقد تزوج تسعة،. ولم يقل أني مشغول بالدعوة والجهاد وتعليم الناس القرآن والحديث والحكمة،.. أم ترون أن ابن تيمية انشغل أكثر من النّبي ﷺ؟!،.


ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺑﺎﺡ، ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮﻧﺎ ﻣﻊ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﺑﺴﺮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ "ﻫﺬﻩ ﺯﻭﺟﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﺈﺫا ﺭﻓﻌﺘﻢ ﻧﻌﺸﻬﺎ، ﻓﻼ ﺗﺰﻋﺰﻋﻮﻫﺎ ﻭﻻ ﺗﺰﻟﺰﻟﻮﻫﺎ، ﻭاﺭﻓﻘﻮا، *((ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺗﺴﻊ))*، ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﻟﺜﻤﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﻘﺴﻢ ﻟﻮاﺣﺪﺓ" ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: *"((ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﻗﺒﺾ ﻋﻦ ﺗﺴﻊ))*، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﻟﺜﻤﺎﻥ".

ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.


وكذلك كل الرسل قبل النّبي ﷺ تزوجوا،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلࣰا مِّن قَبۡلِكَ *((وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَاجࣰا وَذُرِّیَّةࣰ))* وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن یَأۡتِيَ بِـَٔایَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلࣲ كِتَابࣱ﴾ [الرعد 38]،.


كان النّبي ﷺ يجاهد أكثر من ابن تيمية، وهو متزوج،. وكان يعلم ويخرج ويتأذى،. ولم يمنعه هذا من الزواج ولم يشغله ﷺ عن النكاح،. بل أمر معشر الشباب الذين يستطيعون الباءة بالزواج،.


وكذلك فعل كل أصحابه رَضِي اللّه عَنهم،. فلم يؤثَر عن أحدٍ منهم أنه ترك الزواج لأجل العلم والجهاد والدعوة،. فهذا تبرير سخيف،. والعلماء قبله كانوا أحرص منه في طلب العلم والجهاد، ولم يؤثر عن أحد منهم أنه ترك الزواج لأجل شغله!،.


هل كان ابن تيمية منشغلاً بالدعوة أكثر من النّبي ﷺ نفسه والصحابة وخيار هذه الأمة؟!،.


عن ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻲ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﻫﻞ ﺗﺰﻭﺟﺖ؟ ﻗﻠﺖ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: «ﻓﺘﺰﻭﺝ، ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻧﺴﺎء» أخرجه البخاري 5069،.


وفي كتب الأنساب والمناقب،. تزوج أبوبكر بــ 4 نساء،. وعمر تزوج 9، وعثمان تزوج 7 من بعد بنتي النّبي ﷺ،. وعلي تزوج 8 من بعد فاطمة،. وطلحة بن عبيد الله تزوج 9، والزبير بن العوام تزوج 6، وعبد الرحمن بن عوف تزوج 20 امرأة، وسعد بن أبي وقاص تزوج 11 امرأة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل خلف واحد وثلاثين ولداً،. وأقل من ذكروا هو أبو عبيدة بن الجراح، تزوج بواحدة هي هند بنت جابر،. [المصادر : نسب قريش للمصعب الزبيري،. جمهرة أنساب العرب لابن حزم،. الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري]،.


زعم ابن تيمية أن الدين اتباع السلف من الصحابة، فأين هو من فعل الصحابة؟!،. أم أنه يقول ما لا يفعل؟!،.


لو تزوج ابن تيمية، لعرفت زوجته كثيراً من أسرار الدجال الشخصية في بيته،. ولفضحته وبينت للناس أمره،. لهذا لم يُرد أن يطّلع على حياته الخاصة أحد، ولا حتى زوجة،. ولكن الله فضحه بأمور أخرى،.


الدجال لا يخلّف ذرية، فليس له نسل بطبيعة الحال،. والذي لا يتزوج لن يخلِف ولن يُنجب، ولن يكون له نسلٌ يعقبه،. وهذا حال ابن تيمية،. ليس له عقب،. كالدجال تماماً،.


ولو كانت المسألة مسألة معصية اقترفها مسلم، تالله لن تجدنا تحدثنا عنها،. ولا اهتممنا به،. ولكن هذا شيخ الاسلام، رمزٌ معظم متبع من أكابر السلفية، وليس برجل عامي،. وهذه ليست معصية مؤقتة قد يتوب منها المسلم ويندم ويرجع لدينه،. الرجل بقي مصراً على تركه لسنة النّبي ﷺ حتى مات، أعني "اختفى"،. فهذا الرجل وضعه مريب،. إما أنه ترك هذه السـنة البشرية الغريزية قبل أن تكون سنة النّبي ﷺ متعمداً معانداً، مبغضاً لها، معرضاً عنها، كارهاً لها،. أو أنه مخنّث لا يشعر بما يشعر به الفحول،. أو أنه شيطان، ليس برجل، ليست له رغبة كما يرغب الرجال من البشر،. وفي رأيي هو كل ذلك،. فهو الدجال بعينه، عدو الله والنّبي ﷺ،.


2 ــــــــ ابن تيمية، له عين واحدة فقط،. وهذه أكبر علامات الدجال،. والنّبي ﷺ أخبرنا بعلامته لنفرق بينه وبين الله،. أن الدجال أعور ممسوح العين،.


وقبل أن نتكلم عن عينه الواحدة،. نتكلم عن علاقة العين بالرب،. 


هذه دراسة مهمة،... لأن النّبي ﷺ حين ذكر العين العوراء الممسوحة للدجال، ذكرها في موضع تمييزٍ وتفريقٍ بينه وبين الرب،. كعلامة فارقة نعرف بها ربنا،.


قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. ﴿...إني أنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، لقد أنذره نوح قومه، *ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور﴾* أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان، والطبراني، في "مسند الشاميين"، والبيهقي، في "القضاء والقدر".


لماذا يقارن النّبي ﷺ الدجال باللّٰه ثم يعطي علامة نفرّق بها فنعرف أنه ليس بربنا؟!،. لأن الناس ستخلط بين الدجال وبين الرب،. ولكن، هل الناس على درجة من الغباء لدرجة أنهم لا يفرقون بين هذا المخلوق البغيض المقرف المخيف وبين الرب العظيم؟!،.


لحظة لحظة،.. وهل كنت تظن بأن الدجال حين يخرج، سيخرج بصورته المحفورة في ذهنك؟! ذاك الرجل المخيف المجرم البغيض،. ذاك الرجل الضخم المرعب، الذي يبطش بالناس بقبضة قوية، يمشي ويزلزل الأرض؟!؟!،. إن كنت تظن بأن هذه هيئة الدجال وقت خروجه للناس،. فمن سيظن بأن هذا الشخص رب؟!،. أبداً!،.


هذه الشخصية التصوّرية المخيفة للدجال، المطبوعة في أذهان الناس، مكشوفة للجميع ومفضوحة، العاقل والمجنون سيعرفها، والكبير والصغير، لن يغتر به أحدٌ ليجعله رباً وهو كريه المنظر،. ولن يرتاب أحد في وسمه وخصاله أنه هو الدجال أو الشيطان الكذاب،. الكل سيعرف أنه دجال مباشرةً من هيئته وشكله،. ولن يختلط عليهم أمره،..


ولو كان الدجال سيظهر بهذه الصورة المفزعة للناس،. فلا حاجة للأنبياء من تحذير الناس،. فالناس ستدرك قذارته بفطرتها، ستعلم أن هذا المرعب المخيف فتنة وليس بأمر طيب، سيحذَرونه ويبتعدون عنه، وينأون وأبناءهم عن هذا الشخص الشرير،. سواء عرفوا أحاديث النّبي ﷺ فيه أو لم يعرفوها،. بل زيادة،.. لو خرج هذا البغيض "للكفار" لاستقذروه وهربوا، سيفر منه الكافر وهو كافر، فكيف بالمسلم الفطن الذي لم تتدنس فطرته؟!،.


ولكن النّبي ﷺ علمنا في الدجال علما لم يعلمه الأنبياء لأقوامهم،. قال في نفس الحديث،. [ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه،. أنه أعور]،. وهذا يدلنا أن الناس قديما اتبعوا الدجال فعلاً ولم يعرفوا علامته،.. ظهر لهم فتلبس عليهم واتخذوه رباً،. فيا ترى،. من هم الذين اتخذوهم الناس أرباباً من قبل؟!،. ثم تعاملوا معهم كما يتعامل المؤمنون مع ربهم؟!،.


الجواب من القُــرآن،.. هم الأحبار والرهبان، أو شيوخ الدين،. لأن اْللّٰه قال،. ﴿ٱتَّخَذُوۤا۟ *((أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَانَهُمۡ أَرۡبَابࣰا))* مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِیحَ ٱبۡنَ مَرۡیَمَ *((وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوۤا۟ إِلَهࣰا وَاحِدࣰا لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ))* سُبۡحَانَهُ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة 31]،.


الله لم يسمّ شيوخ الدين [أرباباً] جزافاً أو صدفة،. إنما سماهم لعلمه بأن الناس تتخذ الشيخ رباً في الحقيقة،. وتعامله كما تتعامل مع الرب الحق،.


بل من البلايا التي جعلها الله في خلقة الناس،. أن جعلهم يبجلون ويعظمون عظمائهم، خاصةً إن ظهرت عليهم آيات أو "كرامات"، فيستدلون بها على ولاية الله لهم،. فمنهم من يجعلهم أولياء لله، ومنهم من سيرفعه ويقدمه في الدين فيتبع آرائه، ومنهم من سيغلوا فيه حتى يجعله مساوياً لمكانة الأنبياء أو يشبهه بهم،. ومنهم من سيغلوا فيهم ليجعلوهم أبناء الله،. ولا تعجب أن جعل الله تلك الآية الآنفة بعد قوله،. ﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ *((عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَارَى ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِ))* ذَلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَاهِهِمۡ یُضَاهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَبۡلُ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ﴾ [التوبة 30]،.


لماذا قُرنَتا [الآيتان] مع بعض؟!،. لأن السبب في ذلك *((غلو الناس فيمن تحب وتتبع))*،. فمنهم من يجعل الشيخ العالم ابناً للّٰه،. ومنهم من يجعله رباً،. ويتبعه كما يتبع الله،.


وحقيقةً،.. الناس اليوم تتبع شيوخها وعلماءها،.. فإن كان الدجال المخادع سيظهر في الناس،. فالأحرى به أن يظهر على صورة شيخ عالم،. فالعالم أحق في التربيب والتأليه والغلو والاتباع والمحبة والنصرة من ذاك الشخص المخيف المرعب،.. وقد أبدع الدجال في هذا الدور،. فخرج لهم على هيئة ابن تيمية،.


ــــ اعلم،.. أن أتباع الدجال اليوم،. حين تقول لأحدهم بأن الذي تتبعونه هو الدجال في إحدى تشكّلاته،. لن يرضوا ولن يسكتوا،. سيقاتلون لأجل من أحبوه وعظموه،. سيردون عليك ما استطاعوا،. فهم مفتونين به، لا يرون ما ترى من هذه البلايا،.


الناس اليوم فتنوا بعلمائهم وبالأخص أرفعهم شأناً، يقرؤون كتبه الكثيرة ويحرصون عليها، ويوصون بها، ويتدارسونها،. كما يقرأ المسلمون القرآن كتاب ربهم الحق، ويحرصون عليه ويتدارسونه،. صار الناس يرجعون للعلماء في مسائل النزاع وبالأخص أعلم العلماء "شيخ الاسلام"، بينما كان عليهم الرجوع لربهم ليخرجهم من النزاع،.


والذي تزعم هذا المشهد بجدارة، وعُرف به حتى كادوا أن يقولوا عنه أنه نبي، هو ابن تيمية لا غير،. أما بقية العلماء فلا يدانونه في المرتبة والشأن،. كيف لا وهو "شيخ الإسلام"،.


الناس يتدبرون قول ابن تيمية ويتتبعون ألفاظه وكلماته هنا وهناك،. [شيخ الاسلام يقصد كذا وكذا، لأنه قال في موضع آخر كذا وكذا وقال في الكتاب الفلاني كذا]،.. وهذا هو تدبّر القول،.. كما يتدبر المؤمنون قول ربهم في الحقيقة، يتتبعون كلمات الله في القُــرآن،. [ويربطون الآيات ببضعها، ويجمعون الأدلة لبعضها ليفهموا كلام ربهم]،. ولكن التدبر صار لكتب ابن تيمية،. وليس لكتاب الله،.


فالدجال سيخرج على هيئة شيخ دين،. لأن شيوخ الدين أولى "بالتربيب" من الشخص البغيض الكريه المرعب،.. شيخ الدين، أو "شيخ الاسلام"، هو الذي يتخده الناس رباً،. هو الذي يفتنهم، وليس المرعب المخيف،.


فالشيوخ هم الأرباب المزيفون،. فانظر من هو شيخ الشيوخ؟!،. أو شيخ الاسلام؟! هو الذي اتخذوه رباً من دون الله،. شيخ الاسلام،. هو الرب المزيف،. هو الذي يراه الناس اليوم رباً،.


قال الذهبي عن ابن تيمية،. "((ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻠﻪ))، ﺷﻴﺦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﺎﻟﻚ ﺑﻤﻦ اﺗﺒﻌﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﻃﺮﻳﻖ، ﺫﻱ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻤﺘﻜﺎﺛﺮﺓ، ﻭاﻟﺤﺠﺞ اﻟﻘﺎﻫﺮﺓ اﻟﺘﻲ ﺃﻗﺮﺕ اﻷﻣﻢ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻫﻤﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻗﺎﺻﺮﺓ، ﻭﻣﺘﻌﻨﺎ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﻠﻮﻣﻪ اﻟﻔﺎﺧﺮﺓ، ﻭﻧﻔﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ، ((ﻭاﻟﺤﺒﺮ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻨﻮﺭاﻧﻲ، ﺇﻣﺎﻡ اﻷﺋﻤﺔ ﺑﺮﻛﺔ اﻷﻣﺔ، ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻭاﺭﺙ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﺁﺧﺮ اﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ، ﺃﻭﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ، ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ، ﺣﺠﺔ اﻷﻋﻼﻡ، ﻗﺪﻭﺓ اﻷﻧﺎﻡ، ﺑﺮﻫﺎﻥ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ، ﻗﺎﻣﻊ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﻴﻦ، ﺳﻴﻒ اﻟﻤﻨﺎﻇﺮﻳﻦ، ﺑﺤﺮ اﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻛﻨﺰ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ، ﺗﺮﺟﻤﺎﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺃﻋﺠﻮﺑﺔ اﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻓﺮﻳﺪ اﻟﻌﺼﺮ ﻭاﻷﻭاﻥ))، ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ، ﺇﻣﺎﻡ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، (((ﺣﺠﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ!!!)))،. اللاﺣﻖ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻭاﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻴﻦ، ﻣﻔﺘﻲ اﻟﻔﺮﻕ، ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺤﻖ، ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻬﺪﻯ، ﻋﻤﺪﺓ اﻟﺤﻔﺎﻅ، ﻓﺎﺭﺱ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭاﻷﻟﻔﺎﻅ، ﺭﻛﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﺫﻭ اﻟﻔﻨﻮﻥ اﻟﺒﺪﻳﻌﺔ، ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎﺱ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ"،. إﮬ. نقله العسقلاني عنه في الدرر الكامنة،.


