الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

الاجماع

الإجماع،.

هل "الاجماع" حكمٌ معتبر؟ هل هو مصدرٌ من مصادر الشريعة؟! وهل يصلح أن نستدل بالاجماع؟! وهل الاجماع حجة على الناس؟!،.

تعريف الاجماع،. «هو اتفاق مجتهدي أمة محمد ﷺ بعد وفاته في حادثة، على أمر من الأمور في عصر من الأعصار».

ــــــ الاجماع،. تأصيلٌ وتفنيد،.

قال اْلله،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾ [المائدة 3]،.

قال اْلله،. ﴿مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَاغُ وَٱللهُ یَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ ۝ قُل لَّا یَسۡتَوِي ٱلۡخَبِیثُ وَٱلطَّیِّبُ *((وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِیثِ))* فَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ یَا أُو۟لِي ٱلۡأَلۡبَابِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة 99 - 100]،.

قال ٱلله،. ﴿ٱلَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ ((إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ)) فَزَادَهُمۡ إِیمَانࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیلُ ۝ فَٱنقَلَبُوا۟ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللهِ وَفَضۡلࣲ لَّمۡ یَمۡسَسۡهُمۡ سُوۤءࣱ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضۡوَانَ ٱللهِ وَٱللهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِیمٍ ۝ ((إِنَّمَا ذَلِكُمُ ٱلشَّیۡطَانُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمۡ)) وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران 173 - 175]،.
ــ المعنى أن الشيطان يخوف الناس بأولياءه،. أي يجعل الناس تخشى الشيوخ وإجماع الشيوخ،.

وقال،. ﴿قُلْ لَئِنِ *((اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ))* وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [اﻹسراء 88]،.

ــ قال اْلله للملائكة،. ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَائكَةِ إِنِّي خَالِقُۢ بَشَرࣰا مِّن صَلۡصَالࣲ مِّنۡ حَمَإࣲ مَّسۡنُونࣲ ۝ فَإِذَا سَوَّیۡتُهُ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحي فَقَعُوا۟ لَهُ سَاجِدِینَ ۝ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَائكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ﴾ [الحجر 28 - 30]،.
ــ فظن الناس أنهم كالملائكة،. يستطيعون أن يجتمعوا على أمر واحد من أوامر الله،. من جهلهم بكلام الله، فاتهم أن يعلموا أن الله لم يشأ أن يجمعهم على الهُدَىٰ،. قال اْلله،. ﴿قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَالِغَةُ فَلَوۡ شَاۤءَ لَهَدَاكُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾ [الأنعام 149]،.

أولاً ــــ معنى الاجماع؟!،.

الاجماع ليس له تعريف متفقٌ عليه، هو باختصار (عند من يدين به)،. أن يجتمع علماء عصر ما ويتفقوا على أمر ما،.

قال الكل،. فلو خالف أحدهم فلم يعد إجماعاً [بل يسمونه قول الجمهور]،. ومن سماه إجماعاً فقد غشّ وكذب،. هذا هو الاجماع لساناً،. فمن وضع فيه شرطاً إضافياً فعليه البينة،..

هذا الاسم الجديد والمستحدث في الدين، لم يكن يُعرف عند النّبي ﷺ ولا الصحابة ولا من تبعهم بإحسان،. إنما ظهر بعدهم بــ 300 سنة،. ولما ظهر هذا الاسم المستحدث، لم يكن له تعريفٌ يحدد ملامحه، ويضبط شروطه،. وهذا حال كل شيءٍ مستحدث في الدين،. والبدع تبدأ هكذا، يخترعه أحد الأسياد، فيعجب به عباد الله، ويتلقونه بالقبول،. ثم يأتي دور الأكابر بوضع "الشروط والمعايير والأحكام" حتى يصلح للاستخدام البشري،. يقول اْلله،. ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ *((سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ))* مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ *((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ))* وَلَقَدْ جَاءَهُمْ ((مِنْ رَبِّهِمُ)) الْهُدَىٰ﴾ [النجم 23]،.

تعريف الاجماع في الحقيقة :- هو أن تجعل لله أنداداً يشاركون الله بالتشريع في دينه،. فالاجماع شركٌ بالله،. قال اْلله،. ﴿أَمْ لَهُمْ *((شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ))* وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى 21]،.

الإجماع هو تصُفَّ مجموعة من المبجلين عندك بجنب الله،. هؤلاء ((انت تسميهم علماء، أولياء))، تعظمهم، وتوقرهم، وتهابهم، وتخشاهم كما تخشى الله، وتتوهم أنهم أفنوا حياتهم في طلب العلم،. فتظن أنهم يعلمون، (فيتفقون على تشريع حكم) فتصدقهم وتتبعهم كما تتبع ربك،. وهذه من عبادتهم،.

قال ٱلله،. ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللهِ أَندَادࣰا یُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللهِ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَشَدُّ حُبࣰّا للهِ وَلَوۡ یَرَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِذۡ یَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلهِ جَمِیعࣰا وَأَنَّ ٱللهَ شَدِیدُ ٱلۡعَذَابِ ۝ إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِینَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ وَرَأَوُا۟ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ۝ وَقَالَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُوا۟ مِنَّا كَذَلِكَ یُرِیهِمُ ٱللهُ أَعۡمَالَهُمۡ حَسَرَاتٍ عَلَیۡهِمۡ وَمَا هُم بِخَارِجِینَ مِنَ ٱلنَّارِ ۝ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُوا۟ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَالࣰا طَیِّبࣰا وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَاتِ ٱلشَّیۡطَانِ إِنَّهُ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینٌ ۝ إِنَّمَا یَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوۤءِ وَٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَأَن تَقُولُوا۟ عَلَى ٱللهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ۝ ((وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا۟ مَاۤ أَنزَلَ ٱللهُ قَالُوا۟ بَلۡ نَتَّبِعُ مَاۤ أَلۡفَیۡنَا عَلَیۡهِ ءَابَاۤءَنَاۤ)) أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَاۤؤُهُمۡ لَا یَعۡقِلُونَ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَهۡتَدُونَ﴾ [البقرة 165 - 170]،.

وقال ٱلله،. ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِآیَاتِهِ أُو۟لَئكَ یَنَالُهُمۡ نَصِیبُهُم مِّنَ ٱلۡكِتَابِ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا یَتَوَفَّوۡنَهُمۡ قَالُوۤا۟ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللهِ قَالُوا۟ ضَلُّوا۟ عَنَّا وَشَهِدُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُوا۟ كَافِرِینَ ۝ قَالَ ٱدۡخُلُوا۟ فِي أُمَمࣲ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ فِي ٱلنَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتۡ أُمَّةࣱ لَّعَنَتۡ أُخۡتَهَا حَتَّىٰۤ إِذَا ٱدَّارَكُوا۟ فِیهَا جَمِیعࣰا قَالَتۡ أُخۡرَاهُمۡ لِأُولَاهُمۡ رَبَّنَا هَـٰۤؤُلَاۤءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمۡ عَذَابࣰا ضِعۡفࣰا مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ لِكُلࣲّ ضِعۡفࣱ وَلَـٰكِن لَّا تَعۡلَمُونَ ۝ وَقَالَتۡ أُولَاهُمۡ لِأُخۡرَاهُمۡ فَمَا كَانَ لَكُمۡ عَلَیۡنَا مِن فَضۡلࣲ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ﴾ [الأعراف 37 - 39]،.

ــــــ الإجماع طعن في الدّين،.

رغم أن الله بين للناس ألا يتبعوا شيئاً سوى ما أنزله من ٱلۡقُرآن ومن الوحي الذي أنزله النّبي ﷺ،. ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 3]،. إلا أنهم قد وصلتهم بعض الشبهات بأحاديث ضعيفة جداً عن الاجماع [وسنبينها]،. لم يشك أحدٌ منهم أنها تعارض ٱلۡقُرآن في مواضع كثيرة،. أولها قول الله،. ﴿((رُسُلًا)) مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ ((حُجَّةٌ بَعْدَ الــرُّسُلِ))..﴾ [النساء 165]،.

ولو أن الناس آمنت بأن الدين اكتمل،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..﴾ [المائدة 3]،. لما احتاجوا للإجماع،. فكيف يُدخلون في الدين ما لم يكن فيه يوم نزول الآية؟ أليس إجماعهم هذا يعني بأن الدين ناقص؟ وأن الدين بحاجة لترقيع ليكتمل؟! كيف وقد قال الله قبلهم بأن الدين اكتمل؟!،.

ولو أنهم آمنوا بقول الله،.
✺ ﴿..وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا..﴾
✺ ﴿..مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..﴾
✺ ﴿..وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْء..﴾
✺ ﴿..وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ..﴾
✺ ﴿..وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ..﴾
✺ ﴿..قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ﴾
✺ ﴿..وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾
✺ ﴿وَاللهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ..﴾
✺ ﴿قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ..﴾
✺ ﴿قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي..﴾
لما اضطروا للاجماع،. ولكنهم شكوا بدينهم، أنه بحاجة لتكملة،. فكان الاجماع،.

قال اْلله،. ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللهِ وَبِرَحۡمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا۟ هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ ۝ قُلۡ أَرَءَیۡتُم مَّاۤ أَنزَلَ ٱللهُ لَكُم مِّن رِّزۡقࣲ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامࣰا وَحَلَالࣰا *((قُلۡ ءَاۤللهُ أَذِنَ لَكُمۡ أَمۡ عَلَى ٱللهِ تَفۡتَرُونَ ۝ وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِینَ یَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللهِ ٱلۡكَذِبَ یَوۡمَ ٱلۡقِیَامَةِ))* إِنَّ ٱللهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَشۡكُرُونَ﴾ [يونس 58 - 60]،.

لم يأذن الله للنّبي ﷺ بأن يشرع في الدين،. فكيف ظن الأكابر أنه باستطاعتهم التشريع؟! قال اْلله،. ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ﴾،. وقال عنه كذلك،. ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ۝ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ۝ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾،. بل لم يأذن له بالتصرف في أقل من ذلك،. قال،. ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾،.

ولكن الكبراء ادعوا بأن الدين بحاجة للترقيع والاستدراك،. وتناسوا قول الله،. ﴿..وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾،. فقبلوا بالاجماع،. رغم مخالفته لكل أصول الدين،.

قال اْلله،. ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا ((يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ)) وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ ((وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ)) وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ((وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ)) وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران 78]،.

ــــــــ أولاً وقبل كل شيء،. اعلم أن هذا الاسم (بهذا المعنى المتداول اليوم)،. ليس له وجود في ٱلۡقُرآن ولا في السـنة،. ولا حتى عند الصحابة،. بل وليس هناك اسم آخر يشبهه ويرادفه عند السابقين،.

فبدايةً، علينا أن نسأل الدليل والبينة على هذه الكلمة (الإجماع)،. تماماً كما نسأل البينة على (كل أحكام الدين)،. والاجماع أولى بالسؤال والتحري،. لأنه (مصدرٌ من مصادر التشريع)،. وهذا الذي سيحدد، هل يُحتج بالاجماع أم لا،. فكما نسأل عن شرعية كل عبادةٍ في الدين،. نسأل عن تسمية (الإجماع)،. ليُعلم منه أنه لا وجود لهذه الكلمة في ٱلۡقُرآن ولا في السـنة،. فننتهي معهم أن هذه اللفظة محدثة مردودة،. فلا ينبغي العول عليها والعودة إليها،. قالَ نَبِيّ اْلله ﷺ ﴿مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمرِنا هَذا مَا لَيسَ مِنهُ [فِيهِ]¹ فهُوَ رَدٌّ﴾ ¹رواه البخاري - 2697 ومسلم - 1718،.

وبعد أن ننتهي من إثبات بدعة لفظة (الإجماع) المحدثة،. ننتقل للألفاظ المصاحبة لها، تلك التي اخترعوها لاحقاً مع مرور الزمن، كــ الجمهرة، وقول الجمهور، واتفق المسلمون! والسواد الأعظم،. والغالبية العظمى، والإجماع السكوتي، والإجماع بشقيه، قطعي الثبوت وظني الثبوت، ثم قطعي الدلالة وظني الدلالة! وكل تلك الإيحاءات التي تدل على نفس الضلالة العظمى المسماة (الإجماع)،. مع تغييرٍ طفيف،.

ــــ قالوا بأن الإجماع هو اجتماع كلمة مجموعة من العلماء في عصرٍ ما،. أو «هو اتفاق مجتهدي أمة محمد ﷺ بعد وفاته في حادثة، على أمر من الأمور في عصر من الأعصار»،.

طالما أن صحة الاجماع منوطة بالكثرة والعدد، فالإجماع أمرٌ مطاطي ومرن،. لأن عدد المجمعين في تغيّر واختلاف، وليس عددا ثابتاً،. الذين أجمعوا اليوم وقُضي لهم بالأمر (بحكم أنهم الأغلب والأكثر)،. لو غيَر عدة أشخاص منهم رأيهم، وخالفوهم، فستتغير الكفة، وتثقل كفة المخالف هنيهة،. ومع مرور الزمن وخروج جيل جديد، سيأتي من يعارض وينكر ذلك الإجماع المنعقد سابقاً، فيرجح كف المخالفين (لأن العدد كان هو الحكم بين الفريقين)،. فسينعقد الاجماع حينها للفريق الذي كان الأقل سابقاً! فقد فاق اليوم عدده،.

فالإجماع تحقيقاً، مائع مطاطي ليس له مستقر،. ولا ينبغي لمثل هذا الأمر أن يكون مصدراً من مصادر التشريع، ولا ينبغي أن يكون فاصلاً ودليلاً قاطعاً،. لأنك بهذا ستجد ما كان حراماً سابقاً بالاجماع، سيكون اليوم حلالاً فجأةً، وبالسبب نفسه الإجماع،. والعكس صحيح،. ما كان حلالاً اليوم بالاجماع، غداً يصير حراماً بالإجماع،.

فلو قيل أن نسبة حدوث ذلك ضئيل جداً،. نقول وإن كان، احتمال وقوعه يبقى قائماً، فقد يحدث، ولو حدث سيتغير الدين، وتنقلب الموازين،. فما هذا الدين الذي يرى الشيء اليوم حراماً، وغداً يراه حلالاً؟! وبنفس الحجة : الإجماع!؟،.

ــــ الأمر الآخر تحقيقاً في الاجماع، هو المكان،. فكما أن هناك احتمالٌ أن يجمع الناس في زمان ما بخلاف زمان آخر قبلهم،. وكذلك يوجد احتمال كبير جداً أن يُجمع الناس في بلدٍ ما، بخلاف ما اجتمع عليه الناس في البلاد الأخرى في نفس الزمن،. فالذي أجمع عليه علماء المسلمون في الشام فقالوا هو حرام،. قد يجتمع على نفس المسألة علماء الأندلس فيكون عندهم حلالاً،. فيكون حكم المسألة الواحدة حلالٌ وحرام،. حلالٌ في بلد، وحرامٌ في بلدٍ أخرى، والدليل : الإجماع،.

فالزمان والمكان من أكبر المعاول لهدم هذه الدخيلة على الدين المسماة بــ (الإجماع)،.

وثمة احتمال كبير،. بل يقين معلوم،. أنه يستحيل جمع العلماء جميعاً وحصرهم للإدلاء بآرائهم،. ولو قيل بأن وسائل التواصل اليوم تقوم بالواجب (رغم أن هذا متعسر وغير مضمون)،. ولكن نتنزل معهم بها،. ونقول : هذا التواصل والجمع لكل بعيد،. كان من أكابر المستحيلات في العقود الغابرة التي أنجبت الإجماع،. تلك العقود التي أتاها المخاض فخرج من رحمها (اتفق العلماء، وأجمع المسلمون،. وهذا ما ذهب إليه الجمهور، وقال بهذا طائفة من السلف)،. ففي زماننا اليوم قل من يُجمع،. حتى لا تكاد تجد أحداً البتة جمع العلماء على كلمة،. ولكن افتح الكتب الفقهية، واحسب كم مرة تجد كلمة (أجمع الفقهاء)،. (اتفق علماء العصر)؟،. عن هذا نتحدث،. فكيف أجتمعوا وأجمعوا في ظل غياب وسائل التواصل الحالية؟!،.

يقول شيوخٌ في الكوفة برأيهم،. وما يدريهم عن الشيوخ الذين في الأندلس؟! ما يدري شيوخ المدينة عن قول شيوخ مصر؟! في اليمن قال الشيوخ بقول ما، وسموا قولهم إجماعاً، كيف عرفوا أن شيوخ بخارى وشيوخ الشام يؤيدونهم أو يعارضون؟! شيوخ الجزائر والمغرب، هل بلغهم أن شيوخ عمان والبحرين يخالفونهم؟! فكيف يقال بأن هذا إجماع،. وقد تعسر جمع أقوال الجميع؟!،.

ــــ فمن قال بأن الإجماع دينٌ،. نقول له: وهل حصل هذا الاجماع أصلاً؟!،.

هب أني قبلت منك هذه الحجة،. ووافقت أن أجعل الإجماع ديناً،. هات لي أين ومتى انعقد هذا الإجماع،. أي قول أو فعل اتفق عليه جميع المسلمين من النّبي ﷺ لآخرهم دون بينة عندهم من النّبي ﷺ؟،. هذا لا وجود له البتة،. ولو بحثت عنه عشرات السنين،.

فأنت أصلاً تحاججني على ((عدم))، تستميت على شيءٍ ((ليس له وجود))،.. هذا اسمه جدالٌ عقيم فعلاً،. وهذا عناد وغباء،. فلم يجتمع المسلمون (بعد النّبي ﷺ) على شيءٍ البتة،. وكل ما اجتمع (بعضهم) في شيء، خالفهم البعض الآخر، ولو كانوا قلة،. فتسقط هنا (كلمة الاجماع)،. ويصير بدلاً منها الأغلب، والأعظم والأكثر،. وحتى هذه ليست معتبرة، وسنسوق البينات،.

ــــ هنا نقطة مهمة ينبغي التنبه لها، الإجماع يعني قول الجميع،. يعني ((الكثرة))،. يعني الأغلبية، يعني الكل،. ولكن لحظة لحظة..... منذ متى كانت الأكثرية ديناً عند المسلمين!؟ ومتى كان اتفاق الأغلبية حجةً عليهم؟! القائل بهذا كأنه لم يقرأ قُـرآناً! أليس ٱلۡقُرآن على عكس هذا تماماً،. الأقل دائماً هم الأقرب للحق،.. والأكثرة، أو الأغلب، أو الجميييع والاجماع، دائماً وأبداً أبعد عن الحق؟،. فكيف نستدل بالإجماع وهو أم يخالف ٱلۡقُرآن؟،.

ــــــــــ هذه حقيقية الاجماع،.

إن وجدت الأكثرية على شيء، فاعلم أنه على باطل،. هكذا يعلمنا ٱلۡقُرآن،. وهذه بعض الآيات التي تبين لك توجه الأكثرية في ٱلۡقُرآن!

﴿...بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة 100]،.
﴿...وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة 59]،.
﴿...وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [اﻷنعام 37]،.
﴿...وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾ [اﻷنعام 111]،.
﴿...وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [اﻷعراف 17]،.
﴿...وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ [البقرة 243]،.
﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف 106]،.

﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ [اﻷنعام 116]،.

ــــــ وعن اليهود والنصارى (الذين سنتبعهم نحن كما أخبر النّبي ﷺ) قال اللّٰه؛-

﴿تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا..﴾ [المائدة 80]،.
﴿..وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة 81]،.
﴿..وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة 59]،.
﴿..وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة 81]،.
﴿..وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد 16]،.
﴿..بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة 100]،.
﴿وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ..﴾ [المائدة 62]،.
﴿..وَلَٰكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء 46]،.
﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾ [اﻷعراف 102]،.

فكيف يمكن أن يكون الاجماع حقٌ وهو أصلاً استدلالٌ بالأكثرية والأغلبية؟!

أتباع الحق دائماً قلة،. وأقل مما نتصور بكثير،.
﴿..قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 3]،.
﴿..قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [اﻷعراف 10]،.
﴿..قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ﴾ [الحاقة 41]،.
﴿..بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الفتح 15]،.

وانظر لحديث النّبي ﷺ هنا،. قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ ﴿ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ اﻷﻣﻢ، ﻓﺮﺃﻳﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﻭﻣﻌﻪ اﻟﺮﻫﻴﻂ، ﻭاﻟﻨﺒﻲ ﻭﻣﻌﻪ ((اﻟﺮﺟﻞ ﻭاﻟﺮﺟﻼﻥ، ﻭاﻟﻨﺒﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ))،..﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.

