الثلاثاء، 29 يناير 2019

علل حديث سبحان ربي العظيم

بيان علل حديث قول "سبحان ربي العظيم" و "سبحان ربي الأعلى" في الركوع والسجود،.

الحديث الأول : من سنن ابن ماجه : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﻣﺢ اﻟﻤﺼﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ اﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻷﺯﻫﺮ، ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﻴﻤﺎﻥ، ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ §ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫا ﺭﻛﻊ: «ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ» ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻭﺇﺫا ﺳﺠﺪ ﻗﺎﻝ «ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ» ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ

عبد الله بن لهيعة المصري، ضعيف لا تقوم به حجة.

ﻗﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ، ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ، ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻧﺤﻤﻞ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼً، ﻭﻻ ﻛﺜﻴﺮاً. «اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ» 5/145.

ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻣﺤﺮﺯ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ، ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﻘﻮﻝ، ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ؟ ﻗﺎﻝ: اﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ ﺿﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻛﻠﻪ، ﻻ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻪ. «ﺳﺆاﻻﺗﻪ» 1/(134).

ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ: اﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ ﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ. «اﻟﻌﻠﻞ» (940).
وأبي الأزهر المصري مجهول، لا تقوم به حجة

ــــ الحديث الثاني : من سنن الترمذي : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الأَعْمَشِ، قَال: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ المُسْتَوْرِدِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ، وَفِي سُجُودِهِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى» ، وَمَا أَتَى عَلَى آيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ وَسَأَلَ، وَمَا أَتَى عَلَى آيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ وَتَعَوَّذَ. أخرجه مسلم وأحمد وغيره. وروي بمتون مختلفة ومطولة ومختصرة.

- ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ، ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩ ﺑﻦ اﻷﺣﻨﻒ، ﻋﻦ ﺻﻠﺔ ﺑﻦ ﺯﻓﺮ، ﻓﺬﻛﺮﻩ.

ـ ﺻﺮﺡ اﻷﻋﻤﺶ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ .

. المستورد بن الأحنف تفرد بهذا الحديث عن صلة .

وسند هذا الحديث غريب جداً لتفرد المستورد عن صلة، وتفرد صلة عن حذيفة! والمستورد ليس له إلا حديثين أو ثلاثة، ليس له احاديث كثيرة ولم يخرج له البخاري في صحيحه ولم يحتج به، ومسلم ايضا ما روى عنه إلا هذا الحديث فحسب، ولم يوافقه أحدٌ من الرواة في هذه الرواية، فكيف يعلم أنه ضابط للراوية؟!!

فلا يمكن الإحتجاج لمثل هذا الإسناد.

وأيضاً، لم ينقل لنا هذا الحديث أحدٌ من الرواة الثقات عن حذيفة، وحذيفة بن اليمان رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ له حالة خاصة جداً،.
فعندما يأتيك حديث عنه، يجب أن تعلم أن حذيفة روى عنه الصحابة ايضا، كجندب بن عبد الله وجابر وعمار بن ياسر،. يعني حتى الصحابة رووا عنه،. هذا غير كبار التابعين وثقاتهم.

بالإضافة إلى ذلك حذيفة كان يعيش في الكوفة، والكوفة هي بلد الحديث مع البصرة،.

فالحديث إن كان ثابتا عن حذيفة، عليه أن يأتي من طريق ثابت لا شك فيه بسبب كثرة الرواة عنه وجلالتهم، أما أن يرويه شخص مجهول، ولا يوافقه الذين ينقلون عن حذيفة، فهذا تفرد مردود.

الحديث الثالث : من سنن النسائي : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻌﻼء ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ، ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺣﻤﺰﺓ، ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﺃﻧﻪ " §ﺻﻠﻰ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻓﺮﻛﻊ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﻋﻪ: «ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ» ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ، ﺛﻢ ﺳﺠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ: «ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ» ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ، ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻓﻘﺎﻝ: «ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ، ﺭﺏ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ» ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ، ﺛﻢ ﺳﺠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ» ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ، ﻓﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﺇﻻ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﺑﻼﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻐﺪاﺓ"

ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ: ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ

طلحة بن يزيد لم يسمع من حذيفة، فلا يُحتج بهذا السند.

وأخرجه النسائي ايضا: ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻤﺰﺓ، ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺲ، ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ،

ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ( النسائي): ﺃﺑﻮ ﺣﻤﺰﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻠﺔ ﺑﻦ ﺯﻓﺮ السنن الكبرى للنسائي،

ــــ الحديث الرابع : من مصنف ابن أبي شيبة : حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ» ، وَفِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى» قُلْتُ: أَمَا يَخْفِضُ: «وَبِحَمْدِهِ» ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثَلَاثًا.

ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ؛ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ هو ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ضعيف لا يحتج به.

. ﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ. «ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ» (364 ﻭ1715).

. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ : ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ، ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻜﻮﻓﺔ، ﺃﺣﺪ اﻟﻔﻘﻬﺎء، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻱ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ. «اﻟﻀﻌﻔﺎء ﻭاﻟﻤﺘﺮﻭﻛﻴﻦ» (550).

. ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻛﺎﻥ ﺭﺩﻱء اﻟﺤﻔﻆ، ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻮﻫﻢ، ﻓﺎﺣﺶ اﻟﺨﻄﺄ، ﻳﺮﻭﻱ اﻟﺸﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﻫﻢ، ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺴﺒﺎﻥ، ﻭﻛﺜﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﻛﻴﺮ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺘﻪ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻖ اﻟﺘﺮﻙ، ﺗﺮﻛﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ. «اﻟﻤﺠﺮﻭﺣﻴﻦ» 2/251.

ـ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ: اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﺭﺩﻱء اﻟﺤﻔﻆ، ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻮﻫﻢ. «اﻟﺴﻨﻦ» (2628)

ــــ الحديث الخامس : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ: عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 74] ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ» ، فَلَمَّا نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى 1] ، قَالَ: «اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ»

فوائــد: مدار الحديث على عمه، اي عم موسى بن أيوب، وعمه هو إياس بن عامر مجهول،. لا يحتج به.

وﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻠﻴﺚ، ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺃﻭ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ، ﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ... ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ.
ﺯاﺩ: «ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺇﺫا ﺭﻛﻊ ﻗﺎﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ، ﺛﻼﺛﺎ، ﻭﺇﺫا ﺳﺠﺪ ﻗﺎﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ، ﺛﻼﺛﺎ».

ـ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻧﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
هذه الزيادة غير محفوظة، فلا يُحتج به في هذا الإسناد .

ــــ الحديث السادس: عبد الرزاق عن اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﻏﻼﻣﺎ ﻟﺤﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﻴﻤﺎﻥ فأخبره عن حذيفة بن اليمان، ﺃﻧﻪ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻟﻴﻠﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻤﺖ ﺃﺻﻠﻲ ﻭﺭاءﻩ، ﻳﺨﻴﻞ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺒﻘﺮﺓ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﺫا ﺟﺎء ﻣﺌﺔ ﺁﻳﺔ ﺭﻛﻊ، ﻓﺠﺎءﻫﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻛﻊ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﺫا ﺟﺎء ﻣﺌﺘﻲ ﺁﻳﺔ ﺭﻛﻊ، ﻓﺠﺎءﻫﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻛﻊ، ﻓﺈﺫا ﺧﺘﻤﻬﺎ ﺭﻛﻊ، ﻓﺨﺘﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻛﻊ، ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺘﻢ ﻗﺎﻝ: اﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ، اﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ، ﻭﺗﺮا، ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﻥ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﺭﻛﻊ، ﻓﺨﺘﻤﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻛﻊ، ﻭﻗﺎﻝ: اﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ، ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﺫا ﺧﺘﻢ ﺭﻛﻊ، ﻓﺨﺘﻤﻬﺎ ﻓﺮﻛﻊ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺷﻔﺘﻴﻪ، ﻓﺄﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﺛﻢ ﺳﺠﺪ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺷﻔﺘﻴﻪ، ﻓﺄﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻓﻼ ﺃﻓﻬﻢ ﻏﻴﺮﻩ، ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺢ ﺳﻮﺭﺓ اﻷﻧﻌﺎﻡ، ﻓﺘﺮﻛﺘﻪ، ﻭﺫﻫﺒﺖ.