يا له من وصف عظيم،. السلفي لا يرى هذا من الغلو،. بل يراه أمرٌ يستحقه هذا الرجل لعلمه الغزير،. وهنا تكون المفارقة بين السلفي الذي يحب ربه فلاناً، وبين المسلم الذي يحب ربه الله،.


وصفه ابن الزملكاني فقال،. "مَاذَا يَقُولُ الوَاصِفُونَ لَهُ،. وَصِفَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الْحَصْرِ،. هوَ حُجَّةٌ لِلَّهِ قَاهِرَةٌ،. هُوَ بَيْنَنَا أُعْجُوبَةُ الدَّهْرِ،. هُوَ آيَةٌ لِلْخَلْقِ ظَاهِرَةٌ،. أَنْوَارُهَا أَرْبَتْ عَلَى الْفَجْرِ"،.


ووصفَه عمادُ الدين الواسطي وقال حالفاً يميناً مغلظة لنصدقه،. "واللهِ ثُمَّ واللهِ، لم أرَ تحتَ أديم السماء مثلَه علمًا وعملاً، وجمالاً وخُلقًا، واتباعًا وكرمًا، وحلمًا في حقِّ نفسه، وقيامًا في حقِّ الله تعالى عند انتهاك حُرْمته" إﮬ.


بل قال له تقيُّ الدين ابنُ دقيق العيد، بعدَ الاجتماع به وسماع كلامه،. "ما كنتُ أظنُّ أنَّ الله بَقِي يخلُق مثلَك" حكاه الذهبي،.


فإن كان كل هذا ليس غلواً!! فما هو الغلو إذاً؟!،. لماذا يمدحونه هكذا؟! حتى لو كان مستحقاً للمدح، ألم يسمعوا عن نهي النّبي ﷺ في مدح الناس وتزكيتهم؟!،. نهانا أن نطريه كما أطرت النصارى عيسى بن مريم،. أمرنا بحث التراب في وجوه المداحين،. بل نهانا الله أن نزكي أنفسنا،. قال،. ﴿..فَلَا تُزَكُّوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰۤ﴾ [النجم 32]،. وقال،. ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ یُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ یُزَكِّي مَن یَشَاۤءُ وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلًا ۝ ٱنظُرۡ كَیۡفَ یَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَكَفَىٰ بِهِ إِثۡمࣰا مُّبِینًا ۝ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ نَصِیبࣰا مِّنَ ٱلۡكِتَابِ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّاغُوتِ وَیَقُولُونَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا۟ هَـٰۤؤُلَاۤءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ سَبِیلًا﴾ [النساء 49 - 51]،.


وأمرنا الله أن نذكره هو، هو الرب، ونشكره هو، هو الرب،. نمدحه هو،. هو ربنا،. وليس ابن تيمية،.


قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. ﴿((لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ))، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.


الغلو في ابن تيمية من أتباعه السلفية، صارت ظاهرة واضحة وقبيحة ومنكَرة،. تستغرب أنهم كتبوا فيه كتباً كثيرة، فقط لتتكلم عن سيرته وحياته تمجيداً وإجلالاً،. بل هناك كتب خصصت لفهرسة مواضيعه المترامية في كتبه الكثيرة،. والمسلمون كذلك عندهم كتاب "المعجم المفهرس للقُـرآن"،. سُبْحَانَ اللّٰه،. دينهم يشبه ديننا،. ورغم ذلك يقولون هذا ليس بغلو!!،.


هل اختلط عليهم الرب!،. فلم يعودوا يميزون بين الرب الحقيقي والرب الـمزيف؟!،. هذا الغلو الظاهر في ابن تيمية، يعكس لك قوة فتنته في السلفية وبعض الفرق الأخرى، وكيف أنهم اتخذوه رباً دون أن يشعروا بذلك،.


ــــــ نود توضيح مسألتين هنا،.

❒ المسألة الأولى،. أنه لا يلزم من اتخاذ الشيخ رباً أن الناس تسجد له وتصلي لأجله وتصوم كما يكون في عبادة الله،. ولكن يكفي أن يتبعوه ويولوه الثقة التامة في أحكامه وقراراته وأقواله، فإن قال قولاً في مسألة فالقول قوله هو،. كما يحصل تماماً عند الصوفية وبقية فرق المسلمين،. كل فرقة لها شيخ تتبعه وتبجله وتقدسه وتعظمه وتجله وتمجده وتغلوا فيه،. وهذا هو الذي حصل لأتباع ابن تيمية مع ابن تيمية بالضبط،.

❒ والمسألة الثانية،. بأن هذا القول ليس بتكفيرٍ لأتباعه من السلفية وبقية المريدين،. كما أنهم هم لا يكفرون الصوفية الذين اتخذوا أقطابهم أرباباً،. ولا يكفرون الأشاعرة الذين فعلوا مثلهم بالتمام في شيوخهم،. ولا الإباضية ولا الشيعة [وإن كفروهم بعض الشواذ]،. إلا أننا لا نكفر أحداً من السلفية، لأننا نأتمر بأمر الله الذي قال،. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ((عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ، لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة 105]،. فكل الأمر مرده إلى الله،. ولسنا بموقعين عنه كما قال ابن القيم [التلميذ النجيب لابن تيمية]،. فالله لم يفوض أحداً للحكم والقضاء على خلقه،. بل لم يتركها حتى للنّبي ﷺ، قالَ اْللّٰه له،. ﴿((لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ)) أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ۝ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران 128 ــ 129]،.


الغلو الذي كان في ابن تيمية، امتد أثره حتى يومنا هذا،. وهو غلوٌ عجيب، لم يحصل لأي إنسان قبله ولا بعده،. بل حتى أن كبراء الصحابة العلماء والأتقياء لم يُغلَ فيهم كما غلا السلفية في ابن تيمية ورفعوه حتى سميت مساجد باسمه، ومدارس وجامعاتٍ وشوارع وميادين باسمه،. وصارت كتبه تدرس كما يدرس المسلمون كتاب ربهم،. حتى صار الأتباع يقولون [قال شيخ الاسلام] دون أن يذكروا اسمه، كما يقولون [قال تعالى]،. دون ذكر اسم الله،. فكلاهما نال نفس المعاملة بالتساوي،. ﴿قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعࣰا وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ۝ قُلۡ یَـا أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ لَا تَغۡلُوا۟ فِي دِینِكُمۡ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوۤا۟ أَهۡوَاۤءَ قَوۡمࣲ قَدۡ ضَلُّوا۟ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّوا۟ كَثِیرࣰا وَضَلُّوا۟ عَن سَوَاۤءِ ٱلسَّبِیلِ﴾ [المائدة 76 - 77]،.


ثبت اليوم اسم "شيخ الاسلام" على ابن تيمية اسما معرفاً لشخصه، حتى أصبح القطيع يقول "قال شيخ الاسلام كذا وكذا" دون أن يذكرون اسم هذا الشيخ،. لعلمهم أن الناس أجمعون تعلم من المقصود بهذا الوصف، فلا يرون حاجة لذكر اسمه بعدها،.. وهذا إنما هو تخويف لعامة المسلمين من "رب" الاسلام الجديد،. صاحب الاسلام،. المتكلم باسم الاسلام، المبعوث من رب الاسلام،. هذا "شيخ الاسلام"،. قالَ اْللّٰه،. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبَادَهُ ((وَيُخَوِّفُونَكَ)) بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ۝ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ﴾ [الزمر 36 ـ 37]،.


وهذا الوسم "المجرد" للشخص دون نطق اسمه،. يزرع الرعب والمهابة في قلب السامع الفقير،. ويورث قبول كل ما سيصدر منه من قول وفتوى ودين،. بل سيجد في نفسه نكارة وجرماً لو رده أو استقذره،. فكيف ترد قول "شيخ الاسلام"؟!،. ومن أنت حتى تقف في وجه شيخ الاسلام أو تخطؤه؟!،. وما محصلتك العلمية أمام هذا الجبل حتى تقول وقد قال؟!،. وما مؤهلك الذي يأذن لك برفض قول "شيخ مشايخ الاسلام كلهم"؟!،.


إيراد عبارة (قال شيخ الاسلام...) يدل أن الرهبة والهيبة قد تمكنت من قلب القائل قبل أن يلقيها على السامع،. فهو القائل في قرارة نفسه يهابه ويقدسه ويرفعه بذكر ألقاب العظمة والتفخيم،. دون ذكر اسمه الأصلي،. وبعضهم يقول "حجة الاسلام"، وبعضهم يرفق مع اللقب "قدس الله روحه"،. وكلها أسماء مفخمة معظمة مقدسة فيها عصبية وتبعية للمشيخات،. وهذا هو الرعب الذي حدثنا عنه النّبي ﷺ عن الدجال،. حتى قال بعض السلفية،. من نحن حتى نقرأ كتب شيخ الاسلام!! ولعلها من كثرة الطلاسم التي فيها،.


هذه التسمية بلا شك بدعة محدثة منكرة،. مهما بلغ الرجل، مهما بلغ به من العلم،. هذا الاسم محدث في الدين،. والسبب : لم يفعله الصحابة بين يدي النّبي ﷺ، حتى نفعلها نحن لشيخ ما جاء بعد هجرة النّبي ﷺ بــ 666 سنة بالضبط!،. [وهذا الرقم يسمى بــ "رمز الوحش" أي الشيطان]،.


ليس للإسلام شيخٌ، ولو حق لأحد أن يتسمى بشيخ الاسلام لحقت لأبي بكر أو عمر، فهما (سيدا شيوخ أهل الجنة)،. ولم يسموا أنفسهم بشيوخ الإسلام!،. والحديث لم يثبت سنده أصلاً،. ولكن مهما بلغ بالانسان من العلم لن يصل لمستوى النّبي ﷺ،. هو لم يسمي نفسه بشيخ الإسلام! وكان أحق بها وأهلها والأولى بها،. بل لن يصل ابن تيمية لمستوى أبوبكر رَضِيَ اْللّهُ عَنْهُ،. والصحابة لم يسموه بشيخ الإسلام! أو شيخ الدين، فكيف نقول للجاهل المستكبر في القرون المتأخرة : شيخ الإسلام؟! ولو كانت اللفظة صحيحة،. فلا ينبغي أن تقال لشخصٍ كانت حياته كلها مخالفة لسنة النّبي ﷺ،. لم يتزوج ولم يعر أي اهتمام لسنة نبي الاسلام ﷺ،. ثم يكون هو شيخ الاسلام المتبع؟!،.


قالَ اْللّٰه،. ﴿قُلۡ یَا أَهۡلَ ٱلۡكِتَابِ تَعَالَوۡا۟ إِلَىٰ كَلِمَةࣲ سَوَاۤءِۭ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمۡ *((أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِ))* فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقُولُوا۟ ٱشۡهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران 64]،. وقال،. *﴿((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُؤۡتِیَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَابَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا۟ عِبَادࣰا لّي مِن دُونِ ٱللَّهِ))* وَلَكِن كُونُوا۟ رَبَّانِیِّـۧينَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ۝ وَلَا یَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡمَلَائكَةَ وَٱلنَّبِیِّـۧينَ أَرۡبَابًا أَیَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران 79 - 80]،.


جائت هذه الآية بعد كلام الله عن كتابة الكتب التي اشتهرت عند ابن تيمية،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِیقࣰا *((یَلۡوونَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَابِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَیَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ))* وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران 78]،. وأكثر من كتب الكتب على الإطلاق هو ابن تيمية،. فقد حل المرتبة الأولى في التاريخ البشري في تصنيف الكتب،. وليس في التاريخ الاسلامي،.


ــــ مصدر علوم وكتابات ابن تيمية،. هل كانت من كتاب الرب [العلم الحق]؟!،. لا،. لم يكن علم ابن تيمية من القُــرآن أبداً، ولو ادعى أتباعه أنه كان عالما بالقرآن فالأتباع تنفخ دائماً في أشياخها ولو بالكذب وتغلوا فيهم غلوا قبيحاً كما فعلوا بابن تيمية،.


ابن تيمية لم يعرف القُــرآن في حياته، ففي آخر حياته ندم أنه ضيّع وقته في غير معاني القُــرآن، وأنه لم يعرف معانيه،. هنا يسأل العاقل،.. إذاً ماذا كان يفعل في كل حياته؟!،. من أين كان يستقي علمه الذي نشره؟!،.


قال ابن رجب الحنبلي [795 ﮬ.]،. "وبقي مدة في القلعة يكتب العلم ويصنفه، ويرسل إلى أصحابه الرسائل، ويذكر ما فتح الله به عليه في هذه المرة من العلوم العظيمة، والأحوال الجسيمة. وقال: قد فتح الله علي في هذا الحصن في هذه المرة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، *((((وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن))))*، ثم إنه مُنع من الكتابة، ولم يترك عنده دواة ولا قلم ولا ورق، فأقبل على التلاوة والتهجد والمناجاة والذكر" [ذيل طبقات الحنابلة 2/402]،.


وهو داخل سجن القلعة في آخر حياته، وقال أن الله فتح عليه في الحصن من معاني القُــرآن وأصول العلم التي يتماناها العلماء، وندم على (تضييع أوقاته في غير القُــرآن) فحياته السابقة كلها حين صنف وكتب، لم تكن من علم القُرآن أبداً،. ففيم كان يضيع أوقاته؟! إن لم تكن في القُــرآن "كتاب المسلمين الأول"؟! وهو شيخ الاسلام!!،. ماذا كان يفعل في حياته؟!،.


قال ابن تيمية *«(((وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن)))»* مع أن [تلميذه] ابن القيم قال،. *"إذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن من قلبك"* الظاهر أن الله أبعد ابن تيمية من كتابه ولم يوفقه للقُـرآن ليعلم الناس قدره عند الله،. قالَ اْللّٰه،. ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَاۤءَهُ أَلَیۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوࣰى لِّلۡكَافِرِینَ ۝ وَٱلَّذِي جَاۤءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُو۟لَئكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ ۝ لَهُم مَّا یَشَاۤءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡ ذَلِكَ جَزَاۤءُ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝ لِیُكَفِّرَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُوا۟ وَیَجۡزِیَهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ ٱلَّذِي كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝ أَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُ وَیُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِینَ مِن دُونِهِ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنۡ هَادࣲ﴾ [الزمر 32 - 36]،.


يخوفون الناس بلقبه شيخ الاسلام،. وأنه العالم الفذ، وأن علمه بلغ السماء،. وهو لا يعرف معاني القرآن!!،. ثم يكتب 500 كتاباً في الدين، وهو لا يعرف معاني الكتاب؟!!!،. هذا عدا ما قيل فيه أنه بدأ التصنيف في عمر الــ 20 سنة،. سُبْحَانَ اللّٰه،.