نبيٌ ليس معه أحدٌ؟!،. هذا نبي وليس أحد العلماء!! وفوق هذا، لم يقدر أن يعقد إجماعاً من شخصين،. أو يتفق به مع أحد من الناس، فكيف بالعلماء؟! فإن حصل ذلك، فهذا يدل أن مكانة العالم أكبر شئناً من مكانة النبي! مَاْ شَٰاْءَ اللّٰه،. يستطيع العالم أن يفعل ما لم يفعله نبيٌ!،.

الكلام واضح ومبين في الآيات الآنفة،. الأكثرية هي الخراب والفساد والدمار،. فاجعلها عندك قاعدة وأساس، تبني عليها كل حكمٍ يواجهك،. تعرف به الخير من الشر،. تعرف الحق من الباطل،.

يقول اْلله،. ﴿قُل لَّا یَسۡتَوِي ٱلۡخَبِیثُ وَٱلطَّیِّبُ ((وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِیثِ))﴾،. فأضف لمعلوماتك زيادةً، على أن الخبيث دائماً كثير،. أنه كذلك يُعجب ويُبهر الناس،. ولم يجمع الله أبداً في القُــرآن بين كثرةٍ وخير،. بل كل كثرة مذمّة،. حتى قال،. ﴿أَلهَاكُمُ التَكَاثُر﴾،. وقال عن الدنيا الذميمة،. ﴿لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱ وَزِینَةࣱ وَتَفَاخُرُۢ بَیۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرࣱ..﴾،. فأي خير ترجوه من الكثرة؟!،.

ــ انظر علام أجمع بنو إسرائيل بعد أن جائهم السامري،. ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ((فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ))..﴾ [طه 88]،. هم الذين قالوا، كلهم قالوا، أليس هذا بإجماع؟،. فهل كان حقاً أم ضلالة؟! لا شك أنه ضلالة،.

حقيقةً من عرف الإنسان وما جبله الله عليه،. يعلم علم اليقين أن هذا الخلق لا يقدر أن يجتمع على شيء،. بل على العكس، خُلقنا نختلف، وسنبقى نختلف ونختلف ولن نجتمع البتة،. ولهذا خُلقنا، قال اْلله،. ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ((وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۝ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ)) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [هود 118 ــ 119]،. فأنّا لنا الاجتماع والاجماع؟!،.

ولو كان الإجماع ديناً،. لأقر الاسلام الحكم بالنظام الديموقراطي، ولجعل الحكم للأغلبية! وأن الحكم للشعب وللسواد الأعظم،. أليس هذا الذي يسميه مؤيدوا الاجماع كفراً؟!،.

ــــــ إجماع أم تتابُع؟!،.

المحقق الذي يتتبع أي زعم للاجماع عند الفقهاء، يجده كالتالي،. كان الأمر بلا خلاف عند النّبي ﷺ،. ثم مات النّبي ﷺ،. وبعد سنين، اختلف الناس وتمذهبوا لمذاهب شتى،. أحد المخالفين كتب رأيه وما يظنه موافقاً للدليل وجعله في كتاب، ثم مات،. وبعد سنين، اختلف الناس أكثر مما اختلفوا سابقاً،. وأحدهم قرأ كتابه شخص آخر، وأعجب بقوله، فأيده بما قال وكتب كتاباً لنفسه، وتقلد رأي الأول في هذه المسألة، ثم مات،. وبعد سنين وفي حين اختلاف شديد وبُعد عن النّبي ﷺ،. جاء رجل آخر بين المختلفين، وقرأ الكتابين وأيدهما، وكتب كتابا جديداً،. وربما يكون قد قال بمثل رأيهم دون أن يطلع على آرائهم،. فصاروا ثلاثة أشخاص، يقولون بنفس القول،.

ثم يأتي بعدهم بسنين، شخصٌ مطلعٌ الأقوال واختلافات المذاهب،. فيكتب كتاباً في الفقه،. وعند كل مسألة يقول،. [اتفق علماء المذهب على هذا، وأجمع فقهاء الفرقة على هذه المسألة]،..

ثم يأتي طالب العلم السلفي المعاصر،. فيقرأ كتاب المغني مثلاً، أو كتاب مراتب الاجماع، أو مجموع الفتاوى،. ويجد فيها إجماعات فقهاء المذهب الفلاني، وبدل أن يحدد أنه إجماع يخص دين قومٍ معينين،. فيقول : (وهذا أمر أجمع عليه العلماء)،. فيجعلها عامة، وكأن كل العلماء بمختلف فرقهم قالوا هذا القول،.

ولا يدري السلفي المعاصر حقيقة هذا الأمر،. الذي هو في الأصل تتابع آراء، وليس إجماعاً كما يتوهم ويوهم غيره،.

فكلمة الاجماع تدل أن الجميع اتفقوا على القول في مجلس واحد،. ولكن هذه الإجماعات الاي نسمعها اليوم،. فــ 99.99% منه هو مجرد تتابع وتقليد،. شيخ يقلد شيخاً قبله ويؤيده ويقول بقوله،. ليس إلا،. ومجموعهم 3 أو 4 أشخاص فقط،. ولكن السلفي ينقل الخبر وكأنه الأمة الاسلامية كلها جلست مجلس مشاورة ومناقشة واتفقت جميعها،. وهذا كذب وتدليس وغش،.

ــــــــ اتخاذ الاجماع تشريعٌ، طعنٌ في الدين،.

بمجرد قبولك الاجماع أن يكون من مصادر التشريع،. فهذا تكذيب منك لجملة من الآيات منها،.

﴿..((وَكُلَّ شَيْء)) فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾
﴿..((مَا فَرَّطْنَا)) فِي الْكِتَابِ ((مِنْ شَيْءٍ))..﴾
﴿..وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ((تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ))..﴾
﴿..وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ((كُلِّ شَيْء))..﴾

قال اْلله،. ﴿..((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا))﴾،. والدين اكتمل بنزول هذه الآية،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..﴾،. فكل من زعم أنه جاء بشيء لم يكن قبل نزول هذه الآية،. فقد افترى على الله،. وشارك الله في دين التشريع،.

الله وحده الذي يختار في دينه ما يشاء هو،. ليس للعبد الخيرة في شيء!،. قال اْلله،. ﴿وَرَبُّكَ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُ وَیَخۡتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ سُبۡحَانَ ٱللهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ ۝ وَرَبُّكَ یَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا یُعۡلِنُونَ ۝ وَهُوَ ٱللهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأُولَىٰ وَٱلۡآخِرَةِ وَلَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [القصص 68 - 70]،.

وقال،. ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللهُ وَرَسُولُهُ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡ وَمَن یَعۡصِ ٱللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَالࣰا مُّبِینࣰا﴾ [الأحزاب 36]،.

سيقال نعم نعم،. هذا إذا قضى الله ورسوله،. أما إن لم نجد قضاءً للّٰه ورسوله،. فالأمر لنا نختار ما نراه صواباً!!،. أقول،. وهل تظن بأن الله نسى ولم يقضي؟!،. قال اْلله،. ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾،. فالذي لم يقضي فيه [كركوب السيارات والطائرات ولعب الببجي وتعاطي التبغ، والاستمناء، وغيره]،. فليس من الدين أساساً،. فلا تدخله في الدين،. لو كان من الدين لتكلم الله عنه،. هو الله لا يعجزه شيءٌ،. وسآتيك بقول النّبي ﷺ فيما لم يقضى فيه لتتيقن أن هذا الباب لا اجماع فيه،. بل مصيره الاختلاف والهلاك،.

ثم أقول،. حين تختار ما تراه صواباً، ستختار بعقل من؟!،. عقلي أم عقلك؟! [وهما مختلفان]،. إن قلت عقلكَ فبم قدمت عقلك على عقلي؟!،. وإن كان بعدة عقول مجتمعة،. فبم قدمتهم على من خالفهم بعقولهم؟!،.

وهل تضمن أن عقولهم لن تتعلم زيادة بعد مدة ولن تغير رأيها [كما حصل لكثير من العلماء]؟! وهل تضمن حفظ وإيصال رأيهم لمن يليهم في بقاع الأرض ولمن سيأتي بعدهم كما حفظ الله الذكر [مع إهمال من قبلهم]؟! وهل تضمن أنه لن يطاله تحريف وزيادة وتبديل؟! لا،. فكيف تجعل أمرا كهذا دينا؟!،.

الدين يجب أن يكون خالصاً لله وحده وليس خاضعاً لعقول الناس،. قال اْلله،. ﴿تَنزِیلُ ٱلۡكِتَابِ مِنَ ٱللهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ ۝ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَابَ بِٱلۡحَقِّ *((فَٱعۡبُدِ ٱللهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ ۝ أَلَا لِلهِ ٱلدِّینُ ٱلۡخَالِصُ))*..﴾ [الزمر 1 - 3]،. فلا ينبغي أن يكون الدين لله ولغيره،. ولا نشرك مع الله في دينه أحداً،.

لا تستدل بعد هذا كله بالمستجدات [التي لم يقضي الله ورسوله فيها]! وتقول كيف نتعامل معها! فالله أرسل لنا النبي ﷺ، فبين لنا كل شيء، وما تركه وسكت عنه كذلك قضى فيه وحَكَم،. ولا حجة بعد الرسل،. ﴿((رُسُلًا)) مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ ((حُجَّةٌ بَعْدَ الــرُّسُلِ))..﴾ [النساء 165]،.

قلنا أن الله يخلق ويختار،. وليس لنا الخيرة،. وبينا أن الله إن قضى أمراً فليس لأحد الخيرة فيه،. فقيل هذا فيما قضى، أما مالم يقض فيه،... كذلك ليس لك الخيرة،... فقد فصل النّبي ﷺ فيها،.

ــ قال اﻟﻨﺒﻲ ﷺ *﴿(((ﺩﻋﻮﻧﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻜﻢ)))،* ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻠﻚ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺑﺴﺆاﻟﻬﻢ ﻭاﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ، ﻓﺈﺫا ﻧﻬﻴﺘﻜﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻓﺎﺟﺘﻨﺒﻮﻩ، ﻭﺇﺫا ﺃﻣﺮﺗﻜﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﻓﺄﺗﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ.

ــ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ ﴿ﺧﻄﺒﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺪ ﻓﺮﺽ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺤﺞ ﻓﺤﺠﻮا، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﺃﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻓﺴﻜﺖ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ : ﻟﻮ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻟﻮﺟﺒﺖ، ﻭﻟﻤﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: *(((ﺫﺭﻭﻧﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻜﻢ)))* ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻠﻚ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺳﺆاﻟﻬﻢ ﻭاﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ، ﻓﺈﺫا ﺃﻣﺮﺗﻜﻢ ﺑﺸﻲء ﻓﺄﺗﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ، ﻭﺇﺫا ﻧﻬﻴﺘﻜﻢ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻓﺪﻋﻮﻩ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ.

فكل مستجدٍ، لم تجد له بينةً في الكتاب والسنة،. فاعلم أن هذا أمرٌ متروك وكل أمرٍ متروك فهو تحت هذا الحديث ﴿دعوني ما تركتكم﴾،. ﴿ذروني ما تركتكم﴾،. ويدخل فيه كل ما استجد عليك،. فلا تسأل عنه، ولا تُدخله في الدين، بل اتركه،. لو كان من الدين لكان قد بين فيه الله والنّبي ﷺ،. كما بين كل الحلال والحرام، الحلال بينٌ واضح لا ريبة فيه،. والحرام بينٌ واضح لا ريبة فيه،. وما لم يتضح لك حلال بيّن أو حرام بيّن فيصير شبهة، فاتقها،.

ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻳﺨﻄﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ ﴿((ﺇﻥ اﻟﺤﻼﻝ ﺑﻴﻦ، ﻭاﻟﺤﺮاﻡ ﺑﻴﻦ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺸﺘﺒﻬﺎﺕ)) ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻤﻦ اﺗﻘﻰ اﻟﺸﺒﻬﺎﺕ اﺳﺘﺒﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ، ﻭﻣﻦ ﻭاﻗﻌﻬﺎ ﻭاﻗﻊ اﻟﺤﺮاﻡ، ﻛﺎﻟﺮاﻋﻲ ﻳﺮﻋﻰ ﺣﻮﻝ اﻟﺤﻤﻰ ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﻊ ﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﻭﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻚ ﺣﻤﻰ، ﻭﺇﻥ ﺣﻤﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ...﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ.

فــ (ﺣﻼﻝٌ ﺑﻴﻦ، ﻭﺣﺮاﻡٌ ﺑﻴﻦ، ﻭﺷﺒﻬﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ اﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﺎ اﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺗﺮﻙ، ﻭﻣﻦ اﺟﺘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻮاﻗﻊ اﻟﺤﺮاﻡ)،. فما حاجتنا للإجماع بعد كل هذا البيان؟،.

ــــــــ الإجماع نفخة شيطانيّة،.

يستخدمها الشيطان ليخوّف بها عباد الله، اعتماده في التخويف على كلمة (كلهم يقولون!)،. (كل الناس يفعلون!)،. وهذه أكثر ما تؤثر على نفسية الإنسان وتحدد قراراته،. لأن الإنسان يخشى الشذوذ والتفرد ومخالفة الجميع،. ولهذا قيل (الموت مع الجماعة رحمة)، وكأن الموت أو العذاب سيكونان أهون عليه لو كان على الجميع،. وهذا ظن الظالمين،. قال الله عنهم،. ﴿وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ [الزخرف 39]،. كأن الله يقول فيها : أنت مخطئ إن ظننت أن مشاركتك العذاب مع الناس ستنفعك أو ستخفف عليك الشعور بالعذاب،. ولكن،،.. هكذا يظن الظالم،.

قال اْلله،. ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للهِ جَمِيعاً﴾ [النساء 139]،.

يعلم الشيطان طبيعة بني آدم، وأنه يخشى الشذوذ ويخجل من الإشارة إليه بالمخالفة،. ينساق ويتأثر بقرار الجمع أكثر من تأثره من قرار الفرد،. حين يقع عليه ما يقع على الجميع، يشعر براحة أنه ليس وحده المذنب، حين يلام الجميع ولو كان هو منهم، أهون عليه من الملامة الموجهة لشخصه هو بنفسه فقط، لا يحب أن يلام وحده، ولا أن يعرض نفسه للسخرية والاستهزاء لأنه تخلَّف عنهم وشذ وانفرد،.

الفرق كبير بين أن يقول لك صاحبك: فلان يكرهك، وبين أن يقول لك: كل الناس يكرهونك!! قد تتجاهل الأولى وتعديها وتطنّشها، ولكن الأخيرة ستؤثر فيك بلا شك، وتجعلك تراجع نفسك، ستقول : صار الكل ضدي؟!،. بقيت وحدي؟!،. فخشية الناس أمر مجبول عليه بني آدم،. ولأجل ذلك حذر الله الأنبياء من الوقوع فيه،. قال،. ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ وَكَفَىٰ بِاللهِ حَسِيبًا﴾ [اﻷحزاب 39]،. فالشيطان أدخل الإجماع في الدين، لأنه يعلم بأن الاجماع له كل هذا الأثر البالغ على النفوس،.

ــــــــــ قيمة وقوة الاجماع، أمام ٱلۡقُرآن والسنة،.

من استخفاف العلماء بالمسلمين، أشعروهم بأنهم يقدمون ٱلۡقُرآن والسنة في الاستدلال،. ولكن الحقيقة عند العلماء، أن *((الإجماع أقوى في الدلالة من ٱلۡقُرآن والسنة))،.* وهذا ما قاله لسانهم وحالهم،.

الاجماع عند العلماء يعتبر مصدراً مُعتبراً من مصادر الدين،. بل هو أقوى في الدلالة والوضوح من ٱلۡقُرآن والسنة،. وٱلۡقُرآن والسنة عند العلماء يقبلان النسخ، ولكن الاجماع لا يقبله، بدعوى أن الأمة لا تجتمع على ضلالة،. [وهذا قول إمامهم الغزالي في المستصفى]،. أما بقية القوم (المخالفون للغزالي) فلم ينكروا عليه هذا القول،. لأنهم يرون استحالة إجماع الأمة على ضلالة،. فهم يرون أن ما قاله الغزالي حق،. فالاجماع لا يُلغى ولا يُنسخ، بينما ٱلۡقُرآن يجوز فيه الإلغاء والحذف،.

قال أبو حامد الغزالي [505 ﮬ.] في المستصفى [والأجدر تسميته بــ مستصفى الأمراض العقلية]،. قال فيه،. "يجب على المجتهد في كل مسألة أن يرد نظره إلى النفي الأصلي قبل ورود الشرع ثم يبحث عن الأدلة السمعية المغيرة *((فينظر أول شيء في الإجماع فإن وجد في المسألة إجماعاً، ترك النظر في الكتاب والسنة فإنهما يقبلان النسخ، والإجماع لا يقبله))،* فالإجماع على خلاف ما في الكتاب والسنة دليل قاطع على النسخ، إذ لا تجتمع الأمة على الخطأ، ((ثم ينظر في الكتاب والسنة المتواترة)) وهما على رتبة واحدة، لأن كل واحد يفيد العلم القاطع ولا يتصور التعارض في القطعيات السمعية إلا بأن يكون أحدهما ناسخا فما وجد فيه نص كتاب أو سنة متواترة أخذ به". [المستصفى 1/374]،.

قدم الإجماع على ٱلۡقُرآن والسنة، وعلل ذلّك بأن الأمة لا تجتمع على خطأ،. وكأن ٱلۡقُرآن والسنة يجوز فيهما الخطأ!،.

قال قبله الخطيب البغدادي [463 ﮬ.]،. "ﻭﻳﺠﻮﺯ اﻟﻨﺴﺦ ﺑﺪﻟﻴﻞ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻨﻄﻖ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﻨﺴﺦ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ، ﻷﻥ اﻹﺟﻤﺎﻉ ﺣﺎﺩﺙ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺦ ﻣﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻪ، *((ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺦ، ﻓﺈﺫا ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﻢ ﻗﺪ ﺃﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺑﻪ اﻟﺸﺮﻉ، ﺩﻟﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺴﻮﺥ))* ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﻨﺴﺦ بالقياس: ﻷﻥ اﻟﻘﻴﺎﺱ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﻧﺺ، ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﺣﻜﻢ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﻨﺴﺦ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﻨﺴﺦ ﺑﺄﺩﻟﺔ اﻟﻌﻘﻞ" [الفقيه والمتفقه 1/332]،.

قال يجوز النسخ بدليل الخطاب، أي بالذي تفهمه من النص، فإن فهمت أنه يعارض فلك أن تنسخ،. وقال بأن الإجماع يدلنا على أن الآية منسوخة!! فهو ينسخ ٱلۡقُرآن بكلام الناس،. بل ويرفع كلام الناس على كلام الله،. فقد قال قبل ذلك في نفس الكتاب،. *"((ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻧﺴﺦ ﺇﺟﻤﺎﻉ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻷﻥ اﻹﺟﻤﺎﻉ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ [!?What]،. ﻭاﻟﻨﺴﺦ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻧﺴﺦ اﻟﻘﻴﺎﺱ))* ﻷﻥ اﻟﻘﻴﺎﺱ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻷﺻﻮﻝ، ﻭاﻷﺻﻮﻝ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻧﺴﺦ ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ" [الفقيه والمتفقه 1/257]،.

ليس الخطيب وحده من قال بنسخ ٱلۡقُرآن بالإجماع، بل حتى الإمام الشوكاني [1250 ﮬ.]،. وهو يتكلم عن شروط الترجيح،. قال،. "والثاني: ((يُقدم ما كان دليل أصله الإجماع على ما كان دليل أصله النص)) [ويعني بالنص أي الآيات والأحاديث]، لأن النص يقبل التخصيص، والتأويل والنسخ،،.. والإجماع لا يقبلها"،. [إرشاد الفحول 2/278]،.

ولا تظن بأن هذه أقوال شاذة،. بل هذا منهج جميع العلماء، وإن استنكره بعضهم،. فهم إنما يستنكرون التصريح به،. ولكنهم لا يستنكرون العمل به،. وسنبين ذلك لاحقاً،.

وهنا يأتي ابن تيمية الذي لا يكاد يبين كعادته في الفتاوى المرنة المطاطة،. التي تنكر الأمر وتؤيده في نفس الوقت،. فكل الفرق تجد ضالتها عند ابن تيمية المتناقض،. فتجده يكّفر في موضع ويمنع التكفير في موضع آخر،. يؤيد الاجماع وينصره في موضع، وينفيه في موضع آخر ويشنع عليه، الأرض عنده كروية في مواضع، ومسطحة في مواضع،. فهذه عادته، لا يستقر له قول،. لهذا يظن القارئ بأنه لا يفهم كلامه إلا الأذكياء،. والحق أنه لا يفهم خبثه إلا الأذكياء،.