وقال عبد الرزاق في موضع أخر: عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم، عن رجل، قال: أخبرني بعض أهل النبي صلى الله عليه وسلم.

ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ؛ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﺑﻦ ﻫﻤﺎﻡ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ، ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺠﺔ، وكان يتشيع
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ: ﻗﻠﺖ ﻷﺑﻲ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ. «اﻟﺠﺮﺡ ﻭاﻟﺘﻌﺪﻳﻞ» 6/ 39.

ــــ الحديث السابع : عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، وَذَلِكَ أَدْنَاهُ، وَإِذَا سَجَدَ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ثَلَاثًا، وَذَلِكَ أَدْنَاهُ "،.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «هذا مرسل، عون لم يدرك عبد الله».

أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيره والترمذي وقال الترمذي : حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ، عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ لَمْ يَلْقَ ابْنَ مَسْعُودٍ. سنن الترمذي ت شاكر (2 / 47)

الحديث مرسل، فلا تقوم به حجة.

ــــ الحديث الثامن : من مسند البزار = البحر الزخار (5 / 325): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: نا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ ثَلَاثًا، وَفِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى ثَلَاثًا "،

وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَالسَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا فَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

السند ضعيف وليس بحجة.

- اﻟﺴﺮﻱ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﻬﻤﺪاﻧﻲ، اﻟﻜﻮﻓﻲ، اﺑﻦ ﻋﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻭﻟﻲ اﻟﻘﻀﺎء، ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺩﺳﺔ. (ﻗ).
ﺫﻛﺮﻩ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻀﻌﻔﺎء ﻭاﻟﻤﺘﺮﻭﻛﻴﻦ .
وقال يحيى بن معين : اﻟﺴﺮﻱ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﻜﻮﻓﻲ، ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲء.

ــــ الحديث التاسع :

من مسند البزار = البحر الزخار (7 / 332): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ ثَلَاثًا، وَفِي سُجُودِهِ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى ثَلَاثًا» وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ إِلَّا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ.

حماد بن شعيب ضعيف. لا يحتج به.

قال يحيى بن معين : ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ، ﺿﻌﻴﻒ، ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲء، ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺪﻳﺜﻪ.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال البخاري : فيه نظر
وقال النَّسَائي: ضعيف.

ــــ الحديث العاشر :

من مسند البزار = البحر الزخار (8 / 367): أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثَلَاثًا، وَفِي سُجُودِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ثَلَاثًا»

قلت: إسماعيل بن عياش، ليس بحجة .

ــ عبد العزيز بن عبيد اللّه : ضعيف لا يحتج به.
هو ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻤﺰﺓ ﺑﻦ ﺻﻬﻴﺐ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ، اﻟﺤﻤﺼﻲ.
ـ قاﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ : ضعيف ، لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش
ـ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ : ﺿﻌﻴﻒ، ﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ.
وقال أبو حاتم الرازي :
هو عندي عجيب، ضعيف، منكر الحديث، يكتب حديثه، يروي أحاديث مناكير، ويروي أحاديث حسانًا.
ــ وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش
وقال النسائي : ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.

الثلاثاء، 22 يناير 2019

علم الأسماء 2 أسماء الأنبياء،.

علم الأسماء! 2 أسماء الأنبياء،.

أسماء الأنبياء ليست مجرد أسماء ولم تكن مصادفة، ولم تكن جزافاً، بل هي من الله، هو الذي هيأ لهذا النبي أن يحمل هذا الاسم، ذاك النبي ذاك الاسم، هو يدبر الأمر، له الأمر من قبل مولد النبي وبعده،. إذا أراد أن يبعث نبيا هيأ له اسمه قبل ذلك عنده، فخلق الجو والحيثية والكيفية والناس والأفكار والخواطر، التي ستودي لأن يتسمى النبي الذي سيُبعث بهذا الاسم الفلاني، كل ذلك من تدبيره وحكمته وحكمه، فهو الذي يسمي أنبياءه،. قال الله ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ((اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى)) ابْنُ مَرْيَمَ...﴾ [آل عمران 45]،. فسماه قبل مولده،.

وقال ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ ((اسْمُهُ يَحْيَىٰ)) لَمْ ((نَجْعَلْ)) لَهُ مِنْ قَبْلُ ((سَمِيًّا))﴾ [مريم : 7]،. كذلك سماه قبل مولده،. دون تدخل من أبيه،. وكلمة سمياً تحتمل أن يكون أصلها الثلاثي من (إسم) أو من (سِمة)، أي ليس له مثيل،. بكل ما فيه،. واسمه من هذا الكل،. وقد يجمع المعنيين،. الإسم والسمة،. قالَ اْللّٰه عن نفسه في نفس السورة،. ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ ((سَمِيًّا))﴾ [مريم 65]

كتب الله لنا كتاباً،. بلسانٍ عربيٍ مبين فيه أسماء الأنبياء! والاسم سمة الرجل وأصله وعنوانه،. فــقال كثير من العلماء عن بعض الأسماء : هذه أسماء أعجمية،. فواضح أن عقولهم وألسنتهم استعجمت فقالوا بالعجمة،. أسماء الأنبياء كلها أسماء عربية فيها علمٌ عظيم،. فلا لوط وموسى أسماء عبرية، ولا إبراهيم وجبريل أسماء سيريانية،. كل نبي له اسم متعلق برسالته ونبوته وشخصيته وحياته،.

ــــــــــــــــ آدم،.

آدم ﷺ،.. (الأدم) لساناً : أي الملائِم والمناسِب، فآدم مخلوق ملائم ومناسب لما خُلِق لأجله،. روي عن المغيرة بن شعبة ﴿خطَبتُ امرأةً على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ فقال النبيُّ ﷺ أنظَرتَ إليها؟ قلتُ: لا! قال: فانظُرْ إليها فإنه أجدَرُ أن ((يؤدَمَ)) بينكما﴾ رواه النسائي - 3235. أي: تناسبان بعضكما،. تتواءمان مع بعضكما،.

آدم من الأَدَمَ، معناه المناسب أو الملائم،، وكون آدم أول إنسان خلق، فكان إسمه يعني أنه المناسب لهذه الخلقة الجديدة، لهذا الاختبار القادم،. الملائكة ليست مناسبة لأنها لا تعرف الشرك ولا المعصية، سبيلها سبيلٌ واحد لا يتغير، السمع والطاعة، فآدم هو الخلق الوحيد الملائم لهذا البلاء،. ﴿هلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ((لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)) ۝ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ((نَبْتَلِيهِ)) فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ۝ ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))﴾ [اﻹنسان 1 ــ 3]

ــــــــــــــــــ نوح،.

نوح ﷺ،. دعى قومه في مدةً طويلةً جداً، لم يمل ولم يكل،. كان يدعوهم ليلاً ونهاراً،.. ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا﴾ [نوح 5]،. إن وجدهم مجتمعون كلمهم جهاراً وأعلن لهم إعلانا، وكان يحدثهم حتى بالسر والخلوة،. يسر لهم إسراراً،. ﴿ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ۝ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا﴾ [نوح 8 ـ 9]،. لم يمكن عشر سنين، ولا مئة سنة،. بل،. ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ ((أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)) فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [العنكبوت 14]،. فلما طال عليهم وملوا منه ومن نصائحه ﴿قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [هود 32]،.، فقال الله له،. ﴿وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ ((لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ)) فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾[هود 36]،. فكيف كان حاله بعد كل ذلك؟! كان نوح ينوح عليهم نياحةً كالنياحة على الميت،. النياحة تحسر وضيق،. تخيل كل هذا العمر يضيع سدىً،. قرابة الألف سنة،. ثم لا يؤمن له إلا قليل؟! ﴿..وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [هود 40]،.

وحقيقةً الكافر كالميت،. بل هو ميت بشاهد كلام الله،. ﴿أَوَمَنْ كَانَ ((مَيْتًا)) فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ...﴾ [اﻷنعام 122]

﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ۝ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [يس 69 ـ 70]،. ﴿وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى ((الْكَافِرِين))﴾،. هذه في الكافرين معلومة واضحة،. لكن أين ما يقابلهم؟؟ أي أين المؤمنين؟! سماهم اللّه ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ ((حَيًّا))﴾،. فيكون المقابل للمؤمنين الأحياء هم الكافرين الأموات!