هذا الذي أضاع حياته في غير معاني القُــرآن،. أضاعها في الفلسفة والكلام والكذب والظن،. قيل فيه "فريد العصر علمًا ومعرفةً وشجاعةً وذكاءً وتنويرًا إلهيًّا، وكرمًا ونصحًا للأمَّة، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر". [قاله المؤرِّخ الذهبي]،. وكانت حياته كلها في غير القُــرآن،.


لا أدري، ما الذي كان يكتبه؟! كل تلك المصنفات العظيمة،. ماذا كانت؟! هل هي كما قالَ اْللّٰه عن اليهود والنصارى،. ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّیُّونَ لَا یَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَابَ ((إِلَّاۤ أَمَانِي وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا یَظُنُّونَ ۝ فَوَیۡلࣱ لِّلَّذِینَ یَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَابَ بِأَیۡدِیهِمۡ ثُمَّ یَقُولُونَ هَذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ))* لِیَشۡتَرُوا۟ بِهِ ثَمَنࣰا قَلِیلࣰا فَوَیۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَیۡدِیهِمۡ وَوَیۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا یَكۡسِبُونَ ۝ وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن یُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة 78 - 80]،.


ــــ ابن تيمية، وكتابة 500 كتاب بدعوى العلم،.


كما علمنا، أن الدجال لن يخرج بزي وحش كريه، ولن يرعب الخلق بشكله المخيف، بل سيأتيهم بزي أهل العلم،. وأنه شيخ وقور وحكيم، يعلم كل شيءٍ،. ولهذا قال ابن تيمية عن نفسه،. "والله ما من صاحب مذهب، إلا وأنا أعلم بمذهبه منه"!،. وقال،. "أنا أعلمُ كلَّ بدعةٍ حدَثتْ في الإسلام، وأوَّل مَن ابتدعها، وما كان سبب ابتداعها" [مجموع الفتاوى 3/184]،.


فهو (مَاْ شَٰاْءَ اللّٰه)،. يعلم كل شيء،. وقوله هذا يذكرني بقول صافي بن صياد لأبي سعيد الخدري رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ،. ﴿...أما وَالله، إِنِّي لأَعْرِفُهُ [يعني الدجال] وَأَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَأَيْنَ هوَ الآنَ. فَلَبَسَنِي¹؛ قالَ: قُلْتُ لَهُ: تَبًّا لَكَ، سَائرَ الْيَوْمِ﴾ رواه مسلم - 2927 ــ ¹[7297]،.


ابن تيمية زعم أنه يعلم الكثير،. ولهذا كتب الكتب الكثيرة، ليدلل على علمه الغزير،. ويوحي للناس بأن العلم انتهى إليه، فهم أعلم العلماء، بحر الأحبار حاوي العلوم ومفتي الفرق كما قال عنه القطيع،. وقد كتب هذه الكتب كلها حرصاً على الناس من الضلال والزيغ،. ومحافظة للدين من الضياع والشتات،. ولتبقى كلماته هي المنجية من الفتن، هي التي تخرج الناس من الظلمات، ولو لم يكتب ابن تيمية هذه الكتب، لقرأ الناس كتباً أخرى كالقُـرآن، فسوف يتيهون فيه، فلم يكن له بداً من كتابة المصنفات، ليرفع الجهل ويثبت العلم،. وكما قيل : لولا القلم لضاع العلم،.


قالَ اْللّٰه،. ﴿الم ۝ ذَٰلِكَ ((الْكِتَابُ)) لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ ((بِالْغَيْبِ))..﴾ [البقرة 1 ــ 3]،.


الكتاب صنو العلم والهدى، كتب الله التوراة، وأنزل الكتب كالانجيل والقُــرآن ليهدي بها الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور،. ولا ينبغي أن يكون كتاب بلا علم،. ولا ينبغي أن يكتب كاتب، إلا أن يكون عالماً بما جرى وما يجري وما سيجري، عليه أن يُبصر بعالم الشهادة والغيب فيكون عالما،. فإن غاب عنه أمر ولم يبصره، فقد نقص علمه وجهل بحقائق الأمور،. ولهذا ربط الله الكتابة بالغيب، قال،. ﴿أَمْ عِنْدَهُمُ ((الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ))﴾،. قالها في الطور 41 وفي أولها،. ﴿وَٱلطُّورِ ۝ وَكِتَابࣲ ((مَّسۡطُورࣲ))﴾ [الطور 1 - 2]،. وقالها في القلم 47 التي في أولها،. ﴿نۤۚ، وَٱلۡقَلَمِ ((وَمَا یَسۡطُرُونَ))﴾ [القلم 1]،.


فلا يسطر السطور من جَهِل،. ولا يكتب الكتب من غابت عنه أمور،. لا يكتب الهدى والعلم للناس إلا من عَلمَ الغيب،. الله،.


الله الذي خلق السماوات والأرض وما فيهن، أنزل كتاباً واحداً للناس، يخرجهم به من الظلمات إلى النور،. ولكن ابن تيمية كتب للناس 500 كتاب في الدين، حتى قيل أنه كان مكتبة بذاته،. وهذا العمل الذي يعده العلماء مزية ومدحة، هي شر عند الله وكِبرٌ وتعالٍ،.


زاحمت كتب ابن تيمية كتاب اللّه وأحاديث النّبي ﷺ،. صارت كتبه كتب علم وهدى وبينات،. يضعها الناس اليوم بجانب كتاب اللّه!!،. اتخذوها أوثاناً،. ناهيك عن العلماء الذين انشغلوا بكتبه شرحاً وتدبراً واستدلالاً وتفسيراً!،. وكأنهم يتعاملون مع القُــرآن،. فانشغلوا بها تخريجاً وضبطاً واستدراكاً وترتيباً وجمعاً للفوائد وتتبعاً لها،. لو أدخِلَت هذه الكتب التي صُنّفت لأجله، مع كتب ابن تيمية الأولى، لفاق العدد ألف كتابٍ بل يزيد،. وكتاب الله واحد،. فأين الهُدَىٰ؟ أهي في كتب ابن تيمية أم في كتاب الله الذي لا يعرفه ابن تيمية باعترافه هو؟!،. من طمس الهُدَىٰ عن الناس سوى ابن تيمية؟!،.


قالَ اْللّٰه،. ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بـِ((ـالْكِتَابِ)) لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ ((عِنْدِ اللَّهِ)) وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران 78 ــ 79]،.


ــــ لا تظن بأن كتب ابن تيمية امتلئت بالعلم والهدى!،. فهو لم يعرف للقُــرآن سبيلاً، فلم ينهل منه علما ولا نوراً،. بالتالي، كتبه عبارة عن دجل وخبث وفلسفات وهرطقات اختلطت بقليل من المنطق الذي يرضاه المسلم المغفل، كلها في غير معاني القُــرآن،. ولكن كان على ابن تيمية لزاماً أن يخلط الباطل الكثير بشيءٍ من الحق حتى يتقبله المسلمون وإلا رُفض كلامه كله وهذا من الدجل،. ولتتعلم أصول الدجل من الدجال نفسه، انظر إليه وهو يخبرك كيف يكون الدجل على أصوله،. قال ابن تيمية،. "واعلم أنه ما من عاقلٍ يقول مقالةً إلا ولابدَّ أن تكونَ مشتملةً ((على شيء من الحق، حتى يقبلها قلبه وتُقبَلَ عنه))، كما يُقبَلُ الدرهم الزائف بما فيه من الفضة، واللبنُ المشوبُ بما فيه من المَحض، ((وإلا فلو خَلَصَ الباطلُ وتمحّض لما خفيَ على من له أدنى مسكةٍ من عقل))، ومن هنا سُمّيت الأباطيل "شبهات" لمشابهتها الحق ببعض الصفات" [جامع المسائل 121/9]،.


هذه بعض كتبه [الباطلة الخليطة بقليل من الحق]،. كتبه التي فرح بها علماء السلفية وهي كلها من غير معاني القُــرآن باعتراف ابن تيمية نفسه،.


ــ كتاب الْإِيمَان فِي مُجَلد،.

ــ كتاب الاستقامة فِي مجلدين،.

ــ كتاب تلبيس الْجَهْمِية فِي تأسيس بدعهم الكلامية فِي سِتّ مجلدات،.

ــ كتاب دَرْء تعَارض الْعقل وَالنَّقْل، أَربع مجلدات،.

ــ كتاب العُبُودِيَّة، مجلد واحد،.

ــ كتاب الْجَواب عَمَّا أوردهُ كَمَال الدّين الشريشي على كِتَابه تعَارض الْعقل وَالنَّقْل،.

ــ منهاج السّنة النَّبَوِيَّة فِي نقض كَلَام الشِّيعَة والقدرية، أَربع مجلدات،.

ــ الرسالة التدمرية، بحث فِيهَا فِي حَقِيقَة الْجمع بَين الْقدر وَالشَّرْع

الفتوى الحموية، سِتُّونَ ورقة كتبهَا بَين الظّهْر وَالْعصر،.

ــ كتاب جَوَاب الاعتراضات المصرية على الْفتيا الحموية فِي أَربع مجلدات،.

ــ كتاب الْجَواب الصَّحِيح لمن بدل دين الْمَسِيح فِي مجلدين،.

ــ الْفرْقَان بَيَان أَوْلِيَاء الرَّحْمَن وأولياء الشَّيْطَان نَحْو سِتِّينَ ورقة،.

ــ الصارم المسلول على شاتم الرَّسُول،.

ــ اقْتِضَاء الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي الرَّد على أَصْحَاب الْجَحِيم،.

ــ دفع الملام عَن الْأَئِمَّة الْأَعْلَام، مُجَلد،.

ــ السياسة الشَّرْعِيَّة لإِصْلَاح الرَّاعِي والرعية،.

ــ كتاب فِي الْوَسِيلَة فِي مُجَلد،.

ــ التحفة العراقية في الأعمال القلبية، نَحْو سِتِّينَ ورقة،.

ــ العقيدة الواسطية، وَهِي فتيا فِي عقيدة الْفرْقَة النَّاجِية نَحْو ثَلَاثِينَ ورقة،.

ــ كتاب شرح أول المحصل فِي مُجَلد،.

ــ كتاب الرَّد على أهل كسروان الرافضة فِي مجلدين،.

ــ الهولاكونية وَهُوَ جَوَاب سُؤال ورد على لِسَان هولاكو ملك التتار فِي مُجَلد،.

ــ كتاب فِي الرَّد على الْبكْرِيّ فِي الاستغاثة فِي مُجَلد،.

ــ شرح على أول كتاب الغزنوي فِي أصُول الدّين فِي مُجَلد،.

ــ كتاب فِي الرَّد على الْمنطق فِي مُجَلد كَبِير،.

ــ شرح عقيدة الْأَصْفَهَانِي،.

ــ شرح مسَائِل من الْأَرْبَعين للرازي فِي مجلدين،.

ــ الْمسَائِل الإسكندرانية رد فِيهِ على ابْن سبعين وَغَيره فِي مُجَلد،.

ــ كتاب فِي محنته فِي مصر فِي مجلدين وَتكلم فِيهِ على الْكَلَام النَّفْسِيّ وأبطله من نَحْو ثَمَانِينَ وَجها،.

ــ كتاب الْكَلَام على إِرَادَة الرب وَقدرته نَحْو مائَة ورقة،.

ــ الكيلانية وَهُوَ جَوَاب فِي مَسْأَلَة الْقُرْآن فِي مُجَلد لطيف،.

ــ قَوَاعِد فِي إِثْبَات الْمعَاد وَالرَّدّ على ابْن سينا فِي رسَالَته الأضحوية نَحْو مُجَلد،.


قالَ اْللّٰه،. ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ((الْكِتَابَ)) بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ ((عِنْدِ اللَّهِ)) لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة 79]،.


ــ تَحْقِيق الْإِثْبَات فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات،.

ــ المراكشية وَهِي فتيا فِي الصِّفَات خَمْسُونَ ورقة،.

ــ فتيا فِي مَسْأَلَة الْعُلُوّ نَحْو خمسين ورقة،.

ــ فتيا تَتَضَمَّن صِفَات الْكَمَال مِمَّا يسْتَحقّهُ الرب سُبْحَانَهُ نَحْو سِتِّينَ ورقة،.

ــ جَوَاب فِي تَعْلِيل مَسْأَلَة الْأَفْعَال نَحْو سِتِّينَ ورقة،.

ــ جَوَاب فِي مَسْأَلَة الْقُرْآن وَردت من مصر نَحْو سبعين ورقة،.

ــ البعلبكية تكلم فِيهَا على اخْتِلَاف النَّاس فِي الْكَلَام نَحْو عشْرين ورقة،.

ــ القادرية وَهِي مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن نَحْو عشر وَرَقَات،.

ــ جَوَاب مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن هَل هُوَ حرف وَصَوت أم لَا نَحْو ثَلَاثِينَ ورقة،.

ــ الأزهرية بضع وَعِشْرُونَ ورقة،.

ــ البغدادية وَهِي مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن،.

ــ مسَائِل فِي الشكل والنقط،.

ــ كتاب إبِْطَال قَول الفلافسة بِإِثْبَات الْجَوَاهِر الْعَقْلِيَّة،.

ــ كتاب إبِْطَال قَول الفلاسفة بقدم الْعَالم فِي مُجَلد كَبِير

الصعيدية،.

ــ الحوفية وَهِي عقيدة أَيْضا،.

ــ شرح رِسَالَة ابْن عَبدُوس فِي أصُول الدّين،.

_ كتاب فِي تَوْحِيد الفلاسفة على نظم ابْن سينا مُجَلد،.

ــ شرح الْعُمْدَة فِي أَربع مجلدات،.

ــ شرح الْمُحَرر،.

ــ التَّحْرِير فِي مَسْأَلَة الْخضر مُجَلد،.

ــ تَحْرِيم السماع فِي مُجَلد،.

ــ تعليقة على فتوح الْغَيْب لعبد القادر الجيلاني،.

ــ شرح دُعَاء أبي بكر رَضِي الله عَنهُ،.

ــ الدّرّ المنثور فِي زِيَارَة الْقُبُور،.

ــ الْفرْقَان بَين الْحق وَالْبَاطِل نَحْو سِتِّينَ ورقة،.

ــ الواسطة بين الحق والخلق،.

ــ الرد على من قال بفناء الجنة والنار،.

ــ شرح حديث النزول،.

ــ شرح العقيدة الأصفهانية،.

ــ نقد مراتب الإجماع،.

ــ الصفدية،.

ــ الكلم الطيب،.

ــ بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والباطنية والقرامطة،.

ــ سجود التلاوة معانيه وأحكامه،.

ــ القواعد النورانية،.


وغيرها الكثير من الكتب،. وأكثر من كتب الكتب في العالم هو ابن تيمية،. حتى خصَّصت له المكتبات قسماً كاملاً لكتبه هو وحده،. تجد في المكتبات قسماً للفقه، وقسماً للسيرة، وعلوم القُــرآن، والحديث، وأصول الفقه، والتفسير، وهناك قسمٌ خاص لكتب ابن تيمية لوحده،. لضخامة ما تركه،. فهو العالم الأوحد، الذي يعلم غيب السماوات والأرض [سخرية]،. قالَ اْللّٰه،. ﴿..أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّي *((أَعۡلَمُ غَیۡبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ))* مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ﴾ [البقرة 33]،.