قال ابن تيمية [728 ﮬ.]،. "الإجماع نوعان: قطعي: فهذا لا سبيل إلى أن يُعلم إجماع قطعي على خلاف النص.
وأما الظني: فهو الإجماع الإقراري والاستقرائي، بأن يستقرئ أقوال العلماء فلا يجد في ذلك خلافاً، أو يشتهر القول ولا يعلم أحداً النصوصُ به؛ لأن هذا حجة ظنية لا يجزم الإنسان بصحتها، فإنه لا يجزم بانتفاء المخالف، وحيث قطع بانتفاء المخالف فالإجماع قطعي، وأما إذا كان يظن عدمَه ولا يقطع به، فهو حجة ظنية، والظني لا يُدفع به النص المعلوم، لكن يُحتج به، ويُقدم على ما هو دونه بالظن، ويُقدم عليه الظن الذي هو أقوى منه، فمتى كان ظنه لدلالة النص أقوى من ظنه بثبوت الإجماع قدّم دلالة النص، ((ومتى كان ظنه للإجماع أقوى قدم هذا)). والمصيب في نفس الأمر واحد" [مجموع الفتاوى 19/268]،.

لاحظ كيف يلتف ويلعب في الألفاظ ولا يصرح بما يريد،. تحسباً ألا ينفر منه أحد، فهو بهذا يعطي كل صاحب شهوة شهوته،.

أدخل (الظن الشخصي) لدلالة الاجماع، وجعل ظن الشخص هو الحكم على المسألة،. فمن غلب عليه ظنه لدلالة الوحي قدمه،. ومن ظن بأن الإجماع أقوى قدمه على ٱلۡقُرآن والسنة، ولكنه استحى فقال [قدم هذا]!! ايش هذا؟! قل قدم كلام الشيوخ على كلام الله،. هذا ما تريده،. وانظر كيف يتلاعب بالكلمات، لا يقول [ٱلۡقُرآن والسنة]، بل يقول [دلالة النص]،. وهو يعني ٱلۡقُرآن والسنة،. ولكنه يخشى التصريح، فيلجأ للتلميح تهربا من المساءلة، وليترك القارئ يهيم بخياله، ويفسر كلمة [النص] على أي وجه يريده، فمن ظن بأنه يعني ٱلۡقُرآن والسنة فله ذلك، ومن ظن بأنه يعني المقطوع به من أقوال العلماء، كان له ذلك،. هذا ابن تيمية، يعطي كل ذي شهوة شهوته،.

عموماً،. الإجماع عند ابن تيمية يُقدم على كلام الله، في حالة من الحالات، ولا يعنيني تفصيل هذه الحالة ولا كيفيتها، ولكن يهمني أنه رفع كلام البشر على كلام رب البشر [على استحياء قالها]،. ولا مبرر له فيها،.

وقال السخاوي [902 إﮬ.]،. "وكذا *((إذا تلقت الأمة الضعيف بالقبول، يعمل به على الصحيح، حتى إنه ينزل منزلة المتواتر في أنه ينسخ المقطوع به))"* [فتح المغيث بشرح ألفية الحديث 1/350]،.

فهاكَ تفضل،. يُقدّمون ويرفعون الاجماع على ٱلۡقُرآن والسنة، لأنه أقوى وأثبت ولا نسخ فيه، بينما ٱلۡقُرآن!! ينسخونه بلا شك!!!،. إلى هذه الدرجة صار كلام الله عندهم لا قيمة له، فقد تُزال الآية وتُمحى وتُطمس بقول عالم،. وإن كان هذا العالم قد استتيب من الكفر مرتين كصاحب المذهب [النعمان بن ثابت، أبو حنيفة]،. فإن كنت تظن بأن العلماء يوقّرون الله ويعرفون الحرمات ويقفون عند حدود الله، ويحبون ٱلۡقُرآن، وأنهم يقولون بالناسخ والمنسوخ اتباعاً لكلام الله فأنت موهوم مستغفَل،. درويشٌ مسكين،.

وهذا الإمام الجويني [478 ﮬ.]،.. الذي يسمى بــ إمام الحرمين، ويسمى بــ ركن الدين،. ويسمى "مجدد الدين"، وقد تتلمذ على يديه أكابر العلماء،. قال،. ‏‎"ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺟﻤﺎﻉ اﻟﻘﺎﻳﺴﻴﻦ ﺣﺠﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮ اﻟﻘﻴﺎﺱ ﻃﻮاﺋﻒ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء؟! ﻗﻠﻨﺎ: اﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻭﻭ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﺪ ﻣﻨﻜﺮﻱ اﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻣﺔ ﻭﺣﻤﻠﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﺒﺎﻫﺘﻮﻥ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺩﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺛﺒﺖ اﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﻭﺗﻮاﺗﺮ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺰﻋﻪ اﻟﺘﻮاﺗﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻭﻣﺬﻫﺒﻪ. ﻭﺃﻳﻀﺎ: ((ﻓﺈﻥ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺻﺪﺭ ﻋﻦ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭاﻟﻨﺼﻮﺹ ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺸﺎﺭ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ)) ﻓﻬﺆﻻء ﻣﻠﺘﺤﻘﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻡ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﻻ اﺟﺘﻬﺎﺩ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﺼﺮﻑ اﻟﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻇﻮاﻫﺮ اﻷﻟﻔﺎﻅ ﻓﻬﺬا ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻣﺎ اﺗﺼﻞ اﻟﻜﻼﻡ ﺑﻪ." [البرهان في أصول الفقه 2/37]،.

ألم يقرأ الجويني كلام اْلله،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..﴾ [المائدة 3]؟!،.

هؤلاء يعلمون ويتقصدون،. [لا يتأولون]،. وليسوا متوهمين،. ولم يقولوا هذا عن غفلة،. قال اْلله،. ﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِیقࣰا یَلۡوونَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَابِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَابِ وَیَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللهِ *((وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ))﴾* [آل عمران 78]،.

فهؤلاء يعلمون أن كلام الله حق لا يتبدل،. ولكنهم يشتهون تقديم أقوال شيوخهم، وإن خالجهم الذنب لحظة، وتفكروا في أنفسهم أليس قول الله حق؟!،. ثم يقولون : لم يكن للشيخ أن يخطئ أبداً،.. فيقدمون كلام الشيخ على كلام الله، فهؤلاء يريدون رد كلام الله وتكذيبه ولكنهم لا يستطيعون قولها مباشرةً هكذا،. فيستخدمون الحيل الماكرة والبهتان،.

وقد رد هذا البهتان بعض الشيوخ لابن القيم في كتابه [إعلام الموقعين عن رب العالمين]،. وقال بأن الإجماع لا يقدم على الكتاب والسنة،. وهذا كلام طيب، ولكن،... تحقيقا للمسألة،. نظرتهم للإجماع كونه معصوما قطعي الدلالة، ومقارنة بنظرتهم للكتاب والسنة كونهما يُنسَخَان وأن دلالتها ظنية،. تقطع لك بأن القوم جميعاً، يرون أن الإجماع أقوى في الدلالة من ٱلۡقُرآن والسنة،. وأن الإجماع معصوم وقطعي لا يُنسخ، بخلاف ٱلۡقُرآن والسنة،.

ــ يقولون عن ٱلۡقُرآن هذه آية متشابهة وليست آية محكمة [ولا يقولون مثل هذا في الإجماع]،.
ــ ويقولون هذه الآية تحتمل وجهان [ولا يقولون مثل هذا في الإجماع]،.
ــ ويقولون هذه الآية ظنية الدلالة وليست قطعية [ولا يقولون مثل هذا في الإجماعد بالإجماع معصوم من الضلالة]،.
ــ ويقولون في ٱلۡقُرآن والسنة، هذه مقيدة وليست مطلقة، وهذه خاصة ولست عامة، وهذه مجملة ليست مفصلة [ولا يقولون مثل هذا في الإجماع]،.
ــ ويقولون يجب أن نفسر ٱلۡقُرآن والسنة، ونأخذ بفهم السلف وبمذهب ابن فلانية [بينما الإجماع لا يُفسر، هو بذاته حاكم، ولا يُتحكم به مفسر]،.
ــ ويقولون بالنسخ والإلغاء في ٱلۡقُرآن والسنة [ولا يوجد إجماع منسوخ]،.

كل هذه الأمور ترفع من قيمة الإجماع فوق كلام الله وكلام النبي ﷺ، وإن قيل بعكس ذلك، فالتحقيق يفضح والتفاصيل تعرّي وتكشف،. فالإجماع عندهم [بعد التحقيق والتطبيق] أقوى في دلالته من ٱلۡقُرآن والسنة!،. وإن كانوا يعطونهما مرتبة عليا،. ولكنها مرتبة فخرية ليس إلا،. ليست مرتبة حقيقية، واقعهم يقول بأن المرتبة الأولى هي الإجماع، ثم الكتاب والسنة،.

وكل ذلك دليل أن الإجماع رب عظيم،. أعظم عندهم من رب العالمين،. ولو كان كلام الله مصدره رب واحد فقط،. فالإجماع فيه أربابٌ كثيرون مجتمعون، والناس يخشون مخالفة الجموع، بينما هم أجرء على مخالفة الواحد، ولو كان الواحد حقاً،.

ولهذا [التخويف] الشديد الذي يُحدثه الاجماع في نفوس الناس،. يستخدم الشيطان أولياؤه من الشيوخ، ليُجمعوا فيخوّف الناس من جمعهم،. وفيه قال ٱلله،. ﴿ٱلَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ *((إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ))* فَزَادَهُمۡ إِیمَانࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیلُ ۝ فَٱنقَلَبُوا۟ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللهِ وَفَضۡلࣲ لَّمۡ یَمۡسَسۡهُمۡ سُوۤءࣱ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضۡوَانَ ٱللهِ وَٱللهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِیمٍ ۝ ((إِنَّمَا ذَلِكُمُ ٱلشَّیۡطَانُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمۡ)) وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران 173 - 175]،.

والمعنى، أن الشيطان يخوف الناس بأولياءه،. أي يجعل الناس تخشى الشيوخ وإجماع الشيوخ،.

وفي سورة الزمر قال ٱلله،. ﴿أَلَیۡسَ ٱللهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُ ((وَیُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِینَ مِن دُونِهِ)) وَمَن یُضۡلِلِ ٱللهُ فَمَا لَهُ مِنۡ هَادࣲ﴾ [الزمر 36]،.

من هم الذين من دون الله،. الذين يخوفون الناس؟!،. هم الشيوخ والعلماء،. يمسيهم الله [أولياء]،.

قد ذكرهم الله في أول هذه السورة، قال ٱلله،. ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَابَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ ۝ أَلَا لِلهِ ٱلدِّینُ ٱلۡخَالِصُ ((وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِ أَوۡلِیَاۤءَ)) مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللهِ زُلۡفَىٰۤ إِنَّ ٱللهَ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ إِنَّ ٱللهَ لَا یَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَاذِبࣱ كَفَّارࣱ﴾ [الزمر 2 - 3]،.

وقال اْلله كذلك في هذه السورة،. ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ۝ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ۝ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا ((فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ)) وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ۝ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر 27 ـ 30]،.

كل ذلك لتعلم، أن الشيطان يستغل أولياؤه ((إجماع العلماء والشيوخ))،. ليخوف بهم الناس،. وهذا مصداق قول الله،. ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ ٱلشَّیۡطَانُ ((یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمۡ)) وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران 175]،.

والأولياء هم أنفسهم الذين قال ٱلله لنا عنهم،،. ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ((وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ)) قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 3]،. فالكلام عن تخويف الشيوخ بما يملكونه من [إجماع] والناس تخشى هذا حقاً،.

ولهذا تجدهم يصدرون فتاويهم وأحكامهم دائما بــ،. ((أجمع العلماء على كذا وكذا،.... إتفق علماء المسلمين على هذه،.... وهذا ما ذهب إليه الجمهور،.... وقال العلماء قاطبة بأن،... ولو كان في المسألة قولان للعلماء،. كذلك يصدون الفتوى بــ : اختلف العلماء فيها،.... فالعبرة عند الناس، ليس الله، وليس النبي ﷺ،. إنما : إجماع العلماء،.. هذا هو الرب الجديد،. الرب القوي المخيف، الرب الذي اتخذه الناس بديلا عن الله،. وهذه سنة من سبقنا بالضبط،. قال ٱلله،،. ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ...﴾ [التوبة 31]،. وقال نبيّ ٱلله ﷺ،. ﴿ﻟﺘﺘﺒﻌﻦ ﺳﻨﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺷﺒﺮا ﺑﺸﺒﺮ، ﻭﺫﺭاﻋﺎ ﺑﺬﺭاﻉ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﻠﻜﻮا ﺟﺤﺮ ﺿﺐ ﻟﺴﻠﻜﺘﻤﻮﻩ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﻦ؟!﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ،.

فإجماع العلماء رب، كما كان في بني إسرائيل رباً،. وهو اليوم يعود كما كان،. سنة الذين من قبلنا،.

ــــــــــ الإجماع مبني على الاجتهاد،.

الاجماع إنما هو اجتهاد مجتهد، تبعه اجتهاد مجتهد آخر وهكذا حتى يصير مجموع قولهم إجماعاً، يدينون به،. فأصل الاجماع اجتهاد مجتهدين،. فإن كان ثمة من سيُحاكم ويُسأل ويُقاضى، فهو المجتهد نفسه، وليس الإجماع الذي ليس له صاحب،. فالاجماع قولٌ اتفق عليه مجتهدون، هم نواة هذا الاجماع، وكل منهم قد اجتهد وشرع بعد أن درس المسألة،. وكانت نتيجة اجتهاداتهم [إجماعاً]،. فهم الأحق والأولى بالمحاكمة وطلب التعليل والتبرير،. وليس الاجماع الذي لا يستطيع أحدٌ محاكمته،.

وبالرجوع لأصل هذه التسمية [الاجتهاد] في الدين،. نجد بأنها لفظة مستحدثة، ومبدلة لكلمة أخرى هي الصحيحة ولكن أحدهم بدلها لكلمة [اجتهاد]،. وهي كلمة [التشريع]،. فالاجتهاد تشريعٌ في الأصل،. ولكن لا يستطيع المجتهدون استخدام هذه اللفظة الحقيقية، لأنها ستدل بشكل مباشر، أنهم أرباب وآلهة، فكان لابد من تخفيفها لتُمرر بشكل سلس،. فقالوا : اجتهاد!،. وإلا، فالمعنى واحد،.

ــــ الاجتهاد أقوى أم كلام الله؟!،.

تعلمنا من الفقهاء والأكابر، أن الله قد يناقض نفسه، فإن وجدت تناقضاً في ٱلۡقُرآن،. فقم بنسخ الآية الأقدم منهما،. (وهذا هو النسخ)،. ولكن،.. ماذا يا ترى، لو وجدنا تناقضاً في كلام مجتهد من المجتهدين،. ماذا سيفعلون يا ترى؟!،. لننظر في كتب الأصوليين،. من الأعلى والأجل عندهم؟!،. هل هو كلام الله؟!،. أم هو كلام الإنسان؟!،. ومن الأولى بالحفظ والصيانة؟!،. أي قولٍ هو المنزه من الخطأ والزلل؟!،.

قالوا،. *((الاجتهاد لا يُنقض بالاجتهاد))،. وفي رواية،. ((الاجتهاد لا يُنقض بمثله))،. وفي رواية،. ((الاجتهاد لا يُنقض باجتهادٍ مثله))،.*

قال عياض السلمي [من المعاصرين]،. "قاعدة: الاجتهادُ لا يُنقضُ بالاجتهاد: وهي قاعدةٌ عامّةٌ صحيحةٌ، تُفيدُ أن المجتهدَ إذا أفتى أو قضى قضاءً بناءً على اجتهادٍ، ثم تغيّر اجتهادُه فإنه لا يَنقضُ حكمه السابق، ولا يرجعُ فيه بعدَ نفاذه، وكذلك إذا أفتى بفتوىً وعمل بها المقلِّدُ، فإن رجوعَه لا ينقُضُ فتواه التي اتّصلَ بها العملُ. ولا فرقَ في تطبيق القاعدة بين أنْ يكونَ اختلافُ الاجتهاد الثاني من المجتهد الأول أو من غيره، بل إذا كان الاجتهاد المتأخِّرُ من غير المجتهد الأول يكونُ أولى بعدم النقض" [أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله 472]،.

لا يمكن أن ينسخوا قول المجتهد وإن تناقض مع نفسه أو مع غيره،. كلام المجتهد *((مصون محفوظ منزّه))،. ولكن كلام الله عندهم، ((لا قيمة له))،. يمكن أن يُرفع ويُشطب ويُزال بكل يُسر،. وهذه المفارقة العجيبة المبهرة [بين كلام الله وكلام الرجال]، تُعلمك بأن هؤلاء في الحقيقة أعداءٌ للۡقُرآن،. وليسوا خدماً له،.

قد يبدو للقارئ بأن هذا قولٌ شاذ "وشاطح" من شدة نكارته وشناعته ولكنه مخطئ،. فهذه قاعدة فقهية ثابتة عند الأولين والآخرين،. بل وجدتهم يتبجحون بهذه القاعدة في عدة مجالس،. ووجدت بعض الشراح يستخدمها في غير موضعها، يقول بأن الأحكام ثابتة والفتاوى متغيرة بحسب الزمان والحال [فالفتوى الجديدة لا تُحدف ولا تلغي القديمة]،. وكل ذلك عبث في الدين ولعب بالشريعة،. فليتهم فعلوا مثل هذا بالۡقُرآن،. فهم يقولون في علة النسخ كما قالوا في الفتوى،. أن لكل وضع وزمن حكمٌ من الله يخصه [ويتغير تخفيفاً وتثقيلاً]، أما الفتاوى فلا،. هي لا تتغير ولا ينسخ بعضها بعضاً،. فمن الأجل عندهم؟! كلام الله أم كلام الشيخ المجتهد؟!،. أجب بنفسك،.

ــــــ من أذن لهم بالاجتهاد والتشريع؟!،.

إن أباحوا لأنفسهم التشريع [الاجتهاد]،. بسبب حديث الأجر والأجران، فالكلام كان فيه للحاكم وليس للعالم،. قال نبي اْلله ﷺ،. ﴿إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران،...﴾،. فالكلام فيه عن الحاكم وليس عن العالم،. وكل علماء الحديث وضعوه في باب القضاء وليس في باب العلم،. فهذا استدلال ساقط،.

وإن أباحوه لأنفسهم بسبب حديث معاذ،. ﴿اجتهد رأيي ولا آلو..﴾،. فالحديث ضعيف منكر بسبب جهالة أصحاب معاذ، رغم استغراب علماء الحديث من كثرة انتشاره في كتب الفقه،. وهذا استدلال ساقط،.

وإن كان بسبب آية الاستنباط،. ﴿لعلمه الدين يستنبطونه منهم...﴾،. فالآية لأولي الأمر (أي الحكام) وليست للعلماء،. قال اْلله،. ﴿وَإِذَا جَاۤءَهُمۡ ((أَمۡرࣱ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ)) أَذَاعُوا۟ بِهِ ((وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰۤ أُو۟لِي ٱلۡأَمۡرِ)) مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِینَ یَسۡتَنۢبِطُونَهُ مِنۡهُمۡ،...﴾ [النساء 83]،. وأولي الأمر لا يعرفون النسخ وهذه الأمور،. ثم هذه الآية عن خبر الأمن والخوف، وليست عن التشريع،. وحين تقارنها بآية التشريع تجد أن الله يحيلك عند النزاع لنفسه،. ﴿..فَإِن تَنَازَعۡتُمۡ فِي شَيءࣲ ((فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللهِ وَٱلرَّسُولِ)) إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ،...﴾ [النساء 59]،. بينما في آية الاستنباط لم يذكر الله نفسه،. ذلك أنه ليس بتشريع، إنما هو أمر دنيوي يخص ولاة الأمور،. فهذا استدلال ساقط كذلك،.

وبهذا لم يبق لهم ممسكاً ليشرعوا في الدين [بمسمى الاجتهاد] ويستصدروا الاحكام،. كيف وقد قال اْلله،. ﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..﴾ [المائدة 3]،.
فلا يحق لأحد أن يشرع في الدين وقد أكمله الله،. ولم يفتح الله باب التشريع لأحد [بل سماه شركاً]،.
ــ قال اْلله،. ﴿..وَلَا یُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِ أَحَدࣰا﴾ [الكهف 26]،.

فأساس الاجماع [تشريع وشرك مع الله]،.
ــ قالَ اْلله،. ﴿..وَٱللهُ یَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِ..﴾ [الرعد 41]،.
ــ وقال،. ﴿قُلۡ أَرَءَیۡتُم مَّاۤ أَنزَلَ ٱللهُ لَكُم مِّن رِّزۡقࣲ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامࣰا وَحَلَالࣰا قُلۡ ((ءَاۤللهُ أَذِنَ لَكُمۡ؟!)) أَمۡ عَلَى ٱللهِ تَفۡتَرُونَ﴾ [يونس 59]،.
ــ وقال،. ﴿أَمْ لَهُمْ ((شُرَكَاءُ شَرَعُوا)) لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ..﴾ [الشورى 21]،.

