شبهة الاستدلال بــ،. ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء 115]،.
هذه الآية من أكثر ما يتمسك بها (الفرقة التي تدعي النجاة)، ومن سار علىٰ نهجهم المنحرف في الزيادة بعد النّبي ﷺ،. بدعوى أن الوحي لا يكفي ولا يُفهم، ولابد من أشخاص بيننا وبين الوحي لنفهم الوحي الذي هو أصلاً مبينٌ واضح!،.
فقالوا أن المؤمنين في هذه الآية هم الصحابة الذين كانوا حيث نزلت الآية، وما الدليل أن المؤمنون هم الصحابة حصراً؟ (اسمع الدليل والبينة والبرهان القاطع من الوحي) قالوا أنه لم يكن ساعتها غيرهم ممن يتسَمَّ بالمؤمنين،. فبالتالي هم الصحابة!!،.
سمعتم البينات؟؟ هذا ما يسمونه الرأي والمنطق،. والقول في القُــرآن بالرأي والهوى، وللعلم هذا ليس تفسير السلف، هذا من الكيس المعاصر،. هذا القول رأيٌ باطل، ليس عليه بينة! وهذا القول ليس بحجة، بل مجرد هوى وشهوة، ومحاولة بائسة لتحريف الكلم عن مواضعه،. وحَسْبُنَا اللّٰه وَنِعْمَ الْوَكِيْل،.
المؤمنون هم المؤمنون،. بلا تحريف ولا تبديل، ولا فلسفة،. ولو قصد اللّٰه الصحابة لقال (سبيل الصحابة)،. وما أيسرها عليه،. لكنه قال سبيل المؤمنين فهو يقصد المؤمنين،. فلو قلت المؤمنون هم الصحابة حصراً، فلزمك أن تجعل كل لفظ (المؤمنين) تجدها في القُــرآن على الصحابة حصراً! وهذا ضرب من الغباء والجهل،. وهذا استخفاف بكلام الله،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ((إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) إِنَّمَا ((الْمُؤْمِنُونَ)) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَٰئِكَ هُمُ ((الْمُؤْمِنُونَ)) حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [اﻷنفال 1 ــ 4]،.
هل هذه في الصحابة حصراً أم لجميع المؤمنين؟! لاشك أنهم جميع المؤمنين، فلم حصرت تلك في الصحابة فقط؟! هل عندك سلف؟ 😏 من شيخك في هذه؟! ستقول شيخي فلان،. ومن شيخه؟! 😏 ومن شيخ شيخه؟! حتى تعلم أنك لم تأت بها من عند السلف،. فلا تتفلسف،. إنما أتيت بها من كيس الشيوخ،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ ((لِلْمُؤْمِنِينَ)) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 1 ــ 3]،. هل هذه للصحابة حصراً؟!،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ..﴾ [اﻷحزاب 6]،. هل هذا يعني أن النّبي ﷺ أولى بالصحابة فقط؟! لا أحد يقول عن هذه أنها حصراً للصحابة!،.
الذين جعلوا تلك الآية للصحابة حصراً، ظنوا أن بقية المؤمنين لا خير فيهم،. فجعلوا الآية خاصة بالصحابة،. وهذا الظن خطأٌ محض، لأنك لو قرأت عن (المؤمنون) في كتاب اللّٰه كله، ستجد أن اللّٰه دائماً يزكيهم ويثني عليهم ويمدحهم، ولم ترد آية في القُــرآن كله تذم المؤمنين،. فلا داعي لجعل الآية مخصصة للصحابة بلا بينة ولا برهان،. الصحابة جزء صغير من مؤمنين، وليسوا كل المؤمنين،. كلمة المؤمنين كلمة كبيرة، تضم جميع المؤمنين من أمة محمد ﷺ،. من الصحابة حتى قيام الساعة،.
ثانياً،. ــــ المؤمنون في الآية، قد بيّنها الله لنا،. وعرّفنا بهم، هم الذين لا يشاققون الرَّسوْل ﷺ بعد أن تبين لهم الهُدَى! وليس في الآية أمرٌ باتباع (المؤمنين) هكذا لوحدها فقط! بل هو (سبيل) المؤمنين، هذا السبيل هو عدم مشاققة الرَّسـوْل ﷺ،.
الآية تتكلم عن،. ﴿سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فجاء (الذين لا يكفيهم الوحي) ومن أعجبه سبيلهم، وتمسكوا بــ ﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾ وتركوا الــ ﴿سَبِيلِ﴾!! وهذا زيغٌ، سببه تعلّقهم بالأشخاص دون الهدى،.