والمؤمن حي! ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا ((يُحْيِيكُمْ))﴾ [اﻷنفال 24]

كان ينوح عليهم كالنياحة على الميت فلم يستجيبوا ﴿قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا﴾ [نوح 21]،. حتى قيل له أنه لم يؤمن من قومه إلا من قد آمن فدعى عليهم،. ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ۝ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ [نوح 26 ــ 27]

ــــــــــــــــ صالح،.

كان صالح ﷺ ((يُــصلح)) ما أفسده قومه،. أرسله اللّه لقوم مفسدون،. ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ ((وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ))﴾ [الأعراف 74]،. ﴿الَّذِينَ ((يُفْسِدُونَ)) فِي الْأَرْضِ وَلَا ((يُصْلِحُونَ))﴾ [الشعراء 152]،. وهم قوم ((ثمود))،. والثمد في اللسان (قلة الماء)،. وكانوا ثمود أصحاب الحجر يحجرون الماء،. فيفسدون في الماء ويُنقصونه،. فأرسل الله ((صالحُ)) بالناقة دواءً لعلتهم.

ــــــــــــــ هود،.

كان قومه أصحاب عدوان وعداوة،. اسمهم ((عاد))،. كانوا يبطشون ويتجبرون،. كانوا أقوياء أشداء،. ﴿..قَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً...﴾ [فصلت 15]،. وقال هود عنهم،. ﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ [الشعراء 130]،. حتى أنه وعدهم إن هم آمنوا بــ ﴿..وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ...﴾ [هود 52]،. أرسل الله لهم هود ﷺ ((يُهدّئ)) من بطش وقوة عاد الذين اعتدوا،.

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِـ((ـعَادٍ ۝ إِرَمَ)) ذَاتِ الْعِمَادِ ۝ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر 6 ــ 8] فكانوا عاد من العدوان، وكان هود الذي يهدؤهم من هذا البطش والجبروت ويهديهم،.

ــــــــــــــــــ إبراهيم،.

لا نعلم الكثير عن آباء الأنبياء وكيف تلقنوا الدين والإيمان منهم،. ولكن عندنا خبر بعض الأنبياء فمثلا نبينا محمد صَلَّىٰ اْللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،. كان أبوه ميتا حين ولد،. فلم يأخذ منه الدين،. وبالعودة للأنبياء السابقين،. آدم ولد من غير أب،. ولا نعلم عن والد نوح، ولا والد هود ولا صالح،. ولكن نقول أن الأغلب فيهم أنهم تلقنوا وأخذوا ما أملاهم آباءهم المؤمنين من الحق،. فلآباءهم دور في حياتهم، وهكذا البشر مجبولون على اتباع الأب والتلقي منه،. عدا إبراهيم!

إبراهيم،. علمنا من هو أبوه،. وعلمنا أنه لم يتبعه على عادة البشر الذين يتبعون آباءهم،. هو أبوه كان كافراً، فإبراهيم ﷺ لم يتبع ما يمليه عليه أبيه،. لم يكن له أب مؤمنٌ يملي عليه الحق فيتبعه كما يحصل لمعظم الناس،. آزر كان كافراً، وقد خالفه إبراهيم بل ((تبرأ)) منه،. وهذا خلاف الطبيعة البشرية،. فجعل اللّٰه الملة تبدأ من إبراهيم،.  وتنسب الملة له رغم وجود أنبياء سبقوه،. كآدم ونوح،. ولكن الله لم يقل ملة آدم، ولا ملة نوح،. بل ملة أبيكم إبراهيم،. وجعله أبونا في الدين والملة،. فنتبعه ونأخذ ديننا منه إملاءً وملةً،.

لاحظ الصلة بين المرء وأبيه،. وتعلقه واتباعه لأبيه،. إبراهيم لم يتبع أبوه،.سماه الله إبراهيم من البراءة والتبرء،. كان إبراهيم (يتبرأ) من شرك أبيه وقومه،. ﴿قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي ((بَرِيءٌ)) مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ [اﻷنعام 78]،. ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ ((تَبَرَّأَ)) مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة 114]،. ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي ((بَرَاءٌ)) مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾ [الزخرف 26]،. ﴿...إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا ((بُرَآءُ)) مِنْكُمْ...﴾ [الممتحنة 4]

وهذه البراءة في القُــرآن كانت حصراً لإبراهيم ﷺ،. فإبراهيم هو صاحب الملة، البريء المتبرء من شرك آباءه،. مخلصاً حنيفاً للّٰه،. ويعلم الله أننا سنحتج يوم القيامة بشرك آباءنا،. فحذرنا منها مسبقا،. قال،. ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ۝ ((أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ)) أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [اﻷعراف 172 ــ 173]،. فالإنسان مجبولٌ على اتباع الآباء،. هذه الخصلة خالفها إبراهيم وخرج منها فعرف بــ إبراهيم، البريء المتبرء من الأب الكافر المشرك،.

وهو (إبراهيم) من البِر،. ((البار)) بأبيه ودعوته له وحرصه الشديد عليه ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي ((أَخَافُ)) أَنْ يَمَسَّكَ ((عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ)) فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا﴾ [مريم 45] وهذا قبلَ أن يتبرأ منه.

ــــــــــــ إسماعيل،.

من السمع، أي الاستجابة،. كان (إسماعيل) ﷺ ((يسمع)) كلام أبيه ويستجيب له ويطيعه،. ﴿...يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الصافات 102]

السمع هنا بمعنى الاستجابة وليس معناه السماع بالأُذن،. ﴿إِنَّمَا ((يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ)) وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [اﻷنعام 36]،.

﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ ((لَا يَسْمَعُوا)) وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ۝ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [اﻷعراف 198 ــ 199] لا يستجيبون،.

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ [اﻷنفال 21]
﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾ [الشعراء 72]،.

ــــــــــــــ لوط،.

(لوط) إسمٌ شريف،. له معنىً جليل،. الله هو الذي سماه لوطا،. وفي اسمه علم عظيم،. بعثه لقوم يأتون الرجال شهوة ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [النمل 55]،. فبعث الله لوطاً ليلوطهم،. اللوط واللواط لسانا يعني الإلصاق إصلاحاً فيما يخص مكان الماء، وإصلاح حوض الماء، ومصب الماء، ومجرى الماء،. فأي تصليح لمجرى الماء يسمى لواط،. فلوط ﷺ بعثه الله ليصلح لهم مصب ماءهم (المني ماء الرجل)،. فكان يلوطهم أي يصلح ماءهم.

وفي الحديث عن النّبي ﷺ ﴿...ثم يُنفخُ في الصُّورِ ..... وأولُ من يسمعُه رجلٌ ((يلوطُ حوضَ)) إبلِه، قال فيُصعَقُ...﴾ مسلم - 2940،. وقال ﴿...ولتقومَنَّ السَّاعةُ وهو ((يُليطُ حوضَه فلا يَسقي)) فيه...﴾ البخاري - 6506،. أي يصلح الحوض للإبل، والحوض مكان الماء، فالمعنى واضح.

فلا ينبغي أن نقول لتلك الفاحشة لواط،، اللواط نسبة للنبي لوط ﷺ،. فتكون كأنك تقول أن لوطا كان يعمل بهذا!! أو أنك تشرّف الفاعل فتسميه لوطي وتنسبه للنّبي لوط ﷺ،. كما لا يحل أن نقول للنصارى (مسيحيين) لأنه نسبةٌ للمسيح عيسى ﷺ،. فيكون تشريفاً لهم لا يستحقونه لكفرهم،. إنما نقول كما قال الله،. النصارى.

ــــــــــــــ يوسف،.

من التأسف والأسف، وهو الأثر الشديد الذي يتركه في غيره، الذي يتعدى أثره على غيره حتى يكون له ردة فعل لهذا الأثر،. سواء كانت رد الفعل خيراً أو شراً، حباً أو كرهاً، غضباً أو حزناً،. فطالما أثرت على غيرك فأنت أسيف ومتأسف وآسف،.