ــــــــــــــــــــ دحض حجج الاجماع جميعها،.

1 ــــــــ أول وأقوى دليل على حجية الاجماع عندهم [تجد هذا الدليل حاضراً في كل مجلس]،. استدلالهم بقول الله،. ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء 115]،.

قلت: هذا الاستدلال خطأ،. لأسباب،.
1 ــ لأن الآية مفاصلة بين الكفر والايمان،. والذي يشاقق الرَّسوْل ﷺ ليس بمسلم، قال اْلله،. ﴿إِنَّ الَّذِينَ *((كَفَرُوا)) وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ((وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ))* لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد 32]،.
ــ وقال،. ﴿إِنَّ الَّذِينَ ((ارْتَدُّوا)) عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ ((مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)) الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ۝ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ﴾ [محمد 25 ــ 26]،.
2 ــ الآية فيها شروط ثلاثة،. لا ينفكون ولا يعزلون عن بعض، إنما يكونون معا فلا يصلح للمسلم أن يتبع سبيل المؤمنين دون تبين الهدى ودون الرسول ﷺ،. فهذه المشاققة كانت ثاني خصلة في الكفار في الآية،. أما الخصلة الأولى فهي (تبين الهُدَىٰ)،. ثم تأتي بعدها مشاققة الرسول،. لأن الله قال فيها،. ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ *((مِنْ بَعْدِ))* مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ﴾،. فتبين الهُدَىٰ تأتي في المرتبة الأولى، ثم في المرتبة الثانية مشاققة الرَّسوْل ﷺ،. ثم في المرتبة الثالثة يأتي اتباع غير سبيل المؤمنين،. وهذه الآية فسرتها آية أخرى في سورة محمد كما في النقطة [1]،. تبين لنا من هو تحديداً هذا الذي يشاقق الرَّسـوْل ﷺ،.
3 ــ نصليه جهنم،. هذه للكفار،. وبقية الآيات الشبيهة تدل على هذا،.
4 ــ سياق الآية يشهد ويدل أنها للكفار،. فالآية التي بعدها،. ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء 116]،.
5 ــ الشافعي أول من احتج فيها، ماذا عمن قبله؟،. فالذين قبل الشافعي لم يعرفوا أي إجماع.،.
6 ــ الصحابة لم يفهموها كما فهمها السلفية،. رغم أنهم أولى بالفهم من الشافعي،. ولم يحتج أحد من الصحابة باجماعهم البتة،. ولم يؤثر عنهم أي كلام يوحي بذلك،.
7 ــ الاستدلال مخالف لبقية آيات ٱلۡقُرآن الكثيرة الوفيرة، التي تأمر باتباع الوحي حصراً،. وكثير منها بصيغ الحصر، والسلفي يعلم ذلك ولكن يتصنع ويمثل دور الذي لا يرى،. أو هو في الحقيقة أعمى، ولا يعرف ٱلۡقُرآن،.
ــ الرد على هذه الشبهة بالتفصيل في هذا الرابط [مقال]،.
is.gd/u9aqYd

ــــــــــــ أول من استدل بالآية المشاققة على الاجماع،.

اعلم أن أول من استدل على حجية الاجماع واستخدم هذه الآية حجة له؛ هو الشافعي،. وذلك في مناظرة بينه وبين رجل من أهل الحديث،. وأهل الحديث لا يرون حجة في قول أحد بعد الحديث الصحيح،. وهم أكثر الناس علماً وتمسكاً بالحجة،. وتجد هذا حتى في تحديدهم للحديث الصحيح وشرطهم لقبوله كدين وحجة،. فلو كان السند عندهم صحيحاً ولكنه وقف عند الصحابي ولم يُرفع للنّبي ﷺ،. سموه حديثٌ موقوف، والحديث الموقوف أحد أقسام الحديث الضعيف،. وإن صحّ سنده للصحابي،. فكيف تراهم سيقولون عن آراء الناس من بعد الصحابة؟،. هل سيعتبرون الاجماع حجة؟! البتة،.

ناظر الشافعي شيخاً من أهل الحديث، نفى الشيخ كون الإجماع مصدرا للتشريع أو أن الاجماع حجة فقال له أنت تزعم أن الاجماع حجة ومنكره كافر؟،. فقال الشافعي نعم،. الاجماع حجة، فسأله الشيخ بم؟ وما هو دليلك؟! تورط الشافعي بالسؤال،. فطلب مهلة حتى يأتي بالدليل على الاجماع،. فأعطاه المهلة التي طلبها الشافعي،. فيقال أن الشافعي قرأ القُــرآن ثلاثة مائة مرة يبحث عن دليل،. ويقال أنه بعد ثلاثة أيام جاء وتلى هذه الآية!!!،.

ثلاثة مائة مرة؟!،. ثلاثة أيام؟!،. دعك من التناقض المستحيل بينهما [لغرض الغلو والنفخ]،. ولكن خذ بالمقبول فيما قيل [3 أيام]،.. وهل يحتاج الحق لثلاثة أيام حتى يُكتَشف ويُستَخرج؟!،. من هذا يتضح، بأن الإجماع لم يكن ديناً ظاهراً بيِّناً لدى المسلمين،. لهذا قال ناظره ليس في الدين إجماع،. ولو كان الاجماع ظاهراً لدى المسلمين معلوماً من الدين، لقال الشافعي من ساعتها: كذبت، هذه الآية تدل على عكس ما تقول،. ولكنه طلب مهلة ليبحث عن الدليل الذي سوف ينصر به رأيه الذي وضعه الشافعي مسبقاً قبل أن يعلم برهانه،.

فالشافعي ذهب لهذا الرأي قبل أن يعرف الدليل،. قدم قولاً ولا حجة لديه، جعله ديناً وقام يناظر به، ولم يلتفت للقُـرآن ليستدل به،. فهو قال قولاً برأيه،. ثم ذهب بعد ذلك ذهب ليستدل عليه،. وهذا عملٌ لا يفعله إلا أصحاب الباطل،. لأن الأصل أن تعلَم الوحي، ثم تستدل بالوحي،. فتنتصر للوحي،. وتنصر وترفع الوحي، لا أن تنصر رأيك المسبق، ثم تستنجد وتستدل لرأيك بشيءٍ الوحي [لا تعلمه]،. لتثبت رأيك الذي سبق الدليل، هذا انتصارٌ للنفس وليس انتصاراً للدين والحق،.

ما جرى في تلك المناظرة دل أن الصحابة والتابعين لم يكن لديهم أدنى دراية عن هذا المصدر المحدَث لمشاركة الله في التشريع، والذي اكتشفه الشافعي بعد 3 أيام،. وليته استدل عليه بوجه صحيح،. بل حتى استدلاله بالآية استدلال باطل،. ليس له أي وجه من الحق كما بينا، وسنبين زيادة،. ورب السماوات والأرض لن يستطيع كل العلماء أن يأتوا بتشريع جديد؛ ولا بحرفٍ من حروفِ الله،. لأن رب السماء قال،. ﴿قُلْ لَئِنِ *((اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ))* عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [اﻹسراء 88]،. هذا هو الاجماع،.

إن كان الشافعي قال ذلك فعلاً،. فلماذا يقول هو بنفسه بموضع آخر في أبيات من شعره،. (كل العلوم سوى القرآن مشغلةٌ .. إلا الحديث وعلم الفقه في الدين، العلم ما كان فيه قال حدثنا .. وما سوى ذلك وسواس الشياطين!)؟!،.

ثمة كذب في المسألة وتناقض،. مرة يزيد على الحجة فيقول بالإجماع، ومرة يقول بالحق دون الاجماع،. ففي أي منهما كان يكذب؟! في الأولى أم الثانية؟،.

ليس ذلك البيت وحده،. إنما قال أيضاً،. (اتبعوا السنة ولا تلتفتوا إلى قول أحد) النووي في المجموع - 1/36،. وقال (من استحسن فقد شرّع) وقال (الإستحسان لذة) [الحلية - 9/106]،. مع العلم أن استحسانات الشافعي في الأم كثيرة،.

فكيف يدعو الشافعي مرةً للاجماع ويستدل بالآية،. ويدعو مرةً للكتاب والسنة فقط؟!،. وهل كان استدلاله بالآية اقتضاءً للمذهب القديم [العراقي]،. أم هو ما يقتضيه المذهب الجديد [المصري]؟،.

وهنا ننقل من تفسير ابن عاشور في استدلال الشافعي بهذه الآية على الاجماع،. "قالَ الفَخْرُ: رُوِيَ أنَّ الشّافِعِيَّ سُئِلَ عَنْ آيَةٍ في كِتابِ اللهِ تَدُلُّ عَلى أنَّ الإجْماعَ حُجَّةٌ، فَقَرَأ القُرْآنَ ثَلاثَمِائَةِ مَرَّةٍ، حَتّى وجَدَ هَذِهِ الآيَةَ، وتَقْرِيرُ الِاسْتِدْلالِ أنَّ اتِّباعَ غَيْرِ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ حَرامٌ، فَوَجَبَ أنْ يَكُونَ اتِّباعُ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ واجِبًا. بَيانُ المُقَدِّمَةِ الأُولى: أنَّهُ تَعالى، ألْحَقَ الوَعِيدَ بِمَن يُشاقِقِ الرَّسُولَ ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ، ومُشاقَّةُ الرَّسُولِ وحْدَها مُوجِبَةٌ لِهَذا الوَعِيدِ، فَلَوْ لَمْ يَكُنِ اتِّباعُ غَيْرِ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ مُوجِبًا لَهُ، لَكانَ ذَلِكَ ضَمًّا لِما لا أثَرَ لَهُ في الوَعِيدِ إلى ما هو مُسْتَقِلٌّ بِاقْتِضاءِ ذَلِكَ الوَعِيدِ، وأنَّهُ غَيْرُ جائِزٍ، فَثَبَتَ أنَّ اتِّباعَ غَيْرِ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ حَرامٌ، فَإذا ثَبَتَ هَذا لَزِمَ أنْ يَكُونَ اتِّباعُ سَبِيلِهِمْ واجِبًا. وقَدْ قَرَّرَ غَيْرُهُ الِاسْتِدْلالَ بِالآيَةِ عَلى حُجِّيَّةِ الإجْماعِ بِطُرُقٍ أُخْرى، *((وكُلُّها عَلى ما فِيها مِن ضَعْفٍ في التَّقْرِيبِ، وهو اسْتِلْزامُ الدَّلِيلِ لِلْمُدَّعِي، قَدْ أُورِدَتْ عَلَيْها نُقُوضٌ أشارَ إلَيْها ابْنُ الحاجِبِ في المُخْتَصَرِ))*. (((واتَّفَقَتْ كَلِمَةُ المُحَقِّقِينَ: الغَزالِيِّ، والإمامِ في المَعالِمِ، وابْنِ الحاجِبِ، عَلى تَوْهِينِ الِاسْتِدْلالِ بِهَذِهِ الآيَةِ عَلى حُجِّيَّةِ الإجْماعِ))) إﮬ.

وهذا بحد ذاته يلزمهم أن يرتدوا عن الاستدلال بما رويَ عن الشافعي،. [رويَ وقيل]،. ليته كان بسند ثبت،. إنما [رويَ وقيل]،. والقوم اليوم يبنون دينهم ومصدر تشريعهم على هذا القيل وهذه القلاقل،.

سُبْحَانَ اللّٰه،. ندعوا الناس لاتباع الوحي حصراً (الكتاب والسنة)،. فينهروننا بأن ذلك لا يكفي،. لم يجبل الناس على اتباع الرب وحده.، بل جبلوا على تنوع الأرباب،. شركاً بالله وشركاً برسالته وشركاً بدينه،.

هنا نصيحة وتذكير للسلفيين، وليست بتكفير لهم، ولا نقول بأن هذه الآيات فيهم،. ولكن نقول بأن عملهم القبيح شابه عمل المشركين،.

ــــــ من تفسير ابن كثير،. [معظم من نقل التفسير ليستدل على الاجماع، ينقله دون السطر الأخير لأنه يفضحه ويبين أنهم في شقاق في تفسيرها]،.

"وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى﴾ أَيْ: وَمَنْ سَلَكَ غَيْرَ طَرِيقِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ ﷺ، فَصَارَ فِي شِقٍّ وَالشَّرْعُ فِي شِقٍّ، وَذَلِكَ عَنْ عَمْد مِنْهُ بَعْدَمَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ لَهُ وَاتَّضَحَ لَهُ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ هَذَا مُلَازِمٌ لِلصِّفَةِ الْأُولَى، وَلَكِنْ قَدْ تَكُونُ الْمُخَالَفَةُ لِنَصِّ الشَّارِعِ، وَقَدْ تَكُونُ لِمَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ، فِيمَا عُلِمَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَيْهِ تَحْقِيقًا، فَإِنَّهُ قَدْ ضُمِنت لَهُمُ الْعِصْمَةُ فِي اجْتِمَاعِهِمْ مِنَ الْخَطَأِ، تشريفًا لهم وتعظيما لنبيهم [ﷺ] وَقَدْ وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ كَثِيرَةٌ، قَدْ ذَكَرْنَا مِنْهَا طَرَفًا صَالِحًا فِي كِتَابِ "أَحَادِيثِ الْأُصُولِ"، وَمِنِ الْعُلَمَاءِ مَنِ ادَّعَى تَوَاتُرَ مَعْنَاهَا، وَالَّذِي عَوَّلَ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ، فِي الِاحْتِجَاجِ عَلَى كَوْنِ الْإِجْمَاعِ حُجَّةً تَحْرُم مُخَالَفَتُهُ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ، بَعْدَ التَّرَوِّي وَالْفِكْرِ الطَّوِيلِ. وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الِاسْتِنْبَاطَاتِ وَأَقْوَاهَا، *((وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ قَدِ اسْتَشْكَلَ ذَلِكَ وَاسْتَبْعَدَ الدِّلَالَةَ مِنْهَا عَلَى ذَلِكَ))"* إﮬ.

بعضهم، أي بعض العلماء والمفسرين،. استبعد أن تكون هذه الآية دليلاً على الاجماع،. فالعلماء أنفسهم منقسمون فيها،. مما يدل أنه حتى آية الاجماع *لم يجمعوا عليها*،.

فأول ما نطالب به تُبّاع الاجماع أن يأتوا لنا باجماع المجتهدين في دلالة الآية على ما قالوا،. وهيهات، لأن ما بين أيديهم يكذّبهم،. فنقول لهم حينها،. وحدوا كلمتكم أولاً، ثم احتجوا بها على غيركم،. قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ۝ *((كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللهِ أَن تَقُولُوا۟ مَا لَا تَفۡعَلُونَ))﴾* [الصف 2 - 3]،. وقال،. ﴿ٱلَّذِینَ یُجَادِلُونَ فِي ءَایَاتِ ٱللهِ بِغَیۡرِ سُلۡطَانٍ أَتاهُمۡ *((كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللهِ وَعِندَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟))* كَذَلِكَ یَطۡبَعُ ٱللهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرࣲ جَبَّارࣲ﴾ [غافر 35]،.

2 ــــــــ الدليل الثاني على الاجماع،.

استدلوا كذلك بقول الله،. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة 143]،.
قالوا،... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ الْخِيَارُ وَقَدْ جَعَلَهُمْ اللهُ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَأَقَامَ شَهَادَتَهُمْ مَقَامَ شَهَادَةِ الرَّسُولِ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ مَا قَوْلُك وَجَبَتْ وَجَبَتْ؟ قَالَ (هَذِهِ الْجِنَازَةُ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقُلْت : وَجَبَتْ لَهَا الْجَنَّةُ، وَهَذِهِ الْجِنَازَةُ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهَا شَرًّا فَقُلْت : وَجَبَتْ لَهَا النَّارُ. أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ)،.

قلت: وهذا استدلال غبي جداً ويدل على حماقة المستدل،. لماذا؟!،.
1 ــ الشهادة ليست تشريعاً،. بينما الإجماع تشريع،.
2 ــ الشهادة تكون في اليتامى والتركة والدين والطلاق،. ولا أحد منهم يملك أن يستصدر حكما بالحرام والحلال،.
3 ــ الشهادة من الصحابة حق وصدق، لأنهم خير الناس، أما الذين بعدهم يشهدون ولا يستشهدون ويكذبون،. ورغم ذلك لم يجمعوا بشيء،. فلا يمكن الاعتماد على الشهادة بعد عهد الصحابة، فالأجيال اللاحقة ذمها النّبي ﷺ وانتشرت فيها الفتنة وقصر النظر الاستدلالات الغبية من مثل هذا الاستدلال،.
4 ــ الآن لا يمكن أن تتفق الشهادات كلها في شخص،. فكيف بحكم؟! كل شخص لديه من يشهدون له من الأمة، وله من يشهدون عليه من الأمة، فلن تتحقق الشهادة،. كما أن معظم المسلمين يشهدون أن صدام مات وهو ينطق الشهادة، ولكن الكثير من السلفيين كفروه وماتوا قبل أن يموت صدام،. فكيف تتحقق الشهادة مع هؤلاء المعتدين التكفيريين؟! كذلك القذافي وغيره، لكل إنسان محبين ومخالفين، فكيف تقول أن الشهادة إجماع؟!،.
5 ــ الحديث يتكلم عن الميت والجنازة للأموات، وليس الأحياء، لأن الحي فيه نهي عن الزكية، أنتم تزكون أنفسهم والله قد نهاكم عن هذا، قال ﴿ولا تزكوا أنفسكم﴾،.
6 ــ النّبي ﷺ نهى عن مدح الحي،. ولكن القوم قد أصابهم العمى فلا يذكرون قرآنا ولا سنة،.
7 ــ حتى تُفهم الآية على وجهها، وجب جمعها بشبيهاتها من الكلام عن هذه الأمة كآية الخيرية،. ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف...﴾،. خيرية هذه الأمة كان بسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، وإقامة الصلاة والعمل، وليس بالاجتهادات والاختلاف والتعدد في مصادر التشريع،.
7 ــ حين تكلم النّبي ﷺ عن الآية [وقليل ما تجد تفسير النّبي ﷺ للآيات]،. قال فيها أننا نشهد على بقية الأمم وذكر أمة نوح وكيف سنشهد عليهم،. هكذا ينبغي أن يُفهم الدين، بفهم النّبي ﷺ وليس بفهم ابن تيمية يا السلفية الخونة،.
ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ :
ﻳﺠﺎء بنوح ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻫﻞ ﺑﻠﻐﺖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻓﺘﺴﺄﻝ ﺃﻣﺘﻪ ﻫﻞ ﺑﻠﻐﻜﻢ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﺟﺎءﻧﺎ ﻣﻦ ﻧﺬﻳﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺩﻙ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﻣﺘﻪ، ((ﻓﻴﺠﺎء ﺑﻜﻢ ﻓﺘﺸﻬﺪﻭﻥ))، ﺛﻢ ﻗﺮﺃ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ {ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﺳﻄﺎ} ﻗﺎﻝ ﻋﺪﻻ {ﻟﺘﻜﻮﻧﻮا ﺷﻬﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺷﻬﻴﺪا}.
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.
فالآية تتكلم عن شيءٍ آخر،. ولكن ابن تيمية أصابه العمى، "فعينه الواحدة" نقص نورها كما قال الذهبي،.
8 ــ سياق الآية جاء بين آيات القبلة،. والعلة فيها مذكورة، هو لنعلم من يتبع الرَّسوْل ﷺ ممن ينقلب على عقبيه،.
قال اْلله،. ﴿سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلّاهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُوا۟ عَلَیۡهَا قُل للهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُ یَهۡدِي مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَاطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ۝ وَكَذَلِكَ جَعَلۡنَاكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰا ((وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ)) وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللهُ وَمَا كَانَ ٱللهُ لِیُضِیعَ إِیمَانَكُمۡ إِنَّ ٱللهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ ۝ قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَاۤءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَا فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَابَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ وَمَا ٱللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة 142 - 144]،. فالآية أصلاً تتكلم عن القبلة، وفيها العلة،. لنعلم من يتبع الرَّسـوْل ﷺ الحجة،. ليست لنعلم من يتبع العلماء والاجماع،.
ــ الرد على هذه الشبهة الغبية في هذا الرابط [تسجيل صوتي]،.
is.gd/44pY3w

3 ــــــ الدليل الثالث على الاجماع،. [مضحك]،.