اعلم أن من يشاقق هذا النّبي، فليس على سبيل المؤمنين أساساً، فلا يكون على هذا السبيل (صحابي) تبين له الهُدَىٰ ثم شاقق الرَّسـوْل ﷺ وخالفه؛ فلا يُقال عن مخالفته هذه؛ أنها من سبيل المؤمنين!،.
فالعبرة أساساً باتباع النّبي ﷺ فهي من تحدد من هم المؤمنين، ثم إن الله بدأ بــ ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ))، ثم أتبعها بــ (تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ)،. ثم بــ ((سَبِيلِ الْمُؤْمِنِين)) فقبل أن يكون هناك سبيل، وقبل أن يكون هناك مؤمنون، وجب أن يكون هناك رسولٌ يُتّبع، وأن يُستبان الهُدَىٰ! فهكذا كان ترتيب الآية،. أولاً لا تشاقق الرسول،. ثانياً تبين من الهُدَى،. ثالثاً اتباع "السبيل"، سبيل المؤمنين،. وليس المؤمنين فقط،.
وبطبيعة الحال، عموم الصحابة على هذا السبيل، ولا ينكر هذا إلا جاهل متعالم، فالصحابة يدخلون في هذه الآية،. ولكن لا نقول أن الآية في الصحابة حصراً! ولا يحق الاستدلال بهذه الآية على اتباع الصحابة والتابعين! وتابعي التابعين، كما فعل من تمادى في تفسيرها،. بل نقول أن سبيل المؤمنين هو التَبَيّن من الهُدَى، وعدم مشاققة الرَّسـوْل ﷺ،. فمن كان على هذا السبيل فهو من المؤمنين، ومن خالف هذا السبيل؛ قال اللّٰه فيهم،. ﴿نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾،.
ثالثاً،. ــــ اعلم أنه لو اجتمع كل الصحابة جميعاً، ورب السماوات والأرض لن يأتوا بدين غير دين اللّٰه،. ولا بحرفٍ من حروفِ الله ولا النبي ﷺ، لأن الله قال،. ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ وقال،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾،. فالدين قد اكتمل بهذه الآية،. فلا حاجة لسد الفجوات، حيث لا فراغات ولا فجوات في الدين،.
ومن قال هي ليست لآحاد الصحابة بل الجميع، بالتالي إجماع الصحابة دين،.. فهو مطالبٌ بأن يأتي بإجماعهم كلهم،.. ابتداءً من أبي بكر رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ إلى آخرهم،.. فإن لم يجد *ولن يجد*، فلا يغشنا ويسمى عمل بعضهم إجماعاً! أو عمل (عشرةً) منهم إجماعاً!،.
رابعاً،. ــــ الآية ليست في المسائل الفقهية والفروع كما يظن من استدل بها،. بل الآية فصلٌ بين المسلم والكافر،. بين *((الإيمان واتباع النّبي ﷺ،. وبين الشرك والكفر))،.* والدليل أنها في الكافرين، بداية الآية نفسها، قالَ اْللّٰه، ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ..﴾،. فهل الذي يشاقق الرَّسـوْل ﷺ مسلم؟،.
لا يشاقق الرَّسـوْل ﷺ مسلم،. لا يبغضه وينحيه ويبتعد عنه إلا الكافر،. ويكفي لمعرفة ذلك أن تنظر لمواضع (مشاققة النّبي ﷺ) في القُــرآن، فيمن قيلت،. هل قيلت في بعض المسلمين الذين يرفضون الاجماع؟!،. أم قيلت في الكفار؟!،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿إِذۡ یُوحي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَائكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُوا۟ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ سَأُلۡقي في قُلُوبِ *((ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُوا۟ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُوا۟ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانࣲ ذلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَاۤقُّوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن یُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ ذَلِكُمۡ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلۡكَافِرِینَ))* عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [الأنفال 12 - 14]،.
فليست من خصال المسلمين أبداً أن يشاققوا الرَّسـوْل ﷺ،. إنما هذه خصلة في الكفار،. قالَ اْللّٰه،. ﴿بَلِ ٱلَّذِینَ *((كَفَرُوا۟ فِي عِزَّةࣲ وَشِقَاقࣲ))﴾* [ص 2]،. وقال،. ﴿لِّیَجۡعَلَ مَا یُلۡقي ٱلشَّیۡطَانُ فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ وَٱلۡقَاسِیَةِ قُلُوبُهُمۡ *((وَإِنَّ ٱلظَّالِمِینَ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ))﴾* [الحج 53]،.