حين غضب اْللّٰه وانتقم قال،. ﴿فَلَمَّا ((آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ)) فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الزخرف 55]

تأثر النبي وحزن على قومه،. ﴿فَلَعَلَّكَ ((بَاخِعٌ نَفْسَكَ)) عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ ((أَسَفًا))﴾ [الكهف 6]

تأثر موسى وغضب على قومه،. ﴿فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ ((غَضْبَانَ أَسِفًا)) قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا..﴾ [طه 86]

وأبوبكر رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ كان رجلاً أسيفاً،. ففي الحديث أمر النّبي ﷺ: ﴿...ﻣﺮﻭا ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻗﻠﺖ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ((ﺇﺫا ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺎء))،... وفي رواية قالت ﻟﻪ: ((ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺟﻞ ﺃﺳﻴﻒ))،. ﺇﺫا ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻋﺎﺩ، ﻓﺄﻋﺎﺩﻭا ﻟﻪ، ﻓﺄﻋﺎﺩ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻜﻦ ﺻﻮاﺣﺐ ﻳﻮﺳﻒ...﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ،.

فهل كان يوسف مؤثراً على غيره؟،.

تأثّر فيه أبيه حتى فضله وأحبه أكثر من بقية اخوته،.
تأثر فيه إخوته حتى كادوا له ليتخلصوا منه،.
أثر على امرأة العزيز حتى شغفها حباً،.
أثر على نسوة المدينة حتى قطعن أيديهن،.
أثر على السجينين فقالا إنا نراك من المحسنين،.
أثر على الملك حتى استخلصه لنفسه،.
أثر فتعدى أثره لأهل الأرض،. فأتوا إليه من كل مكان،.
تأثر فيه أبيه مجدداً حتى فقد بصره ﴿وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ ((يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ)) فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف 84]
أثر في قميصه حتى أثر القميص على أبيه فارتد بصيراً،.

فحُق له أن يسمى بــ يوسف،.

ــــــــــــــــــ فرعون،.

أرسل اللّـه موسى ﷺ ليقطع دابر فرعون الفارع الطول، المتطاول،. وفرعون من فَرَعَ، والفرع العال والطويل! وفروع الشجرة الأغصان العالية،.

﴿...أَصْلُهَا ثَابِتٌ ((وَفَرْعُهَا)) فِي السَّمَاءِ﴾ [إبراهيم 24]
﴿عن مالك بن الحويرث أنه رأى النبي ﷺ يرفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما ((فروعَ)) أُذُنَيْه﴾ مسلم - 391.

يعني أعلى أذنيه، ونقول نحن في اللسان (فارع الطول). ولو عاورت حروف جذرها لوجدت ما يعينك (فَرَعَ، رَفَعَ، عَرَفَ) من الأعراف: المكان العال.

فــ (الفرع) هو (العُلُوْ) فهل كان فرعون عالياً مستعلياً فيهم؟.

﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ ((عَلَا)) فِي الْأَرْضِ...﴾ [القصص 4]
﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ ((الْأَعْلَىٰ))﴾ [النازعات 24]
﴿..وَإِنَّ فِرْعَوْنَ ((لَعَالٍ)) فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) [يونس 83]
﴿مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ ((عَالِيًا)) مِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الدخان 31]

فأرسل الله لهذا المتعال من يقطعه،. بالموسى،.

ــــــــــــــــــــ موسى،.

أرسل الله (موسى) لفرعون،. ما معنى (موسى)؟ موسى كلمة عربية بحتة، ومعناها تلك الآلة الحادة التي تحتد بها (الشفرة)، تقطع بها وتحلق بها،. فالموسى للقطع والحلق إذا زاد الشيء عن حدّه،. وهو ما تسميه العامة اليوم (موس) وهو في الحقيقة موسى وليس موس،.

ففي رواية طويلة عن أبي هريرة نستقطع منها الشاهد ﴿....حتى إذا أجمعوا قتله، استعار ((موسى)) من بعض بنات الحارث لــ(ـيستحد) بها فأعارته، قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذاك مني وفي يديه ((الموسى))، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك أن شاء الله....﴾ صحيح البخاري - 4086.

قال رسُول اللّه ﷺ بسند فيه مقال يهمنا منه اللسان،. ﴿هل تُنْتَجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحاحًا آذَانُها، فَتَعْمَدُ إلى ((المُوسَى فَتَقْطَعُ)) آذَانَها، [فَتقولُ: هذه بُحُرٌ]، أوْ تَشُقُّ جُلودَها، وتَقُولَ: هذه صُرُمٌ، فَتُحَرِّمُها عليكَ وعلى أهلِكَ؟! فإن قُلْتَ: نَعَمْ؛ قال: فَكلُّ ما آتَاكَ اللهُ [لكَ] حِلٌّ، ساعِدُ اللهِ أَشَدُّ من ساعِدِكَ، ((ومُوسَى اللهِ)) أشدُّ [أَحَدُّ]¹ من ((مُوساكَ))﴾ رواه ابن حبان - 5615.

أرسل الله موسى ليقطع به ذاك الطويل الفارع، فموسى اسم عربي، ليس كما يقول بعض المفسرون: موسى إسمٌ أعجمي وأصله (موشيه)! لا ضير،. يحكم بيننا وبينكم (الرّحمنْ) الذي قلتم عنه أنه اسمٌ أعجمي وأصله (راخمان)! فحَسْبِنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيْل.

ــــــــــــــــ عيسى،.

عيسى من عسَسْ : تعني الرقيب المراقب الحارس ليلاً من اللصوص!

عيسى من العس، وهو اقتفاء الأثر،. وتسمى الشُرطة عسس لقيامهم بالعس واقتفاء آثار اللصوص والمعتدين فهم عسَسٌ،. فالعسوس أو العاس هو الذي لا يزال يطلب صاحبه حتى يدركه،. عسس،. في كثير من البلاد إلى اليوم يسمون الشرطي إذا كان عمله في الليل: عسس وعسيس،. ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير 17]

والآية التي تسبقها فيها ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ۝ الْجَوَارِ ((الْكُنَّسِ))﴾ [التكوير 15 ـ 16] والكنَّس من التكنيس وعيسى كان معه ﴿إنجيل﴾ من المنجل،. الذي يعمل كالكنس،. يزيل الوسخ والدرن،. ويفصل التبن عن الحنطة!

﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة 116]

الآية التي بعدها ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ((وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)) مَا دُمْتُ فِيهِمْ ((فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ)) عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المائدة 117]

ماذا كان يفعل هو قبل أن يتوفاه اللّـه؟؟ كان رقيباً وشاهداً،. يحرس الدين من الخراب والضياع، يصونه ويحميه من اللصوص،.

اسمع هذه ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ۝ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ۝ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ ((شَهِيدًا)) ۝ ((فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا)) عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ۝ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا ((وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ)) وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ۝ لَٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء 157 ـ 162]

لاحظ،. الكلام عن الأحبار المبدلين،. لصوص الدين،. بعد أن تكلم عن ابن مريم الشاهد عليهم .

قال رسُول اللّه ﷺ ﴿رأى عيسى بنُ مريمَ رجلًا يسرقُ . فقال له عيسى: سرقتَ ؟ قال: كلا. والذي لا إله إلا هو! فقال عيسى: أمنتُ باللهِ. وكذَّبْتُ نفسي﴾ صحيح مسلم - 2368.

انظر ↑ كان يراقب ويحقق، كعمل الشرطة العسس!

وللدلالة على اسم عيسى تجد روايات تريك عيسى مع الدجال، يحلق به حتى يدركه ويقتله،. وتجد في رؤيا النّبي ﷺ، أن الدجال يقلد عيسى ويطوف خلفه حول الكعبة،. فهذا الدجال يحاول قدر المستطاع تقليده في كل شيء، عيسى ينزل آخر الزمان وذاك يخرج آخر الزمان،. عيسى يحيي الموتى وذاك كذلك،. افتتن أكثر الناس بعيسى فجعلوه رباً لهم،. والدجال سيدعي أنه رب،. وكلاهما اسمهما "مسيح"،. هذا المسيح الدجال، وعيسى المسيح ابن مريم،.