استدلوا بقول الله،. ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [النساء 59]،.
فقالوا،... فقوله ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ﴾ يدل على أن ما أجمعوا عليه لا يجب رده إلى الكتاب والسنة اكتفاءً بالإجماع المنعقد.

قلت : هذا من أغبى الاستدلالات،. يحكمون ٱلۡقُرآن بقواعد من أكياسهم،. حكموا هذه الآية بقاعدة (المفهوم المخالفة)،. أي خالف الكلام حتى تفهمه! هذا من الدجل والعور، كيف تخالف وتعكس الكلام؟!،. ما هذه الحماقة؟!،. افهمه كما هو وليس بالمقلوب،. ومثله من استدل بحديث ﴿لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، حتى يأتي أمر الله﴾،. ففهموه بالمقلوب!،. قلنا : الطائفة على الحق، بقية الأمة ليست على الحق،. وهذا يدل ويوافق ٱلۡقُرآن أن الأغلبية والاجماع يكونون على باطل،.

قالوا،. فإن لم يتنازعوا!! وهل سيحصل هذا؟!،. لا،. قالَ اْلله،. ﴿وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّاۤ أُمَّةࣰ وَاحِدَةࣰ ((فَٱخۡتَلَفُوا۟)) وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِیَ بَیۡنَهُمۡ فِیمَا فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ﴾ [يونس 19]،. فالناس لم ولن يتفقوا أبداً حتى تقول إذا اتفقوا فهو إجماع،..

قال اْلله،. ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ *((أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ۝ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ))* كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ﴾ [اﻷنبياء 92 ــ 93]،.

وقال،. ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ۝ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ۝ *((وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)) ۝ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ((كُلُّ حِزْبٍ))* بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون 50 ــ 53]،.

فبشهادة ٱلۡقُرآن، الناس يختلفون،. لا يتفقون أبداً، حتى تفترض أنهم إن أجمعوا فنكتفي بالاجماع ولا حاجة لرده لله وللرسول ﷺ!،.

الاختلاف طبيعة في الناس،. الناس كلهم يختلفون كما تختلف أذواقهم وبصماتهم وأشكالهم وألوانهم وألسنتهم وشعوبهم،. الله لم يشأ أن يجعلنا متفقين،.. قال اْلله،. ﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ *((لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةࣰ وَاحِدَةࣰ وَلَا یَزَالُونَ مُخۡتَلِفِینَ ۝ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمۡ))* وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِینَ﴾ [هود 118 - 119]،.

فكيف تترك هذه البينات الواضحات، وتفترض أننا سنتفق ونجتمع؟!،. والله لن يجمعنا إلا ٱلۡقُرآن وهذا النّبي ﷺ،. قال اْلله،. ﴿..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء 82]،. أفتظن بعد هذا، أننا سنتفق من غير الوحي؟!،.

4 ــــــــ الدليل الرابع،. الأحاديث،.

القائلين بحجية الاجماع استدلوا بأحاديث كلها ضعيفة وموضوعة،. كحديث (لا تجتمع أمتي على ضلالة) وحديث ابن مسعود (ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن)!،.

ــ حديث لا تجتمع أمتي على ضلالة!،.

كل الأحاديث التي دلت في مضمونها أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، كلها ضعيفة السند، وفيها علل كثيرة،. كحديث ابن عمر،. عن النّبي ﷺ أنه قال،. ﴿إنَّ اللهَ لا يجمعُ أمَّتي أو قال: أمَّةَ محمَّدٍ على ضلالةٍ ويدُ اللهِ مع الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ إلى النَّارِ﴾ قال البخاري في العلل الكبير - 324 فيه سليمان المدني منكر الحديث،.

وحديث،. ﴿لا تجتمعُ أمَّتي على ضلالة﴾ قال النووي في شرح مسلم 13/67 حديث ضعيف،.

وحديث ابن عمر مرفوعا،. ﴿إنَّ اللهَ لا يجمعُ أمتي على ضلالةٍ﴾ قال الذهبي في ميزان الاعتدال 1/295 قال [فيه] عبد الله بن يزيد، لا يُعرف،.

وحديث أنس بن مالك مرفوعاً،. ﴿إن أمتي لن تجتمعَ على ضلالةٍ، فإذا رأيتم الاختلافَ فعليكم بالسَّوَادِ الأعظَمِ﴾ ضعفه الألباني - السلسلة الضعيفة 2896،. وغيرها من الأحاديث،.

ــ رواية ابن مسعود،. ما رآه المسلمون حسناً فهو حسن!،.

أولاً هذا ليس بحجة،. فالحديث ليس عن النّبي ﷺ الذي أرسله اللّٰه حجة للعالمين،. ولم يجعل بعد الرسل حجة! قال اْلله ﴿((رُسُلًا)) مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ ((حُجَّةٌ بَعْدَ الــرُّسُلِ))..﴾ [النساء 165]،.

ثانياً هو ليس بثابت صحيح عن ابن مسعود رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ،.. ومن نسبه للنّبي ﷺ فقد كذب عليه،. ﴿ما رأى المسلِمونَ حسنًا فهوَ عندَ اللهِ حسَنٌ، وما رآه المسلِمونَ سيِّئًا فهو عندَ اللهِ سيِّء﴾ كذلك قال الألباني في السلسلة الضعيفة 533 لا أصل له مرفوعاً،.

والحديث الموضوع،. ﴿إنَّ اللهَ نظرَ في قلوبِ العبادِ فَلم يجِد قلبًا أنقَى مِن أصحابي، ولذلكَ اختارَهم، فجعلَهم أصحابًا، فما استَحسَنوا فهو عندَ اللهِ حسَنٌ، وما استَقبَحوا فهو عندَ اللهِ قبيحٌ﴾ قال الألباني في السلسلة الضعيفة 532 أنه موضوع،. ويكفي أن يقول الألباني "المتساهل" جداً في التصحيح والتحسين أنه كذب موضوع،. فلا داعي أن تبحث بعده!،.

كيف يكون هذا الحديث صحيح،. وعندهم حديث آخر يقول بأن الأمة ستفترق؟!،. فأيهما الحق؟!،. هل ستفترق الأمة أم لن تفترق؟!،. [وكلاهما حديث ضعيف]،. يبدو أن الذي يستدل بحديث لا تجتمع أمتي على ضلالة،. نسي الأحاديث الأخرى المناقضة له، التي كان يستدل بها وبشدة في مواضع أخرى،. ﴿.. وتفترق أمتي ثلاث وسبعون فرقة...﴾،. وحديث،. ﴿لا تكن إمعة، إذا أحسن الناس أحسنت، وإذا أساؤوا أسأت﴾،. فالذين يصرون على تصحيحهما، قد ابتلعوها،. وسقطوا في التناقض دون أن يشعروا،.

ويوجد غير هذه الأحاديث، تبين أن هذه الأمة ستنشق وتقاتل بعضها بعضاً،. فكيف فهموا بأن الأمة لن تجتمع على ضلالة؟!،.

هنا تخريج أحاديث [لا تجتمع أمتي] وتحقيق أسانيدها، بما فيها حديث (اختلاف أمتي رحمة) في هذا الرابط،.
is.gd/xv3gSM

ــــــــ ولو فرضنا صحة الحديث،.

نقول،. قال الرَّسوْل ﷺ ﴿لا تجتمِعُ ((أمَّتي))﴾ فمن هم أمته؟!،. أمة الرسول ﷺ تبدأ منه هو، إلى يوم القيامة،. فعليهِ وَجَبَ أن يكون الاجماع من النّبي ﷺ ابتداءً، وليس إجتماع عصرٍ من عصورِ أمته دون النّبي ﷺ! إذ كيف يمكن أن يجتمع ناسٌ علىٰ أمرٍ لا يعلمه النّبي ﷺ؟! وكيف يكون لهم دينٌ وللنبي دين؟!،.

فإن كان إجماع هذا العصر ليس على رأسه النّبي ﷺ! فليس بشيءٍ، لأن الحديث (أمتي) وليس (عصرٌ من أمتي!)،.

ثم الأمر الآخر، يستحيل أن تجد إجماعاً اتفقوا فيه كل العلماء علىٰ أمرٍ واحد! كل مسألةٍ أجمعَ فيها العلماء خالفهم فيها علماء آخرون من مثل أوزانهم! وربما أثقل منهم! والذين جعلوا الاجماع مصدراً للتشريع وضعوا له شروطاً منها أنه لو خالف شخصٌ واحد لانتقض الاجماع! فلهذا قال الإمام أحمد بن حنبل (أعلمُ الأربعة، إمام أهل السنة كما يقال) قال: من ادعى الاجماع فقد كذب!،.

5 ــــــ الدليل الخامس،. [قمة السخرية]،.

استدلوا بحديث ضدهم تماماً، أخذوه حجةً على الاجماع،. مما يجعلك تقف أمامهم منبهراً لا تدري ماذا تقول من فرط الغباء والحمق، ولكن الهوى حين يصيب القلب،. لم يجدوا سوى هذا الدليل؟!،.

دليلهم هذه المرة،. قول النّبي ﷺ،. ﴿ﻟﻦ ﻳﺰاﻝ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ.

لا أعلم كيف سأصف الحمق والغباء في هذا الاستدلال،. قالوا،. لو طالما ستكون هناك طائفة على الحق،. فهذا دليل على الاجماع،. واعذروني قليلاً لأضحك قبل الرد [ههههههههه 😂😂😂]،.

هذا دليلٌ على الاجماع أيها السلفي؟!،. هذا دليلٌ أنه لن يجتمع معظم الناس على الحق،. وأن الحق محصورٌ في فئة قليلة ظاهرة،. وباقي الناس على غير الحق،. الحديث يدل بكل وضوح أن الأمة قسمين،. قسم على باطل وهم الأكثر،. وقسم ظاهر على الحق وهم قلة،. فأين الاجماع أيها الأحول؟!،.

6 ــــــــ افتراض غبي،. واستدلال أخرق كالسابق،.

استدلوا هذه المرة بافتراض يخالف ٱلۡقُرآن كله،. قالوا بأن الله قال،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡ ((فَإِن تَنَازَعۡتُمۡ فِي شَيءࣲ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللهِ وَٱلرَّسُولِ)) إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلآخِرِ ذَلِكَ خَیۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا﴾ [النساء 59]،.

فقالوا، إن الله أمرنا بالرجوع لله والرَّسوْل ﷺ في حال التنازع فقط،. ولكن [الآن سيفترض افتراضه الغبي] إن لم نتنازع، فهذا دليل أننا لسنا بحاجة للرجوع للۡقُرآن ولا السـنة، طالما اجتمعنا ولم نتنازع،.

اللّٰه أكبَر،. اللّٰه أكبَر،. هذا هو السلفي حين يفكر بعمق، هذا هو المجتهد المطلق حين يعمل عقله، يستغني عن الله وعن رسُول اللّٰه ﷺ مباشرةً،. ويجعل الاجماع هو الفيصل والحجة البالغة،. سُبْحَانَ اللّٰه،.

كيف تفترض أن الناس لن يتنازعو ولن يختلفواا؟!،. يقول الله،. ﴿ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، ولكن لا يزالون مخالفين إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم،..﴾،. وقال،. ﴿وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا،..﴾



ــــــــــ الاجماع،. وحيٌ أم رأيٌ؟!،.

الاجماع رأي، وليس دينا،. فلا يلزمنا بشيء،. والرأي في الدين تشريع وشرك،. سواء كان رأي شخص أو رأي مجموعة أشخاص ترى نفسها آلهة ويحق لها التشريع، سواء قبلت بتسميته رأي أو أحببت تحريفه لــ إجماع أو اجتهاد،. كله في الآخر رأي،. سواء كان رأي طيب أو رأي فاسد، كلاهما ليس بدين،. ولا حجة فيها، ولا تلزم أحداً،. وهذه الحقيقة المرة التي يكرهونها وهم يقرون بها،. أن أي تشريع من دون الله فهو شرك،.

والاجماع رأي وليس بوحي من الله، فهو ليس من عند الله،. بل هم من عند غير الله،. وهذا موجبٌ للاختلاف الكثير،. قالَ اْلله،. ﴿..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء 82]،.

فأي شيء من عند غير الله، سيكون فيه اختلاف كثير،. والاجماع منه،. ولهذا السبب تجد كل اجماع عقد، ثم نقضه فيما بعد،. ومن أمثلة ذلك (مراتب الاجماع) لابن حزم، ثم بعدها بــ 200 سنة،. نقضه ابن تيمية في (نقض مراتب الاجماع)،. وهذا مصير أي إجماع مستحدث بعد الوحي، فأي دين هذا الذي سوف يزول بعد زمن؟!،. هذا دين المتشاكسين،.

ــــــــــــ مثل العلماء المتشاكسون،.

قد ذكرهم الله في أول هذه السورة، قال ٱلله،. ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَابَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ ۝ أَلَا لِلهِ ٱلدِّینُ ٱلۡخَالِصُ ((وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِ أَوۡلِیَاۤءَ)) مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللهِ زُلۡفَىٰۤ إِنَّ ٱللهَ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ إِنَّ ٱللهَ لَا یَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَاذِبࣱ كَفَّارࣱ﴾ [الزمر 2 - 3]،.

قالَ اْلله،. ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ۝ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ۝ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ۝ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر 27 ـ 30]،.

أجب بنفسك على هذا السؤال،. هل يستويان مثلاً؟! لا يستويان،. لا يستوي من يتبع رجلاً واحداً وسلّم له أمره كله،. ومن يتبع عدة رجال وسلّم لهم أمرهم،. ذاك يستقيم أمره حين يتبع رجلاً واحداً، أم الرجل الآخر فهو في تخبط، فكل أحد من المتشاكسين الشركاء يقول قولاً يختلف عن الآخر،. فسوف يضيع بينهم بلا شك،. هذا المثل ضربه الله لنا ليعلمنا ألا نتبع الرجال،. إنما نتبع الذي أنزله من الوحي فقط،.
ــ قال اْلله،. ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [اﻷعراف 3]،.
ــ وقال،. ﴿..قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰ ((وَأُمِرۡنَا لِنُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَالَمِینَ))﴾ [الأنعام 71]،.
ــ وقال أيضا،. ﴿هُوَ ٱلۡحَيّ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِینَ ۝ قُلۡ إِنِّي نُهِیتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِینَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللهِ لَمَّا جَاۤءَنِي ٱلۡبَیِّنَاتُ مِن رَّبِّي ((وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَالَمِینَ))﴾ [غافر 65 - 66]،.

لا تضحك على نفسك وتقول: نحن نأخذ بفهمهم فقط، لا نتبعهم،. كونك تأخذ بفهمهم، هذا هو الاتباع بعينه،. وكونك تأخذ بفهم فلان لكلام الله، فهو يقودك بفهمه هو، ولو أخطأ فهمه، فسوف تتبع خطؤه هو،. وما يدريك بأن الله رضي عن فهمه وأقره عليه؟،.

ثانياً،. هذا بابٌ لتحريف كلام الله،. يستخدمه الشيطان بحجة أننا لا نفهم كلام الله، وأنه عسير وصعب،. بينما يقول الله أنه مبين،. يسير، ليس فيه عوج، فلن تحمله على أكثر من وجه،. حتى قال ابن كثير في تفسيره للآية،. وَقَوْلُهُ ﴿قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ أَيْ: هُوَ قُرْآنٌ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ وَلَا انْحِرَافَ وَلَا لَبْسَ، بَلْ هُوَ بَيَانٌ وَوُضُوحٌ وَبُرْهَانٌ،. إﮬ.

الله يضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون،. لعلهم يتفكرون،. ضرب الله هذا المثل ليعلمك أنه لن يستقيم حال العبد وهو يتبع أفهام عدة رجال متشاكسين،. هذا سيودي به للتناقض والاختلاف،. بينما الذي من عند الله، لا يكون فيه اختلاف البتة ولا تناقض،.
ــ قال اْلله،. ﴿..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء 82]،. وقال عن كتابه،. ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت 42]،. وهذا مثل المتشاكسين،. وكل آيات القُــرآن جائت على اتباع الواحد الأحد وحده،. بينما لو كان غير الله، سيكونون عدداً وجمعاً يعجب الناس،. لهذا يسمونه بالإجماع،.

ــ قال اْلله،. ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا ((إِلَٰهًا وَاحِدًا)) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة 31]،.
ــ وقال،. ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ ((وَحْدَهُ)) وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [اﻷعراف 70]،.
ــ وقال،. ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا ((وَاحِدًا)) إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص 5]،.
ــ وقال،. ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ ((وَحْدَهُ)) اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الزمر 45]،.
ــ وقال،. ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ۝ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا ((وَاحِدًا)) نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ۝ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ۝ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ [القمر 23 ــ 26]،.
ــ وقال،. ﴿وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولًا ۝ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ ((آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا)) وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ۝ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ۝ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان 41 ــ 44]،.

قال نبي اْلله ﷺ ﴿ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﻣﺘﻲ ((ﺑﺄﺧﺬ اﻟﻘﺮﻭﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ))، ﺷﺒﺮا ﺑﺸﺒﺮ ﻭﺫﺭاﻋﺎ ﺑﺬﺭاﻉ، ﻓﻘﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻛﻔﺎﺭﺱ ﻭاﻟﺮﻭﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﺃﻭﻟﺌﻚ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.

قال اْلله،. ﴿ذَٰلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ ((وَحْدَهُ)) كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ۝ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ((وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ)) ۝ فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر 12 ــ 14]،.
ــ وقال،. ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ((وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ))﴾ [اﻷعراف 29]،.
ــ وقال اْلله،. ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران 79]،.
ــ وقال،. ﴿وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰا وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ وَلَّوۡا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهِمۡ نُفُورࣰا﴾ [الإسراء 46]،.

قال الله،. ﴿وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰا *((وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ))* وَلَّوۡا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهِمۡ نُفُورࣰا﴾ [الإسراء 46]،. قالَ اْلله،. ﴿قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ﴾ [فصلت 52]،.

هذا هو الذي في شقاق بعيد،. الذي يرد ما قاله الله،. وليس الذي يرد ما قاله الناس،.

ــــــــــــــ وهكذا يسقط استدلالهم، فلم يبق لهم مستمسك على حجية الاجماع،. فيبقى الحق كله فقط فيما نزّل اللّٰه،. وما أوحى لنبيه ﷺ،. وكل ما سوى ذلك خرصٌ، ولو اجتمع عليه كل أهل الأرض! فكثرتهم لا تغني من الحق شيئا،.
ــ ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [اﻷنبياء 18]،.
ــ ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [اﻹسراء 81]،.

قال اْلله،. ﴿قُل لَّا یَسۡتَوِي ٱلۡخَبِیثُ وَٱلطَّیِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِیثِ فَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ یا أُو۟لِي ٱلۡأَلۡبَابِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة 100]،.

ــــــ أكثر ما يضيق الصدر به، عند الذين يحتجون بالاجماع هو قولهم مثلاً،. (الصلاة حكمها فرض،. والدليل عليه من القُــرآن والسنة و"الاجماع")،. لا أدري ما محل الاجماع هنا؟! وما الذي زاده بعد الكتاب والسنة؟،.

هذا الاجماع المسمى [اجماع قطعي]،. هو في الحقيقة تحصيل حاصل،. لا دور له ولا قيمة،. وجوده وعدمه واحد،. وجوده لم يزد شيئاً وغيابه لم ينقص شيئاً،. فهو من أسخف الكلام،. بل هي مزاحمة وتألٍ على الله،.

لو قلت لك : الصلاة فرض بدليل القُــرآن والسنة و"إقرار أخي الصغير"،. ستقول : وما شأن أخاك في هذا؟! ماذا سيزيد إقرار أخيك بعد القُـرآن والسنة؟! ولو حذفت أخاك من هذه الجملة هل سيوهناها؟ وهل تظن أن اللّٰه كان يحتاج لأخيك ليصدق على كلامه!؟،.

هذه الأسئلة نقولها لمؤيدي الاجماع! ماذا نفعنا الاجماع بوجود القُــرآن والدين الذي اكتمل مسبقاً؟ وماذا سينقصنا لو تخلينا عنه؟! يكفي أن تقول قال الله، أو قالَ نَبِيّ اْلله ﷺ، فيقع الحق كله،. ﴿فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾ [اﻷعراف 118 ــ 119]،.

واضح أن هذا من مزاحمة لله ورَسُولهُ ﷺ،. وما هو إلا تضخيم وتربيب للعلماء والشيوخ،. ومحاولة منهم لجعلهم أنبياءً أو أرباباً من دون الله!،. ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ...﴾ [التوبة 31]،.

أخيراً، نقول لمن احتج بالاجماع وظن أنه على خير لأنه مع السواد الأعظم،. لا تستدل لنفسك غدا بحديث الغرباء، ولا بحديث الطائفة المنصورة التي لا تزال على الخير،. لا يضرهم من خذلهم،. قالَ نَبِيّ اْلله ﷺ،. ﴿ﻟﻦ ﻳﺰاﻝ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ.