وقال،. ﴿قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ *((ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ))﴾* [فصلت 52]،.
الشق البعد والمفارقة،. قالَها اْللّٰه فيما يحصل بين الأزواج من طلاق ومباعدة وتباين بعد نشوز وعناد وإباء وإصرار على المخالفة،. قالَ اْللّٰه،. ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَالِهِمۡ فَٱلصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتࣱ لِّلۡغَیۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ *((وَٱلَّـٰتي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّ))* فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًا إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیࣰّا كَبِیرࣰا وَإِنۡ خِفۡتُمۡ ((شِقَاقَ بَیۡنِهِمَا)) فَٱبۡعَثُوا۟ حَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهِ وَحَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهَاۤ إِن یُرِیدَاۤ إِصۡلَاحࣰا یُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَیۡنَهُمَاۤ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا خَبِیرࣰا﴾ [النساء 34 ــ 35]،.
فهل يصلح أن يقال لمن يشاقق الرَّسـوْل ﷺ ويتجنبه ويجافيه أنه من المسلمين؟،. بل قالَ اْللّٰه،. ﴿فَلَا *((وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ))* ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِي أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا﴾ [النساء 65]،. وكذلك آية من سورة النساء نفسها التي فيها آية المشاققة،. قالَ اْللّٰه،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَیُرِیدُونَ أَن یُفَرِّقُوا۟ بَیۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَیَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضࣲ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضࣲ وَیُرِیدُونَ أَن یَتَّخِذُوا۟ بَیۡنَ ذَلِكَ سَبِیلًا أُو۟لَئكَ هُمُ ٱلۡكَافِرُونَ حَقࣰّا وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَافِرِینَ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمۡ یُفَرِّقُوا۟ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ أُو۟لَئكَ سَوۡفَ یُؤۡتِیهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [النساء 150 - 152]،.
الذي يرد الرَّسـوْل ﷺ ويبتعد عنه ويأباه ليس بمؤمن أساساً لقيال له انظر إن الآية تدل أن الاجماع مصدر تشريع،. الآية ليست في المؤمنين ابتداءً،. ولا يصلح الاستدلال بها على بعض المؤمنين الذي رفضوا أن يشركوا باللّٰهِ الاجماعَ،.
وكلمة (شقاق) كذلك وردت في اليهود والنصارى وهم كذلك كفار أبوا موافقة النّبي ﷺ،،. ﴿وَقَالُوا۟ كُونُوا۟ هُودًا أَوۡ نَصَارَىٰ تَهۡتَدُوا۟ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَاهِـۧمَ حَنِیفࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ قُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَىٰۤ إِبۡرَاهِـۧمَ وَإِسۡمَاعِیلَ وَإِسۡحَاقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَاۤ أُوتِي مُوسَىٰ وَعِیسَىٰ وَمَاۤ أُوتِيَ ٱلنَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُ مُسۡلِمُونَ فَإِنۡ ءَامَنُوا۟ بِمِثۡلِ مَاۤ ءَامَنتُم بِهِ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ *((وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقࣲ))* فَسَیَكۡفِیكَهُمُ ٱللَّهُ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة 135 - 137]،.
وللعلم،. هذه المشاققة كانت ثاني خصلة في الكفار في الآية،. أما الخصلة الأولى فهي (تبين الهُدَىٰ)،. ثم تأتي بعدها مشاققة الرسول،. لأن الله قال فيها،. ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ *((مِنْ بَعْدِ))* مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ﴾،. فتبين الهُدَىٰ تأتي في المرتبة الأولى، ثم في المرتبة الثانية مشاققة الرَّسـوْل ﷺ،. ثم في المرتبة الثالثة يأتي اتباع غير سبيل المؤمنين،. وهذه الآية فسرتها آية أخرى في سورة محمد،. تبين لنا من هو تحديداً هذا الذي يشاقق الرَّسـوْل ﷺ،.
قالَ اْللّه،. ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ *((كَفَرُوا)) وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ((وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ))* لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ [محمد 31 ــ 34]،.
هكذا يُفسر القُــرآن، يُفسر القُــرآن بالقرآن،. وسُبْحَانَ اللّٰه،. نفس الجملة تكررت بالتمام،. فيها مشاققة الرَّسـوْل ﷺ بعد تبين الهُدَىٰ،. وقد قالَ اْللّٰه قبلها أنهم كفروا وصدوا عن سبيل الله،. فتبين أن الآية بين الكفر والإيمان وليست في مسائل المسلمين وما بينهم!،.