فالعلم مناطٌ بالغيب،. ولا يكتب إلا من عَلِم الغيب،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَعِندَهُ *((مَفَاتِحُ ٱلۡغَیۡبِ لَا یَعۡلَمُهَاۤ إِلَّا هُوَ وَیَعۡلَمُ))* مَا فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةࣲ فِي ظُلُمَاتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبࣲ وَلَا یَابِسٍ *((إِلَّا فِي كِتَابࣲ))* مُّبِینࣲ﴾ [الأنعام 59]،. وقال،. *﴿((وَلِلَّهِ غَیۡبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ))* وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَیۡهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ۝ الۤرۚ، *((تِلۡكَ ءَایَاتُ ٱلۡكِتَابِ ٱلۡمُبِینِ ۝ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاهُ قُرۡءَا نًا عَرَبِیࣰّا))* لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ۝ نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ *((بِمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ))* وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِ لَمِنَ ٱلۡغَافِلِینَ﴾ [من سورة هود 123 إلى سورة يوسف 3]،. وقال،. ﴿قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُوا۟ *((لَهُ غَیۡبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ))* أَبۡصِرۡ بِهِ وَأَسۡمِعۡ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍ وَلَا یُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِ أَحَدࣰا ۝ *((وَٱتۡلُ مَاۤ أُوحِيَ إِلَیۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ))* لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلۡتَحَدࣰا﴾ [الكهف 26 - 27]،. وقال،. ﴿الۤمۤ ۝ *((تَنزِیلُ ٱلۡكِتَابِ لَا رَیۡبَ فِیهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَالَمِینَ ۝ أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَاهُ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ))* لِتُنذِرَ قَوۡمࣰا مَّاۤ أَتَاهُم مِّن نَّذِیرࣲ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ یَهۡتَدُونَ ۝ ٱللَّهُ ٱلَّذي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍ وَلَا شَفِیعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ۝ یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ یَعۡرُجُ إِلَیۡهِ فِي یَوۡمࣲ كَانَ مِقۡدَارُهُ أَلۡفَ سَنَةࣲ مِّمَّا تَعُدُّونَ ۝ *((ذَلِكَ عَالِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ))﴾* [السجدة 1 - 6]،. وقال،. ﴿لَوۡ أَنزَلۡنَا *((هَذَا ٱلۡقُرۡءَانَ))* عَلَىٰ جَبَلࣲ لَّرَأَیۡتَهُ خَاشِعࣰا مُّتَصَدِّعࣰا مِّنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَالُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ ۝ *((هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَاۤ إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَادَةِ))* هُوَ ٱلرَّحۡمَنُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [الحشر 21 - 22]،.


فلا يحق لمن غابت عنه أمورٌ وعلوم، أن يكتب الكتب، لا يكتب إلا من يرى ويعلم،. قالَ اْللّٰه،. ﴿أَعِندَهُ عِلۡمُ ٱلۡغَیۡبِ فَهُوَ یَرَىٰۤ﴾ [النجم 35]،. الذي ليس عنده علم الغيب،. لا يرى،. فلا يعلم،..


ــــــ النّبي ﷺ أخبرنا علامةً نفرق بها بين الدجال وبين الله،. *((قال هو أعور،. وربكم ليس بأعور))*،. لماذا؟!،.


- عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث، قال: قال رسول الله ﷺ "((ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه: ك ف ر، قال حجاج: كافر))".

- وفي رواية: "((لم يبعث نبي قبلي إلا يحذر قومه الدجال الكذاب، فاحذروه فإنه أعور، ألا وإن ربكم ليس بأعور))" أخرجه الطيالسي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وأبو يعلى.


- عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ "((الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه كافر، قال: ثم تهجاه: ك ف ر، يقرؤه كل مسلم))" أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن خزيمة، في "التوحيد"،.


ــــــ لماذا جعل الله علامة الدجال عوراً في عينه تحديداً؟!،.


الله لا يفعل شيئاً عبثاً،. كل عمله فيه حكمة،. في كل شيء تجد حكمته وعلمه،. فحتى في عور الدجال حكمة،. كل ما عليك هو التفكر والتعمق قليلاً، والتدبر في الآيات لتصل لحكمته،. 


العور يكون للعين تحديداً، وليس لبقية الأعضاء،. ((والعين آية الإبصار والبصيرة،.. يعني العلم))،.


حين يتكلم الله عن الدين، يخبرنا العليم بأنه يعلم،.

 ويذكرنا بعلمه،. ﴿قُلۡ *((أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِینِكُمۡ))* وَٱللَّهُ *((یَعۡلَمُ))* مَا فِي ٱلسَّماوَاتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ *عَلِیمࣱ﴾* [الحجرات 16]،.


لماذا؟!،. ما الرابط بين علم الله والدين؟!،. لأن الذي خلق الخلق كله أعلم بما خلق، وأعلم بحاجتهم وأعلم بما أنزل إليهم،. فبعلمه جعل الحجة عليهم بإرسال الرسل،. وبعلمه أنزل الوحي،. قالَ اْللّٰه،. ﴿رُّسُلࣰا مُّبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمࣰا ۝ لَّكِنِ ٱللَّهُ یَشۡهَدُ بِمَاۤ أَنزَلَ إِلَیۡكَ ((أَنزَلَهُ بِعِلۡمِهِ)) وَٱلۡمَلَائكَةُ یَشۡهَدُونَ وَكَفَى بِٱللَّهِ شَهِیدًا﴾ [النساء 165 - 166]،.


فالدين علم،. والشريعة علم،. لا يؤخذ هذا العلم إلا من عند العليم البصير، الذي كمل بصره، وأدرك الأبصار،. قال العليم البصير في الحاقة،. ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا ((تُبْصِرُونَ ۝ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)) ۝ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ۝ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ ۝ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ۝ ((تَنْزِيلٌ)) مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا)) بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ۝ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ۝ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ۝ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ۝ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ۝ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ۝ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ۝ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ۝ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الحاقة 38 ــ 52]،.


أقسم رب السماء بـ(ـما لا نبصر) أنه لو تقول عليه (بعض) الأقاويل لأخذ منه باليمين ولقطّعَ منه الوتين [الوتين الحبال الصوتية حتى لا يتقول بعدها، وليس الوريد كما قال السفهاء المفسرون]،. ولكن،... لماذا أقسم قبلها (بما نبصر وما لا نبصر)؟!،.


لأن الذي يتقول على الله (كرجل الدين) لا يبصر ولا يعلم،. فلا يدرك حجم الافتراء الذي أقدم عليه بفتاويه وآرائه في الدين،. كان عليه أن يكون مثل الله مكتمل البصر، يرى كل شيء، يدرك الأبصار حتى يعلم فيقضي بعلم،. فكيف يقضي ويفتي في دين الله من نقص علمه وكان أعمى البصر؟!،.


قال الله في الأنعام ولاحظ كيف يربط الوحي بالعلم والبصيرة،. قال،. ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ۝ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ ((يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ)) وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ۝ قَدْ جَاءَكُمْ ((بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ)) فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ((وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا)) وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ۝ وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۝ ((اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك)) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام 102 ــ 106]،.


يربط الله العلم بالبصر،. لأن الذي لا يبصر لا يعلم،. والله عليمٌ بصير، أما ناقص البصر، فهو ناقص للبصيرة، فإن تكلم فسيكذب، ويلبس عليك، لأنه هو لا يعلم فكيف سيعلمك؟!،.


وحين أخرج السامري [الدجال] العجل ادعى أنه على أثر الرسول،. يعني من *ورثة الأنبياء* كما يقول أحبارنا عن أنفسهم،. وحين سأله موسى قال أنه *أبصر* فعلم ما لا يعلم غيره، قال،. ﴿..((بَصُرۡتُ بِمَا لَمۡ یَبۡصُرُوا۟ بِه)) فَقَبَضۡتُ قَبۡضَةࣰ مِّنۡ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذۡتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتۡ لِي نَفۡسِي﴾ [طه 96]،. ولما نسف موسى عجله في اليم قال للناس،. ﴿إِنَّمَاۤ إِلَهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَاۤ إِلَهَ إِلَّا هُوَ *((وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلۡمࣰا))﴾* [طه 98]،. ذكرهم موسى بأن الرب عليم،. هذا الرب العليم البصير الذي آتى موسى كتابا سماه *بصائر*،. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ *((بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى))* وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص 43]،. فلا يصلح أن يكون الرب رباً إلا إن إحاط بكل شيءٍ علماً،. يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا، يعلم الغيب، ويعلم ما في السماوات والأرض،. علام الغيوب،.


ولطالما كان الله يذكر الجاهل الضال قليل العلم بــ "الأعمى" والعمى نقصٌ في العين والرؤية،.، فلازم العمى قلة العلم،. قالَ اْللّٰه في القُــرآن،. ﴿لَخَلۡقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَكۡبَرُ مِنۡ خَلۡقِ ٱلنَّاسِ *((وَلَكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ ۝ وَمَا یَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ))* وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّالِحَاتِ وَلَا ٱلۡمُسِيءُ قَلِیلࣰا مَّا تَتَذَكَّرُونَ﴾ [غافر 57 - 58]،. وكذلك يربطه بالوحي [والوحي علم]،. قالَ اْللّٰه،. ﴿قُل لَّاۤ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَاۤئنُ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَعۡلَمُ ٱلۡغَیۡبَ وَلَاۤ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّي مَلَكٌ ((إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا یُوحَىٰۤ إِلَي قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ)) أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأنعام 50]،.


فالأعمى ضال،. الأعمى لا يملك العلم،. قالَ اْللّٰه،. ﴿إِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَاۤءَ إِذَا وَلَّوۡا۟ مُدۡبِرِینَ ۝ ومَاۤ أَنتَ بِهَادِي *((ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَالَتِهِمۡ))* إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن یُؤۡمِنُ بِـَٔایَاتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [النمل 80 - 81]،. وقال،. ﴿فَإِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَاۤءَ إِذَا وَلَّوۡا۟ مُدۡبِرِینَ ۝ *((وَمَاۤ أَنتَ بِهَادِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَالَتِهِمۡ))* إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن یُؤۡمِنُ بِـَٔایَاتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [الروم 52 - 53]،. وقال،. ﴿أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ *((أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالࣲ مُّبِینࣲ))﴾* [الزخرف 40]،. وقال،. ﴿أَفَمَن *((یَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِ أَهۡدَىٰۤ أَمَّن یَمۡشِي سَوِیًّا عَلَىٰ صِرَاطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ))* ۝ قُلۡ هُوَ ٱلَّذِي أَنشَأَكُمۡ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ ((وَٱلۡأَبۡصَارَ)) وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَ قَلِیلࣰا مَّا تَشۡكُرُونَ﴾ [الملك 22 - 23]،.


ويقابل الله العمى بــ "البصير"، وليس بالناظر أو الرائي،. إنما البصير بالتحديد،. قالَ اْللّٰه،. ﴿مَثَلُ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ ((كَٱلۡأَعۡمَىٰ)) وَٱلۡأَصَمِّ ((وَٱلۡبَصِیرِ)) وَٱلسَّمِیعِ هَلۡ یَسۡتَوِیَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [هود 24]،.


والإبصار تحديداً يدل على العلم والهدى بعكس النظر والرؤية والمشاهدة،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ لَا یَسۡمَعُوا۟ *((وَتَرَاهُمۡ یَنظُرُونَ إِلَیۡكَ وَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ))﴾* [الأعراف 198]،. وقال،. ﴿ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيءࣲ فَٱعۡبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءࣲ وَكِیلࣱ ۝ *((لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَارُ وَهُوَ یُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَارَ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ۝ قَدۡ جَاۤءَكُم بَصَاۤئرُ مِن رَّبِّكُمۡ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَیۡهَا))* وَمَاۤ أَنَا۠ عَلَیۡكُم بِحَفِیظࣲ﴾ [الأنعام 102 - 104]،.


بل أن البصائر اسم من أسماء القُــرآن لما في القُــرآن من علم وهدى،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَإِذَا لَمۡ تَأۡتِهِم بِـَٔایَةࣲ قَالُوا۟ لَوۡلَا ٱجۡتَبَیۡتَهَا *((قُلۡ إِنَّمَاۤ أَتَّبِعُ مَا یُوحَىٰۤ إِلَیَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَاۤئرُ مِن رَّبِّكُمۡ وَهُدࣰى))* وَرَحۡمَةࣱ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾ [الأعراف 203]،. وقال،. ﴿هَذَا بَصَائرُ لِلنَّاسِ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣱ لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ﴾ [الجاثية 20]،. وقال،. ﴿قُلۡ هَذِهِ سَبِیلِي *((أَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِیرَةٍ))* أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبۡحَانَ ٱللَّهِ وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ﴾ [يوسف 108]،. وقال،. ﴿((هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ)) وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [الجاثية 20]،. وقال،. ﴿قَدْ جَاءَكُمْ ((بَصَائِرُ)) مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ ((أَبْصَرَ)) فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ((عَمِيَ)) فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ۝ وَكَذَٰلِكَ ((نُصَرِّفُ الْآيَاتِ)) وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِـ((ـنُبَيِّنَهُ)) لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [اﻷنعام 104 ـ 105]،. وقال،. ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا ((مُبْصِرَةً)) قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [النمل 13]،. وقال،. ﴿...وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا یَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِ *((وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِیرُ ۝ وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ ۝ وَلَا ٱلظُّلُمَاتُ وَلَا ٱلنُّورُ ۝ وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ ۝ وَمَا یَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡیَاۤءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَاتُ))* إِنَّ ٱللَّهَ یُسۡمِعُ مَن یَشَاۤءُ وَمَاۤ أَنتَ بِمُسۡمِعࣲ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ﴾ [فاطر 18 - 22]،.


وحين اختلط على الناس وتشابه الخلق عليهم، ولم يعرفوا ربهم فاتخدوا من دونه أولياء،. قال،. ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُ *((قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِ أَوۡلِیَاۤءَ لَا یَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعࣰا وَلَا ضَرࣰّا قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ))* أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ وَٱلنُّورُ أَمۡ جَعَلُوا۟ لِلَّهِ شُرَكَاۤءَ خَلَقُوا۟ كَخَلۡقِهِ *((فَتَشَابَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَیۡهِمۡ))* قُلِ ٱللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيءࣲ وَهُوَ ٱلۡوَاحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ۝ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ...﴾ [الرعد 16 - 17]،.