هذه مفارقة عجيبة عند الناس،. إن رأى نفسه مع الجميع، قال هذا إجماع واطمئن لنفسه، وإن رأى الناس خالفوه ونبذوه وقاتلوه، قال هذه غربة الدين، واطمئن لنفسه أنه من الطائفة التي أخبر عنها النّبي ﷺ،. وهي فئة قليلة، ضد الإجماع،.

وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ،... رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

بكيبورد، محسن الغيثي،.

السبت، 24 يونيو 2023

وليس الذكر كالأنثى

هل الاسلام يساوي بين الرجال والنساء؟!،.

ــــــ تحذير،.. هذا المقال قد يُغضب بعض النساء،... وبعض أشباه الرجال،.. ووضعت هذه المقدمة حتى لا يُفهم الكلام على الأشخاص بأعيانهم،. إنما الكلام عن أصل الخلق،. والغالبية العظمى فيه،. وكيف خلقهم الله وفرق بينهم ليس إلا،. أما الإيمان والعمل،. فلا تفاضل فيه لجنس دون جنس،.

❒ قال اْلله،. ﴿فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي ((لَاۤ أُضِیعُ عَمَلَ عَامِلࣲ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضࣲ))،...﴾ [آل عمران 195]،.
❒ وقال،. ﴿وَمَن ((یَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ)) وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُو۟لَئكَ یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا یُظۡلَمُونَ نَقِیرࣰا﴾ [النساء 124]،.
❒ وقال،. ﴿مَنۡ ((عَمِلَ صَالِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ)) فَلَنُحۡیِیَنَّهُ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [النحل 97]،.
❒ وقال مؤمن آل فرعون،. ﴿مَنۡ عَمِلَ سَیِّئَةࣰ فَلَا یُجۡزَىٰۤ إِلَّا مِثۡلَهَا ((وَمَنۡ عَمِلَ صَالِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ)) وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُو۟لَئكَ یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ یُرۡزَقُونَ فِیهَا بِغَیۡرِ حِسَابࣲ﴾ [غافر 40]،.

كل ذلك في الإيمان والعمل الصالح،. فالنساء فيه مثل الرجال، لا فرق في الحسنات والسيئات،. ولو عمل الرجل وعملت المرأة نفس العمل، لن يعطي الله الرجل زيادةً عن أجر المرأة،. قال اْلله،. ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ((إِنَّا خَلَقۡنَاكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَاكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤئلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللهِ أَتۡقَاكُمۡ)) إِنَّ ٱللهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ﴾ [الحجرات 13]،.

فالأكرم عند الله [أي رفيع الشأن] هو الأتقى وليس لكونه ذكراً أو أنثى،. فليس في الأعمال مفاضلة بين الجنسين،. ولكن لو تكلمنا فيما دون العمل،... عن أصل الخلق واختلاف الخصال والطباع بين الذكر والأنثى،. وما حبى الله به كلاً منهما عن الآخر وخصه بأمور، فسنجد بينهما تبايناً كبيراً،. يقود العاقل ليقول أنهما ليسا متساويان،. فلا مساواة بينهما، وأن الله خلق كل منهما بعدل وحكمة وعلم واسع،. قال اْلله،. ﴿وَرَبُّكَ ((یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُ وَیَخۡتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ)) سُبۡحَانَ ٱللهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [القصص 68]،. وقال،. ﴿للهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ ((یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُ)) یَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ إِنَاثࣰا وَیَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ ٱلذُّكُورَ ۝ أَوۡ یُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانࣰا وَإِنَاثࣰا وَیَجۡعَلُ مَن یَشَاۤءُ عَقِیمًا إِنَّهُ عَلِیمࣱ قَدِیرࣱ﴾ [الشورى 49 - 50]،.

ــــــــ فالله يفرّق بين الرجال والنساء في عدة مواضع بشكل واضح،. مما يشكل لديك نظرة مختلفة عن النساء بشكل عام،. [ولكل قاعدة استثناءاتها]،.

وقبل البت في الأدلة ننوه،. حين تقرأ أي امرأة هذا المقال، ستحاول إسقاط ما فيه على نفسها،. فلا تجد نفسها كل ما قيل في النساء فتستنكر القول فترده،. فنقول لها من الآن وقبل قراءة المقال : لستِ أنتِ المعنية به،. والكلام هنا بشكل عام، عن جماعة النساء،. فمعظم أخواتك النساء هكذا،. والحكم يكون على الغالب الأعم،. فلا تستنكري،. وأنت تعلمين من النساء ما تعلمين،. وقد يشمل الاستثناء معظم نساء المسلمين،. فالكلام عن النساء عموماً، والكافرات أكثر عدداً من المسلمات،. فلا ينبغي أن تسقطي كل ما هنا عليكِ شخصياً،. ولكن اقرئي وتعلمي، واحذري أن تُدخلي نفسك في العموم الذي سيأتي،. وتذكري، الأكرم عند الله هو التقي، فقد تكون المرأة بتقواها أكرم من ألف ألف رجل فاسق،.

1 ــــ ليس الذكر كالأنثى،.

قال الله عن أم مريم،. ﴿فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَاۤ أُنثَىٰ وَٱللهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ *((وَلَیۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰ))* وَإِنِّي سَمَّیۡتُهَا مَرۡیَمَ وَإِنِّي أُعِیذُهَا بِكَ وَذُرِّیَّتَهَا مِنَ ٱلشَّیۡطَانِ ٱلرَّجِیمِ﴾ [آل عمران 36]،. وهذا القول سواء كان قول الله أو قول امرأة عمران، فهو صحيح، وسيتبين الأمر في الآيات التالية،.

قال الله،. ﴿یُوصِیكُمُ ٱللهُ فِي أَوۡلَادِكُمۡ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَیۡنِ..﴾ [النساء 11]،.

2 ــــ الله فضّل الرجال على النساء،.

قال اْلله،. ﴿ٱلرِّجَالُ قوَّامُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ ((بِمَا فَضَّلَ ٱللهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ)) وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَالِهِمۡ...﴾ [النساء 34]،.

قال الله،. ﴿وَلَا تَتَمَنَّوۡا۟ *((مَا فَضَّلَ ٱللهُ بِهِ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ لِّلرِّجَالِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُوا۟ وَلِلنِّسَاۤءِ نَصِیبࣱ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَ وَسۡـَٔلُوا۟ ٱللهَ مِن فَضۡلِهِ))* إِنَّ ٱللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِیمࣰا﴾ [النساء 32]،.

وقال،. ﴿..وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَیۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ ((وَلِلرِّجَالِ عَلَیۡهِنَّ دَرَجَةࣱ)) وَٱللهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ﴾ [البقرة 228]،.

وهذا التفضيل بين الناس، تجد مثله بين الحاكم والمواطن، وبين المدير والموظف،. ((وبين السيد والعبد))،. وبين الأب وابنه،. هكذا خلق الله الناس متفاضلين درجات،. فمنهم الحر ومنهم العبد،. ومنهم المعظم ومنهم الخادم،. فالناس ليسوا أمة واحدة سواءً فيما بينهم،.

قال ٱلله،. ﴿وَقَالُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلࣲ مِّنَ ٱلۡقَرۡیَتَیۡنِ عَظِیمٍ ۝ أَهُمۡ یَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَ ((نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَیۡنَهُم مَّعِیشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضࣲ دَرَجَاتࣲ لِّیَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضࣰا سُخۡرِیࣰّا)) وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ ۝ وَلَوۡلَاۤ أَن یَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَاحِدَةࣰ لَّجَعَلۡنَا لِمَن یَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ لِبُیُوتِهِمۡ سُقُفࣰا مِّن فِضَّةࣲ وَمَعَارِجَ عَلَیۡهَا یَظۡهَرُونَ﴾ [الزخرف 32 - 33]،.

وقال فيمن أراد العاجلة ومن أراد الآخرة،. ﴿ٱنظُرۡ كَیۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَلَلۡآخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَاتࣲ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِیلࣰا﴾ [الإسراء 21]،.

وكثيراً ما يضرب اللّٰه بالعبيد مثلاً للناس، لأن الناس يعرفون علاقة العبيد بأسيادهم، ويعرف كل إنسان ما له وما عليه تجاه الآخر وأنهما ليسا متماثلان [فسيعرفون حق الله على عبيده]،. قال ٱلله مثلاً،. ﴿ضَرَبَ ٱللهُ مَثَلࣰا رَّجُلࣰا فِیهِ شُرَكَاۤءُ مُتَشَاكِسُونَ، وَرَجُلࣰا سَلَمࣰا لِّرَجُلٍ، هَلۡ یَسۡتَوِیَانِ مَثَلًا؟! ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ، بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ ۝ إِنَّكَ مَیِّتࣱ وَإِنَّهُم مَّیِّتُونَ﴾ [الزمر 29 - 30]،.
ــ وقال،. ﴿ضَرَبَ لَكُم مَّثَلࣰا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَیۡمَانُكُم مِّن شُرَكَاۤءَ فِي مَا رَزَقۡنَاكُمۡ فَأَنتُمۡ فِیهِ سَوَاۤءࣱ تَخَافُونَهُمۡ كَخِیفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡآیَاتِ لِقَوۡمࣲ یَعۡقِلُونَ﴾ [الروم 28]،.
ــ وقال كذلك،. ﴿ضَرَبَ ٱللهُ مَثَلًا عَبۡدࣰا مَّمۡلُوكࣰا لَّا یَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيءࣲ وَمَن رَّزَقۡنَاهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنࣰا فَهُوَ یُنفِقُ مِنۡهُ سِرࣰّا وَجَهۡرًا هَلۡ یَسۡتَوونَ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ ۝ وَضَرَبَ ٱللهُ مَثَلࣰا رَّجُلَیۡنِ أَحَدُهُمَاۤ أَبۡكَمُ لَا یَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيءࣲ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوۡلَاهُ أَیۡنَمَا یُوَجِّههُّ لَا یَأۡتِ بِخَیۡرٍ هَلۡ یَسۡتَوِي هُوَ وَمَن یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ [النحل 75 - 76]،.

كل هذه الأمثلة لأننا نحن كذلك عبيدٌ لله، فقد تشاركنا مع العبيد [الغلمان] بنفس الاسم، وحتى يعلمنا الله كيف تكون هذه العبودية، أن عبوديتنا لله يجب أن تكون هكذا،. فنفهم أنه لا ينبغي لنا أن نتخذ إلهين اثنين،. فنخلص له وحده، ونسلّم له وحده،. قال ٱلله،. ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَاحِدَةࣰ ((وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ))﴾ [الأنبياء 92]،.

هكذا بالتمام مفاضلة الرجال والنساء،. جعل الرجال قوامون على النساء تفضيلا منه،. فلا ينبغي أن يأخذ أحدهم دور الآخر،.

حين جهل الناس هذه الدرجات والتفاضل الذي جعله الله بين الناس،. ظهرت فيهم الدعوات النسوية التي تنادي بالمساواة، ظناً منهم أن المساواة هي الأصل،. بينما المساواة بين المتفاضلين جهل،. فالله قسم الناس معايش مختلفة، ولم يجعلهم متساوين كأمة واحدة،.

رافقت هذه الدعوات الحقوقية دعوات أخرى شبيهة من الملاحدة وممن تأثر بهم، دعوات حقوقية تدعوا للمساواة بين الناس وتنبذ العبودية، وترى أن الاسلام دين سوء لأنه لم ينه ويلغ العبودية،. ولاحظ أن كلا الدعوتين [النسوية ونبذ العبودية] لم تظهرا إلا مؤخراً، في زمن رفع العلم، وانتشار الجهل وثباته في الأرض،.

وكل ذلك بسبب جهلهم أن التفاضل حقيقة موجودة،. ليس فقط في سعة الرزق بين الشعوب، بل كذلك في الذكاء والنخوة والشجاعة والقوة والطول والبيئة المحيطة والجو وغيرها،. مما شكل لدى الناس فروقات في توجهاتهم واهتماماتهم وتخصصاتهم ومهاراتهم وأمورٌ كثيرة، فلسنا سواء،.

هم أنفسهم [أصحاب هذه الدعوات]،. تجدهم يستخدمون من هم دونهم في خدمتهم ويرونهم أقل منهم،. فالنسوية لديها خادمة آسيوية، تساعدها في تربية كلابها وقططها أو أبناءها من طليقها،. فلا تعامل الخادمة كما تعامل اختها،. كذلك يفعل الملحد الذي ينبذ العبودية،. لا يعامل عمال التنظيف كما يعامل مديره، ثم يريد أن يكون الناس أمة واحدة؟!،.

3 ــــــ المرأة تبقى معوجة،.

قال نَبِيّ اْلله ﷺ،. ﴿ﺇﻥ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺿﻠﻊ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﺈﻥ اﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺎ اﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻬﺎ ﻋﻮﺝ ﻭﺇﻥ ﺫﻫﺒﺖ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﻛﺴﺮﺗﻬﺎ ﻭﻛﺴﺮﻫﺎ ﻃﻼﻗﻬﺎ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ.

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺯﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻗﺎﻝ،. ﴿ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﻓﺈﺫا ﺷﻬﺪ ﺃﻣﺮا ﻓﻠﻴﺘﻜﻠﻢ ﺑﺨﻴﺮ ﺃﻭ ﻟﻴﺴﻜﺖ ﻭاﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺿﻠﻊ ﻭﺇﻥ ﺃﻋﻮﺝ ﺷﻲء ﻓﻲ الضلع ﺃﻋﻼﻩ ﺇﻥ ﺫﻫﺒﺖ ﺗﻘﻴﻤﻪ ﻛﺴﺮﺗﻪ ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺃﻋﻮﺝ اﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﺧﻴﺮا﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ.

فالنساء لم يخلقن من تراب كمثل الرجل، بل خلقن من ضلع أعوج، وهذه مصيبة، فهي لا تترقع مهما حاولت،. والحديث بيّن ذلك،. فإن جئت تقيمه كسرته 🤷🏼‍♂،. يعني، ستبقى المرأة معوجة طوال حياتها،. وهذا حقيقي،. نلمسه كل يوم من النساء عموماً،. إلا من رحم الله،.

4 ــــــ النساء ناقصات عقل ودين،.. هكذا قال النّبي ﷺ،. وهذا هو الواقع بصدق،.

قال نَبِي اْلله ﷺ،. ﴿....ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻧﺎﻗﺼﺎﺕ ﻋﻘﻞ ﻭﺩﻳﻦ ﺃﺫﻫﺐ ﻟﻠﺐ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺤﺎﺯﻡ ﻣﻦ ﺇﺣﺪاﻛﻦ، ﻗﻠﻦ ﻭﻣﺎ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﻋﻘﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻟﻴﺲ ﺷﻬﺎﺩﺓ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺜﻞ ﻧﺼﻒ ﺷﻬﺎﺩﺓ اﻟﺮﺟﻞ، ﻗﻠﻦ ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﻋﻘﻠﻬﺎ، ﺃﻟﻴﺲ ﺇﺫا ﺣﺎﺿﺖ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﺼﻢ، ﻗﻠﻦ ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﺩﻳﻨﻬﺎ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ.

ولو كان العقل وحده الناقص، لكانت طامة، ولكنه زاد عليهن الدين،. وحقيقة، هن كذلك،. ففعلاً فيهن من البلادة والحُمق في التعامل مع الأمور والمواقف ما يشيب له الولدان، فيهن غباءٌ لا يطاق، وإذا تكلمن بالدين "جابوا العيد"،. 🤷🏼‍♂،.

وإن كان سبب نقصان الدين ((هو الحيض))، سأقول لماذا الحيض للنساء فقط دون للرجال؟!،. أليس الله بقادرٍ على أن يجعل للرجال حيضٌ كذلك؟! فلم خصها بالنساء؟!،. فاللّه الذي خلقها، فرّق بينها وبين الرجال، فكيف نقول أنهما سواء؟،.

5 ــــــ النساء ناكرات للإحسان، ويكفرن العشير،.

قال نَبِي اْلله ﷺ،. ﴿...ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻭ ﺃﺭﻳﺖ اﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺘﻨﺎﻭﻟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﻘﻮﺩا، ﻭﻟﻮ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻷﻛﻠﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺭﺃﻳﺖ اﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﻛﺎﻟﻴﻮﻡ ﻣﻨﻈﺮا ﻗﻂ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ اﻟﻨﺴﺎء، ﻗﺎﻟﻮا: ﻟﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻜﻔﺮﻫﻦ، ﻗﻴﻞ: ﻳﻜﻔﺮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: *((ﻳﻜﻔﺮﻥ اﻟﻌﺸﻴﺮ، ﻭﻳﻜﻔﺮﻥ اﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻟﻮ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪاﻫﻦ اﻟﺪﻫﺮ، ﺛﻢ ﺭﺃﺕ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻚ ﺧﻴﺮا ﻗﻂ))﴾* ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.

6 ــــــ الرجل فينا قد يكتمل،. ولكن النساء لا،. مستحيل،. إلا،...

ﻋﻦ ﻣﺮﺓ اﻟﻬﻤﺪاﻧﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮﻱ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻗﺎﻝ ﴿ﻛﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ، *((ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﺇﻻ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮاﻥ ﻭﺁﺳﻴﺔ اﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ))*، ﻭﻓﻀﻞ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﻛﻔﻀﻞ اﻟﺜﺮﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻄﻌﺎﻡ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ.

7 ــــــ النساء فتنة،.

خلقهن الله فتنة للرجال منذ الأزل،. فالنساء كالدنيا،. حلوة خَضِرة،. وفي نفس الوقت هي فتنةٌ مُهلكة للرجل، الاقتراب منها ابتعادٌ عن الدين والآخرة،. قال اْلله،. ﴿زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ ((مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ)) وَٱلۡبَنِینَ وَٱلۡقَنَاطِیرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَیۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَامِ وَٱلۡحَرۡثِ ((ذَلِكَ مَتَاعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا)) وَٱللهُ عِندَهُ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ ۝ قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَیۡرࣲ مِّن ذَلِكُمۡ لِلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّاتࣱ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَارُ خَالِدِینَ ((فِیهَا وَأَزۡوَاجࣱ مُّطَهَّرَةࣱ)) وَرِضۡوَانࣱ مِّنَ ٱللهِ وَٱللهُ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران 14 - 15]،.

قال اْلله،. ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَیۡنَیۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِ أَزۡوَاجࣰا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا *((لِنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِ))* وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰ﴾ [طه 131]،.

لذلك العورات تختلف كلياً بين الرجال والنساء،. ولأجل ذلك كان الخمار على المرأة،

ولهذا المرأة أكثر حياءً وخجلاً من الرجل وهذه خصلة طيبة،. أول ما يفسدها تكشفها وعريها وخروجها،. قال الله،. ﴿أَوَمَن یُنَشَّؤُا۟ فِي ٱلۡحِلۡیَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَیۡرُ مُبِینࣲ﴾ [الزخرف 18]،.

8 ــــــ لا وجود للرسولات ولا النبيات،.

قال الله،. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ *((قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ))* فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ۝ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل 43 ــ 44]،.
وقالَ،. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا *((قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ))* فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [اﻷنبياء 7]،.

يستحيل أن تجد رسولاً من النساء، لا يكون الرسول إلا رجلاً، طيب لماذا لا يوجد نساء من الأنبياء؟! هذا فيه حكمة من الله،. من غير الخوض في التفاصيل، هل هو لخلل؟ لنقص؟ لعيب في النساء؟! لسن قدر تحمل المسؤولية؟!،.

9 ــــــ الملائكة ليسوا إناثاً،. والتقول عليهم أنهم إناث يُغضب الله،.

فلا يوجد من الملائكة إناث! بل نفى الله ذلك عنهم بشدة،. وغضب عندما قيل أن الملائكة أناث!،. لماذا؟!،. ولماذا قال عن الإناث،. ﴿أَوَمَن یُنَشَّؤُا۟ فِي ٱلۡحِلۡیَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَیۡرُ مُبِینࣲ ۝ ((وَجَعَلُوا۟ ٱلۡمَلَائكَةَ ٱلَّذِینَ هُمۡ عِبَادُ ٱلرَّحۡمَنِ إِنَاثًا)) أَشَهِدُوا۟ خَلۡقَهُمۡ سَتُكۡتَبُ شَهَادَتُهُمۡ وَیُسۡـَٔلُونَ﴾ [الزخرف 18 - 19]،.

وقال في النجم،. ﴿أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ ۝ تِلۡكَ إِذࣰا قِسۡمَةࣱ ضِیزَىٰۤ﴾ [النجم 21 - 22]،.
ــ ثم قال،. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡآخِرَةِ لَیُسَمُّونَ ٱلۡمَلَائكَةَ تَسۡمِیَةَ ٱلۡأُنثَىٰ﴾ [النجم 27]،.

ــ ملاحظتين،.
(1) لا يصح كذلك حصر الملائكة في أحد الجنسين المعلومين لدى البشر [الذكر والأنثى]،. هذا كذلك من التقول عليهم،. لأننا في الحقيقة لا ندري كيف خلقهم الله،. ولا نماثلهم بالبشر ولا بأجناس البشر، هم ليسوا كالبشر حتى نقيسهم علينا،. ولا يعني بالضرورة كون الله نفى عنهم التأنيث، فنقول بالنقيض عقلاً ومنطقاً، هذا خطأ، فعقولنا لا تستطيع أن تعي الغيب لتقرر وتقضي فيه،. كما أننا لا نعلم كيف تنام الملائكة، وكيف تأكل، ولا نعلم إن كانوا يتزاوجون أم لا،. لنسقط عليهم ما نعلمه من أنفسنا،. فلا نقول بأن الملائكة ذكور،. ونكتفي بنفي الله أنها ليست إناثاً،.
(2) اسم الجمع (ملائكة) فلا يعني بالضرورة التأنيث،. هي كــ القياصرة والجبابرة والعمالقة والحنابلة،.

10 ــــــ الإنسان يشتهي أن ينجب الذكور،. وهذا يشمل المرأة نفسها كذلك،. هي كذلك تحب وتشتهي أن تنجب ولداً ينفعها أكثر من البنت،.

قال اْلله،. ﴿((وَیَجۡعَلُونَ لِلهِ ٱلۡبَنَاتِ سُبۡحَانَهُ)) وَلَهُم مَّا یَشۡتَهُونَ ۝ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُ مُسۡوَدࣰّا وَهُوَ كَظِیمࣱ ۝ یَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ((مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ)) أَیُمۡسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ یَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلَا سَاۤءَ مَا یَحۡكُمُونَ ۝ لِلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوۡءِ وَلِلهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ۝ وَلَوۡ یُؤَاخِذُ ٱللهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَیۡهَا مِن دَاۤبَّةࣲ وَلَكِن یُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى فَإِذَا جَاۤءَ أَجَلُهُمۡ لَا یَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ ۝ ((وَیَجۡعَلُونَ لِلهِ مَا یَكۡرَهُونَ)) وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ﴾ [النحل 57 - 62]،.

كان الرد عجيباً،. رد عليهم أن البشر كلهم يفضلون البنين ويكرهون البنات [وهذه حقيقة في البشر كلهم، عدا عند المتنورون الشواذ]،. قال الله للناس فيها،. ما لكم؟!،. كيف تحكمون؟!،. لا يصلح أن تكون الأنثى فوق الرجل،.

قال اْلله،. ﴿فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَلِرَبِّكَ ٱلۡبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلۡبَنُونَ ۝ أَمۡ خَلَقۡنَا ٱلۡمَلَائكَةَ إِنَاثࣰا وَهُمۡ شَاهِدُونَ ۝ أَلَاۤ إِنَّهُم مِّنۡ إِفۡكِهِمۡ لَیَقُولُونَ ۝ وَلَدَ ٱللهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَاذِبُونَ ۝ *((أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِینَ ۝ مَا لَكُمۡ كَیۡفَ تَحۡكُمُونَ))* ۝ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ۝ أَمۡ لَكُمۡ سُلۡطَانࣱ مُّبِینࣱ ۝ فَأۡتُوا۟ بِكِتَابِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَادِقِینَ﴾ [الصافات 149 - 157]،.

سياق الآيات يدل أن الكلام عن الملائكة التي قيل أنهم إناث فغضب اللّٰه عليهم،. فرد الله على من قال ذلك رداً منطقياً عقلانياً يعرفه كل من كان عنده عقل : مالكم كيف تحكمون؟!،. هل الله يصطفي البنات ويرفعهن على البنين؟!،. هذا حكم جائر، أنتم لا تفعلونه، فكيف يفعله الله،. ما لكم؟! كيف تحكمون؟!،.

الرد كان عن المفاضلة بين الجنسين، بغض النظر كانت الأجناس في الناس أم في الملائكة،. وإن كان السياق عن الملائكة، ولكن لأن الملائكة غيب على الناس، فليس لهم سلطان مبين ولا كتاب ولا علم،. فالله كلمهم عما يعلمون عن أنفسهم هم،. الله خاطبهم عن شيءٍ يدركونه ويعلمونه علم اليقين،. فهم يفضلون البنين على البنات،. فكيف يجعلون للّٰه ما يكرهونه هم؟!،. ﴿..وَیَجۡعَلُونَ لِلهِ مَا یَكۡرَهُونَ..﴾ [النحل 62]،.

11 ــــــ كيف نقول لا فرق بين الرجال والنساء؟!،. النساء فيهن شؤم،. [هذا فيه حديث صحيح]،. أي عنيدات كثيرات المشاكل،. فالشؤم إحداث المصائب والمشاكل المتكررة،.

ــ ﻋﻦ ﺣﻤﺰﺓ، ﻭﺳﺎﻟﻢ، اﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﴿اﻟﺸﺆﻡ ﻓﻲ اﻟﺪاﺭ، ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭاﻟﻔﺮﺱ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ. ✅،.

ــــ فائدة،. ما الفرق بين الشؤم والتطيّر؟!،.

ــ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﺃﻧﻪ قال،. ﴿ﺇﻥ ﻳﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﺆﻡ ﺷﻲء ﺣﻖ، ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭاﻟﻔﺮﺱ، ﻭاﻟﺪاﺭ﴾
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: "ﺫﻛﺮﻭا اﻟﺸﺆﻡ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﴿ﺇﻥ ﻛﺎﻥ اﻟﺸﺆﻡ ﻓﻲ ﺷﻲء، ﻓﻔﻲ اﻟﺪاﺭ، ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭاﻟﻔﺮﺱ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ. ✅،.

ــ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺯﻡ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺪﻱ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﴿ﺇﻥ ﻛﺎﻥ، ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺮﺱ، ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭاﻟﻤﺴﻜﻦ﴾ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺸﺆﻡ".ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ. ✅.،

مبدئياً، النّبي ﷺ قال ﴿إن كان الشوم في شيء،...﴾،. ﴿إن يك الشؤم في شيء،....﴾،. فهو لم يجزم به،. رغم وجود حديث ليس فيه،. ﴿إن كان الشؤم﴾،. بل قال فيه،. ﴿اﻟﺸﺆﻡ ﻓﻲ اﻟﺪاﺭ، ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭاﻟﻔﺮﺱ﴾،. ولكن وَجَب جمع الروايات كلها في ذات الباب لتتضح الصورة كاملة،. وبجمعها نعرف أن النّبي ﷺ لم يثبت حقيقة وجود الشؤم في هذه الأشياء، ولم يجزم به ولم يقطع، وعلى فرض ثبوته،. يزول اللبس بمعرفة معنى الشؤم،. والفرق بينه وبين التطير، فما الفرق بين التطير الذي نهانا عنه الرسول ﷺ، وبين الشؤم المحتمل؟!،.

الشؤم ليس النحاسة، أو هو ما يظنه الناس اليوم من التشاؤم،. فالناس تظن بأن الشؤم هو التطيّر،. التطير، أو [الطيرة] هي ما نسميه اليوم : نحاسة، أو ما يسميه الناس اليوم : التشاؤم [وهو خطأ من الناس]،. فالناس تخلط الكلمات فتختلط عليها المعاني،.

معنى التطيّر معروف، هو أنك تنسب الشر لشيء ما،. مثلاً، ظهر لك شيء معين في الصباح، فتجعل كل مشاكل يومك ذاك بسبب ذلك الشيء، كنعيق غراب، أو رؤية طائر البوم، أو ظهور شيء تكرهه، وبعدها يحصل لك سوء، فتنسب السوء والشر لذلك الشيء الذي كان بداية اليوم،. هذه هي الطيرة،. وهذا طبعاً باطل، فذلك الشيء [الذي تطيّرت به] لم يكن السبب في مشاكلك،. قالَ نَبِيّ اْلله ﷺ،. ﴿لا طيرة﴾،. فلا يصلح أن تنسب أي مشكلة حصلت في حياتك لزوجتك مثلاً، بدعوى أنها منحوسة، فهذا باطل،. والمرأة لا دخل لها بمشاكلك وحواراتك التي حصلت بعيداً عنها،.

أما الشؤم، فالشؤم [القساوة والعناد والعسر والصعوبة والغلظة والكبر والتعنت والتزمت]،. وهذه المعاني نستقيها من ٱلۡقُرآن،. فقد ذكر الله تصريف (الشؤم) في ٱلۡقُرآن،. في سورة الواقعة، وذكرها مع ضدها، التي منها سنعرف معناها قال الله،. ﴿وَكُنتُمۡ أَزۡوَاجࣰا ثَلَاثَةࣰ ۝ فَأَصۡحَابُ ٱلۡمَیۡمَنَةِ مَاۤ أَصۡحَابُ ٱلۡمَیۡمَنَةِ ۝ وَأَصۡحَابُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَاۤ أَصۡحَابُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ ۝ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ﴾ [الواقعة 7 - 10]،.

هذا النقيض، سيعلمنا معنى الشؤم بالتحديد، فهو ضد اليُمن،.

المشأمة من مشتقات الشؤم،. وهي بلا شك لا تعني التطيّر،. إنما كانت تنعت حال الكفار، الحال التي جعلتهم يَرِدوا النار،. هؤلاء كانوا في الدنيا قساةً غلاظا متكبرين، مستمسكين بالذي وجدوه عنده آباءهم، معاندين،. متشددين فيه،. متزمتين مستقيمين مقسطين على طريقهم الأول كإقساط كفرة الجن، سمعوا ٱلۡهُدَىٰ ولكن لم يميلوا إليه، ولم يؤمنوا به، ولم يحنَفوا عن منهجهم الأول،.

واليُمن هو اللّين والرقة والطراوة،.. ومنه أتى اسم ((بلاد اليَمَن)) وحين ذكر رسول ٱلله ﷺ أهل ((اليمن))، ذكر لِين قلوبهم،. ورقة أفئدتهم وضعفها، وهم إلى اليوم هكذا،. سُبْحَانَ اللّٰه،.

واقرأ الأحاديث الصحيحة،. ولاحظ ما الذي يقابل معنى اليُمن،.

ــ «ﺃﺗﺎﻛﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻤﻦ، ﻫﻢ ﺃﻟﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﺎ، ﻭﺃﺭﻕ ﺃﻓﺌﺪﺓ، اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭاﻟﺠﻔﺎء ﻭاﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﻏﻠﻆ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻓﻲ اﻟﻔﺪاﺩﻳﻦ، ﺃﻫﻞ اﻟﻮﺑﺮ، ﻋﻨﺪ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﺫﻧﺎﺏ اﻹﺑﻞ ﻣﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﻣﻀﺮ»
ــ «ﺃﺗﺎﻛﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻤﻦ، ﺃﺿﻌﻒ ﻗﻠﻮﺑﺎ، ﻭﺃﺭﻕ ﺃﻓﺌﺪﺓ، اﻟﻔﻘﻪ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ»
ــ «ﺟﺎء ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻤﻦ، ﻫﻢ ﺃﺭﻕ ﺃﻓﺌﺪﺓ، ﻭﺃﺿﻌﻒ ﻗﻠﻮﺑﺎ، اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ اﻟﻐﻨﻢ، ﻭاﻟﻔﺨﺮ ﻭاﻟﺨﻴﻼء ﻓﻲ اﻟﻔﺪاﺩﻳﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻮﺑﺮ ﻗﺒﻞ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ».
ــ «ﺟﺎء ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻤﻦ، ﻫﻢ ﺃﺭﻕ ﺃﻓﺌﺪﺓ، اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﻔﻘﻪ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ».
ــ «اﻟﻔﺨﺮ ﻭاﻟﺨﻴﻼء ﻓﻲ اﻟﻔﺪاﺩﻳﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻮﺑﺮ، ﻭاﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ اﻟﻐﻨﻢ، ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ».
ــ «ﺟﺎء ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻤﻦ، ﻫﻢ ﺃﺭﻕ ﺃﻓﺌﺪﺓ، ﻭﺃﻟﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﺎ، ﻭاﻟﻔﻘﻪ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭاﻟﺨﻴﻼء ﻭاﻟﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻹﺑﻞ، ﻭاﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭاﻟﻮﻗﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺸﺎء».

أهل اليمن، أرق قلوباً، وألين أفئدة،. فاسم ((اليمن)) دل على اللين والرقة والضعف ((والسكينة))،. ونقول في دعواتنا : نسأل الله أن يرزقكم اليُمْن والبركات،. اليُمن أي لين الجانب والسهولة في الحياة والمعشر، والبركات الديمومة في الرزق،.

وهذا بعكس القساوة والغلظة والكبر والخيلاء،. كل هذه النعوت، تختصرها بكلمة [المشأمة]،. أو قل إن شئت : الشؤم،. فالشؤم [القسوة والتعنت الذي يسبب المشاكل الدائمة]،. فبعض الأشياء تسبب مشاكل متكررة، مهما أصلحت فيها، تعود لافتعال المشاكل،. وهذه أكثر تحدث، تحدث في 3 أشياء ذكرها النبي ﷺ،. المرأة والخيل والبيت،.

منها بعض الفرس، دائماً تمرض، تبقى كسول عاجز، تأكل كثيراً ولا تنتج، ليس فيها نشاط،. مُتعِبة، لا تُعطي صاحبها ما يرجوه منها، مصاريفها متفاقمة، فغيرها لتستريح،. فهذه مشؤومة [مضارها أكثر من نفعها]،.

وكذلك بعض البيوت، تكون ضيقة لا تسع، ليست مريحة، جدرانها تتشقق بين الحين والآخر، وإن أصلحتها تعود، البيت يسرّب الماء، وسقفه يهرّب المطر، حتى يكاد يخر، تصلحه فيعود لما كان بعد برهة، موقعه بائس وبعيد عن المنافع والأرحام،. لا يخدم صاحبه فلا يستريح فيه وكلما دخل بيته ضاق صدره وانتفخ وبقي مكتئباً [بعضهم ينسبه للسحر وهذا خطأ]،. هذا من الشؤم الذي في البيت، وليست المسألة في الرزق خارج البيت،. إنما في البيت نفسه،. فغيره لتستريح،. فهذا بيتٌ مشؤوم [مضاره أكثر من نفعه]،.

وهناك بعض النساء، تكون عنيدة، غبية جداً، تفتعل المشاكل دائماً، وتصرخ حين تتكلم، ولا تعرف الأدب، وتتعمد الاستفزاز حين تناقش، وترمي بكلمات لا تقيم لها وزناً، تهين وتحرح غيرها، وتتدخل فيما لا يعنيها، ولا تجيد التصرف وإدارة الأمور، بل تفسد الأمور، جاهل، أنانية أو كسول، تنفق مال زوجها على أمور لا نفع فيها،. نسوية تريد المساواة، ناشز، تطلب المال وتكفر العشير، سليطة اللسان،. لا تقوم على مسؤولياتها،. ولا تحفظ البيت والولد في غياب زوجها، وقد لا تحفظ فراشه،. فكثير من النساء هكذا،. فبدلها¹ لتستريح،. هذه مشؤومة،. والشؤم يعني كثرة المشاكل [ضررها أكثر من نفعها]،.

¹ يجوز تبديل المرأة بامرأة أخرى، قال اْلله،. ﴿وَإِنۡ أَرَدتُّمُ ((ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجࣲ مَّكَانَ زَوۡجࣲ)) وَءَاتَیۡتُمۡ إِحۡدَاهُنَّ قِنطَارࣰا فَلَا تَأۡخُذُوا۟ مِنۡهُ شَیۡـًٔا أَتَأۡخُذُونَهُ بُهۡتَانࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا﴾ [النساء 20]،.

والتبديل يكون بتطليق الأولى، والزواج من أخرى،. هكذا تبدل، تماماً كما تبدّل المتاع،. والمرأة متاع كما قالَ اْلله،. ﴿زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ *((مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ))* وَٱلۡبَنِینَ وَٱلۡقَنَاطِیرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَیۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَامِ وَٱلۡحَرۡثِ *((ذَلِكَ مَتَاعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا))* وَٱللهُ عِندَهُ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ ۝ قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم *((بِخَیۡرࣲ مِّن ذَلِكُمۡ))* لِلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّاتࣱ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَارُ خَالِدِینَ *((فِیهَا وَأَزۡوَاجࣱ مُّطَهَّرَةࣱ))* وَرِضۡوَانࣱ مِّنَ ٱللهِ وَٱللهُ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران 14 - 15]،.

12 ــــــــ النساء أكثر أهل النار،.

يجب أن تتوقف عند هذه وتتفكر وتسأل لماذا!؟،. لماذا النساء دون الرجال؟! إن كان لا يوجد فرق؟!،.

قال رسول الله ﷺ،. ﴿اﻃﻠﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ اﻟﻔﻘﺮاء، ﻭاﻃﻠﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ، *((ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ اﻟﻨﺴﺎء))﴾،.* ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: ﴿اﻃﻠﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ، *((ﻓﺈﺫا ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ اﻟﻨﺴﺎء))،* ﻭاﻃﻠﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺈﺫا ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ.

ﻋﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ، ﻗﺎﻝ ﴿ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﻲ ﺃﺿﺤﻰ ﺃﻭ ﻓﻄﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺼﻠﻰ، ﻓﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻘﺎﻝ: *((ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻨﺴﺎء ﺗﺼﺪﻗﻦ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﻳﺘﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ))*،. ﻓﻘﻠﻦ ﻭﺑﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺗﻜﺜﺮﻥ اﻟﻠﻌﻦ، ﻭﺗﻜﻔﺮﻥ اﻟﻌﺸﻴﺮ...﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ.

13 ــــــ لعن الرَّسوْل ﷺ في هذه النساء فقط،.

لعن الرسول ﷺ الواشمة وليس المستوشم، ولعن الواصلة ولم يلعن الواشم ولا المستوصل،. فاللعن خاص بالنساء اللاتي يعملن بهذه الأعمال،. وليس على الرجال شيءٌ،.

ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ،. ﴿ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، اﻟﻮاﺻﻠﺔ ﻭاﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻠﺔ، ﻭاﻟﻮاﺷﻤﺔ ﻭاﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺔ﴾،.
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: ﴿ﻟﻌﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﻮاﺻﻠﺔ ﻭاﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻠﺔ، ﻭاﻟﻮاﺷﻤﺔ ﻭاﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺔ﴾.
- ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: ﴿ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﻟﻮاﺻﻠﺔ، ﻭاﻟﻤﻮﺗﺼﻠﺔ، ﻭاﻟﻮاﺷﻤﺔ، ﻭاﻟﻤﻮﺗﺸﻤﺔ﴾.
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻭاﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.

فالمرأة، لو وَشَمَت نفسها فهي ملعونة، أما الرجل فلا،.. المرأة لو وصلت شعرها فهي ملعونة،.. أما الرجل فلا،. المرأة لو تنمصت فهي ملعونة، لو ناحت كذلك، لو نامت على غضب زوجها، فهي ملعونة، الرجل لا،.. لماذا؟!،.

ــ النّبي ﷺ يفرّق بين الرجال والنساء في نواهيه، فنهى الرجال خاصة عن أمور كالذهب والحرير ونهى النساء عن أمور كالوشم والوصل،. فلكلٍ حكم خاص،. ولا مساواة بينهما،.

13.5 ــــــــ عقاب المرأة التي تمارس الفاحشة مع امرأة مثلها،. يختلف كلياً عن عقاب الرجل الذي يمارس الفاحشة مع رجل مثله،. قالَ اْللّٰه،. ﴿وَٱلَّاتِي یَأۡتِینَ ٱلۡفَاحِشَةَ مِن نِّسَائكُمۡ فَٱسۡتَشۡهِدُوا۟ عَلَیۡهِنَّ أَرۡبَعَةࣰ مِّنكُمۡ فَإِن شَهِدُوا۟ *((فَأَمۡسِكُوهُنَّ فِي ٱلۡبُیُوتِ حَتَّىٰ یَتَوَفَّاهُنَّ ٱلۡمَوۡتُ أَوۡ یَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِیلࣰا))* ۝ وَٱلَّذَانِ یَأۡتِیَانِهَا مِنكُمۡ *((فَـَٔاذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُوا۟ عَنۡهُمَاۤ))* إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابࣰا رَّحِیمًا﴾ [النساء 15 ــ 16]،. وليس في الأمر ناسخ ولا منسوخ،. إنما سوء فهم من بعض الجهلاء،. ولم يصح فيه حديث صحيح عن النّبي ﷺ،. [تفصيل ذلك كله في مقال جريمة الناسخ والمنسوخ]،.