ثم بقية الآية توضح بجلاء أن الدين طاعة الله ورسوله حصراً،. وليس فيه أي اتباع لأي إجماع،.
ــــ الجملة،. ﴿..مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ..﴾ أين نجدها في القُــرآن؟!،.
تجدها هنا،. ولاحظ هي فيمن،. قالَ اْللّٰه،. ﴿إِنَّ الَّذِينَ ((ارْتَدُّوا)) عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ ((مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)) الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ﴾ [محمد 25 ــ 26]،.
فالآية بين الإيمان والكفر،. وليست في مسائل المسلمين فيما بينهم حتى يُحتج بها على الاجماع،.
ــــــ قال الله في خاتمتها،. ﴿..وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾،. تعال ننظر في القُــرآن، من هو الذي سيصليه الله جهنم؟!،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ بَدَّلُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ *((كُفۡرࣰا))* وَأَحَلُّوا۟ قَوۡمَهُمۡ دَارَ ٱلۡبَوَارِ *((جَهَنَّمَ یَصۡلَوۡنَهَا))* وَبِئۡسَ ٱلۡقَرَارُ﴾ [إبراهيم 28 - 29]،. وقال،. ﴿مَّن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُ فِیهَا مَا نَشَاۤءُ لِمَن نُّرِیدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُ *((جَهَنَّمَ یَصۡلَاهَا))* مَذۡمُومࣰا مَّدۡحُورࣰا وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡیَهَا ((وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ)) فَأُو۟لَئكَ كَانَ سَعۡیُهُم مَّشۡكُورࣰا﴾ [الإسراء 18 - 19]،. وقال،. ﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِینَ لَشَرَّ مَـَٔابࣲ جَهَنَّمَ یَصۡلَوۡنَهَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ﴾ [ص 55 - 56]،. وقال،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِآیاتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِیهِمۡ نَارࣰا..﴾ [النساء 56]،.
فالذي سيصلى جهنم، هو الكافر،. وليس المسلم الذي خالف تشريع العلماء،. الذي سيصلى النار هم الكفار،. ولم ترد آية في القُــرآن أن الله سيعذب المسلمين أو حتى بعضهم ويصليهم نار جهنم،. فالآية ليست مفاصلة بين المسلمين، إنما بين المؤمنين والكفار،.
ولهذا تجد الآية التي تلي آية المشاققة مباشرةً تتكلم عن الشرك،. اقرأ،. ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء 115 ــ 116]،.
فالآية مفاصلة بين المؤمنين والكافرين وليست بين بعض المسلمين الذين لا يطيعون أحداً بعد النّبي ﷺ!،.
خامساً،. ــــ فهم السلف،. هذه الآية يستدل بها السلفيون ويلزمون الناس بفهم السلف للقُـرآن، بهذه الآية،. فهل تفسيرهم للآية هذه بهذه الطريقة التي ذكروها، هي من عند السلف؟ أم أنهم يفهمون الكتاب والسنة بغير فهم السلف؟!،.
دين السلفية هو اتباع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح،. فكيف بهم يفهمون الآن بفهمهم المحض وبمعزل تام عن فهم السلف والصحابة؟!،.
لم يقل الصحابة بأن الآية فيهم حصراً،. لننظر، ولم يقولوا أبداً للناس اتبعونا؟!،. فبالتالي هذه الآية (على فهم الصحابة) حجةٌ على السلفيين، وليست حجةً لهم كما يظنون! فهم مخالفون للسلف! لأن الصحابة أنفسهم لم يدعوا الناس لاتباعهم واتباع إجماعهم! بل أتى الناس بعدهم وابتدعوا هذه البدعة (إجماع الصحابة)،. والصحابة منهم براء،.
ولا نعلم أحداً يفهم القُــرآن أحسن من الصحابة،. ولا أحد أحسن منهم لساناً ومنهاً، لكن سُبْحَانَ اللّٰه، يزعم السلفيون باستدلالهم هذا أن الصحابة فاتهم أن يستدلوا بهذه الآيات لأنفسهم،. وفاتتهم هذه الآيات وظفر بها بعض المتأخرين عنهم كالشافعي مثلاً، فاستدركوا على الصحابة وأخبرونا أن إجماعكم أيها الصحابة حجة ودين وهدى للناس،. ولكنكم لا تعلمون! فوجب على السلفيين أولاً أن يعلّموا أبابكر وعمر وعثمان وعلي والحسن بما جهلوه في دينهم! ثم ليعلموا الناس بعدهم،. وبهذا يرى السلفيون أن لديهم علماً ليس لدى الصحابة منه،.