أغلب المسلمين يظنون (أخذاً من النصارى) أن عيسى أمير السلام،. الرجل الطيب الحنون،. سوف ينشر المحبة والوئام،. وهذا خطأ! عيسى مرعب جداً،. مخيف وشديد،. أعطيك علامة لتعلم كيف هو مرعب؟

أعظم فتنة ستكون على البشر منذ خلق اللّـه آدم هو الدجال،. هذا الدجال اسمه ونعته يخيفك ويخيف الناس،. هذا المرعب الذي يخافه الناس حين يرى ابن مريم سيذوب خوفاً منه،. سيهرب منه فزعاً،. فكيف تظن ابن مريم؟؟

أول ما ينزل يكسر،. يقتل،. يحارب، بيده حربة،. هل هذا أمير سلام هكذا؟؟

عندنا شخصيتين متضادتين في الشدة،. أبوبكر (أسيف لين) وعمر (شديد قوي)،. عيسى ﷺ أشبه بعمر -رَضِي اللّه عَنهُما- ليس عنده وقت يصرفه على الكافر،. يقتله بنفسه فقط،. هو رقيب،. حارسٌ للدين،. سيعمل عمله مع الاحبار والكتب والمثناة والكتبة المرائين،. يسألهم من أين لكم هذا؟ هذا عمله،.

ــ اشارة، وليست باستدلال،. (من إنجيل متّى، الإصحاح العاشر، 34) قال المسيح : (لا تظنّوا أني جئتُ لأضع في الأرض سلاماً، ماجئتُ لأضع في الارض سلاماً، بل سيفاً. فإني جئتُ لأفرّق بين الإبن وأبيه، وبين البنت وأمها، وأجعل أعداء الإنسان اهل بيته)!

ــــــــــــــــ الحواريين،.

الحواري : الواضح،. البين،. الجلي،. المنكشف، ليس فيه نفاق، أبيض تمام البياض،. أو أسود تمام السواد،. ليس رمادي بين وبين.

ومنها (الحور العين)! التي ترى مخ ساقها من الحسن، قال اللّـه عنهن ﴿((عُرُبًا)) أَتْرَابًا﴾ [الواقعة 37]،. عرب أي: واضحات، متكشفات لأزواجهن،. والإعراب الإظهار والتوضيح، والأعراب البدو البادين المنكشفين، والقُــرآن عربي أي مبين وجلي،. ومنها كذلك ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ ((يَحُورَ))﴾ [الانشقاق 14] أي يظن أنه لن ينكشف ويظهر! والحِوار حين يظهر كل متحاور ما يبطنه،. والحُر عكس العبد، العبد مقيد محكوم في ضيق من أمره ولا يتكلم إلا بإذن سيده، بعكس الحُر يخرج ويظهر ويبوح وليس بمقيد ولا ممنوع، وفي الجو الحار تكشف عن جسمك لتتهوى، بعكس البرد تتغطى وتتستر، النار أشهر مصادر الحرارة، النار علامة ظاهرة تكشف مكانك وتظهره للبعيد، عكسها الجنة المخفية المحفوفة بالشجر، والجِن مخفي، كذلك الجنين، والمجن يخفيك ويسترك، بالحرارة تتباين أجزاء الطعام وتنطبخ، تخرج الدم والروائح، وتفتت وتفكك اليابس،. عكس البرد الذي يحافظ على هيئة الطعام،. الحور تباين وإظهار وشدة وضوح،. وانظر لشدة وضوح الحواريين وصراحتهم،. ﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ((هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ)) أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ قَالُوا ((نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا)) ((وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا)) ((وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا)) وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [المائدة 112 ـ 113]

ــــــــــــــــ مريم،.

مريم التي لا يرومها أحد،. أي لا يستطيع أن يقربها أحد كانت مستورة محصنة بعيدة عن الناس. ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ۝ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ [مريم 17]،. ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ [المؤمنون 50]،. ونحن نقول بالعامية : ما تروم،. أي لا تستطيع.

﴿كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يحرِّكُ شَفتيهِ بشَيءٍ أيَّامَ حُنَيْنٍ إذا صلَّى الغداةَ، فقُلنا: يا رسولَ اللَّهِ، لا تَزالُ تحرِّكُ شَفتيكَ بعدَ صلاةِ الغداةِ، ولم تكُن تفعلُهُ، فقالَ: إنَّ نبيًّا كانَ قبلي (أعجبتهُ كثرةُ أمَّتِهِ)، فقالَ: ((لا يروم هؤلاءِ)) أحسبُهُ قالَ شيء - فأوحى اللَّه إليهِ: أنَّ خيِّرْ أمَّتَكَ بين ثلاثٍ: إمَّا أن أسلِّطَ عليهمُ الجوعَ أوِ العدم أوِ الموتَ، فعرضَ عليهم ذلِكَ، فقالوا: أمَّا الجوعُ فلا طاقةَ لَنا بِهِ، ولا العدوِّ، ولَكِنِ الموتُ، فماتَ منهم في ثلاثةِ أيَّامٍ تِسعونَ ألفًا، فأَنا اليومَ أقولُ: اللَّهمَّ بِكَ أحاولُ، وبِكَ أقاتلُ وبِكَ أصاوِلُ﴾ الراوي: صهيب بن سنان - ابن حجر العسقلاني - الفتوحات الربانية - 6/270 - صحيح.

((لا يروم هؤلاءِ)) أي لا يستطيع أن يغلبهم أحد،. السند ليس بالقوي لكن نستدل منه باللسان العربي، وليس بالحديث نفسه ﴿أتانا رسول الله ﷺ ونحن بسوق عكاظ فقال ممن القوم قلنا من بني عامر بن صعصعة قال من أي بني عامر بن صعصعة قالوا بنو كعب بن ربيعة قال ((كيف المنعة قلنا لا يرام ما قبلنا ولا يسطلى بنارنا)) قال فقال لهم إني رسول الله وآتيكم لتمنعوني حتى أبلغ رسالة ربي ولا أكره أحدا منكم على شيء....﴾ الراوي: أشياخ من قوم عبدالرحمن العامري - ابن كثير - البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم 3/138 - غريب كتبناه لغرابته وله شاهد.

واشتدت حصانتها تحديدا على فرجها! ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ [التحريم 12]،. ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [اﻷنبياء 91]

﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي ((مُحَرَّرًا)) فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران 35]

هذا حين كانت في بطن أمها، تقبل اللّـه من أمها! فلم يرُم عليها الشيطان!

سمع أبو هـريرة رسولَ اللهِ ﷺ يقـولُ ﴿ما من بـني آدمَ مـولودٌ إلا يمسُّـهُ الشـيطانُ حـين يُـولَدُ، فيسـتهِلُّ صارخًا من مسِّ الشـيطانِ، غـيرَ مريمَ وابـنها﴾ ثم يقولُ أبو هريرةَ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}﴾ صحيح البخاري - 3431.

حتى الشيطان أشد الأعداء لا يروم عليهم! لا هي ولا ولدها،. قالَ نَبِيّ اْللّه ﷺ ﴿كلُّ بني آدمَ يمسُّه الشيطانُ يومَ ولدتُه أمُّه. ((إلا مريمَ وابنَها))﴾ صحيح مسلم - 2366.

قالَ نَبِيّ اْللّه ﷺ ﴿كلُّ إنسانٍ تلِدُهُ أمُّهُ على الفطرةِ وأبواهُ، بعد، يُهَوِّدانِهِ وينصِّرانِهِ ويمجِّسانِهِ فإن كانا مُسْلِمَينِ فمُسلمٌ كلُّ إنسانٍ تلدُهُ أمُّهُ يلكَزُهُ الشَّيطانُ في حُضنيهِ ((إلاَّ مريمَ وابنَها))﴾ صحيح مسلم - 2658.

عاور بين حروف مريم (رام - إرم)،. ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِـ((ـعَادٍ ۝ إِرَمَ)) ذَاتِ الْعِمَادِ ۝ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر 6 ــ 8]،. هؤلاء قوم عاد الذين ﴿..قَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً...﴾ [فصلت 15]، فقال هودٌ لهم ﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ [الشعراء 130] حتى وعدهم بــ ﴿..وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ...﴾ [هود 52]!!

فكانت قريتهم ﴿إِرَم﴾ القوية الممتنعة!

ــــــــــــ جبريل وميكائيل،.