14 ــــــــ الضرب،..

المرأة الناشز تُضرب، أما الرجل لو نشز فلا يُضرب، إنما يُصلح بينهما، وإلا يُفرق بينهما الحاكم،. قال اْلله عن النساء،. ﴿...فَٱلصّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتࣱ لِّلۡغَیۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللهُ وَٱلَّاتي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ ((وَٱضۡرِبُوهُنَّ)) فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًا إِنَّ ٱللهَ كَانَ عَلِیࣰّا كَبِیرࣰا﴾ [النساء 34]،.

أما الرجل الناشز فلا يُضرب،. ﴿وَإِنِ ٱمۡرَأَةٌ خَافَتۡ ((مِنۢ بَعۡلِهَا نُشُوزًا)) أَوۡ إِعۡرَاضࣰا فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِمَاۤ أَن یُصۡلِحَا بَیۡنَهُمَا صُلۡحࣰا وَٱلصُّلۡحُ خَیۡرࣱ وَأُحۡضِرَتِ ٱلۡأَنفُسُ ٱلشُّحَّ وَإِن تُحۡسِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا ۝ وَلَن تَسۡتَطِیعُوۤا۟ أَن تَعۡدِلُوا۟ بَیۡنَ ٱلنِّسَاۤءِ وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡ فَلَا تَمِیلُوا۟ كُلَّ ٱلۡمَیۡلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصۡلِحُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ۝ وَإِن یَتَفَرَّقَا یُغۡنِ ٱلله كُلࣰّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ ٱللهُ وَاسِعًا حَكِیمࣰا﴾ [النساء 128 - 130]،.

ــــ ملاحظة : الضرب هو الضرب، وليس المباعدة ولا ما قيل من ترهات من طرف دعاة التنوير،. [وتفصيل ضرب المرأة في آخر هذا المقال]،.

ــــــــ وهناك الكثير الكثير، ولكننا نتغافل ولا نتسائل،.

15 ــ الرجال يوعدون بالحور العين،. ولا يوعدن للنساء بالذكور،.
16 ــ يحق للرجال الزواج من عدة نساء، وليس للنساء ذلك،.
17 ــ الخطاب العام في القُرآن، يكون بالتذكير وليس بالتأنيث،.
18 ــ أول ما خلق الله البشر، كان رجلاً،.
19 ــ في الشهادة، شهادة الرجل الواحد تساوي شهادة امرأتان،.
20 ــ لا تتولى المرأة شؤون الرجال،. ولا الأمارة ولا القضاء،.
21 ــ المرأة تحمل وترضع، ولا يحمل الرجل ولا يرضع،.
22 ــ المرأة مستأمرة في النكاح، الرجل ليس بمستأمر،.
23 ــ الجارية السبية توطئ، ولا يوطئ الغلام،.
24 ــ المرأة تَستأذن وليها لتنكح، الرجل لا يستأذن أحداً لينكح،.
25 ــ على المرأة طاعة الرجل، أما الرجل فليس عليه طاعة المرأة،.
26 ــ الرجل يطلق، وله العصمة، المرأة لا تطلق،. ولا تختلع [لم يصح فيه حديث عن النّبي ﷺ]،.
27 ــ قد تستأذن الأم ابنها "الرجل" لتتزوج، إن لم يكن لها غيره،.
28 ــ لا تسافر المرأة دون محرم، أما الرجل فله ذلك،.
29 ــ الرجل يخرج، والشيطان يسعى حثيثاً لإخراج المرأة¹،.
30 ــ على المرأة عدة لوفاة زوجها، بينما هو ليس عليه عدة لوفاة امرأته،.
31 ــ لا تؤذّن المرأة ولا تقيم ولا تؤم الصلاة،.
32 ــ المرأة تابعة لوليها في كل حياتها، والرجل متبوع،.

تخيل كل هذه فيهن،. زد عليها، عدد النساء ضعف عدد الرجال،.. وهذا يعني أغلب البشر فيهم هذه الخصال،.

ولم نتطرق بعد للفروقات النفسية والجسدية [البيولوجية] بين الجنسين،. فمعلومٌ لدى كل منصف عاقل، أن الرجال لهم قدرات تفوق قدرات المرأة العقلية والنفسية،. وأن الرجال يميلون للمنطق والصبر والتفكير المليّ المتأني أكثر من النساء،. وأنهم يُنَحُّون العواطف والأحاسيس في فصل الخطاب،. فمن الخطأ القول بأن الرجال كالنساء،.

¹لماذا يحرص الشيطان على إخراج المرأة من بيتها وتأنيث المجتمع؟!،.

من الملاحظ الآن لدى من عاصر الأجيال الأخيرة، أن الجيل الحالي، كثر فيه تمكين المرأة، والجمعيات المناهضة الداعية لحقوق المرأة ومساواتها بالرجل،. والحركات النسوية التي تطالب بفك ولاية الرجل عليها، وبالاستقلال التام عنه،. وبنبذ الذكورية، وكذلك ظهور الحركات الداعمة للخنث [المثلية الجنسية]،. وحرية اختيار الجنس، والتحول الجنسي [من الرجل للمرأة أكثر من العكس]، بل وانتشر في هذا الجيل المسلسلات والأفلام التي تريد التطبيع مع الخنث والخنوث وإعطائهم الحقوق!،.

لماذا كل هذا الحرص بظنك؟!،. ماذا يريد الشيطان؟!،. أم تظن أنه يفعل ذلك عبثاً؟!،. [يا لك من إنسانٍ طيب وبريء]،.

الشيطان يعلم حقيقة المرأة المعوجة، الشيطان يعرف ديننا أكثر منا،. يعلم أنه لا ينبغي أن تتمكن المرأة من العمل والتشرف والقيادة [الإدارية وليست قيادة السيارات] والقضاء، يعلم أنه لو استقلت المرأة ولم يكن عليها رقيب ولا والٍ فسد المجتمع،. فتمكين المرأة فسادٌ للمجتمع،. وهذا ما حصل فعلاً،. ودخلت المرأة سوق العمل،. فوجدناها تنفق على نفسها، تتسوق وتصرف لشراء كمالياتها، سيارة، حقائب، أحذية، ملابس، مكياج،. بينما لو كان مكانها رجل وبنفس الراتب،. فسوف يتزوج، ينشئ أسرة، يصرف عليها وعلى بيته وعياله، يربيهم ويعلمهم،. فنفع الرجل [بنفس المبلغ] تعدى لغيره، الرجل بماله يحل المشاكل الاجتماعية، بعكس المرأة التي كان معاشها لنفسها فقط،.

ــــــ فالرجال هم الأصل،. وليس النساء،. ولم تسمى بهذا الاسم إلا لتأخرها عن الأصل،. فالذكر خُلقَ أولاً، ثم خلقت المرأة فكان مؤجلة، (مُنسَأة،. نسيئة،. نِسَاء)،. فاسمها دل على تأخرها بعد الرجل،. وهي إلى اليوم هكذا،. ونحن نقدم الرجل في كل شيء،. ونؤخر النساء،. وهذا لا يخص الاسلام فحسب، بل في مختلف الشعوب والحضارات عبر التاريخ،. أما زماننا فلا عبرة فيه إن رأيت بعض الشذوذ،.

ــــــ وسأعرض إحدى بنود رؤية 2030 العالمية [المسماة بــ Great Reset]،. ويليه تحليل الدكتور علي خليفة،.

الهدف (5) تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات،.

ــ الهدف من هذا البند تجريم الديانات، وتهميش الناس الطبيعيين جنسياً، وشيطنة الذكور، وترويج أجندة المثليين في كل مكان،. ليس الأمر كما هو ظاهر "المساواة"،. بل هو تهميش وإهانة أي شخص يعبر عن صفاته الذكورية،. فالهدف النهائي هو تأنيث المجتمع وخلق قبول واسع النطاق لـ "الطاعة اللطيفة والحنيّة" جنبًا إلى جنب مع فكرة إضعاف الذات للملكية المجتمعية "ومشاركة" كل شيء،. لأن طاقة الذكور فقط هي التي تملك القوة للوقوف ضد القمع والنضال من أجل إحقاق الحق، وقمع طاقة الذكور هو المفتاح لإبقاء السكان في حالة من الرضا الأبدي 😕،. إﮬ.

ــــــــــــ شبهة ضرب النساء،.

قال اْلله،. ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَالِهِمۡ فَٱلصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتࣱ لِّلۡغَیۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللهُ *((وَٱلَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًا))* إِنَّ ٱللهَ كَانَ عَلِیࣰّا كَبِیرࣰا﴾ [النساء 34]،.

حاول الكثير من المتنورين أن يحرف كلمة،. ﴿واضربوهن﴾،. إلى غير معناها الواضح، الذي يعرفه كل عربي،. ولاحظت أن هؤلاء المحرفين يخاطبون الناس بالعاطفة ويستجدونهم بضعفة المرأة ورقتها وحنانها،. فتجدهم ينعتون المرأة بــ شريكة الحياة،. سيدة البيت، أم العيال، حرام عليك تضرب حرمة ضعيفة،... وهكذا من هذه الألفاظ التي تخبرك بأن صاحب المقال قد تأثر جداً بالمسلسلات والقصص الرومانسية، فصار كيوتاً يدعو للتكيّت،.

ــــ نقول،. طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل،. في كل شيء حتى في الضرب،. فالذي خلقها يعلم طبيعتها وخصالها، المرأة ليست كالرجل،.

الرجل إذا ضُرب وتألم،. يغضب ويحقد ويثور ويعاند، ولا ينسى، يضمر الشر ويكيد ويمكر ويخطط حتى يردها في الذي ضربه لينتقم،. وتُرد له كرامته،.

أما المرأة إذا ضربت وتألمت، تفور وتغضب من حينها، ولكن بعدها ترق وتحن وترجع تتعلق في الذي ضربها، بل وتحبه زيادة،. فتطيعه،. وهذا هو الأصل في النساء،. وأنا جربت هذا بنفسي، واسأل الذين جربوا هذا "إن وجدت"،.

للأسف في زماننا، انقلبت الموازين، فالمرأة اليوم ليست هي المرأة الطبيعية قبل ظهور الزخرف والاعلام ومنظمات المرأة وزينة الدنيا والقوانين والمحاكم التي أذهبت الأصول،.

البنت قديماً قبل الزخرف، كانت تعرف (قبل الزواج بسنين)،. أنها ستكون (إحدى) نساء زوجها المستقبلي،. وليست الزوجة الوحيدة،. نعم تغار وتنافس لتنال قلبه وتكسبه أكثر، ولكنها متقبلة للوضع تماماً دون اعتراض، تعلم أن هذا هو الطبيعي،. بعكس البنات اليوم،. المرأة الحديثة لا تقبل التعدد ولو كانت أربعينية ولا أحد يريدها ولا ينظر إليها ولها عذاب أليم،.

البنت قديماً تستحي حتى من اخوانها، ولا تظهر نفسها حتى لبني أعمامها وأخوالها، كانت البنت لؤلؤة مكنونة، تخرج وترجع ولا أحد يسمع ولا يرى ولا يعرف عنها شيئاً،. أما البنت اليوم فتخرج وتصرخ وتضحك وتصور فيديو سلفي وتنشر بلا حياء ولا خجل،. تغيرت طبائعهن،. والرجال تقبلوا هذا،. *حتى الرجال تغيروا*، صار المقبوح بالنسبة لهم أمر طبيعي، ولا أحد يرى هذا عيباً أو خادشا لحياء البنات،.

حتى طبائع الرجال اختلفت عن السابق، الرجل القديم كان شهما وفيه نخوة وأنفة وعزة نفس وشدة، تشد فيه ظهرك في المواقف،. أما اليوم صار منهم الخنوث والدلوعين، ومنهم الذين يدعمون الخنث والبقية ساكتين (غصباً عنهم)،. الزينة والزخرف والقوانين التي وضعها شياطين الإنس والجن طغت عليهم،.

كان الرجل قديماً، إذا اختلفت بنته مع زوجها وأرادت الرجوع لأبيها، يقوم ويلزمها أن ترجع لزوجها ويوبخها وينهرها حتى تعود لرشدها وتصبر على قسوة الحياة،. أما اليوم فيثور ويتصنع النخوة ويذهب بها للمحكمة ويشجعها على الطلاق حتى (يبهدل ابن الذين لأنه ما احترم بنتنا)،. ولو على حساب استقرار العيال مع أبويهم،.

المرأة اليوم منفتحة متفتحة "مفتوحة"، طليقة حرة، لا حدود عليها، لها دعمٌ من المجتمع،. الأبوين والاخوة (بعدما تغيروا، صاروا معها) فاستقوت،. دخلت مجال العمل والوظيفة، صارت تمتلك وتنفق (معظم نفقتها لمظاهر الترف) فاستغنت عن الرجل،. القوانين والجمعيات الناهضة تدعمها (وتحميها) مثل حقوق المرأة، المحاكم والقانون وووو، كلهم معها،. [فلم تعد المرأة ضعيفة]،. خاصة بعد تغلغل الأفكار النسوية، والتصدي للمجتمع الذكوري بزعمهن،. فانقلبت كل الموازين وطُمست الفطرة،.

لو ضرب الرجل امرأته اليوم، ستشتكي وترفع عليه القضايا وهي غاضبة،. ولن ترحمه ولن تتنازل البتة،. وسيقول لك المجتمع (تضرب مرأة ضعيفة؟)،. والحقيقة أنها ليست ضعيفة اليوم،. بل جبارة متكبرة متسلطة عنيدة مستغنية لا تعترف بفضل أحد عليها،.

لو عاد بنا الزمن للوراء، لوجدت المرأة فعلاً ضعيفة وليس لها كل هذا الزخرف،. فإن ضربتها حين تنشز وتعاند،. سترى كيف ترجع من نفسها وتحبك وتتعلق به وتصلح نفسها،. وتعلم حينها لماذا قالَ اْللّٰه للناشز منهن عضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن،. لترجع إليك وتطيعك،. فالضرب حل جبار،.

وقال النّبي ﷺ،. ﴿..ﻓﺎﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء، ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺃﺧﺬﺗﻤﻮﻫﻦ ﺑﺄﻣﺎﻥ اﻟﻠﻪ، ﻭاﺳﺘﺤﻠﻠﺘﻢ ﻓﺮﻭﺟﻬﻦ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻮﻃﺌﻦ ﻓﺮﺷﻜﻢ ﺃﺣﺪا ﺗﻜﺮﻫﻮﻧﻪ، ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﻦ ﺫﻟﻚ *ﻓﺎﺿﺮﺑﻮﻫﻦ ﺿﺮﺑﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺡ*، ﻭﻟﻬﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﺯﻗﻬﻦ ﻭﻛﺴﻮﺗﻬﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻟﻦ ﺗﻀﻠﻮا ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻥ اﻋﺘﺼﻤﺘﻢ ﺑﻪ؛ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻨﻲ، ﻓﻤﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻗﺎﺋﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ، ﻭﺃﺩﻳﺖ، ﻭﻧﺼﺤﺖ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ، ﻳﺮﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻭﻳﻨﻜﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺱ: اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻬﺪ، اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻬﺪ، ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ..﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ. ✅،.

لو ضربت المرأة المتجبرة اليوم، ستقوم عليك الدنيا ولن تقعد،. وهي في الحقيقة مستحقة للضرب [كآخر حل] وآخر خطوة كما أمر به ربها،. وبعد نفاذ جميع الخطوات السابقة،. التي كانت كافية للمرأة العاقل أن ترجع وتتوب وتعرف قيمة زوجها وفضله عليها،. ولكن هيهات،.

إن وصل بك الحال أن تضرب امرأتك [كما أمرك ربك]،. فهذا يعني أنك ابتدأت معها بالوعظ وأعلمتها وأخبرتها وبينت لها وحذرتها،. ثم لما رأيتها مصرة وعنيدة، فانتقلتَ للخطوة التالية فهجرتها في المضجع ولم ترجع لك ولم تتب، وهذا هو العناد والكبر، إذ صارت تريك أنها ليست بحاجة لك ولا لفراشك، وأن هذا الهجران لم يؤثر فيها شيئاً ولم تنفعك [كأنها تقول لك طز فيك، اعلى ما في خيلك اركبه!]،. حينها تعلم أن هذه المرأة قد وصلت لأشد درجات كفر العشير والكبر والإباء والتحدي، هذه بالتحديد تستحق الضرب حتى تعرف منزلتها وتعرف قدرها ومكانتها بحق،. هذه يجب أن تضربها،. وستجد أثر الضرب بعدها،.

هكذا هي الأصول قبل أن تتبدل،. ولكن الأصول قد زالت اليوم وحل مكانها الميوعة والدلع، والاسلام الكيوت،. تحت اسم (حرام عليك،. تضرب حرمة؟)،.

ــــــــ تجربة شخصية،.

أنا لما ضربت أول مرة في حياتي، وجدت أن زوجتي اقتربت مني أكثر فاستغربت،.. كيف نسيَت موضوع الضرب؟! وكأنه لم يحصل،. وأعرف شخصاً، كان يحاول حل المشاكل بين أخته وزوجها،. يقول لي مستغرباً، زوجها يضربها (ويكفخها)،. يكمل ويقول : وهي غبية،.. بعدها تحبه وتلصق فيه؟،. لماذا يستغرب،. لأنه لا يدري أن هذه طبيعة المرأة أصلاً،.

هو يقيسها على نفسه، لهذا يستغرب، الرجل عنده أنفة قوية وعزة نفس وكرامة، ويراها كرامةٌ تُهان، ولا يرضاها على نفسه، لكن المرأة مع زوجها، ليس عندها تلك الأنفة والعزة [والكرامة المستوردة من الأفلام والمجتمع الكيوت]،. فالذين يقولون بأن الضرب إهانة لشريكة الحياة، وأن كرامتها تداس وتُهان وتحتقر، وأن كرامتها كيت وكيت،.... أقول،. اسأل المرأة ودعها تجيبك،. فهي تعلم من هو زوجها،. اسألها عن آخر الليل حين تفتح له أرجلها ليفعل فيها ما يشاء،. [عن أي كرامة تتحدث؟]،. كيف رضيت أن تسلمها نفسه فيأمرها وينهاها فتطيعه كالعبد المملوك لترضيه طواعيةً منها وحباً،. [عن أي كرامة تتحدث؟]،. هي تعلم يقيناً أن الرجل مطاع، قد يمنعها أو يأذن لها بما يراه ودون سبب ودون شرح،. [فعن أي كرامة تتحدث؟]، هي تعلم أن الرجل سيدٌ في بيته، راكبٌ ليس بمركوب، هو قبطان المركب وحده،. [فعن أي كرامة تتحدث؟]،.

فمن الغلط أن تقيس كرامة المرأة على كرامة الرجل،. فكلٌ له طبعه الخاص فيه،. وليس الذكر كالأنثى،. [قال كرامة قال]،. يغشاها ليلاً ويجعلها تصرخ وتتألم طول النهار حتى تشتكي من الالتهابات والوجع، ثم تقول كرامتي؟!؟!،. [أين كانت كرامتك ليلة الدخلة لما جرحك وسال دمك؟!]،. الآن فقط تذكرتي كرامتك؟!،.

الرجل دائماً سيد، المرأة دائماً تابعة للرجل،. القوامة للرجل، لا يصلح أن تُجعل القوامة للمرأة،. وحين نفهم طبيعة كل واحد منهم،. نفهم تلك الساعة أن الضرب للمرأة الناشز، التي تحاول أن تكون قوّامة كالرجل، أمرٌ طبيعي جداً،. بل تستحقه الناشز،. وأن هذا سيصلحها ويردها لوعيها،. فلا تجعل شغلة المساواة بين الجنسين السائدة اليوم تغير فطرتك،. أو تبدل الحقائق وتطمس كلام الله لأنه بمنظورنا [عيب]،. واعلم أنه [وليس الذكر كالأنثى]،.

ــــــ هذا القسم مضاف للمقال بعد نشره للمرة الأولى،. [بعد نشر المقال، تواصل معي أخوة كثيرون من بلدان مختلفة، كلهم لاحظ هذه الملاحظة الغريبة عند ضرب المرأة الناشز، يقول أنها رجعت وتلصقت وأحبت أكثر من قبل، فهذه ظاهرة غريبة، والناس لا يفهمونها، ولا يعلم أسرارها إلا الله الذي خلقها، وعَلِم الناشر منهن، وأعطانا العلاج فيهن، ولكننا رفضناه وغيرنا معناه لما نرتضيه نحن بعقولنا القاصرة]،.

رَبَنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا،.. ﴿ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾،.

بكيبورد، محسن الغيثي،.