ــــ أول من استدل بهذه الآية على الاجماع،.
اعلم أن أول من استدل علىٰ حجية الاجماع واستخدم هذه الآية حجة له؛ هو الشافعي،. وذلك في مناظرة بينه وبين رجل من أهل الحديث،. وأهل الحديث لا يرون حجة في قول أحد بعد الحديث الصحيح،. وهم أكثر الناس علماً وتمسكاً بالحجة،. وتجد هذا حتى في تحديدهم للحديث الصحيح وشرطهم لقبوله كدين وحجة،. فلو كان السند الصحيح عندهم وقف عند الصحابي ولم يُرفع للنّبي ﷺ،. سموه حديثٌ موقوف، والحديث الموقوف أحد أقسام الحديث الضعيف،. وإن صحّ سنده للصحابي،. فكيف تراهم سيقولون عن آراء الناس من بعد الصحابة؟،. هل سيعتبرون الاجماع حجة؟! البتة،.
ناظر الشافعي شيخاً من أهل الحديث، نفى الشيخ كون الإجماع مصدر للتشريع أو أن الاجماع حجة،. فقال الشافعي بلىٰ،. الاجماع حجة، فسأله الشيخ بم؟ ما هو دليلك؟! تورط الشافعي بالسؤال،. وطلب مهلة حتى يأتي بالدليل على الاجماع،. فأعطاه المهلة التي طلبها الشافعي،. فيقال أن الشافعي قرأ القُــرآن ثلاثة مائة مرة يبحث عن دليل،. ويقال أنه بعد ثلاثة أيام جاء وتلى هذه الآية!!!،.
ثلاثة مائة مرة؟؟،. ثلاثة أيام؟!،. دعك من التناقض المستحيل بينهما [لغرض الغلو والنفخ]،. ولكن خذ بالمقبول فيما قيل [3 أيام]،.. وهل يحتاج الحق لثلاثة أيام حتى يُكتَشف ويُستَخرج؟!،. من هذا يتضح، بأن الإجماع لم يكن ديناً ظاهراً بيِّناً لدى المسلمين،. لهذا قال ناظره ليس في الدين إجماع،. ولو كان الاجماع ظاهراً لدى المسلمين معلوماً من الدين، لقال الشافعي من ساعتها: كذبت، هذه الآية تدل على عكس ما تقول،. ولكنه طلب مهلة ليبحث عن الدليل الذي سوف ينصر به رأيه الذي وضعه الشافعي مسبقاً قبل أن يعلم برهانه،.
فالشافعي قال قولاً برأيه،. ثم ذهب ليستدل عليه،. وهذا عملٌ لا يفعله إلا أصحاب الباطل،. لأن الأصل أن تعلَم الوحي، ثم تستدل بالوحي،. فتنتصر للوحي،. وتنصر وترفع الوحي، لا أن تنصر رأيك المسبق، ثم تستنجد وتستغيث له بشيءٍ الوحي [لا تعلمه]،. لتثبت رأيك الذي سبق الدليل، هذا انتصارٌ للنفس وليس انتصاراً للدين والحق،.
ما جرى في تلك المناظرة دل أن الصحابة والتابعين لم يكن لديهم أدنى دراية عن هذا المصدر المحدَث لمشاركة الله في التشريع، والذي اكتشفه الشافعي بعد 3 أيام،. وليته استدل بوجه صحيح،. بل حتى استدلاله بالآية استدلال باطل،. ليس له أي وجه من الحق كما بينا، وسنبين زيادة،. ورب السماوات والأرض لن يستطيع كل العلماء أن يأتوا بتشريع جديد؛ ولا بحرفٍ من حروفِ الله،. لأن رب السماء قال،. ﴿قُلْ لَئِنِ *((اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ))* عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [اﻹسراء 88]،. هذا هو الاجماع،.
إن كان الشافعي قال ذلك فعلاً،. فلماذا يقول هو بنفسه بموضع آخر في أبيات من شعره،. (كل العلوم سوى القرآن مشغلةٌ .. إلا الحديث وعلم الفقه في الدين، العلم ما كان فيه قال حدثنا .. وما سوى ذلك وسواس الشياطين!)؟!،.