فالبصر علامة العلم والبصيرة،. *((وأي مطعنٍ أو منقصةٍ في البصر فهي مطعنٌ ومنقصةٌ في العلم))*،. وقد جعل الله علامة الدجال نقص بصرٍ وعيب في عينه،. لتعلم أنه حين يخرج سيدعي العلم،. ولكن عوره سيفضحه،. فهو ناقص علم،. أشبه بالأعمى فهو أقرب من الجهل والضلال،. *((ولهذا نفى النّبي ﷺ العور عن الله،. ليعلمك أن اللّه عليم بصير كامل العلم، علام الغيوب))*،. أما الرب المزيف فعينه العوراء تكشف قلة علمه، فيعلم الناس العلامة الفارقة بين ربهم العليم وبين الدجال الأعور،.


والعور عار،. ومنه اشتق الاسم [أعور]،. حتى يتعرى للناس وينكشف أنه ليس برب،. فهو كذاب،. هو مدع للعلم،. بينما العلم عند الله حصراً،.


سيخرج الدجال ويلبس على الناس ويفتنهم *بالعلم والبصيرة*،. أخبرنا النّبي ﷺ عن علامةٍ فيه، نعرف بها أنه ليس بربنا،. قال إنه أعور، ألا وإن ربكم ليس بأعور،. فجعل أكبر علامة فيه تدل أنه ليس برب، علامة تخص البصر والبصيرة،. في عينه [فهي تخص العلم]،. لتعلم أنه ناقص علم،. فسوف يخرج على هيئة عالم،. شيخ دين، فقيه محنك، شق الكتب وأخرج ما فيها، صنف المصنفات،. سيخرج على صورة عالم عظيم، فيقال له شيخ الاسلام لجلالة علمه،.


قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. ﴿ﻟﻢ ﻳﺒﻌﺚ ﻧﺒﻲ ﻗﺒﻠﻲ ﺇﻻ ﻳﺤﺬﺭ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﺪﺟﺎﻝ اﻟﻜﺬاﺏ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻩ *((ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻋﻮﺭ، ﺃﻻ ﻭﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻋﻮﺭ))﴾* ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ.


ــــ ابن تيمية،.. فتن المسلمين *(بالعلم الشرعي)*،. وليس بقدراته البدنية ولا بإبداعه في فنٍ من الفنون، ولا بالاختراعات ولا بالتقنية ولا خفة الدم لا بالجهاد والتخطيط العسكري، ولا بالسياسة والحنكة والدهاء، ولا بالرسم والنحت،. إنما بالعلم حصراً،.


بل لم يُعرف هذا المخلوق إلا بهذه،. ((بعلمه))، حتى صار يُضرب به المثل بالعلم،. وصار هو المرجع الأول للسلفيين في العلم والفقه والاختلاف،. فصاروا ينهلون منه، وإليه تُرجع المسائل والعلوم وعنده ينتهي حسن الرأي،. وقد تفنن في كل العلوم الشرعية وبرع وكتب وتوسع وتعمق،.


هذا فعل الدجال،. يأتي الناس من هذا الباب،. من *((باب العلم،. بدعوى البصيرة))*،.. ﴿بَصُرۡتُ بِمَا لَمۡ یَبۡصُرُوا۟ بِه﴾،. ولكنه أعور،.. أي لا يعلم،..


قالَ اْللّٰه،. ﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِیقࣰا یَلۡوون أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَابِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَیَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران 78]،.


وأكثر من كتب الكتب في الاسلام, ((بل في التاريخ البشري كله،)).. هو ابن تيمية،.


قالَ اْللّٰه بعد آية كتابة الكتب مباشرةً،. ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُؤۡتِیَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَابَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ *((ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا۟ عِبَادࣰا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَكِن كُونُوا۟ رَبَّانِیِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ))* ۝ وَلَا یَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡمَلَائكَةَ وَٱلنَّبِیِّينَ أَرۡبَابًا أَیَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران 79 - 80]،.


فالناس ستُفتن بصاحب العلم، وبكتاباته وعلومه، وستغلوا فيه فتجعله رباً مّتبَعاً،. فجاء ابن تيمية وزعم (بكتابته لهذه الكتب) أنه هو صاحب العلم،. ولكن،....


2.5 ــــــــ أبى الله، إلا أن يفضح ابن تيمية، ويبين للناس أنه الدجال الأعور، فطمس له عيناً واحدة،. ليُعلِّم الناس أنه الأعور،. وأن الرب ليس بأعور،. فالعين الواحدة أكبر علامات الدجال،. وقد تحققت هذه في ابن تيمية،. فـسُبْحَانَ اللّٰه،.


قال الذهبي تلميذ ابن تيمية في كتابه الذي كتبه عن شيخه [ترجمة ابن تيمية]،. "وكان أسود الرأس قليل شيب اللحية، ربعة من الرجال، جهوري الصوت، أبيض، أعين، مقتصدًا في لباسه وعمامته، يقص شعره دائمًا، *((وكان لم يتغير عليه شيء من حواسه إلا أن عينه الواحدة نقص نورها قليلاً))* رحمه الله ورضي عنه، ورضي عنا ببركته وغفر لنا بمنِّه وكرمه". [ترجمة ابن تيمية للذهبي (تلميذه)، الصفحة الأخيرة]،.


وقوله (عينه الواحدة) تدل أن ابن تيمية لم يكن مشهوراً بين القوم أنه ذو عينان،. بل كان ذا عينٍ واحدة فقط،. لأنه لو كان يملك عينان لقال الذهبي : عينه اليمنى نقص نورها، أو عينه اليسرى نقص نورها،. ولكنه قال عينه الواحدة، فكان معلوماً لدى من حضره وعرفه، أن ابن تيمية له عين واحد، وهذه العين الواحدة، نقص نورها وانطفئت،. فعينه طافئة [ممسوحة]،. وهذا نعت الدجال بالضبط،.


الانسان الطبيعي، عنده يدان، فلو بُترت يدٌ واحدة بحادثة،. لقال الناس، يده اليمنى بُترت، أو يده اليسرى بُترت،. ولكن لو كان هذا الشخص يملك يداً واحدة فقط،. وهذه اليد الوحيدة بترت بحادثة،. لقالوا : يده الواحدة بُترت،. قال الذهبي : عينه الواحدة نقص نورها،. فابن تيمية كان أصلاً بعين واحدة،. وهذه العين أصابها ما أصابها،.


وقد تجد عند الذهبي في مواضع من الكتاب وغير الذهبي قد ذكروا بأن له عينين،. وإن حُمل على أنه كانت له عينان في حياته، فالذهبي أثبت للمسلمين أن إحدى عينيه قد انطفأ نورها قليلاً في نهاية مكثه وفترته [لا أقول عمره، لأنه منظر ليوم الوقت المعلوم]،. وهذا غير المعتاد، فالناس يصيبها ضعف البصر في أواخر حياتهم في كلتا العينين،. إلا الدجال،. فقد نقص نور إحدى عينيه،. وهذه علامته الكبرى،..


ــــــ ولكن،... كيف مرت عليهم ولم يكتشفوا ذلك ولم يشك أحد؟!،.


لأن الناس يعلمون،. أنه من الطبيعي أن بعض البشر قد يكون لديه إعاقة في بدنه [جانب مظلم في شخصه]،. كعرجة في مشيته، أو عمى في عينه (مثل كثير من المفتين) أو رعشة في جسمه، أو حول وغيره، وقد كان في علماء المسلمين كثير ممن اشتهروا بعيوبهم كــ [الأعمش، الأعرج، الأعشى، الأحنف، القصير، الأحول، الضرير، والأعمى، والأصم] ولكن كان لديهم (جانب آخر مشرق) يشفع لهم نقصهم الشخصي ذلك،. فيتغاضى الناس عيب الشيخ الجسدي، ويرفعون عنه عين المنقصة لما كان لديهم من علم وخير،..


وقد صنف البعض في [العلماء المعاقين]،. فكانوا يتغاضون عن الإعاقات واستشهدوا برواية دقة ساق ابن مسعود [أتضحكون من دقة ساق ابن أم عبد؟ هو عند الله أثقل من جبل أحد]،. وغيره من الصحابة كسعد بن أبي وقاص الذي قاد جيش القادسية مبطوحاً على بطنه بسبب آلام اشتد عليه كانت ترافقه طوال حياته، وهو من المبشرين بالجنة،.. وابن أم مكتوم مؤذن النّبي ﷺ، الذي كان أعمى ونزلت فيه [عبس وتولى أن جاءه الأعمى]،. فمن الطبيعي جداً،. أن يتغاضوا عن عيوب الشخصيات العظيمة والرموز المبجلة، خاصةً إن كان مقدساً ممجداً معظماً كشيخ الاسلام ابن تيمية،. فلم يشك أحد من حاضريه بأنه قد يكون هو الدجال بسبب عينه الواحدة،.

ما جاء هنا كاف لكل مبصر أن ابن تيمية هو الدجال بعينه،. لم يكن على سنة النّبي ﷺ،. وكان يدعي العلم وفضحه الله بعين واحدة معيوبة،. ولكننا سنكمل ونتعمق في الرجل أكثر، ليتبين للناس أنه هو الدجال فعلاً،. فقد جمعنا من الأدلة ما يقارب الثلاثون دليلاً أنه هو الدجال،. وما طرحناه هنا في الجزء الأول ما هو إلا شيءٌ يسير،. فاصبر ولا تعجل،.

3 ــــــــ ابن تيمية لم يدخل مكة والمدينة،. وإن زعم ذلك،.

لم يستطع ابن تيمية صاحب العين الواحدة دخول مكة والمدينة،. وهو شيخ الاسلام، وهو حجة الله على العالمين،. ولم يدخل مكة ولا المدينة سُبْحَانَ اللّٰه،. لم يكن فقيراً ولا معدوماً ولم يكن ذا فاقة وحاجة بل كان مقتدراً [وقد مدحوا إنفاقه كما سيتبين لاحقاً]، وإن كان فقيرا وأعلن عن رغبته للذهاب للعمرة أو الحج،. لحملوه على أكتافهم،. وأخضعوا له قوافلهم،. وكانوا معه في الطريق ينهلون من علمه، كيف لا وهو شيخ الاسلام!،.

ادعى ابن تيمية أنه حج في شبابه [بعمر 19]،. ولكن،.... تلميذه ابن كثير، نقل عن أحداث الحج في تلك السنة التي زعم ابن تيمية أنه حج فيها، بكتابه البداية والنهاية،. فقال التالي : ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين وستمائة (692 ﮬ.) [وفي هذه السـنة كان عمر ابن تيمية 32 وليس 19]... وكان ممن حج في هذه السنة الشيخ تقي الدين بن تيمية، وكان أميرهم الباسطي ونالهم في معان [وهي مدينة في الأردن، في الطريق بين دمشق ومكة] ريحٌ شديدةٌ جداً، مات بسببها جماعة، وحملت الريح جمالاً عن أماكنها، وطارت العمائم عن الرؤوس، واشتغل كل أحد بنفسه" [البداية والنهاية، لإبن كثير، 13/391]،. وهذا النص لا وجود له في النسخة القديمة التي أخرجتها المطبعة السلفية،. ولكنها في الطبعات اللاحقة بتحقيق التركي!!،.

والغريب أن ابن تيمية بنفسه قال أنه كان في الحرم في عمر [19 وليس بعمر 32 كما حكى ابن كثير]،. قال ابن تيمية،. "أخبرنا الأصيل المسند نجم الدين أبو العز يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي المجاور الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع في الحرم سنة 680 هـ" [مجموع الفتاوى، 99/18، 109]،. وقال،. "وقد ذكر طائفة من المصنفين في المناسك استحباب زيارة مساجد مكة وما حولها وكنت ((قد كتبتها في منسك كتبته قبل ان أحج في أول عمري لبعض الشيوخ)) جمعته من كلام العلماء ثم تبين لي أن هذا كله من البدع المحدثة التي لا أصل لها في الشريعة وأن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لم يفعلوا شيئا من ذلك وأن أئمة العلم والهدى ينهون عن ذلك وأن المسجد الحرام هو المسجد الذي شرع لنا قصده للصلاة والدعاء والطواف وغير ذلك من العبادات ولم يشرع لنا قصد مسجد بعينه بمكة سواه ولا يصلح أن يجعل هناك مسجد يزاحمه في شيء من الأحكام" [اقتضاء الصراط المستقيم، 1/ 429]،.

فهل دخل مكة سنة 680 كما زعم هو، أم سنة 692 كما زعم تلميذه؟!،. أحدهم يكذب، أو هو من تلفيق الناس عليهم!!،. فالفرق بينهما 12 سنة، وليس سنة أو سنتين!،.

عموماً، إن صحت نسبتها لابن كثير، فابن كثير ومن غير قصد منه، فضح ادعاء شيخه وبين أن حَجة تلك السـنة التي من الشام لم تتم،. ورغم تنقله لكثير من البلدان [وهذه من علامات الدجال]،. وقد تتبعها وتحقق منها الشيخ سامي المغلوث ودونها في كتابه أطلس الفرق والمذاهب،. فدون أنه ذهب للقاهرة والاسكندرية ودمشق،. ولم يكتب أنه دخل مكة أو المدينة مطلقاً،. وقد أخبرنا نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة،.

ــ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، عن رسول الله ﷺ، قال "((ليس بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا المدينة ومكة))، على كل نقب من أنقاب المدينة الملائكة صافين يحرسونها، فينزل السبخة، فترجف المدينة ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل منافق وكافر" أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن حبان، والطبراني.

قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. ﴿ليس بلد إلا سيطؤه الدجال..﴾ قلت،. ابن تيمية موجود في كل البلدان،. وإن كان ميتا فيما يبدو للناس،. هو حي في قلوب أتباعه ومحبيه،. وإلى اليوم يكتب اسمه على الجوامع والمساجد، وسميت الشوارع باسمه والميادين والمراكز والمشاريع،. بل حتى الجامعات والمراكز العلمية تتبرك باسمه تبجيلاً وحباً،. فهو فعليا في كل البلدان،. هو الدجال حقاً،.

ــ عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ "((المدينة يأتيها الدجال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجال، ولا الطاعون، إن شاء الله))" أخرجه أحمد، والبخاري، والترمذي، وأبو يعلى، وابن حبان.

ــ عن نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ "((على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال))" أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم.

ــ عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: "((لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب منها ملكان))" أخرجه أحمد، والبخاري.


وإن ثبت [تنزلاً] أن ابن تيمية دخل مكة وشوهد عند الكعبة، ودخل المدينة [وهذا لم يحصل البتة]،. فهذا لا ينفي أنه الدجال، فصافي بن صياد دخل مكة وعاش في المدينة [وهو الدجال بشهادة عمر وحلفه، ولم يرده النّبي ﷺ]،. وهذا يدل أن منعه من دخول مكة والمدينة، إنما سيكون في خرجته الأخيرة، وليست في كل خرجاته، كما أن كتابة [كافر] بين عينيه، لن تكون إلا في خرجته الأخيرة، حين ينكشف ويظهر على حقيقته،.


لماذا اعتبرنا عدم دخوله لمكة والمدينة علامة أنه الدجال، رغم أن كثير من الناس لم يدخلوا مكة ولا المدينة في حياتهم؟!،. الجواب : هذا ليس من عوام الناس، هذا شيخ الاسلام، وحجة الأنام ومفتي الفرق، والعالم العلامة،. وفوق هذا لا يدخل مكة ولا المدينة؟! هذا لا يصلح،. هذا الشيخ سوف يفتي غدا عن الحج والعمرة، وعليه أن يعرف تفاصيلها،. وأماكن المشاعر من منى ومزدلفة والإفاضة وعرفات والسعي ومتى وكيف وكل شيء،. كيف سيفتي ويعلم الناس وهو لم يحج ولم يدخل مكة أساساً؟!،. شيخ الاسلام ولا يعرف ركن الاسلام الحج؟!،.


4 ــــــــ ابن تيمية [مات 728 ﮬ.]،. كان يلتقي بشيخ الاسلام "كذلك" أبو إسماعيل، عبدالله الهروي، الذي مات قبله،. كان يلتقي به (يقضةً) وليس ومناماً،. سُبْحَانَ اللّٰه،.


قال ابن القيم [751 ﮬ.] (والله يشكر لشيخ الاسلام الهروي [480 ﮬ.] سعيه, ويعلي درجته, ويجزيه أفضل جزائه, ويجمع بيننا وبينه في محل كرامته, فلو وجد مريده "ابن تيمية [728 ﮬ.]" سعة وفسحة في ترك الاعتراض عليه، واعتراض كلامه ما فعل. *((كيف وقد نفعه الله بكلامه, وجلس بين يديه مجلس التلميذ من استاذه, وهو أحد من كان على يديه فتح يقظةً ومناماً))* وهذا غاية جهد المقل في هذا الموضوع, فمن كان عنده فضل علم فاليجذبه، أو فاليعذر ولايبادر إلى الانکار, فكم بين الهدهد ونبي الله سليمان، وهو يقول له "احطت بما لم تحط به" وليس شیخ الاسلام [يعني الهروي] أعلم من نبي الله سليمان، وليس المعترض [يعني ابن تيمية] بأجهل من الهدهد, والله المستعان وهو أعلم. (مشاهد من جنازة الشيخ ابن تيمية) مدارج السالكين "ج 2 ص 52".

الهروي مات سنة 480 ﮬ.
ابن تيمية هلك سنة 728 ﮬ. 

وابن القيم يقول أنه ((جلس بين يديه)) وفتح الله عليه ((يقضةً)) ومناماً!!،. كيف؟!،.

إما أن يكون ابن تيمية دجال فعلاً وهو الذي يحيي الموتى [بجعل الجني يتشكل بالميت]،. أو أن ابن القيم يكذب؟!،.

- عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن أبا سعيد قال "((حدثنا رسول الله ﷺ يوما حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما يحدثنا به أنه قال: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس، فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله ﷺ حديثه، *((فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر فيقولون لا، فيقتله ثم يحييه))* فيقول والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه))" أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.

للعلم،. الهروي لديه كتاب اسمه [منازل السائرين]،. ذكر في كتابه بواطل كثيرة، وانتهى إلى أن التوحيد هو حقيقة الحلول والاتحاد [بمعنى : أن الله متحد بالمخلوقات جميعها، حل بها وسكنها، وهو ما يسميه البعض "وحدة الوجود" بأن الله هو هذا الكون وأن الكون هو الله]،. وتجد في كتب ابن تيمية مدحاً لهذا الهروي وردوداً عليه،. الدجال يخلط، لا تستطيع أن تعرف أنه يقول الحق أو الباطل، وهكذا هي كل كتب ابن تيمية،.

5 ــــــــــ ابن تيمية، يعلم من أمور الغيب،.

ــ (1) زعمه أنه علم ما في صدر ابن القيم قبل البوح به،.
يقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمية (جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعةٌ في عدة مسائل، وطال كلامنا فيها، وجعلنا نقطع الكلام في كلِّ مسألة بأن نرجع إلى الشيخ وما يرجحه من القول فيها، ثم إن الشيخ رضي الله عنه حضَر، *فلما هممنا بسؤاله عن ذلك، سبقنا هو وشرع يذكُرُ لنا مسألةً مسألةً، كما كنا فيه،* وجعل يذكُر غالب ما أوردناه في كل مسألة، ويذكر أقوال العلماء، ثم يُرجِّح منها ما يُرجِّحه الدليل، حتى أتى على آخر ما أردنا أن نسأله عنه، وبيَّن لنا ما قصدنا أن نستعلِمَه منه، *فبقيت أنا وصاحبي ومَن حضرنا أولًا مبهوتين متعجِّبين مما كاشفنا به وأظهره الله عليه، مما كان في خواطرنا)* [الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للبزار 56 - 62]،. ومن الذي يتعامل مع الجن والقرين؟ سوى الدجال الجني،.

ــ (2) كشف علم المستقبل، كيف يعقل أنه يعلم الغيب؟!،.
يقول ابن القيم عن شيخه بن تيمية: "من فراسته أنه *أخبرني غيرَ مرةٍ بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه، ولم ينطق به لساني!!*،. وأخبرني ببعض حوادثَ كبارٍ *تجري في المستقبل، ولم يعيِّن أوقاتها، وقد رأيت بعضها،* وأنا أنتظر بقيتها!!" [مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 2/ 458 - 459].

ــ (3) ابن تيمية شيخ الاسلام،. أم شيخ العرَّافين؟،.
يقول بن القيم عن شيخه بن تيمية: (ولَمَّا تولى عدوُّه الملقَّب بالجاشنكير المُلكَ، أخبروه بذلك، وقالوا: الآن بلغ مراده منك، فسجد لله شكرًا وأطال، فقيل له: ما سبب هذه السجدة؟ فقال: هذا بداية ذلِّه ومفارقة عزِّه من الآن، وقرب زوال أمره، فقيل: متى هذا؟ فقال: لا تربط خيول الجند على القرط حتى تُغلَب دولته، فوقع الأمر مثل ما أخبر به، سمِعتُ ذلك منه.
وقال مرة: *يدخل عليَّ أصحابي وغيرهم، فأرى في وجوههم وأعينهم أمورًا لا أذكرها لهم*، فقلتُ له - أو غيري -: لو أخبرتَهم؟ فقال: *أتريدون أن أكون مُعرفًا [عرافاً] كمُعرِّف الولاة؟!*
وقلت له يومًا: لو عامَلْتَنا بذلك، لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح، فقال: *لا تصبرون معي على ذلك جمعةً، أو قال: شهرًا.*
وما شاهَده كبارُ أصحابه من ذلك *أضعافُ أضعاف ما شاهدته،* والله أعلم). [مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 2/ 458 - 459].

ــ (4) ابن تيمية،. يعلم بأي أرض تموت الأنفس،. سُبْحَانَ اللّٰه،.
وحدَّثني مَن أثِق به أن الشيخَ رضي الله عنه أخبر عن بعض القضاة أنه قد مضى متوجهًا إلى مصر المحروسة ليُقلَّد القضاء، وأنه سمِعه يقول: حالما أصل إلى البلد قاضيًا أحكم بقتل فلان؛ رجل معيَّن من فضلاء أهل العلم والدين، قد أجمع الناس على علمه وزهده وورعه، ولكن حصل في قلب القاضي منه من الشحناء والعداوة ما صوَّب له الحكم بقتله، فعظم ذلك على مَن سمِعه خوفًا مِن وقوع ما عزم عليه من القتل لمثل هذا الرجل الصالح، وحذرًا على القاضي أن يُوقِعه الهوى والشيطانُ في ذلك، فيلقَى الله متلبسًا بدم حرام، وفتك بمسلم معصوم الدم بيقين، وكرِهوا وقوعَ مثل ذلك لِمَا فيه من عظيم المفاسد، فأُبلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر بصفته، فقال: *إن الله لا يمكنه مما قصد، ولا يصل إلى مصر حيًّا، فبقي بين القاضي وبين مصر قدرٌ يسير وأدركه الموت، ((فمات قبل وصولها كما أجرى الله تعالى على لسان الشيخ رضي الله عنه))*. [الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية ص: 62]،. إن خرجت ولم تقل سُبْحَانَ اللّٰه، فاعلم أن ابن تيمية منعك،.

ــ (5) ابن تيمية، يعلم ما تخفي الصدور،.
وحدثني الشيخ الصالح الورع عثمان بن أحمد بن عيسى النساج أن الشيخ رضي الله عنه كان يعود المرضى بالبيمارستان [المستشفى] بدمشق في كل أسبوع، فجاء على عادته، فعادهم، فوصَل إلى شاب منهم فدعا له فشُفي سريعًا، وجاء إلى الشيخ يقصد السلام عليه، فلما رآه هشَّ له وأدناه، ثم دفع إليه نفقةً، وقال: *قد شفاك الله، فعاهد الله أن تعجل الرجوع إلى بلدك، أيجوز أن تترُك زوجتَك وبناتك أربعًا ضيعة، وتقيم ها هنا؟* فقبَّل يده، وقال: يا سيدي، أنا تائب إلى الله على يدك، وقال الفتى: *((وعجِبتُ مما كاشفني به، وكنت قد تركتُهم بلا نفقة، ولم يكن قد عرَف بحالي أحدٌ مِن أهل دمشق))*. [الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص 56]،.

ــ (6) من تعامله مع القرين،.
وحدَّثني الشيخ الصالح المقرئ أحمد بن الحريمي أنه سافر إلى دِمَشْق، قال: فاتَّفق أني لَمَّا قدِمتُها لم يكن معي شيء من النفقة البتةَ، *((وأنا لا أعرف أحدًا مِن أهلها))*، فجعلت أمشي في زقاق منها كالحائر، *فإذا بشيخ قد أقبل نحوي مسرعًا، فسلَّم وهشَّ في وجهي ووضع في يدي صُرَّةً فيها دراهم صالحة، وقال لي: أنفِقْ هذه الآن، وخلي خاطرك مما أنت فيه، فإن الله لا يُضيعك،* ثم ردَّ على أثره كأنه ما جاء إلا مِن أجلي، فدعوت له وفرِحتُ بذلك، وقلت لبعض مَن رأيته من الناس: مَن هذا الشيخ؟ فقال: وكأنك لا تعرفه؟ هذا ابن تيمية، لي مدة طويلة لم أره اجتاز بهذا الدرب، وكان جل قصدي من سفري إلى دمشق لقاءه، *((فتحققت أن الله أظهره عليَّ وعلى حالي))*، فما احتجت بعدها إلى أحدٍ مدةَ إقامتي بدمشق، بل فتح الله عليَّ مِن حيث لا أحتسب، واستدللتُ فيما بعد عليه وقصدتُ زيارته والسلام عليه، فكان يكرمني ويسألني عن حالي، فأحمد الله تعالى إليه. [الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية ص 62]،. فلا تخرج قبل أن تقول سُبْحَانَ اللّٰه،.

ــ (7) أهذه فراسة؟ أم سحر وكهانة من ابن تيمية؟!،.
وحدثني الشيخ العالم المقرئ تقي الدين عبدالله، ابن الشيخ الصالح المقرئ أحمد بن سعيد، قال: سافرت إلى مصرَ حين كان الشيخ مقيمًا بها، فاتفق أني قدمتُها ليلًا وأنا مثقل مريض، فأنزلت في بعض الأمكنة، فلم ألبث أن سمِعتُ مَن ينادي باسمي وكنيتي، فأجبتُه وأنا ضعيف، فدخل إليَّ جماعةٌ مِن أصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعضهم في دمشق، فقلت: كيف عرفتم بقدومي وأنا قدمتُ هذه الساعة؟ فذكروا أن الشيخ أخبرنا بأنك قدمت وأنت مريض، وأمرنا أن نُسرِع بنقلك، وما رأينا أحدًا جاء ولا أخبرنا بشيء، فعلمتُ أن ذلك من كرامات الشيخ رضي الله عنه.

ــ (8) أهذا سحرٌ من ابن تيمية أم ماذا يكون؟!،.
وحدثني أيضًا، قال: مرِضتُ بدمشق إذ كنتُ فيها مرضةً شديدة، منعَتْني حتى من الجلوس، فلم أشعر إلا والشيخ عند رأسي، وأنا مثقل مشتدٌّ بالحمَّى والمرض، فدعا لي وقال: جاءت العافية، فما هو إلا أن فارقني وجاءت العافية وشُفِيت من وقتي.

ــ (9) ابن تيمية وكشف الغيب،.
وحدَّثني أيضًا قال: أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرز قال: قدمت على الشيخ ومعي حينئذٍ نفقةٌ، فسلَّمت عليه فرد عليَّ ورحب بي، وأدناني ولم يسألني: هل معك نفقة أم لا؟ فلما كان بعد أيام ونفِدَت نفقتي، أردت أن أخرج من مجلسه بعد أن صلَّيتُ مع الناس وراءه، فمنَعني وأجلسني دونهم، فلما خلا المجلس دفع إليَّ جملةَ دراهم، وقال: أنتَ الآن بغير نفقةٍ فارتفِق بهذه، فعجِبتُ مِن ذلك، *((وعلمتُ أن الله كشفه على حالي أولًا لما كان معي نفقة، وآخرًا لما نفِدت واحتجت إلى نفقة))*.

ــ (10) معرفة ابن تيمية بتفاصيل المستقبل،.
وحدثني مَن لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين نزل المُغْلُ بالشام لأخذ دمشق وغيرها، رجَف أهلها وخافوا خوفًا شديدًا، وجاء إليه جماعةٌ منهم وسألوه الدعاء للمسلمين، فتوجَّه إلى الله، ثم قال: *((أبشِروا، فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة، حتى تروا الرؤوس معبَّأة بعضها فوق بعض.
قال الذي حدثني: فوالذي نفسي بيدِه - أو كما حلف - ما مضى إلا ثلاث مثل قوله، حتى رأينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض))*. [الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص 62]،.

ــ (11) ابن تيمية يعرف أنه لن يستطع قتله أحد، ويتنبأ بسجنه وبالخروج من السجن!!،.
قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية: ولما طُلب إلى الديار المصرية، وأُريد قتله - بعدما أُنضجت له القدور، وقلِّبت له الأمور - اجتمع أصحابُه لوداعه، وقالوا: قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك، فقال: *واللهِ لا يَصِلُون إلى ذلك أبدًا، قالوا: أفتُحبس؟ قال: نعم، ويطول حبسي، ثم أخرُج وأتكلَّم بالسُّنة على رؤوس الناس؛ سمعتُه يقول ذلك)* [مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 2/ 458 - 459]،.

ــ (12) ابن تيمية، وهو في السجن، كان يخرج ويحدث الناس، ثم يسألونه فيقول لا، هذا جني تشكل بي، ولست أنا،.
قال ابن تيمية،. "وكثيرا ما يستغيث الرجل بشيخه الحي أو الميت فيأتونه في صورة ذلك الشيخ وقد يخلصونه مما يكره فلا يشك أن الشيخ نفسه جاءه أو أن ملكا تصور بصورته وجاءه ولا يعلم أن ذلك الذي تمثل إنما هو الشيطان لما أشرك بالله أضلته الشياطين والملائكة لا تجيب مشركا،. وتارة يأتون إلى من هو خال في البرية وقد يكون ملكا أو أميرا كبيرا ويكون كافرا وقد انقطع عن أصحابه وعطش وخاف الموت فيأتيه في صورة إنسي ويسقيه ويدعوه إلى الإسلام ويتوبه فيسلم على يديه ويتوبه ويطعمه ويدله على الطريق ويقول من أنت؟ فيقول : أنا فلان ويكون [من مؤمني الجن].  *((كما جرى مثل هذا لي، كنت في مصر في قلعتها وجرى مثل هذا إلى كثير من الترك من ناحية المشرق وقال له ذلك الشخص: أنا ابن تيمية فلم يشك ذلك الأمير أني أنا هو، وأخبر بذلك ملك ماردين وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولا وكنت في الحبس، فاستعظموا ذلك وأنا لم أخرج من الحبس))* (ولكن كان هذا جنيا يحبنا) فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم، لما جاءوا إلى دمشق : كنت أدعوهم إلى الإسلام فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمته مما تيسر، فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، *((وأراد بذلك إكرامي ليظن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك))* قال لي طائفة من الناس. فلم لا يجوز أن يكون ملكا؟ قلت (لا. إن الملك لا يكذب وهذا قد قال أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك)،. [مجموع الفتاوي - باب الآداب والتصوف]،.

مثل هذا الأمر لم يحصل للإمام أحمد في فتنته وقد سجن، ولم يحصل للإمام مالك وقد سجن،. ولم يحصل مثله لأحد من علماء المسلمين إلا ابن تيمية،. سُبْحَانَ اللّٰه،. هل كان يتعامل مع الجن؟ أم هو نفسه كبيرهم وسيدهم ومولاهم؟!،.

ــ (13) استغاثات أصحاب ابن تيمية به،. وتمثل الشيطان به،.
قال ابن تيمية "وأنا أعرف من هذا وقائع متعددة حتى *((إن طائفة من أصحابي ذكروا أنهم استغاثوا بي في شدائد أصابتهم أحدهم كان خائفا من الأرمن والآخر كان خائفا من التتر فذكر كل منهم أنه لما استغاث بي رآني في الهوى وقد رفعت عنه عدوه))* فأخبرتهم أني لم أشعر بهذا ولا دفعت عنكم شيئا وإنما هذا الشيطان تمثل لأحدهم فأغواه لما أشرك بالله" [الفتاوى الكبرى 3/480]،.

وقال ابن تيمية "وقد ذكر لي غير واحد ممن أعرفهم *((أنهم استغاثوا بي فرأوني في الهواء وقد أتيتهم وخلصتهم من تلك الشدائد))*، مثل من أحاط به النصارى الأرمن ليأخذوه، وآخر قد أحاط به العدو ومعه كتب ملطفات من مناصحين لو اطلعوا على ما معه لقتلوه، ونحو ذلك، فذكرت لهم أني ما دريت بما جرى أصلا، وحلفت لهم على ذلك حتى لا يظنوا أني كتمت ذلك كما تكتم الكرامات، وأنا قد علمت أن الذي فعلوه ليس بمشروع، بل هو شرك وبدعة، ثم تبين لي فيما بعد، وبينت لهم أن هذه شياطين تتصور على صورة المستغاث به" [الفتاوى: 17/ 458]،.

قال ابن تيمية،. "وهذا جرى لمن أعرفه واخبر بذلك عن نفسه وقال بقي الجني الذي يحدثني ((يبلغني مثل صوت المستغيثين بي ويبلغهم مثل صوتي ويريني في شيء أبيض نظير ما أسأل عنه فأخبر به الناس أني رأيته وأنه سيأتي ولا أكون قد رأيته وإنما رأيت شبيهه))* وهكذا تفعل الجن بمن يعزم عليهم ويقسم عليهم، وكذلك ما رآه قسطنطين من الصليب الذي رآه من نجوم والصليب الذي رآه مرة أخرى هو مما مثله الشياطين وأراهم ذلك ليضلهم به كما فعلت الشياطين ما هو أعظم من ذلك بعباد الأوثان" [الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 2/322]،.

ــ (14) المسلم يطمئن قلبه بذكر الله،. ولكن ابن القيم وأصحابه، يطمئنون بذكر الرب المزيف،.
يقول الرب عن نفسه،. ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَئنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد 28]،.
قال ابن رجب الحنبلي [795 ﮬ.]،. "قال شيخنا [يعني ابن القيم] وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منة قط، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه *((وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأرض: أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب عنا ذلك كله، وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة))*. فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من رَوحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها. [ذيل طبقات الحنابلة 1/344]،.

قالَ اْللّٰه،. ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ ((وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِینَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمۡ یَسۡتَبۡشِرُونَ))﴾ [الزمر 45]،.

قالَ اْللّٰه،.. ﴿ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ ((وَحۡدَهُ كَفَرۡتُمۡ وَإِن یُشۡرَكۡ بِهِ تُؤۡمِنُوا۟)) فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيّ ٱلۡكَبِیرِ ۝ هُوَ ٱلَّذِي یُرِیكُمۡ ءَایَاتِهِ وَیُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ رِزۡقࣰا وَمَا یَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن یُنِیبُ ۝ ((فَٱدۡعُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ)) وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَافِرُونَ﴾ [غافر 12 - 14]،.

ــ (15) ابن تيمية يعلم ما في اللوح المحفوظ،.
ذكر ابن القيم عن ابن تيمية أنه كان يعلم ما في اللوح المحفوظ،. "أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة، لما تحرك التتار، وقصدوا الشام: أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا، فيقال له: قل: إن شاء الله ، فيقول: (((إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، وسمعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا، كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ : أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام)))" [مدارج السالكين 2/489]،.

6 ــــــــ ابن تيمية كان يحمل حقداً دفيناً لصحابة رسُول اللّٰه ﷺ،.

العلماء في عهد ابن تيمية، سموه منافقاً، لأنه كان يطعن في الصحابة،. وذكر ذلك ابن حجر العسقلاني، قال : أن *ابن تيمية خطأ عمر ابن الخطاب في شيء، وأنه قال عن عثمان أنه كان يحب المال، وأن أبا بكر أسلم شيخاً لا يدري ما يقول!!!،.* [الدرر الكامنة 1/153]،.

وقال أيضاً، أن ابن تيمية خطأ أمير المؤمنين عليًا رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ،. في سبعة عشر موضعاً خالف فيها نص الكتاب، وأن العلماء نسبوه [أي ابن تيمية] إلى النفاق لقوله هذا في علي رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ، ولقوله أيضاً فيه: *أنه كان مخذولا، وأنه قاتل للرئاسة لا للديانة!!!* [الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1/114]،.

7 ـــــــــ ابن تيمية يقول عن الإنسان أنه حيوان،.

الحقد على ذرية آدم، ومحاولة تحقيرهم واستصغارهم،. كل هذا موجود في إبليس [الدجال] من أول يوم لعنه الله،. لهذا قال عن الأرض أنها كروية،. حتى يحقر الإنسان الذي أصله من تراب الأرض،. وكبر الشمس التي هي سراج من نار،. كخلقة إبليس [الدجال]،. ولما جاء ابن تيمية قال،. [ولاحظ الحقد والتحقير]،. *(والإنسان حيوان ناطق ضاحك، وما يُميز الإنسان عن البهيمة صفة كمال، فمن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم..)* [الرسالة الأكملية 1/55]،.

وفي هذه شابه الملاحدة في تشبيه الانسان بالقرد،. فيا أيها السلفية السفهاء،. كيف ترضون أن يسميكم شيخكم بالحيوانات؟!،. ولا وجه لكم بعد اليوم في تسمية الملاحدة بالقرود،. فشيخكم وشيخهم واحد،. والبهائم أخوة الدواب،.

8 ـــــــــ ابن تيمية،. وزرع فكرة الشيطان الكبرى "كروية الأرض"،.

وكما هو معلوم لدى المؤمنين بكتاب ربهم،. أن كروية الأرض فكرة وثنية بحتة، مصدرها الشيطان إبليس نفسه،. قد سعى الشيطان فيها جاهداً مجتهداً ساعياً منذ القدم ليجعل الأرض حقيرة،. ليجعلها كوكباً صغيراً لا قيمة له،.. وههنا يخرج لنا شيخ،. يدعي العلم والحكمة، يقول للناس بخلاف قول ربهم،. بل ينفخ فيه بشدة وقسوة حتى يثبت فكرة الشيطان (كروية الأرض)،. تمهدياً لما سيأتي لاحقاً من فضاء انفجار عظيم وإلحاد وكفر باللّٰه،. إنه ابن تيمية،. رافع راية الكروية في الاسلام،.

هذا الرجل في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) وغيره من الكتب،. كالرسالة العرشية والرد على الجهمية،.. كان يستميت لاثبات كروية الأرض،. وكروية الأرض فكرة شيطانية خبيثة، أدخلها الشيطان الدجال عنوة في الدين لتكذيب كلام الله،. ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ۝ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ۝ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ۝ وَإِلَى ((الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)) ۝ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ۝ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الغاشية 17 ــ 22]،.

وقد نقل إجماعاً كاذباً لبّس به على المسلمين بعده،. نسب الاجماع لابن المنادي، وهذا الآخر ليس له كتاب تكلم فيه عن كروية الأرض،. والإلحاد الذي تجده انتشر اليوم في المسلمين، بسبب دعاية هذا الدجال لكروية الأرض،. فكروية الأرض أكبر باب للإلحاد والتشكيك في القُــرآن،. وقد تزعمها ابن تيمية وفتح هذا الباب، باب تحقير الأرض وتصغيرها وجعلها كرة ضائعة في فضاء واسع،.

9 ــــــــ ابن تيمية وتغيير مسار الاسلام،.

كان هذا الرجل سبباً في تغيير الدين 180 درجة،. وتكلم في شتى علومه [الفلسفة والكلام (العقيدة) والتفسير والفقه والحديث وفي كل شيء]، فصنف الكتب الكثيرة،. وكان السبب الأكبر في زرع الفتن والبغض العميق بين فرق المسلمين [وهذا هو مسعى الشيطان الأول]،. ولكنه لم يقل للناس هذا هدفي (إذاً لن يتبعه أحد)،. ولكنه أتاهم من حيث يشتهون، جائهم بثياب العالم الرباني، وتتلمذ على يديه علماء، كان لهم الأثر الكبير في تغيير الدين بعده، جاء فصنف الكتب والردود الكثيرة، صنف مكتبة ضخمة وعريضة لوحده،. [وهي التي زادت الصّدام بين المسلمين بعده]،.

هو الذي حبّب ونفخ في المناظرات [التي وسعت الشق بين المسلمين وزاددت أبغاضهم]،. هو الذي قسم الواحد لثلاثة أقسام ليكفر به فئاتٍ من المسلمين،. [وهذا أعجب الناس بعده فتدارسوه]،. هو الذي قَعَّد القواعد للتكفير وليقتل المسلم أخاه طاعةً وتقرباً للّٰه فلا يشعر بأي بأس،. [وقد حصل بعده فعلاً]،.

أكثر ما يحبه الشيطان ويسعى له،. هو التفريق بين الناس،. وجعلهم فرقاً تبغض بعضها،. وهذا ما فعله ابن تيمية،. قال مرة،. "هجر الرجل الذي يترك الصلاة، من أعمال البر التي يحبها الله" [المجموع 32/276]،.

كذب الدجال،. الله لا يحب الفراق، والنّبي ﷺ نهى عن هجران المسلم فوق ثلاثة،. لا أحد يحب الفراق والهجران الا الشيطان،.

أما الله، فهو يحب الجماعة والتجمع والترابط، ويأمر بصلة الرحم! ويكره الخلاف والتفرق والتشتت، ويبغض الطلاق حتى أفرد لها سورة باسمها، جعلها بين الغبن والحرام [سورتي التغابن والتحريم]،. وشدد فيها وعسر الطلاق لأن فيه تفريق بين المرء وزوجه، وهدد فيها القرى التي تخالف أوامره في الطلاق،.

الشيطان هو الذي يسعى للتفريق بين المرء وزوجه، يحب الخلاف، يعلم أن المصائب والمكائد والخيانات تأتي بعد الفراق والهجران،. وهذه الفتوى فيها تكفير للمسلم [مبني على حديث ضعيف]، ودعوة لهجره!،.

ابن تيمية كان يحب المناظرات والردود ويكثر منها،. وهذه الأمور من شأنها أن تزيد الشقاق وتفرق الأمة وتبغض الناس ببعض،. وما زال الناس إلى اليوم يتداولون ردوده،. كان يحب التفرقة بين المسلمين،. وجعلهم فرقاً متناحرة،. لا تجمعهم كلمة واحدة،.

10 ــــــــ أول من ابتدع لفظة (الفرقة) الناجية في الاسلام،.

ابن تيمية هو الذي استحدث لفظة [الفرقة الناجية] من الحديث الضعيف،. [ستفترق أمتي... كلها في النار إلا واحدة]،. فقال ابن تيمية أن الفرقة الناجية هي السلفية،. شابهوا الذين قالوا،. ﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ وَٱلنَّصَارَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰۤؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰۤؤُهُ..﴾ [المائدة 18]،.

روايات الحديث [حديث تفرق الأمة لــ 73 فرقة]،.


اختلفت ألفاظ متونها جميعاً ورغم اختلافها لم ترد أبداً بلفظة الفرقة الناجية في أي من المتون،. كان السؤال فيها : من هم يا رسُول اللّٰه ﷺ؟! من هي يا رسُول اللّٰه ﷺ؟!،. من تراهم يا رسُول اللّٰه ﷺ؟!،. ولم ينقل أحدٌ منهم لفظة [من الفرقة الناجية؟!] إلا ابن تيمية في كتابه الفتاوى،.

فقد أورد الحديث كالتالي،. ﴿افترقتْ اليهودُ على إحدى وسبعينَ فرقةٍ كلُّها في النارِ إلا واحدةٌ، وافترقتْ النصارى على اثنتين وسبعين فرقةٍ كلُّها في النارِ إلا واحدةٌ، وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةٍ كلُّها في النارِ إلا واحدةٌ. وفي لفظٍ: على ثلاثٍ وسبعينَ ملةٍ، وفي روايةٍ قالوا: يا رسولَ اللهِ ((مَن الفرقةُ الناجيةُ))؟ قال: من كانَ على مثلِ ما أنا عليه اليومُ وأصحابي، وفي روايةٍ قال: هي الجماعةُ يدُ اللهِ على الجماعةِ﴾ [مجموع الفتاوى 3/345 لابن تيمية،. وقال عنه : صحيح مشهور في السنن والمسانيد،.

أيها الكذاب،. يا مفرق الدين،. الحديث ليس فيه ما قلتَ،. ومنه أخذ السلفية لفظة الفرقة الناجية،. حتى قالوا بأنهم وحدهم الناجون،. وبقية المسلمين في النار،.

والحديث أصلاً ضعيف بكل أسانيده،. ولم يقل النّبي ﷺ هذا الحديث، وهو عند السلفية حديث عظيم، للتفريق بين المسلمين وتشتيت وحدة صفهم،. بينما هم أنفسهم يستدلون بحديث آخر في موضع آخر، فيه،. ﴿إن أمتي لن تجتمع على ضلالة،. ومن شذ شذ في النار﴾،. وهما حديثان متعارضان، فالأول يجعل النار مع الأكثر والحق مع القلة، والثاني يجعل النار مع الأقل والحق مع الكثرة،. وكلاهما ضعيف السند،.


الحديث ليس فيه لفظة "الفرقة"، هذه اخترعها ودسها ابن تيمية ليوحي لأولياءه أنها فرقة طيبة، ستنجوا من النار لو كنتم فيها،. وهذا شيء من جنة الدجال، من يدخله يظن أنه نجى، وهو الهالك،.


لفظة فرقة تضاد في اللسان مع لفظة الجماعة،. الجماعة عكس الفرقة،. فلا يمكن أن تكونوا أهل السـنة والجماعة وأنتم فرقة ناجية،. إما أن تكونوا جماعة تضم المسلمين كلهم، أو تكونوا فرقة فرقت جماعة المسلمين،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ ((جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)) وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ...﴾

﴿((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا)) فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾

وقال،. ﴿..مِنَ الَّذِينَ ((فَرَّقُوا)) دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ ((حِزْبٍ)) بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾

﴿إِنَّ الَّذِينَ ((فَرَّقُوا)) دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ..﴾

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ((تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا)) مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾


11 ــــــــ ابن تيمية والتساهل في تكفير المسلمين،.

في كتب ابن تيمية، تم إحصاء ما يزيد عن 400 جملة تكفير للمسلمين واستباحة دمائهم على أيسر الأخطاء ومنها مالا يُعتبر خطأً أصلاً، ولكن عنده في رأيه الشخصي هي خطأ،. ومعظمها كانت بعبارة [يُستتاب أو يُقتل]،.


وكيف يستتاب؟! من الذي سيتوب عليه؟! أليس هذا عمل النصارى وقساوستهم؟! يذهب العاصي لغرفة الاعتراف، فيتوب عند الراهب والقسيس ثم يتوب عليه؟! وهل في ديننا توبة عند العلماء؟؟!! أم هي سنة شيطانية متكررة في كل الأمم، وأعاد إحياءها الدجال في ديننا؟! يستتاب أو يقتل!؟


المصيبة ليست في القتل، بل في الاستتابة!! كيف يستتاب؟! ومن القائم بأعمال الله والمفوض من طرف الله وسوف يوزع صكوك الغفران على المسلمين التائبين؟! هل استتاب النّبي ﷺ أحد الصحابة حين أخطؤوا؟!


12 ــــــــ كان إذا قرأ حديث النّبي ﷺ،. غمض عينيه،. غريبة،.

هذه وجدتها في ويكيبديا، ولم أجد مصدرها،. ولكن الذين كتبوا هذه عنه هم محبوه ومعظموه،. فليست افتراءً عليه، ولكني لم أجد مصدرها بعد،. فمن وجدها فليرسلها لنا لنضيفها،.

ثم أخبرتني إحدى الأخوات بمصدرها،. وهو [الوافي بالوفيات 7/19]،.

13 ــــــــ موعد ظهوره المريب،.

ظهر في دمشق سنة 667 ﮬ. [ورمز الشيطان 666]،. أي أنه خرج بعد اكتمال 666 سنة،. ويبدو أنه اختار زمنا بعيدا عن زمن العلماء الأكابر،. ولو تشكَّل وظهر في عهد البخاري والدارقطني لافتضح أمره مباشرةً، ولكن أخّر ظهوره متعمداً، أجله لزمنٍ قُبض فيه العلماء وثبت الجهل في الأرض، فخرج لهم ليهديهم للدين الذي جاء به،.

14 ــــــــ حران،. [وهو مسقط رأس ابن تيمية الحراني]،. بلدة معروفة بكثرة السحرة وعبدة الشياطين،. ولم أقف على مصدر موثوق لهذه المعلومة،.

ولا غرابة في ذلك،. حيث أن شخص كهذا، من الطبيعي أن يكون هذا منبعه ومخرجه الأول، منطقة عرفت بالسحر،.

15 ــــــــ ابن تيمية، يقول : قد يرى الإنسان ربه في المنام ويخاطبه!!،.

قال ابن تيمية: "لفظ الرؤية [يعني رؤية الله] وإن كان في الأصل مطابقاً فقد لا يكون مطابقاً كما في قوله: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا} وقال: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم وقد يرى في اليقظة من جنس ما يراه في منامه فإنه يرى صوراً وأفعالاً ويسمع أقوالا وتلك أمثال مضروبة لحقائق خارجية.... وإذا كان كذلك *((فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا))* ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله *((وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم))* وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام ويكونون من فرط سلبهم ونفيهم نفوا أن تكون رؤية الله في المنام رؤية صحيحة كسائر ما يرى في المنام فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه،....". [بيان تلبيس الجهمية 1/325-328]،.
 
16 ــــــــ قال عن الله أنه قديم،. هذه مما لا يرضى أحدنا أن تقال عن أغراضه،.

ابن تيمية،. أول من قال هذه الكلمات التالية عن الله،. وكأن هذا الشخص يكره الله ويعاديه، ويحاول بشتى الطرق أن يقلل من شأنه عند الناس،. وبالتأكيد سيقول هذه الكلمات من باب المدح والثناء فيما يبدو للناس،. ولكنها في حقيقتها كذب وتقوّل على الله،. قال عن الله أنه قديم،... [يعني أزلي قديم بقدم العالم]،. ولْاحَوْلَ ولاْ قُوّةَ إِلاّ بِاْللّٰه،.

وهل يصلح بأن يقال هذا عن الله؟ وإن كانت من باب التمجيد والإجلال!!،. قالَ اْللّٰه،. ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ((وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))﴾ [اﻷعراف 33]،.

وقال،. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ۝ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ ((وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))﴾ [البقرة 168 ـ 169]،.

هذا عدا ما قاله في النار، قال قولاً لم يسبقه فيه أحد، قال أن النار ستفنى!!،.

17 ــــــــ ابن تيمية والثالوث،.

ابن تيمية هو نفسه الشيطان، ذاك الذي مر على معظم الأمم السابقة فأضلها عن الاخلاص لربها، جاءها بملة [عقيدة] جديدة، هذه الملة تشابهت عند معظم الأمم السابقة التي كانت تعبد الله وحده في بداية أمرها،. فجائهم الشيطان بتقسيمٍ ثلاثي للرب الواحد، إلى ثلاثة أرباب، أو ثلاثة آلهة، مع إبقاء مجموعها واحداً،. وهكذا فعل الدجال بالمصريين القدماء،. فجعل إلههم الواحد ثلاثة (أُوزير ــ إيزيه ــ حور)،. وانتقل للهنود فجعل إلههم الواحد ثلاثة (براهما ــ فيشنو ــ شيفا)،. وكلمة تريمورتي (كلمة سنسكريتية تعني الأشكال الثلاثة) هي عقيدة هندوسية تقول "إن الوظائف الكونية الثلاث من خلق وحفظ وتدمير مجسدة في براهما وفيشنو وشيفا على الترتيب. " وتدعى هذه الآلهة الثلاثة "الثالوث الهندوسي" أو "الثالوث الأعظم"،.

وقبل الهندوس مرّ على الإغريق، فجعل الإله ثلاثة آلهة (أبريديت ــ أثيني ــ هيرا)،. بل جعل لنفسه رمزاً ثلاثيا بات يُعرف به على شكل مثلث أو هرم،. ثم ذهب للنصارى وجعل ربهم الواحد ثلاثة (الآب ــ الإبن ــ الروح القدس)،.

وحين خرج الشيطان في المسلمين،. لم يكن إلا نسخةً طبق الأصل لما قد فعله في الأمم سابقا،. فهو أول من ثلَّث التوحيد في تاريخ المسلمين أجمعين،. فالناس منذ بعثة النّبي ﷺ لم يعرفوا سوى الاخلاص لرب واحد، إله واحد لا شريك له، لا يتجزّء ولا ينقسم ولا يتعدد، ولكن فكرة التثليث كانت تراود الشيطان، ويريد أن يكررها، ولكنه قابل خصماً جلداً [المسلمون]، وجسماً صلباً لا تهزه الدعاوى الفاسدة للشرك بالله،. ولكنه لم يستسلم لهم، وأصر على ترك بصمة التثليث فيهم قبل ذهابه،. *فقسّم التوحيد إلى ثلاثة،.*

لم يستطع جعل الله ثلاثة أقانيم، كما فعل بالنصارى، وبتلك الأمم قبل النصارى،. ولكن رضي بالقليل، جعل التوحيد ثلاثة أقسام، بأسماء بدعية منكرة،. الألوهية والربوبية وآخرها الأسماء والصفات،. فأخذها الناس عنه بحفاوة ورحابة صدر، يظنون بها خيراً، وهي من أشد المحدثات في الإسلام،.

هذه المحدثة التي نسخها ابن تيمية من الملل قبلنا،. كانت المعين الأكبر لاحقاً في إراقة دماء أبرياء المسلمين،. فقد قتلت مدناً بأسرها، وسبيت الحرائر المسلمات، ونهبت الأموال،. تحت شعار هذه البدعة التي جاء بها ابن تيمية،. جعل المسلمين مرتدون، لأنهم يوحدون الله ربوبيةً ولا يوحدونه ألوهيةً، فاستحقوا القتل بذلك، والذي رفع راية القتل خليفة ابن تيمية،. محمد بن عبدالوهاب النجدي،. قرن الشيطان،

18 ــــــــــ بعض منكراته،.

ــ دعوة الناس للتلصق بالعلماء،. قال،. "فكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب، كان قوله أعلى وأفضل" [المجموع 3/103]،. بينما يقول النّبي ﷺ،. ﴿ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺮﻓﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻗﻮاﻣﺎ ﻭﻳﻀﻊ ﺑﻪ ﺁﺧﺮﻳﻦ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭﻣﺴﻠﻢ.

ــ تشدد ابن تيمية في تصحيح حديث الشاب الأمرد،.

العجيب، أن هذا الحديث الذي طالما دافع عنه ابن تيمية،. وبين صحته للناس، وأظهره وكأنه من تخريج الصحيحين، وأنه من أحسن الأسانيد،. ليس فيه أن الرب شابٌ أمرد فحسب،. بل فيه نعتة للرب المزيف،. فهي خاصة بالدجال،. 😏،. اسمعها،.

ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ: "ﺃﺭاﻧﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺁﺩﻡ، ﻛﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺭاء ﻣﻦ ﺃﺩﻡ اﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻟﻪ ﻟﻤﺔ، ﻛﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺭاء ﻣﻦ اﻟﻠﻤﻢ، ﻗﺪ ﺭﺟﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻄﺮ ﻣﺎء، ﻣﺘﻜﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻦ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﺗﻖ ﺭﺟﻠﻴﻦ، ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺴﺄﻟﺖ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻗﻴﻞ: ﻫﺬا اﻟﻤﺴﻴﺢ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ، ﺛﻢ ﺇﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺮﺟﻞ، *((ﺟﻌﺪ، ﻗﻄﻂ، ﺃﻋﻮﺭ اﻟﻌﻴﻦ اﻟﻴﻤﻨﻰ))*، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﻨﺒﺔ ﻃﺎﻓﻴﺔ، ﻓﺴﺄﻟﺖ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻲ: ((ﻫﺬا اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺪﺟﺎﻝ))".
ــ ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: "ﺃﺭاﻧﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺈﺫا ﺭﺟﻞ ﺁﺩﻡ، ﻛﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﺩﻡ اﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺗﻀﺮﺏ ﻟﻤﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ، ﺭﺟﻞ اﻟﺸﻌﺮ، ﻳﻘﻄﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺎء، ﻭاﺿﻌﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺒﻲ ﺭﺟﻠﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا: اﻟﻤﺴﻴﺢ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻭﺭاءﻩ ﺭﺟﻼ *((ﺟﻌﺪا قططاً، ﺃﻋﻮﺭ ﻋﻴﻦ اﻟﻴﻤﻨﻰ))،* ﻛﺄﺷﺒﻪ ﻣﻦ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﺑﻦ ﻗﻄﻦ، ﻭاﺿﻌﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺒﻲ ﺭﺟﻠﻴﻦ، ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ((ﻗﺎﻟﻮا: ﻫﺬا اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﺪﺟﺎﻝ))".
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ.

ولكن ابن تيمية يصر أن الرب،. جعدٌ قطط!!،. قال "يقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النّبي ﷺ، أنه قال : رأيت ربي في صورة شابٍ أمرد، له وفرة، ((جعدٌ قطط))، في روضة خضراء".

ماذا كان يقصد ابن تيمية بإبراز هذا الحديث والدفاع عنه أنه صحيح؟!،. العاقل يرى بوضوح أن ابن تيمية يلبس على المسلمين بأن (الدجال الجعد القطط) هو (الرب الجعد القطط) الذي رآه النّبي ﷺ!،.

وحديث الشاب الأمرد ضعيف موضوع،. وكذب على النّبي ﷺ،.

قالَ اْللّٰه،. ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ((وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))﴾ [اﻷعراف 33]،.

قالَ اْللّٰه،. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ۝ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ ((وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))﴾ [البقرة 168 ـ 169]،.

ــــــــ رد السبكي عليه،.

أشار الإمام الحافظ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي في الدرة المضية إلى أخطاء ابن تيمية وشذوذاته فقال: “أما بعد، فإنه لمّا أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستتراً بتبعية الكتاب والسنة، مُظهراً أنه داع إلى الحق هادٍ إلى الجنة، فخرج عن الإتباع إلى الابتداع، وشذّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدّس، وأن الافتقار إلى الجزء -أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال ,وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرءان محدَث تكلم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدّى في ذلك إلى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أوّل للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لها‍، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديماً، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملّة من الملل ولا نِحلة من النحل، لم يدخل في فرقة من الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم هِمة، وكل ذلك وإن كان كفراً شنيعاً مما تَقِل جملته بالنسبة لما أَحدث في الفروع” إﮬ.


وإلى هنا نصل لنهاية هذا الجزء، ولنا لقاء آخر إِنْ شٰاْءَ اللّٰه،.. نستمر فيه في فضح الدجال ابن تيمية،.. فهناك المزيد من الأدلة، آثرت جعلها في جزء منفصل لكثرتها،.


رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

بكيبورد، محسن الغيثي،.


هناك 4 تعليقات:

amin يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Hasan_k يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزاك خير على هذا البحث يا شيخ وينك من زمان نحن شعوب لا تقرأ والمفروض اننا امة اقرأ لكن اقرأ كتابك الله يفتح عليك انت فتحت بصيرتنا يا شيخ

klaousyous يقول...

اخي كل الادلة التي ذكرتها من مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
لم اجدها في الكتب

محسن الغيثي هو الدجال يقول...

لانه انسان كاذب ومدلس
وكل ادلته ساذجه ويخرجها عن سياقها