جبريل -عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم- من (جَبَرَ) جبار،. كان قويا (جباراً) ﴿عَلَّمَهُ ((شَدِيدُ الْقُوَىٰ))﴾ [النجم 5]،. وكان يهلك الأمم بأمر الله،. فكان موكلاً بالجند والعذاب.

وميكائيل أو ميكال -عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم- من (كَالَ) الكيلُ الذي (يكيل) الكيل ويقسم الأرزاق بإذن الله،. روي عن ابن عباس أن الرَّســّوْل ﷺ سأل جبريل ﴿...على أيِّ شيءٍ أنتَ؟ قالَ: على ((الرِّيحِ والجنودِ))، قلتُ: على أيِّ شيءٍ ميكائيلُ؟ قالَ: على ((النَّباتِ والقَطرِ))، قلتُ: على أيِّ شيءٍ ملَكُ الموتِ؟ قالَ: على قبضِ الأنفسِ...﴾ السيوطي - الدر المنثور - 1/483 - إسناده حسن.

وفي قصة اليهود لما سألوا النّبي ﷺ ﴿...فإنَّه ليس من نبيٍّ إلا له مَلَكٌ يَأتيهِ بالخبرِ فأَخْبِرْنا مَن صاحِبُكَ قال: جِبريلُ عليهِ السلامُ قالوا: جبريلُ ذاك الذي يَنزلُ بـ((ــالحربِ والقتالِ والعذابِ)) عَدُوُّنا لو قلتَ ميكائيلَ الذي ينزلُ بـ((ـالرحمةِ والنباتِ والقَطْرِ))...﴾ فتح الباري لابن حجر - 8/16 - مسند أحمد - 4/161.

ــــــــــــــــــ يحيى،.

كان يحيى ﷺ حياً، لأنه صدق بـ(ـكلمة الله) الذي هو عيسى ابن مريم فأحياه الله بـ(ـتصديقه لكلمة الله) فأحياه الله وجعل اسمه (يحيى)،. ﴿..أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ ((بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ))...﴾ [آل عمران 39]

عيسى ابن مريم هو ﴿كلمة الله﴾،. وكل من صدق كلمةَ اللّه (القُــرآن)،. أحياه اللّـه،.

والقُـرآن (هو كلام اللّه) يحيي،. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا ((يُحْيِيكُمْ))﴾ [اﻷنفال 24]،. فمن استجاب وصدق كلام الله، يحييه الله، لهذا السبب حين جاء يحيى مصدقاً لكلمة الله، ليس فقط أحياه الله، بل سماه (يحيى)!

قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ ﴿مثلُ الَّذي ((يذكُرُ ربَّه)) والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ ((الحيِّ)) والميِّتِ﴾ صحيح البخاري - 6407.

﴿مثلُ البيتِ الذي ((يُذكر اللهَ فيه))، والبيتِ الذي لا يُذكَرُ اللهَ فيه، مثلُ ((الحيٍّ)) والميِّتِ﴾ صحيح مسلم - 779.

والماء كالقُــرآن يحيي ﴿وَجَعَلْنَا ((مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)) أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [اﻷنبياء 30]،. ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ ((أَحْيَيْنَاهَا)) وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ [يس 33]

ولكن ما العلاقة؟ هذا الماء وليس القُــرآن!! نقول،. قالَ اْللّٰه،. ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِـ((ـذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)) وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ۝ ((اعْلَمُوا)) أَنَّ اللَّهَ ((يُحْيِي)) الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الحديد 16 ـ 17]

﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ((الْكِتَابَ)) إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ۝ وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ((مَاءً فَأَحْيَا)) بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ ((يَسْمَعُونَ))﴾ [النحل 64 ــ 65]

فكلام اللّـه يحيي، فـتكون ((حياً))، كما أن الماء ((يحيي)) الأرض بعد موتها!!

ملاحظة: هناك آية عجيبة عن يحيى ﷺ؛ قال اللّـه عنه ﴿يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ((وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)) ۝ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ۝ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ۝ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم 12 ـ 15]

الحكم هنا ليس ما يتبادر للفهم أنه المُلك والسيادة! بل هو من الإِحكام والمنعة! قال اللّـه ﴿الر كِتَابٌ ((أُحْكِمَتْ)) آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ ((حَكِيمٍ)) خَبِيرٍ﴾ [هود 1]

أي أن هذا الكتاب منيع لا يدخله الباطل ولا يتبدل ولا يتغير؛ قال اللّـه ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ ((حَكِيمٍ)) حَمِيدٍ﴾ [فصلت 42]

الحكم كذلك تفهمه مما يقابله ويضاده في الآية ﴿..وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ ((صَبِيًّا))﴾ فالصبي هو المتفلّت، الغير مستقر، لهذا يقال عن الصغير الغير متحكم صبي؛ وقال يوسف ﷺ ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ ((أَصْبُ)) إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف 33]

فلهذا قال رسُول اللّه ﷺ عن يحيى ﷺ ﴿ما من أَحَدٍ من وَلَدِ آدمَ إلا قد أخطأَ أو هَمَّ بخطيئةٍ ((ليس يحيَى بنَ زكريا)) وما ينبغي لأَحَدٍ أن يقولَ: أنا خيرٌ من يونسَ بنِ مَتَّى﴾ أحمد شاكر - مسند أحمد - 4/80 - إسناده صحيح.

ــــــــــــــــــ يونس،.

يونس من المؤانسة،. أي الرؤية،. كان يونس ﷺ (يأنس) يأنس أي يرى، ففي قصة موسى ﴿إِذْ ((رَأَىٰ)) نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ((آنَسْتُ)) نَارًا...﴾ [طه 10]،. من قال ((رَأَىٰ))؟ ومن قال ((آنَسْتُ))؟

موسى قال ((آنَسْتُ))،. لكن اللّـه قال لك ((رَأَىٰ))،. وقول اللّـه أحق أبين من كلام موسى ﷺ.

قوم يونس ﷺ آنسوا آيةً من آيات الله فآمنوا كلهم ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ۝ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴾ [الصافات 148]

﴿وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ۝ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ ((حَتَّىٰ يَرَوُا)) الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ۝ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا...﴾ [يونس 98]

الرؤية والمآنسة،.

يونس متى قال ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾؟؟ في الظلمات، حين آنس بعينه، آنس العذاب والهلاك في بطن الحوت، فتاب ورجع لربه واعترف بظلمه ﴿إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾،. قوم يونس كذلك مثله،. آنسوا العذاب أي رأوه، فآمنوا كلهم أجمعون،. والعجيب أن سورة يونس فيها الآية التي تبشر المؤمنين برؤية الله،. ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ ((وَزِيَادَةٌ)) وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس 26]،. والزيادة رؤية الله كما ذكر النّبي ﷺ، والسورة كلها مدارها على الرؤية،.

ــــــــــ سليمان،.

الذي أسلم له كل شيء بإذن الله، الإنس والجن والحجر والشجر والريح،. أوتينا من كل شيئ،... آتيناه من كل شيئ سببا،... ﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي ((مُسْلِمِينَ))﴾ [النمل 31]،.. كان سليمان ﷺ محاربا مقاتلاً من أجل (الإسلام).

﴿...قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ((وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ)) لِلَّهِ...﴾ [النمل 44]،. فمن الاسلام والاستسلام كان اسمه (سليمان).

ــــــــــــــ داوود،.

داوود ﷺ كان كذلك محارباً،. والمحارب يلزمه الصوت العال المدوي،. إسم داوود من ((الدوي)) أي الصوت العال الجهير،. الذي ينتشر في كل الأرجاء، يصل لأقصى صدى وحد،.. وهذا يفسر سبب تسبيح الجبال والطير معه، ويفسر معنى مزامير داوود.. أن كان لداوود دوياً وصوتاً عجيباً لا يعلمه كثير من الناس!

عن طلحة بن عبيد الله قال "جاء رجل إلى رسول الله ﷺ، من أهل نجد، ثائر الرأس، ((يسمع دوي صوته))، ولا نفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال له رسول الله ﷺ : خمس صلوات في اليوم والليلة،......﴾
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والبزار، وابن الجارود، وابن خزيمة، وابن حبان.

والصوت العالي في الحرب يعني الكثير،.

روي عن رسُول اللّه ﷺ أنه قال عن أبي طلحة ﴿لَصَوْتُ أبي طلحةَ في الجَيْشِ خيرٌ من فِئَةٍ﴾ السلسلة - 1916 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
﴿لَصوْتُ أبي طلحةَ في الجيشِ خيرٌ مِنْ ألفِ رجلٍ﴾ صحيح الجامع - 5081.

وقد قال النّبي ﷺ لأبي موسى الأشعري حين سمعه يتغنى بالقرآن ﴿لو رأيتني وأنا أستمعُ لقراءتِكَ البارحةَ! لقد أُوتيتَ ((مزمارًا من مزاميرِ آلِ داودَ))﴾ صحيح مسلم - 793،. فاسم داوود عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم له علاقة بالصوت!

وقال النّبي ﷺ مرةً ﴿ما أذِن اللهُ لشيءٍ، ما أذِنَ لنبيٍّ حسنِ الصوتِ، يتغنَّى بالقرآنِ، يجهرُ به﴾ صحيح مسلم - 792. واللّه أعلم،. أن هذا النبي هو داود عَلَيْه اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم.

ــــــــــ قارون،.

القرن هو ((القوة والجمع))،.. ومنها القرون التي أهلكها اللّه، أي الدول العظمى القوية الجامعة،.. ومنه قارون،.. تجد في سورة القصص معناها ظاهراً،.. ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ ((الْقُرُونِ)) مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ ((قُوَّةً)) وَأَكْثَرُ ((جَمْعًا)) وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [القصص 78]

ــــــــــ ذو القرنين،.

الذي ملك (أو جمع) ما بين كل قوى الأرض جمعاء، الإنس والجن، فهما قرنان، أو يكون الذي قرن بين مشرق الأرض ومغربها جميعاً،.

ــــــــــ لقمان،.

نبيٌ يوصي ((ويُلقم)) ابنه ويلقنه ألا تشرك باللّٰه، وألا تتكبر على الناس،.

ــــــــــ الخضر،.

اللون الأخضر هو لون الحياة،. فهو المحيي بإذن الله،. كالذي مر على قرية قال أن يحيي الله هذه بعد موتها؟ فأماته الله ثم أحياه وأحيى به أهل القرية هو نفسه الخضر،. قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. ﴿إنما سمي الخضِرَ أنه جلس على فروةٍ بيضاءَ، فإذا هي تهتزُ من خلفِه خضراء﴾ صحيح البخاري - 3402،. أي كانت أرض ميتة فأحياها الله فسمي خُضر فهو من الحياة والإحياء،.

ــــــــــ عمران،.

من طول العمر، طال عمره وعاش دهراً طويلاً حتى اتسم بهذا الاسم،. فهو ((معمّر)) في الأرض،.

ــــــــــ يعقوب،.

الذي ((يعقب عقبه)) أي بنيه،. طال عمره حتى كان أعقابه يموتون ويبقى هو يعقبهم من بعدهم،. وهو نفسه عمران الذي عمّر في الأرض كما عمّر نوح،. ولا خلاف أن يعقوب هو إسرائيل نفسه،. وقد جمع الله أربعة أنبياء في آيتين تكررتا في القُــرآن،. في آية ذكر الله إسرائيل بهذا الاسم (الذي هو يعقوب)، وفي الآية الأخرى ذكر عمران

﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى (آَدَمَ) (وَنُوحًا) وَآَلَ (إِبْرَاهِيمَ) وَآَلَ ((عِمْرَانَ)) عَلَى الْعَالَمِينَ ۝ ذُرِّيَّةً ((بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ)) وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران 33 ــ 34]

في هذه الآية اجتمع 4 أنبياء،. آدم، ونوح،. وإبراهيم وعمران،. في الآية التالية اجتمعوا مرة أخرى،. ولكن بدل عمران ذُكر إسرائيل الذي هو يعقوب،.

﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ (آَدَمَ) وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ (نُوحٍ) وَمِنْ ذُرِّيَّةِ (إِبْرَاهِيمَ) ((وَإِسْرَائِيلَ)) وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ [مَرْيَم : 58]

ومعلوم أن إسرائيل هو يعقوب،. فيكون هو هو عمران ويعقوب وإسرائيل،. والآية الأولى كانت في سورة الأب (آل عمران)،. أما الأخرى فكانت في سورة البنت (مريم)،.

فيكون يعقوب أبويوسف هو نفسه عمران أبومريم،.

﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ۝ ((يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)) وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم 5 ــ 6]

يرثني،. عن نفسه أي زكريا،. ويرث من آل يعقوب،. من طرف زوجه،. ابنة عمران (أخت مريم)،. هو يعقوب نفسه،.

ومن حديث العروج .... ﴿ثم عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل، فقيل: ومن أنت؟ قال: جبريل، فقيل: ومن معك؟ قال: محمد، فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، قال: ففتح لنا، فإذا أنا ((بابني الخالة يحيى وعيسى))، فرحبا، ودعوا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، ......﴾ أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، وأبو يعلى، وغيرهم.

فطالما هما ابنا خالة، فجدّهم واحد،. هو عمران ﷺ وحده جد عيسى ﷺ من أمه، لأنه لا أب له،. فيكون عمران هو كذلك جد يحيى ﷺ.

ولاحظ،. الآية رقم 6 في سورة البنت (مريم) ذكر [آل يعقوب]،. ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم 6]

اذهب لسورة ابن يعقوب (يوسف أخو مريم) الآية رقم 6 ذكر فيه،.. ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ ((آلِ يَعْقُوبَ)) كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [يوسف 6]

يعقوب من العقب،. الذي يعقب بنيه،. ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الزخرف 28]،. عن أنس بن مالك،. ﴿مات أبو زيدٍ ولم يترُكْ عَقِبًا، وكان بدْرِيًّا﴾ صحيح البخاري - 3996.

فيعقوب وعمران،. اسمان متقاربان في المعنى، فهما شخص واحد،. ومما يؤيد هذا أن مريم ابنة عمران،. هي اخت هارون (أخو موسى بن عمران)،. الآية،. ﴿يَا ((أُخْتَ هَارُونَ)) مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ [مريم 28].

وموسى كذلك إبن عمران!،. قالَ نَبِيّ اْللّه ﷺ ﴿مررتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي على ((موسى بنِ عمرانَ)) رجلٌ آدمُ طوالٌ جَعْدٌ. كأنَّهُ من رجالِ شَنُوءَةَ....﴾ صحيح مسلم - 165.

ومريم كذلك أخت هارون (اخو موسى)! أبوهم واحد، ولو كانوا في أزمان متفرقة، فأبوهم كان معمّراً في الأرض،. وبهذه تحل مشكلة الأوقات المتفرقة،....

ــــــــــ إسحاق،.

الذي جاء بعد البعيد ((السحيق))، أتى بعد أن شاخ أبوه وعجزت أمه،. كان هبة عظيمة من الله لإبراهيم، وزيادة على ذلك أنه نبي، وزيادة على ذلك ذرية طويلة سحيقة كلهم أنبياء ستأتي بعد من ابنه إسحاق،. ففي كل مرة يذكر الله إسحاق، يذكر ذريته المباركة، نسل الأنبياء من بعده،. فمثلاً قالَ اْللّٰه ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ ((إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ)) كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ((وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ۝ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ۝ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ۝ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ)) وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [اﻷنعام 84 ــ 87]

تخيّل كل هذا الخير العميق السحيق لذرية عاشت عقوداً ممتدة كانت من وراء إسحاق، وكلهم أنبياء،. ولم تكن من ابنه الآخر إسماعيل،. إنما كان من اسماعيل نبينا محمد ﷺ لوحده بعد عقود،. ولا يعلم جداً من أجداد النّبي ﷺ كان نبيا سوى إسماعيل بن إبراهيم،.

العجيب أنه لم يأت ذكر لإسحاق إلا وكانت ذريته معه،. نافلة وهبة من الله لابراهيم،.
ــ ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ ((إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ)) وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [العنكبوت 27]،.
ــ ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ((وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ۝ وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا)) وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ [مريم 49 ــ 50]،.
ــ ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ ((إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ۝ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً)) يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا..﴾ [اﻷنبياء 72 ــ 73]،.
ــ ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ ((فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)) ۝ قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ۝ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ((رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)) إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ [هود 71 ــ 73]
ــ ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَبَشَّرْنَاهُ ((بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ۝ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا)) مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾ [الصافات 111 ــ 113]

ــــــــــ زكريا،.

الزكر النفخ، دعا ربه دعوة واحدة ((فنفخ الله له بطنين)) بهذه الدعوة ﴿... قالَ رَبِّ هَب لي مِن لَدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ ۝ فَنادَتهُ المَلائِكَةُ .... أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحيى.... ثم.... إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنهُ اسمُهُ المَسيحُ عيسَى ابنُ مَريَمَ ...﴾ [آل عمران 45]،. بطنين من الاستحالة أن ينتفخا،.. امرأة عجوز عاقر حملت بإبنه يحيى، وبنت صغيرة عذراء لم يمسسها بشر كان يكفلها زكريا،. جائت بعيسى!،،..

ــــــــــ هارون،.

من الهر، والهَر الدفاع والصد والمساندة، أي الذي يكون بجانبك يساندك، والهر السنوّر (القط)، وهاروت من ذات الجذر (وسنفصل فيه)،. هي ردة الفعل التي تراها عند الهِر إذا اقتربت من صغارها أو حاولت إيذاءها، فتراه مكشرا هاراً بوجهك،.. وهذا لقب أخو موسى؛ ﴿وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي ۝ هارونَ أَخِي ۝ ((اشدُد بِهِ أَزري))﴾ [طه 29 ـ 31]،. موسى كان يخشى من قومه اثنتين؛ ﴿قالَ رَبِّ إِنّي أَخافُ أَن يُكَذِّبونِ﴾،. ﴿وَلَهُم عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخافُ أَن يَقتُلونِ﴾،. فاستجاب الله له من يسنده فيكون على يمينه، يهّب للدفاع عنه عند الحاجة، فكان هو الرجل الذي جاء يسعى من أقصى المدينة يحذر أخاه موسى من عزم القوم على قتله، وكان هو الذي هب لتصديقه حين كذبه قومه فقال؛. ﴿وَقالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إيمانَهُ ۝ أَتَقتُلونَ رَجُلًا أَن يَقولَ رَبِّيَ اللَّهُ ۝ وَقَد جاءَكُم بِالبَيِّناتِ مِن رَبِّكُم ۝ وَإِن يَكُ كاذِبًا فَعَلَيهِ كَذِبُهُ ۝ وَإِن يَكُ صادِقًا يُصِبكُم بَعضُ الَّذي يَعِدُكُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدي مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذّابٌ﴾ [غافر 28]

ــــــــــ هاروت،.

قلنا أن هر مساندة،. فما هو موضع هاروت؟ جاء سياق الآيات في ذكر الملكين هاروت وماروت بعد ذكر وزيرا الأنبياء (إسناد) جبريل وميكال، في سورة البقرة، يحذر الله به الناس (سيما اليهود) من التعدي والتطاول عليهما فقال،. ﴿مَن كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ ((وَجِبريلَ وَميكالَ)) فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلكافِرينَ﴾،. بعدها بيّن الله لنا حال المكذبين بما أنزل الله على أنبيائه عن طريق هذان الوزيران، حتى أتى لنا بمثال لهؤلاء الكافرين المكذبين فساق لنا حال بني اسرائيل مع سليمان،. فمن البديهي أن نفهم أن الملكين الذين مع سليمان ينزلان بالوحي من الله هما الذين ذكرهما الله في ذات السياق وهما (هاروت وماروت) جبريل وميكال،.. فيكون هاروت هو سند ورفيق ماروت، كما كان هارون سند ورفيق موسى..

يُنزل الله جبريل فيتبعه ميكال صاحب القطر والكيل، فإن فاء الناس لربهم واستكانوا نزل ميكال فأسقاهم وأمطرهم بإذن الله،. وإن كذبوا واستكبروا نزل ميكائيل فأجدبهم وأقحطهم بأمر الله،.. فهاروت تبع لماروت جبريل، وزيره وسنده.

ــــــــ ماروت،.

هو جبريل،. ماروت المُر، والمر الشدة والقوة،،. فمثلا، إذا استطعم أحدنا شيئاً فوجده شديداً قال هو (مُر) أي شديدٌ على لساني، قويٌ ثقيلٌ لا أطيقه،. ولننظر ماذا سمّا الله جبريل في موضع آخر في كتابه،. ﴿إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى ۝ عَلَّمَهُ ((شَديدُ القُوى ۝ ذو مِرَّةٍ)) فَاستَوى﴾ [النجم 4 ــ 6]

ــــــــــ طالوت،.

من الطَوْل والجِدَه، أي الذين يملكون، أصحاب المال والعقار، مثل ﴿وَإِذا أُنزِلَت سورَةٌ أَن آمِنوا بِاللَّهِ وَجاهِدوا مَعَ رَسولِهِ استَأذَنَكَ ((أُولُو الطَّولِ)) مِنهُم وَقالوا ذَرنا نَكُن مَعَ القاعِدينَ﴾ [التوبة 86]

القوم الذين بُعث فيهم طالوت ملكاً عابوا عليه فقره، وأنه ليس من أصحاب المال فكيف سيقسم المال بينهم؟، وكيف سيملّكهم الأرض وهو لا يملك إلا قوت يومه!؟ ﴿...قالوا أَنّى يَكونُ لَهُ المُلكُ عَلَينا وَنَحنُ أَحَقُّ بِالمُلكِ مِنهُ ((وَلَم يُؤتَ سَعَةً مِنَ المالِ))﴾؟،. فكان رد الله عليهم حاسماً، أن الطَوْل ليس بالمال وزهرة الدنيا، إنما الطَّوْل بالعلم والخشية،.. هو طالوت،. هو أطولكم،. ﴿قالَ إِنَّ اللَّهَ ((اصطَفاهُ عَلَيكُم وَزادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَالجِسمِ)) وَاللَّهُ يُؤتي مُلكَهُ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ [البقرة 247]،. ومثلها ﴿غافِرِ الذَّنبِ وَقابِلِ التَّوبِ شَديدِ العِقابِ ((ذِي الطَّولِ)) لا إِلهَ إِلّا هُوَ إِلَيهِ المَصيرُ﴾ [غافر 3]،. أي سبحانه هو العليم ذي الطول، بلغ علمه وإحاطته وقدرته جميع خلقه،. فالطول في "حسبة الملأ الأعلى" هو العلم والخشية فكان طالوت، وليس المال كما "في حسبة أهل الملأ الأدنى" وطالوت هو ذاته داوود،.. يذكره الله في مواضع أخرى،. ﴿وَشَدَدنا مُلكَهُ ((وَآتَيناهُ الحِكمَةَ وَفَصلَ الخِطابِ))﴾ [ص 20]،. وقال،. ﴿فَفَهَّمناها سُلَيمانَ ((وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلمًا)) وَسَخَّرنا مَعَ داوودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ وَكُنّا فاعِلينَ﴾ [الأنبياء 79]

ــــــــــ هامان،.

الهائم، من الهيام،. هو القائم بالمهام، الذي يهّمُ بالأمر،. ﴿وَقالَ فِرعَونُ ((يا هامانُ ابنِ لي صَرحًا)) لَعَلّي أَبلُغُ الأَسبابَ﴾ [غافر 36]،. ﴿وَقالَ فِرعَونُ يا أَيُّهَا المَلَأُ ما عَلِمتُ لَكُم مِن إِلهٍ غَيري ((فَأَوقِد لي يا هامانُ عَلَى الطّينِ فَاجعَل لي صَرحًا)) لَعَلّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ موسى وَإِنّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الكاذِبينَ﴾ [القصص 38]

ــــــــــــــــــــــ وإن شاء الله، إن أذن الله لنا وكتب لنا عمراً مباركاً، نكتب عن معنى ذوالكفل وإدريس وإلياس واليسع والأسباط وغيرهم،. كلها أسماء عربية لها معانٍ عظييمة جليلة،. اتهم بعض علماء المسلمين ربهم،. أن اللّٰه يسمي أنبياءه أسماء أعجمية وأن في القُــرآن عجمة، ولْاحَوْلَ ولاْ قُوّةَ إِلاّ بِاْللّه.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ، رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

بكيبورد،. محسن الغيثي،.