ثمة كذب في المسألة وتناقض،. مرة يزيد على الحجة فيقول بالإجماع، ومرة يقول بالحق دون الاجماع،. ففي أي منهما كان يكذب؟! في الأولى أم الثانية؟،.
ليس ذلك البيت وحده،. إنما قال أيضاً،. (اتبعوا السنة ولا تلتفتوا إلى قول أحد) النووي في المجموع - 1/36،. وقال (من استحسن فقد شرّع) وقال (الإستحسان لذة) [الحلية - 9/106]،. مع العلم أن استحسانات الشافعي في الأم كثيرة،.
فكيف يدعو الشافعي للاجماع ويستدل بالآية،. ثم يدعو للكتاب والسنة فقط؟!،. وهل كان استدلاله بالآية اقتضاءً للمذهب القديم [الشامي]،. أم هو ما يقتضيه المذهب الجديد [المصري]؟،.
وهنا ننقل من تفسير ابن عاشور في استدلال الشافعي بهذه الآية على الاجماع،.
قالَ الفَخْرُ: رُوِيَ أنَّ الشّافِعِيَّ سُئِلَ عَنْ آيَةٍ في كِتابِ اللَّهِ تَدُلُّ عَلى أنَّ الإجْماعَ حُجَّةٌ، فَقَرَأ القُرْآنَ ثَلاثَمِائَةِ مَرَّةٍ، حَتّى وجَدَ هَذِهِ الآيَةَ،
وتَقْرِيرُ الِاسْتِدْلالِ أنَّ اتِّباعَ غَيْرِ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ حَرامٌ، فَوَجَبَ أنْ يَكُونَ اتِّباعُ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ واجِبًا.
بَيانُ المُقَدِّمَةِ الأُولى: أنَّهُ تَعالى، ألْحَقَ الوَعِيدَ بِمَن يُشاقِقِ الرَّسُولَ ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ، ومُشاقَّةُ الرَّسُولِ وحْدَها مُوجِبَةٌ لِهَذا الوَعِيدِ، فَلَوْ لَمْ يَكُنِ اتِّباعُ غَيْرِ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ مُوجِبًا لَهُ، لَكانَ ذَلِكَ ضَمًّا لِما لا أثَرَ لَهُ في الوَعِيدِ إلى ما هو مُسْتَقِلٌّ بِاقْتِضاءِ ذَلِكَ الوَعِيدِ، وأنَّهُ غَيْرُ جائِزٍ، فَثَبَتَ أنَّ اتِّباعَ غَيْرِ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ حَرامٌ، فَإذا ثَبَتَ هَذا لَزِمَ أنْ يَكُونَ اتِّباعُ سَبِيلِهِمْ واجِبًا. وقَدْ قَرَّرَ غَيْرُهُ الِاسْتِدْلالَ بِالآيَةِ عَلى حُجِّيَّةِ الإجْماعِ بِطُرُقٍ أُخْرى، *((وكُلُّها عَلى ما فِيها مِن ضَعْفٍ في التَّقْرِيبِ، وهو اسْتِلْزامُ الدَّلِيلِ لِلْمُدَّعِي، قَدْ أُورِدَتْ عَلَيْها نُقُوضٌ أشارَ إلَيْها ابْنُ الحاجِبِ في المُخْتَصَرِ))*. (((واتَّفَقَتْ كَلِمَةُ المُحَقِّقِينَ: الغَزالِيِّ، والإمامِ في المَعالِمِ، وابْنِ الحاجِبِ، عَلى تَوْهِينِ الِاسْتِدْلالِ بِهَذِهِ الآيَةِ عَلى حُجِّيَّةِ الإجْماعِ))) إﮬ.
وهذا بحد ذاته يلزمهم أن يرتدوا عن الاستدلال بما رويَ عن الشافعي،. [رويَ وقيل]،. ليته كان بسند ثبت،. إنما [رويَ وقيل]،. والقوم اليوم يبنون دينهم ومصدر تشريعهم على هذا القيل وهذه القلاقل،.
سُبْحَانَ اللّٰه،. ندعوا الناس لاتباع الوحي حصراً (الكتاب والسنة)،. فينهروننا بأن ذلك لا يكفي،. لم يجبل الناس على اتباع الرب وحده.، بل جبلوا على تنوع الأرباب،. شركاً باللّٰه وشركاً برسالته وشركاً بدينه،.
هنا نصيحة وتذكير للسلفيين، وليست بتكفير لهم، ولا نقول بأن هذه الآيات فيهم،. ولكن نقول بأن عملهم القبيح شابه عمل المشركين،.
ــــــ من تفسير ابن كثير،. [معظم من نقل التفسير ليستدل على الاجماع، ينقله دون السطر الأخير لأنه يفضحه ويبين أنهم في شقاق في تفسيرها]،.
"وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى﴾ أَيْ: وَمَنْ سَلَكَ غَيْرَ طَرِيقِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ ﷺ، فَصَارَ فِي شِقٍّ وَالشَّرْعُ فِي شِقٍّ، وَذَلِكَ عَنْ عَمْد مِنْهُ بَعْدَمَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ لَهُ وَاتَّضَحَ لَهُ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ هَذَا مُلَازِمٌ لِلصِّفَةِ الْأُولَى، وَلَكِنْ قَدْ تَكُونُ الْمُخَالَفَةُ لِنَصِّ الشَّارِعِ، وَقَدْ تَكُونُ لِمَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ، فِيمَا عُلِمَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَيْهِ تَحْقِيقًا، فَإِنَّهُ قَدْ ضُمِنت لَهُمُ الْعِصْمَةُ فِي اجْتِمَاعِهِمْ مِنَ الْخَطَأِ، تشريفًا لهم وتعظيما لنبيهم [ﷺ] وَقَدْ وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ كَثِيرَةٌ، قَدْ ذَكَرْنَا مِنْهَا طَرَفًا صَالِحًا فِي كِتَابِ "أَحَادِيثِ الْأُصُولِ"، وَمِنِ الْعُلَمَاءِ مَنِ ادَّعَى تَوَاتُرَ مَعْنَاهَا، وَالَّذِي عَوَّلَ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي الِاحْتِجَاجِ عَلَى كَوْنِ الْإِجْمَاعِ حُجَّةً تَحْرُم مُخَالَفَتُهُ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ، بَعْدَ التَّرَوِّي وَالْفِكْرِ الطَّوِيلِ. وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الِاسْتِنْبَاطَاتِ وَأَقْوَاهَا، *((وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ قَدِ اسْتَشْكَلَ ذَلِكَ وَاسْتَبْعَدَ الدِّلَالَةَ مِنْهَا عَلَى ذَلِكَ))"* إﮬ.
بعضهم، أي بعض العلماء والمفسرين،. استبعد أن تكون هذه الآية دليلاً على الاجماع،. فالعلماء أنفسهم منقسمون فيها،. مما يدل أنه حتى آية الاجماع *لم يجمعوا عليها*،.
فأول ما نطالب به تُبّاع الاجماع أن يأتوا لنا باجماع المجتهدين في دلالة الآية على ما قالوا،. وهيهات، لأن ما بين أيديهم يكذّبهم،. فنقول لهم حينها،. وحدوا كلمتكم أولاً، ثم احتجوا بها على غيركم،. قالَ اْللّٰه،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ *((كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُوا۟ مَا لَا تَفۡعَلُونَ))﴾* [الصف 2 - 3]،. وقال،. ﴿ٱلَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِي ءَایَاتِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ سُلۡطَانٍ أَتاهُمۡ *((كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟))* كَذَلِكَ یَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرࣲ جَبَّارࣲ﴾ [غافر 35]،.
ــــــ الاجماع لزاماً ليس وحيٌ من الله، فهو ليس من عند الله،. بل هم من عند غير الله،. وهذا موجبٌ للاختلاف الكثير،. قالَ اْللّٰه،. ﴿..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء 82]،.
فأي شيء من عند غير الله، سيكون فيه اختلاف كثير،. والاجماع منه،. ولهذا السبب تجد كل اجماع عقد، ثم نقضه فيما بعد،. ومن أمثلة ذلك (مراتب الاجماع) لابن حزم، ثم بعدها بــ 200 سنة،. نقضه ابن تيمية في (نقض مراتب الاجماع)،. وهذا مصير أي إجماع مستحدث بعد الوحي، فأي دين هذا الذي سوف يزول بعد زمن؟!،. هذا دين المتشاكسون،.
ــــــ مثل المتشاكسين،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر 27 ـ 30]،.
أجب بنفسك على هذا السؤال،. هل يستويان مثلاً؟! لا يستويان،. لا يستوي من يتبع رجلاً واحداً وسلّم له أمره كله،. ومن يتبع عدة رجال وسلّم لهم أمرهم،. ذاك يستقيم أمره حين يتبع رجلاً واحداً، أم الرجل الآخر فهو في تخبط، فكل أحد من المتشاكسين الشركاء يقول قولاً يختلف عن الآخر،. فسوف يضيع بينهم بلا شك،. هذا المثل ضربه الله لنا ليعلمنا ألا نتبع الرجال،. إنما نتبع الذي أنزله من الوحي فقط،. قالَ اْللّٰه،. ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 3]،. وقال،. ﴿..قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰ ((وَأُمِرۡنَا لِنُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَالَمِینَ))﴾ [الأنعام 71]،. وقال أيضا،. ﴿هُوَ ٱلۡحَيّ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِینَ قُلۡ إِنِّي نُهِیتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِینَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَاۤءَنِي ٱلۡبَیِّنَاتُ مِن رَّبِّي ((وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَالَمِینَ))﴾ [غافر 65 - 66]،.
لا تضحك على نفسك وتقول: نحن نأخذ بفهمهم فقط، لا نتبعهم،. كونك تأخذ بفهمهم، هذا هو الاتباع بعينه،. وكونك تأخذ بفهم فلان لكلام الله، فهو يقودك بفهمه هو، ولو أخطأ فهمه، فسوف تتبع خطؤه هو،. وما يدريك بأن الله رضي عن فهمه وأقره عليه؟،.
ثانياً،. هذا بابٌ لتحريف كلام الله،. يستخدمه الشيطان بحجة أننا لا نفهم كلام الله، وأنه عسير وصعب،. بينما يقول الله أنه مبين،. يسير، ليس فيه عوج، فلن تحمله على أكثر من وجه،. حتى قال ابن كثير في تفسيره للآية،. وَقَوْلُهُ ﴿قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ أَيْ: هُوَ قُرْآنٌ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ وَلَا انْحِرَافَ وَلَا لَبْسَ، بَلْ هُوَ بَيَانٌ وَوُضُوحٌ وَبُرْهَانٌ،. إﮬ.
الله يضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون،. لعلهم يتفكرون،. ضرب اللّه هذا المثل ليعلمك أنه لن يستقيم حال العبد وهو يتبع أفهام عدة رجال متشاكسين،. هذا سيودي به للتناقض والاختلاف،. بينما الذي من عند الله، لا يكون فيه اختلاف البتة ولا تناقض،. قالَ اْللّٰه،. ﴿..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء 82]،. وقال عن كتابه،. ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت 42]،. وهذا مثل المتشاكسين،. وكل آيات القُــرآن جائت على اتباع الواحد الأحد وحده،. بينما لو كان غير الله، سيكونون عدداً وجمعاً يعجب الناس،. لهذا يسمونه بالإجماع،.
قالَ اْللّٰه،. ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا ((إِلَٰهًا وَاحِدًا)) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة 31]،. وقال،. ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ ((وَحْدَهُ)) وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [اﻷعراف 70]،. وقال،. ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا ((وَاحِدًا)) إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص 5]،. وقال،. ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ ((وَحْدَهُ)) اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الزمر 45]،. وقال،. ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا ((وَاحِدًا)) نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ [القمر 23 ــ 26]،. وقال،. ﴿وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ ((آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا)) وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان 41 ــ 44]،.
قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ ﴿ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﻣﺘﻲ ((ﺑﺄﺧﺬ اﻟﻘﺮﻭﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ))، ﺷﺒﺮا ﺑﺸﺒﺮ ﻭﺫﺭاﻋﺎ ﺑﺬﺭاﻉ، ﻓﻘﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻛﻔﺎﺭﺱ ﻭاﻟﺮﻭﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﺃﻭﻟﺌﻚ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
قالَ اْللّٰه،. ﴿ذَٰلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ ((وَحْدَهُ)) كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ((وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ)) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر 12 ــ 14]،. وقال،. ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ((وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ))﴾ [اﻷعراف 29]،. وقالَ اْللّٰه،. ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران 79]،. وقال،. ﴿وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰا وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ وَلَّوۡا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهِمۡ نُفُورࣰا﴾ [الإسراء 46]،.
قال الله،. ﴿وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰا *((وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ))* وَلَّوۡا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهِمۡ نُفُورࣰا﴾ [الإسراء 46]،. قالَ اْللّٰه،. ﴿قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ﴾ [فصلت 52]،.
هذا هو الذي في شقاق بعيد،. الذي يرد ما قاله الله،. وليس الذي يرد ما قاله الناس،.
رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.
بكيبورد، محسن الغيثي،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق